من اسباب سوء الحفظ التعجل فانه سبب عظيم للانتكاسة عن الحفظ ولهذا طالب العلم بحاجة الى الصبر لحاجة الى صبر عظيم. فان الصبر في العلم سبب للحفظ روي بعض الصالحين و طلب العلم بعد الاربعين بعد ما صار عمره اربعين سنة صار يطلب العلم فحضر بعض مجالس العلم في اليوم الاول والثاني والثالث اسبوع ما فهم شيئا فقيل له من وساوس شياطين الانس والجن انت لا تصلح للعلم فقال اذا ما دمت تبت الى الله سيجتهد في العبادة ولا مكان احسن من ان اذهب الى مكة واتعبد الله جل وعلا وفي الطريق قدر الله عليه انه اصابه الظمأ ونفذ ما معه ونفذ ما معه من الماء فصار يبحث عن الماء فوجد جبلا فسار اليه فنظر في اسفل الجبل فوجد صخرة محفورة من اثر الماء فيه شيء من الماء فشرب ثم تفكر ما الذي اثر في هذه الصخرة الصماء الصلبة الشديدة التي يصعب كسرها معاول فنظر فاذا بقطرات الماء المتساقطة من اعلاه هي التي اثرت الحفرة في الصخر فقال في نفسه متأملا ان قلبي لا يمكن ان يكون اقسى من هذا الحجر وان العلم لا يكون بالين من هذا الماء فاذا كان الماء مع ليونته اثر في الحجر مع قسوته بدوام الوقت فان العلم سيؤثر على قلبي لانه اثقل من الماء وقلبي ليس باقصى من الحجر ولكن يحتاج الى المداومة فلما وصل الى مكة طلب العلم واصبح من العلماء الكبار المشار اليهم بالعلم