لا شك ان الناظر الى الالحاد يراه مرظا وهذا المرظ ربما يزيد بحسب او يخبو او انه يطغى او انه يختفي. حاله كحال اي مرض فكري بين ولما نقول المرض معنى هذا الكلام انه على خلاف الفطرة ولذلك كان من مبادئ الملحدين الاشاعة بين الناس ان اللادينية الاصل في البشرية وهذا مصادم لنص كتاب الله عز وجل. الذي فيه ان الله ابتدى خلق الانسان بخلقه ادم وعلمه الاسماء. فكان ادم عليه الصلاة والسلام بنص القرآن وبنص كان نبيا مكلما هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم. وعلى هذا فالاعتقاد الصحيح هو الاصل في الفطرة السليمة هي الاصل في البشرية. قال الله عز وجل فطرة الله في فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. فاذا كان الاعتقاد الصحيح هو الاصل في البشرية كان آدم عليه السلام نبيا وبقي وبقيت البشرية كما قال ابن عباس وهذا لا يمكن ان يقال من قبل الرأي لان الاخبار الماضية لا مجال فيها للعقول ولا للقياسات. فهو علي هذا الخبر بالخبر الثابت عنده. ولهذا قال كان بعد ادم قرون كلهم على التوحيد. اذا الف سنة عاشت البشرية هم يسمونها بدائية وهذه الكلمة مجملة. ما المراد بكلمة البدائية؟ ان كان المقصود بالبدائية انها ما كانت تصنع السيارات ولا الطائرات هذا امر لا ينكر واذا كان المقصود بالبدائية انها كانت لا تختلف عن المخلوقات الاخرى فهذا امر غير مسلم. بل هي سرية ابليسية. فابليس هو الذي قال لما اسجد لادم وهو مثلي ومثل اي مخلوق. فقال الله عز وجل له ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي؟ استكبرت ان كنت من العاليين فاد معلية السلام كان نبيا مكلما وكان علمه الله تبارك وتعالى قال ابن عباس علمه اسماء كل شيء كل شيء حتى القصعة والقصيعة. تأملوا معي والتصغير من الاسماء علم الله ادم. لما عرض الاشياء وصورها على الملائكة ثم عرضهم على الملائكة. عليكم السلام ورحمة الله. فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين لم يستطع الملائكة مع كونهم عندهم من العلوم ما لا يكون عند كثير من البشر لم ان يعرفوا اسماء هذه المعروضات لان الله لم يعلمهم فهذا دليل على ان ادم عليه الصلاة والسلام فاق الملائكة علما فاق الملائكة علما لهذا وصفه النبي صلى الله عليه وسلم قال كان نبيا مكلما. والله في القرآن قال وعلم ادم الاسماء كلها. وكلمة اسمها الالف واللام في الاسماء وهي صيغة الجمع جمع اسم اسماء دخل فيها افاض استغراق ومع هذا الاستغراق اتى بكلمة كل لنفي ان يكون هناك بعض الاسماء. قال وعلم وعلم ادم الاسماء كلها. ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا. اذا نحن لا بد ان نؤكد هذه القضية وهي ان الالحاد امر طارئ. صحة الاعتقاد هو الاصل في البشرية