بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل المرسلين خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد فقد طلب مني بعض الاخوة والاحبة ممن لا يسعني مخالفتهم ان اقدم لهم مجالس املاء على كتاب حماسة ابي تمام انا لا ارى في نفسي الاهلية لذلك ولكنهم احسنوا بي الظن فانا اعرف قصر باعي وقلة اطلاعي واعترف بذلك ولكنه قد يبذل الجهد مقتر وقد تكرم الاضياف والقد يشتوى فكان لابد من اجابتهم لذلك وسنبدأ هذه المجالس ان شاء الله بمقدمة لا اسميها محاضرة وانما هي خواطر وسوانح حول اللغة والادب والشعر فالشعر هو اعظم نسق ادبي توصلت له توصلت له العرب قبل الاسلام وقد كان بريدهم الذي يحمل مثالبهم ومآثرهم كما قال الاعشاب في مديحه للمحلق ابى مسمع صار الذي قد صنعتم فانجد اقوام بذاك واعرقوا اي بلغ به قوم النجد وقوم بلغوا به العراق يبشره ان مدحه قد سار في الافاق لان الشعر يسير الممادح والمسالب في الافاق وقال زهير بن ابي سلمى فان الشعر ليس له مرد اذا ورد المياه به التجارة فقد كان تأثيره فيهم اوقع واقوى من تأثير السهام والسنان. كما قال شاعرهم جراحات السنان لها التئام ولا يلتام ما جرح اللسان ولاجل هذا التأثير القوي فان النبي صلى الله عليه وسلم شبه بلاغة الكلام ووقعه في القلوب بالسحر فقال ان من البيان لسحرا واصل ذلك قصة الزبرقان ابن بدر مع عمرو بن الاهتم رضي الله تعالى عنهما كانا قد وفدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال الزبرقان يا رسول الله انا سيد تميم وفارسها المطاع فيها وهذا يعرف هذا فقال عمرو بن الاهتم انه لشديد العارضة مطاع في ادنيه مانع جانبه قال الزبرقان والله لقد علم اعظم من ذلك وما منعه ان يتكلم الا الحسد فقال عمرو بن الاهتم انا احسدك والله انك للئيم الخال حديث المال احمق الوالد مبغض في العشيرة فالتفت عمرو بن الاهتم فرأى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تغير لانه رأى ان كلامه ناقض بعضه بعضا فقال يا رسول الله رضيت فقلت احسن ما علمت وغضبت فقلت اسوأ ما علمت. وما كذبت في الاولى ولقد صدقت في الثانية. قال النبي صلى الله عليه وسلم ان من البيان لسحرا هكذا كانت الكلمات تبلغ مبالغها في قلوب العرب واعظم ذلك الشهر. فالشعر كان يرفع البيوت ويضعها ومن القصص المشهورة في ذلك قصة بني نمير وهم حي كانوا معروفين بالشرف وكان الرجل منهم اذا انتسب فخم الميم فقال انا من نمير ونمير هذا هو ابن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن عكرمة بن قصفة بن قيس عيلان بني مضر بن نزار بن معد بن عدنان. كانوا من بيوتات الشرف والعز في العرب حتى هجاهم جرير بن عطية بن الخطفاء بقصيدته المشهورة التي يخاطب فيها شاعرهم الراعي النميري والتي اولها عقلي اللوم عادل والعتاب وقولي ان اصبت لقد اصاب الى ان يقول فغض الطرف انك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابا ولو وضعت حلوم بني نمير على الميزان ما وزنت ذبابا فحطهم ذلك عند العرب واصبحوا خامل الذكر واصبح الرجل منهم اذا اراد ان ينتسب لم ينتسب الى نمير وانما يرفع نسبه الى عامر بن صعصعة فيقول انا عامري فقد وفر الحجاج باسرع منهم فاسرهم ثم انه خرج ليلة وهنا من الليل فسمع احدهم يقول الا يا سنا برق على قلل الحمى لهنك من برق علي كريم لما احتقت داء الطير والقوم هج عن فهيجت احزانا وانت سليم فهل من معير طرف عين خلية فانسان عين العامري كليم فلما سمعه يرفع نسبه الى بني عامر ولا يذكر بني نمير رحمهم واطلق اسرى ويروى ان امرأة من من بني امرأة من العرب رأت رجالا او شبابا من بني نمير ينظرون اليها بريبة فقالت تبا لكم لم تمتثلوا قول الله تعالى قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ولا قول جرير فغض الطرف انك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلاب اذا هكذا كان الهجاء يحط وكانت الكلمة تؤثر عند العرب والشعر في ذروة ذلك وفي المقابل رفع الشعر احياء كانت خاملة ولم يكن لها ذكر بين العرب من ذلك بنو انف الناقة وهم بنو جعفر بن قريع من عبد منات بن سعد بن تميم بن مر بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان كانوا خاملي الذكر وكانوا يعيرون بهذا اللقب انف الناقة حتى مدحهم الحطيئة بقصيدته المشهورة التي اولها طافت امامة بالركبان آونة يا حسنها من قوام ما ومنتقبا الى ان يقول قالت امامة لا تجزع فقلت لها ان العزاء وان الصبر قد غلب ان امرأ رهطه بالشام منزله برمل يبري نجارا شد ما اغترب هلا التمست لنا ان كنت صادقة ما لا نعيش به في الناس او نشبا حتى نجازي اقواما بسعيهم من ال لئي وكانوا معشر النجباء قوم هم الانف والاذناب غيرهم. ومن يسوي بانف الناقة الذنب قوم اذا عقدوا عقدا لجارهم وشدوا العناج وشدوا فوقه الكهرباء فلما مدحهم الحطيئة ارتفع ذكرهم واصبحوا يفتخرون بهذا اللقب وانقلب الى مديح بعد ان كان لقب هجاء اذا هكذا كان تأثير الشعر عند العرب والادب هو اعم من الشعر في الحقيقة لان الادب يطلق على انساب العرب واخبارهم وايامهم واشعارهم وكل ذلك من المهم فالانساب من لم يعرفها فاته كثير من معرفة كلام العرب وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم على علم بها واخرج الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن سبأ ارجل هو ام امرأة فقال هو رجل له عشرة اولاد وهم الاسد والاشعريون ومذحج وحمير وكندة وانمار وغسان ولخم وجذام وعاملة فكان عليما بانساب العرب وكان ابو بكر رضي الله تعالى عنه عليما بانساب العرب ولما هج حسان لما هجى آآ ابو سفيان ابن ابن الحارث ال رسول الله صلى الله عليه وسلم بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم واراد حسان ان يرد عن عرض النبي صلى الله عليه وسلم قال له النبي صلى الله عليه وسلم كيف تهجوه بنسبي؟ هذا ابن عمي نسبه نسبي. فاذا هجوته فقد هجوتني قال حسان لاسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اذا استعن بابي بكر ابو بكر كان خبيرا بانساب العرب فلما قال حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه بهجائي ابي سفيان وقد اسلم ابو سفيان بعد ذلك رضي الله تعالى عنه وان كرام الاصل من ال هاشم بنو بنت مخزوم ووالدك العبد وانت زنيم النيط في ال هاشم كما نيط خلف الراكب القدح والفرد قالت قريش هذا شعر ما غاب عنه ابن ابي قحافة لانهم يعرفون ان حسان لا يعرف عن سابق قريش هو اراد ان يقول اه اه ان يفرق بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين ابناء عمومته من ولد الحارث ابن عبد المطلب فمدح ابناء المخزومية النبي صلى الله عليه وسلم والده عبدالله بن عبد المطلب امه فاطمة بنت عمرو بن عائد بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب وهو عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم الشقيق وابي طالب والزبير وهو قال له وان كرام الاصل من ال هاشم بنو بنت مخزوم اي التي هي والدة عبد الله وطبعا ليست والدة الحارث والد ابي سفيان وهكذا اذا هذا في معرفة الانساب واهميتها. وهي من اهم فنون الادب كما هو معلوم والادب يهذب النفوس ويحملها على مكارم الاخلاق وقد روى اهل الادب ان معاوية ابن ابي سفيان رضي الله تعالى عنه قال لقد رأيتني يوم الهرير واني لاهم بالفرار وما حبسني الا قول عمرو ابن الاطنابة يوم الهرير يوم من ايام صفين من اشد ايام الصفين يقول وجدتني اهم بالفرار وما حبسني الا قول عمرو بن الاطنابة ابت لي عفتي وابى بلائي واخذ الحمد بالثمن الربيح واقدامي على المكروه نفسي وضربي هامة البطل المشيح وقولي كلما جشأت وجاشت مكانك تحمدي او تستريحي ليدفع عن مكارم صالحات واحمي بعد عن عرض صحيح فاما فزت بالشرف المعلى واما رحت بالموت المريح هذه الابيات ثبتته في ذلك الموقف فثبت ويروي اهل الادب ان عبدالملك بن مروان سيقت اليه من من اليمن جارية من احسن الجواري كاحسن الهدايا التي تهدى للملوك فلما ادخلت اليه جاءته رسالة بابتداء فتنة عبدالرحمن بن الاشعث وهذه الفتنة كانت فتقا من الفتوق العظيمة التي انفتقت على عبد الملك في ملكه فجلس اليها ساعة ثم قال والله ما استفدت فائدة هي احب الي منك ولكن يمنعني منك قول الاخطل قوم اذا حاربوا شدوا مآزرهم عن النساء ولو باتت باطهار ولئن فعلت ذلك اني لالأم العرب اذا كان الشعر يحملهم على مكارم الاخلاق ومحاسن العادات كما هو معلوم ويروى ان عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال تعلموا الشعر فانه يورث المروءة بشار يورث المروءة لانه يعلم الناس الاخلاق وقال ابو تمام ولولا خصال سنها الشعر ما درى بغاة العلا من اين تؤتى المكارم ولولا خصال سنها الشعر ما درى بغاة العلا من اين تؤتى المكارم ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ان من الشعر لحكمة ان من الشعر لحكمة الشعر فيه الحكم التي ينتفع بها الانسان وتهذب نفسه وتصقل تجربته وتعينه وتعينه في دهره من المستغرب في الحقيقة ان يكون كثير من طلاب العلم قد هجروا فنون الادب وابتعدوا عنها وظنوا انها من السخف وانها مما ينبغي ان يبتعد عنه طالب العلم فالادب لابد لطالب العلم منها لانه ينتفع به في فهم النصوص الشرعية من الكتاب والسنة ولان الامة ايضا اوتيت من قبل هذا الباب فقد كتب كثير من المستشرقين والادباء الذين يريدون التشكيك في الاسلام حول الادب الجاهل وحول الشعر الجاهل وحاولوا التشكيك في ذلك وهم في الحقيقة انما يريدون التشكيك في النصوص الشرعية من وراء ذلك لان الشعر يستشهد به للنصوص الشرعية كما هو معلوم فللاسف هؤلاء تبعهم بعض من يحسب على المسلمين من الادباء من امثال طه حسين ولكن من تتبع كتاباته في الحقيقة وجد انه لا يعدو ما كتبه المستشرق مارجليوس اه حول الادب الجاهل من نظرية التشكيك فيه والادب الجاهلي ما كتب منه هو حديث عهد بالاسلام محفوظ بالرواية ومعظم النصوص القديمة مشكوك فيها ولكن الذي يستشهد به في الغالب هو النصوص التي هي حديثة عهد بالاسلام ولذلك انتقد ابن سلام الجمحي في كتابه الطبقات وفحول الشعراء على بني اسحاق اكثاره من الاشعار التي ينسبها الى المتقدمين وهو نسب لا يوثق به في كثير من الاحيان يعزو اشعارا الى امم بائدة كعاد وثمود. العرب البائرة العرب البائرة او البائدتهم عاد تموت وطسم وجديس والعمالقة وجرهم وعبيل واميم ووباء وهؤلاء بدوا في قديم الزمان ولم يبقى لهم ذكر معتبر فلذلك مثلا الابيات التي تنسب الى الحارث ابن مظاد يقال انه لما اجلت خزاعة جرهم ووقف على بعض جبال مكة فرأى ابله تنحر قال وقائلة والدمع سكب مبادر وقد شرقت بالدمع منها المحاجر كان لم يكن بين الحجون الى الصفا انيس ولم تمر بمكة السامر بلى نحن كنا اهلها فابادنا صروف الليالي والجدود العواثر والمحفوظ الذي يوثق به من الشعر يمكن ان يقدر بحدود آآ ابعد تاريخه يمكن ان يقدر بحدود مائة وخمسين سنة الى مائة وستين سنة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وان كانت في الشعر الجاهلي بعض الايحاءات والرموز التي توحي باشارات الى شعراء متقدمين لم تبلغنا اشعارهم وذلك كقول امرئ القيس عوجى على الطلل المحيل لاننا نبكي الديار كما بكى ابن حذامي ابن حذامي هذا لا يعرف عنه شيء فهو شاعر متقدم يحيل اليه مرور القيس ولكن لم تبلغنا اشعاره ويفهم من كلام آآ عنترة ابن شداد في مطلع معلقته ايضا ان الشعر كان معروفا وكثيرا لانه قال هل غادر الشعراء من متردمي. فهذا السؤال في حد ذاته يوحي ان الشعراء كانوا موجودين بكثرة قبل عنترة بن شداد ومع ذلك يقول اهل الادب ان المهلهل وهو عدي بن ربيعة اخو كليب التغلبي فقالوا التغلبي ويقال تغلبي ايضا في النسبة الى تغلب ابن وائل ابن قاسط ابن هنب ابن افصى ابن دعمي ابن جديلة ابن باسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان قال ابن مالك رحمه الله تعالى في الكافية وافتح او اكسر عين ماك تغلب اي في النسب اليها تفتح وتكسر يقولون ان مهلهل وهو اول من هلهل الشعر اي رققه وهذبه وهو اول من قصد القصائد ويقال انه اول من قال عشرة ابيات ثم حفظ الشعر بعد ذلك بالرواية والعرب كانت فيهم رواية الشعر. كان زهير بن ابي سلمى راوية لخاله بشامة بن الغدير وكان بشامة آآ كان آآ الحطيئة راويا لزهير يعني يكون الشاعر له راوي يروي اشعاره كانت هنالك حالات كثيرة من ذلك كما هو معلوم هذا الشر حفظه العرب بالاساس عن طريق الرواية لان العرب في معظمهم لم يكونوا امة كاتبة ولم تؤثر دواوين وكتب قبل الاسلام كان فيهم بعض الكتاب قريش مثلا كانت امة متعلمة ولكن معظم القبائل الاخرى لم تكن كذلك ولذلك لما ظفر النبي صلى الله عليه وسلم باسرى بدر جعل من فدائهم ان يعلم الرجل منهم عشرة غلمان من الانصار الكتابة لان الانصار كانوا اميين وقريش كانت امة كاتبة متعلمة ولكن مع ذلك كانت تعتمد في شعرها على الرواية ولم تكن تعتمد على الكتابة كما هو معلوم نعم هنالك قصائد يقال انها كتبت كتبت بل علقت على كالكعبة كالمعلقات كما يقال عن المعلقات انها علقت على استار الكعبة استحسنتها العرب واجازتها وعلقتها باستار الكعبة بعد كتابتها بدأ التدوين في صدر الاسلام كما هو معلوم والفت في ذلك كتب كثيرة وكتب الادب اه الادب ليس من الفنون التي تتعلم بالمتون كالفقه ونحو ذلك انما يتعلمه الانسان بالمطالعة والمسامرة والممارسة بالمطالعة لمطالعة كتبه ومراجعه وبالمسامرة وهذا اسلوب قديم كان معروفا عند الاولين قد ادركنا بعضه وهو ان يجلس الناس ويتسامرون فينشد هذا وينشد هذا وآآ يعلق هذا لهذا فيحل له بعض ما استغلق عليه فهذا مما تبنى به ملكة الادب مسألة المساعرة وكذلك ايضا الممارسة يمارس الانسان الكتابة والشر والخطابة ويتدرج بذلك حتى يكتسب ملكة الادب وكتب الادب قال ابن خلدون ان ملاكها ومرجعها يرجع الى اربعة كتب هذه الكتب في الحقيقة متكاملة يكمل بعضها بعضا وهي كتاب كامل للمبرد وكتاب البيان والتبيين للجاحظ وكتاب الامال لابي علي القالي كتابه الكامل للمبرد وكتاب البيان والتبيين للجاحظ وكتاب الامال لابي علي القالي وكتاب ادب الكاتب ويسمى ايضا ادب الكتاب لابن قتيبة ولكل واحد من هذه الكتب ميزة اذا انتظمت واجتمعت عند الانسان فانه يأخذ من الادب بحظ وافر فابن قتيبة اهتم بضبط الالفاظ ومعانيها والبيان والتبيين اهتم بالانشاء وصناعة الخطب والانشاء وكتابة الشعر والامالي هو اكثرها شعرا والكامل هو اكثرها خبرا اكثرها اخبارا واثارا فهذه الكتب تعتبر امهات من مراجع الادب هناك ايضا كتب جامعة كبيرة يعتني بها طلاب الادب منها كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه وكتاب الاغاني الفرج الاصبهاني وهو كتاب اشتمل على مادة ادبية كبيرة ولكن لم يخلو من بعض السخف والمجون والإسفاف وايضا لم يكن صاحبه اه يحتاط في الرواية بل كان يروي كثيرا من الاشياء الضعيفة فحط ذلك من مكانته وان كانت مادته الادبية غزيرة كما هو معلوم من اهم كتب الادب ايضا لكتبه المتعلقة بالامثال وكذلك كتب الانساب وكذلك ايضا الكتب التي تعتني بالقصص لان القصص فن من فنون الادب ومن اهم كتب القصص آآ قصص مثلا لحيوانات ككتاب كليلة ودمنة هذا الكتاب كتاب نفيس وجميل ومهم الفه حكيم هندي يقال له بيدباء وكتبه اصلا باللغة السنسكريتية ولكنه ترجم بعد ذلك الى اللغة الفارسية لان هذا الكتب الكتاب يعتني بالحكم التي تتعلق بالحكم والسياسة وهو من اجود ما الف في هذا الباب ولما سمع عنه كسرى انشروان امر بترجمته وترجم له وحمل اليه ثم ترجمه الى العربية عبدالله بن المكفأ وهو كتاب نافع ليس لمجرد سرده القصصي المسلي وانما لما اشتمل عليه من الحكم التي جاء بها صاحبه آآ كمخاطبات بين الحيوانات كالطيور وغيرها كذلك ايضا من اهم مراجع الادب بعض الكتب التي لم تؤلف اصلا لمقصد لمقصد ادبي وانما الفت لمقصد علمي لكنها اشتملت على مادة ادبية ذرة وغزيرة وذلك ككتاب خزانة الادب للبغدادي وهذا الكتاب اصلا الفه صاحبه ليشرح به شواهد الرضي شواهد شرح الرضي على كافية بن الحاجب في النحو الفه ليشرح به شواهد نحوية. ولكنه بذل جهدا عظيما في انتقاء اه في جمع النصوص التي هي اصول للشواهد وجمع القصص التي بنيت عليها وجاء من ذلك بمادة ادبية نافعة رائقة رائعة جميلة وكذلك كتاب شواهد المغني للسيوط ايضا رحمه الله كذلك الى غير ذلك ثم ما يسمى بكتب الاختيارات اه المختارات ومن اهمها جمهرة الادب للكرشي للقرشي وهي كتاب صنفه صاحبه اختار فيه قصائد من احسن ما قيل في كلام في شعر العرب وصنفها الى مجموعات الى معلقات ومجمهرات الى غير ذلك ومذهبات وكذلك ايضا كتاب المفضليات للمفضل الضبي. وهو من احسن الاختيارات التنافيه ايضا باختيار قصائد كثيرة من الشعر العربي ومن ضمن المختارات كتاب الحماسة الا ثلاثة وهي المضارع والمقتضب والهزل اه المضارع والمقتضب والمجتث هذه البحور هي التي لا توجد في الحماسة ما بقيت البحور فانها توجد فيها قال وتوجد فيها قوافل الشعر الا المتكاوس فكتاب الحماسة هو من كتب المختارات اختاره ابو تمام حبيب ابن اوس الطائي المتوفى سنة احدى وثلاثين ومئتين خرج الى خراسان ليمدحها عبدالله ابن طاهر فمدحه واجازه فلما كان قافلا من خراسان مر بها مذان ونزل بها عند صديق له يقال له ابو الوفاء ابن سلمة فحبسه الثلج والجليد ولم يستطع السفر مدة فلما احتبس في همدان بسبب الثلوج والجليد شق ذلك عليه بما يجد في نفسه من الشوق الى اهله فلما رأى صديقه ذلك فتح له مكتبته فسر بذلك ابو تمام وبدأ يلتقط الدرر من تلك المكتبة والف من ذلك كتاب الحماسة وكتاب الوحشيات هذا اصل كله سببه انه حبسه الثلج عن اهله فوجد مكتبة فاستخرج منها هذه الكنوز نافعة حمست ابو تمام طار ذكرها في الافاق وانتشر اه حتى نسج الناس على منوالها حماسات كثيرة الف غريمه فابو البحتري وهو معاصر له وكان اه ندا له في الشعر الف حماسة تسمى حماسة الوحتري وايضا حماسة من الشجر والحماسة البصرية والحماسة المغربية الفت حماسات كثيرة بعد ذلك لكنها تقاصرت عن مدى حماسة ابي تمام فبقية حماسة وبتمام في المقدمة وكان قد اختار فيها فاحسن الاختيار ووضع فيها ما يحتج به من شعر العرب مما هو في عصر الاحتجاج ومعلوم ان عصر احتجاجي ضبط ضبطه العلماء ضبطا مكانيا وضبطا زمانيا لاننا نحتاج الى ان نعرف للشعراء الذين يحتجوا بكلامهم في اثبات اللغة والنحو والصرف فهذه علوم لا تثبت الا بلغة من كان على السليقة فلذلك حصروها من حيث المكان واقصوا بعض شعراء الشام والعراق الذين كانوا اه محاذين لبعض الحضارات الاخرى كالروم وفارس وتأثرت السنتهم. ولم يقبلوا الا من هو من صميم جزيرة العرب وحصروا الاحتجاج ايضا حصرا زمانيا فهو محدد بسقوط دولة بني امية من نبغ في الشعر او في الكلام او الخطابة بعد سقوط بني امية لا يحتج بشاره في النحو ولا في الصرف ولا في اللغة المعجبية اما البلاغة فانها يحتج فيها بشعر كل احد حتى لو قلت انت الان شعرا يمكن ان نحتج به في البلاغة لان البلاغة راجعة الى المعنى والمعنى يستوي فيه المتقدم والمتأخر ومن نحو والصرف واللغة المعجمية فهي راجعة الى ضبط الفاظ العرب كما نطقها العرب الفصحاء بسليقتهم وعاقروا من يحتج بشعره وابراهيم ابن هرمة من مخضرم الدولتين آآ مخضرم الدولتين اي دولة بني امية ودولة بني العباس سبب هذا الحد هو ان دولة ابن العباس قامت عن طريق ثورة وهذه الثورة وقودها العجب معظم من قام بها هم العجم من اهل خراسان ومن كان معهم فدخلوا في بلاد العرب وافسدوا السرقة عليهم فسدت السرقة بذلك فلم يعد هناك من يثق بعربيته فلذلك اعتنى العلماء بضبط الاشعار التي هي في عصر الاحتجاج والعلماء يعزون الى الحماسة فيقولون قال الشاعر الحماسي اذا هذا يكفي في تأصيل هذا الشاهد عندما يقولون قال الشاعر الحماسي كذا اذا اعتنى باختيارها من جهة جودة الشارهة ومن جهة تنزيهها عن اشعار المولدين الذين ضعفت الصديقة عندهم وماتت عربيتهم الفصحى ورتبها على عشرة ابواب اه الباب الاول هو باب الحماسة عندما نقول الحماسة معناه نعني الشعر المتعلقة بالحرب وفنونها وبذكر الشجاعة والفخر فكل ذلك يسمى بشأن الحماسة والباب الثاني جعله في المراثب لان هذا ايضا من اهم الاغراض التي وضعتها العرب كذلك الباب الثالث جعله في الادب والرابع في النسيب نسيب معناه الغزل والباب الخامس في الهجاء والباب السادس في المديح وذكر الاضياف والباب السابع في الصفات والنعوت والباب الثامن في السير والنعاس والباب التاسع في الملح والباب العاشر في مذمة النساء وقد ظلمهن حيث افردهن بالذكر لا ادري لماذا افردهن بهذا لكن هذه الحماسة على كل حال كتب الله لها القبول وصارت بها الركبان وفي مشارق الارض ومغاربها وآآ شرحها كثير من اهل العلم ومن اهم شروحها اه شرحها امام اللغة ابو الفتح ابن جني وهذا معروف ويعزى ايضا شرحها بالعلاء المعري تدي بمعرة النعمان احمد بن سليمان الشاعر المشهور وكان من اعلم الناس بها ويقال انه قال اه انها اشتملت على جميع بحور الشاري الخمسة عشر هو طبعا كانه لا يعترف بالبحر الذي زاده الاقفش وهو المتدارك قال في الشعر خمسة المتكاوس والمتدارك والمتراكب والمتواتر والمترادف وهذه توجد في الحماسة الا المتكاوس وهو الذي يكون بين اخر ساكن منه قبل الروي وبين سكون الروي اربع حركات هذا يسمى وهذا لا يوجد في الحماس. اما بقية القوافي فانها موجودة فيها وهي المتدارك والمتراكب والمتواتر والمترادف فحصر ما فيها من الاعراض وما فيها من الدروب وما فيها من البحور وما فيها من القوافل وهي دراسة فنية شكلية قام بها اديب معرة النعمان احمد بن سليمان وهو من اعلم الناس بها من الذين شرحوها ايضا كذلك الامام اللغوي الكبير الاعلم الشنتمري رحمه الله تعالى وشروحه كلها نافعة لانه من الائمة المتمكنين في اللغة وشرح ايضا كذلك الخطيب التبريزي وكذلك ايضا شرحها المرزوقي فهذه من اهم الشروح الموجودة على هذا الكتاب وكما قلت فان ابا تمام وفق كثيرا في اختيار نصوص وايضا مما حسنها انه تجنب المطولات فاقتصر على المقطوعات التي يسهل على الانسان حفظها في ذكر لك ثلاثة تابهات خمسة تابهات تسعة ابيات هكذا فجنبها المعلقات لا توجد بها معلقة ولا توجد فيها اي قصيدة طويلة تبلغ ثلاثين بيت مثلا لا لا توجد فيها فاقتصر على المقطعات النافعة وافاد بذلك طلاب العلم افادة عظيمة وذلك ينصح طلاب العلم بهذا الكتاب وبخدمته لانه كتاب جليل فابو تمام يقال انه مع تمكنه في الشعر وقوة آآ قريحته وقالوا انه في حماسته كان اشعر منه في ديوانه. يعني اختياره في الشعر احسن منشاره وهذا على غير الغالب. الغالب ان الشاعر لا يكون ناقدا ولا يميز آآ كثيرا بين انواع الشر فالنقد والشر شيئان وذلك لم يكن مثلا ابو طيب المتنبي يبالي عندما كان الشعراء ينقضون شعره لا يجاريهم في النقد لانه لا يعرف هذا العلم اه وانما يقول انام ملء جفوني عن شواردها. ويسهر القوم جراها ويختصم انا اقول هذا فقط والنقاد يتكلمون بما شاءوا لكن ابو تمام مع قوة شاعريته وهو الذي يناظر مع ابي الطيب المتنبي بل ان اهل البلاغة ينتصرون كثيرا لابي تمام ويقولون ان المتنبي سرق كثيرا من معاني ابي تمام مع ذلك كان اختياره جميلا وكان موفقا في اختياره فهي كما قلت كتاب نافع ينصح طلاب العلم باقتنائه وبخدمته وبحفظ ما تيسر لهم منه ولعلنا نقتصر على هذا القدر ان شاء الله. سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. بارك الله فيك