الحمد لله رب العالمين نحمده سبحانه ولي الصالحين المتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. الصادق الامين صلى الله عليه وعلى اله صاحبي ومن سار على نهجه واختفى اثره الى يوم الدين وبعد فان الايمان بالقدر هو الركن السادس من اركان الاسلام والواجب على المسلم ان يعلم كيف يؤمن بهذا الركن وكيف يحقق هذا الركن لان اركان الايمان واركان الاسلام له وجه قبولي وانقيادي وله وجه كمالي تحقيقي فلما نقول الايمان بالله ركن من اركان الاسلام وهو الركن الاول فمعناه الاقرار بوجوده سبحانه وتعالى وانه رب كل شيء وانه المعبود بحق وانه له الاسماء الحسنى والصفات العليا هذا من حيث الانقياد والقبول واما من حيث التحقيق فان تحقيق الايمان بالله يكون بمراقبة سبحانه وتعالى والاحساس بدوام معيته جل وعلا والاطلاع والتيقن من اطلاعه سبحانه وتعالى بسمعه وبصره على عباده وعظيم قدرته واحاطتي كذلك الايمان بالقدر لابد للمسلم ان يقر بالايمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى هذا امر لا يسع احدا ان يرده او ينكره والاعظم من هذا والاجل والاكرم ان نرتقي بالايمان بالقدر فنصل به الى درجة الكمال ما معنى الايمان بالقدر لما يقول المسلم امنت بالله وملائكتي وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره من الله تعالى فمعنى ذلك انه يقر بان ما يقع في الكون هو بتقدير الله عز وجل الذي يقع في الكون هو اما افعال للرب تبارك وتعالى فانزاله المطر وخلقه ورزقه وملكه وتدبيره واما ان يقع في الكون مفعولات للمخلوقات وهي بتقدير الفتح الله عز وجل واذا كان الامر كذلك فيجب على المسلم ان يؤمن بان الذي يقع في الكون هو بقدر الله تبارك وتعالى والقدر بفتح الدال اسم لما قدره الله سبحانه وتعالى قبل ان يوجد السماوات والارض ونحن نؤمن بان الله سبحانه وتعالى قدر المقادير هذا معنى امنت بالقدر خيره وشره ويدخل في الخير والشر جميع ما يوجده المحدثات المخلوقات فلما نرى ابليس ونرى الكفار والمشركين ونرى شياطين الانس والجن وهم يوقعون الشرور هذه كلها بتقدير الله عز وجل بمعنى لو ان الله شاء لم ان لا يكون يقدر على ان يمنع ذلك ولكنه سبحانه وتعالى جعل الناس في دار البلاء وكان من معاني الابتلاء ان يوجد لهم الاختيار فيختار الخير والشر اما هو سبحانه وتعالى فيجب على المسلم يستيقن انه ليس في افعال الله شر محض ابدا وانما الشر الذي يكون انما هو في مفعولات المخلوق مخلوقات الله عز وجل خلقه سبحانه وتعالى الله سبحانه وتعالى لا يكون في فعله الا الخير كما انه ليس في قوله الا الخير كله والله سبحانه وتعالى يقول وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا فكلمات الله مبنية على الصدق في الاخبار والعدل في الاحكام وافعال الله عز وجل مبنية على الحكمة مبنية على التقدير مبنية على العزة والقوة وهو سبحانه وتعالى يخلق لا لحاجة ويميت لا عن خوف يحيي ويميت يرزق ويغني ويعز ويذل كل هذه افعال لله تبارك وتعالى فان قال قائل كيف لا يكون في افعال الله شر ونحن نرى ابليس يقول خلق الله لابليس ليس ليس في خلق الله لابليس شر في نفسه. وانما الشر ترتب على ما يفعله ويختاره ابليس ولو شاء الله ان يمنعه منعه لكن لما كانت دار دار ابتلاء لم يمنعه الله عز وجل وجعل السجال بينه وبين الصالحين من المؤمنين خلق الله للنار ليس شرا افريتم النار التي تورون اانتم من شئتم شجرتها ام نحن المنشئون نحن جعلنا تذكرة ومتاعا للمخوي فخلق الله عز وجل النار ليس فيه شرط وانما قد يكون فيه عذاب الكفار وهذا في نفسه ليس شر. وان كان بالنسبة للمعذبين للمعذبين شر فيجب