واعزازا لشأنها وتكريما حتى تكون الاشهر الحرم طاهرة نقية من ذنوب العباد فقال عز وجل فلا تظلموا فيهن انفسكم ايها المسلمون خلق الله عز وجل الزمان واختار سبحانه من الزمان اوقاتا فخصها بمزيد تكريم وحفها بزيادة تعظيم فرفع من بين الازمنة قدرها واعلى لها على غيرها ذكرها وانه سبحانه وتعالى يختار ما يشاء ويصطفي. وجعل الشهور اثنى عشر شهرا اختص منها اربعة فجعلهن حرما. وعظم حرماتهن وجعل الذنب فيهن اعظم. والعمل الصالح اجر اكرم. قال تعالى ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله. يوم خلق والارض منها اربعة حرم ذلك الدين القيم. فلا تظلموا فيهن انفسكم وهذه الاربعة الحرم من الزمان بينها النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع اوضح بيان. فعن ابي بكرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الزمان قد استدارك هيئته يوم خلق السماوات والارض يعني بعيدا عن تحريفات المحرفين للتاريخ وبعيدا عن تغييرات المغيرين للشهور ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والارض. السنة اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم. ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان متفق عليه. وقد تلاعب اهل الجاهلية بالاشهر الحرم زيادة ونقصانا تقديما وتأخيرا. كما يتلاعب الناس اليوم بالتواريخ. فلا يؤرخون بما امر الله به وهو الهلال وهذا التلاعب الذي كان اهل الجاهلية يتلاعبون فيه بالاشهر الحرم تماه الله عز وجل نسيئة فقال ان من نسيء زيادة في الكفر يظل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء اعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين. اخوة الايمان لقد نهى ربنا عز وجل عن الظلم من حيث العموم ونهى عن الظلم في الاشهر الحرم من حيث الخصوص. وما ذاك الا تشريفا لها وتعظيما