بر الوالدين فان احق من بررتهما والداك ولهذا جعل الله تعالى حق الوالدين رديفا وقرينا لحقه تعالى فقال سبحانه وبحمده وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا فبر الوالدين من اعظم القربات ومن اوجب الطاعات كيف لا وهما سبب وجودك في هذه الدنيا فحري بك ان توليهما من العناية والرفق ما يستحقانه فقد حملات صغيرة وعطف عليك وسعيا وقلق من اجلك لا سيما الام التي حملتك في بطنها تسعة اشهر ثم احتملت بعد ذلك اذاك وسهرت لاجلك ولاجل ذا صور الله تعالى حق الوالدين وما ينبغي لهما بعبارات لا يمكن ان توجد في كتاب اخر فقال سبحانه وبحمده وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما. وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة. وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا هكذا ينبغي ان يكون المؤمن بارا بوالديه يخفض جناحه لهما ويطأطأ رأسه اجلالا لهما ويقوم بخدمتهما وينتقي اطايب الكلام لهما كما ينتقي اكل التمر اطايبه وبالمقابل فانه يبتعد عن جميع صور العقوق حتى ادقها واهونها في نظره وهو ان يلفظ بقول فيه نوع تبرم كقول اف وهو مكون من حرفين فما بالك بما هو اشد من ذلك ولا ينهرهما بقول ولا يشفوهما بعمل بل يسعى في خدمتهما ويظهر لهما الجميل