ربنا يقول قل وهذا من التلقين قل امنوا به او لا تؤمنوا. اي قل يا محمد للمكذبين المعرضين عن القرآن امنة بالقرآن او لا تؤمنوا به فسواء امنتم به ام كفرتم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم بالدين ام ماذا المختصر في التفسير مع اخذت من سورة الاسراء نسأل الله فضله ورحمته واحسانه الاية الخامسة بعد المئة وما ارسلناك الا مبشرا ونذيرا. وبالحق انزلنا هذا القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم وبالحق نزل عليه دون تبديل ولا تحريف وما ارسلناك ايها الرسول الا مبشر اهل التقوى بالجنة ومخوفا اهل الكفر والعصيان من النار ربنا جل جلاله يقول وبالحق انزلناه وبالحق نزل اي انزلنا القرآن وحيا من عند الله تعالى لمصلحة الخلق اجمعين وهذا القرآن هو حق ونزل متضمنا الحق مشتملا على الاخبار الصادقة والاحكام العادلة نزل به الرسول الملكي جبريل القوي الامين الى الرسول البشري محمد صلى الله عليه وسلم بلسان عربي مبين محروسا من الشياطين محفوظا من الزيادة والنقصان لم يقع في طريق انزاله تبديل ولم يحدث له تغيير ولا تحويل ثم قال الله تعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم مبينا عظيم شأنه وعظم شأن سنته وما ارسلناك الا مبشرا ونذيرا ايهما ارسلناك يا محمد الا لتبشر الطائعين بالخير والثواب في الدنيا وبالجنة في الاخرة وتنذر العاصين بالعقاب في الدنيا والاخرة الاية السادسة بعد المئة على تنزيلا وانزلناه قرآنا فصلناه وبيناه رجاء تقرأه على الناس على مهل وترسل في التلاوة لانه ادعى للفهم والتدبر ونزلناه منجما مفرقا على حسب الحوادث والاحوال وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث اي وقرآنا فصلناه وبيناهم واحكمناه وفرقنا فيه بين الحق والباطل والهدى والضلال لتتلوه على الناس بتمهل وتؤدى وترتيل والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وفيه تعليم للجميع وهذا الخضار للنبي وعلى كل احد ان يأخذ من هذه الخطابات فيؤدي المؤدى كما امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يؤديه اذا يكون ثاوي الاية وقرآنا فصلناه وبيناه واحكمناه وفرقنا فيه بين الحق والباطل والهدى والضلال لاجل ان تتلوه يا محمد على الناس بتمهل وتؤدى وترتيل ولا تعدل في تلاوته فان ذلك ايسر للحفظ واعون للفهم لاجل ان يتدبره الناس ولاجل ان يتفكروا في معانيه ولاجل ان يستخرجوا من علومه واسراره ومراميه ربنا يقول ونزلناه تنزيلا ايوة نزلنا عليك القرآن يا محمد مفرقا شيئا بعد شيء وفي هذا حكم متعددة وكما انه نزل مفرقا فالانسان حينما يحفظ القرآن يحفظه شيئا فشيئا لاجل ان يحفظ ثم يثبت المحفوظ ثم يعاود وفهم الايات مما يعين على حفظ القرآن الاية السابعة بعد المئة قل امنوا به او لا تؤمنوا ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا. قل ايها الرسول امنوا به فلا يزيده ايمانكم شيئا او لا تؤمنوا به فلا ينقصه كفركم شيئا ان الذين قرأوا الكتب السماوية السابقة وعرفوا الوحي والنبوة اذا يقرأ عليه من القرآن يخرون على وجوههم ساجدين لله شكرا وهو حق في نفسه ولن تنفعوا الله ان امنتم ولن تضروه ان كفرتم وانما ضرر ذلك واقع عليكم ثم قال الله تعالى مبينا حال من امن من اهل الكتاب ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون لاتقان سجدا ويكون تأوي الاية اي وان تكفر بالقرآن فان الذين اوتوا العلم من قبل نزوله من مؤمن اهل الكتاب اذا يتلى عليهم هذا القرآن يسقطون سريعا على اتقانهم ساجدين لله سبحانه وتعالى وفي هذا تنبيه لقارئ القرآن انه ان يخضع لله تعالى وان يتفكر بالمعاني ولابد ان يكون الانسان خشية وخوف وبكاء ومهابة الهيبة من الله تعالى الذي انزل هذا القرآن بما فيه من المعاني العظيمة الاية الثامنة بعد المئة ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا ويقولون في سجودهم تنزه ربنا عن خلف الوعد. فما وعد به من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم كائن ان وعد ربنا بذلك وبغيره لواقع لا محالة ويقولون سبحان ربنا اي ويقولون تنزيها لربنا مما يضيفه اليه المشركون وعما يقوده الجاهلون مما لا يليق بجلاله وتعظيما وتوقيرا له على قدرته التامة وانه لا يخلف ما وعد وبشر به في الكتب السابقة من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم وانزال القرآن عليه ان كان وعد ربنا لا مفعولا. اي ان وعد ربنا بارسال نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وانزال القرآن عليه كائن وواقع ولذلك هؤلاء قد قرأوا كتبهم السابقة فامن بها وامنوا بما فيها فلما جاء القرآن امنوا بالقرآن وامنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم الاية التاسعة بعد المئة ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ويقعون على وجوههم ساجدين لله يبكون من خشيته ويزيدهم سماع القرآن وتدبر معانيه خضوعا لله وخشية له ويفرون للاذقان يبكون. اي ويسقطون على اتقانهم يبكون خاضعين لله عند سماعهم القرآن ويزيدهم خشوعا اي ويزيدهم القرآن خضوعا لله واستكانة له. ورقة ولينا في قلوبهم. وذلك الذي القرآن الذي يستمع للقرآن عليه ان يتدبر معاني لاجل ان يخشع ويخضع لله تعالى الاية العاشرة بعد المئة والحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخاف بها وابتغ بين ذلك سبيلا قل ايها الرسول لمن انكر عليك الدعاء بقولك يا الله يا رحمن الله هو الرحمن اسمان لله سبحانه فادعوه باي منهما او بغيرهما من اسمائه فله سبحانه الاسماء الحسنى وهذان منها فادعوه بهما او بغيرهما من اسمائه الحسنى ولا تجهل ولا تجهر بالقراءة في صلاتك فيسمعك المشركون ولا تسر بها فلا يسمعها المؤمنون واطلب طريقا وسطا بين الامرين قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن اي قل يا محمد ان شئتم فقولوا في دعائكم يا الله. وان شئتم فقولوا يا رحمن. فكلاهما اسم لله. الواحد الذي لا شريك له ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى اي باي اسم من اسماء الله دعوتم فانما تدعون الله الواحد سبحانه فله احسن الاسماء المتضمنة افظل الاوصاف فليس له اسم غير حسن حتى ينهى عن دعائه به وربنا جل جلاله له الاسماء الحسنى وهي في غاية الحسن لما في معانيها من الحسن ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها. اي ولا ترفع صوتك بقراءة القرآن في صلاتك ودعائك وذكرك لله فيها. ولا لا تسر بذلك وابتغ بين ذلك سبيلا. اي واسلك طريقا وسطا بين الجهر والمخالفة الان الحادية عشرة بعد المئة. وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن لو شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل اذوا تكبيرا وقل ايها الرسول الحمد لله المستحق لانواع المحامد الذي تنزه عن الولد وتنزه عن الشريك فلا شريك له في ملكه ولا يصيبه ذل وهوان فلا يحتاج لمن يناصره ويعززه وعظمه تعظيما كثيرا فلا تنسب له ولدا ولا شريك في الملك ولا مناصرا معينا تأمل في ختم هذه السورة بهذه الاية الكريمة وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا. اي وقل الثناء الجميل لله المتصف بالكمال المنزه عن النقائص الذي لم يجعل له ولدا ولم يكن له شريك في الملك. اي ولا يوجد احد يشاركه في ملكه وسلطانه ولم يكن له ولي من الدنيا اي ولا يوجد لله ولي يناصره ويدافع عنه ويتعزز به ويعاونه من اجل ذل فيه او عجز او افتقار بل ان الله سبحانه وتعالى هو الغني ذو العزة والكبرياء وكل شيء خاضع له وتحت قهره وقدرته ولا يكون الها يطاع ويعبد من كان ذليلا مهينا محتاجا الى ولي وكبره تكبيرا اي وعظم ربك تعظيما تاما شديدا فلا تعبد غيره واطع امره واجتنب نهيه واخبر عنه باوصافه الحسنى وافعاله العظيمة ونزهه عن كل افة ونقص هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة