بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد الاية السادسة والاربعون المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك كثوابا وخير املا المال والاولاد مما يتزين به في الحياة الدنيا ولا نفعل المال في الاخرة الا ان انفق فيما يرضي الله يعني ما ينفقه الانسان في هذه الحياة على نفسه واهله عليه ان يحتسب الاجر في ذلك فاذا احتسب الانسان الاجر اجر على نفقته. كما جاء في الحديث الصحيح ان الرجل لينفق النفقة على اهله يحتسبها تكتب له صدقة وعلى الانسان ان يؤدي الزكوات والصدقات. لاجل ان تكون بالدار الاخرة ولذلك اذا حضر الفقير عندك لتقضي حاجته او ذهبت اليه فاعلم ان هذه الصدقات تصل الى الدار الاخرة وتنتفع منها اذا المال والاولاد مما يتزين به في الحياة الدنيا ولا نفعل المال في الاخرة الا ان انفق فيما يرضي الله والاعمال والاقوال المرظية عند الله خير ثواب من كل ما في الدنيا من زينة. وهذا يدفع الانسان على ان لا ان فرطت في الاعمال الصالحة وان لا يترك وظيفة من عمل اليوم والليلة فينظر الانسان في سنة النبي صلى الله عليه وسلم. فما فعله نفعله وما تركه نتركه وهي خير ما يؤمله الانسان لان زينة الدنيا فانية. وثواب الاعمال والاقوال المرضية عند الله باق. فينبغي على الانسان ان يعمل لاجل العمل باقي الاية السابعة والاربعون ويوم نسير الجبال وترى الارض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا واذكر يوم نزيل الجبال من مواطنها وترى الارض ظاهرة لزوال ما عليها من جبال وشجر وبناء وجمعنا جميع المخلوقات فلم نترك منهم احدا الا بعثناه اذا هذا اليوم عن الانسان ان يستعد له في جميع الايام وان يجعل الانسان نصب عينيه. الله والدار الاخرة فيعمل لله تعالى ويعمل للدار الاخرة الباقية الاية الثامنة والاربعون وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مرة. بل انتم الا نجعل لكم موعدا وعرض الناس على ربك صفوفا فيحاسبهم ويقال لهم لقد جئتمونا فرادى حفاة عراة غرلا يعني الحفاة من غير حذاء والعراة من غير ملابس والغرفة غير مختونة. يعني كما خلقهم الله تعالى كما خلقناكم اول مرة. وفي هذا تذكير ان الانسان ما يتاهى في الدنيا سينزع منه حينما يوضع في قبره وحينما يبعث يبعث مع اعماله بل زعمتم انكم لن تبعثوا وانا لن نجعل لكم زمانا ومكانا نجازيكم فيه على اعمالكم وهنا يظهر دور الايمان حينما يؤمن الانسان باليوم الاخر ويعمل لليوم الاخر اما التفريط بالايمان والتفريط في الاعمال الصالحة فهو سبيل كل خسارة الاية التاسعة والاربعون ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لها هذا ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها. ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا ووضعت كتاب الاعمال فمن اخذ كتابه بيمينه ومن اخر اياه بشماله ولذلك الانسان من السنة ان الاشياء المكرمة يستخدم فيها اليمين ويتفائل الانسان انه يأخذ كتابه بيده يمينه وترى ايها الانسان الكافرين خائفين مما فيه يعني هؤلاء الذين قصروا يخافون من هذه الكتب حينما توزع الصحف لانهم يعلمون ما قدموا فيه من الكفر والمعاصي ويقولون يا هلاكنا ومصيبتنا بانهم يتحسرون هناك ولكن لن تنفعهم الحسرة ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة من اعمار لنا الا حفظها وعدها اذا كل شيء يسجل على الانسان ووجدوا ما عملوا في حياتهم الدنيا من المعاصي مكتوبا مثبتا ولا يظلم ربك ايها الرسول احدا فربنا لا يظلم احدا ولا يهضم احدا حقه فلا يعاقب احدا من غير ذنب ولا ينقص المطيع من اجل طاعته شيئا الاية الخمسون واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا. الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه افتتخذونه وذريته؟ اولياء من دون وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا واذكر ايها الرسول اذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم سجود تحية وتأمل هذا التكريم الذي كرم الله تعالى به ابانا ادم وتأمل حينما علمه الله تعالى الاسماء الحسنى كما مر في سورة البقرة. ولذلك على الانسان ان يكرم نفسه بان يتعلم العلم النافع المؤدي الى من الصالح فربنا علم ادم لاجل ان يرفعه فسجدوا كلهم له اي سجدوا لله تعالى. يعني سجدوا كلهم له امتثالا لامر الله تعالى فسجدوا كلهم له امتثالا لامر ربهم الا ابليس كان من الجن ولم يكن من الملائكة فابى واستكبر عن السجود فخرج عن طاعة ربه صار عاصيا ولذلك اياك ان تتشبه بابليس في المعصية افتتخذونه ايها الناس هو واولاده اولياءه توالونهم من دوني وهم اعداء لكم وهم اعداء من اول لحظة حينما ابى الشيطان السجود لادم فكيف تتخذون اعدائكم اولياء لكم؟ كيف يوالي الانسان عدوه المعلن له بالعدالة بئس وقبح صنيع الظالمين الذين جعلوا الشيطان وليا لهم بدلا من موالاة الله تعالى الاية الحادية والخمسون ما اشهدتهم خلق السماوات والارض ولا خلق انفسهم وما متخذ المضلين عضدا هؤلاء الذين اتخذتموهم اولياء من دوني هم عبيد امثالكم اذن المخلوقات خلقها الله تعالى. لا يحق للانسان ان يعبد مخلوقا انما العبادة لمن له الخلق والامر. فربنا هو اللي خلق وهو الذي له العبادة ما اشهدتهم خلق السماوات ولا خلق الارض حين خلقتهما بل لم يكونوا موجودين وما اشهدت بعظهم خلق بعظا فانا المنفرد بالخلق والتدبير وما كنت متخذ المضلين من شياطين الانس والجن اعوانا فانا غني عن الاعوان. فربنا جل جلاله هو الغني الاية الثانية والخمسون ويوم يقولنا ذو شركاء الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا واذكر لهم ايها الرسول يوم القيامة وتأمل ان الخضار للنبي لكن كل واحد منا مطالب ان يحمل رسالة الرسول وان يبلغها للناس فعلينا ان نذكر الناس باهوال يوم القيامة اذ يقول الله للذين اشركوا به في الدنيا ادعوا شركائي الذين زعمتم انهم شركاء لي لعلهم ينصرونكم فلم يستجيبوا لدعائهم ولم ينصروهم وجعلنا بين العابدين والمعبودين مهلة يشتركون فيه وهو نار جهنم الاية الثالثة والخمسون انهم واقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا وعاين المشركون النار فايقنوا تمام اليقين انهم واقعون فيها ولم يجدوا عنها مكانا ينصرفون اليه من فوائد الايات على العبد الاكثار من الباقيات الصالحات وهي كل عمل صالح من قول او فعل يبقى للاخرة. اذا العمل الصالح وعدم التفريط بالاعمال الصالحة على العبد تذكر اهوال القيامة والعمل بهذا اليوم حتى ينجو من اهواله وينعم بجنة الله ورضوانه كرم الله تعالى ابانا ادم والجنس البشري باجمعه بامره الملائكة ان تسجد له في بدء الخليقة سجود تحية وتكريم فعلى الانسان لا يضيع هذا التكفير بالمعاصي والانسان يكون كريما عند الله حينما يكون الانسان مطيعا لله تعالى في الايات الحث على اتخاذ الشياطين عدوا. وكيف يعادي الانسان الشيطان يعاديه بالاعمال الصالحة وكل الاعمال الصالحة جميع الاعمال الصالحة هي حرب على الشيطان ولذا مكان الصلاة يقال له محراب لان الانسان بالصلاة وبالاعمال الصالحة يحارب عدوه كما قال تعالى ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير نسأل الله ان يجنبنا شياطين الجن والانس وان يدفع الله عنا وعنكم السوء وان يفتح الله علينا من الخيرات والبركات والمسرات. امين. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته