سؤال الاول تكرر اكثر من مرة هل تجوز من انتفاضة على الحكام الطغاة الظالمين ام ان هذا يعتبر بغيا وخروجا على مسلك اهل السنة والجماعة بالصبر على ائمة الجور الجواب عن هذا يرعاك الله ان الظلم قبيح في الملل كلها فقد حرم الله الظلم على نفسه وجعله فيما بين عباده محرما فقال في الحديث القدسي يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته فيما بينكم محرما فلا تظالموا ثم توعد الظالمين فقال ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا وقال جل من قائل ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم وافئدتهم هواء وقال تعالى ولو ان للذين ظلموا ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ومن ناحية اخرى فان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الاعظم في الدين والمهم الذي ابتعث الله به النبيين اجمعين باقامته على وجهه استحقت هذه الامة ان تكون خير امة اخرجت للناس كما قال تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله وباضاعته استحق بنو اسرائيل اللعنة على لسان الانبياء. فقال تعالى لعن الذين كفروا بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون وقال صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان وقال في الانكار على ائمة الجور خاصة كما في حديث عبدالله ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من نبي بعثه الله في ما تنقبلي الا كان له من امه من امته حواريون واصحاب ياخذون بسنته ويقتدون بامره ثم انها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون. فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الايمان حبة تخردل في الباب ايضا حديث كعب بن عجرة خرج الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن تسعة خمسة واربعة احد العددين من العرب والاخر من العجم فقال اسمعوا هل سمعتم انه سيكون بعدي امراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم واعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه. وليس بوالد علي الحول ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وانا من وهو وارد علي الحول تمام لكن هذا كله انتبه جيدا. هذا كله منوط بتحقق القدرة وغلبة المصلحة فاذا انتقدت القدرة بالخوف من المكاره التي تلحق المحتسب او احدا ممن آآ اهله او ذويه او غلبة المفسدة بخروج الامر الى الفوضى والتهارج انتقل الواجب من الانكار باليد الى الانكار باللسان بل والى الانكار بالقلب عند الاقتضاء انه يحدث من المظالم في فوضى ساعة ما لا يحدث من المظالم في جور سنين ولهذا سمع ابن مسعود من يقول هلك من لم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقال بل هلك من لم يعرف بقلبه المعروف والمنكر في اشارة منه الى ان المسلم قد يستضعف احيانا حتى عن الانكار باللسان لكن من عجز عن قول الحق فلا اقل من ان يسكت فلا يصدق احدا من هؤلاء الظلام على كذب ولا يشيعه على ظلمه وحسابه على الله عز وجل هذا هو صفوة القول في هذه القضية لا اريد تشقيق القول فيها تلك قضية مشرقية ونحن هنا معنيون بنوازننا خارج ديار الاسلام اما الاوجاع المشرقية فلها فرسان المشرق ولها علماؤها وهم احق بها واهلها اسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والرشاد. لكن لان السؤال تكرر فاردت ان اقول فيه جملا ثابتة. اسأل الله ان ينفع بها بازن الله اللهم امين