بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد خامسا ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمتان تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا ليس لهؤلاء المفترين من علم او دليل على ما يدعونه من نسبة الولد الى الله وليس لابائهم الذين قلدوهم في ذلك علم عظمت في القبح تلك الكلمة التي تخرج من افواههم دون تعقل ما يقولون الا قولا كذبا لا اساس له ولا مستند الاية الخامسة ما لهم به من علم ولا لابائهم اي القائلين بذلك اي شيء من العلم بان الله اتخذ لنفسه ولدا ولا لابائهم الجاهلين من قبلهم الذين قالوا بمثل قولهم وفي سورة النساء ربنا يقول ما لهم به من علم الا اتباع الظن وفي سورة الصافات انهم الفوا اباءهم ضالين وهم على اثارهم يهرعون كبرت كلمة تخرج من افواههم اي عظمت كلمتهم هذه كلمة تخرج من افواههم. بقولهم اتخذ الله ولدا فما اشنعها من مقالع وما افظع افتراءهم على التلفظ بها وفي سورة مريم وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا. ان دعوا للرحمن ولدا اذا الكلمة التي ينطقها الانسان عليه ان يرعى هذه الكلمة لانه سيسأل عنها قال ان يقولون الا كذبا. اي ما يقول القائلون بنسبة الولد الى الله الا كذبا على الله فهو قول مناف للصدق مخالف للواقع لا حقيقة له بوجه من الوجوه الاية الثالثة فلعلك باخع نفسك على اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا فلعلك ايها الرسول مهلك نفسك حزنا واسفا ان لم يؤمنوا بهذا القرآن فلا تفعل فليس عليك هدايتهم وانما عليك البلاغ الاية الثالثة فلعلك باخع نفسك على اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا اي فلعلك يا محمد قاتل نفسك ومهلكها لشدة الحزن بعد توليهم واعراضهم عنك ان لم يؤمنوا بهذا القرآن الذي انزلته عليك وقد جاء نفي الحزن كثيرا وفي سورة ال عمران ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر انهم لن يضروا الله شيئا يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة ولهم عذاب عظيم ولكن حزن النبي صلى الله عليه وسلم كان كبيرا لان النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا على هدايتهم وفي سورة الشعراء لعلك باخع نفسك ان لا يكونوا مؤمنين. ففيها تصوير لشدة الحزن الذي كان يعتري النبي صلى الله الله عليه وسلم ولذا الذي يدعو الى الله ينبغي ان يكون حريصا على اجابة المدعوين وفي سورة فاقر فلا تذهب نفسك عليهم حسرات فهذا كله يصور الحال عند النبي صلى الله عليه وسلم وربنا قال ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين وقل اني انا النذير المبين وهاتان الايتان في غاية العظمة والجلال لاجل ان يتمسك الانسان بالقرآن الكريم تابعا انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم ايهم احسن عملا انا جعلنا ما فوق وجه الارض من المخلوقات جمالا لها لنختبرهم ايهم احسن عملا بما يرضي الله وايهم اسوء عملا لنجزي كلا بما يستحقه فينبه الانسان على ان هذا الجمال الموجود والمبثوث والذي صرت تستطيع ان تصل اليه احذر ان تمتع عينيك بما لا يحل ولنا درس في فوائد غض البصر. وددت ان ترجع الى هذه الفوائد حتى لا تفوت على نفسك باب الخير الكبير وعليك ان تعلم ان كل نظرة من الحرام تنظرها فان للشيطان تعالى فيها مطمع فاحرص ان تقطع مطمع الشيطان عنك اذا الاية السابعة انا جعلنا ما على الارض زينة لها اي انا جعلنا ما على وجه الارض من الحيوانات والنبات والجماد وغير ذلك زينة لها فجعل الله تعالى الدنيا مستطابة في ذوقها مستحسنة في منظرها وزخرفها وسيأتينا في هذه السورة قوله تعالى المال والبنون زينة الحياة الدنيا وفي سورة النحل والانعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع. ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون وفي السورة نفسها سورة النحل قال والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلط ما لا تعلمون. وسورة النحل هي قد جاءت لاجل تعداد النعم ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اخوف ما اخاف عليكم ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا قالوا وما زهرة الدنيا يا رسول الله؟ قال بركات الارض وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الدنيا حلوة خطرة وان الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء اذا الدنيا خاضرة حلوة الدنيا حاضرة حلوة وان الله سبحانه وتعالى يختبرنا فيها. فكل شيء تقوم به تأمل ان الله ينظر اليك. وان الله مطلع عليك وان الله مختبرك فيما فيك وفيما حولك ثم بين الله تعالى الحكمة في خلق الارض وزينتها فقال لنبلوهم ايهم احسن عملا اي جعلنا ما على الارض زينة اللهب لنختبر الناس ايهم اصلح عملا اي اخلصه لله واصوبه من جهة موافقة الشرع فهنا ربنا قال ثم جعلناكم خلائف في الارض من بعدهم لننظر كيف تعملون. فربنا جل جلاله يختبر العباد من الذي يتوغل في الدنيا ومن الذي يزهد في زينة الدنيا ويأخذ منها قدر التفاية والايات الكثيرة في ان الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده قال وهو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء ليبلوكم ايكم احسن عملا وفي سورة الملك ربنا يقول الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا. فعلى الانسان ان يحسن عمله وان يجعله خالصا لله تعالى طوابا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس العبرة بالاكثار بالعمل بل ان العبرة بالعمل ان يكون خالصا لله صوابا على هدي النبي صلى الله عليه وسلم ثامنا وانا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا. وانا لمصيرون ما على وجه الارض من المخلوقات ترابا خاليا من النبات وذلك بعد انقضاء حياة ما عليها من المخلوقات فليعتبروا بذلك وانا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا اي وان لمصيرون ما على وجه الارض من زينتها ترابا مستويا خاليا يابسا لا نبات فيه ولا ماء ولا بناء والايات في هذا المعنى كثيرة وسيأتينا في هذه السورة واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض اصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا وفي سورة طه ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فهي ذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا امتن فربنا جل جلاله حينما تنتهي هذه الدنيا يذهب ما فيها ولا يبقى فيها معلم لاحد ولذلك في يوم القيامة وهو يوم الدين الذي يحاسب الله سبحانه وتعالى الناس على اعمالهم حسابا وجزاء وقصاصا يظهر الملك للجميع ان المالك الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى واننا في هذه الدنيا انما كنا مخورين بعي الانسان ان يحفظ امر الله سبحانه وتعالى فيما استؤمن فيه تاسعا ام حسبت ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من اياتنا عجبا لا تظنن ايها الرسول ان قصة اصحاب الكهف ولوحهم الذي كتبت فيه اسمائهم من اياتنا العجيبة بل غيرها اعجب متل خلق السماوات والارض تأمل ربنا يقول ام حسبت ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من اياتنا عجبا. اي اظننت يا محمد ان اصحاب جاهزين وللكتاب يعني اللوح الذي رقمت فيه اسمائهم اظننت ان اصحاب الكهف والكتاب كانوا من اياتنا العجيبة بل في اياتنا ما هو اعجب من ذلك فتأمل اي مخلوق من المخلوقات يوم امس احد طلبة كلية الطب كان يريد ان يجيها من جهات العين في علم التشريح فتجد العجائب في قدرة الله سبحانه وتعالى. ولذلك من كان طبيبا او يعمل في الطب عليه ان يبين للناس اسرار قدرة الله سبحانه وتعالى. فهذا مما يقوي في الانسان يعني نعمة النعمة نعمة الله حتى يعمل الانسان لاجل ان يبين اداء شكر هذه النعمة عاشرا اذ اوى الفتية الى الكهف فقالوا ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا اذكر ايها الرسول حين التجأ الشبان المؤمنون فرارا بدينهم فقالوا في دعائهم لربهم ربنا اعطنا من عندك رحمة بان تغفر ذنوبنا وتنجينا من اعدائنا واجعل لنا من امر الهجرة عن الكفار والايمان اهتداء الى طريق الحق وسدادا تأمل هذه الايات وتأمل هذه السورة التي تقرأها انت في كل اسبوع في يوم الجمعة او غيرها هذه السورة يستحب قراءتها في الاسبوع مرة حتى تأمن الفتن وحتى تطلب من الله تعالى الرحمة اذ اوى الفتية الى الكهف اي واذكر حين لجأ اولئك الشبان الى كهف جبل خوفا من ان يفتنهم قومهم الكفار عن دينهم. فقالوا ربنا اتنا من لدنك رحمة اي فبادر اولئك الشبان حين او الى الكهف الى الدعاء فقالوا ربنا اعطنا من عندك رحمة عظيمة ترحمنا بها وهيء لنا من امرنا رشدا اي واعد لنا اسبابا واحوالا تكون عاقبتها فصول ما خولتنا من الثبات على الحق. والنجاة من المشركين وحصول العلم النافع والعمل به فيكون امر ديننا ودنيانا صالحا موافقا للصواب الذي تريده يا ارحم الراحمين. لان الانسان يسعى لاجل ان يؤدي حق الله تعالى في هذه الدنيا الفانية حادي عشر فضربنا على اذانهم في الكهف سنين عددا ثم بعد سيرهم ولجوئهم الى الكهف ظربنا على اذانهم حجابا عن سماع الاصوات والقينا عليهم النوم اعواما كثيرة فضربنا على اذانهم في الكهف سنين عددا نسأل الله ان يجعل سنيننا في طاعته وان يكتب الله لنا ولكم الخيرات والبركات والمسرات امين فان الذي حفظ هؤلاء الشبان قادر ان يحفظ علينا ديننا واعمالنا اي فالقينا عليهم نوما ثقيلا عميقا لسنين ذوات عدد كثير وتأمل ان في النوم المذكور حفظا لقلوبهم من الاضطراب والخوف وحفظا لهم من قومهم وايضا هذا الحفظ ليكون اية بينة. اية بينة على حفظ الله تعالى فانت مطالب بان تتوكل على الله وان تعبده حق العبادة ثاني عشر ثم بعثناهم لنعلم اي الحزبين احصى لما لبثوا امدا ثم بعد نومهم الطويل ايقظناهم. لنعلم علم ظهور اي الطائفتين المتنازعتين في امد مكثهم في الكهف. اعلم بمقدار ذلك الامد ثم بعثناهم لنعلم اي الحزبين احصى لما لبثوا امدا اي ثم ايقظناهم من نومهم بعد مضي تلك السنين الكثيرة لنعلم علما يظهر في الوجود. اي الفريقين المختلفين في مقدار نومهم في الكهف اضبط واتقن في حساب وتأمل ثم سبحانه وتعالى الاستيقاظ من النوم بعثا لان النوم وفاة. قال تعالى وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه وقال تعالى الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها. اذا النوم وفاة وتأمل من رحمة الله ان الله يذكرنا بالبعث ويذكرنا بالموت عند كل نوم. كلما نمنا تذكرنا الوفاة وكلما استيقظنا تذكرنا البعث. فربنا قد جعلنا الايات التي تتكرر لاجل ان نتعظ والمقصود من هذه القصة اثبات البعث بعد الموت فكان في ذكر لفظ البعث تنبيه على ان في هذه الافاقة دليلا على امكان البعث وكيفيته ثالث عشر نحن نقص عليك نبأهم بالحق انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى. نحن نطلعك ايها الرسول على خبرهم صدق الذي لا مرية معه انهم شبان امنوا بربهم وعملوا بطاعته وزدناهم هداية وتثبيتا على الحق نحن نقص عليك نبأهم بالحق اي نحن لا غيرنا نروي لك خبر اصحاب الكهف بالصدق المطابق للواقع واليقين الذي لا شك فيه انهم فتية امنوا بربهم. اي ان اصحاب الكهف شبان اي ان اصحاب الكهف شبان امنوا بالله حقا فوحدوه ولم يشركوا به شيئا وزدناهم هدى اي وبسبب اصل اهتدائهم من قبل الى الامام زدناهم ايمانا وعلما بالحق وعملا صالحا. كما قال تعالى والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم. وتأمل ان الحسن من علامة الحسنة الحسنة بعدها. وانك حينما تعمل الحسنات فهي تقويك وتثبتك على الحسنات اللاحقة رابع عشر وربطنا على قلوبهم اذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والارض لن ندعوا ومن دونه الها لقد قلنا اذا وقوينا قلوبهم بالايمان والثبات عليه والصبر على هجر الاوطان فيه حين قاموا معلنين بين يدي الملك الكافر ايمانهم بالله وحده فقالوا له ربنا الذي امنا به وعبدناه هو رب السماوات ورب الارض لن نعبد ما سواه من الالهة المزعومة كذبا لقد قلنا ان عبدنا غيره قولا جائرا بعيدا عن الحق وربطنا على قلوبهم اي وشددنا على قلوبهم وثبتناهم بالايمان والصبر فاشتد عزمهم وقوي صبرهم كما قال تعالى واصبح فؤاد ام موسى فارغا ان كادت لتبدي به لولا ان ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين اذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والارض لن ندعو من دونه الها. اي ربطنا على قلوبهم حين قاموا لله فقالوا معلنين الحق ربنا الذي خلقنا ويملكنا ويرزقنا ويدبر امورنا هو الرب المتفرد بخلق السماوات والارض وملكها وتدبيرها لن نعبد غيره ابدا فهو الاله المستحق للعبادة وحده لا شريك له لقد قلنا اذا انشبط اي لو دعونا غير الله لكنا قد افرطنا وغلونا في قول الكذب والتحدث بالباطل والبهتان خامس عشر هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه في الهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا ثم التفت بعضهم الى بعض قائلين هؤلاء قوم اتخذوا من دون الله معبودات يعبدونها وهم لا يملكون على عبادتهم برهانا واضحا فلا احد اضلوا ممن اختلق على الله كذبا بنسبة الشريك اليه هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه الهة. اي قال الفتية المؤمنون هؤلاء اهل عصرنا وبلدنا اتخذوا من دون الله الهة يعبدونها لولا يأتون عليهم بسلطان بين اي فهلا يأتي قومنا بحجة واضحة تدل على صواب عبادة تلك الالهة التي يتخذونها وتأمل فمن اضلوا ممن افترى على الله كذبا. اي فلا احد اشد ظلما ممن اختلق الكذب على الله. فادعى ان له شريكا يعبد حتى الانسان في كل كلمة ينطقها عليه ان يحاسب نفسه من فوائد الايات الداعي الى الله عليه التبليغ والسعي بغاية ما يمكنه مع التوكل على الله في ذلك فان اهتدوا فبها ونعمة والا فلا يحزن ولا يأسف. المهم ان الانسان عليه ان يؤدي حق الله تعالى في الدعوة والتبليغ بشارة ونذار في العلم بمقدار لبس اصحاب الكهف ضبط للحساب ومعرفة لكمال قدرة الله تعالى وحكمته ورحمته ولذلك على الانسان ان لا يفرط في شيء من حياته. بل ينبغي عليه ان يحفظ انفاسه وان يحفظ اعمارهم وان يحفظ الايام والساعات والدقائق ليجعل كل شيء في محله في الايات دليل صريح على الفرار بالدين. وهجرة الاهل والبنين والقرابات والاصدقاء والاوطان والاموال خوف الفتنة فنسأل الله ان يدفع عنا كل فتنة وان يجعلنا ربنا على ما يحبهم ضرورة الاهتمام بتربية الشباب لانهم ازكى قلوبا وانقى افئدة واكثر حماسة وعليهم تقوم نهضة الامم ولذلك بحمد الله تجد الكثير من الشباب من يهتم بهذا الامر هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد