بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد الاية الرابعة والثمانون لشيء سببا انا مكنا له في الارض واعطيناه من كل شيء يتعلق به مطلوبه طريقا يتوصل به الى مراده وهذه النعم التي ينعم الله تعالى بها على العباد عليهم ان يستعملوها في طاعة الله تعالى وتأمل هذه القصة يقرأها الرئيس هو الملك والوزير والغني والمدير والمسؤول وحتى لو كانت ادارة الانسان محدودة ايستذكر الانسان ان ما بين يديه من نعمة عليه ان يستخدمها في مرضاة الله تعالى الاية الخامسة والثمانون فاتبع سببا فاخذ بما اعطيناه من الوسائل والطرق للتوصل الى مطلوبه فاتجه غربا اذا هو سار في هذا العمل الكبير في اجل خدمة الناس وتأمل قصة الخضر في خدمة الناس وخدمة الضعفاء وهذا ايضا خسارة في خدمة الناس وفي خدمة الضعفاء فتأمل مسألة القصتين يعني تأمل توالي القصتين حتى الانسان يعمل دواما لاجل ان يكون مخلصا لله تعالى محسنا الى عبده وعلى الانسان ان يعمل لادخال السرور بكل طريقة وبكل عمل وبكل وسيلة من الوسائل وينوي الانسان فعل الخير دواما الاية السادسة والثمانون حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمأة تدع عندها قوما قلنا يا ذا القرنين اما ان تعذب وان ان تتخذ فيهم حسنا وسار في الارض حتى اذا وصل الى نهاية الارض من جهة مغرب الشمس في مرأى العين رآها كأنها تغرب في عين حارة لا تطين اسود ووجد عند مغرب الشمس قوما كفارا قلنا له على سبيل التخيير يا صاحب القرنين اما ان تعذب هؤلاء بالقتل او بغيره واما ان تحسن اليهم ولذلك في النبي صلى الله عليه وسلم ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن اثما فعلى الانسان دواما ان يتخذ الشيء الارفق والاسهل ما لم يكن معصية الاية السابعة والثمانون قال اما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد الى ربه كيف يعذبه عذابا نكرا قال صاحب القرنين اما من اشرك بالله واصر على ذلك بعد دعوتنا الى عبادة الله فسنعاقبه بالقتل في الدنيا ثم يرجع الى ربه يوم القيامة فيعذبه عذابا فظيعا وتأمل بان الكافر مخزي في الدنيا هالك في الاخرة وان المؤمن في الدنيا جميع امره خير الاية الثامنة والثمانون واما من امن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى انقول له من امرنا يسرا واما من امن منهم بالله وعمل عملا صالحا فله الجنة جزاء من ربه على ايمانه وعمله الصالح وسنقول له من امرنا ما فيه رفق ولن الاية التاسعة والثمانون ثم اتبع طريقا غير طريقه الاولى متجها الى جهة شروق الشمس وتأمل هذه الطرق الذي قد مهدها الله لنا فهي من نعم الله علينا الاية التسعون حتى اذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا وسار حتى اذا وصل الى جهة مطلع الشمس في مرأى العين وجد الشمس تطلع على اقوام لم نجعل لهم من دون الشمس ما يقيهم من البيوت ومن ضلال الاشجار وليستحضر الانسان هذه النعم التي تغمرنا والانسان مهما اوتي من نعمة فهناك اشخاص لديهم نعم اقل فالانسان لينظر دوام الى من هو ادنى منه ولا ينظر الى من هو فوقه. كي لا يزدري نعمة الله عليه الاية الحادية وتسعون كذلك امر صاحب القرنين وقد احاط علمنا بتفاصيل ما لديه من القوة والسلطان فربنا جل جلاله هو المحيط بكل شيء العالم بكل امر الاية الثانية والتسعون ثم اتبع سببا. ثم اتبع طريقا غير الطريقين الاوليين معترضا بين المشرق والمغرب وتأمل على الانسان ان يسلك كل طريق يوصله الى الله وعليه ان يستثمر كل باب نفع يوصل فيه العلم والخير والان تعددت الوسائل وكثرت الطرق في الدعوة الى الله فعلينا ان لا نقصر في باب خير قد فتح لنا الاية الثالثة والتسعون حتى اذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون لا يفقهون قولا وسار حتى وصل ثغرة بين جبلين فوجد من قبلهما قوما لا يكادون يفهمون كلام غيرهم وتأمل ان تبليغ الدين بكافة اللغات واجب من اعظم الواجبات فعلينا ان نبلغ هذا الدين بجميع اللغات للناس الاية الرابعة والتسعون هل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا وبينهم سدا قالوا يا ذا القرنين ان يأجوج ومأجوج يعنون امتين عظيمتين من بني ادم. مفسدون في الارض بما يقومون به من القتل وغيره فهل نجعل لك مالا على ان تجعل بيننا وبينهم حاجزا ولذلك الذي يستطيع ان يدفع الفساد ويدفع الشر ينبغي عليه ان لا يفرط في باب خير قد مكنه الله تعالى فيه فان الله سائله عن ما استرعاه الاية الخامسة والتسعون طالما مكني فيه ربي خير فاعينوني بقوة اجعل بينكم اين هم ردما قال ذو القرنين ما رزقنيه ربي من الملك والسلطان خير لي مما تعطونني من مال فاعينوني برجال والات اجعل بينكم وبينهم حاجزا وهكذا يقصد الانسان وجه ربه في اعماله ليتقرب بها الى ربه ومولاه الاية الثالثة والتسعون اتوني زبر الحديد حتى اذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا وحتى اذا جعله نارا قال اتوني حتى اذا جعله نارا قال اتوني افرغ عليه احضروا قطع الحديد فاحظروها فطفق يبني بها بين الجبلين حتى اذا ساواهما ببنائه قادة العمال اشعلوا النار على هذه القطع حتى اذا احمرت قطع الحديد قال احضروا نحاسا اصبه عليه اذا هو اهجر صنعته بغاية الاحكام وكل من اوتي شيئا من الصنائع والاعمال والوظائف عليه ان يتقن عمله تبع الاية السابعة والتسعون فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا فما استطاع يأجوج ومأجوج ان يعلو ان يعلو عليه لارتفاعه وما استطاعوا ان يثقفوه من اسفله بصلابته من فوائد الايات ان ذي القرنين احد الملوك المؤمنين الذين ملكوا الدنيا وسيطروا على اهلها فقد اتاه الله ملكا واسعا ومنحه حكمة وهيبة وعلما نافعا اذا هو استخدم هذا الملك لاجل طاعة الله تعالى فهو اسوأ لكل من يأتي من بعده عليه ان يتقي الله فيما ولاه من واجب الملك او الحاكم ان يقوم بحماية الخلق في حفظ ديارهم واصلاح ثقورهم من اموالهم. اذا واجب عليه ان يؤدي هذا الواجب. لانه ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته الا حرم الله عليه الجنة اهل الصلاح والاخلاص يحرصون على انجاز الاعمال ابتغاء وجه الله يدل على الانسان ان يقصد وجه الله في كل عمل من الاعمال هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته