الاصل الثالث من اصول المعتزلة المنزلة بين المنزلتين وقصدوا بهذا الاصل ستروا تحته معنى باطلا. وهو القول بان العاصي ومرتكب الكبيرة يخرج من الايمان ولا يدخل في الكفر بل يكونوا في منزلة بين منزلتين خرج من الايمان ولم يذكر في الكفر فكان في منزلة بينهما يسمى لا يسمى مؤمن ولا يسمى كافر. يسمى فاعل خرج من الايمان ولم يسكت الكفر وشبهتهم في هذا نصوص الوعي ومن ذلك الاحاديث الصحيحة في الصحيحين في غيرهم ان النبي قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس اليه ابصارهم فيها حين ينتهبها وهو مؤمن قالوا هذا بحثي عنه لماذا؟ فدل على انه خرج من الايمان ولم يدخل في الكفر ومثله من حمل عدد السلاح حذف منا. من غش فليس منا. ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية. وغير ذلك من نصوص الوعيد اخذوها واستدلوا بها على ان مرتكبة كبيرة يخرج من الامام لكنه لا يدخل في الكفر. فيكون في منزلة بينهما الاصل الرابع انفاذ الوعيد الاصل الرابع من اصول المعتدل انفاذ الوعيد. وستروا تحته معنى باطلا وهو القول بخلود العصاة في النار. خلود اهل الكبائر يخلدون في النار لا يخرجون منها ابدا ابدا واستدلوا ايضا بنصوص الوعي التي فيها الوعيد لبعض الاسر في قوله تعالى ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأتون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها. وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما وغير ذلك من النصوص. قالوا هل تدل على ان العصاة يصلدون في النار مثل الكفار. وانكروا النصوص التي فيها الشفاعة للعصاة مع انهم وانهم يخرجون من النار مع انها متواترة ويرد على المعتزلة في هذين الاصلين الثالث والرابع بالاحاديث المتواترة في في خروج وصاة الموحدين من النار وانه يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من نار. الحديث اخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان فهذا فالنبي صلى الله عليه وسلم اثبت له الايمان. فدل على انه لم يخرج من الايمان. فهو رد على قولهم بخروجه من الايمان ودل الحديث على انهم يخرجون من النار فدل على بطلان قولهم بانفاذ الوعي وانهم يخلدون في النار. فهذا الحديث فيه الرد على الاصل. قال اخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان فوصفه بالايمان اثبت له الايمان فدل على انه لم يكن من الايمان والحديث دل على انه يخرج من النار فدل على انه لا يخلد والنصوص التي فيها اخراج عصاة الموحدين واهل الكبائر من النار متواترة. تبلغ حد التواتر قد تواترت الاحاديث في خروج العصاة عصاة الموحدين من النار وان نبينا عليه الصلاة والسلام يشفع اربع شهادات اربع شفاعات اربع مرات. في كل مرة يحد الله له حدا في بعض الروايات عفوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من ايمان او حبة خبزة من ايمان في المرة الثانية يقول اخرج ما كان في قلبه مثقال ادنى مثقال حبة من ايمان. في المرة الثالثة يحد الله له حجر ويقول اخذ ما كان في قلبه ادنى ادنى حبة خردل من الايمان وفي المرة الرابعة يقول اخذ من قال لا اله الا الله يعني ما قال عنه كافي صدق وثبت ان الملائكة يشفعون وان الصالحين يشفعون وان الشهداء يشفعون وان الافراط يشفعون وثبت انه تبقى بقية لا تناله الشفاعة. فيخرجهم الرب سبحانه وتعالى برحمته. وشفعت الملائكة وشفع النبيون ولا نبقى الا رحمة ارحم الراحمين. فيخرج الرب سبحانه وتعالى قوما من من العصاة لم يعملوا الكلام فقط. يعني لما كان قط زيادة على التوحيد وثبت ثبتت الاحاديث بان العصاة عصاة الموحدين يموتون فيها اماتة وانهم منتحشون ويكثرون فحما وان النار تأكل وانه يدخل النار جملة من من العصاة من من المصلين. وان النار لا تأكل مواضع السجود شباههم ووجوههم هذا يدخل النار بكونه هذا لكونه عاق لوالديه وهذا لكونه قاطعا لرحمه وهذا لكونه يزني يبات على الزنا او على السرقة او على التعامل بالربا او اقتبال اليتيم او غير ذلك وشهادة الزور او غير ذلك من الكبائر ومعتقدة بالسنة والجماعة انه يدخل له جملة من اهل الكبائر لكن الواحد بعينه لا لا يفسد نفسه وثبت انهم يخرجون منها ظبائر ظبائر قد اجتحشوا وصاروا فحما ثم يلقون على نهر الحياة فينبتون كما تنبت الاحبة في حبل السيل. فاذا هجروا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة. فاذا خرج تكامل عصاة الموحدين والمؤمنين. ولا ينقص النار موحد اطلقت النار على الكعبة بجميع اصنافهم من اليهود والنصارى والشيوعيين والمنافقين والوثنيين والمجوس وغيرهم من اصناف الكفرة والمرتدين وكذلك من مات على ناقض من نواقض الاسلام. كل اصناف الكفرة كلهم تطبق عليهم النار وتغلق فلا يخرجون منها ابدا ابدا قال الله تعالى انها عليهم معصدة مطبقة مغلقة قال تعالى يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجنا منها ولهم عذاب عتيم قال سبحانه كذلك يريهم الله اعمالهم حسرة عليهم وما هم بخارجين من النار. وهذا بعد خروج عصاة الموحدين هذه النصوص الكثيرة المتواترة انكرها المعتزلة مع الخوارج. وقالوا بان عصاة الموحدين والمؤمنين يخلدون في النار كالكفار والعياذ بالله ومن الادلة التي يرد بها عليهم على المعتزلة قول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء لاحظه سبحانه وتعالى ان الشرك غير مغفور. واما ما دون الشرك فقد علقه بالمشيئة والمعاصي كلها دون الشرك الكبائر دون الشرك