بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد الاية الثامنة عسى ربكم ان يرحمكم. وان عدتم عدنا. وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا عسى ربكم يا بني اسرائيل ان يرحمكم بعد هذا الانتقام الشديد ان تبتم اليه واحسنتم اعمالكم وان رجعت من الافساد مرة ثالثة او اكثر رجعنا الى الانتقام منكم وسيرنا جهنم للكافرين بالله فراشا ومهادا لا يتخلون عنه هذه الاية الكريمة فيها التهديد والوعيد وكم من اية نزلت في الكافرين وفيها اعظم عبرة للمؤمنين والانسان حينما يمر به شيء عليه ان يراقب نفسه وان ينظر في اعماله وربنا يقول عسى ربكم ان يرحمكم فربنا فتح لبني اسرائيل باب الرحمة ان عادوا وانابوا الى الطاعة ولكنه هددهم ان عادوا الى الافساد بان ينتقم منهم في الدنيا والاخرة وهكذا الانسان يراقب نفسه. عسى ربكم ان يرحمكم اي لعل الله يا بني اسرائيل يرحمكم بعد انتقامه من فينقذكم ويعزكم بعد ذلكم ويجعل لكم قوة ويرد اليكم الدولة وكذلك يرد اليكم الدول اي المر في الخير. فكل انسان عليه ان يراقب نفسه فيما يمر به من حالات الشدة والضنك والصعوبة من المرض او بالسجن او غير ذلك ربنا يقول وان عدتم عدنا ان وان رجعتم الى الافساد في الارض بفعل المعصية بعد رحمة الله لكم رجعت الى انتقامي منكم فيقع ظرر ذلك عليه في الدنيا والاخرة ثم علل ربنا عدله الكبير قال ولا تزر وازرة وزر اخرى اي لا تحمل نفس اثمة اثم نفس اخرى ولا يحمل احدا ذنب غيره. من الذي فسلطت عليكم مرة اخرى من يقتلكم ويدلكم يقول الطبري وعسى من الله واجب وفعل الله ذلك بهم فكثر عددهم بعد ذلك فرفع خساستهم وجعل منهم الملوك والانبياء وانتم تعرفون قصة طالوت حينما جعله الله تعالى ملكا عليهم وجعل فيه من الانبياء مثل داوود وسليمان والشبعون وغير ذلك. وهذي طبعا فيما يتعلق بالعموم الذي قاله الطبري اما الخصوص فقد قال ابن عطية وعسى ترج في حقهم وهذه العدة ليست برجوع دولة وانما هي بان يرحم المطيع منهم وكان من الطاعة اتباعهم لعيسى ومحمد فلم يفعلوا. وعادوا الى الكفر والمعصية فعاد عقاب الله فظرب عليهم الذل وقتلهم واذلهم بيد كل امة اما القاسمي فقال في تفسير قوله عسى ربكم ان يرحمكم يقول اي اذا اخلصتم للانابة واحسنتم الاعمال واقمتم الكتاب وما نزل اليكم لانكم علمتم من سنته تعالى انه لا ينزل بلاء الا بذنب ولا يرفعه الا بتوبة. ولذا قال وان عدتم اي بعد هذه التوبة والانابة الى الاستكبار عدنا اي الى تسليط الاعداء وسلب الاولاد والاموال في الدنيا اذا على الانسان ان يراقب نفسه غاية المراقبة حتى قال ابن جزيف في تفسيره قد عادوا فبعث الله عليهم محمدا صلى الله عليه وسلم وامتهم يقتلونهم ويذلونهم الى يوم القيامة اذا هذا في بني اسرائيل ولكن المؤمن يأخذ من ذلك العبرة غاية العبرة وتأمل في بقية التهديد قال وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا. وفي ذلك اشارة الى الذنوب والمعاصي وكذلك خطر الذنوب والمعاصي انها مضرة في الدنيا والاخرة. قال وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا. اي وجعلنا جهنم للكافرين ومحبسا وبساطا لا يستطيعون الخروج منها ابدا وهكذا يعتبر الانسان في ايات الله سبحانه وتعالى. يقرأ ما يتعلق بالامم وينظر الانسان في حاله كيف انه يراقب ربه ويراقب الانسان عمله حتى لا يقع فيما لا تحمد عقباه فينتفع الانسان من كل شيء يمر به الاية التاسعة ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون ان لهم اجرا كبيرا ان هذا القرآن المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم يدل على احسن السبل وهي سبيل الاسلام ويخبر المؤمنين بالله الذين يعملون الاعمال الصالحة بما يسرهم وهو ان لهم ثوابا عظيما من الله اذا في هذه الاية الكريمة بعض خصائص القرآن انه يدل الى الخير ويدل الى العمل الصالح. وتأمل في الاية الكريمة ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم اي ان هذا القرآن يرشد المتبعين الى الطريقة التي هي اعدل وافضل واصوب في كل شأن من الشؤون من العقائد والاعمال والاخلاق وتأمل بان هذا القرآن الكريم يدلك على كل شيء تحتاجه. وكل شيء تمر به قال ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا اي ويبشر هذا القرآن المؤمنين الذين يصدقون ايمانهم بانهم يعملون الاعمال الصالحة يبشرهم بان لهم ثوابا عظيما. وتأمل ان العمل الصالح ينفع في الدنيا والاخرة ولذلك على الانسان ان لا يفرط في حق من حقوق الله تعالى ابدا الاية العاشرة وان الذين لا يؤمنون بالاخرة اعتدنا لهم عذابا اليما. ويخبر الذين لا يؤمنون بيوم القيامة بما يسوؤهم وهو انا اعددنا لهم يوم القيامة عذابا موجعا اي ويبشر الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا ايوة يبشروا هذا القرآن المؤمنين الذين يصدقون ايمانهم بان يعملون بانهم يعملون الاعمال الصالحة بان لهم ثوابا عظيما. الاية العاشرة وان الذين لا يؤمنون بالاخرة اعتدنا لهم عذابا اليما. ايوة يبشر القرآن المؤمنين ايضا بان الله عد وهيأ لاعدائهم الكافرين الذين لا يؤمنون بالبعث يوم القيامة عذابا موجعا في الاخرة ولو تأملت في سورة ويل للمطففين في قوله تعالى على الارائك ينظرون وانها قد ذكرت اولا في تنعمهم بنعيمهم وانها ثانيا ذكرت حينما وينعمون بالنظر الى اعدائهم وهم يعذبون تدرك هذا المعنى الاية الحادية عشرة ويدعو بالخير. وكان عجولا. ويدعو الانسان لجهله على نفسه ويدعو الانسان لجهله على نفسه ووالدي وماله عند الغضب بالشرور مثل دعائه لنفسه بالخير فلو استجبنا دعاءه بالشر لهلك وهلك ماله وولدهم وكان الانسان مجبولا على العجلة ولذا فانه قد يتعجل ما يضره اذا هذا بيان لوظع الانسان بانه لجهله كثير العجلة ولذلك باي شيء يدفع الانسان الجهل يدفعه بالعلم ولذلك فان ابليس حينما يأتي على الانسان اول ما يصده عن العلم وانت حينما تترقى للخير عليك اول ما تبدأ بالعلم. ولذا اول ما نزل اقرأ حث على قراءة العلم النافع المؤدي للعمل الصالح. اقرأ باسم ربك الذي خلق قلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم. علم الانسان ما لم يعلم فربنا يقول ويدعو الانسان بالشر دعاءه بالخير وكان الانسان عجولا ويدعو الانسان بالشر دعاءه بالخير اي ويدعو الانسان في حال غضبه على نفسه واهله وولده بالموت او بغيره مما يسوء كما يدعو ربه بالخير فلو استجيب له في دعائه بالشر كما يستجاب له في الخير لهلك ثم بين ربنا جل جلاله بين هذا السبب قال وكان الانسان عجولا. اي انما يفعل الانسان ذلك فيدعو عند غضبه بما يكره ان يستجاب فله فيه لان من طبعه العجلة فيتعجل طلب كل ما يقع في قلبه ويخطر بباله. من غير ان يتأنى فيه ويتفكر ويتدبر العواقب. ولذا ربنا قال الانسان من عدم اذا العجلة مذمومة ذم الله سبحانه وتعالى العجل فقال وكان الانسان عجولا وقد خلق الانسان من عجل فالعجلة من مقتضيات الشهوة فلذلك دمت في جميع القرآن حتى جاء في الحديث العجلة من الشيطان. فيبتعد الانسان عن العجلة ويتأنى الانسان في حياته وفي اموره كلها وايضا الانسان يتعلم العلم لان العلم سيقوده الى عدم العجلة والى عدم الخطأ الاية الثانية عشرة وجعلنا الليل والنهار ايتين فمحونا اية الليل وجعلنا النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب اه وكل شيء فصلناه تفصيلا. وخلقنا الليل والنهار علامتين دالتين على وحدانية الله وقدرته بما فيهما من الاختلاف في الطول والقصر والحرارة والبرودة فجعلنا الليل مظلما للراحة والنوم وجعلنا النهار مضيئا لتبتغوا رزق الله الذي قدره لكم بفضله ولتعلموا بتعاقبهما عدد السنين وما تحتاجون اليه من حساب اوقات الشهور والايام والساعات وكل شيء بيناه تبيانا لتتميز الاشياء ويتضح المحق من المبطل. اذا هذه الاية العظيمة تدلنا على شيء يتكرر علينا ان نعتبر به كل ما تكرر وجعلنا الليل والنهار ايتين وجعلنا الليل والنهار ايتين. اي وجعلنا بعظمتنا الباهرة. قال وجعلنا جاء بناء العظمة اي وجعلنا بعظمتنا الباهرة وينبغي على الانسان ان ينبهر من هذه القدرة وان يخضع الى ربه الليل والنهار علامتين دالتين على وجود الله. وعلى وحدانيته. لانه لا يأتي بالليل والنهار الا الله سبحانه وتعالى وهذا يدل على كمال قدرته ويدل على رحمته بعباده فان الناس بهم حاجة لان يكون النهار معاشا والليل سباتا وفي هذا دليل على انه المستحق للعبادة وحده لا شريك له لان من الذي له العبادة؟ من له غاية الاحسان وربنا قال واية لهم الليل ونسلخ منه النهار فاذا هم مظلمون. فهذه ايات عظيمة ينبغي على الانسان ان يتدبر كل ما تكررت ربنا قال ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر يقول فمحونا اية الليل وجعلنا اية النهار مبصرة اي فطمسنا القمر ليكون الليل مظلما. وجعلنا الشمس مضيئة لكم في النهار وهذا كقوله تعالى هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا ولا ننتفع من نور القمر ومن ضياء الشمس فربنا قال لتبتغوا فضلا من ربكم. وتأمل هذه المنافع كلما رأيت هذه الايات اي وجعلنا اية النهار مبصرة لتتوصلوا بظياء النهار الى طلب الرزق الذي ييسره لكم ربكم من فضله الواسع كما قال تعالى ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون قال ولتعلموا عدد السنين والحساب. اي ومحونا اية الليل لتعلموا عدد السنوات وتعلموا حساب الليالي والشهور فتنتفع بذلك في امور دينكم ودنياكم ولذلك هذه امور الحساب مهمة للغاية لا يستغني عنها الناس قال وكل شيء فصلناه تفصيلا. اي وكل شيء تحتاجون اليه ايها الناس. وتحتاجون الى بيانه من مصالح دينكم ودنياكم بيناه لكم في القرآن بيانا واضحا شافيا لا لبس فيه ولا نقص بوجه من الوجوه وهذا الترغيب بامر القرآن لاجل ماذا؟ لاجل ان يهتم الانسان بالقرآن ولاجل ان لا يفرط فيه ابدا بل ان الانسان يعطي القرآن افضل الاوقات. لا فضل الاوقات وكل من انسان ملأ وقته بالقرآن ازدادت له البركات وانتفع من ذريته وانتفعت ذريته منه ولذلك فان القرآن مفتاح العلوم ومفتاح الخيرات والبركات والمسرات الاية الثالثة عشرة وكل شيء فصلناه تفصيلا. وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه من منشورا وكل انسان جعلنا عمله الصادر عنه ملازما له. ملازمة القلادة للعنق لا ينفصل عنه حتى يحاسب عليه ونخرج له يوم القيامة كتابا فيه جميع ما عمل من خير وشر يجده امامه مفتوحا مبسوطا. فتأمل ايها الاخ الكريم ان الام يعود قارئا وبعض الناس تقول له اقرأ يقول لا اعرف القراءة نقول له تعلم. والامام البخاري سئل عن دواء يعينه على الحفظ قال لا اعلم شيئا انفع للحفظ من نهمة الرجل ومداومة النظر عليه ان يستمر وان لا يتوقف وان لا ينقطع قال وكل شيء وكل انسان ربنا يقول وكل انسان الزمناه طائره في عنقه اي كل انسان منكم الزمناه عمله الذي قدرناه عليه وسبق به قضاؤنا من خير او شر الصادر منه باختياره فيجازى عليه وحده فلا يحاسب بعمل غيره ولا يحاسب غيره بعمله. اذا ربنا جل جلاله عمل ما ما سيعمله الانسان فسجل عليه في اللوح المحفوظ كما قال تعالى يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو ان ان بينها وبينه امدا بعيدا. وتأمل هذا العمل الذي يعمله الانسان يتمنى انه لو كان بعيدا عنه فربنا قال عن هذا قال ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشرا. ايوة نظهر لكل انسان يوم القيامة كتاب اعماله يجده مفتوحا منشورا مفتوحا يجدها مفتوحا حاويا لكل ما عمله في الدنيا من خير او شر وهذا الانسان حتى الامي سيقرأ كتابه ولذلك على كل انسان ان يتعلم وان يترقى وان لا يقول لا اعرف ولا استطيع بل عليه ان يعمل وليستعد لقراءة كتاب اعماله. فالسعيد الذي من وجد الاعمال الصالحة في صحيفة اعماله يوم القيامة الاية الرابعة عشرة اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. ونقول له يومئذ اقرأ ايها الانسان كتابك وتولى حساب نفسك على اعمالك كفى بنفسك يوم القيامة محاسبا لك اي محاسبا لنفسك اذا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ان يقال لكل انسان يوم القيامة اقرأ كتاب اعمالك التي كتبها الحفظة فيه. وتأمل ان الله قد جعل علينا كراما كاتبين يعلمون ما نفعل سيسجل عليها اذا يقال لكل انسان يوم القيامة اقرأ كتاب اعمالك التي كتبها الحفظة فيه ويكفي لاحصاء اعمالك نفسك فهي الشاهدة بانك لم تظلم ولم يكتب عليك سوى ما عملته فتأمل على الانسان ان يحفظ نفسه وان يحفظ عمله وان يراقب لانه سيجد في هذا الكتاب كل شيء ورحم الله من قال ولو انا اذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حي. ولكن اذا متنا بعثنا ثم نسأل بعدها عن كل شيء فنسأل عن القليل والكثير حتى خثرات النفوس التي يجعلها الانسان عزم سنسأل عنها ونحاسب ويؤتى بها يوم القيامة. جميع المظالم التي ظلمتها فيؤتى بها في حوزة الحساب حتى وان كانت مثقال حبة من خردل في السماء او في الارض او في اي مكان كلها سيؤتى بها. فعلى الانسان ان يستعد بالعمل الصالح الاية الخامسة عشر من اهتدى انما يضل عليها. ولا تزر وازرة وزر اخرى. وما كنا حتى نبعث رسولا من اهتدى الى الايمان فثواب هدايته له ومن ضل فعقاب ضلاله عليه ولا تتحمل نفس ذنب نفس اخرى وما كنا معذبين قوما حتى نقيم عليهم الحجة بارسال الرسل اليهم. وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى فربنا يقول من اهتدى فانما يهتدي لنفسه اي من اهتدى فاتبع الحق فانما ينفع نفسه بالجزاء الحسن في الدنيا والاخرة لان العمل الصالح سينفعك في الدنيا والاخرة قال الذين امنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن ما وحسن ما قال من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة اي في الدنيا. قال ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون اي في الاخرة اذا من اهتدى فاتبع الحق فانما ينفع نفسه بالجزاء الحسن والعاقبة الحميدة في الدنيا والاخرة وربنا قال كما في سورة فصلت من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد. قالوا ومن ظل فانما يضل ايوه من ضل عن الحق فانما يجني على نفسه يتعلق بذنب الاخرين من تسبب في اطلال الاخرين. سيحمل اثمه واثم غيره كما قال وليحملن اثقالهم واثقالا مع اثقالهم والسعيد من مات في هذه الدنيا من قطعت سيئاته وبعضهم يموت عياذا بالله تعالى وتبقى سيئاته اذا تفسير الاية ولا تزر وازرة وزر اخرى اي ولا تحمل نفس اثمة اثم نفس اخرى ولا يحمل احد ذنب غيره وفي سورة فاطر ولا تزر وازرة وزر اخرى وان تدعو مثقلة الى حملها. لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى قد تاتي الام تحمل اوزارا على ظهرها فتقول لولدها يا بني احمل عني يقول لها يا امه اني اليوم عنك مشغول واذا ربنا قال يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه وفي سورة الانعام ربنا قال ولا تكسبوا كل نفس الا عليها. ولا تزر وازرة وزر اخرى قال وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. فتأمل الى رحمة الله سبحانه وتعالى ايوة ما كنا معذبين قوما الا بعد اقامة الحجة عليهم بارسال رسول اليهم فاذا ردوا الحق عذبناهم بما يستحقون. ولذلك على الانسان ان يحاسب نفسه غاية المحاسبة على الانسان ان يحاسب نفسه غاية المحاسبة وان يراقب نفسه وان ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم علينا ان نتعلم هذا العلم. علينا ان نتعلم علم القرآن وعلينا ان نتعلم علم الدين حتى لا يقع الانسان فيما لا تحمد عقباه على الانسان ان يتعلم هذا غاية التعلم وان لا يفرط في شيء منه. لان الانسان سيحاسب على عمله هذا الاية السادسة عشرة واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها عليها القول فدمرناها تدميرا. واذا اردنا اهلاك قرية لظلمها امرنا من ابدلتهم النعمة بالطاعة فلن يمتثلوا بالعصر وخرجوا عن الطاعة فحق عليهم القول بالعذاب المستأصل فاهلكناهم هلاك استئصال. المترفون قوم بطروا في الدنيا وتوسعوا فيها وطغوا في الحد الذي حد لهم ربنا يقول واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها. اي واذا اردنا ان نهلك في اهل قرية بعذاب في دنيا امرنا متنعميها وجبابرتها بطاعتي. على لسان الرسول المبعوث اليهم فخرجوا عن اوامري وعصوني. قال فحق عليها القول فدمرناها تدميرا اي فوجب على اهل القرية العذاب الذي حذروا منه فخربنا القرية تخريبا واهلكنا اهلها فاستأصلناهم. ولذلك هذه الذنوب مهلكات عن الانسان ان يحذرها غاية الحذر الاية السابعة عشرة وكم اهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بعباده خبيرا بصيرا. وما اكثر الامم المكذبة التي اهلكناها من بعد نوح مثل عادل ما تموت وكفى بربك ايها الرسول بذنوب عباده خبيرا بصيرا لا يخفى عليه منها شيء وسيجازيهم عليها وهذه فيها تنبيه لكفار قريش يعني انهم لن يخرجوا من هذه السنن اذا بقوا على كفهم. وايضا فيها عبرة لكل معتبر ان الانسان عليه ان يحذر المعاصي فانها مهرجات وتأمل اية قال وكم اهلكنا من القرون من بعدنا ايها الكثير من اهل القرون الماظية عددناهم في الدنيا لكفرهم وتكذيب رسلهم وذلك من بعد اول الرسل نوح عليه السلام. فانتم يا كفار قريش والخطاب ايضا للجميع لستم اكرم على الله وقد كذبتم اشرف الرسل فعاقبتم اولى يعني اهدمتم في كل اعلام تعذبونه في كل ضرر تغرونهم فاذا كذبتم انتم سوف تعذبون ان لم تنتهوا عن كفركم وتكذيبكم قال وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا ايوة حسبك ربك يا محمد وهذا تسبير للنبي صلى الله عليه وسلم ان يكفيك ايوا حسبك ربك يا محمد ان يكفيك ربك خبيرا بصيرا بذنوب عباده يعلم بواطنها وظواهرها لا يخفى عليه شيء منها وسيجازيهم عليها. ولذلك لما يأتينا الامر بالعلم عن ذنبنا ذنوب علينا ان نحذر لان هذا العلم بعده المحاسبة من فوائد الايات اولا من اهتدى بهدي القرآن كان اكمل الناس. واقومهم واهداهم في جميع امورهم. اذا على الانسان ان يجعل القرآن امامه يقرأ ورده ويراجع حفظه ويتتبع تفسير القرآن. يقرأ القرآن يتفهم المعاني اذا شق عليه شيء يرجع الى التفسير. ولذا هذا التفسير تفسير مختصر سهل جدا ويعطيك المعاني القريبة وفيه من الدقة والصواب جزى الله خيرا كل من سعى فيه التحذير من الدعوة على النفس والاولاد بالشر. يعني الانسان لا يدعو على نفسه ولا على اولاده. انما اذا نطق نطق بخير واذا دعا دعا ابي خير ولا يدعو الانسان بالشر لا على نفسه ولا على غيره اختلاف الليل والنهار بالزيادة والنقص. وتعاقبهما وضوء النهار وظلمة الليل. كل ذلك دليل على وحدانية الله ووجوده وكمال علمه وقدرته. اذا كلما جاءنا الليل نظرنا فيه كلما جاءنا النهار نظرنا فيه ونجعل الليل والنهار خزائن نخزن فيهما الاعمال الصالحة ونسبت القدرة الله وان هذا من رحمة الله ولذلك في نعمة النهار لا تكتمل الا بالليل ونعمة الليل لا تكتمل الا بنعمة النهار فهذه ايات عظيمة ثم الليل يأخذ من النهار والنهار يأخذ من الليل وهذا كله دلالة على وحدانية الله المدبر لهذا هذا الكون تقرر الايات مبدأ المسؤولية الشخصية عدلا من الله ورحمة بعباده. اذا على الانسان ان يعلم انه مسؤول عن نفسه وانه عليه ان يراقب نفسه وعليه ان لا يفرط في امره ابدا. فعلى الانسان ان لا يفرط في العمل الصالح وان يراقب نفسه فربنا يقول وما كنا عن الخلق غافلين فكما ان خلقنا يعني تفسير الاية كما ان خلقنا عام لكل مخلوق فعلمنا ايضا محيط بما خلقنا فلا نغفل عن مخلوق ابدا ولا ننساه ولا نخلق خلقا فلنضيعه. اذا ربنا جل جلاله يحاسب ولذلك على الانسان ان يتحمل هو ان يتعلم ومما يحذره الانسان كسر الخواطر للاخرين فبعضهم يقول جبر الخواطر بمثابة خطأ طبي الاعتذار فيه لا يرد عافيتك ادع للسادة ان يحفظ وان يهتم وان يكون الانسان عادلا وتأمل خلق القرآن لما ربنا قال ولا يجرمنكم شنئان قوم ان صدوكم عن المسجد الحرام ان تعتدوا يعني في هذه الاية دليل صريح على ان النساء عليه ان يعامل من عصى الله فيه بان يطيع الله فيه انا قد يؤذيك الانسان فلا تتعجل باذيته او الدعاء عليه او رده او الحقد عليه لا دليل صريح في الاية ان الانسان عليه ان يعامل من عصى الله فيه بان يطيع الله فيه وهذا دليل واضح على كمال دين الاسلام وحسن ما يدعو اليه من مكارم الاخلاق. اذا هذي الفائدة الاخيرة يقول تقرر الايات مبدأ المسؤولية الشخصية عدلا من الله ورحمة بعباده. فعلى الانسان ان يراقب نفسه وان يجد وربنا غني حميد ربنا يقول ان الله تعالى يعني جاء غني حميد جاءت في مواطن حتى قال ابن رجب ان الله تعالى في نفسه غني اي لا حاجة له في طاعة العباد ولا يعود نفعها اليه وانما هم ينتفعون بها ولا يتضرر بمعاصيهم وانما هم يتضررون بها اذا على الانسان ان يتوب الى الله وتأمل في الدعاء وتب علينا انك انت التواب الرحيم في دعاء ابراهيم واسماعيل يفرغان من بناء اعظم بيوت الله في الارض. ويسألان ربهما التوبة فالنساء عليه ان يتعلم الادب مع الله سبحانه وتعالى واذا دعوت الله في شيء ولم يتحقق فاصبر فان وراء كل شيء لم يتحقق خيرا اراده الله لك قل ان الامر كله لله ثم عش بطمأنينة وارجع الى ربك ثم احذر الشهوات ولذلك لا يضيعوا الصلوات ولا يضيعوا فقه معاني الصلوات الا غارقا في الشهوات وبمقدار زيادة الشهوات تنقص الصلوات. وربنا قال فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا فعل انسان يظن باوقاته. يا اخواني الظن بالاوقات قيمة نجاح وامارة الانجاز واعي للانسان ان يتحمل الاخرين وان يصبر وان لا يدعو عليهم كما مر في الايات. يقول ابن كثير عن موسى ابن جعفر الكاظم رحمهم الله يقول كاد كثير العبادة والمروءة اذا بلغه عن احد انه يؤذيه ارسل اليه بالتحف والذهب يقول ولد له من الذكور والاناث اربعون نسمة. فالانسان عليه ان يكون طيبا في تعامله مع الاخرين وان يحذر الانسان المعاصي. فربنا يقول ان الذين يحادون الله ورسوله اولئك في الاذلين يقول ابن كثير والله ما عز بباطل قط ولو طلع القمر من جبينه. ولا ذل ذو حق قط ولو اصفق العالم عليه اذا على الانسان ان يحذر المعاصي وان يكون على طاعة الله تعالى وان يغل الانسان من الذنوب مهما استطاع. تقول امنا عائشة رضي الله عنها اقلوا الذنوب فانكم لن تلقوا الله عز وجل بشيء افضل من قلة الذنوب. اذا كن قليل الذنوب وهذه الخواطر التي تأتيك من المحرمات ثم تدفعها تجاهد نفسك فيها الله سبحانه وتعالى علم بتلك الخواطر والاسرار التي تمر عندك وهذا معنى قرآني يتدفق به القرآن ليرسخه ليرسخه في النفوس ولذلك ربنا قال واسروا قولكم واجهروا به انه عليم بذات الصدور ربنا قال سواء منكم من اسر القول ومن جهر به. وربنا قال فانه يعلم السر واخفى. هذه السرائر اجعلها صالحة السرائر التي تكون في نفسك اجعلها صالحة ولا تقلد احدا في حرام فلن يستطيع احد ركوب ظهرك الا اذا كنت منحنيا فكن قائما بطاعة الله تعالى الى طاعة الله لا تقلد احدا واحذر المعاصي حتى في الصبا لان من جار على صباه جارت عليه شيخوخته فهذه الامانة التي عندك من العورة وغيرها والجوارح احفظها غاية الحفظ فاحفظ عورتك يا ابن الحرام ان ينظر اليه احد واحفظ نظرك من الحرام وايضا لو انك لا تصادق الا انسان لعب فيه لما صادقت الا نفسك انت صرت تصادق الناس وستمر بعيوب لا تتأثر بعيوبهم بل كن مؤثرا فيهم حينما تجاهد نفسك وهواك ولذلك على الانسان ان يعمل الصالحات وان يدعو ربه كل واحد منا فيه لديه امنيات هذه الامنيات قد تتأخر قد لا تتحقق. وربنا يعلم ونحن لا نعلم كما قال والله يعلم وانتم لا تعلمون وتأمل دعوة موسى بعد ان سقى للمرأتين ثم تحول الى الظل فقال ربي اني لما انزلت الي من خير فقير فهي دعوة خرجت من قلب خاشع ونفس منكسرة بين يدي الله وفي غربة عن الاهل والوغد والدار وكان قد قال بعد ان توجهت القائمة عسى ربي ان يهديني سواء السبيل فالكثير من الناس قد هجروا ومرت فيهم لحظات صعبة فعليهم ان يتمسكوا بالله وحده فان الفرج قريب وهكذا على الانسان ان يكون صادق ولذلك الصادق لا يحلف والواثق لا يبرر. والمخلص لا يندم والكريم لا يمن. والمحب لا يمل. فعلى لسانه ان يصبر في حياته واموره كلها وان يسعى في طاعة الله سبحانه وتعالى اسأل الله ان يرحم غربتنا وان يرحم امة الاسلام اجمعين اللهم بارك في امة محمد اجمعين اللهم بارك لنا في هذا القرآن الكريم اللهم اجعل عملنا يدخل كل بيت برحمتك يا ارحم