على المسلم ان يعتقد هذا الاعتقاد ان الله الحكيم العليم السميع البصير العزيز الحكيم ليس في افعاله واقواله شر ابدا كل قوله حسن وكل حكمه عدل وكل خلقه مبني على الحكمة. وهي عقيدة من عقائد اهل السنة والجماعة خلافا للاشاعرة الذين زعموا ان الله يخلق لا لغاية ويقصدون بكلمة الغاية نفي الحكمة والتعليل اي نعم قد تعجز عقولنا عن ادراك بعظ الحكم فهذا لا يعني ان الحكمة منفية نحن قد نعلم بعض الحكم قد يغيب عن اذهاننا انواع من الحكم فلما نؤمن لان الله عز وجل هو الذي قدر المقادير لابد ان ندرك المراتب الاربعة لهذا الايمان لان الايمان بالقدر لا يتم الا بهذه المراتب الاربعة المرتبة الاولى ان نستيقن ان الله عز وجل علم ما الخلق عاملون اجلا علم ما يفعله هو سبحانه وتعالى وعلم من خلقه عاملون ازلا وعلم ما يقوله سبحانه وتعالى وما يقوله الخلق اسد لان من عقائدنا ان علم الله عز وجل ليس مكتسبا ان علم الله تبارك وتعالى ليس كعلم المحدثات المخلوقات علمه ازلي لانه ضد العلم الجهل والله سبحانه وتعالى لا يوصف الا بالكمال والجهل نقصه فلا يمكن ان يكون ثم وقت لم يكن عالما فهو عالم بعلمه الازلي لا ابتدائي لعلمه كما لا انتهاء لعلمه ومن الفروقات بين علمه سبحانه وتعالى وعلم المخلوقات ان المخلوقين علومهم مكتسبة وعلومهم تأتي شيئا ما عدا شيء او هبة من الغير لهم او ان علومهم يطرأ عليها الغفلة والنسيان والخطأ والظن شك والريث اما الله جل جلاله وعظم سلطانه فعلمه لا يطرأ عليه افور كما لا يطرأ عليه افول لا يطرأ على علم الله نسيان ولا خطأ وما كان ربك نسيه واما قوله عز وجل نسوا الله فنسيهم هي بمعنى اخروا امر الله فاخر الله امرهم وليس بمعنى النسيان الذي هو ذهول علمي الله سبحانه وتعالى علم ما الخلق عاملون ازلا بل علمه سبحانه وتعالى متعلق باشياء في نظرنا لا نأبه بها لكن الله الذي خلق الكون بذراتها باجزائها التي تصغر عن عيوننا وعن ادراكنا هو سبحانه يعلم جزئياتها وتفاصيلها فظلا عن كلياتها وكمالاتها يقول عز وجل وما تسقط من ورقة الا يعلمها ما حد منا يعد اوراق الشجر اللي قدام بيته كم ورقة ويجي اليوم الثاني يعد كم ورقة طاحت رب العالمين جل وعلا علمه عظيم الى درجة ان ورقة من اوراق الشجرة وهي مليارات الاوراق ملايين الاشجار ما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين هذا علم الله عز علمه سبحانه بمكان ولما يكون ولما لن لم يكن لو كان كيف يكون يجب على المسلم ان يعتقده لان هذا متعلق بباب الكمال الله سبحانه وتعالى موصوف بالكمالات قل هو الله احد من معاني الاحدية الاتصاف بالكمالات الله الصمد من معاني الصمدية غناه عن كل نقص وعيب لم يكن له كفوا احد وهذا دليل على الكمال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. دليل على الكمال هل تعلم له سميا؟ دليل على الكمال فالذي يتأمل في علم الله عز وجل بهذه الامور الدقيقة يستيقن انه سبحانه وتعالى عظيم كما يقول ابن القيم رحمه الله بشفاء العليل تأمل في بديع الصنع دليل على عظيم العلم او كما قال ونحن اليوم نشاهد هذا لما نرى مهندسا من المهندسين يحسن صناعة عمارته او سفينة او طيارته او شيئا ما فلما نرى الصنعة وعجيب الصنعة ماذا نقول نقول هذا الرجل علمه عظيم كيف استطاع ان يصل الى هذه الدرجة من الاتقان فالاتقان والنظام البديع والتدبير العجيب كل ذلك ادلة على العلم اذ الجاهل لا يمكنه ان يبنيه ولا ان يصنع لان الجهال كما تعلمون لا احد منا يثق بي هل يوجد عاقل يعطي بيته لجاهل ليبنيه ما يمكن هل يوجد عاقل يعطي جسمه لطبيب جاهل ليطببه؟ لا يمكن اذا نعلم علم اليقين ان الله سبحانه وتعالى العليم ودائما اذا تأملنا نجد العلم يأتي مع الحكمة وهو العليم الحكيم يأتي مع العزة وهو العزيز العليم فعلم الله سبحانه وتعالى شاء بل ان الكفار اذا دخلوا النار يطلبون من العزيز الغفار ان يرجعوا الى الدنيا ليكونوا صالحين فيخبر الله عن شيء لم يوجد بعد. ويقول سبحانه ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه. وانهم لكاذبون فهذا علمه بما لم يكن لو كان كيف يكون هذا الامر لا بد منه وهذا القدر من الايمان بالقدر بان الله عليم علم كل ما سيكون علم كل ما سيكون اذا كانت الدول العظمى مثل امريكا والغرب يضعون خطط خمسينية لدولهم خطط خمسينية لدولهم وهي خطط اجمالية اما التفاصيل فتكون حين التنفيذ اذا كان الناس المتقدمين الراقين بعلومهم الدنيوية يرون انه لا بد من وضع خطط مستقبلية ويضعون علومهم في التفكير كيف سيكون مآلات الامور فكيف يمكن لانسان يسمي نفسه فلسفيا او يسمي نفسه وجديا يظن ان الله لا يعلم الا الكليات تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا لابد من المسلم استيقن كمال ربه جل وعلا ان يعتقد عظيم علمه سبحانه وتعالى الله سبحانه وتعالى اخبر انه لا يقع شيء الا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب والمرتبة الثانية من مراتب الايمان بالقدر ان نؤمن ان الله سبحانه وتعالى كتب مقادير كل شيء قبل خلق السماوات والارض وجاء النص على ذلك في الحديث ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة بخمسين الف سنة الناس يحطون خمسين سنة قطط مستقبلية الله سبحانه وتعالى قبل خلق السماوات والارض كتب ما الخلق عاملون قبل ان يوجد السماوات والارض بخمسين الف سنة الله اعلم من سنوات من من سنواتنا من سنوات ان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون من سنوات خمسين الف سنة الله اعلم لا نعلم الله سبحانه وتعالى كتب كل شيء كما قال عز وجل ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في السماء ما اصابكم من مصيبة او ما اصاب من مصيبة الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله اليسر الا في كتاب يعني مكتوب من قبل ان نبراهن قبل ان نوجدها ان ذلك على الله ومما يدلنا على هذه الكتابة ان القرآن مليء لان بكتابة الله عز وجل وذكره للكتابة في اللوح المحفوظ في ايات متعددة ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير وما تحمل من انثى ولا تظع الا بعلم ان ذلك في كتاب لذلك الله ييسر ايات كثيرة ويقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فيما رواه الامام احمد والترمذي وحسنه اول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال وما اكتب قال اكتب مقادير كل شيء ومعنى اول ما خلق الله القلم او ولية امر اي اول شيء قال الله للقلم اكتب لم يخاطبه بشيء قبله وليست اولية الخلق وان كان ذهب الى هذا الجمهور العلماء من اهل السنة والجماعة وهي مسألة لا يترتب عليها عقيدة سواء كان القلم اول مخلوق او كان اول مأمور ان ان يكتب فان الله عز وجل كتب قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي من حديث عبدالله ابن عباس رفعت الاقلام وجفت الصحف فالاقلام مرفوعة والصحف مطوية لا يغير شيء في اللوح المحفوظ لا يغير شيئا في اللوح المحفوظ فكل شيء مكتوب صورتك شكلك عمله كل ذلك مكتوب وهذه الكتابة لها مراحل الكتاب الاولية قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة هذا لعموم الخلائق لا يوجد احد يخالف هذه الكتابة الكتابة الثانية هي الكتابة التي تكون خاصة بكل انسان وهو الذي جاء في حديث ابن مسعود وفي حديث حذيفة انه اذا كان في بطن امه يأتيه الملك فينفخ فيه الروح فيؤمر بكتب رزقه بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد يكتب ثم الكتابة هذي الكتابة العمرية ثم الكتابة الحولية وهي التي تكون في ليلة القدر ثم الكتابة اليومية يسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأن سبحانه وتعالى لكن الذي لا يغير هو الذي في اللوح المحفوظ يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب. ام الكتاب اللوح المحفوظ. واللوح المحفوظ هو كتاب في العرش فوق السماء السابعة كما ذكر ذلك العلماء رحمهم الله تعالى اذا كل شيء مكتوب نعم كل شيء مكتوب واذا كان الامر كذلك فيجب على الانسان ان يؤمن ان كل شيء مكتوب وهنا يأتي سؤال قبل ان ننتقل للمرتبة الثالثة والرابعة وهو اذا كان الله علم كل شيء وكتب كل شيء ففيما العمل هذا السؤال جاء الى بعظ الصحابة رظوان الله تعالى عليهم فجاء وفد من اليمن وقالوا يا رسول الله انا لنعمل في امر قد فرغ منه في امر هو مستأنف فقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بل في امر قد فرغ منه فقالوا يا رسول الله ففيما العمل قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له وتأمل هذه الكلمة فكل ميسر لما خلق له. مع قوله جل وعلا ان ذلك على الله يسير يظن بعض الناس انه ما دام ان الله علم وان الله كتب ان هذا جبر وهذه غفلة عن حكمة الله عز وجل لان الله لو اراد ان يجبر لجبرهم على الطاعة لما يجبرهم على المعصية ثم عندنا دليل ان الله لم يجبرهم ان الله اثبت للعباد مشيئة واثبت للعباد افعال لكن علمه سبحانه وتعالى شيء وعملهم وفق علمه لا يعني رجال وانما يعني عظمة علم الله سبحانه وتعالى وانه لا يطرأ على علمه خطأ وكون الله عز وجل امر القلم ان يكتب ما هو كائن ليوم القيامة وفق علمه سبحانه وتعالى فهذا ايضا دليل على ان الله سبحانه وتعالى علمه عظيم وساضرب لكم مثالا واحدا حينما اعاشر الطلاب في الكلية او انت مدرس تعاشر الطلاب في المدرسة فتقول بعد مضي شهرين من الدراسة في اخر العام فلان وفلان ممتاز وفلان وفلان راسبون. اخبرت عن علمك بحسب خبرك بحسب خبرتك فلو ان هؤلاء في الامتحان صاروا كما اخبرت ليس الراسب حجة في ان يعترض عليك ولا للناجي حجة في ان ان يعترض عليك لماذا؟ لانك اخبرت عن علمك علمك اصبت فيه بقوة خبرتك ويمكن ان تخطئ لان العلم الانساني مبني على الخبرة والمخابرة والمعاشرة قد يخطئ ويصيب فاذا كنا نحن لا نؤاخذ الناس بعلومنا ولا نرى ان علومنا جبر للناس فكيف نلزم ونقول ان علم الله جبر؟ هذا قول المجبرة الذين لم يفقهوا حكمة الله سبحانه وتعالى من الاشاعرة وغيره الذين يزعمون ان الانسان في الدنيا مثل الورقة في مهب الريح حتى قال قائلهم القاه في اليم مكتوفا وقال له اياك اياك ان تبتل بالماء يستدلون ببيت من الشعر على ان الانسان مجبور ويتركون القرآن. الذي فيه يقول الله سبحانه وتعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله. اذا لهم مشيئة لهم مشية اذا نقول ان العلم الله كون العبد لا يخالف علم الله ليس جبرا. وانما دليل على عظمة علم الله كون العبد لا يخالف ما هو مكتوب في اللوح المحفوظ ليس دليل على الجبر انما هو الدليل على عظمة علم الله ومما يدلنا على ان الانسان يدرك من نفسه الارادة والمشيئة انه يرى من نفسه يريد يقبض يده يقبض يريد يبسط يده يبسط اين الجبر هل نجعل هذا القبظ الانبساط وهذا الارتجاف نجعله كرجفة المريض المحموم اي عقل هذا الذي يساوي بين رجفة المريض وبين رجفة الذي يرجف يرجف يده بنفسه ليس عنده عقل فاذا كان الامر كذلك فكيف نأتي ونقول ان العباد مجبورين؟ اذا كان العباد مجبورين اذا كان العباد مجبورين فلماذا لا يكلف المجانين لماذا لا يكلف الاطفال اذ لا فرق بين الجبر بين من يعقل ومن لا يعقل وهذا يؤكد لنا على انه لما كان ثم عند العبد اختيار كان لا بد ان يكون ان تكون الارادة عنده تامة ارتفع التكليف عن المجنون الذي ليست عنده ارادة تامة او المخبول او الصغير الذي ارادته ناقصة. فجاء التكليف على البالغ العاقل هذا امر ظاهرة الدلال ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم رفع عن امتي القلم رفع القلم عن ثلاث عن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق وعن الصبي حتى يحتل. لماذا النائم رفع عنه القلم؟ لان ارادته والان ناقصة قد يفعل افعاله لا يدري اذا لابد ان نستيقن علم الله عز وجل عظيم كتابته وفق علمه عظيمة وان العباد لهم مشيئة اختيار. لذلك هم مخاطبون بالتكليف علم الله ان فلان يصلي وخاطبه بالصلاة علم الله ان فلانا يشرك وخاطبه بالايمان هنا يريدون اشكالا لا سيما القدرية يقولون كيف يعلم منه انه لن يؤمن وخاطبه؟ لان الله عز وجل لا يعامل الناس وفق علمه اذ لو كان يعاملهم وفق علمه ما كان في حاجة للتكليف كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث قال ان الله اخرج ذرية ادم من صلبه فقبض قبضة وقال هؤلاء للجنة وهؤلاء الى النار فهم بعض الناس للجبر ليس هذا جبر هؤلاء للجنة لعلمه وحكمته سبحانه. وهؤلاء النار لحكمتي. علم ان هؤلاء لن يطيعوا علم ان هؤلاء لا يخالفون امره وان خالفوا يتوبون فقال للجنة وقال لهؤلاء للنار ويأتي انسان ويقول ان الله سبحانه وتعالى كيف يخاطبنا بالصوم وبالصلاة وبالحج وبالطاعة وهو يعلم ان الكافر لن يؤمن وهو يعلم ان العاصي لن يترك المعصية لان له ارادة هو ما اختار الكفر الا بارادته ولهذا لما قيل لهم اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ما قالوا ما عندنا ارادة ما قالوا ما نقدر ماذا قالوا قالوا انا وجدنا ابائنا على امة وانا على اثارهم مقتدون هذه حجتهم العاصي حينما يعصي ما يستطيع يقول ان ما عصيت لانه ليس عندي ارادة. السارق ما يستطيع يقول سرقت لانه ما عندي ارادة. ايدي راحت بنفسها وسرقت ما يقدر يقول الكلام هذا ولذلك من حجج المشركين الاحتجاج بالقدر على الكفر برب العالمين كما قال الله عنهم انهم قالوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من دونه شيء هذا الكلام صحيح لكن النتيجة فاسدة. كيف صحيح؟ لو شاء الله اي لو اراد الله اجبارهم ما اشركوا نعم هذا كلام صحيح. لكن الله لم يرد اجباره لو شاء الله ان يجبرهم وان لا يجعلهم يعصون ما عصوا ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى في ايات كثيرة ماذا يقول تأملوا معي يقول سبحانه وتعالى لعلك باخع نفسك الا يكونوا مؤمنين يعني انت يا محمد صلى الله عليه وسلم انت يا نبينا يا رسول الله تشيل همهم انهم ليش ما اسلموا الله يعلم منهم انه مهما فعلت منهم لن يسلموا فلا تتعب نفسك ان عليك الا البلاغ لعلك باخع نفسك الا يكونوا مؤمنين ان نشأ اسمعوا لهذه الاية الان ان نشأين مشيئة الزام مشيئة جبر ان شأن ننزل عليهم هذه مشيئة كون ان نشأ ننزل عليهم من السماء اية فظلت اعناقهم لها خاضعة ما احد يقدر يقول شي ثاني مثال ذلك جاء في قصة بني اسراء واذ نطقنا الجبل فوقهم جبل الطور بكبره بحجمه جا فوق بني اسرائيل وهم في التين. خذوا ما اتيناكم بقوة واذا اتقنا الجبل فوقهم كانه ظلة. خذوا ما اتيناكم بقوة كلهم خروا لله سجدا وقالوا سمعنا فلما رد الله الجبل قالوا عصينا اذا لابد الانسان يدرك ان الله سبحانه وتعالى قادر ومن عظيم قدرته وهو على كل شيء قدير وهو عزيز وهو سبحانه وتعالى قوي يقدر ان يجعل العباد لا يعصون. كما انه سبحانه خلق خلق خلقا هم لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يأمرون. لا عن انه ما عندهم ارادة لا عندهم ارادة لكن الله جبلهم على الطاعة ما معنى جبلهم على الطاعة؟ جبلهم يعني اوجد فيهم هذه الخصلة انهم لا يميلون الا الى الخير. ها مثل ابراهيم عليه السلام ان ابراهيم كان امة قانتا لله ها حنيفا دائم الميل الى الخير والملائكة جبلوا على الخير الله سبحانه وتعالى قادر نعم الله سبحانه وتعالى اوجد الجمادات الشمس والقمر والنجوم والكواكب والسماء والارض اوجدها وهي لا لا ارادة لها لا تستطيع ان تخرج عن امر الله عز وجل واوجد الجن والانس واوجد فيهما الارادة. ولم يجبرهم على ان لا يعصوا الله ولم يجبرهم على المعصيان. تركهم وما يريدون وما يختارون نعم الله علم هذا علمه وكتب بناء على علمه لكنه سبحانه وتعالى جعل للعبد مشيئة جعل العبد اختيار ولم يجعله مضطرا وكل عاقل يفرق بين فعله الاضطراري وفعله الاختياري وكل عاقل يفرق بين قوله الاضطراري وقوله الاختياري. لذلك لم يكلف الله المكره ليش الا من اكره وقلبه مطمئن لان الارادة ارتفعت فلما ارتفعت الارادة ارتفع التكليف ها هادي مسألة مهمة ننتقل الى المرتبة الثالثة من مراتب الايمان بالقدر مرتبة المشيئة وهي مرتبة مهمة ان الله سبحانه وتعالى يشاء مشية بمعنى الارادة الكونية. المشيئة بمعنى الارادة الكونية. اي ان الله سبحانه وتعالى يريد هذا الشيء ان يكون لا لانه يحبه لكن لان الدار دار ابتلاء اراد عبده فلان الزنا فما منعه؟ اراد عبده فلان الشرك فما منعه اراد عبده فلان الطاعة فما منعه؟ بل اعانه هو يعين على الخير ولا يعين على الشر يعامل اهل يعامل اهل الطاعة بفضله ويعامل اهل المعصية بعدله سبحانه وتعالى ومن كريم عدله سبحانه وتعالى وفضله انه يمد يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويمد يده بالنهار ليتوب مسيء الليل لعلمه ضعف الانسان وفقره وحاجته الى الله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. هذه كلمة المسلمين وهي مستورة مجبورة في ايات كثيرة في كتاب الله عز وجل وما تشاؤون الا ان يشاء الله. ان الله كان عليما حكيما عليما حكيما تأمل يدخل من يشاء في رحمته والظالمين اعد لهم عذابا اليما معنى هذا ان الله سبحانه وتعالى قد قد يمنع بعض الناس قد يمنع بعض الناس من الكفء من الشرك من البدعة من المعاصي لاي شيء لسابقة كانت منه لخير سبق. ومن هنا قال صلى الله عليه وسلم صنائع المعروف تقي مصارع السوء ومن هنا قال الله عز وجل عن يوسف كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا مخلصين خلص من هذه المصيبة اللي الواحد منا يعجز كيف يتخلص منه. الله خلصه ليش خلصه اسمعوا القراءة الثانية انه من عبادنا المخلصين لما كان مخلصا صار مخلصا فعليك ب السابقات الطيبة بالاعمال الصالحة حتى ما اذا جاءت الفتن تثبت ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم ماذا قال؟ في العبادة في الفتنة. قال العبادة في الفتنة كهجرة الي. ليش؟ لان العبادة عبادة يثبتك الله يثبتك الله عز وجل اذا الله سبحانه له المشيئة النافذة نعم واذا لم يرد سبحانه وتعالى شيء مثلا اراد فرعون ان يعيش واراد الله ان يغرقه لن يغلب لن يغلب ارادة العبد ارادة الرب سبحانه وتعالى نقصد بالارادة هنا الارادة الكونية المشيئة اما الارادة الشرعية فالله سبحانه وتعالى يحب الطاعة يحب التوحيد يحب المتقين يحب التوابين يحب المتطهرين فعلى الانسان يسلك هذا السبيل ليعان ويعامل بالفضل وليبتعد عما يبغضه رب العالمين فهو سبحانه وتعالى يبغض القاسطين الجائرين الظالمين ويبغظ المشركين ويبغظ الكافرين ويبغظ الظالمين الفاسقين فعين نبتعد عن هذه الصفات اذا لا بد ان نعتقد انه لا يكون شيء الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى فان قال قائل فلما لم يمنع الله العباد نقول لانه لو منعه ما صار ابتلاء لو منع كل انسان ما صار ابتلاء ولذلك ولذلك الله سبحانه وتعالى يمنع بعض عباده لسابقة كانت منهم قل يبلع عامة العباد ولنضرب مثال ولنضرب مثال ولله المثل الاعلى لو واحد منكم يشتغل في المرور عنده كاميرات وشاف اثنين واحد منا من اثنين يسوقون سيارة على الخط السريع واحد من هذولا ظربوا رقم سيارته واذا ما عليه ولا مخالفة ما شا الله عليه نظيف والثاني ظربوا رقم سيارته ولا مليان مخالفات ومشوا على الخط مو منتبهين ان الكاميرات متغيرة درجات السرعة فيها كل كاميرا تصوره وهذا يطالع قال في نفسها هذا الرجل ما ما يستاهل ليش ما يستاهل؟ ما عنده مخالفة قال لي واحد من الشرطة قدام السيارة الفلانية وقفها وقول له ترى السرعة متغيرة وقف السيارة الفلانية وقال له ترى السرعة متغيرة انضبط ترى صورتك الكاميرا الأولى قال خلاص تبت السيارة الثانية مشت ومشت ومشت نهاية الشارع مسكوه قال لهم ليش ما مسكتوني انا ما له حق يعترض لانه في لوحات مكتوب لا تزيد السرعة عن كذا انت زدت السرعة صوروا؟ ما لك حق الاعتراض الاول عاملوه بفظلهم الثاني عامله بعدلهم. ايش المشكلة في هذا فرب العالمين سبحانه وتعالى يعامل بعض العباد بفضله. نسأل الله من فضله واما من لم يسأل الله من فضله فكيف يعامله الله بفضله بالله عليكم يعني الان الانسان يعني يقيس على نفسه مهما كنت كريما مهما كنت جوادا اذا انسان لا يأتيك يقول لك عطني ما تروح تقول نفسك تعطيه رب العالمين جل وعلا جواد كريم سبحانه اكرم الاكرمين ارحم الراحمين يعين الطايعين ولا يعين العاصين لكن لماذا يعطيهم الحول لماذا السارق حينما يسرق لا يشل يداه لماذا حينما يريد الذهاب الى الخمارة لا يكسر ظهره لانه لو فعل كذلك ما كان هناك معنى للتكليف لكان الانسان يقول انا ابي اسوي المعاصي الله ما خلاني لكان يعترض حتى ابليس ابليس ما قال ما قال الله عز وجل له انت لماذا لم تسجد لادم الانك تريد ان تبين ان لك ارادة ما قالها. قال ما منعك ان تسجد لما خلقت قال انا خير منه. خلقتني من نار وخلقته من طين هذا قياس ابليس قياس ابليس الفاسد ولذلك يجب ان ندرك ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم الكفر والشرك البدع معاصي والطاعات كل ذلك بمشيئة الله لكن الطاعات محبوبة لله عز وجل والكفر والشرك والبدع والمعاصي مبغوضة لله عز وجل لماذا الله سبحانه وتعالى رضي ان يكون في ملكه محبوبات ومبغوظات نقول هذا السؤال غلط الله لم يرظى ان يكون هناك مبغوظات. رظي المحبوبات واما المسخوطات فهو ساخط عليها. وانما اذن بها بان الدار دار تكليف اذن فيها لأن الدار دارتك وشاءها لأن الدار دار التكليف وارادها كونا لان الدار دار تكليف المسألة الرابعة او المرتبة الرابعة من مراتب الايمان بالقدر ان نؤمن بان الله سبحانه وتعالى هو الذي خلقنا وخلق ما في الكون وخلق افعال العباد الله خالق كل شيء قل الله خالق كل شيء لذلك يجب على المسلم ان يعتق ان العبد هو المصلي هو الصايم هو المزكي هو المتصدق هو الذاكر والله خالقه وفعله وان العبد هو المشرك هو الكافر هو الفاسق هو الظالم والله خالقه وفعله ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول والله خلقكم وما تعملون. اي واعمالكم اعمالكم مخلوقة لله لذلك لو لم يرد الله ان يخلق فعلك لوقفت اللقمة غصة في في حلقك ما استطعت ان تسيغها بل لوقفت الشربة غصة فمت منها لو لم يرد الله عز وجل ان يخلق حيا لما استطعت تتنفس لما استطعت البقاء لحظة لذلك الله خلقنا واعمالنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم جاءه جبريل كما في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال جاء رجل شديد سواد الشعر شديد بياض الثياب لا يعرفه احد منا ولا يرى عليه اثر السفر فجلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مما قال حديث طويل قال ما الايمان؟ قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره ولهذا قال ابن عمر لاناس ظهروا في البصرة كانوا لا يؤمنون بعلم الله واحاطته بالاشياء ولا يؤمنون بكتابة الله عز وجل اشياء. قال ابن عمر ليحيى ابن يعمر قال فاخبرهم اني منهم براء وانهم براء مني وهكذا جاء عن عبادة ابن الصامت رضي الله تعالى عنه هذا القدر لابد منه في الايمان. اما الكمال بالايمان بالقدر فهو يتحقق بثلاثة امور الاول اننا مع المصائب مع المصائب التي تصيبنا في ابداننا او في اموالنا او في اعراض متاعنا يعني في الدنيا ان نصل الى مرتبة الرضا هذه مرتبة كمال الايمان وادنى منه وهو الواجب ان نصبر وان لا نجزع لان الدار دار ابتلاء فالله يغير ما شاء سبحانه وتعالى حتى كونك شباب ثم تصبح شيخا ثم هرما هرما هذا كله بتقدير الله عز وجل واما في الجنة فشباب لا يهرمون وعافية دائمة هذه مسألة مهمة جدا. كيف نحقق الايمان بالقدر ان تنظر كيف تعالج وكيف تعمل بين القدر والشر ما الذي يحصل من الانسان؟ ايا كان الانسان اما ان يكون هذا الانسان مبتلى بمصيبته فمعالجته بالرضا بقضاء الله عز معالجته بالصبر على قظاء الله عز وجل وانا كنت مرة في احد اه السفرات ومعي احد الاخوة بجوار فمرت بنا مطبات هوائية في الطيارة حتى ان بعض الناس اللي ما كانوا رابطين الاحزمة ضربت رؤوسهم اعلى الطائرة فنذكر الله عز وجل فلما هدأت الطائرة قلت لصاحبه لماذا الناس لا يذمون الطيار لانهم يثقون بمهارته فلا يذمونه مع انه درجات الان مصايب فسبحان الله كيف يذم الانسان تقدير الله عز وجل فيضانات زلازل حروب اه براكين كل شيء لحكمة السنين الجوع لحكمة الامراض والاوبئة لحكمة الحروب لحكمة لكن كيف نعالجه بالشرع ان ننظر ما امرنا الله به فنعالج المصائب ونعالج المعائد في الشرع صبرا وتركا للاسباب الجالبة لهذه الامور لا نغير لا نغير مجريات الارض لا نغير مجريات البحر حتى لا نفسدها ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس لنذنب حتى لا تفسد علينا اطعمتنا ومأكلنا ومشاربنا وارزاقنا نعالج القدر بشرع الله عز وجل. فين اذنبنا؟ نتوب ونستغفر. نحقق معنى الايمان بالقدر نعالج الايمان بالقدر بان اذا انعم الله علينا نشكر هذه هي مراتب التحقيق الايماني بالقدر الرضا بالقضاء والتوبة والاوبة من الذنوب والشكر على النعماء. هذه امور عظيمة ومن اهم ثمرات الايمان هداية القلب وطمأنينته وسكونه لما يكون من ملك الملوك سبحانه وتعالى ومجرياته في الكون وايضا الشجاعة الذي يؤمن بالقدر يعلم انه لن يموت الا باجل. لا احد يستطيع ان ينقص رزقه لا احد يستطيع ان ينقص شيئا من حاله او يزيد كل ذلك فيك. واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان يضروك بشيء ما ضروك الا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمع لن ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف نسأل الله سبحانه وتعالى ان يزيد ايماننا وايمانكم وان يثبتنا واياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين