السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فبسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الامين وعلى اله وصحبه ومن دعا بدعوته واهتدى بهديه واستن بسنته الى يوم الدين وبعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة من صحيحه باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تسألوا اهل الكتاب عن شيء قوله لا تسألوا اهل الكتاب عن شيء المراد باهل الكتاب اليهود والنصارى كيف يلتئم هذا مع ان الله قال فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون وقال فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من المبتلين وجوابه ان المراد باهل الكتاب الذين امرنا بسؤالهم هم المؤمنون منهم هذا وجه قوي جدا في هذا الباب اما الكفرة منهم فلن يصدقوكم ولن يصدقوكم الوجه الثاني ان المراد سؤال اهل الكتاب عن بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وما يتعلق بالبعث الاخر هذا قال به عدد من اهل العلم فالله اعلم هذا وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وردت عنه بعض الاحاديس في هذا الصدد فان كانت لا تخلو من مقال لكن بمجمعها يمكن ان تحسن ولكن تحمل على ما ذكر قال وقال ابو اليمان وهو الحكم ابن نافع الحمصي هذا صورته صورة المعلق سورة المعلق لانه قال وقال ابو اليمان هل هذا يكون معلقا او انه لكون ابي اليمان من شيوخ البخاري يحمد على الاتصال الوجهان قائمان اخبرنا شعيب عن الزهري قال اخبرني حميد بن عبدالرحمن سمع معاوية يحدث رهطا من قريش بالمدينة وذكر كعب الاحبار فقال ان كان من اصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن اهل الكتاب وان كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب قال فريق من العلماء المراد بالكذب هنا الاخطاء الخطأ ومن العلماء من قال ان المراد بالكذب هنا الكذب على باب لكنه بعيد. لكن كثيرون من اهل العلم يطلقون الكذب عن الخطأ كما قال ابن عباس كذب نوفل البكالي يريد اخطأ والله اعلم حدثنا حدثني محمد بن بشار حدثنا عثمان بن عمر اخبرنا علي بن المبارك عن يحيى بن ابي كثير عن ابي سلمة عن ابي هريرة قال كان اهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لاهل الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل اليكم قال حدثنا موسى ابن اسماعيل حدثنا ابراهيم واخبرنا ابن شهاب عن عبيد الله بن عبدالله ان ابن عباس رضي الله عنهما قال كيف تسألون اهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي انزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم احدث تقرأونه محضا لم يشب اي لم يخلط بغيره وقد حدثكم ان اهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه قال تعالى يحلفون الكلم عن مواضعه وكتبوا بايديهم الكتابة وقالوا هذا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا لا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي انزل عليكم حاصل القول في النقل عن اهل الكتاب يتمثل في الاتي وهي الروايات التي سميها العلماء والاسرائيليات في الاسرائيليات الاخبار التي تنقل عن بني اسرائيل ومن العلماء من قال ايضا والتي ينقلها الرواة الاسرائيليون الاسرائيليات على ثلاثة اقسام اسرائيليات صدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولها اصول في كتاب الله كحديس الرسول صلى الله عليه وسلم عن الابرص والاقرع والاعمى من بني اسرائيل الذين ابتلوا وكحديث ثلاثة اصحاب الغار وكسى جريج وغيرها دي اخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم فتصدق واسرائيليات تطعن في الانبياء عليهم الصلاة والسلام تطعن في رسل الله الكرام ومخالفا للشريعة فهذه تكذب واسرائيليات بين ذلك هذه التي لا تصدق ولا تكذب وكما اسلفت كيف يجمع بين حديس حديسه عن بني اسرائيل ولا حرج وبين لا تصدقوا ان الكتاب ولا تكذبوه ما الجبل واضح نحدس عنهم ولكن من غير تصديق ولا تكذيب والتفصيل في الجمع بين قوله حديسه عن بني اسرائيل ولا حرج وبين آآ الكلام لا تسأله عن الكتاب عن شيء كما اسلفنا اما انه محمول على اننا نسأل من امن منهم فقط ولن نسأل الكفار منهم الوجه الثاني كما قد ذكر ان السؤال انما هو عن صفة النبي عليه السلام وعن احوال الاخرة والله اعلم