السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الامين وعلى اله وصحبه فمن دعى بدعوته واستن بسنته الى يوم الدين وبعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب التمني من صحيحه باب كراهية تمني لقاء العدو ورواه الاعرج عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا ابو اسحاق عن موسى ابن عقبة عن سالم ابي النضر مولى عمر ابن عبيد الله وكان كاتبا له قال كتب اليه عبدالله بن ابي اوفى فقرأته فاذا فيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية هناك بعض الزيادات فيها فاذا لاقيتموهم فاصبروا واعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف هذا ولا تعارض بين تمني الشهادة في سبيل الله والنهي عن تمني لقاء العدو هذا باب وذاك باب اخر انك اذا تمنيت لقاء العدو قد تتمنى لقاء العدو فاذا رأيت المعارك قائمة والرؤوس تطير وتهشم الرؤوس وتكسر الارجل وتقطع الايدي قد تنزعج وتفر فتبوء بالاسم كما قال تعالى ومن يوليهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير اما اذا تمنيت الشهادة في سبيل الله فهذا منتهى القتال. او منتهى الغاية من وبمنتهى غاية المسلم من القتال منتهى غايته ان يرزق الشهادة في الشهادة في سبيل الله تبني الشهادة يختلف عن تمني لقاء العدو وافضل منا واخير منا قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما قيل لهم كفوا ايديكم واقيموا الصلاة قال بعضهم يا رسول الله كنا قبل قبل الاسلام كنا في الجاهلية عزة فلما اسلمنا صرنا اذلة كان منهم صحابة ازلاء وينسب هذا القول لعبدالرحمن بن عوف لطائفة معه فلما كتب عليهم القتال اذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله او اشد خشية. قالوا ربنا لما كتبت علينا القتال لولا اخرتنا الى اجل قريب وكذلك قال القوم من بني اسرائيل الملأ من بني اسرائيل لنبي الله منبعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم ان كتب عليكم القتال الا تقاتلوا؟ قالوا وما لنا الا نقاتل في سبيل الله وقد اخرجنا من ديارنا وابنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا الا قليلا منهم فهذا ايضا بالباب وكذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جابر بن سمرة لا تسأل الامارة انك ان اعطيتها من غير مسألة اعنت عليها وان اعطيتها عن مسألة وكلت اليها فالشخص لا يتمنى لقاء العدو لكن ازا قدر والتقى بالعدو يصبر ويعلم ان الجنة تحت ظلال السيوف هذا وتمني الشهادة في سبيل الله للرجال والنساء على السواء المرأة لا تتمنى لقاء لا تتمنى لقاء العدو تتمنى الشهادة نام النبي صلى الله عليه وسلم ذات ظهيرة في بيت ام حرام بنت ملحان فاستيقظ وهو يضحك قالت ما اضحكك يا رسول الله قال قوم من امتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر مغفور لهم قالت ادعوا الله ان يجعلني منهم يا رسول الله قال اللهم اجعلها منهم فخرجت مع زوجها وبدأت ابن الصامت في غزوة في البحر قدر الله عليها وماتت اثناء هذه الغزوة فيجوز للمرأة ان تتمنى الشهادة في سبيل الله هي الاخرى وبهذا بوب بعض الائمة على هذا واوردوا حديث ام حرام بنت ملحن في هذا الصدد هذا وصل اللهم على نبينا محمد وسلم لكن احب ان اقرأ كلام الحافظ ابن حجر تلجأ ايضا قال حاصل الجواب ان حصول الشهادة اخص من اللقاء لامكان تحصيل الشهادة مع نصرة الاسلام ودوام عزه بكسرة الكفار واللقاء قد يفضي الى عكس ذلك فنهي عن تمنيه ولم ينافي ذلك تمني الشهادة او لعل الكراهة مختصة بمن يثق بقوته ويعجب بنفسه ونحو ذلك هذا والله اعلم