الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فلا زال الحديث ايها الاحبة متصلا المثل المضروب في قوله تبارك وتعالى ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء وكان الحديث في المشبه والمشبه به والتشبيه بهذا المثل وذكرت ان طوائف من اهل العلم وهم الاكثر يقولون لابد فيه من مضمر لابد من تقدير وهؤلاء لم يتفقوا بتفسيره على قول واحد والطائفة الاخرى وهم الذين قالوا بانه على ظاهره من غير اظمار هؤلاء ايضا لم يتفقوا المثل في الاية القرآنية هكذا ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق مثلهم بالذي ينعق فبعض هؤلاء الذين قالوا لا تقدير فيه قالوا المعنى هكذا مثل الذين كفروا في قلة عقلهم في عبادتهم لهذه الاوثان كمثل الراعي اذا تكلم مع البهائم فكما ان هذا الراعي يقضى عليه بقلة العقل وكذلك هؤلاء في عبادتهم للاوثان يقضى عليهم بقلة العقل راعي يتكلم مع البهائم يخاطب البهائم قالوا هذا لا عقل له فكذلك هؤلاء الكفار في مناجاتهم لهذه الاصنام. وفي دعائها وعبادتها لا عقول لهم ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع. مثل الذين كفروا في عبادتهم لي اصنامهم كمثل الراعي في مخاطبته للبهائم التي لا تعقل ما يقول فالوصف المشترك هو انتفاء العقل في طرف المشبه والمشبه به وبعض هؤلاء قال المعنى هكذا مثل الذين كفروا في اتباعهم اباءهم تقليد في تقليدهم لابائهم كمثل الراعي اذا تكلم مع البهائم فكما ان الكلام مع البهائم عبث عديم الفائدة فكذلك التقليد عبث عديم الفائدة ووجهه بعضهم هذا القول وصاغه بصياغة فيها بعض المغايرة كما فعل صاحب الكشاف وان كان لا يقول بهذا فهو يقول مثل هؤلاء في اتباعهم للاباء وما هم عليه من التقليد كمثل البهائم التي لا تسمع الا ظاهر الصوت ولا تفهم ما تحته فكذلك هؤلاء يتبعون الاباء على ظاهر حالهم ولا يفقهون اهم على حق ام على باطل؟ وهذا التوجيه احسن من مما قبله اولئك قالوا عبث عجيب الفائدة في الجهتين التقليد عبث عديم الفائدة وكذلك ايضا كلام الراعي للغنم عبث عديم الفائدة مع ان الاية كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء. هل المقصود بيان ان ما هم فيه عبث والاقرب والله تعالى اعلم هو ما ذكرته اولا وهو الذي عليه جماهير اهل العلم. والائمة من ائمة التفسير من الصحابة فمن بعدهم؟ وخلاصة ما سبق بالنسبة لهذه الاقاويل بالمشبه والمشبه به ان من اهل العلم من قال بان المثل مضروب بتشبيه الكافر بالناعق. ومنهم من يقول هو مضروب بتشبيه الكافر بالمنعوق به كافر بالناعق سواء بتقليده للاباء او بدعائه من لا ينتفع بدعائه ولا يسمع دعاءه والذين يقولون مضروب بتشبيه الكافر بالمنعوق به يعني انه لا يفهم كالبهائم ومنهم من يقول هو مضروب بتشبيه داعي الكفار بالناعق فكما ان الذي يوجه الخطاب للبهائم ولا تنتفع بخطابه كذلك هذا الداعي الذي يدعو هؤلاء الكفار هم بمنأى عن دعوته ومنهم من يقول هو مضروب بتشبيه الداعي والكافر. بالناعق والمنعوق به على كل لحال اذا عرفنا هذه الاقاويل وعرفنا الراجح فيمكن ان اكشف عن المعنى ليستقر ويثبت المعنى الذي هو الاقرب بتفسير هذا المثل فيكون ربنا تبارك وتعالى بهذا المثل شبه هؤلاء الكفار بالبهائم السارحة التي لا تفقه ما يقال لها. بل اذا نعق بها راعيها. اي اذا دعاها الى ما يرشدها لا ما يقول ولا تفهموا انما تسمع صوته فقط كما يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله فهذا فيه تنبيه للسامعين انهم انما وقعوا فيما وقعوا فيه بسبب ترك الاصغاء وقلة الاهتمام بالدين فصيرهم من هذا الوجه بمنزلة الانعام فهذا المثل يزيد السامع معرفة باحوال الكفار وايضا يحقر الى الكافر نفسه حينما يسمع ذلك فيكون كسرا لقلبه وتضييقا لصدره حيث صير كالبهيمة فهذا فيه ردع وزجر لمن يسمع ذلك عن ان يسلك مسالكه كما يقول صاحب التفسير الكبير ومن اوضح العبارات في شرح هذا المثل ما قاله الشيخ عبدالرحمن ابن سعدي رحمه الله وذلك ان الله تبارك وتعالى حينما بين عدم انقياد الكفار اذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما الفينا عليه اباءنا فيردون ذلك يردون ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام. بالتقليد للاباء والاجداد فعلم من ذلك انهم غير قابلين للحق ولا مستجيبين له وانهم لن يتخلوا عن عنادهم فاخبر تبارك وتعالى عند اذ ان مثلهم عند دعاء الداعي لهم الى الايمان كمثل البهائم التي ينعق لها راعيها وليس لها علم بما يقول وهم يسمعون مجرد الصوت الذي تقوم به عليهم الحجة ولكنهم لا ينتفعون به ولا يفقهونه ولا يعقلونه ولهذا كانوا صما بكمة كما سيأتي فهؤلاء ليس لهم عقل صحيح فهم اسفه السفهاء واجهل الجهلاء. يقول الشيخ رحمه الله فهل يستريب العاقل ان من دعي الى الرشاد وزيد عن الفساد؟ ونهي عن اقتحام العذاب وامر بما فيه صلاحه وفلاحه وفوزه ونعيمه فعصى الناصح وتولى عن امر ربه واقتحم النار على بصيرة واتبع الباطل. ونبذ الحق ان هذا ليس له ليس له شيء من العقل وانه لو اتصف بالمكر والخديعة والدهاء فانه من اسفه السفهاء مهما كان عندهم الامكانيات العقلية وهو مع ذلك من اسفه السفهاء على كل حال هذا المثل ذكر صاحب التحرير والتنوير انه يشتمل على داع ومدعو ودعوة وفهم واعراض وتصميم وكل جزء من هذه الاجزاء هي اجزاء التشبيه المركب يعني هو يقول هذا تشبيه مركب لكنه يصلح ان يكون مفرقا فيقول بان كل جزء من هذه الاجزاء يمكن ان ينطبق على صفة من اوصاف هؤلاء الكفار فشبه حالهم واستتبع ذلك لتشبيه حال النبي صلى الله عليه وسلم وحال دعوته الكفار لهم حالتان هنا حالة الاعراض عن داعي الاسلام والثانية حالة الاقبال يعني هو يحاول ان يجمع بين المعاني يقول بان المثل مثل الذين كفروا قل هنا مثل كالذي ينعق. داعي الكفار لكن يقول هذا من باب الاستتباع. الكلام في ان الكفار لا يفهمون لكن جاء معه ذكر الداعي لهم لكشف الحال ثم اراد ان يجمع بين قول من يقول بان هذا مضروب لكون الكفار كالبهائم لا يفقهون. وبين القول الاخر بان هذا مضروب كن في بيان حال الكفار حينما يتوجهون الى الاصنام. فيدعونها فيقول بان الكفار لهم حالتان هنا حالة الاعراض عن داعي الاسلام والثانية حالة الاقبال على عبادة الاصنام فيقول بان الحالتين قد تضمنتهما الاية السابقة وهي قوله واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما الفينا عليه اباءنا لا ينتفعون بدعوة الداعي اذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله وهم ايضا يقلدون الاباء واعظم ذلك يعني فيما يقلدون به الاباء عبادة اصنام لاحظوا ان يحاول يجمع المعاني التي قيلت حال هؤلاء كالذي ينعق بما لا يسمع. بعضهم يقول بان ليس هناك مقدر اذا هذا يصور حالهم في التقليد وبعضهم يقول يصور حالهم في عبادتهم لغير الله تبارك وتعالى. فهو يقول يقلدون الاباء واعظم ما يقلدونهم به عبادة الاصنام يقول هذا المثل جاء مبينا لما طوي في الاية السابقة واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله. هذا الداعي يقول له قالوا بل نتبع لم ينتفعوا بدعوتهم وهم كالبهائم السارحة كما قال ابن كثير رحمه الله ما اتبعوا ما الفينا عليه اباءنا اذا هم يقلدون وهذا التقليد لا طائل تحته على كل حال محاولة من الطاهر ابن عاشور بالجمع بين هذه الاقوال يستفاد منها وان كان هذا الكلام قد لا يسلم باطلاق واحسن منه ما ذكره الحافظ ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة بانه سواء كان المعنى ومثل داعي الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع من الدواب الا اصواتا مجردة او كان ومثل الذين كفروا حين ينادون ينادون ما هو ينادون حين ينادون كالانعام التي ينعق بها فلا تسمع الا صوت الدعاء والنداء. ابن القيم رحمه الله يقول القولان متلازمان ان كان المقصود بيان حال هؤلاء من الاعراب فهم لا يفقهون ماذا؟ لا يفقهون ما يقوله الداعي اذا فيه داعي. اليس كذلك؟ ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمعون الا دعاء فهو لبيان حالهم من الاعراض كالبهائم التي يوجه اليها الراعي كلامه ولا تفقه مما يقول شيئا ويقول القولان متلازمان ان قلت هذا المثل مضروب الداعي او للمدعو فهم كيف يعرضون الا بعد الاعراض عن دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم له من الايمان فهذا جيد ويجمع بين قولين ظاهرين في الاية. واما قوله تبارك وتعالى في وصفهم بانهم صم بكم عمي. فلما شبههم بالبهائم زاد في تبكيتهم فقال صم يعني هم صم يعني بمنزلة الصم. السمع موجود ولكنه لا ينتفع به. فصاحبوه الصم عن سماع الحق سماع انتفاع واعتبار واتعاظ وهم ايضا بكم يعني لا ينطقون بالحق واعظمه التوحيد وهم ايضا عمياء اعرضوا عن دلائل الوحدانية وبراهين الرسالة لا يرون ذلك ولا يشاهدونه فهم عمي بهذا الاعتبار ثم وصفهم بعدم العقل لا يعقلون والمقصود العقل الاكتسابي لا المطبوع. لانهم عندهم عقل يفكرون ويحسبون ويبيعون ويشترون لكن المقصود به العقل الاكتسابي انهم يقولون العقل مطبوع ومسموع وانما يكتسب العقل من ماذا؟ من السمع والبصر ان السمع والبصر العقل الاكتساب. ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا. فالسمع والبصر يصبان في القلب. فهو وعندئذ يعقل الاشياء وبهذا وصفوا بانهم لا يعقلون. ولهذا قيل من فقد حسا فقد فقد علما. يعني لو ذهب عنها السمع كم سيفوته لو ذهب عنه البصر كم سيفوته مما لا يحصل الا عن طريق المشاهدة فهذه صفتهم وهذا حالهم وعبارات اهل العلم في هذا متقاربة وقوله تبارك وتعالى هنا في صفتهم بانهم لا يعقلون وانهم قد تركوا حظهم من السماع او الاستماع الذي ينتفعون به يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بان اصل السماع الذي امر الله به هو سماع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. سماع فقه وقبول ما هو مجرد ان يصل صوت الداعي او صوت الرسول صلى الله عليه وسلم الى اذانهم فانهم يسمعون هذا لكن المقصود سماع الفقه والقبول ثم يذكر ان الناس ينقسمون في هذا الى اربعة اصناف صنف معرض اصلا ممتنع عن سماعه لا يريد ان يسمع يضع في اذانه القطن او يضع اصابعه في اذانه او يعرض عن الاماكن التي يذكر فيها هذا اصلا ويقول لا تغشى مجالسنا لا يريد ان يسمع شيئا نسأل الله العافية وصنف سمع الصوت ولم يفقه المعنى وصنف فهم ولكنه لم يقبله ادرك عرف المراد لكنه لم يقبل وصنف وهو الرابع سمع سماع فهم وقبول. عقل عن الله عز وجل واستجاب واذعن فهذا حال المؤمن اما الاول الذي لا يريد ان يسمع فكما قال الله عز وجل وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغو فيه لعلكم تغلبون والصنف الثاني من سمع الصوت لكنه لم يفهم المعنى كما قال الله عز وجل ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع في هذه الاية وهذا يدل على كل حال على ان الكفار لما ختم الله عز وجل على قلوبهم وسمعهم وجعل على ابصارهم غشاوة صاروا في حال من انغلاق القلب بحيث لا يصل اليه موعظة ولا ينتفع بتذكير بخلاف حال المؤمن فان الله تبارك وتعالى قال وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين. فالكافر لا سبيل الى قلبه الا اذا شاء الله عز وجل هدايته وفتح مغاليق قلبه للهدى. فعندئذ يستجيب ويقبل ويدخل في الايمان واما المؤمن فان الذكرى تنفع المؤمنين ذكر فان الذكر تنفع المؤمنين. فهذا حكم معلق على وصف وكما هو معلوم ان الحكم معلق على وصف يزيد بزيادته وينقص بنقصانه ذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين على قدر ايمانه على قدر ما يحصل له من الانتفاع بالذكرى وهذا مشاهد الموعظة الان الخطبة الكلام الذي يوجه للناس الدرس القراءة ما يقرأه الانسان من مواعظ ونحو ذلك يسمع تجد من الناس من يتأثر ويقبل ويتلقى ذلك كالارض العطشى ويظهر اثر ذلك فيه. ومن الناس من يكون بين بين ومنهم من يكون عنده تلكؤ وتردد ومنهم من يسمع لمجرد الثقافة يفهم وحادق ويستطيع ان يتكلم ويلقي ولهذا بعض الناس احيانا بعض النساء تشكو زوجها وما فيه من الانحرافات والبعد عن الله عز وجل. فيقال لها تناصحين هذا الزوج وتذكرينه بالله عز وجل ونحو ذلك تقول هو متخرج من كلية الشريعة ويعرف هذه الامور جميعا واذا ابتدأت في نصحه قال ان شئت اكملت لك والقيت عليك محاضرات في هذا المعنى تتحدث معه مثلا عن قضية غض البصر لانه يدخل مواقع سيئة وينظر قنوات سيئة فيقول لا لا لا انا اعطيك المراجع ونتكلم على هذا وكلام اهل العلم كلام السلف فيه والاحاديث الواردة والكلام في قوله تبارك وتعالى وقل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم مستعد القي دورة كاملة بغض البصر. بعض النسا ماذا تقول قل اه لا يريد ان يسمع شيئا وعارف كل شيء هذي مشكلة اذا كان الانسان بهذه المثابة وللاسف فان اكثر ما يقع هذا الاعراب اكثر ما يقع بالمشاهدة لمن كان على هدى ثم حصل له انتكاس وهذا يشبه ما ذكره الله عز وجل في المثل الاول في قوله تبارك وتعالى مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات اذا رجع الى الظلام بعد الضياء والنور صار رجوعه الى ظلمة اشد فيكون اسوأ حالا من الذي كان في ظلمة اصلا في غفلة لا لا هذا منتكس الان غالبا ما يكون عند هذا الانسان موانع كثيرة جدا وردود افعال واعراض حتى انه لا يريد ان يسمع ولا يرى اصحابه ورفقاءه في دربه ولا يتصلون به ولا يتصل بهم ولربما زاد على ذلك فشتمهم وبعث لهم رسائل في غاية السوء واما اعراضه عن السماع ونحو ذلك فهو نسأل الله العافية في غاية الاعراض المقصود المهم هنا ان الذكرى تنفع اهل الايمان بحسب ايمانهم فينظر العبد ويرجع الى نفسه ما اثر كلام الله عز وجل؟ وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم على قلبه هل يجد استجابة والله عز وجل يقول يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم ثم قال واعلموا ان الله ايحول بين المرء وقلبه وانه اليه تحشرون. فقد يحال بين العبد وبين قلبه فيختم على قلبه ولهذا جاءتني رسالة بالامس من احد الاشخاص يقول بانه حاول في بداية رمضان وقبل رمضان ان يبدأ حياة جديدة يقول ولكنه لا يستطيع. يقول ما استطيع ان اصلي. فضلا عن السنن الرواتب. فضلا عن التراويح وقيام الليل. يقول انا اشعر خيبة والاحباط والخسارة في هذه العشر قل حتى الصلاة لا اصليها صلاة الفريضة فهذا الذي يقول بانه كانه مربوط عن العمل الصالح وعن الصلاة وعن عبادة الله عز وجل ما الذي جعل بها المثابة مع انه يقول تركت جملة من المعاصي التي كنت ازاولها واخرى تذكر ما حصل لها من انتكاسة تعاسة وكذا بسبب صحبة سيئة فهي تقول هجرتها وتركتها وتركت كثيرا مما كنت ازاوله لكن الى الان لم يرجع الي قلبي قولي له الان لا استطيع ان اقوم بالعبادات الفرائض فضلا عن النوافل واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه اليه تحشرون. هذه تقول بانها قد عاهدت ربها وحلفت الا تترك السنن الرواتب مع الفرائض تقول لكني لم استطع فقلت لها اقتصري الان على الفرائض فقط الفرائض لا تصلين اي شيء اخر بس الفريضة يصل الامر الى هذا ويصل الى اكثر من هذا نسأل الله العافية ولهذا يجب على الانسان ان يبادر بالاستجابة لله وللرسول اذا دعاه لما يحييه ولا يمكن ان يدعوه الا الى ما يحييه يغتبط بهذا ويعتقد ان هذه هي السعادة الحقيقية له وانه اذا تلكأ وتباطأ واعرض فانه قد يطمس على قلبه ويحال بينه وبين قلبه فلا يستطيع الاستقامة بعد تارك والعمل والاقبال على الله تبارك وتعالى هذه القلوب لها احوال والايمان يزيد وينقص ولذلك تجد الكثيرين في رمضان لربما كانوا اسوأ حالا مما هم عليه قبل رمضان. على الاقل قبل رمضان ينام في الليل ويصلي الصلوات المكتوبة في المسجد كثير من الناس اليوم يصلي الصلوات لربما جمع بين الصلاتين طلعت النهار هذي كلها نوم هذا رمظان؟ فرائظ وتجد كثيرين تزداد الاثام عندهم في رمظان كما هو شاهد في اسواق او في غير ذلك من اماكن فلا ينتفعوا هذا الانسان بالمواسم ومع تصفيد الشياطين لانه قد صار في حال من اسر الشهوات وضعف الايمان يصعب عليها النهوض يصعب جدا الانسان الذي خارت قواه من مرض او طول قعود شهور على السرير ما يتحرك اذا جا ينهض ويتحرك الو مثل الانسان المعتاد على الحركة الجواب لا فمن اعتاد على قيام الليل سهل عليه باختصار ومن اعتاد على الصيام سائر العام هان عليه ذلك وسهول. ومن اعتاد على قراءة القرآن سهل عليه هذا. لكن الذي قاعد طول السنة ما يعرف القرآن الا في رمضان يروح يبحث عن مصحف في البيت مغبر هذا كيف يستطيع ان يقرأ بالكاد اخر الشهر يحاول ان يأتي بختمة واما صيام الست فهذه معضلة يتفنن كثيرون فيها بانواع الذكاء. منهم من يقول نصرمها من ثاني يوم من اجل ان نفتك من ثاني يوم عشان ارتاح عبء كبير عند الصيام ستة ايام واليوم الاخير منها يعتبر عيد وهو اخر العهد بالصوم الى رمضان الاتي ومنهم من يرى انه يفرقها تخف على نفسه ولا يشعر به عبئها وثقلها لكن الذي اعتاد اصلا يصوم يوم يفطر يوم او يصوم الاثنين والخميس والايام البيض ويصوم محرم وشعبان ويصوم عشر من ذي الحجة وهذه الايام الفاضلة كل شهر يصوم ثمانية ايام فشهر شوال والستة طبيعي بالنسبة لي هي اقل من القدر اللي كان يصومه الساهر شهور العام فهي مثل حركة البدن مع توفيق الله عز وجل كب انسان وضعه على السرير ستة اشهر او سنة تتكلس نظامه وتلتحم مفاصله ولا يستطيع يحتاج علاج طبيعي فمثل هذا الانسان القاعد عن طاعة الله عز وجل كسلان يحتاج الى شيء من المعالجات والصبر شيئا فشيئا الفرائض ثم السنن الرواتب واوتر بركعة يا ابن الحلال لانه يمن على الله عز وجل فنسأل الله عز وجل ان يصلح قلوبنا واعمالنا وان يبصرنا بانفسنا وعيوبنا وان يهدينا وان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا وعافي مبتلانا. واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه