المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي برحمته اهتدى المهتدون وبعدله ولا الضالون لا يسأل عما يفعل وهم يسألون الحمد لله الذي اضل وهدى واسعد واشقى وامات واحيا واغنى واقلم. سبحانه من اله عليم قادر اجرى حكمته البالغة في كونه وفي شرعه بما حارت معه الالباب فسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فيا ايها الاخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سلاما هو كالعهد بين المسلم والمسلم الا يأتيه منه الا ما فيه السلامة له في ذاته وماله وعرضه. فمن القى السلام فقد عاهد اخاه الا يأتيه منه الا ما فيه السلامة له ومن خالف ذلك في عرض او مال او دات او تعد فقد خالف مقتضى هذا السلام الذي هو من علامات المؤمنين الفارقة بينهم وبين الكافرين في الدنيا وهو تحية اهل الجنة يوم القيامة ثم اني اسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم من المنيبين اليه حقا وممن اجتهدوا في النجاة من الغفلة والنجاة من الفتن والابتلاء والله جل وعلا اقام الحياة على الابتلاء بل واقام الموتى ايضا على الابتلاء. الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا. وقال ونبلوكم بالشر والخير فتنة. والينا ترجعون فهذه الحياة عصيبة وليست بالايام السهلة اليسيرة بمعناها بل هذه الحياة اما بعدها الى نعيم سرندي ابدي واما الى عذاب سرمدي ابدي فاهل الايمان والاسلام مصيرهم الى الجنة واهل النفاق والكفر والشقاق مصيرهم الى النار والعياذ بالله ولاجل عظمة هذا الامر لاجل عظمة هذا الابتلاء بعث الله جل وعلا رسله مبشرين ومنذرين بان لا يكون للناس على الله حجة فجاءت الرسل وبينوا للناس انه لا نجاة الا بالاعتصام بحبل الله المتين وصراطه المستقيم الذي هو دين الاسلام العام وبعد بعثة محمد عليه الصلاة والسلام دين الاسلام الاخص الذي هو عقيدة الاسلام وشريعة الاسلام المسألة عظيمة ولهذا اجمعت الرسل بوحي الله جل وعلا لهم ان هذه الحياة فيها الابتلاء والفتنة ولا نجاة فيها الا بالاعتصام بحبل الله جل وعلا وكل رسول امر بالاعتصام بحبل الله جل وعلا وحبل الله جل وعلا هو كتابه المنزل ورسوله الذي امر باتباعه وحبل الله هو صراطه المستقيم الذي يكون في كل زمان وفي كل مكان. ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم موضوع هذه المحاضرة الاعتصام بالكتاب والسنة وهنا يأتي سؤال لما يختار مثل هذا الموضوع هل الكتاب والسنة الناس منها في شك هم القرآن واحاديث النبي عليه الصلاة والسلام الناس في اتباعها في تردد ام لما يختار مثل هذا الموضوع الذي يظن انه واضح عند الجميع هذا الموضوع الى عرض هو الاعتصام بالكتاب والسنة فان معناه جواب سؤال وهو ما المخرج من الفتنة ما المخرج من التفرق؟ ما المخرج من الاختلاف في الدين وبين الناس ما المخرج من كل ما يسوء الناس المخرج تواضع الاعتصام بالكتاب والسنة ولهذا لو كرر هذا الموضوع في كل مجلس وفي كل منتدى وفي كل جريدة ومجلة لم يكن كثيرا. ولو قيل لك كل يوم لانه به يحصل تحصل البصيرة ويحصل الثبات لهذا امر الله جل وعلا عباده الاعتصام بحبله جل وعلا. فقال سبحانه واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا. الاية وفي هذه الاية التي هي الاصل في هذا الباب امر الله جل وعلا ان يعتصم بحبله وحبل الله هو الطريق الموصل اليه سبحانه وهذا من جهة التمثيل فان الحبل هو ما يوصل ما يكون متدليا يوصل بين شيخين والله سبحانه امرنا بالاعتصام بحبله يعني ان نستمسك بهذا الحدث كما يستمسك الغريق اذا وجد ذلك الحبل وهو يخشى الغرق ولفظة الاعتصام للكتاب والسنة جائية على الحقيقة اللغوية فيها وهي ان يعني غير منقولة من الحقيقة اللغوية الى الحقيقة الشرعية وهي ان لفظ الاعتصام راجع الى ما تحصل لك به العصمة ما تحصل لك به العصمة ما يحصل لك به النجاة ما يحصل لك به دفع الشر عنك ولهذا قال سبحانه قال لا عاصم اليوم من امر الله الا من رحم وقال سبحانه قل من ذا الذي يعصمكم من الله ان اراد بكم سوءا او اراد بكم رحمة. الاية في سورة الاحزاب وهذه الايات وغيرها مما فيه لفظ الاعتصام والعصمة ينبغي ان تتأمل من جهة ان الاعتصام فيه تحقيق ما به العصمة ولاحظ في الاية ان الله جل وعلا امر بالاعتصام بحبله واضاف الحبل الى نفسه الجليلة جل وعلا فقال واعتصموا بحبل الله جميعا ما تفرقوا وحبل الله هو صراطه المستقيم وهو القرآن وهو السنة يعني احاديث النبي عليه الصلاة والسلام. وهو طريق المؤمنين لان هذا من الالفاظ التي تختلف عند اجتماعها واجتمع عند افتراقها فلم البر في القرآن ولفظ التقوى ولفظ الصراط المستقيم والحبل حبل اللام واشباه ذلك معناها السير على كتاب الله جل وعلا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم رجع ذلك الى قوله جل وعلا اهدنا الصراط المستقيم الذي هو القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام لاجل ان الاعتصام تعظم الحاجة اليه عند حصول الفرقة قرن الله جل وعلا في اية ال عمران ما بين الامر بالاعتصام بحبله والنهي عن التفرق. فقال سبحانه واعتصموا بحول الله جميعا ولا تفرقوا والتفرق الذي نهي عنه هنا عام لانه من المتقرر في علم الاصول ان النكرة في سياق النهي تعم الفعل المضارع تتفرق ولا تفرقوا تفرقوا الفعل المضارع منسبق من حدث وزمن والحدث نكرة. فصار الفعل المضارع في سياق النهي نكرة في سياق النهي اتعم انواع التفرق فنهى الله جل وعلا هنا بعد الامر بالاعتصام بحبله نهى عن التفرق فهل التفرق انواع لان الاية عمت بنهي الله جل وعلا انواع التفرق والجواب نعم التفرق من الكتاب والسنة نوعان تفرق في الدين وتفرق في الابدان ولهذا فسر اهل العلم الجماعة في قولهم اهل السنة والجماعة او الجماعة التي امر بها فسروها بمضادة التفرغ فقصرت الجماعة لانها الاجتماع في الدين والاستماع الى ابدان لان التفرق الذي نهي عنه في الكتاب والسنة تفرق في الدين وتفرق في الابدان. قال جل وعلا في هذه الاية ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فبهذا التمثيل ظهر احد نوعي التفرق وهو التفرق بالابدان تفرقوا النفوس تفرقوا المعاداة ما بين اهل الملة الواحدة اذ قال كنتم اعداء فالف بين قلوبكم والنوع الثاني من التبرك لم يذكر في هذه الاية نشيطا وان كان داخلا في عموم قوله ولا تفرقوا ذكر في ايات اخرى كقول الله جل وعلا شرع لكم من الدين ما وصى به نوح والذي اوحينا اليه الى من قال ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ترعى لكم من الدين ما وصى به نوح والذي اوحينا اليه وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه فاذا الاعتصام بالكتاب والسنة مخرج من التفرق في الدين ومخرج ومنجاة من التفرق في الابدان يعني ان الاعتصام بالكتاب والسنة هو الذي شرعه الله جل وعلا لجميع الانبياء سنة كل نبي في امته لانه قال شرع لكم من الدين ما وصى به نوح والذي اوحينا اليك ومن المتقرب عند اهل العلم من اهل السنة والجماعة ان الذي اوحي للنبي عليه الصلاة والسلام نوعان القرآن والسنة. القرآن وحي الله جل جلاله. والسنة وحي ايضا انزل على محمد عليه الصلاة والسلام في احوال مختلفة قال بعدها ان اقيموا الدين يعني الذي اوحي اليك واوحي الى من قبلك ولا تتفرقوا فيه فحصل من ذلك قاعدة عظيمة وهي ان الاعتصام بالكتاب والسنة هو الدين الاعتصام بالكتاب والسنة اعظم فرائض الاسلام واعظم اركان الاسلام لان حقيقته تحقيق الشهادتين. شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وقد قال جل وعلا ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه التفرق في الدين والتفرق في الابدان يرادهما كما ذكرت لك الاجتماع الاجتماع في الدين والاستماع في العداد ومن العجائز الكونية التي اجراها الله جل وعلا في كونه بحكمته ان ثم تلازما ما بين الاجتماع في الدين والاستماع في الابدان وان ثم تلازما ما بين التفرق في الدين والتفرق في الابدان. فاذا حقق العباد الاول وهو الاستماع الدين حقق لهم التوفيق والاجتماع للاجتماع في الابدان. والله جل وعلا هو الذي يؤلف بين القلوب كما قال سبحانه لو انفقته ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم. فاذا استمسك العباد بالاجتماع في الدين وعدم التفرق فيه من عليهم ووفقوا وسددوا الى الاجتماع في الابدان بان لا يكون للشيطان عليهم مدخلا ولهذا عوقب النصارى بعقاب عظيم وهو انهم ضربت بينهم الفرقة والخلاف كما قال سبحانه في سورة المائدة ومن الذين قالوا انا نصارى اخذنا ميثاقهم اخذنا ميثاقهم يعني بايش الاعتصام بما انزل الله جل وعلا ما جاءهم به عيسى عليه السلام اخذنا ميثاقهم. ايش اللي حصل؟ قال فنسوا حظا مما ذكروا به نسوا يعني تركوا والنسيان هنا بمعنى الترك. نسوا حظا مما ذكروا به يعني تركوا نصيبا مما ذكروا به مع علمهم فهم يعلمون ولكنهم الباب انفتح الباب ما ينظر خلوكم معي الباب ما يضر فتح واحد ما كلهم ما شاء الله ناظروا الباب يعني تناسوا حظا مما ذكروا به اه بالمناسبة الامام مالك لما كان يقرأ المسجد يروي احاديث النبي عليه الصلاة والسلام وكان عنده يحيى بن يحيى في الليل راوي الموقعة والطلاب حول الامام مالك فصاح صائح جاء للمدينة فيل عظيم. لم يكن اهل المدينة رأوا فيلا لان الفيل ليس موطن هذه البلاد طاهرة الطلبة كلهم ليروا الفيل وتركوا مالكا الا يحيى من يحيى الميت فقط فقال له مالك لم هل رأيت الفيل قبل ذلك؟ قال انما رحلت لترى مالكا لا ليرى الفيل وبهذا اثابه الله جل وعلا بان الرواية التي تروى الآن في شرق الأرض وغربها المعتمدة لموضأ الإمام مالك هي رواية يحيى بن يحيى الليثي مع انه من صغار طلبته هناك روايات ناس اكبر منه لم يكتب لها القبر. ومسلم في الصحيح يروي من طريق يحيى بيحيى الليثي فاذا ننتبه الى ما يشغل القلب دائما عما تقصده. قال جل وعلا ومن الذين قالوا انا نصارى اخذنا ميثاقه فنسوا حظا مما ذكروا به فاغرينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة ينبئهم الله بما كانوا يصنعون. قال شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره من المحققين من المفسرين دلت الاية على ان الاغراء بينهم بالعداوة والبغضاء كان نتيجة لتفريقهم الدين وتركهم نصيبا مما ذكروا به فالاجتماع على الدين بعدم التفريق فيما تتبع فيه الكتاب والسنة بين مسألة ومسألة او ما بين علم وعلم او ما بين مذهب ومذهب هذا اذا اجتمع عليه العباد ولم يرضوا بغيره اثابهم الله جل وعلا بالاستماع ويسر عليهم سبله واولئك الذين نسوا حظا مما ذكروا به مع علمهم وتركوا ما انزل الله جل وعلا وما جاءت به سنة رسولهم عوقبوا بالاغراء بالعداوة والبغضاء. ولهذا تأخذ قاعدة انها لا تحصل في الابدان بعد اجتماع في الابدان الا والعباد قد فرقوا الدين. وتركوا بعض امر الدين فلم يجتمعوا عليه والا لو اجتمعوا عليه واعتصموا بحبل الله جميعا ولم يتفرقوا لا يأتيهم الشيطان. لهذا الفرقة من عند الصحابة رضوان الله عليهم متى؟ لما ظهرت الخوارج في عهد عثمان وحصلت مقتل عثمان رضي الله عنه بدأت في الامة لان اناسا كثيرين اتوا الى المدينة مناصر الخوارج الى غير ذلك. حتى قاتل علي عبد الرحمن ابن ملجم الخارجي المعروف كان في عهد عمر من خيرة الناس حتى قال عمر لواليه على مصر اني مرسل لك رجلا اثرتك به على نفسي هو عبدالرحمن بن ملجم. فافتح له دارا يعلم الناس فيها القرآن فلما حمل عبد الرحمن الرسالة الى والي مصر من قبل عمر رضي الله عنه قرأها اتخذ له دارا واصبح يعلم الناس فاتى بالخلل من جهة من اختلط به حتى اووه فاصبح من الخوارق. حظرت الفتنة لانه لم يعتصم بنصوص الكتاب والسنة. ولو اعتصم الناس بنصوص الكتاب والسنة وعند الاختلاف يرجعون اليها ويأخذون بمحكم هذه النصوص لرجعوا الى امر بين واضح وصراط مستقيم والله جل وعلا تركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعد النبي عليه الصلاة والسلام الا ها؟ ترك هذه الامة نبينا على بيظاء نقية. فاذا نقول الاعتصام بالكتاب والسنة يأتي مع في الدين بان لا تتفرق في الدين وعنا تأخذ الذين فرقوا قول الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ونأخذه في الاعتصام بالائتلاف والجماعة الواحدة اذا تبين ذلك سنأتي الى تاريخ الامة الطويل العجيب الذي بدأ فيه الانحراف وترك الاعتصام بالكتاب والسنة من ظهور الخوارج واول ما ظهرت الخوارج في عهد النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال له رجل يا رسول الله اعدادي لقسمة الماء فقال له عليه الصلاة والسلام ويحك ومن يعدل ايذا لم اعدل ثم قال عليه الصلاة والسلام يخرج من ضئضئي هذا اقوام تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم يمرقون من الدين. كما يمرق السهم من الرمية. حصل الافتراق هم بترك الاعتصام بالكتاب والسنة. الخوارج يقولون ما في القرآن نقبله. وما جاء وما جاء في الاحاديث عن هؤلاء الصحابة الذين نقاتلهم لا نقبلهم. ففرقوا دينهم فقبلوا بعضا وتركوا بعضا. حتى فيما قبلوه من القرآن ادلوا بالمتشابه وتركوا المحكمات. خرجت المرجعة والطريق نفسها لم يعتصموا بالكتاب والسنة بالنصوص في الدين. خرج خرجت القدرية خرج المعتزلة خرج الجهمية خرج غلاة الصوفية خرج المتكلمون الى اخره لما ظهرت هذه الفرق لتحكيم العقل وعدم الرجوع الى الكتاب والسنة فاذا من فصول الاعتصام بالكتاب والسنة وقواعده العظام ان يترك العقل عند ورود النص فالعقل تابع للنص مفسر باجتهاده مفسر للنص بما يسوغ فيه الاجتهاد. واما ان يكون العقل حاكما على النص فهذا اول طرق ويكون تحكيم العقل حاكما على النص ومقدما عليه بانواع تارة كما عند المتكلمين في قولهم الدليل العقلي قاطع والدليل النقلي ظني فلا نقدم على القطع وهذا باب من ابواب الضلال به قدموا العقليات بحسب اهوائهم على ما جاء في النصوص كلام الله جل وعلى وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم اهل الاهواء في المصالح المختلفة الذين يقولون المصلحة في كذا وهم ليسوا من فقهاء الكتاب والسنة ويعارضون بالمصالح المتوهمة ما جاء في النصوص كما قال قائلهم حيثما وجد في المصلحة فثم شرع الله يعني انظر اين توجد فحيث ولدت المصلحة فثم الشريعة فجعل الشريعة تابعة للمصلحة التي يتوهمها هو مع ان الاعتصام الصحيحة بالكتاب والسنة يقضي بانه حيث وجد النص من الكتاب والسنة او حيث وجد الحكم الشرعي اما المصلحة وليس العكس. وهذا من اصول الاعتصام بالكتاب والسنة ان المصالح تبع للنصوص. لان النصوص من الله جل وعلا ومن رسوله صلى الله عليه وسلم. ولا احد اعلم بالله وبخلقه من من الله جل وعلا فهو سبحانه وتعالى العليم بالناس وبادواء النفوس اذا تبين لك ذلك فتعريف الامة الطويل حصل فيه الصراط في ابواب كثيرة من ابواب الاعتقاد. وهذا الاقتراب في كل مسألة من مسائله ترجع به الى ترك نص من النصوص. لان العقيدة والتوحيد لا يجوز ان يظن ظان انه تركت هذه الامة بغير بيان في العقيدة والتوحيد. بل هذا اصل الاصول هذا العلم بالله جل وعلا. وهو اعظم العلو وانفعه هو العلم بكتاب الله جل وعلا وما جاء فيه من وصف الله سبحانه وتعالى وذكر الاحكام الشرعية وامور الغيب الى اخره لهذا ابن القيم ذكر انفع انواع العلوم. فقال رحمه الله تعالى في منيته في ابياته المشهورة التي يحفظها العلماء يرددونها والعلم قال قبلها والجهل داء قاتل وشفاؤه امران في التركيب متفقان نص من القرآن او من سنة وطبيب ذاك العالم الرباني. مما يأتي احد يأخذ من الكتاب والسنة بلا عالم كمن يذهب صيدلية ويقول انا والله مريض بمرض كذا اعطني الدواء هذا اللون واعطني هذا واعطني هذا. ولا يصلح الا لعالم كما قال ابن القيم هنا وشفاؤه امران في التركيب متفقان نص من القرآن او من سنة وطبيب ذاك العالم الرباني والعلم اقسام ثلاثة ثم لها من رابع والحق ذو تبيان علم باوصاف الاله ونعته. وكذلك الاسماء للديان والامر والنهي الذي هو دينه وجزاؤه يوم المعاد الثاني. والله ما قال امرئ متحلف ما قال امرؤ متحلف بسواهما الا من الهذيان. وهذا حق لان حصول اي اختلاف وحصول اي ضلال سببه ترك الاعتصام بالكتاب والسنة ترك النجا معنى الاعتصام بالكتاب والسنة ترك الالتجاء الى من الكتاب والسنة. فاذا جاءت مشكلة اذا جاءت معضلة اذا اختلف الناس في شيء من ترك الاعتصام ان يأتي كل واحد بفهمه مع ان المسألة يكون فيها نص يكون فيها سنة يكون فيها حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام. تكون فيها اية وفيه تفسيرها الذي يبينها. فيأتي الناس باهوائهم ولا تظنن انك اذا قدمت رأيا قبل الرجوع الى الكتاب والسنة انه لن يؤثر. لان هذا من التقدم بين يدي الله ورسوله بل الواجب ان تغزل لسانك عن الكلام الا فيما تعلم انه صواب. كما قال جل وعلا لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة لكن هو معروف او اصلاح بين الناس تفرقت الامة في توحيد الالهية. يعني في معنى كلمة التوحيد لا اله الا الله وجاء التفرق من جهة اعداء هذه الامة من الباطنية الاسماعيلية والرافضة فجاؤوا بظنهم ان التقرب الى الله جل وعلا بارواح الصالحين ان هذا امر سهل. مع ان النصوص في الكتاب والسنة تنهى عن ذلك. قالوا ان ارشاد الناس الى التعلق بالاموات التعلق بالقبور وبناء المشاهد عليها هذا يقوي ايمانهم يدلهم على هؤلاء ليقظوا تقوى صلتهم بالله فعاربوا النص بعقل وقياد والنبي عليه الصلاة والسلام في مرضه الاخير في وصيته التي لو كانت وصية لابي واحد منا لنفذها حرفيا فكيف رسول الله عليه الصلاة والسلام قال في مرض موته عليه الصلاة والسلام لعنة الله على اليهود والنصارى. اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. الا الا تتخذوا القبور فاني انهاكم عن ذلك. جاءت الامة في صراط عظيم تعلمونه في الشرك ووسائل الشرك. هذا الافتراء لم يزل ينمى بالاهواء ويترك الاعتصام بالكتاب والسنة في مقابل الاستمساك الى عقد العقول والاراء في هذه المسألة تساهل الناس في هذا الامر حتى صار في القرون المتأخرة قد شاع في كثير من بلاد المسلمين كما هو ظاهر لكم وتعلق الجهال ودنيا على كثير بل اكثر جهال المسلمين بمثل هذه الامور الاعتصام بالكتاب والسنة كما ذكرت لك يأتي معك في كل امر من امور الدين اذا التفرغ الذي حصل وبسبب ترك الاعتصام فإذا اردت ان تجعل نصوص الاعتصام بالكتاب والسنة دليلا على رد قول الخرافيين بعامة فهذا واظح. على رد قول نفاة الصفات والمعتزلة واشباه فهذا صحيح. اذا اردت ان تستدل بنصوص الكتاب والسنة في الرد على من قدم عقل على النص فكل هذا داخل في الاعتصام في الكتاب والسنة. فاذا الدين في كل شبهة طائت عليه وجاء بها ومن تبعه فهذا راجع الى القدح في الكتاب وقادح في الاستدلال بسنة النبي عليه الصلاة والسلام نأخذ مسارا اخر في ذلك وهو مسار الاجتماع وهو النوع الثاني من انواع التفرق الاجتماع امر الله جل وعلا به في كتابه وامر به النبي صلى الله عليه وسلم في سنته في احاديث كثيرة فقال عليه الصلاة والسلام في حديث العرباض ابن ساري المشهور الذي في السنن انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور. فان كل محدثة بدعة وقال عليه الصلاة والسلام في التشديد في البيعة والامر بالطاعة لولي الامر المسلم الذي بايعه اهل الحل والعقد من المؤمنين قال في التشديد على ذلك من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية. وقال من اتاكم وامركم جميع يريد ان يشق اخاكم ويفرق جماعتكم فاقتلوه كائنا من كان اذا فالامر بالاجتماع نهي عن التفرغ والامر بالاجتماع والنهي عن التفرق معناه الدعوة الى الاعتصام بالكتاب والسنة الذي يدعو الى الاعتصام بالكتاب والسنة ولا يدخل كل ما حصل فيه الافتراق في الامة راجعا الى الاعتصام بالكتاب سنة فلم يفهم معنى الاعتصام بالكتاب والسنة. فاي افتراق حدث عن طريقة الصحابة وعن ما قرره ائمة اهل السنة والجماعة في فان سبب ذلك راجع الى عدم الاعتصام بالكتاب والسنة. فلهذا نقول كل مسألة يجب ان فدل عليها اولا بنصوص الاجتماع ونصوص الاعتصام بالكتاب والسنة لانه ما من مسألة الا وارجاعها الى دليل من الكتاب والسنة والله سبحانه وتعالى بين ان خصلة المنافقين انهم اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم تولوا واذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم اذا فريق منهم معرضون وقال جل وعلا فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم يعني في الامور الاجتهادية في الامور العملية وفي امور الاعتقاد لابد من تحكيم الكتاب والسنة اذا تبين لك ذلك وظهر لك العلاقة ما بين الاجتماع والافتراء والاعتصام بالكتاب والسنة ننتقل الى مسألة اخرى متعلقة بهذا العصر الذي نعيش فيه وهي حصول افتراض جديد لم يعهد مثله في العلم من اهل الماضي الا وهو ترك تحكيم شريعة الله جل وعلا بالحكم والتحاكم والفصل بين المتخاصمين وتطبيقها في جميع مناحي الحياة لا شك ان هذا نوع من التفرق عن دين الله ومن ما يدخل في قوله جل وعلا فنسوا حظا مما ذكروا به فعارينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة يلا فما ترى من الافتراء بين هذه الامم والدول الى اخره وعدم الاجتماع والائتلاف تدخله ضمن انهم فرقوا دينهم ولم يقبلوا شريعة الله جل وعلا كاملة فعاقبهم الله جل وعلا بالتفرق الاختلاف حتى لا يكاد الناس يجتمعون على قول. لو تجتمع معا عشرة من من بلاد مختلفة وجدت ان لكل واحد منهم رأيا مختلفا وهذا لاجل الاهواء وعدم الرجوع الى الكتاب والسنة هذه المسألة العظيمة نوع من التفرق الحادث الجديد ولا شك ان الواجب على الناس الواجب على العباد ان يعتصموا بالقرآن وبالسنة وان يحكموا شرع الله جل وعلا في الامور الكبيرة وفي الامور الصغيرة. لان الله سبحانه امر عباده بذلك فقال لنبيه عليه الصلاة والسلام وان احكم بينهم بما انزل الله. ولا تتبع اهواءهم. وقال جل وعلا لنبيه ايضا ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون. وقال ايضا جل وعلا افحكم الجاهلية يبغون من احسن من الله حكما لقوم يوقنون والايات في هذا كثيرة. الم ترى الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون دون ان يتحاكموا الى الطاغوت. وقد امروا ان يكفروا به ويريدوا الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا فاذا هذه المسألة من المسائل الحادثة التي يجب تنبيه الناس عليها. وكل واحد ينبه عليه حتى لا تستقر في النفوس وانها شيء لا اشكال فيه كما يروج له بل الواجب على العباد جميعا ان يتواصوا بالحق وان يتواصوا بالصبر وان يبينوا ان معنى الشهادتين راجع الى تحقيق التوحيد توحيد العبادة والى الحكم بشرع الله جل وعلا. وان الامة اذا ارادت ان تجتمع في ابدانها وان تجتمع على اعدائها فلتبدأ بالاجتماع في دين الله جل وعلا. لانه هذا هو الاساس وانتم ترون في بلاد مختلفة اقاموا في بعض البلاد صار جهادا وصار وصار لما لم يجتمعوا في الاصل على كتاب وسنة لم يجتمعوا على منهج واحد يقاتلون عليه يجاهدون عليه حصل لهم ما حصل والواجب ان يجتمع الناس على نهج واحد واضح واعتصام بالكتاب والسنة ثم بعد ذلك تأتي القضايا الاخرى فانما يقوم بالجهاد من كان صفه واحدا اما اذا كانت الصفوف مختلفة فكيف قاموا بجهاد لا شك انه سيحصل الفرقة وسيحصل خلاف. والشيطان ينزع او ينزغ بين بين العباد هذا لهذه المسألة منهج سلفي واضح بين وهي ان كل مسألة يدعى اليها فيجب ان يرجع فيها الى الكتاب والسنة. في الامور العامة للناس جميعا وفي الامور الخاصة. في امور الدول وبامور الجماعات العاملة للاسلام وفي امور الافراد المتعاونين على الدعوة لابد ان يرجع الى النص من الكتاب والسنة والا فلا نكون فعلنا شيئا سوف تكون مجرد محاولات تعود يعود اصحابها من حيث بدأوا والشواهد على ذلك كثيرة من هنا نصل الى كلمة للدعاء الى الله جل وعلا وهي ان الاعتصام بالكتاب والسنة وهم الدعاة الى الكتاب والسنة. يأتيهم في كل حال سواء اكانوا مجتمعين ام كانوا افرادا يأتيهم في ان الدعوة ميدان لمزلة الاقدام والتفرق الحاصل بين الدعاة في بلاد كثيرة ذهبنا الى امريكا والى بعض البلاد في الشرق والى وجدنا ان المسلمين في مسجد واحد لهم عدة عرب ربما يصلي خمسة كل واحد له جهة. في تفكيره حتى في الامور الحادثة ولا شك ان هذا شيء يبهر. اذا دخلت انت الى مسجد من المساء يعني يصلون فيه الفجر مثلا. سبعة ثمان او عشرة او صف ورأيت الخاصة منهم وكل واحد له رأي هذا ناتج من هل الكتاب والسنة فيها اشتباه ليس فيها اشتباه الاشتباه حاصل في المنهج والاعتصام بالكتاب والسنة يوحد المنهج في الرقية بما حولك من الامور فما حولك من الاشياء المنهج في النظر اليها واحد لان ما حولك اما ان يكونوا مسلمين وحق المسلمين معروف في النصوص في الكتاب والسنة. واما ان يكونوا كفارا والكفار صار معروف حكمهم وكيف التعامل معهم بالكتاب والسنة بتفصيل الكافر المحارب والكافر المستأمن والمعادي الى اخره مما هو في القرآن وفي سنة النبي عليه الصلاة والسلام. كيف يعامل العاصي؟ موجود بالنصوص؟ كيف يعامل المبتدع؟ موجود في النصوص كيف يعامل الجاهل موجود في النصوص والذي يحصل من كثير ممن يريدون الخير انهم لا يرجعون الى الاعتصام بالكتاب والسنة في نهج الدعوة. والدعوة اذا لم ينهج فيها بالكتاب والسنة فان الاقوال والاراء ستختلف. وهذا اختلاف الاراء والاقوال طبيعي؟ لا. انما جاء من جهة ترك نصيب مما ذكر به العبادة كما ذكرنا لكم في اول المحاضرة فنسوا حظا مما ذكروا به ما رأينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة. فاذا الاعتصام بالكتاب والسنة يوصى به الخاصة. يوصى به الدعاء يوصى به الشباب الذين يدعون الى الله جل وعلا يوصى به المعلمون يوصى به اهل البلاد في شرقها وغربها وشمالها وجنوبها اذا رجعنا الى شيء واحد اختلفنا واجتمعنا وكنا قوة على اعداء الاسلام اذا اختلفنا وجاء الشيطان ليملأ بيننا بامور مختلفة لا شك ان هذا سوف يكون تفرقا في الدين وتفرقا في الابدان منهج الدعوة الى الله جل وعلا اعظم ما يحتاج فيه الى الاعتصام بالكتاب والسنة وذلك في مسائل اما المسألة الاولى فهي مسألة ترتيب الاولويات بالدعوة الدعاة في كثير من اختلافاتهم رجعت الى ما هي اولويات الدعوة؟ ما الذي ندعو الناس اليه اولا؟ ما الذي يبث في الناس؟ الناس يجمعون على اي شيء؟ ما الهدف من وراء ذلك وما هو سائله هذه قضية يختلف فيها الدعاء كثيرا. ومن اختلافهم نشر اختلاف في جماعات مختلفة في عدد من بلاد المسلمين لم حصل الاختلاف له تاريخه ما سبب الاختلاف عدم الاعتصام بالكتاب والسنة في ترتيب الاولويات وهي المسألة الاولى. عندنا الادلة واضحة كيف ترتب الاولويات في الدعوة فهناك مقاصد وهناك وسائل ولا شك ان المقاصد هذه اذا كانت شرعية فالوسائل لها احكام الغايات والنبي عليه الصلاة والسلام بين لنا كيف نرتب الدعوة في قوله عليه الصلاة والسلام لمعاذ انك تأتي قوما اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله اهل الكتاب رتب لهم هذا اولا والمسلم اذا جهل او نسي او غفل او صارت له شبهة في معنى الشهادتين بالتوحيد وتحكيم شرع الله جل وعلا لابد ان تكون هذه هي الاولوية الاولى لان معنى الشهادتين هو توحيد الله جل وعلا في عبادته والحكم بما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام فانهم اجابوك بذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة الحديث فاذا الاولويات في الترتيب ان كل بلد تختلف عن البلد الاخرى فيما ينشر فيها فيما يدعى اهل البلد اليه. في بلد يكون الغالب عليهم الجهل بالتوحيد. هنا تكون الاولوية الدعوة الى هذا وتعليم الناس توحيد الله حتى ينقذوا من النار في بلد يكون عندهم وضوح في التوحيد لكن عندهم تهاون في الشهوات. فهنا تكون من الاولويات ان تصد هذه الشهوات وان ينبه عليها مع بقاء الدعوة الى التوحيد بقدر ما حتى يثبت في القلوب. وهكذا. هذا مقصد وسيلة هذا المقصد ما هي وسيلة تحصيل هذه الدعوة ما هي؟ هل يجوز تأخير الناس بدءا في امر الدعوة لهم على هذا الاصل وهو توحيد الله جل وعلا وتحقيق الشهادتين الى ان تقوم دولة في بلد ليس فيه دولة اسلام فالدولة تنفذ هذه الاشياء في الناس هذا طرح موجود في بعض الدعوات يقولون لابد نعم ندعوا الى التوحيد اولا لكن متى؟ اذا قامت دولة الاسلام هنا حصلت الوسيلة لالزام الناس بذلك. وهذا طرح غير صحيح لما؟ لان الناس حتى يصلوا الى الدولة في بلد ليس فيه دولة اسلام يموت الاف يموت عشرات الالاف يموت مئات الالاف اذا مات على الجهل بالتوحيد اذا مات على غير عقيدة سليمة فهو على خطر اذا مات على الشرك فمن يمت وهو مسرف فهو من اهل النار انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. لهذا من اخر الدعوة الى توحيد الله انقاذ الناس من الجهل بحق الله جل وعلا وبالتوحيد ومن الوقوع في الشركيات حتى تقوم الدولة هذا لم يعتصم بالكتاب والسنة السنة حقيقة في ترتيب اولويات الدعوة وجنا على الناس حيث جعل فئران كثيرين يموتون وهم جهلة بهذا الامر اصبح عند الناس في فترة عقود من الزمان كما هو في بعض البلاد عندهم فقه سياسي لانهم يقرأون في المجلات يومية آآ اسبوعية وفي الجرائد يوميا وكتابات اسلامية وتحليلات اسلامية سياسية الى اخر ذلك مر عقد عقدين ثلاثة اربعة خمسين سنة ستين سنة سبعين سنة ما حصل الافواج التي ماتت هذه اليست مسؤولية الداعي الى الكتابة الى الداعي الى الله جل وعلا لا شك ان من لم يدعو الناس الى ما يجعلهم من اهل الجنة برحمة الله جل وعلا ويقيهم عذاب النار فقد خانهم. ولهذا هذا كل من دعا الى غير ما رتب النبي عليه الصلاة والسلام الاولويات في حديث معاذ فانه لم يعتصم بالكتاب والسنة كما امر الله جل وعلا بل فرق الدين وجعل الوسائل مقدمة على الغايات الوسيلة وسيلة لتحقيق الغاية. لكن ان تنقلب الوسيلة غاية ويموت مئات والاف وعشرات الالاف وامم واجيال. حتى ننتظر ما يقال انه اذا حصل فانه يلزم الناس بشرع الله فهذا ليس الا من اماني الشيطان. يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان الا غرور. المسألة الثانية المسائل المتعلقة بالاعتصام بالكتاب والسنة في الدعوة ان الداعية يجب عليه ان لا ينظر الى المصالح التي تعارض ما دلت عليه الادلة الدين مبني على فقه بالنصوص والامناء على الشريعة هم الفقهاء بالكتاب والسنة والله جل وعلا جعل لنا مثلين عظيمين ببعثة اول الرسل نوح عليه السلام. وببعثة خاتم الرسل محمد عليه الصلاة والسلام فنوح عليه السلام مكث في قومه الف سنة الا خمسين عاما والحصيلة وما امن معه الا قليل. اكثر ما جاء في روايات المفسرين هم كم كانوا قريب سبعين او ثمانين ممن امن معه حصيلة الف سنة الا خمسين عام تسع مئة وخمسين سنة في الدعوة الى اصل واحد وبيان واحد والمثل الاخر محمد عليه الصلاة والسلام مكث في مكة ثلاثة عشر عاما يدعو الى توحيد الله وفي المدينة عشر سنين بعد ذلك وفي خلال هذه الثلاثة وعشرين سنة امن معه اذ حج معه حجة الوداع اكثر من مئة الف في ثلاث وعشرين سنة ونوح وهو اول الرسل ومن اولي العزم من الرسل وهو اولهم بذل كل مجال في الدعوة لكن ما اذن الله جل وعلا فقال ربي اني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي الا فرارا واني كلما دعوتهم لتغفر لهم لاحظ القصد من الدعوة كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا اصابعهم في اذانهم وعاصروه واستكبروا استكباره ثماني واسترشحوا ثيابهم واصروا واستكبروا استكبار ثماني دعوتهم جهرا ثم اني اعلنت لهم واسررت لهم اصرارا الى اخره في الايات بسورة روح الف سنة الا خمسين عاما هذا مثل والمثل الاخر صلاة عشرين سنة الحصيلة مئة الف. فاذا بهذين المثلين يظهر لك ان الدعوة في اعتصام الدار بالكتاب والسنة ان ينظر الى دعوته الى اي شيء يدعو اما هدى الناس اليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء. لهذا من اصول اهل العلم ان الاغتراب الكثرة هذا من وسائل الشيطان ان يغتر بالكثرة في مدح ما عليه الكثرة. قد يكون الكثرة على باطل وقد يكون الكثرة على حق اذا كان اذا كانوا على الكتاب والسنة وقد يكون الكثرة على باطل. الامر الثاني ان تحصيل الكثرة بدون تأسيس الدعوة او على الكتاب والسنة بالاعتصام بها وبما جاء فيها وترتيب اولوياتها هذا يجعل الناس يذهبون الى وسيلة ويتركون الغاية وانظر في سورة يوسف عليه السلام اذ قال الله جل وعلا في اخرها وهي سورة تسمى سورة الدعوة والداعية لما اشتملت من قصة دعوة ويوسف عليه السلام قال جل وعلا في اخرها وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين. وهو نبينا عليه الصلاة والسلام وما اكثر الناس ولو حرفت بمؤمنين لان هذه حكمة الله جل وعلا. والاية الثانية وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون في اخر سورة الدعوة والداعي في سورة يوسف عليه السلام. قال فيها لما نهى عن الاغترار بالكثرة قال جل وعلا قل محمد قل هذه سبيلي. يعني المذكورة في السورة فسبيل محمد عليه الصلاة والسلام في الدعوة هي سبيل الانبياء والمرسلين جميعا خذها من سورة يوسف عليه السلام. كما قال جل وعلا في اثناء السورة ان الحكم الا لله الا تعبدوا الا اياه. ذلك الدين القيم. هذه هي الدعوة دعا اليها يوسف في السجن ودعا اليها لما قابل الملك ودعا اليها لما اتى اخوة وهكذا حتى دعا الله جل وعلا بالدعاء الاخير توفني مسلما والحقني بالصالحين. قل هذه يعني المذكور في السورة هذه سبيلي. ادعو الى الله على بصيرة والبصيرة هي الاعتصام بالكتاب والسنة. فمن كان فقيها بالكتاب والسنة فهو على بصيرة من دعوته انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين. وفي السورة نفسها بعد هذه الاية قال جل وعلا حتى اذا استيئك الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا. لان الداعي الى الله سبحانه وتعالى يرغب بل ويسأل الله جل وعلا ان يأتي نصره الذي وعد بظهور الحق على الباطل وظهور التوحيد على الشرك وظهور الشريعة على غير يرغب قال جل وعلا حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين. ثم قال جل وعلا لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب. نأخذ من ذلك ان الداعية الى الله جل وعلا في اموره يجب عليه ان يعتصم بالكتاب والسنة. قبل الناس ما قبلوا لا يستعجل. لا يترك الصبر. بالاستمساك بالكتاب والسنة لاجل عدم الناس الناس يستخفون لان اكثر الناس لا يوقنون. والله جل وعلا نهى نبيه. وهو المصطفى عليه الصلاة والسلام بقوله اصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون الذين لا يوقنون يستخفون او عملت كذا صار احسن ولو عملت كذا صار احسن وصار احسن من انتشار وهي اوهام هنا ننظر اذا كان احسن مع مع تأييد الكتاب والسنة فهذا مبرر. اذا كان احسن مظنون وهو مظاد للكتاب والسنة فليس ثمة مقبول له. المسألة الثالثة في هذا الامر ان الاعتصام بالكتاب والسنة يأتي معك في انواع التعامل كما ذكرت لك. ولهذا يجب علينا ان نضع منهجا واضحا في انواع التعامل وكنت القيت كلمة فيما مضى يعني محاضرة في انواع التعامل المختلفة وقسمت الخلق الى اثني عشر قسما كل نوع منها او الى عشرة اقسام الوهم مني كل قسم منها فداء من نفسك له نصوص تحكم التعامل معه فاذا تعاملت في موضع بما لم يكن الفقه الصحيح ان تتعامل فيه بهذا الموطن بهذا في هذه الطريقة فربما افسدت وصدقت عن دين الله وانت لا تشعر لهذا من حمل على نفسه والزمه الصبر والالتزام بالكتاب والسنة فانه هدي الى صراط مستقيم كما قال سبحانه ومن يعتصم الحمد لله فقد هدي الى صراط مستقيم تعامل لا بد ان تبقى تارة يأتي الشيطان للانسان ويجعله يغلب جانبا مأمورا به في الجملة على جهة اخرى مأمور بها ايضا في الجملة لكن في غير هذا الموضع فمثلا يأتيه بعزة المسلم فيأتي يعامل الكافر بغير المعاملة الشرعية يظن ان العزة هنا او البراء في هذا الموطن ساعة ويكون مخطئا والكفار كما هو معلوم في ديار الاسلام على قسمين كفار معاهدين وكفار مستأمنين والكافر اللي يكون خارج حربي او الرسل التي تأتي للملوك ونحو ذلك. فالكافر المظهر للعدالة ده له حكم. الكافر العادي الذي لم يظهر عداوة للاسلام واهله وانما اتى بطلب الرزق او يريد ان يعيد او نحو ذلك انا حكم والنبي عليه الصلاة والسلام زار غلاما يهوديا وهو في النذر كما هو معلوم في الحديث زار غلاما يهوديا مريضا فلما اتاه وجده يغرغر ان وجده ليس يغرغر ولكن وجده في الحالة الاخيرة يعني قريبا من وفاته فقال للغلام اليهودي وكان يخدم النبي عليه الصلاة والسلام قال له يا غلام قل اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فنظر الغلام اليهودي الى ابيه ما يريد يخالف اباه لضعف الغلام فقال ابوه له يا غلام اطع ابا القاسم فقال الغلام اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فرفع النبي عليه الصلاة والسلام يديه وقال الحمد لله الذي انقذه الله بي من النار كان يتعاهد جيرانه حتى جيرانه من غير المسلمين بانه اذا طبخ لحما في مرقة ارسل الى جيرانه يعني ان انواع يأتي الشيطان ويقول في هذا الموطن اظهر عزتك. اغضب اؤمر او انهى عن المنكر. ليكون الموطن ليس موطن نهي عن منكر انما هو موطن دعوة فيغلط من جهة جهله بما دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة. واوصيكم قبل الاذان اوصيكم بالفقه الفقه في الشريعة فقه في الكتاب والسنة. لانه بالفقه يحصل الاعتصام. الاعتصام من الكتاب والسنة اعتصام اجمالي بما تقر به وتعتقد وهناك اعتصام تفصيلي وهذا لا يكون الا بالعلم. ولذلك احرى الناس بالاعتصام بالكتاب والسنة اهل العلم بالكتاب والسنة في الختام اسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم من المؤمنين حقا وممن اعتصموا بكتاب الله جل وعلا وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكما ذكرت لكم في بداية المحاضرة ان كل مسألة من مسائل الشبهات او من مسائل الشهوات يمكن ان تدرج ضمن هذا الموضوع الاعتصام بالكتاب والسنة كل نصوص الاهتمام بالسنة هي احاديث النبي عليه الصلاة والسلام تأتي في هذا الباب كل نصوص اتباع الرسل واتباع محمد عليه الصلاة والسلام في القرآن تأتي في هذا الباب ولا شك ان هذا يطول تفصيله. فاسأل الله ان يعفو عني وعنكم. وان يجعل عاقبتنا الى خير. وان يرحمنا ويرحم فانا وامهاتنا وان يرفع درجاتهم في الجنة اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد هذه اسئلة قال اشكل علينا نحن مجموعة من طلبة العلم الفرق بين الاختلاف في العقائد والاختلاف في المذاهب ما معنى اصول وفروع؟ وعزم الاسلام ذلك اي التوضيح مشكورا الجواب ان الخلاف او الاختلاف الذي وقع في الامة نوعان اختلاف مذموم واختلاف معذور اصحابه فيه والاختلاف المذموم وكل اختلاف ليس له ليس لصاحبه مستند من النص تعارض النص برأيه وحصل الخلاف في اقتفاء رأيه الذي يعارض به النص او الذي يخالف النص فكل اختلاف مبني على رأي يعارض النصوص سواء اكانت العقائد ام في الشرائع ام في الشريعة ام في الاحكام؟ فان هذا الى اختلاف مذموم والقسم الثاني من الخلاف او الاختلاف اختلاف معذور اصحابه فيه وهو ما يسوغ فيه الاجتهاد. وقد ثبت في الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام قال اذا اجتهد الحاكم فاخطأ اذا اجتهد الحاكم فاصابه فله اجران واذا اجتهد الحاكم ساخطأ فله اجر واحد. يعني له اجر اجتهاده لان الاجتهاد طلب حكم الله جل وعلا في المسألة وهذا الطلب عبادة وانه يجتهد ويتعب لكي يحصن امر الله جل وعلا في هذه المسألة هذا عبادة. لذلك له اجر واحد والمصيب له اجران اجر على اجتهاده واجر على اصابته. فما ثار فيه الاجتهاد وهو ما لم يأتي النص به او كان النص ومحتملا نصنعني بها الدليل ليس النص عند الاصوليين لان النص ليس محتملا وانما النصب بمعنى الدليل اذا كان الدليل محتملا دليل السمع من الكتاب والسنة محتملا فاجتهد المجتهد في ان يكون في فهمه للدليل هذا فيه سعة. لهذا نعذر الائمة في اختلافهم. قد الف ابن تيمية رحمه الله كتابا سماه رفع الملام عن الائمة الاعلى وعلماء المذاهب في وقته رضوا هذا الكتاب منه او هذه الرسالة لثنائه فيها وعذره للعلماء الذين اختلفوا في المسائل الفقهية. اذا تقرر ذلك فمسائل العقيدة الايمان توحيد العقائد العامة هذه ليس في المسألة نص واحد دليل واحد انما في كل مسألة فيه ادلة متكافئة اما عامة او خاصة اما اجمالية او تفصيلية ولهذا لا مجال للاجتهاد في مسائل الغيبية البتة ولا مجال للاجتهاد في امور العقائد والتوحيد لان هذه النصوص فيها كثيرة والاجتهاد او الرأي فيها معناه مخالفة الدليل من الكتاب والسنة. لانه ليس بالمسألة دليل واحد. نقول نزع هذا فيه الى كذا وهذا نزع الى كذا ثم تنزل هذه المسائل على فهم الصحابة. ونحن نعلم قطعيا ان الصحابة رضوان الله عليهم ما اختلفوا في مسائل العقيدة والتوحيد وانما اتفقوا على ذلك وما ينقل انهم اختلفوا في مسألة او مسألتهم في كل مسألة لها استخراجها عند المحققين من اهل العلم ونقصد بها المسائل الاصلية الوسائل قد يكون فيه فيها اجتهادات او بعض تطبيقات السنن كفعل مثلا ابن عمر في مسائل وابن عباس في في بعض المسائل المعروفة التي هي ليست من التوحيد والعقيدة وانما من المسممات كذلك او من الوسائل المسائل الفقهية سماها بعض اهل العلم الفروض وتقسيم الشريعة يعني الدين الى اصول وفروع يكون صوابا باعتبار ويكون خطأ باعتبار فيكون صوابا اذا كان التقسيم فنيا بان يكون الاصول ما عليه المعتمد والرجوع من المسائل العقدية والعملية من المسائل الكبار العامة العقيدة كلها اصول وكذلك المسائل العملية للكبار المجمع عليها وتكون اصولا وتكون المسائل الاخرى فروع باعتبار انها فروع للاصول كتقسيم حتى يفرق بين مسألة العقيدة ومسألة مسائل الاحكام. اذا كان هذا المراد هذا تقسيم لا بأس به. ولهذا الف عدد من علماء العلماء السنة واتباع المذاهب الفوا كتبا اسموها الفروع الفروع اللي هم مفلح غيره يريدون منها الاحكام الفقهية التقسيم الثاني ان تقسم الى اصول وفروع ويقال فيها الاصول يكفر المخالف فيها والفروع لا يكبر المخالف فيها وهذا باطل لان الفروع منقسمة الى ما يكفر المخالف فيه ايضا. وما لا يكفر على تقسيم للمعتزلة او يقال الاصول ظنية الاصول قطعية والفروع ظنية وهذا ايظا ليس بصحيح اخذوا منه من الاحاديث حديث الاحاد لا تثبت بها الاصول والعقائد وهذا باطل. الى غير ذلك من المذاهب. لهذا تجد في كلام بعض الائمة انكار لهذا التقصير وان التقسيم في الدين الى اصول وفروع باطل. وهذا ليس على اطلاقه كما ذكرت لك يقر هذا التقسيم باعتبار ولا يقر باعتبار اخر. فحصل لك من الجواب ان كل خلاف في العقيدة عما كان عليه السلف الصالح الذين قالوا باقوالهم متابعة للنصوص فهو افتراق في الدين وخطب واختلاف لا يعذر اصحابه به تعد على الشريعة وان الاختلاف في الفروع التي يسع فيها الاجتهاد هذا لا بأس به وللمجتهد اجره اذا اجتهد فيما يصوغ فيه الاجتهاد السؤال الثاني يقول كيف يمكن لطالب العلم ان يتوصل الى قضية ما انها منهج السلف مع تشعب الاقوال الجواب ان منهج السلف يعرف بكتب السنة وهذه المسألة في تأصيلها واضحة وهناك اصول عامة وقواعد عظيمة قررها اهل السنة والجماعة في كتبهم من ائمة الاسلام كسفيان والاوزاعي ومالك والشافعي واحمد واسحاق وابن خزيمة سائر الائمة فيما دونوه في كتبهم نقلوا عن الصحابة فهمهم للدين ونقلوا عن التابعين فهمهم للدين ويدونوا ذلك على ما دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة فتفهم وتأخذ منهج السلف الصالح من كتب اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح اهل الحديث والاثر هذه فيها صفاء العقيدة وصفاء المشرب واعتمادهم على امور واضحة لا لبس فيها يعني من حيث الاستدلال وهذا من حيث الاطار العام. اما تفصيلات منهج السلف فهذه مسألة الناس فيها طرفان ووسط كما يقال في غيرها من المسائل منهم من يغلو ويجعل منهج السلف محددا في كل قضية هذا غير صحيح فان السلف في بعض المسائل اختلفوا في تنزيل بعض الامور على الواقع ومنهم من يجفو ويقول منهج السلف مضطرب فخذ انت عصا من الكتاب والسنة او خذ ما تجتهد فيه كما هو حال الطواف. وهذا لا شك انه جفاء لان الواجب واتباع النصوص على هدي ونهج السلف الصالح رضوان الله عليهم والوحط ان المسائل المختلف فيها هل هي من منهج السلف ام ليست من منهج السلف؟ يجب ردها الى اهل العلم الراسخين في العلم لانها تكون من النوازل التي تحتاج الى تحقيق مناطق فيها الله جل وعلا امر عباده ان يرجع الى اهل العلم فقال فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فاذا لم تعلم فاسأل اهل الذكر ومنهج السلف كما ذكرت لك قد تجد منه مسائل مشكلة وهي في المواقف في الحكم في التعامل هذا راجع الى ما ذكرته لكم انفا المحاضرة اللي قبل هذه من ان كلام السلف قام على بساط حال عاشوه والفقيه لا بد ان ينزل منهجهم على بساط حالهم فاذا نزل منهجهم على غير بساط حالهم فانه لا يقطع منهج السلف تجد ان بعض الائمة له كلام اجتهد فيه ربما يعارض بعض كلام السلف لكن في الحقيقة يتفق معه. الناظر يقول هذا الكلام مثلا لابن تيمية او لبعض علمائنا او نحو ذلك طريقة السلف ويخالف منهج السلف. وفي الواقع اذا تأمله الفقيه الراسخ في العلم يجد ان هذا وهذا يسير او يخرج من مشكاة واحدة لان السلف في بعض المسائل اجتهدوا واختلفوا فيها وفي بعض المسائل يصير الصواب مع احد الفريقين الاخر. وفي بعضها تكون المسألة مورد اجتهاد. مورد اجتهاد. اما في مسائل العقيدة ولله الحمد والمنهج العام التأصيل العام فلم يختلفوا في ذلك. فالمسألة مهمة واذا جهل شيء فلابد ان يرجع فيه الشباب الى ها اهل العلم الراسخين فيه حتى يعترف الناس تجتمع الكلمة ولا يتفرق فهم الملة الواحدة ما الفرق بين العلم والمعرفة العلم والمعرفة هذه تفريق تقرأه في شروح الكتب والحواشي اه وفي التفسير ايضا العلم والمعرفة ليس بمترادفين لانه على التحقيق في اللغة لا ارادها في اللغة العربية البث بل تختلف الالفاظ تشترك في عصر معنى ويزيد لفظ على لفظ في بعض المعاني الذي دل عليه اللفظ فالمعرفة والعلم لقبان يجتمعان في ادراك المعلوم ويفترقان لان العلم قد لا يسبقه في ان العلم قد لا يسبقه جهل والمعرفة قد يسبقها جهل ولهذا اطلق العلم في صفات الله جل وعلا ولم تطلب المعرفة هذا من جهة والجهة الثانية في التفريق ان العلم والمعرفة يتواردان في ان كلا منهما ادرك به الشيء بطريقة من طرق الادراك يتواردان ان يتفقان لانه يدرك بهما الشيء بطريقة من طرق الادراك قد يدرك بالحواس قد يدرك في الكتابة قد يدرك في التعلم الى اخره. فهذا وهذا يشتركان في ان وسيلة ادراك العلم ووسيلة ادراك المعرفة واحدة واقول هذا تبعا لما قاله اهل العلم في ذلك لان المناطق بل الفلاسفة يسمون ادراك المعلومات بنظرية ايش؟ نظرية المعني نظرية المعرفة هذه عندهم يعني تلقي معلومات والله اخرجهم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا الاية الفرق الثالث بينهما او اه الناحية الثالثة التي يعرض فيها الى العلم والمعرفة ان العلم في القرآن محمود واما المعرفة فانما وصف بها اهل الانكار وصف بها اليهود وصف بها اهل الكتاب وصف بها اهل الكفر والاشراك وقال جل وعلا يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وقال سبحانه وتعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها. فجاءت لفظة المعرفة بالكتاب مذمومة اذ نسبت المعرفة بحال مذمومينه. فكأن المعرفة في القرآن علم انكره ادرك ثم انكر فعرف ثم انكر لهذا قال يعرفون نعمة الله ثم ينكرونه واما العلم فهو محمود في القرآن في السنة جاءت المعرفة في بعض الاحاديث بلفظ عرفة في نحو قول النبي عليه الصلاة والسلام في حديث معاذ الذي ذكرناه فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فان هم عرفوا ذلك فاخبروا. في مسلم الحديث فهنا قال فانهم عرفوا ذلك يعني ادركوا ذلك لهذا قلنا لك في الفروق اولا قد يسبقها علم آآ ان المعرفة قد يسبقها جهل والعلم قد لا يسبقه جهل على العموم التفريق هذا يعني اقول يطول الكلام يطول الكلام عليه هذي من تأخذها من الشروح المطولة هذا هو ما اتجاهله باسم اختلاف اهل الكتاب والسنة حديثين الاول عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. حديث ثاني تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم؟ جواب ان الحديثين واحد عليكم بسنتي سنة النبي عليه الصلاة والسلام بيان للقرآن فالله جل وعلا هو الدال والنبي عليه الصلاة والسلام هو الدليل ونحن المدلولون فدلنا الله جل وعلا عليه والدليل هو النبي عليه الصلاة والسلام والمدلول نحن. فالسنة والقرآن واحد فعليكم بسنتي يعني عليكم بكتاب الله جل وعلا وسنة النبي صلى الله عليه وسلم لان السنة بيان للقرآن. اما قوله ما دورنا اتجاه الاختلاف؟ تجاه الاختلاف الكتاب والسنة دور في الاعتصام للكتاب والسنة والتعلق مع باهل العلم وسؤالهم عما يشكل كيف نرد بنصوص الكتاب والسنة الواردة في الاعتصام على الخرافيين والمعطلة وغيرهم الجواب ان النصوص الواردة في الكتاب والسنة في مسائل التوحيد توحيد الربوبية والالوهية والاسماء والصفات كثيرة جدا وصنفت كتب التوحيد والعقائد ببيان ذلك بيان النصوص عند المحاجة مع المخالف ينبغي ان يكون الا فيه احسن اذا لم يكن المخالف ظالما قد قال جل وعلا ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منه ولا اذكر شيئا ينفعكم في الحجاز بعامة وهي انه كلما كنت حين المحاجة مستمسكا بدلالة النص واحد غير عضوب رافع للصوت فمعك الحق ستكون العاقبة معه استمسك بدلالة النقص فلم يستطع يغلب لان كلام الله جل وعلا وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم يعلو ولا يعلى عليه. لا تدخل برأيك لا تدخل بشيء تفهمه بشيء قاله بعض اهل العلم استمسك بدلالة النص فهنا اذا رجعتم بالمحاجة الى شيء يقر الجميع بانه حجة فان الحجة ستكون معك يأتي الخلاف في انك تقدم احيانا قول عالم على الدليل. تقول الامام الفلاني قال كذا الخصم او المجادل هو لا يقتنع بامامته فانت الان تقيم حجة بما ليس بحجة وتستدل عليه بما ليس بدليل. فاذا اول درجات المجادلة النافعة التي يكون اهلها معهم في النصرة ان شاء الله ان يستدل بالدليل بلفظه لا يخرج عن لفظ الدليل الدليل ده اللي كان لا يحرج لو حاول ان يخرجك فلا تخرج. لكن النص قال لك لا ارجع اليه. النص قال له كذا. الم يقل الله جل وعلا كذا؟ النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا. فارجع اليه ولا يستخفنك يذهبك عن ميدان النقاش الى ميدان اخر فتتركون اصل المسألة وتذهبون الى مسائل اخرى ثم تكون المسألة ليست محاجة ومجادلة بالتي هي احسن المسألة الثانية بالمجادلة الا تغضب مهما كان المجادل النبي عليه الصلاة والسلام جادله المشركون في عبادة الاصنام وقالوا له نعبد اله حسنة وتعبد اله الحسنة وتعبد الهنا وسبوه ووضعوا سلا الجزور عليه ومع ذلك كان عليه الصلاة والسلام لا ينطق الا بحق وهنا يأتي صاحب الحق ويجني على الدعوة اذا انتصر لنفسه. او اذا لم يصبر. والمجادلة لا تصلح لكل احد فانت استرشد دائما بانك رؤوف رحيم بمن تجادله تريد ان تهديه ولو كان عنده شبهات عظيمة فاهل الكتاب قال الله جل وعلا لنا في حقهم ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منه. لان الله سبحانه وتعالى اذن لنا بالجهر بالسوء من القول لمن ظلم فقال لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم مع ان ترك الجهر بالسنة والقول افضل الهدوء وقت النقاش نصيد الفرصة عليه العقلية التي تجعل كلامه متناقضا. يقول انت الان تناقظ. وهذا مما يظعف الخصم كثيرا ويربشه. ويجعله غير متهيأ للاستمرار بعد ما جربته عدة مرات في هذين الامرين ووجدته نافع ولله الحمد. اولا الاستمساك بدلالة النص واحد الثاني الهدوء جدا. دائما اجعل هذه لا تغضب. رفع الصوت هذا في المجادلة ينسحب منه. لانه ربما تتهم او يتهم الحق الذي معك من نصرة الكتاب والسنة لانه لولا الضعف لما رفعت صوتك اللي قوي متمكن قد يدلي بالحجة ويقول بها. ولهذا قيل للامام مالك رحمه الله الرجل تكون عند ياخد سنة ايجادل عليها قال لا ينطق بالسنة ان قبلت منه والا سكت والله جل وعلا يهدي من يشاء الى صراط مستقيم هذا سائل يقول نرجوا ان تذكروا لنا بعضها كتبكم المطبوعة هذا يعني لا يحصل مثل هذا السؤال آآ لكن بما انه ولله الحمد اكثروا الكتب آآ اللي نطبعها وقف لله جل وعلا وليس لنا من من نصيبها او من غلتها شيء بل هي اكثر بل هي كل الكتب ولله الحمد. فنذكرها من باب التعاون على البر والتقوى والدلالة اه الكتب المطبوعة اولها كتاب هذه مفاهيمنا والثاني كتاب المعيار والثالث المنظار وهذا الضوابط الشرعية في موقف المسلم في الفتن والخامس والاخير التكميل بما فات تخريجه من ارواء الغليظ وهناك ان شاء الله عدد من الكتب التي ستأتيه نسأل الله جل وعلا ان يتقبل منا اعمالنا الصالحة وان يعفو عنا ذللنا وخطرنا وعن يثيبكم خيرا على هذا الجلوس والاستماع. وان يجعله في موازين اعمالكم. وان يرفعكم به يوم لقاء ربكم. واختم واختم دعائي تعال الملك العلام جل وعلا ان يميتنا على الفطرة والاسلام ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا اللهم نسألك الا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا اللهم اسلل سخيمة قلوبنا ونور بصائرنا ودلنا على الرشد والسداد. نعوذ بك من الشبهات ونعوذ بك من تأثير الشهوات. نستغفرك اللهم ربنا اجعلنا من عبادك الذين اذا اذنبوا استغفروا. اللهم انا ضعفاء فارحمنا وانا محشورون فاجبرنا اللهم انت الرحيم الذي وسعت رحمتك كل شيء. فلا تؤاخذنا بذنوبنا ولا بما فعل السفهاء منا. اللهم اصلحنا واصلح ولاة امورنا واصلح ذرارينا واحبابنا واجعلنا جميعا على ما تحب وترضى وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد