الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم وننتقل منها بعد ذلك الى المسألة التي بعدها وهي قاعدة من قواعد اهل السنة والجماعة ايضا. الامن والاياس يتبعضان الامن والاياس يتبعضان. وهي كالمتمم لما ذكرته لكم قبل قليل. فالامن والاياس ها كالاسلام والايمان فليست هي جزء واحد فليست هي جزءا واحدا لا يتجزأ اذا ذهب بعضه ذهب كله. فقد يذهب بعض الامن ولكن يبقى بعضهم وقد يأتي بعض الخوف ها وقد عفوا وقد يذهب بعض الخوف ولكن يبقى بعضهم. فاذا الامن والاياس لا لا يلزم ذهاب بعضهما ذهاب كلهما. وانما قد يذهب بعضهما ولكن يبقى البعض الاخر فليس بالظرورة وجود الامن كاملا دفعة واحدة في لحظة واحدة وليس بالضرورة ايضا وجود الخوف كاملا دفعة واحدة في لحظة واحدة هذا عند الوعيدية والمرجئة قد يكون. ولكن عندنا معاشر اهل السنة تتبعظ اما عند الوعيدية فانه لا يمكن ان يتبعض الخوف مطلقا. وكذلك عند المرجئة فانه لا يمكن ان يتبعظ الرجاء مطلقا. اما عندنا معاشر اهل السنة فان العبد قد يخاف تارة. ويأمن تارة ويصحو قلبه تارة ويغفل عن الله تارة وكذلك اليأس من رح الله ايضا احيانا يدعو العبد ببعض الدعوات ولا يرى اجابتها يقنط لكن ايضا يبقى في قلبه شيء يدفعه الى مواصلة الدعاء وتعاطي الاسباب لعل الله عز وجل ان يكشف هذا الضر وقد يصاب العبد بمصيبة في جسده او اهله او ماله فيقنط او ييأس ان تنكشف. لكنه ليس اليأس المطلق وانما هو مطلق اليأس بسبب حالة ضعف فيها ايمانه او تفلت اسباب لم يرى اثارها فضعف يقينه لكنه بعد ان يراجع نفسه او ينصح ممن يجلس معه او يسمع قصة تقوي عزيمته فاذا قلبه لا يزال مستقبلا وليس بمتعطل عن الاستقبال. ولذلك شرع لنا ان نعزي المصاب لماذا؟ حتى نعيد جانب الثقة الذي قد يفقده بسبب هذه المصيبة اليس كذلك وشرع لنا ترهيب ترهيب الانسان العاصي شرع لنا ترهيبه وزجره حتى وان ادى زجره الى هجره لماذا؟ حتى نقتل نفسه الامنة من مكر الله عز وجل ونعيده الى الوسطية فالزجر بالهجر انما شرع لاعانة المسجور والمهجور على اعادة مرتبة الامن مرة اخرى والوعظ والتذكير ايظا شرع حتى يعيد حتى يعيد الامن والاياس الى ميزانهما الصحيح حتى الا يتفلت في القلب احدهما او يطغو او يغلو على قلبه احدهما فيوصله الى رتبة الهلاك. فاذا هما يتبعضان فقد ييأس الانسان اليوم ولكنه يصبح متفائلا. وقد يأمن الانسان الليلة فيعصي الله عز وجل في الليل امنا من نزول سخط الله لكن ما ان يصبح الا ويتأمل نفسه وتذهب عنه فور شهوته ونيران والنيران التي اشعلتها في قلبه ثم يندم مباشرة قد يتعاطى الانسان المعصية غفلة عن الله عز وجل ولكن ما ان ذاق لذتها وذهبت الا ويصيب قلبه من الهم والغم والحزن ما الله به عليم. وهذا طبع المؤمن. فالمؤمن في هذه الدنيا ليس بطائع الطاعة المطلقة بلا اعتراض شيء من الذنوب والاثام وليس من طبيعته ايضا ان يتقحم في معصية الله طيلة حياته بلا معارضة شيء من الندم والتوبة والاستغفار. وانما هذا وهذا كما قال الله عز وجل خلطوا عملا صالحا واخر سيئا. النتيجة عسى الله ان يتوب عليهم ان الله غفور رحيم. هكذا طبع المؤمن. واخرج ابو داوود في سننه باسناد صحيح. من حديث ابي امامة رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من المؤمن قال اذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فانت مؤمن. قال وساءتك سيئتك اذا المؤمن يصيب ويذنب ولكن طبيعة الايمان تدفعه الى ان يتحسر على تلك السيئة او ذلك الزمان الذي اقتطعه في معصية الله عز وجل فقال وما الاثم؟ قال اذا حاكى في صدرك شيء اذا حاكى في صدرك شيء فدعه. ولما شكى بعض الصحابة الى النبي صلى الله عليه وسلم انهم يكونون عنده وكأن على رؤوسهم الطير من خشية الله ومراقبته. ومن صحوة قلوبهم لكن متى خرجوا من مجلسه وعافسوا الاولاد والازواج نسوا فعاشوا حياتهم الطبيعية الفطرية. التي تقتضيها الدنيا. قال لو انكم تكونون كما تكونون عندي اي في التي يتوقد فيها الايمان لصافحتكم الملائكة في الطرقات من قوة الايمان يعني ولكن يا حنظلة ساعة وساعة هكذا طبع المؤمن. يقوم احيانا يخبو احيانا في صحيح الامام البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن كمثل الخامة من من الزرع تفيؤها الريح تصرعه تارة وتعدله اخرى هكذا المؤمن في هذه الدنيا يسقط تارة ولكنه يقوم تارة. ويقوم تارة ويسقط تارة. لكن ليس من شأن المؤمن ان يقوم القيام التام هذا قد يعسر في هذا الزمان وليس من طبيعته ان يسقط السقوط التام. هذا ايضا ليس من طبيعة المؤمن اذ المؤمن اواب. كثير الرجعة لله عز وجل وكثير الندم فاياك ان يأتيك الشيطان وانت في طاعة فيؤمنك من مكر الله بسبب انك كثير الطاعات وصاحب قيام ليل انتبه حتى لا تقع في الامن من مكر الله واياك اذا كنت ذا معصية واردت التوبة ان يأتيك الشيطان فيثبتك عن عن التوبة. بحجة انك قد اذنبت في حق الله كثيرا وان الله سيغلق بابه عنك ولن يفتحه لك. احذر من ان تقبل هذه الاطروحة لانها ستوصلك الى القنوط او اليأس من روح الله. واعلم دائما ان المؤمن ركبوا ويقوم كالجواد يكبو تارة ويسير كالريح بل يسابق الريح تارة اخرى. فهمتم معنى يتبعظان؟ اذا الامن والاياس يتبعضان عند اهل السنة والجماعة