بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل المرسلين خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. من تبعا باحسان الى يوم الدين نبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس الخامس والعشرين من التعليق على حماسة بتمام وقد وصلنا الى قوله وقال رجل من بني تميم ابيت لعنة ان سكاب علك نفيس لا تعار. ولا تباع مفدات مكرمة لدينا ما يذاع لها العيال ولا تجاع سليلة سابقين تناجلاها اذا نسبا يضمهما الكراع فلا تطمع بيت اللعنة فيها ومنعكها بشيء يستطاع. آآ هذه الليبيات العاجل من تميم يقال له عبيدة بن ربيعة كان قد طلب منه ملك من الملوك فرسا عنده يقال لها سكاب فمنعه اياها وقال هذه الابيات بيت اللعنة ان سكاب علك نفيس لا تعار ولا تباع. قوله هو بيت اللعنة هذه تحية الملوك. يقال ابيت اللعنة اي ابي ان تأتي ما تلعن به. اي انت لا تأتي الا فضائل الامور. ومحاسن العادات والاخلاق. دمت كذلك. دمت وانت تأبى اللعن. فهذا دعاء وتحية قوله ان سكاب علم على فرس. وما كان من اعلام المؤنثات على وزن فعال. فلغة الحجازيين بناؤه على الكسر. ولغة تميم اعرابه اعراب الممنوع من الصرف. وذلك كحذامي وقطامي ورقاشي سواء كان للاناسي كالاعلام التي ذكرت او كان للخيل مثلا كسكابر ونحو ذلك التميميون يجرونه مجرى ما لا ينصرف فيعربونه اعراب الممنوع من الصرف. على لغة الحجازيين مثلا جرى قول الشاعر اذا قالت حذامي فصدقوها فان القول ما قالت حذام. قوله اذا قالت حذامي حذامي فاعل. حقه ان يرفع لكن هذا الوزن من اعلام المؤنثات مبني على الكسرة عند الحجازي. وتميم تعرب اعرابا ما لا ينصرف. ومن ذلك قول البرزدق وهو احد شعرائهم. ندمت ندامة الكسعي لما غدت مني مطلقة وكانت جنتي فخرجت منها كادم حين اخرجه الضرار. ندمت ندامة الكسعي لما غدا مني مطلقة نوار لما غدت نوار مطلقة رفعه قمة من غير هذه لغة تميمية فانهم يعربون اعراب الاسم الممنوع من الصرف يرفعونه بالضمة وينصبونه ويجرونه بالفتح وشاعرنا هذا تميمي. فانه فان لغته وبيت اللعنة ان السكابى. لو كان حجازيا لقال ان سكابي لان الحجازيين يبنون هذا الوزن من اعلام المؤنثات على الكسل. قال ابن مالك رحمه الله تعالى في الخلاصة وابنه على الكسر فعالي على ما وهو نظير جثماء عند تميم. يقول هذه الفرس علق نفيس العلك والنفيس معناهما متقارب. ومعناهما الشيء الذي يضن به لجزالته. ما ويبخل بها الرجل بجزالته يقال هذا عرق مظنة ويقال هذا عرق نفيس. لا الو لا اعيرها ولا ابيعها. لنفديها بانفسنا وكرائمهم نفديها بكرائم اموالنا مكرمة علينا. يجاع لها العيال ولا تجاع. اي اننا نؤثر هذه على عيادنا في الاطعام. فنسقيها اللبن دون ابنائنا وآآ هذا معنى مشهور عند العرب انهم آآ قد يقدمون الخيل على ابنائهم وازواجهم في الاطعام لانهم يحتاجون لها عند الاغارة. ومن ذلك قول عنترة بن شداد لا تذكري مهري اخاطب امرأته زوجه. قال لا تذكري مهري وما اطعمته فيكون جلدك مثل جلدي الاجرب ان الغبوق له وانت مسوءة فتأوهي ما شئت. فتأوهي ما شئت ثم تحوى بي كذب العتيق وما اشنم بارد ان كنت سائلة غبوقا فاذهبي. ان الرجال لهم اليك وسيلة ان يأخذوك تكحلي وتخضبي يكون مركبك القاعود ورحله وابن النعامة عند ذلك مركبي وانا امرؤ ان يأخذوني عنوة اقرا الى شر واجنبي اني احاذر ان تقول وعينتي هذا غبار ساطع فتدببي. يقول لها لا كوري مهري ومع طعمته ليكون جلدك اي فاضربك حتى يكون جدك كجلدي الاجرب ان الغبوق له ما يشرب بالعشي من اللبن ونحوه. وانت مسوءة مفعول بك ما يسوءك. لن اسقيك لبنان كذب العتيق وما اشن اي ان احببت تمرا وماءا باردا فهما لك واما اللبن فهو للفرس. قال سليلة السابقين اي هي آآ ولد سابقين معروفين بالسبق. او غالبين من سبق بمعنى غلبة. تناجلها اي ولد يقال نجلاه وتناجلاه. اذا انجباه انجب ايام والداه به اذ نجا الا هو فنعم ما نزل. اذا نسب اذا نسب ابوها وامها ضمهما جمعهما الكرع فحل من فحول الخيل فلا تطمع بيت اللعنة فيها لا تطمع في هذه الفرس ومنعكها بشيء يستطاع عنها بشيء بوجه ما وبحيلة ما يستطاع. وقوله ومنعكها شيء يمكن ان يحمل على زيادة البيع فيكون التقدير ومنعكها شيء يستطاع. ويمكن ان هنا اه تكون البو الداخلة على الاعواض ومنعكها بشيء اي بامر او بفدية او ونحو ذلك يستطاع وقالت امرأة من طيب دعا دعوة يوم راية لمالك ومن لا يوجب عند الحفيظة يكلى من فيا ضيعة الفتيان اذ يعتلونه ببطن الشرى مثل الفنيق المسدم اما في بني حصن من ابن كريهة من القوم طلاب الترات غشمشمي فيقتل جبرا بامريء لم يكن له بواء ولكن لا تكايل بالدم. هذه المرأة هي بنت بهدل ابن قرفة الطي وهو احد لصوص العرب اه كان قد عرض في جماعة من اللصوص لعون بن جعدة بن تبني ابي وهب المخزومي وكان عون حاجا وذلك في خلافة عبد الملك بن مروان وعرض عليهم اشياء فابوها فعلم انهم لصوص فقاتلهم. فرماه بهدل وكان بهدل لا له سهم فقتله. فبلغ ذلك آآ لما قتلوه جاءوا الى متاعه فلم يجدوا فيه طائلا لم يجدوا فيه شيئا ذا بال. فتركوه صريعا وفروا فبعث عبد الملك في اثرهم وجيء ببهدل فقتل. فقالت بنته هذه الابيات هو قتل لانه قتل عون بن جعدة بن هبيرة بن ابي وهب المخزون ابوه جعدته صحابي. جعدته امه ام هاني بنت ابي طالب ابن عبد المطلب وهو الذي يقول ابي من بني مخزوم ان كنت جاهلا ومن هاشم امي لخير قبيلي يقول انا ابي هبيرة بن ابي وهب المخزوم. وابن مخزوم من الشرع في قريش. وام ام هانئ بنت ابي طالب. ابو طالب سيد مكة. ابي من بني مخزوم ان كنت سائلا ومن حاش من امي لخير قبيلي. فمن ذا الذي يبأ علي بخاله كخالي علي ذي الندى وعقيلي من عنده خال كعلي بن ابي طالب او خال كعقيد بن ابي طالب قتل ابنه جعدة قتلوا هؤلاء اللصوص فظفر بهم وقتل بهتل ابن قرفة هذا لقتله عون ابن جعدة ابن ابن ابي وهب المخزومي. فقالت بنته آآ ابياتا تحث آآ قومها على ان يقتلوا قاتل بها. فقالت دعا دعوة يوم الشريان مالك تعني ان اباها استغاث بقومه يوم الشرع. مكان معروف هو الذي قتل به. يا لمالك اي يا مالك مستغيثا بهم. ومن لا يوجب عند الحافظة يكلم يعني ان من دعا عند الحفيظة اي في وقت الحمية والغضب والجدي فلم يجد اجابة فانه يكلم. اي يجرح ويهتضم فيا ضيعة الفتيان اذ يعتلونه ببطن الشرى مثل الفنيق المسدم. يا ضيعة الفتيان جمع فتى تعني من ابناء عمومته آآ حين لم ينصره اذ يعتلونه اي اذ يعتله القوم الذين قتلوه قصاصا له جره ودفعه بعنف. جره بعنف. ويقال عتله يعتله ويعتله وقرأ بالوجهين خذوه فاعتلوه. فاعتلوه. اي ادفعوه بقوة اي اي جروه بقوته مثل اي يشبهه المنعم الذي لا يركب لكرامته على اهله. المسدم اي الهائج. او الممنوع اما في بني حصن من ابن كريهة من القوم طلاب الترات غشم الشمي في قتل جبرا اليس في ابناء عمومة ابي؟ من ابن كريهة كرهت الحرب تحض قومها على اخذ اي ليس في قومي من شخص هو متمرس بالحرب كانه ابن الحرب. يكثر طلب جمع وهي الثأر. غا الشمشم غا الشمشم الذي لا يبالي بعواقب الامور رأسه ولا يهاب الاقدام في شيء ولا يبالي بعواقب فعلاته. اليس رجل هذه صفته في قتل جبرا آآ يقتل منصوب في وبعد الفائز بجواب الاستفهام. اما في بني حصن من ابن كريهة فيقتله. جبرا اسمه قاتل بها. الشخص الذي قتل اباها. لكن ابوها في الحقيقة قتل قصاصا. لم يكن له هذا القاتل الذي قتل به ليس كفؤا ديبي. يقال باء فلان بفلان ان اذا كان مكافئا له حين قتل به. لكن لا تكايل بالدم. في الاسلام آآ يقتل الوضع بالشريف. لان الاسلام ساوى بين ارواح الناس. فلا يحتل الرجل الا بقاتله. في الجاهلية كانت العرب اذا قتل اذا قاتل الوضيع شريفا لم يرضوا ذلك الوضيع بل يقتلون من اشراف قومه. لانهم يرون ان هذا ليس بواء لابنهم الذي قتل لا يساويه فلا يقتلون به هذا الوضيع الذي قاتله يقتلون به اشرافا قومي طبعا هذا الامر رابطه له في الاسلام لا تكايلا قدمي فانما يقتل برجل قاعة سلوفة لكن اه هذا اذا لم يكن اه مباح الدم والا فان اباها كان محاربا كان لصا وقد قتل مسلما فقتل به وقال بعض بني فقس ارأيت موالي الولاية يخذلونني على حدثان الدهر اذ يتقلبوا فهلا اعدوني لمثلي تفاقم اذ الخصم اجزأ. مائل الرأس انكبوا وهل لا اعدوني لمثل وهل لا اعدوني لمثلي تفاقدوا وفي الارض مبثوث شجاع وعقربوا فلا تأخذوا عقلا من القوم انني ارى العار يبقى والمعاقل تذهب كانك لم تسبق من الدهر ليلة اذا انت ادركت ادركت الذي كنت الوضوء قال رأيت موالي اي بانيه عمي الموالي ابناء العم الاولى لغة في الذي يخذلونني. الخذلان ترك النصرة. اي الذين لا ينصرونني. على احدثان الدهر. اي في الدهر ونوابه. اذ يتقلب عند تقلب الدهر اي يتركونني مقاسيا لما يحجز في الدهر. فهل لا اعدوني لمثلي؟ اي هلا جعلوني عدة لمثل لرجل مثلي هلا اصلح من شأني وآآ جعلوني عد فتن لمكافئي في الحرب بحيث استطيع ان اقضي عليه. اعدوني لمثلي. تفاقدوا عليهم يدعو عليهم بان يفقد بعضهم بعضا. اذ الخصم ابزى. اي في الحال التي يكون فيها الخصم آآ ابزأ ابزأ وصف من بازية كعراضية فهو ابزأ قال ايضا بازاك دعاء. والبزاء اشراف وسط الظهر على الاست. مائل الرأس انكبوا نكبوا بالتحريك شبه الميل في الكتف. اي هلا اعدوني في مثلي في هذه الحالة التي يكون فيها الفرسان على هذه الهيئة. اذ الخصم ابزأ. ويروى اذا ويشكل على هذه الرواية ان اذا لا يقع بعدها الا الفعل والجملة هنا بعدها اسمية. وهذا جار على مذهب الاخفشي من الابتداء بعد اذا الزمان المشروط بها آآ فانه يرى جواز آآ وقوع جملة الاسمية بعدها وان صحت الرواية فهي حجة له. وجمهور النحات يرون ان اذا لا يقع بعدها الا الجملة الفعلية قال ابن مالك في الخلاصة ويلزمه اذا اضافة الى جمل الافعال كهن اذا اعتلى اذا لا تقع بعدها الا الجملة الفعلية. واذا وقع بعدها مظاهره انه آآ مرفوع بالابتداء فانه يكون فاعلا بفعل محذوف يفسره ما بعده نحو اذا السماء انشقت فالسماء هنا فاعل لفعل محذوف تقديره انشقت السماء. نفسره ما بعد وهلا اعدوني لمثلي تفاقدوا اعاد هذا الشطر تأكيدا للامر لحالهم. وفي الامر مبذوذ شجاع وعقرب. اي عليهم ان يعدوني لنزال لاقران لان الارض قد بث اي انتشر فيها كثير من الاعداء. شجاع الحديث الخبيث والعقرب معروفة وعبر بالشجاع والحية عن الاعداء. كنا بهما عن الاعداء. وقوله ممزوج روي بالنصب وروي بالرفعي. فاذا رفع فعلى الابتدائي. وفي الارض مبثوذا. ويبدل شجاع منه واذا نصب كان حالا من النكرات التي بعده وفي الارض مبذوذا شجاع الحال من النكرات التي بعدها والحال لمسوغات وقوع صاحب الحال نكرة ان ان تتخصص النكرة بتقديم الحال آآ عليها. كما في قول الشاعر كم طللوا يلوح كانه خلل. لميت موحشا طاللوا. وفي الارض مبثوثا شجاع هذا من مسوغات وقوع صاحب الحال نكرة. لاحظت ان صاحب الحال ينبغي ان يكون آآ معرفة اه لان الحالة كالخبر محكوم بها على صاحب الحال والحكم على المجهول اه لا يفيد. فاذا تخصصت تلك ذكرت ببعض المخصصات صاغ ذلك ومن تلك المخصصات ان يتخصص بتقدم آآ نكرة عليه كالشواهد التي ذكرناها ويحمل عليه رواية النصب في هذا البيت. فلا تأخذوا عقلا من من القوم. انني ارى العرب والمعاقيل تذهب. ان شئت كنت والمعاقلة فيكون معطوفا على العار ارى العار يبقى والمعاقل تذهب وارى المعاقل تذهب. وان شئت قلت والمعاقل على الاستئناف. يقول لا تأخذوا عقل واشتقاقها اصلها من الابل تعقل عند ولي الدم. يأتون بالابل ويعقلونها عند الدم الذي تدفع له الدية فسميت الدية عقلا يقول لا تأخذ دية من القاء بل اقتلوا من قتل ابنكم انني ارى العار يبقى. اي ما يصيبكم من العار في عدم اخذ الثأر يبقى يتداول الناس ويرويه بعضهم عن بعض. والمعاقل تذهب الاموال التي تحصلون عليها. تذهب بضم القاف وهي الدية. يعني ان العار يذكر ويسير في الناس. والمال يفنى كأنك لم تسبق من الدهر ليلة اذا انت ادركت الذي كنت تطلبه يقول كأنك لم تسبق لم تسبق اي لم تغلب. يقال سبقه غلبه. ومنه قول الله تعالى ولا الليل سابق النهار. اي الليل لا يغلب النهار فيقضي عليه. بحيث يصير الزمان كله ليلة. وآآ ايضا اه النهار لا يغلب اللي فالسبق هنا من الغالبت يقال سبقه غالبه وما نحن بمسبوقين على ان نبدل اي مغلوبين لا احد يغلبنا. فسبق هنا بمعنى غلبة. كانك لم تسبق من الدهر ليلة اذا انت ادركت الذي كنت يقول يا طلبت دارك فاخذت به فكأنك لم تغلب ذات يوم وكأنك لم تصب. وهذا يقوله اه حظا على الاخذ بالثأر. اي من اه اصاب ما طلبه فكأنه لم يصب ولم يغلب. ونقتصر على هالقدر. بارك الله فيك