قل هذه سبيلي. ادعو الى الله. على بصيرة انا ومن من اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى حدثنا ابو اليمان اخبرنا شعيب عن الزهري حاء اي تحويلة السند قد نزل اسماعيل قال حدسني اخي عن سليمان اراه عن محمد بن ابي عتيق عن ابن شهاب عن خارجة ابن زيد ان زيد ابن ثابت رضي الله عنه قال نسخت الصحف في المصاحف تفقدت اية من سورة الاحزاب كنت اسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها فلم اجدها الا مع خزيمة ابن ثابت الانصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كادته شهادة رجلين وهو قوله تعالى من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه بشيء من التفصيل كما لا يخفى عليكم ان ان القرآن بالتوصيف الذي بين ايدينا الان لم يكن مجموعا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم انما جمع في زمن ابي بكر بعد ان استحر القتل في القراء يوم اليمامة ففي موقعة اليمامة قتل عدد كبير من حملة كتاب الله عز وجل فلما قتل هذا العدد خشي ابو بكر ان يندرس القرآن بموت حامليه وبمقتل حامليه فذهب الى عمر وقال يا عمر اني ارى ان اجمع القرآن من صدور الرجال اسماؤه كلها فقال عمر يا ابا بكر كيف تصنع شيئا لم يصنعه النبي صلى الله عليه وسلم قال عمر فما زال بي ابو بكر يعني يقنعني حتى شرح الله صدري كالذي شرح له صدر ابي بكر فذهب كلاهما ابو بكر وعمر رضي الله عنهما الى زيد ابن ثابت رضي الله عنه وزيد هذا كان مشهورا بالذكاء قد تعلم اللغة السيريانية لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم اني لا امن يهود على كتابنا لا اطمئن الى اليهود وهم يترجمون لنا فامره فتعلم السرياني في خمسة عشر يوما فكان نجيبا مشهورا بالذكاء فقال له ابو بكر وعمر يا زيد انك شاب عاقل لا نتهمك فنعد اليك بان تجمع القرآن فقال كيف تفعلان امرا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم قال انا نراه والله خيرا قال والله لو كلفوني نقل جبل من مكانة لكان ايسر علي من جمع القرآن فما زال حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر ابي بكر وعمر فبدأت في جمع القرآن تفقد بعض الايات كان يسمع النبي يقرأها لكنه غير ضابط لحفظها فابحس عن من يحفظ هذه الاية حتى يثبتها فوجد الاية التي بين ايدينا في الباب من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا وجدا خزيمة ابن ثابت الانصاري وخزيمة بن ثابت هذا له منقبة وهو الذي عدل النبي صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين بشهادة رجلين شأنه في ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان راجعا من غزوة من الغزوات وثم اعرابي معه ناقة يسوقها فقال عليه الصلاة والسلام تبعها؟ قال نعم تبعوها بكذا وكذا؟ قال نعم ابيعها بكذا وكذا. قال لقد اشتريت وقال انا قد بعته فاصبح النبي قد اشترى الناقة لكن لم يتسلمها ولم يعطيه الاموال لكن البيع قد تم فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم وتباطأ الاعرابي شيئا فاذا بالناس يأتون الاعرابي نريد لم يعلموا ان النبي اشترى منه الناقة فقالوا له تبيع ناقتك تبيع ناقتك فبالطفق يساومهم وذهب للنبي قال وغير الكلام اما ان تشتري الناقة واما ان ابيعها قال لم اكن قد اشتريتها منك قال من ذا الذي قال انك اشتريتها من يشهد لك انك اشتريت؟ ما بعتك شيء فقال النبي لاصحابه من يشهد لي اني اشتريتها ولم يكن ثم احد رآه فامسكوا عن الشهادة كلهم الا زيد الا خزيمة ابن ثابت قال انا اشهد لك يا رسول الله واقسم بالله ان الرسول اشتراه فقال له الرسول كيف تقسم وانت لم ترني وانا اشتري قال اذا كنت اصدقك فيما تنقله عن الله هل اكذبك في ناقة تشتريها فعدل النبي صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين ففي الاشهاد اذا اقترض شخص من شخص ماله استشهدوا شهدين من رجالكم. جاء زيد خزيمة بن ثابت هو فقط يكفي ان الرجلين الشاهدين والله اعلم. يكفي ايضا عن رجل وامرأتان ممن وامرأتين ممن نرضى من الشهداء هذا مجمل الحديث والله تعالى اعلى واعلم قال باب عمل صالح قبل القتال عمل صالح قبل القتال يعني ينبغي ان نقدم عملا صالحا قبل القتال وانتم تعلمون ان الشهادة في سبيل الله مراتب فاذا خرج شخصان للجهاد في سبيل الله وقتل معا هل هما في درجة واحدة لكونهما استشهدا معا لا يلزم فقد يكون احدهما قبل ان يموت قبل ان يقتل عفوا مصلي قائم لليل صائم بر بوالديه يفعل هذه الافعال من افعال البر فهذه تنضم الى الى الشهادة في سبيل الله والاخر نرى فضل نال فضل الشهادة فحسب فلذلك قال عليه الصلاة والسلام وقد سبق ان في الجنة مائة درجة اعدها الله للمجاهدين في سبيله ما بين الدرجتين كما بين السماء والارض ما بين الدرجتين كما بين السماء والارض وقد تقدم الحديث بذلك فالرجل يتساوى مع الرجل نعم في شرف الشهادة كلاهما استشهد لكن يبقى امر ما حالهما قبل ان يستشهدا فاذا كان عدونا بار بوالديه فالبار بوالديه درجته ارفع من الذي لم يكن بارا بوالديه. بل اذا كان خرج للجهاد في سبيل الله عن غير اذن والديه وقتل فهو من اصحاب الاعراف على رأي جماهير المفسرين في قول الله تعالى وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم فاصحاب الجنة في الجنة واصحاب النار في النار وبين الجنة والنار الاعراف قيل هي اسوار عالية فقيل اماكن عالية جدا بين الجنة والنار وقف عليها اصحاب الاعراف لم يدخلوا الجنة ولم يدخلوا النار وينتظرون المصير فاذا صرفت ابصارهم تلقاء اصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين واذا صرفت ابصارهم تلقاء اصحاب الجنة نادوا ربهم ان يكون منهم فمنتزرين المصير قال فريق من اهل العلم استوت حسناتهم مع سيئاتهم استوت الحسنات مع السيئات فذكروا منهم صورا قالوا رجل خرج مجاهدا في سبيل الله ولكنه خرج عاقا لوالديه خرج عن غير اذن والديه فهذا نال ثواب الشهادة ولكن عليه في ميزان السيئات اثم عقوق الوالدين واسم الخروج بدون اذنهما في جهاد النافلة فاستوت الكفتان كفة الحسنات مع كفة السيئات فوقف ينتزر المصير الذي سيؤول اليه واذا العمل الصالح قبل الجهاد له قيمة وله اعتبار. بل واحيانا يبلغ الشخص الذي لم يستشهد في القتال لقوة ايمانه مبلغا ودرجة اعلى من درجة شخص استشهد في القتال فعلى سبيل المسال ابو بكر رضي الله تعالى عنه ابو بكر الصديق لم يقتل في معركة ومع زلك منزلته اعلى من عدد من الصحابة قتلوا في المعارك لقوة يقينه وعظيم تصديقه. فلذا اطلق عليه الصديق. ومعلوم ان الشخص اثناء القتال وقبل القتال يدعو ربه فحتى يستجاب الدعاء قدم معه عملا صالحا وشاهدوا ذلك من التنزيل قول الله سبحانه انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وانت تدعو الله قدم عملا صالحا مع الدعاء وقبل الدعاء ادعى لقبول الدعاء. ولذلك اذا كنت تقرأ القرآن فادعو الله الرسول عليه الصلاة والسلام كان لا يمر باية رحمة الا سأل ولا بايت فيها تعوذ فيها نار الا تعوز وانت صائم اكثر من الدعاء وانت تصلي اكثر من الدعاء وبعد الصلاة ايضا اكثر من الدعاء فمع الاعمال الصالحة قدم دعاء قال ابو الدرداء انما تقاتلون باعمالكم كان عملكم الصالح تكون سببا في توفيقكم في القتال. ولذا فان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهو زاهب للقاء النصارى في الاسكندرية لمناقشتهم ذهبوا للقاء النصارى في الاسكندرية وفي غيرها من البلاد لمناقشتهم قال فاخذت عدتي وسلاحي من الاستغفار والاكثار من ذكر الله ودعاء الله سبحانه الاستغفار لان عدوي يتسلط علي بسبب زنوبي وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم وذكر الله كي يطمئن قلبي ويرسخ قلبي فالله يقول الا بذكر الله تطمئن القلوب والدعاء لان الله قال وقال ربكم ادعوني استجب لكم. فيا نعم ما قال ان الشخص عند مواجهة الشدائد يستعين بالله ثم بالاستغفار مع الدعاء مع ذكر الله مع الاخذ بالاسباب اخذ باسباب العمل الذي انت ذاهب اليه. انت ذاهب لمناظرة النصارى مثلا او اليهود في مسألة تتقن اقوال العلماء فيها. تعرف ما الذي ساقول هؤلاء وما وجهة الرد عليهم وابطال قولهم تأخز غدتك من التعلم الصحيح ومن الذكر الصحيح ومن الاستغفار الصحيح فبهذا باذن الله توفق في سعيك قال ابو الدرداء انما تقاتلون باعمالكم وقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا لما تقولون ما لا تفعلون نعم في صلاة الليل صلاة الليل يا ايها الذين امنوا لما تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا ما معنى مقتن احسنت بغضا المقت اشد البغض المقت ولا تنكحوا مناكح ابائكم من النساء الا ما قد سلف انه كان فاحشة ومقتا المقت اشد البغض يجلب لك اشد البغض المقت هو اشد البغض كبر يعنيه عظم اشتد البغض وعظم لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص ما وجه ذلك ما وجه ذلك في هذا الباب العلماء ذكروا لهذا لهذه الاية سبب نزول اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام جلسوا وقالوا لو نعلم احب الاعمال الى الله لعملناها فلما نزلت ايات القتال بعضهم تخلف عن ايات القتال كما قال تعالى وقالوا ربنا لما كتبت علينا القتال لولا اخرتنا الى اجل قريب قل متاع الدنيا قليل والاخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا قال تعالى لم تقولون ما لا تفعلون كبر ماقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون فنعوذ بالله من هذا تعوذوا بالله ان تقولوا شيئا وتعملوا بخلافه ان نبي الله شعيب عليه السلام قال لقومه وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه وما اريد ان امركم بشيء وانا اعمل بخلاف هذا الشيء وقال تعالى اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالرجل من اهل النار فتندلق اقطاب بطنه في النار يعني تخرج امعاؤه امامه فيدور بها في النار كما يدور الحمار بالرحى فيطوف به اهل النار ويقفون حوله ما لك يا فلان الم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر فيقول بلى ولكني كنت امركم بالمعروف ولا اتيه وانهاكم عن المنكر واتيه عياذا بالله من ذلك قال حدثنا محمد بن عبدالرحيم الملقب بصاعقة وسبب تلقيبه بسائقة سعة حفظه قدسنا شبابة ابن سوار الفزاري حدثنا شبابة ابن سوار الفزاري يا صاحبي بتعرف فتى فزاره مسل مشهور الذي في اياك اعني واسمعي يا جارة زهب رجل فزاري الى صديق له ليزوره ليزوروا فما وجده ووجد اخته وكانت جميلة حسناء وفتية ورأى العجوز بجوارها تقسيمته تأبى ان يكلم الفتاة في غياب اخيها فبدأ يعرض ويكلم العجوز ويقول للعجوز موجها الخطاب وهو يقصد البنت يقول يا اخت خير البدو والحضارة كيف ترين في فتى فزارا جاء يأوي حرة محدارا اياك اعني واسمعي يا جارة فالبنت نطقت وتكلمت قالت قد سمعت يا فتى فزار لا ابغي الزوجة ولا الدعارة ولا فراق اهل تلك الحارة فارجع لاهلك باستحارا فاخذوا منها البيت المشهور الذي هو اياك اعني واسمعي يا جارة هتوجهي الخطاب لشخص وانت تقصد الشخص الاخر حدسنا اسرائيل عن ابي اسحاق قال سمعت البراء رضي الله عنه يقول اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل مقنع بالحديد يعني لابس لبس القتال قال يا رسول الله اقاتل او اسلم قال اسلم ثم قاتل فاسلم ثم قتل فقتل يعني ما صنع اي شيء الا اسلم بين يدي القتال ودخل في المعركة فقتل قال عليه الصلاة والسلام عمل قليلا واجر كثيرا عمل قليلا واجر كسيرا وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء. فيا الله حسن الختام. اللهم