الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد فان المسلم كثيرا ما يردد كلمة سبحان الله وينبغي علينا ان نتفقه في معنى هذه الكلمة العظيمة. فان الله سبحانه وتعالى اورد هذه الكلمة زي ما عن نفسه كثيرا فقال سبحانه سبح لله ما في السماوات وما في الارض. وقال عز سبحان الذي اسرى بعبده وقال عز وجل سبح اسم ربك الاعلى. فجاء الامر بالتسبيح كما جاء الخبر عن التسبيح. والله جل وعلا اخبر عن نفسه انه مسبح اي منزه في ذاته عن كل عيب ونقص وجاء هذا التنزيه في اسماء الله عز وجل وصفاته. سبح اسم ربك الاعلى فكل اسماء الله تبارك وتعالى منزهة عن كل عيب ونقص باي وجه من الوجوه كذلك افعال الله تبارك وتعالى صفات الله تبارك وتعالى اذ لما شبه المشركون الله جل وعلا بالملوك وانه بحاجة الى الشفعاء والنظراء والانداد فان الله سبحانه وتعالى قال فلا تضربوا لله الامثال ثم قال سبحان الله وتعالى عما يصفون فالله سبحانه وتعالى نزه نفسه المقدسة ونزه اسماؤه الحسنى ونزه صفاته العليا عن ان يكون في ذلك نقص بوجه من الوجوه لا نقص متخيل ولا نقص واقعي. وهذا دليل على كمال الله سبحانه وتعالى. ولهذا كان النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه كثيرا ما يردد كلمة سبحان الله حتى كان من اذكاره صلوات الله وسلامه عليه في الصباح وفي المساء. ومن اذكاره بعد الصلوات ومن اذكاره حين المنام بل اخبر عليه الصلاة والسلام ان من قال سبحان الله وبحمده في اليوم مئة مرة لم احد بمثل ما اتى به الا من قال مثل ما قال او زاد عليه. ووجه ذلك ان من جمع بين تنزيه الله عز وجل ذاتا واسما ووصفا وفعلا ثم ظم الى هذا التنزيه اثبات صفات الكمال لله عز وجل. فقال الحمد لله لان الحمد معناه اثبات الكمال لله تبارك وتعالى فهذا يعني انه جل وعلا منزه عن كل عيب وموصوف بكل كمال. هذا يعني انه جل وعلا المعبود بحق لانه ليس كمثله شيء وهو هو السميع البصير فله الكمالات المطلقة وهو منزه عن كل عيب وناس وحري بالمؤمن حينما يقول وسبحان الله وبحمده ان يتذكر هذا المعنى اذ لما يتذكر هذا المعنى فانه يستشعر معنى ما يقول فلا يقول كما يقول بعض الناس اليوم سبحان الله سبحان الله بسرعة وكأنه يردد كلمات بلا معاني لكن معنى هذه الكلمة عظيمة. يستشعر المسلم عظمة الله جل جلاله وعظم سلطانه. فمن جمع بين التسبيح والتحميد لله عز وجل فانه جمع لله سبحانه وتعالى الاعتقاد الصحيح فهو المعبود بحق لكماله سبحانه وتعالى. وهو الرب الكامل لانه سبحانه منزه عن كل عيب نقص لا ينصب ولا يتعب جل في علاه. كل نقص يتخيله عبد فالله جل وعلا فوق ذلك وهو سبحانه وتعالى سبوح قدوس كما جاء في الحديث عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم انه كان يقول في ركوعه سبوح قدوس رب الملائكة والروح. ومعنى سبوح اي فعول بمعنى كثير التنزيه اي كل تنزيه فحقه لله سبحانه وتعالى. ولا يستقيم ايمان العبد عندي ولد شهادته الا بالتنزيه مع الاثبات. وهو معنى لا اله الا الله لا معبود حق الا الله. لا نفي الا الله اثبات. لماذا؟ لان الشرك نقصان في حق الله عز وجل. فمن رأى الشرك مع الله في ربوبيته او الوهيته او اسمائه وصفاته ما عرف معنى سبحان الله. ومن لم يعبده جل وعلا وحده لا شريك لم يدرك معنى الحمد لله. فالله اسأل ان يرزقنا واياكم خشيته وعظمته في السر والعلن وهو سبحانه وتعالى السميع البصير الموصوف بكل كمال والمنزه عن كل عيب في الحال وفي المآل وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين والحمد لله رب العالمين