ولبسوا ايمانهم بظلم اما ظلم في حق الله او ظلما في حق النفس او ظلم في حق العباد فاولئك لهم بعض الامن لهذا هنا نقول ان الامن يمكن ان يفهم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له هو الملك الحق المبين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله نشهد انه بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق الجهاد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فيا ايها الاخوة المؤمنون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واني في فاتحتي هذه المحاضرة المدرجة في الجدول الاسبوعي للندوات والمحاضرات في الجامع الكبير جامع الامام تركي بن عبد الله بمدينة الرياظ عاصمة المملكة العربية السعودية اليوم الثاني من الشهر الرابع لسنة ست وثلاثين واربعمائة والف لاشكر الله جل وعلا على ان هيأ الاسباب لاقامة هذه المحاضرات والندوات التي بها يكون الابلاغ للدين ونشر هداية القرآن وتوضيح معالم السنة وما كان عليه ائمة الاسلام من الصحابة رضوان الله عليهم ومن تبعهم باحسان الى يومنا هذا وايضا اشكر لسماحة شيخنا ووالدنا الشيخ عبد العزيز ابن عبد الله محمد ال الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية على عنايته بهذه المحاضرات والندوات وحرصه على حضورها وتوجيه الملقين الى ما به تكميل الفائدة فيما يلقون وتسديد ما قد يكون من ثغرات او نسيان او غلط او سهو فاسأل الله جل وعلا لشيخنا ان يمتعه متاعا حسنا وان يرزقه القوة في بدنه وصحته وفي دينه وايمانه هو واحبابه وذريته واهله ومن نحب جميعا واهلنا امين يا رب العالمين ايها الاخوة موضوع هذه المحاضرة الامن والخوف في القرآن الكريم والامن والخوف في القرآن العظيم موضوع مهم بل هو قرين وثمرة الايمان بالله جل وعلا وبرسوله صلى الله عليه وسلم وبالاسلام والقرآن ولذلك فان هذا الموضوع ليس بالموضوع السهل ان يؤتى على محاوره وما يشتمل عليه في درس واحد او محاضرة واحدة بانه داخل في التفسير والتفسير في مثل هذه الموضوعات يسمى التفسير الموضوعي للقرآن والتفسير له عدة علوم مختلفة يعلمها اهل الاختصاص ومنها التفسير الموضوعي للقرآن والتفسير الموضوعي ايضا على قسمين التفسير الموضوعي باعتبار موضوع ما كهذا الموضوع وكما نقول مثلا التوحيد في القرآن الرسالة في القرآن الايمان باليوم الاخر في القرآن القدر في القرآن الصلاة في القرآن الفتنة في القرآن الرجال في بالقرآن النساء في القرآن وحتى ان بعض اهل العلم كتب الجبال في القرآن وهذه موضوعات كثيرة متنوعة كل موضوع جاء متكررا في القرآن من اهل العلم من يفرده ويجمع ما اشتمل عليه بشيء بشيء يسمى في علوم التفسير التفسير الموضوع للقرآن. هذا نوع اما النوع الثاني فهو التفسير الموضوعي باعتبار سورة بعينها والاعتبار بالسورة يعني مثلا التفسير الموضوعي لسورة البقرة التفسير الموضوعي لسورة المائدة تفسير الموضوع لسورة الكهف وهكذا وهذا يسميه بعض اهل العلم المتأخرين الذين كتبوا في التفسير يسميه مقاصد السور مقاصد سورة البقرة وكما قال شيخ الاسلام ابن تيمية ومقصد سورة المائدة العقود وهكذا وهذا التفسير المقاصدي مما يختلف فيه اهل العلم اثباتا وعدما استيعابا او تجزئة مما ليس في هذا المقام وقت ايضاح الموضوع الاول اللي هو الموضوع التفسير الموضوعي النوع الاول جاء منه هذا موضوع هذه المحاضرة الامن والخوف في القرآن الكريم لفظ الامن وما تصرف منه يعني الامن معرفا امن منكرا امنا ونحو ذلك وما تصرف منه امنة قرية كانت امنة يعني بالفعل او بالمصدر او باسم الفاعل او بالاسم معرفا او بالاسم منكرا جاء في القرآن في نحو تسعة واربعين موضعا والخوف جاء في القرآن في نحو اربعة وعشرين ومئة موضعا وهذا يعطيك الدلالة على عظم شأن هذا الموضوع لاننا اذا اردنا تناول هذا الموظوع بتفسير تسع واربعين اية لموضوع الامن على اختلاف ما فيها من معاني او تفسير مئة واربعة وعشرين اية في موضوع الخوف لاحتاج منا ذلك الى زمن طويل ولهذا فانني في هذا المقام واستأذن سماحة الشيخ والحاضرين في ان نختصر هذا الموظوع بما يفيد في هذا المقام اختصارا ينبئ عن معنى هذا الموضوع وعن اهميته في القرآن الكريم اولا الامن والخوف ظدان اذا وجد الامن ارتفع الخوف واذا وجد الخوف ارتفع الامن الا في شيء واحد وهو الخوف من الله جل وعلا فهذا الخوف الوحيد المحمود لهذا قال تعالى فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين لماذا هذا الخوف هو الوحيد المحمود لانه اولا خوف ممن يستحق ان يخاف منه والثاني وهو مهم لما يسميه اهل العصر الصحة النفسية وما يدفع القلق والمخاوف وو الى اخره لان المخاوف كثيرة فاذا سلط على الانسان ان يخاف من ما يكون به الخوف فهو كثير يخاف على نفسه يخاف على ولده يخاف من نقص دنياه يخاف من المرض يخاف من عدو يخاف من الفتن يخاف يخاف يخاف فهي كثيرة جدا تتعدد المخاوف بتعدد اسباب المخاوف لكن تتبدد بالطمأنينة هذه الطمأنينة هي الامن النفسي وسببها ووسيلتها الخوف من الله جل وعلا ولذلك قال اهل العلم بالمعاني ان الامن والخوف حالتان او معنيان نفسيان الامن معنى النفس يؤدي الى السكينة والطمأنينة والراحة والخوف معنى النفس يؤدي الى عدم الطمأنينة والى القلق والى عدم امن المستقبل الامن في حقيقته هو امن طمأنينة في النفس واستقرار وسكينة لما قد يحدث فاذا اعطيت امنة في الحاضر وامنا في المستقبل فقد حيزت لك الدنيا بحذافيرها كما قال صلى الله عليه وسلم فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها وذكر منها امنا في سربه هنا الامن والخوف اذا حالتان هاتان الحالتان متظادتان الانسان خلقه الله جل وعلا بغير اختيار منه يعني الانسان هو والجن يعني خلق الله جل وعلا الانس والجن باعتبار اه نذكرهما معا باعتبار التكليف بغير اختيار من هذين الجنسين ولما ابتلوا بالتكليف السعادة في التكليف هي الامن وانتفاء الخوف في الدنيا وفي الاخرة لذلك قال جل وعلا فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى الامن في الدنيا الطمأنينة السكينة هذه حالة عظيمة تورث السعادة تورث السعادة. فمن امن من المخاوف من امن من المخاوف كلها كان عنده طمأنينة وراحة وسكينة تامة ومن امن من بعضها كان له من بقدر ذلك وقد ذكر بعض المعاصرين ان الامن لا يتجزأ وهذا ليس بصحيح بل الصواب ان الامن يتجزأ لان الامن يأتي في حال دون حال ويأتي في موضوع دون موضوع وكذلك الخوف يتجزأ وهذا يدلنا عليه قول الله جل وعلا فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون. الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون قال علماؤنا رحمهم الله تعالى فبقدر التوحيد والتزام طريقة الرسل يكون الامن في هذه الدنيا. الذين امنوا فان تم ايمانهم وكمل اولئك لهم الامن التام الكامل والذين امنوا بعدة اعين فننظر للامن مثلا بان الامن امن في دخل النفس وننظر للامن ايضا بان الامن امن في الحياة وننظر للامن امن في المستقبل للحال المستقبلة لما يأتينا مستقبلا نأمن في داخلنا يعني يكون عندنا طمأنينة وسكينة ونأمن في حالتنا بما حولنا ونأمل للمستقبل هذا ما يسميه بعضهم الامن النفسي والامن امن الاجتماعي والامن امن الوطن والنظرة حتى يضبط النظرة الشرعية في ذلك هو ان يربط الامن والخوف ب التقسيمات التالية اولا الامن امن القلب وسكينته وطمأنينته ويقابله خوف القلب خوف القلب واضطرابه عدم استقراره والثاني الامن المتعلق بالظروريات او الظرورات الخمس التي جاء الاسلام بالمحافظة عليها الامن على الدين الامن على النفس الامن على العقل الامن على المال الامن على العرض او النسل كذلك الخوف بالمقابل خوف على هذه الاشياء ثم النتيجة ان الامن في الدنيا على هذه المواصفات او على هذا التقسيم التقريب ويورث الامن في الاخرة فمن حصل الامن في الدنيا نتيجة للايمان كما سيأتي فان له الامن في الاخرة. ومن خاف في الدنيا في بعضها فانه في الاخرة اما ان يكون خائفا واما ان يغفر له بحسب حاله من الايمان والكفر والنفاق واحوالها هنا نقول الامن مرتبط ارتباط وثيق الايمان لماذا لان الله جل وعلا جعل الايمان جعل الايمان سببا للامن في الدنيا والاخرة قال الله جل وعلا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة وقال جل وعلا فاي الفريقين يعني فريق المؤمنين والمشركين احق بالامن ان كنتم تعلمون الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون والظلم هنا فسره النبي صلى الله عليه وسلم بانه الشرك حيث عظم هذا لما نزلت الاية على الصحابة فقالوا يا رسول الله اينا لم يظلم نفسه فذهبوا الى انه ظلم النفس بالذنوب والمعاصي واو ظلم الاخرين ظلم النفس بظلم العباد فقال ليس هذا الذي تذهبون اليه الظلم الشرك الم تسمعوا لقول العبد الصالح ان الشرك لظلم عظيم وهذا من النبي صلى الله عليه وسلم تفسير بالمطلق يعني فسر الظلم المطلق يعني الظلم الكبير اكبر الظلم واكمله اكمل الظلم اللي هو ظلم العبد بالشرك والعياذ بالله. لكن الاية فيها ولم يلبسوا ايمانهم بظلم والظلم نكرة جاءت في سياق النفي بلم ومن المتقرر في علم الاصول اما النكرة في سياق النفي تفيد الظهور في العموم وليس النص في العموم تفيد الظهور في العموم وهذا يعني انها تشمل اشياء كثيرة فهنا الاية دلت على تبعض النتيجة بتبعض سببها فالايمان متبعظ الناس في الايمان درجات فكذلك في الامن درجات. وهذا فيما يتصل بالامن النفسي وهو كذلك ايضا في الامن الامن بين الناس الامن الاجتماعي الامن في الاوطان او ما يسمى في العصر الحاضر بالامن الفكري يعني الامن الديني او الامن العقدي كلها متبعضة وهذا يعطينا نتيجة كبيرة جدا وهي ان القرآن ان القرآن جعل حقيقة الامن هي في الايمان حقيقة الامن في حفظ حق الله جل وعلا في الايمان ولم يلبسوا ايمانهم بظلم ولهذا اذا اردنا في مثل هذا الزمن اذا اردنا الامن الامن العقدي او الامن الفكري احنا نسمي اشياء كثيرة اليوم من البرامج العلمية المفيدة نسميها الامن الفكري وتسمية طيبة يعني الامن المتعلق بالفكر يعني بمسلك العقل فيما ينظر اليه في الحياة هو حقيقة معناه الامن الديني الامن العقدي الامن السلوكي هذا تختصره كلمة الامن الفكري لكنه هو الامن العقدي هو الامن الديني بكل معانيه. لهذا يرجع حقيقة الامن بانواعه يرجع الى تحقيق الايمان ومقتضى الشريعة وهذا يصير بنا الى مسألة مهمة وهي ان الله جل وعلا جعل القرية الامنة هي التي لا تكفروا بنعمة الله والامن الامن بالمعنى الذي ذكرنا وهو استقرار النفس وطمأنينتها وسعادتها وعدم خوفها مما حولها او خوفا من المستقبل بل هذا الشعور العظيم الذي يورث السعادة جعله الله جل وعلا في القرآن نعمة عظيمة والقرية التي تكفر بنعمة الله يعني تكفر بهذه النعمة التي هي الامن هي مهددة بنقصان امنها والامن له مفهوم الامن الامن الذي هو على الانفس على الذوات على الاموال وهذا صنعة وعمل رجال الامن بارك الله فيهم وجزاهم خير الجزاء ولكن هناك امن هو مطلوب من اهل العلم واهل الايمان واهل الدعوة واهل الخير وهو الامن الامن الديني الامن الديني الذي من كفر به او لم يرعى هذه النعمة حقها فانه قد فرط في الامن والناس ايضا اذا اعانوا على ذلك ولم يتواصوا بتركه فقد فرطوا في الامن. فاذا جاء مثلا ما يجعل القلب قلقا في اعتقاده من الشكوك والشبهات مثل ما ترون اليوم ما ينشر في الاعلام بانواعه وفي الصحف من التشكيك في كل شيء حتى التشكيك في العقيدة والتشكيك في الايمان والتشكيك في السنة والتشكيك والتشكيك هذا كفران بالنعمة التي هي نعمة الامن العقدي. الناس عندهم امن عقدي يعني استقرار وطمأنينة لعقائدهم. العظيمة المقتفاة من الكتاب والسنة فيأتي من يشوش هذا الذي يشوش على الناس في دينهم ويربك الناس في دينهم هو مثل في الحقيقة هو مثل من يشوه على الناس في اوطانهم واجسامهم. لانه كما تؤذي الجسم تؤذي النفس فانت تؤذي الدين بل ايذاء الدين مقدم في الظروريات الخمس المحافظة على الدين هذي اعظم المحافظات ولهذا الصحابة رضوان الله عليهم لما جاء الخلل في الدنيا من خروج الخوارج ومن خروج ومن الاختلاف الاختلاف من الثورات التي حصلت ونحو ذلك وحاربها الخلفاء امراء المؤمنين كانت مع سلامة الامن العام في الدين فلذلك لم يكن اثرها في كفران نعمة الله كبيرا فاستمرت الامة وهي قوية على اعدائها اذا كان الامن يخترق في قلوب اهل الايمان وبدل ان تكون مطمئنة اصبح كثير من الناشئة والناس رجالا ونساء لا يعلمون الحق ويتشككون فيه حتى في ما انزل الله في القرآن يشكون فيه او يؤولونه او يقولون وثوابت اخر كثيرة في الكتاب والسنة فهذا نكران لنعمة الله جل وعلا ولذلك قال سبحانه وتعالى وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان. فكفرت بانعم الله انعم الله جمع واحد هذه الانعم المهمة الايمان لذلك قال قال الله جل وعلا بعدها جزاء فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون. يلاحظ اعطيتم نعمة الامن فكفرتموها. فاعطاكم الله لباس لباس الجوع والخوف لان الجزاء من جنس من جنس العمل ولهذا يقوم في الامة الرجال المصلحون من اهل العلم لي دفع ما يضر بالامن الديني وهذا واجب كبير عظيم عظيم جدا وهو لا ينفك عنه احد صغيرا كان او كبيرا على مستوى النفس وعلى مستوى على مستوى الناس رأى النبي صلى الله عليه وسلم في يد عمر ورقة من التوراة فقال ما هذه يا عمر؟ عمر ثاني المبشرين بالجنة المحدث الملهم الذي يؤمن اكثر ممن بعده على التأثر بمثل هذه الورقة التي معه لكن النبي صلى الله عليه وسلم علمه وعلمنا لتحقيق الامن الديني قال ما هذه يا عمر قال ورقة من التوراة قال امتهوكون فيها يا ابن الخطاب والله لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى ابن عمران حيا لما واسعه الا اتباعي اليوم التوراة فيها تحريف بها تحريف لفظا وفيها تحريف معنى وعمر مؤتمن عليها لكن درس للامة وخوف على عمر ومن هو ادنى من عمر اعظم فكيف نأمن كيف نأمن على اجيال الامة الناشئة بكتب تترى ومواقع تترى تنفث فيهم ما يخالف صحيح الديانة ومقتضى الرسالة لا شك ان هذا خطوة وخطوات في كفران نعمة الله جل وعلا. نسأل الله سبحانه وتعالى الا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا الامن النفسي الامن النفسي هذا يورثه الايمان ولذلك قال بعض اهل العلم باللغة ان اشتقاق الايمان من الامن. ان اشتقاق الايمان من الامن فمادتهم الاصلية واحدة امن يأمن امنا وايمانا والايمان على اي حال له علاقة بالامن اشتقاقا وان كان في اللغة يعني في في لغة القرآن او في ما يسمى الحقيقة الشرعية الايمان له معناه والامن له معناه لكن بينهما اتصال. فالامن في النفس يكون بالايمان لماذا؟ لان الانسان عنده اسئلة كثيرة يراها في هذه الحياة من كان قلبه حيا يرى في هذه الحياة اشياء كثيرة لا يعلم تفسيرها اشياء من الوجود والمآل والتفريق بين الناس والامم والاختلاف والغنى والفقر اشياء كثيرة جدا لا يعلم تفسيره لا يحلها بطمأنينة النفس الا الا الايمان فالايمان بالله جل وعلا وبما انزل نجاة للقلب من اضطراب من اضطرابه ومن تردده ومن عدم سكونه وهذا اكبر ثمرات الايماء الامن في القلب فمن اعطي نعمة الامن في القلب فقد اوتي خيرا كثير الحياة الطيبة قلبه امن مستقل مطمئن ما يراه يجد له تفسيرا ما يراه يعلم كيف يتعامل معه واذا ظاقت عليه فيرجع الى ايمانه للامن وللامنة مخبتا بين يدي الله في ظلمات لا يراها احد فينزل الله جل وعلا عليه الطمأنينة والسكينة اذ يغشيكم النعاس امنة منه الامنة هي الامن في حال حاضرة الامنة هي الامن في حال حاضرة. الامنة هي زوال الخوف المتوقع الان اذ يغشيكم النعاس امنة منه يعني رفعا للخوف الذي في نفوسكم تلك الساعة والامن يشمل الحاضر والمستقبل الى ما الى لقاء الله جل وعلا فهذا امن النفس فامن النفس مرتبط والايمان. اما الخوف الخوف فهو مرظ عظال اذا اصيبت به النفس والخوف اما ان يكون محمودا واما ان يكون مذموما فالخوف المحمود والخوف من الله جل وعلا بشرطه والخوف الثاني خوف مذموم والخوف المذموم منه ما يأثم صاحبه اذا كان خوفا من غير الله جل وعلا فيما يتعلق بالشرع ومنه ما لا يأثم صاحبه وانما هو خوف طبيعي والواجب ان يكون المؤمن او المطلوب ان يكون المؤمن قوي لا يخاف من عوارض الحياة لكن ان عرظت له فهو طبيعي الحديث عن الخوف المحمود والخوف المذموم في القرآن اما الخوف المحمود فهو الخوف من الله جل وعلا. والرهب من الله جل وعلا. وهو الذي جاء في القرآن في مواضع كثيرة على اهله من الانبياء والرسل والصالحين قال الله جل وعلا في ذكر الانبياء انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وقال في وصف عباده المؤمنين فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين وقال لنبيه اليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن لله فما له من هاد ومن يهد الله فما له من مضل ويخوفونك بالذين من دونه. من الذي يخوف المؤمن الاخرون. ولذلك الانصات للمخوفين والمرجفين هذا انصات لصوت الشيطان المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الظعيف وفي كل خير. لا تخف من شيء الا من الله جل وعلا خص من الله من ذاته سبحانه ومن جلاله عظيم جبروته وخف من مخالفة مقتضى الشرع وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم سواء في حقه عليه الصلاة والسلام او في حق عباده او في حق الناس او في حق من له حق. خف مما جاءت الشريعة او في منه لما له من اثر سيء وهنا نأتي الى ان الخوف في اثره على النفس اثر مشؤوم يعني اثر سيء على النفس يورثها القلق. يورثها التردد. يورثها الانكفاء. يورثها يورثها الوحدة ونحو ذلك مما هو مذموم. ولذلك اجمع اجمع اطباء العصر على شيء وهو ان الخوف الذي يزيد عن حد معين مرظ الخوف الذي يزيد عن حد معين مرظ. فيصبح يخاف من شيء اصلا لا يخاف منه الانسان الطبيعي وتبدأ له افكار وافكار وافكار هذه يبتلى بها الانسان وفي هذا العصر الخوف الخوف صنعه اناس الخوف الطبيعي هذا اللي يزيد ويصبح مرضا ويقلل في النفس الخوف من الله جل وعلا او قد يزيد فيه من الخوف من الله الى درجة الوسوسة او درجة عدم الاتزان هذا الخوف صنعه الناس بانفسهم اليوم الاعلام يصنع الخوف الاخبار تصنع الخوف الافلام تصنع الخوف القصص تصنع الخوف المناظر التي تنشر وكأن الناس ليس عندهم احساس ينشرون مناظر ومسلمون يقتلون ويصلبون ويعدمون ودماء تسيل هذه ليست من قبيل الاخبار هذه من قبيل اشاعة الخوف في الناس امراض الامة بما لا تحتاج اليه سورة واحدة تكفي خبر بس الصور المتتالية المتتالية لا ترها لانها هي لا تفيد ربما تزيد عند البعض من الخوف الذي ينتجه ينتج مرضا والعياذ بالله الخوف ايضا صنع اليوم فلا تخافوهم وخافوني الخوف من الاشياء الكثيرة اليوم يصنعه مع الاسف يصنعه قراء جهلة ورقاة جهلة يصنعون الخوف في الناس بما يفعلونه ويؤصلونه في الناس في كذا فيك فيك فيك او النساء وهو اكثر وهن اكثر ابتلاء فيك وفيك لا تنصتوا لهؤلاء الجهلة قلنا للناس مئة مرة لا تنصتوا لهؤلاء الجهلة من القراء والرقاة وحتى مفسري الرؤى والاحلام زادوا في بمرض الناس وذهاب الامن النفسي عنهم وذهاب الطمأنينة واصبحوا في قلق واصبحوا يصدقون بكل خرافة. وكانوا من قبل عقود يسيرة في هذه البلاد لا يصدقون بخرافة جاءت من كل حدب وصوب وهذه تسليط الشياطين. سلطت هؤلاء وسلطت هؤلاء شياطين الجن والانس يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا هذا هو الذي يحصل اليوم فلا بد من حالة امن دينية قوية بتصحيح العقيدة وتصحيح الايمان وتصحيح وتصحيح تطبيق الشريعة في الناس وتجديد الدين ولابد من حالة دينية وامن ديني قوي يرفع فيه واسباب الخوف وكفران النعم التي تؤدي بالناس الى الخوف لهذا خلاصة الامن والخوف في القرآن فيما يتعلق بالحالة النفسية انه لا امن الا بالايمان والتزام الشريعة في طمأنينة النفس تجد تفسيرا ما يأتي حولك وما ينفع تقوم به وما لا ينفع تبتعد عنه. والخوف كذلك مذموم لانه نتيجة للشرك بالله نتيجة الايمان بالله نتيجة لعدم قراءة القرآن قراءة القرآن بصوت عال بصوت تسمع به نفسك او اكثر تعطي الانسان قوة لا مثيل لها اللي يقرأون القرآن باعينهم لهم اجر ولكن قوة القوة الايمانية تكون بقراءة القرآن بصوت مرتفع تسمعه بصوت مرتفع تسمعه او ارفع قليلا تعطيك قوة واذا رأيت ايات تهز النفس فارفع صوتك بها تعطيك ملكة وقوة وطمأنينة. لانك تلجأ الى من لا ملجأ بعده وهو وهو الله جل جلاله فما خاب من توكل على الله جل وعلا ومن يتوكل على الله فهو حسبه هذي جهة الجهة الثانية هي الخوف اللي ذكرنا الخوف فيما يتعلق بالضروريات الخمس ظرويات الخمس خوف على الدين الامن على الدين الخوف على النفس الامن على النفس الخوف على العقل الامن على العقل الخوف على المال والامن على المال الخوف على العرض او الاولاد او النسل الامن على العرض والاولاد او النسل. هذه امور مهمة جدا في الحياة اولها واعظمها الخوف على الامن في الدين هذا هو نتيجة التوحيد الامن هو نتيجة التوحيد لان الله جل وعلا اخبر ان من لم يشرك به فله الامن. من وحد الله جل وعلا سبحانه وفقه واعانه. اليس الله بكاف عبده؟ ومن يتوكل على الله فهو حسبه اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم فهذا التوحيد توحيد الربوبية والالوهية والاسماء والصفات ما نتساءل في توحيد الربوبية ليس معنى قول العلماء ان توحيد الربوبية هذا لم تكن الحجة فيه ولم يكن الامتحان فيه انه ليس مهما بل القرآن مملوء تعظيم توحيد الله جل وعلا في ربوبيته في النفوس. لانه يلزم منه ان تعبد الله وحده وتخبت اليه وحده. لانك ترى شيء لا يراه احد من عظم توحيده بالله جل وعلا رأى الناس على غير مرأة ورأى الدنيا على غير مرأى وعلم الله جل وعلا كيف يتصرف في هذا الملكوت؟ وكيف يضع اقواما ويرفع اخرين؟ وكيف يضع دولا ويرفع اخرى؟ وكيف يجري قدره في عباده ويجري سره في خلقه هذا نتيجة التوحيد فعظم توحيدك بربك توحيد الربوبية ينتج منه ان تعبد الله جل وعلا باخبات وانابة ولا ترجوا الا الله جل وعلا ولا تدعو الا الله ولا تستغيث الا بالله لانك ترى تصرف الله جل وانه هو الخالق لكل شيء ولهذا الله سبحانه وتعالى قال في سورة النمل االه مع الله قليلا ما يؤمنون ثم ذكر الايات التي فيها ذكر الربوبية وتصاريف ملكوت تصاريف الله جل وعلا في ملكوته اذا التوحيد وترك الشرك مقتضى التوحيد وهو الالتزام بالشرع وترك الذنوب والكبائر وما يدل عليها والاسراع بالاستغفار اذا غلط المرء او اذنب وضد ذلك هذا من اسباب تحقيق امن الامن في الاديان بل هو هو وسيلة تحقيق الامن الديني. فاذا قلنا الامن الفكري والامن العقدي او الامن الديني اعظمه اعظمه الامن في التوحيد ان لا الا يذهب الناس عما يوصلهم بالله جل وعلا توحيدا وعبادة ورقا وانابة فاذا ذهبوا الى غيره او تساهلوا في هذا الامر العظيم تعلما وتعليما وبثا فانهم سيؤتون لهذا افضل طريقة لتعزيز الامن ان تعزز الايمان في النفوس لان من امن حقيقة فلن يتجنى على عباد الله في انفسهم ولا في اموالهم ومن كان في ايمانه شبهة او شهوة فلابد ان يواجه بشبهته وبشهوته ليحصل الامن ونرفع الخوف عن عن المجتمع كذلك الامن ورفع الخوف عن العرض الاعراظ على النسل قال الله جل وعلا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة الاولاد والاعراض يعني بنات او او رجال يخاف عليهم ويريد المرء ان يرى امنا في نفسه على اولاده وان يراهم في امان من الناس من يفكر في تأمينهم في التعليم وفي تأمينهم في الدنيا وهو نوع امان طيب للدنيا لكن ليس كل شيء بل هناك ما هو اهم منه وهو ان تكون قلوبهم مطمئنة بالله منزوع منها الخوف من غير الله جل وعلا وفيها حب الله جل وعلا وحلاوة طاعته وهذا الذي يعطيه تحقيق الامن في نفوس هؤلاء ولي الامر ولي الامر اعني به من له ولاية في شأن من الشؤون قلت او عظمت من اصغر ولاية الى الولاية العظمى ولي الامر ايظا من مسئولياته العظيمة تأمين الرعية من واجباته العظيمة تأمين الرعية ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال في وصف نفسه وانا اخذ بحجزكم من النار وتريدون ان تتهافتوا فيها ولاة الامور واجبهم الاعظم هو حماية دين الناس واجبهم الاعظم هو حماية اخرة الناس والدنيا وسيلة يقيمونها لصلاحها ولابد وايضا من واجباتهم صلاح الدنيا. لهذا قال اهل العلم في السياسة الشرعية ان واجب الولاة هو اصلاح دين الناس ودنياهم واصلاح دين الناس يعني الامن امن الناس فلذلك لا يجوز لمن ولي شيئا من امور المسلمين قلت ولايته وكثرت ان يتساهل في الامن الديني ولا ان يتساهل في الامن في الشريعة الامن العقدي ولهذا كلنا كلنا مطالب بان نكون يدا واحدة في تحقيق الامن العام الديني الذي امر الله جل وعلا به حال الناس الحالة الاجتماعية الحال الاجتماعية فيها اختلاط يعني بمعنى الاختلاط في بعض الناس يختلط ببعض والانسان مدني بطبعه يختلط بالناس ويحب مجالسة الناس و الجلوس معهم والحديث معهم الى اخره هذه المجالسة اما ان تكون سببا للامن او ان تكون سببا للخوف او ان تكون مجالا لاذاعة الامن او لاذاعة الخوف ولها اداب كثيرة لها صلة بالامن النفسي والامن الديني لكن نأخذ منها حالة واحدة اشار اليها الشيخ احمد في اول تقدمته وهي في قول الله جل وعلا واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو رادوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا قال اهل العلم بالتفسير هذه الاية نزلت في المنافقين اذا جاءهم خبر اي خبر ما يتوثقون بصحته من عدم صحته مباشرة انشر واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به اذاعوا به حديثا لان الوسيلة المتاحة عندهم فهل يشبههم من اذا جاءهم امر من الامن او الخوف اليوم نشروه في الوسائل المعاصرة نعم يشبههم ليست خصلة اهل الايمان هذه خصلة اهل النفاق كل واحد له منها بقدر ما يستأنس لهذا الامر بلغني كذا صار كذا وهو ما صار او لا يدري بلغه اذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به. وفي لفظ الاذاعة قصد ايش؟ قصد النشر الكبير ان ينتشر في الناس لماذا لانه سيؤول الى تخويفهم او الى تأمينهم والمؤمن يجب عليه ان يكون مفتاحا للخير اذا جاء شيء يسر يطمئن الناس طيب انشره في الناس لكن اذا جاء شيء يخوف الناس او يقنطهم او يحبطهم فلا يجوز ان تنشره مع ان المطلوب في كلا الحالين ان تتثبت وان ترده الى الرسول في حياته او الى اولي الامر في حياته بعيدا عنه من امراء السرايا ونحو ذلك او الى اولي الامر في بعده صلى الله عليه وسلم وهنا الواجب الواجب امتلاك اللسان فكثير من المخاوف احدثها لسان. وكثير من المآمن والامن جاءت من كلام لسان ولذلك ما اعظم اثر اللسان واليوم اليد وحركة اليد في الاجهزة ما اعظمها في بث الامن الذي جعله الله نعمة وجعل سلبه نقمة وعذاب وكفر يعني جعل من كفر بنعمة الامن سلبا له وكفر بنعمة الله جل وعلا والخوف يفيض الله جل وعلا على من سلب منه الامن او ضده لذلك لا نستغرب اليوم الناس يخافون اذا ربطت ربط المؤمن بجميع ما يحدث اليوم في الدنيا يجد ان المخاوف زادت لان الطمأنينة الى شرع الله نقصت وهما امران متلازمان الذنوب لها شأن لكن الطمأنينة الى الدين والشرع والاعتقاد والتوحيد وما كان عليه ائمة الاسلام. اليوم في اناس يتنكرون للدين يعتبرونه اساس بلاء على الناس وان الناس تعيش في غير ذلك الدنيا يصلحها العدل دنيا الناس لكن القلب لا يطمئن الا بالايمان قلب لا يطمئن الا بالايمان. لكن حياة الناس نعم يصلحها العدل. ويطمئنون في نظرتهم لبعضهم بالعدل لكن النفس لا تطمئن الا بالايمان ولهذا يجب علينا ان نعلم ان ما جاءنا من الخوف هو بذنب عملناه وما انعم الله جل وعلا علينا به من امن فهو نعمة يجب علينا ان نشكرها بالمحافظة عليها لان حقيقة حقيقة اصلاح الارظ وبالدين ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها اليوم تسلط من يريد مآلا وان كان لا يريد قصدا تسلط من يريد مآلا على دين الناس دون عقوبة ومن لم يؤخذ بعقوبة هذا فانه سوف يكون الخوف في الناس بقدره فان عالج الناس انفسهم وعادوا الى دين الله وتابوا وانابوا كلا على حسب مسؤوليته فانه يأمن خلاصة الامر ان هذا الموضوع كبير جدا في القرآن العظيم فكما ذكرت لكم ايات الامن او جاء لفظ الامن في تسع واربعين مرة وجاء لفظ الخوف مئة واربعة وعشرين مرة وهذا يقتضي بحوث كثيرة في كل اية تقتضي ذلك لخصت ما استطعت من ذلك في هذا المقام. اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا جميعا لما فيه رضاه. اللهم احفظنا بحفظك اللهم احفظنا بحفظك واجعلنا من الامنين في الدنيا والاخرة. نحن ووالدي ووالدنا واهلونا له حق علينا امين يا رب العالمين. اللهم اصلح ولاة امورنا ودلهم على الرشاد. يا ارحم الراحمين. اللهم اجعلنا واياهم من المتعاونين على البر والتقوى ونعوذ بك ان نكون متعاونين على الاثم والعدوان يا رب العالمين. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معايشنا واصلح لنا اخرتنا التي اليها معادنا وامنا يوم الفزع الاكبر. اللهم امنا يوم الفزع الاكبر. وابعد عنا عنا الخوف وفي الدنيا والاخرة انك على كل شيء قدير. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد