هذه الايات سواء قلنا هي ايات كونية او افاقية او ايات خلقية فالنظر اليها اولا مطلوب من الناحية الشرعية لان الله عز وجل امرنا بالنظر. السلام عليكم. وليس المقصود هو مجرد النظر البصري فقط. وان كان النظر البصري آآ هو الخطوة الاولى كما قال الله عز وجل تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء المقادير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم وحشا وعملا وهو العزيز الغفور الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر كرتين ينقلب اليك البصر خاسئا وهو حسير. فارجع البصر هل ترى من فطور؟ ثم ارجع البصر كرتين ينقلب اليك البصر خاسئا وهو حسير. فالانسان يجب عليه ان ينظر بعينيه الى هذه الايات الكونية وهذه رؤية البصر. المقصود ان يوصله رؤية البصر الى البصيرة. فمجرد التأمل في الايات الكونية كيف ان الله عز عز وجل اوجدها هذه من ناحية فهي تدلنا على عظيم ملك الله تبارك وتعالى من اشياء وهي ترشدنا الى عظيم ملك الله عز وجل سعة وعظمة وايضا هذه الايات الكونية والافاقية بعين البصيرة ترشدنا بل وبعين الفطرة بل وبمجرد تأمل اولي يرشدنا الى الخالق جل وعلا. الى المعبود بحق سبحانه وتعالى. كون الانسان ينظر الى هذه الايات من حيث دقة نظامها فهو يدرك بذلك عظيم علم الله عز وجل. ويدرك بذلك عظيم صنع الله تبارك وتعالى فيها وحينئذ يمكن له من حيث الاستدلال كما يستدل بهذه الايات المخلوق على وجود الخالق وبهذه الايات المشاهدة المدبرة على وجود المدبر ويستدل بهذه الايات المشاهدة الموجودة التي وجدت بعد ان لم تكن على ان الله عز وجل هو المسير له. كما قال تعالى قل من يرزقكم من السماوات والارض من يملك السما والابصار ومن يخرج الحي من الميت ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل افلا اتت التقوى فالتأمل في هذه الايات الكونية تؤثر يؤثر التأمل في النفس ايمانا بعظيم خلق الله تبارك وتعالى وعظيم الخالق جل في علاه. وحينئذ ربما انها تؤثر اللازم وتوجد اللازم وهو توحيد الله تبارك وتعالى. عبادته وتعالى. هذه الاثار من المفعولات دليل على عظيم فعل الله عز وجل وهذه المشاهدات دليل على عظيم قدرة الله تبارك وتعالى. و اذا علم الانسان انه ما من شيء الا وهو خلق لله وملك لله ويسير برزق الله ويبقى بتدبير الله حينئذ يورثه ذلك اه عدة امور اهمها انه الربوبية في الكون. نحن نشاهد في الكون بعض افعال العقلاء اذا صح التعبير او مجانين العقلاء من بني ادم ويدعون الملك والملك ويدعون البدء والانتهاء في امور هي تحت سيطرتهم. اذا اعلنت امريكا الحرب على كذا امرت اسرائيل بكذا صار هدنة في كذا فهم يظنون انهم هم الفاعلون وهذا لا شك انه من فعله لكن لابد للانسان العاقل ان ينظر الى ما هو فوق هذا وهو ان افعال هذه مخلوقات جارية في ارض الله وتحت سمائه. جارية في زمن الله شرقا وغربا والموجد للمشارق والمغارب. ففي واقع الامر التصرف كله لله تبارك وتعالى وشاهد العبد بهذه النظرة المتأملة الباصرة في هذه المشاهدات فانه يستيقن بعظيم الله تبارك وتعالى ويرى افعال العباد ما هي الا كسب لهم لاجل ان يثابوا او يعاقبوا. الامر الثاني ان التأمل بعين البصر والبصيرة في هذه الاشياء يغيث بالانسان العبادة. لا سيما اذا علم ان هذه الافلاك وهذه المخلوقات كلها سائرة تحت ملك الله عز وجل من حيث التدبير وتحت ملك الله عز وجل من حيث الايجاد. فحينئذ هذه كلها سائرة في العبودية. وهي العبودية العامة كما قال الله عز وجل ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا. ليس الشأن في نظر المتأمل ناصر الى هذه الايات الكونية والمشاهدات هو مجرد ان ينظر ويستدل بذلك على وجود الفاعل والمؤثر والمدبر لا. المقصود انك انت كيف تميز نفسك عن هذه المدبرات بايجاد افعال تكون فيها من عباد الله المخلصين. ليس المقصود هو العبودية العامة لايجاد الخلق. المقصود من ايجاد الخلق العبودية الخاصة عبودية الطاعة. ولذلك الانسان الذي يتأمل في هذه المشاهدات تأمل انصاف يورثه ذلك عبادة. ومن هنا قال من قال من السلف ان التأمل ان تأمل ساعة خير من عبادة سنة. لان عبادة العابدين غير المتأملين عبادات لا ليست ناشئة عن خشوع ولا عن خضوع ربما تكون هذه العبادات ماشية من جهة العادة والالفة او الالفة او من جهة اه مجرد الائتمار بالامر الشرعي. اما الانسان الذي نظر الى هذه للمشاهدات والايات الكونية والافاقية فانه يعبد الله عز وجل عبودية خاصة تميزه عن عبودية المعبودات العامة. وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا. واذا خاطبهم قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما هذه صفات العابدين الخلاص وليتأمل الانسان ان النظر في هذه المشاهدات يزيد الانسان يقينا في دين الله عز وجل كما قال الله تعالى المعاندين حيث امر نبيه ان يقول لهم قل انما اعظكم كن بواحدة. ما هي هذه الواحدة التي يعظهم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ظن بعض المفسرين ان هذه العظة هي ما ذكرت في الاية وانما يظن بواحدة ان تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة. لا شك ان هذه العظة مطلوبة وهي انهم اذا تفكروا في حال النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم قبل النبوة وبعد النبوة يستيقن المتأمل انه لا يمكن ان يصدر الا من نبي صادق. فاذا كان الله عز وجل امرنا نبيه ان يعظ المشركين بان يخرجوا في عن الامور الجمعية والاحوال الاجتماعية الى الاحوال الانفرادية والاحوال المثنوية فعليهم ان يدركوا انهم بهذه الطريقة يصلون الى التأله لله عز وجل على الوجه المطلوب. الانسان العاقل عليه ان في هذه الايات والمشاهدات كثير من الناس اليوم مع الاسف الشديد كثير ولا اقول قليل كسير من الناس انشغلوا بالنظر لافعال البشر عن افعال رب البشر. انشغلوا بالتأمل في احوال الناس عن التأمل عما حوله من تدبير الله عز وجل. اصبح الناس اليوم لا يرون الا تصرفات البشر. وهذا خطأ كبير. الواجب على الانسان ان لا يرى الا تصرفات الخالق الا تدبير الخالق الانسان ينظر لذلك ابراهيم عليه السلام استدل بهذه الطريقة على نمرود الذي تمرد واراد ان يعبد مع الله عز وجل والا يتجرد في الالوهية فقال ابراهيم عليه السلام له فان الله يأتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب وبيت الذي كفر. الانسان حينما ينظر الى بني البشر يرى حركاتهم سكناتهم. يرى اوامرهم نواهيهم يرى افعالهم فينشغل عما هو اعظم هذا مثل انسان يدخل مثل هذه الغرفة فلا يرى الا الذي امامه يظن هذه هي الدنيا لانه ما خرج. الانسان يجب عليه ان ينظر. الى مجريات الرياح كيف تسير لنزول الامطار كيف تنزل؟ ينظر الى النجوم كيف ركبت ووضع يتحمل فيها تأمل في منازل القمر تتأمل في مشارق الشمس يتأمل في كون وكيف انها تتسع والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون. فننظروا ماذا في والارض وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون. حينما ينشغل الناس عن النظر الى الايات الكونية والافاقية ليتهم ينشغلون بالافاء ايات نفسية او الايات الارضية لكنهم ينشغلون بافعال بعد هذا امر خطير ايها الاخوة لانه يورث دايم انسان يسمع ايش قال الناس؟ ايش قالوا؟ ايش امر؟ ايش نوى ايش سووا؟ دائما الانسان يرى ماذا فعل فلان؟ يشفع لفلان اين ذهب فلان؟ اين جاء فلان؟ فيصبح ما اسم ومرئياته يصبح مسموعاته ومرئياته كلها هي المسيطرة على ذهنه ومخيلته. فحينئذ لا يمكنه ان يتجرد او الاقل لا نقول لا يمكن ان يتجرد لا يمكنه ان يصل الى درجة الكمال في التأمل وفي الايات الكونية ونحن مأمورون بها