هذه الشذرة برعاية الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بعسير تذكرة السلام عليكم اذكركم بان فاتحة القرآن الكريم كله هي سورة الفاتحة ام القرآن. وان فواتح جميع السور تعود الى اصول الثناء والنداء والدعاء والامر والخبر والشرط والاستفهام والقسم والتعليل والحروف المقطعة الصور التي بدأها الله تعالى بالثناء على نفسه ثلاث عشرة سورة منها خمس سور بدأت بالحمد وست سور بدأت بالتسبيح وسورتان بدأت بتباركا. فسور الحمد الخمس هي الفاتحة وفاتحتها الحمد لله رب العالمين بانعام وفاتحتها الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون الكهف وفاتحتها الحمدلله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. وسورة سبأ وفاتحة الحمدلله الذي له ما في السماوات وما في الارض وله الحمد في الاخرة وهو الحكيم الخبير. وسورة وفاتحتها الحمدلله فاطر السماوات والارض جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثلاثة يزيد في الخلق ما يشاء. ان الله على كل شيء قدير. فسور الحمد الخمس اتفقت فواتحها في الحمدلله ثم اختلفت فيما بعدها وساحدثكم في هذه الشذرة عن الاتفاق واحدثكم في الشذرة القادمة ان شاء الله تعالى عن الاختلاف. اذا سور الحمد الخمس اتفقت فواتحها في الحمدلله والحمد كما قال الامام ابن القيم هو مدح المحمود بصفات كماله ونعوت جلاله مع محبته والرضا عنه والخضوع له ثم قصص هذا الحمد المستغرق لجميع الكمالات فقال لله والاسم الشريف الله مشتمل على معاني انواع التوحيد للثلاثة فهو باشتقاقه من التأله الذي هو التعبد مشتمل على معنى توحيد الالوهية. وهو باستلزامه الملك والسيادة والانعام والاصلاح ومطلق التصرف مشتمل على معنى توحيد الربوبية وهو بكونه الاسم الجامع لجميع الاسماء والصفات مشتمل على معنى توحيد الاسماء والصفات. فاذا قلت الحمد لله فكان ما قلت الحمد للرحمن الحمد للرحيم الحمد للملك الحمد للقدوس الحمد للسلام الى اخر حسن المشتملة على كوامل صفاته جل وعلا. وعبارة الحمد لله ابلغ في تأدية هذا المعنى من نحو الله او نحمد الله لان احمد الله ونحمد الله تعبير عن فاعل واحد في زمن مخصص. فالمراد احمد الله انا الان. ونحمد الله نحن الان. وهاتان العبارتان نسبيتان من حيث فمن قال احمد الله بلسانه دون استشعار قلبه لمعنى الحمد وظهور ذلك في افعاله فحمده ناقص دون اما عبارة الحمد لله فهي مطلقة تعني الحمد لله من كل مخلوق في كل زمان واسناد حمدي فيها الى الله حق تام وصدق مطلق لا ريب فيه. فعبارة الحمد لله جملة خبرية انشائية معا ففيها اخبار عن ان الحمد مستحق لله وحده وفيها انشاء للثناء على الله تعالى تعظيما وتمجيدا دعاء وتعبدا رغبة ورهبة تقبل الله صيامكم وقيامكم وغفر لي ولكم ولجميع المسلمين الاحياء منهم والميتين