قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن من اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين سبحان الله وما ها انا من المشركين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب مناقب الانصار من صحيحه تحت باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه الى الحبشة حدسنا يحيى بن بكير وهو يحيى بن عبدالله بن بكير ومنسوب الى جده والنسبة الى الجد جائزة لقول النبي ان النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب ولقول الله تعالى ملة ابيكم ابراهيم قال حدثنا الليث وهو ابن سعد عن عقيل قال ابن شهاب فاخبرني عروة ابن الزبير ان عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لم اقل ابوي قط الا وهما يدينان الدين لم اعقل ابوي قط الا وهما يدينان الدين. يعني او تعني انني لم اعرف ابوي وهما على الشرك انما ادركتهما وهما على الاسلام فدليل على انها اما انها ولدت وهي ولدت بلا شك بعد بعثة الرسول بخمس سنوات قال قالت ولم يمر علينا يوم الا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشية انا كل يوم الرسول في بيتنا اما في الصباح واما في المساء فلما ابتلي المسلمون خرج ابو بكر مهاجرا نحو ارض الحبشة حتى ابو بكر خرج مهاجرا نحو ارض الحبشة حتى اذا بلغ بارك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة مكان بلاد قال قال اين تريد يا ابا بكر فقال ابو بكر اخرجني قومي فاريد ان اسيح في الارض واعبد ربي اريد ان اسيح في الارض ويعبدوا ربي. قال ابن الدغنا فان مثلك يا ابا بكر لا يخرج ولا يخرج انك تكسب المعدوم يعني تعطي الفقير الذي لا عمل له ولا راتب له وتصل الرحم وتحمل الكل وتجري الضيف وتعينه على نوائب الحق هذه خصال يحمد فاعلوها الجاهلية وفي الاسلام والنازر الى هذه الخصال يجدها هي خصال رسول الله كما قالت خديجة والله لا يخزيك الله ابدا انك لتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق فهي خصال محمودة في الجاهلية وفي الاسلام وبها يحفظ الله العبد قال فانا لك جار انا لك جار. يعني انت في جواري ومعنى انا لك جار انت في جواري ان من اعتدى عليك يكون قد اعتدى علي فدي كانت تسمى الاجارة ليس الايجار بمعنى كتستأجر مكان انما هي من معنى يجير اجار الشخص قوله تعالى وهو يجير ولا يجار عليه. والله يقول وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله وقول النبي عليه الصلاة والسلام قد اجارنا من اجرتي يا ام هانئ ومنه ان النبي نزل في جوار رجل من ال الشرك يقال المطعم بن عدي لما رجع النبي عليه الصلاة والسلام من الطائف فمعنى انني في جوارك ان الذي يعتدي علي يكون قد اعتدى عليك وفي دنيانا مثلا شيء خفيف في بلادنا مثل هذا اذا ولد ضرب الاخر الاخر ضعيف يجري الاخر لواحد اقوى منه يقول انا في عرضك يا فلان فاذا قبل ان يكون في عرضه وكانت عنده نخوة يدافع عنه حتى اخر لحظة فالاجارة كانت نظاما متعارفا عليه بين قبائل العرب قال فانا لك جار يعني ينزل في جواري والذي يعتدي عليك كأنما اعتدى علي ارجع واعبد ربك ببلدك فرجع وارتحل معه ابن الدغنة فطاف ابن ابن الدغنة عشية في اشراف قريش فقال لهم ان ابا بكر لا يخرج مثل لا يخرج لا يخرج مثله ولا يخرج اتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعينه على نوائب الحق فلم تكذب قريش بجوار ابن الدغنة يعني قبلوا ذلك وقالوا لابن الدغنة مر ابا بكر فليعبدوا ربه في داره فليصلي فيها وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلم به فانا نخشى ان يفتن نسائنا وابناءنا فقال ذلك ابن الدغنة لابي بكر فلبث ابو بكر بذلك يعبد ربه في داره ولا يستعلم بصلاته ولا يقرأ في غير داره ثم بدا لابي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقذف عليه نساء المشركين وابناؤهم وهم يعجبون منه وينظرون اليه وكان ابو بكر رجلا بكاء لا يملك عينيه اذا قرأ القرآن وافزع ذلك اشراف قريش من المشركين فارسلوا الى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا انا كنا اجرنا ابا بكر بجوارك على ان يعبد ربه في داره فقد جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره فاعلن بالصلاة والقراءة فيه. وانا قد خشينا ان يفتن ان يفتن نسائنا وابنائنا فانهه انه احب ان يقتصر على ان يعبد ربه. جزاك الله خيرا في داره فعل وان ابى الا ان يعلن بذلك فسله ان يرد اليك ذمتك فينا قد كرهنا ان نغفرك ولسنا مقرين لابي بكر الاستعلان قالت عائشة فات ابن الدغنة الى ابي بكر فقال قد علمت الذي عاقدت لك عليه فاما ان تقتصر على ذلك واما ان ترجع الي ذمتي فاني لا احب ان تسمع العرب اني اخبرت في رجل عقدت له فقال ابو بكر فاني ارد اليك جوارك وارضى بجوار الله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة قال النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين اني اريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين وهما الحارتان يعني الحارة الشرقية والحارة الغربية في المدينة فاجر من هاجر قبل المدينة ورجع عامة من كان هاجر بارض الحبشة الى المدينة وتجاهز ابو بكر قبل المدينة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم على رسلك فاني ارجو ان يؤذن لي فقال ابو بكر وهل ترجو ذلك بابي انت اذا النبي لم يكن خرج مهاجرا الا بازن الله له بالهجرة اخترق النبي عن ذي النون فذو النون ذهب مغاضبا خرج عن غير اذن من الله له بالخروج ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام ومع الاذى الذي لقيه لم ينتقل الا باذن ربه. قال اني لارجو اني ارجو ان يؤذن لي فقال ابو بكر وهل ترجو ذلك بابي انت؟ قال نعم حبس ابو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه وعلى فراحلتين كانتا عنده ورق السمر سمر شجرة سمر سدر سمرة وهو الخبط اربعة اشهر قال ابن شهاب قال عروة قالت عائشة فبينما نحن جلوس يوما في بيت ابي بكر في نحر الظهيرة قال قين لابي بكر هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعا في ساعة لم يكن يأتينا فيها فقال ابو بكر فداء له ابي وامي. والله ما جاء به في هذه الساعة الا امر قالت فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن فاذن له فدخل فقال النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر اخرج من عندك فقال ابو بكر انما هم اهلك بابي انت يا رسول الله قال فاني قد اذن لي في الخروج فقال ابو بكر الصحابة بابي انت يا رسول الله يعني الصحابة اكون صاحبك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال ابو بكر فخذ بابي انت يا رسول الله احدى راحلتي هاتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثمن يعني اشتريها منك بالثمن قالت عائشة فجهزناهما احث الجهاز وصنعنا لهما سفرة في جراب فقطعت اسماء بنت ابي بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب فبذلك سميت ذات النطاقين قالت ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر بغار في جبل ثور فكمنا فيه ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن ابي بكر وهو غلام شاب ثقف لقن فيدلج من عندهما بسحر فيصبح مع قريش بمكة كبائد فلا يسمع امرا يقتادان به الا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام ويرى عليهما عامر بن فهيرة مولى ابي بكر منحة من غنم فيريحها عليهما حتى تذهب ساعة من العشاء فيبيتان في رسل وهو لبن من منحتهما ورديفهما يعني كله من الترتيبات للهجرة واحد من ابناء ابي بكر الذي هو عبدالله بن ابي بكر يذهب اليهما في الليل ويأتي الى قريش نهارا فيخبر الرسول بالذي يدبره اهل مكة له قال حتى ينعق بهما عامر بن فهيرة بغلس يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر رجلا من بني الديلة وهو من بني عبد بن عدي هاديا خريتا والخريت الماهر بالهداية يعني يعرف الطرق معرفة جيدة قد غمس حلفا في ال العاص بن وائل السهمي وهو على دين كفار قريش فامن يجوز استئجار الكافر للعمل وان كان عملا خطيرا لان الرسول استأجر رجلا من بني عدي من بني الديل هديا خريجا وكان كافرا فعليه جوز بعض العلماء التطبع جوز العلماء التطبب عند الطبيب النصراني الثقة او الطبيب اليهودي ثقة لان الرسول استأجر في امر اخطر من التطبيب وهو امر الهجرة رجلا من بني الديل هاديا خريطا اي عالما بالطرق ماهرا بها قال فدفع فامناه فدفع اليه راحلتيهما ووعده غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما صبح ثلاث وانطلق معهما عامر ابن فهيرة والدليل فاغد بهم طريق السواحل هذه قصة هجرتي ابي بكر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها من الفوائد ما يلي من الفوائد جواز النزول في جوار رجل من اهل الكفر ومن ثم جواز الاستعانة باهل الكفر ومنذ ومن دونهم اذا دعت الحاجة الى ذلك في امر لا يخل بالدين بل يكون سببا في الحفظ لان ابا بكر نزل في جوار ابن الدغنة وكذلك الرسول نزل في جوار المطعم ابن عدي وجواز استئجار الكفار للعمل اذا كانوا امناء لان النبي استأجر رجلا من بني الديلة هديا خريجا وهذه الاجارة عامة قد تكون تطبيبا قد تكون دلالة قد تكون عملا في البيت الى غير ذلك ما دام الشخص امينا وايضا في المقابل يجوز عمل المسلم عند الكافر اذا دعت حاجة المسلم الى ذلك بضوابط منها الا يكون العمل في نفسه محرما ومنها الا يمتهن دينه اثناء هذا العمل ولا تضيع فريضة من فرائض الله ومنها الا يعين الكافر بهذا العمل على اهل الاسلام والله اعلم من الحديث جواز البكاء عند قراءة القرآن لان ابا بكر كان اذا قرأ لا يملك عينيه من الدمع وفي الباب قوله تعالى اذا تتلى عليهم ايات الرحمن خروا سجدا وبكيا وقوله تعالى واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا امنا فاكتبنا مع الشاهدين وفي السياق سياق الحديث فضيلة لابي بكر ويطول صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقلما يمر يوم الا والنبي يأتي في بكرة فيها جواز الذهاب الى زيارة رجل في وقت الظهيرة اذا دعت الحاجة الى ذلك خلافا لمن قال بالكراهية على الاطلاق لان النبي ذهب الى ابي بكر في نحر الظهيرة في نعر الظهيرة ففيه جواز زيارة بعض اخوانك في الله في وقت الظهيرة اذا دعت الى ذلك حاجة والله تعالى اعلم فيه ايضا عفاف رسول الله وعفته فابو بكر عرض عليه الناقة بلا ثمن الا ان النبي اصر ان يدفع الثمن ثمن الناقة مقابل الهجرة وهذا عمل عظيم. والنبي اراد ان يحظى بالاجر كاملا صلوات الله وسلامه عليه فابو بكر قال خذ بابي انت يا رسول الله احدى راحلتي هاتين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثمن فيه ايضا ان الشخص ما حسن توكله على الله يأخذ بالاسباب فالرسول خير من توكل على الله. ومعه صاحبه ابو بكر ولكن ومع ذلك يأخذان بالاسباب عبدالله بن ابي بكر معهما بالليل يخبرهما باخبار قريش ويرجع الى قريش الى مكة في الصباح كبيت فيها فيسمع من اهل الشرك وينقل الاخبار للرسول صلى الله عليه وسلم ففي جواز الاخذ بالاسباب وفيه ايضا حكمة الرسول في عدم تسرعه في خروجه من الغار للهجرة بل كمل فيه ثلاثة ايام او ثلاث ليال حتى ظن ان البحث عنه قد انقطع او قد يئسوا من البحث عنه صلوات الله وسلامه عليه فيه فضيلة لاسماء بنت ابي بكر وانها ذات النطاقين ايضا ففي الحديث جملة كبيرة من الفوائد في ان نال الشرك مع شركهم كان عندهم حتى وفاء في مسألة العهود مع بعضهم فلم يكرهوا ان يغفروا ابن الدغنة في ذمته وان كان الاصل فيها الكفر عدم ذلك قال تعالى لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة اي لا عهدا ولا قرابة في فضيلة مساعدة المعدومين ووصل الارحام وحمل الكل اي العالة واقر الضيف والمعاونة على نوائب الحق ونوائب الحق لها صور تعين على نوائب الحق اولا ما المراد بالحق للعلماء في ذلك قولان احدهما ان الحق هو الحق المعلوم ضد الباطل فالشخص قد يبتلى لدفاعه عن الحق فاذا ابتلي لدفاعه عن الحق ابو بكر يعينه اذا ابتلي في حق ابو بكر يعينه ومن العلماء من قال ان الحق هو الله سبحانه فهذا من اسمائه اذ قال فتعالى الله الملك الحق ونوائب الحق على هذا التأويل. المصائب التي يقدرها الله سبحانه وتعالى على العباد فابو بكر يعين من ابتلاه الله ببعض المصائب في الدنيا