الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم ومن المسائل ايضا قاعدة الاصل استواء الخوف والرجاء في القلب الا لمصلحة ترجح احدهما الاصل استواء الخوف والرجاء في قلب المؤمن الا لمصلحة ترجح احدهما ولذلك قال الله عز وجل ويدعوننا رغبا ورهبا والواو لمطلق الجمع لكن متى ينبغي ترجيح احدهما؟ الجواب اذا اقتضت المصلحة ذلك. واضرب لكم مثالين. المثال الاول ما الحالة التي تنبغي ان تغلب على ظن من حلت به سكرات الموت. احالة الامن ام حالة الخوف والقنوط؟ الجواب هو الاول ولا شك لماذا؟ لان هذه الحالة مصلحتها ترجيح الامن على الخوف والرجاء على اليأس لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن في الله. وطريق احسان الظن في الله ان تغلب جانب الرجاء حتى لا تظن الله حتى لا تظنن بالله ظن السوء انه لن يغفر لك. هذا من ظن السوء في الله والحامل له اليأس والقنوط مثال اخر ما الحالة التي ينبغي ترجيحها عند التوبة من الذنوب والمعاصي؟ الامن والرجاء ام الخوف والقنوط لا شك انها الحالة الاولى لان التائب من الذنب يحتاج الى من يدفعه لمواصلة طريق التوبة فقد احترق قلبه بالذنوب والمعاصي. ولا يحتاج الى احراق اكثر بالتقنيط والتيئيس من روح الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم ايها الناس ان منكم منفرين. ويقول صلى الله عليه وسلم يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا. ويقول صلى الله عليه وسلم انما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين. فلا تعسر طريق التوبة على من ارادها بكثرة طرق عذاب الله وسخطه واليم عقابه فان هذا يوصل هذا التائب الذي قد استوى قلبه واحترق بالذنوب والمعاصي الى رتبة اليأس فتبوء باثمه فحالة التوبة حالة تقتضي ترجيحا جانب الرجاء في الله عز وجل. اتلوا عليه دائما قول الله عز وجل ان الله لا تقنطوا من رحمة الله. شف كيف لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. اتلوا عليه قول الله عز وجل الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك الله سيئاتهم حسنات. بشره بعظيم بعظيم رحمة الله عز وجل ولذلك لما جاء عمرو بن العاص الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ابسط يمينك فلابايعك ليسلم قال فبسط النبي يده قال فقبضت يدي الان غلب عليه جانب الخوف غلب على عمرو بن العاص جانب الخوف. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما لك يا عم؟ قال اردت ان اشترط قال تشترط ماذا؟ قلت ان يغفر لي لم يقل هذا الكلام الا لغلبة جانب الخوف. فماذا قال له النبي عليه الصلاة والسلام؟ بسط له بساط الامن. قال اما علمت يا عمرو ان الاسلام يهدم ما كان قبله وهذا هو الذي يحتاجه الان ولا لا؟ لكن من باب زيادة ترغيبه قال حتى وان دخلت في الاسلام فهناك اعمال في الاسلام ايضا تحقق كمال تطلبه الان وان الهجرة تهدم ما كان قبلها وان الحج يهدم ما كان قبله وعند احمد وان التوبة تجب ما قبلها هذا كله من باب الترغيب الذي ينبغي ان يسمعه من اراد التوبة اذ هذه الحالة حالة تقتضي ترجيح جانبي الرجاء ومثال ثالث. لو ان الانسان تيسرت له المعصية وهو قادر على ارتكابها الان وليس ثمة مانع يمنعه. فهنا هل حالته تقتضي تغليب جانب الامن ولا الخوف والزجر؟ الزجر والخوف. لماذا؟ لانها حالة تقتضي ترجيح جانب الخوف. اذ لو لم يكن في قلبه بصيص خوف من الله عز وجل ومراقبة له لافضى به الامن ومطالعة جانب الرجاء الى التقحم في هذا الذنب والمعصية افهمت؟ اذا الاصل استواءهما الا لمصلحة ترجح احدهما ولعل كلامي قد وضح