التحذير من اتباع الحسنة السيئة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه اجمعين. اما بعد فاتقوا الله تعالى واتبعوا الحسنة بحسنة فوالله ما اجمل الطاعة اذا اتبعت بطاعة ولا اجمل من الحسنة تتلوها الحسنة بعدها فتلكم من الباقيات التي ندبكم الله الى فعلها في محكم الايات. واحذروا المعاصي فانها موجبات للخسران والاذلال ولا تطنوا ما اسلفتم به شهر الصيام من صالح الاعمال. ولا تكدروا ما صفى لكم فيه من الاوقات والاحوال. ولا تغيروا ما عذب لكم فيه من لذة المناجاة والاقبال. الا وان علامة قبول الحسنة عمل الحسنة بعدها علامة ردها ان تتبع بقبيح الافعال. وقد قيل ذنب بعد توبة اقبح من سبعين قبلها. وقد قيل ذنب بعد توبة اقبح من سبعين قبلها وان في معاودة الصيام بعد رمضان دلالة على الايمان والرغبة في فعل الخيرات قيل لبشر الحافي ان قوما يتعبدون في رمضان ويجتهدون فاذا انسلخ تركوا. قال بئس القوم لا يعرفون الا في رمضان. وقال حسن البصري لا يكون لعمل المؤمن اجل دون الموت ثم قرأ واعبد ربك حتى يأتي اليقين وقال كعب من صام رمضان وهو يحدث نفسه اذا افطر بعد رمضان عصى ربه فصيامه مردود ومن صام رمضان وهو يحدث نفسه انه اذا افطر بعد رمضان الا يعصي الله دخل الجنة بغير حساب ولا مسألة وقال يحيى بن معاذ من استغفر بلسانه وقلبه على المعصية معقود وعزمه ان يرجع الى المعصية بعد الشهر ويعود فصوم وعليه مردود وباب القبول في وجهه مسدود. بعد ان مضى رمضان المبارك كانه طيف خيال. اخذ الكثير وينصرفون عن صالح الاعمال فبالامس كانت المساجد مكتظة بالمصلين والاصوات مدوية بتلاوة كتاب مبين بالامس انفقت الاف المئين على ذوي القربى والمساكين بالامس جل التفكير مقصور على ما ينفع امام رب العالمين والنفوس محلقة مع عالم السماء الذين يسبحون الليل والنهار افترون واليوم رحماك يا رب. بعد ان كنا مرضين للشيطان بكثرة النوافل هذا يهتز طربا من تركنا لها ويتصارع مع النهوز في ترك الواجبات. انما يدعو حزبه كونوا من اصحاب السعير. وان تلكم لمأساة كبرى وخسارة عظمى ان يبني الانسان ثم يهدم وان يستبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير. اين تلك القلوب الخاشعة في رمضان؟ اين تلكم العيون الدامعة اين تلكم الالسن التالية؟ اين تلكم الايدي السخية المنفقة؟ اين تلكم الارواح المقبلة على الله اين ذلكم الشعور الفياض في رمضان؟ اليس رب رمضان هو رب شوال وشعبان؟ اليس هو والذي اخبر عن نفسه سبحانه انه مع المتقين والمحسنين في كل زمان. اليس هو الذي اخبر عنه رسوله وصلى الله عليه وسلم بانه ينزل كل ليلة الى سماء الدنيا في ثلث الليل الاخر فيقول من ادعوني فاستجيب له. من يسألني فاعطيه. من يستغفرني فاغفر له. ما هذا الانصراف؟ ما هذه الرغبة عن الله الذي يحب من عباده المداومة على تقواه. وفق الله الجميع لطاعته رزق الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين