بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد المختصر في تفسير القرآن الصحيفة الحادية والتسعون بعد المائتين سورة الاسراء نسأل الله فضله ورحمته واحسانه الاية السابعة والثمانون الا رحمة من ربك ان فضله كان عليك كبيرا. لكن لم نذهب به رحمة من ربك وتركناه محفوظا ان فضل ربك كان عليك عظيما حيث جعلك رسولا وختم بك الانبياء وانزل عليك القرآن ولما كان المشركون يتضرعون بان هذا القرآن من جنس ما يقوله البشر واقترحوا تبديله تحداهم الله بالاتيان بمثله فقال اذا هذه الاية السابع والثمانون الا رحمة من ربك اي لكن ربك يا محمد لا يشاء ان يذهب القرآن من صدرك رحمة منه بك وبعباده ثم علل هذا ان هذا من فضله ان فضله كان عليك كبيرا. اي لا يذهب الله بالقرآن لان فضل الله عليك كان فضلا عظيما في الدنيا والاخرة الرسالة وانزال القرآن والمقام المحمود يوم القيامة وغير ذلك من نعمه عليك فلا يحرمك الفضل الذي اوحاه اليك وفي سورة النساء وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما وتأمل هذه الرحمة في حفظ القرآن الا رحمة من ربك اي لكن رحمة من ربك نفت مشيئة الذهاب بالذي اوحينا اليك فهو باق غير مذهوب به وهذا فيه ايماء اذا بقاء القرآن وحفظه. ولذلك القرآن محفوظ في الصدور والسطور الان الثامن والثمانون قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل في هذا القرآن لا بمثله لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا قل ايها الرسول لئن اجتمع الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن المنزل عليك في بلاغته وحسن نظمهم وجزالته لن يأتوا بمثله ابدا ولو كان بعضهم لبعض معينا ونصيرا ربنا يقول قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله اي قل يا محمد لو اتفق جميع الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن في بلاغته وفصاحته وحسن نظمه وكمال معانيه لما اطاقوا ذلك وما استطاعوه ربنا يقول ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. اي لا يأتون بمثله. ولو تعامد الانس والجن وتناصروا على ذلك فكيف بهم اذا حاولوا ذلك متفرقين. اذا هم لن يستطيعوا ابدا الاية التاسع والثمانون ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فابى اكثر الناس فابى اكثر الناس الا كفورا ولقد بينا للناس في هذا القرآن وروعنا فيه من كل ما يعتبر به من المواعظ والعبر والاوامر والنواهي والقصص رجاء ان يؤمنوا فابى معظم الناس الا جحودا وانكارا لهذا القرآن اذا ربنا يمن علينا بما انزله في هذا القرآن الكريم قائلا ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل وهذا فيه قسم مضمر اي عزتي وجلالي لقد بينا ونوعنا للناس في هذا القرآن الحجج والبراهين والمواعظ والامثال والقصص والعبر ليتذكروا وليتقوا لكن ما الذي حصل؟ ربنا يقول فابى اكثر الناس الا كفورا اي فلم يرظى اكثر الناس الا الكفر بالحق والجحود لهذه النعمة العظمى فجحدوا بما في القرآن ورد الهدى واقترحوا من الايات ما ليس لهم ولذلك هذه سنة اهل التكبر تتغير وتتجدد ولذا قال هنا في المختصر في التفسير ولما عجزوا بدأوا يقدمون مقترحات للتعجيز فاقترحوا ما يلي كما في الاية التسعون وقال المشركون لن نؤمن بك حتى تخرج لنا من ارض مكة عينا جارية لا تنضب وقال لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا اي وقال مشركو قريش لن نصدقك يا محمد فيما تقول حتى تفجر لنا من ارض مكة المجدبة عينا تنبع بمياه جارية غزيرة الاية الحادية والتسعون وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا او تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الانهار خلالها تفجيرا. او يكون لك بستانا من نخيل وعنب فتجري فيه الانهار بغزارة ربنا يقول على لسانهم او تكون لك جنة من نخيل وعنب اي او يكون لك في مكة بستان من اشجار النخيل والعنب فتفجر الانهار خلالها تفجيرا اي فتجري الانهار وسط ذلك البستان بقوة الاية الثانية والتسعون او تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا او بالله والملائكة قبيلا او تسقط علينا السماء كما ذكرت. قطعا من العذاب او تجيء بالله والملائكة عيانا حتى يشهدوا لك بصحة ما تدعيه وتأمل هذا التجبر والتكبر في قولهم او تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا اي او تسقط السماء علينا قطعا كما وعدتنا فعجل لنا هذا العذاب حتى نصدقك او تأتي بالله والملائكة قبيلا اي او تأتي يا محمد بالله والملائكة فنقابلهم ونراهم عيانا الان في الثالثة والتسعون او يكون لك بيت من او ترقى في السماء او ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرأه قل سبحان ربي هل كنت الا بشرا رسولا. او يكون لك بيت مزخرف بالذهب وغيره او تصعد في السماء ولن نؤمن بانك مرسلا ان صعدت اليها الا اذا نزلت بكتاب من عند الله مسطور نقرأ فيه انك رسول الله قل لهم ايها الرسول سبحان ربي هل كنت الا بشرا رسولا كسائر الرسل؟ لا املك الاتيان بشيء فكيف لي ان اجيء بما اقترحتموه او يكون لك بيت من زخرف اي او يكون لك بيت من ذهب وهذا البيت يكون كامل الحسن والزينة او ترقى في السماء اي او تصعد في السماء درجة درجة على كوننا ننظر اليك ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرأه اي ولن نؤمن بانك رسول بمجرد صعودك في السماء حتى تنزل علينا كتابا من عند الله نقرأ فيه امرنا باتباعك والايمان بك لكن جاء التلقين قل سبحان ربي هل كنت الا بشرا رسولا؟ اي قل لهم لهؤلاء المشركين انزه ربي عن كل ما لا يليق به من النقص والعجز ومن ذلك تنزيهه عن العجز عن فعل ما اقترحتم فهو قادر على كل شيء وتنزيهه عن ان تكون اياته تابعة لاهوائكم وان يتقدم احد بين يديه في امر من امور سلطانه وملكوته بل هو الفعال لما يشاء انشاء جاركم اذا ما سألتم وان شاء لم يجبكم فما انا الا بشر مثلكم ليس في قدرة الاتيان بتلك الايات التي تطلبونها فلا يأتي بها الا الله وحده وما انا الا رسول منه اليكم وقد بلغتكن رسالته الاية الرابعة والتسعون وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدى الا ان قالوا الا ان قالوا ابعث الله بشرا رسولا وما منع الكفار من الايمان بالله وبرسوله والعمل بما جاء به الرسول الا انكارهم ان يكون الرسول من جنس البشر حيث قالوا استنكارا ابعث ابعث الله الينا رسولا من البشر اذا ربنا يقول وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدى الا ان قالوا ابعث الله بشر رسولا. اي وما منع الكفار ان يؤمنوا بالحق حين جاءهم الهدى من عند الله الا قولهم جهلا منهم على وجه التعجب والاستغراب اارسل الله الينا لما له من العظمة والجلال. بشرا مثلنا فهلا بعث الينا ملكا رسولا وهذه الحجة تتشابه عند المكذبين الاية الخامسة والتسعون قل لو كان في الارض ملائكة يمشون مطمئنين نزلنا عليهم لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا قل ايها الرسول ردا عليهم لو كان على الارض ملائكة يسكنونها ويسيرون مطمئنين كما هو حالكم لبعثنا اليهم رسولا ملكا من جنسهم لانه الذي يستطيع ان يفهمهم ما ارسل به فليس من الحكمة ان نرسل اليهم رسولا من جنس البشر وكذلك حالكم انتم قل لو كان في الارض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا. اي قل يا محمد لهؤلاء الكافرين الذين امتنعوا عن الايمان بك استنكارا منهم لان يبعث الله بشرا رسولا لو كان في الارض ملائكة يمشون عليها كالادميين ويسكنونها وادعين فيها ومستقرين لارسلنا اليهم من السماء ملكا من جنسهم ليمكنهم مخالطته ورؤيته ويتيسر لهم معاشرته والتلقي عنه وفهم حديثه كما تقتضيه الحكمة ولذلك من رحمة الله ان الله بعث عليهم بشرا من انفسهم وهو من انفسهم الاية الثالثة وتسعون قل كفى بالله شهيدا قل ايها الرسول كفى بالله شاهدا بيني وبينكم اني رسول اليكم واني بلغت كل ما ارسلت به اليكم. انه كان باحوال عباده محيطا لا يخفى عليه منها شيء بصيرا بكل خفايا نفوسهم اذا ربنا يقول قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم اي قل لهم يكفيني يكفيني الله شاهدا علي وعليكم وهو يعلم صدقي ويؤيدني بالمعجزات ودلائل النبوة وخوارق العادات وربنا جل جلاله ينزل الايات وينصر نبيه على من عاداه اذا تأويل الاية قل لهم يكفيني الله شاهدا علي وعليكم وهو يعلم صدقي ويؤيدني بالمعجزات وينزل علي الايات وينصرني على من هذان ولو كنت كاذبا عليه لانتقم مني وايضا قد جاء بيان هذا المعنى في سورة الحق انه كان لعباده خبيرا بصيرا. اي ويكفي الله شاهدا على ذلك. لانه خبير باحوال عباده واعمالهم ونياتهم يعلم المهتدي منهم ويعلم الظال ويعلم من يستحق الهداية ويعلم من لا يستحق الهداية بصير بهم وبتدبيرهم كيف يشاء. وسيجازيهم جميعا على اعمالهم خيرها وشرها من فوائد الايات بين الله للناس في القرآن من كل ما يعتبر به من المواعظ والعبر والاوامر والنواهي والقصص رجاء يؤمنوا ولذلك الله الله سبحانه وتعالى قد ذكر جميع الامثال وكل ما يخطر في بالك وتحتاجه ويمر عليك في نفسك في مع اهلك مع اسرتك مع الجيران مع الناس اي يمر عليك وتحتاجه تجد بيانه في كتاب الله تعالى القرآن كلام الله واية النبي الخالدة ولن يقدر احد على المجيء بمثله. اذا هو المعجزة الباقية الدائمة وتأمل ان معجزات الانبياء السابقين قد ذهبت معهم. ولكن هذه المعجزة دائمة وباقية ولذلك كل من يدعو الى الله فلديه السبيل لان يهتدي على يديه الكثير. فينبغي على الانسان ان يهتم بالقرآن حفظا وتعلما وتعليما ودعوة الى الله تعالى ولذلك الانسان بهذا الكتاب يحيي القلوب الميتة من رحمة الله بعباده ان ارسل اليهم بشرا منهم فانهم لا يطيقون التلقي من الملائكة فهذا من رحمة الله تعالى من شهادة الله لرسوله ما ايده به من الايات ونصره على من عاداه وناوأه. اذا ربنا جل جلاله قد نصر نبيه بالمعجزات والدلالات النبوة هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة