بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل المرسلين خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. ابدأوا بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس التاسع من التعليق على حماس بتمام. وصلنا الى قوله وقال تأبط شراء اني لمهدي من ثنائي فقاصد به لابن عم الصدق شمس ابن مالك. اني لمهدي من ثنائي فقاصد به لابن عمي الصدق شمس ابن مالك اهز به في ندوة الحي عطفه كما اهز عطفي بالهجان الاوارك. قليل التشكيلي المهم يصيبه. كثير الهوى شتى نوى والمسالك يظل بمومات ويمسي بغيرها جحيشا. ويا عروري ظهور المهالك ويسبق وفد الريح من حيث ينتحي بمنخرق من شده المتدارك. اذا حاص عينيه هيكرا النوم لم يزله كالئ من قلب شيحان. فاتك ويجعل عينيه ربيئة قلبه الى سلة من حد اخلق صائك اذا هزه هي عظم قرن تهللت نواجذ افواه المنايا الضواحك. يرى الوحشة الانس الانيس ويتقي ويهتدي بحيث اهتدت ام النجوم الشوابك. لم يأتوا لتأبش وقد تقدمت ترجمته وفي البيت الاول منها خرم وهو اسقاط اول الوتد المجموع اسقاط متحرك من اول الوتد المجموع. وهو كثير في بحر الطويل. ومنه قول القيس دع عنك نهبا صيح بحجراته ولكن حديثا مع حديث الرواحل وآآ كقول علقمة والدنافير بالمكاور انهم بنجران في الشاء الحجاز الموقر قال اني لمهد لهدؤ الاعطاء على وجه التحبب والاكرام. من ثناي الثناء في كلام العربي قال ابن مالك رحمه الله تعالى في الاعلام كيد من تساوى كيد من تساوى والمدح والثناء. وقيل للعقال ذا زنى واستعملت معدولة ذناء وعن لفظة اثنين بلا استغرام وقد يطلق الثناء في ذم وبذلك قوله صلى الله عليه وسلم ومن اذنيتم عليه شرا وجبت له النار. اثنيتم عليه شرا فمنهم من قال ان الثناء مشترك ضد يطلق على المدح ويطلق على كالجون مثلا للابيض والاسود والجليل للحق والجلل للحقير والعظيم ومنهم من قال ان اطلاقه في الذم على سبيل المجاز. وانه ان الثناء حقيقة في البدح. واطلاقه في الذنب على سبيل المجازي ومنه الحديث. لانه وقع في مشاكلة المدح قبله. ومن اثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن اذنيتم عليه شرا اي ذمتموه وجبت له النار. فقاصد به لابن يا عمي اي اقصد به ابن عمي الصدق اي الصادق شمس بن مالك يروى بفتح الشين وهو علم منقول من الشمسي الكوكب والمعروف ومنهم من يقول شمس بضم آآ الشين وآآ ليس معروفا في في الاعلام ولكن الاعلام الاصل فيها آآ عدم القياس فلا تخضع للقياس كما هو معلوم يقول اه انه سيهدي ثناءه اي مدحه ويقصد به ابن عمه ثم سماه فاسمه شمس بن ما لك. اهز به في ندوة الحي عطفه كما هز عطفي بالهجان الاوارك يقول اهز به في ندوتي اي جماعتي. ندوة الجماعات. ودار الندوة دار بناها قصي بن كلاب تجتمع فيها قريش تستر فيها عن ارائها. والحي البيوت المجتمعة والعطف الجانب عطف الشيء جانبه. ومعنى اهز به في ندوة الحي عطفه اي سادخل عليه بهذا الثناء سرور يطرب له فيتواجد ويهتز عطفه بين الجماعة بسبب هذا الثناء والمدح. كما هز عطفي اي كما ادخل علي سرور فهززت عطفي اي تمايلت طربا وتواجدت بسبب فرحي بعطيته هي حين اعطاني الهجال والهجال تطلق على الواحدة وعلى الجماعة قالوا ناقة هجان ونوق هجاء. والاوارك هي التي ترعى الاراك يقول سأدخل السرور على ابن عمي هذا حتى يطرب. وحتى يتواجد ويفرح امام حجه اي بيوت قومه المجتمعة كما انه ادخل علي السرور حين اكرمني باعطية عظيمة وهي انه اعطاني الابل البيضا وهذا من اعطيات العرب ومن احسن الاموال التي يتأثرها العرب. قليل التشكي للمهم شرع في مدحه ووعد بانه سيثني. فقال اني اني لمهد من ثنائي. ليس امدحوا ابن عمي فهذا وعده. فوفى بذلك الوعد وبدأ في المدح. فقال قليل التشكي وصفه بانه لا يشكو وانه صبور. وقليل هنا لا يراد بها القلة. وانما يراد بها النفي. فان العرب تستعمل هابئ للنفي فيقولون آآ قل ما يفعل كذا اي لا يفعله مثلا ومن ذلك قول آآ ذي الرمة انيخت فالقت بلدة فوق بلدة فوق او انيقت فالقت بلدة فوق قبلدة قليل بها الاصوات الا بغامها. ونخت فالقت بلدة فوق بلدة قليل بها الاصوات اي لا اصوات فيها فقليل هنا لا يراد بها اثبات شيء قليل. وانما يراد بها النفي. فالعرب تنفي بقليل وقليلة وبقليل وقليلة نفوا كما قال العلامة ابن بنا رحمه الله تعالى في احمرارها على الالفية. قليل التشكي لا يشكو. ولا وانما يصبر ويتحمل للمهم اي للامر الذي يداخل الانسان منه هم لو فاته المهم الامر الذي اذا فات الانسان حصل له هم اي حزن بسبب فواته عليه. اذا اصابه هم اي حزن فانه لا يشكو. كثير الهوى يعني انه آآ ديرو الهموم الأمور التي يهواها ويريدها كثيرة. فهو عالي الهمة. تتوق نفسه الى اشياء كثيرة وينبغي ان نعلم هنا ان الطباق الذي فعل بين كثير وقليل هو طباق لفظي فقط وليس معنويا فقليل في اللفظ تطابق كثر. يعني هي ضدها. ولكن قليل الاولى ليست لاثبات شيء قليل حتى تكون في مقابلة الكثير. وانما يراد بها النفي. لكن اللفظ فيه واما من جهة المعنى فلا طباق هنا. شتى النوى شتى اي متفرق النوى النوى الجهة التي اقصدها المسافر يعني البلد الذي يريد ان يذهب اليه. فهو عالي الهمة. له هموم كثيرة ويحتاج ان يذهب الى امكنة كثيرة. والى مسالك وطرق متعددة. شتى النواة والمسالك يظل بمومات المومات المفازة اي المفازة كلمة تستعملها العرب الارض مترامية الاطراف التي ليس فيها ماء واصلها آآ مهلكة ولكنهم يتفائلون يسمونها منفز ويمسي بغيرها. يعني انه يجوب المواني والمفازات الشاسعة. فيظل بمفازة ثم يقطعها فاذا امسى كان في مفاسد اخرى. وهنا لم يقل يظل بممات ويبيت بغيرها. لم يقابل اه ما قيل بالمبيت. بينما قال ويمسي يعني انه ما بين ما قيله وبين مسائه يكون قد قطع هذه المسافة يقطع هذا في بياض نهاره. يقطع في بياض نهاره هذه المسافة الشاسعة. جحيشا اي منفردا فلا جبن لديه ولا احجام. ويا عروني يركب ظهور المهالك عرورا الفرس راكبه عريا اي من غير سرج. سرج الاداة التي توضع على الفرس لكي يركب وهي نظير الرحل في الابل والايكاف للحمار والمعنى انه يركب المخاطر دون اخذ عدتها. فهو كمن يركب الفرس دون سرج يا حوري ان يركبوا المهالك يسافروا الاسفار الطويلة في الارض التي لا ماء فيها لشدة صبره وقوة تحمله وثقته بنفسه. فهو يستطيع ان يقطع هذه المسافات وان يتحملها فيعروري ظهور هذه المهالك. ويسبق وفد الريح من حيث ينتحي. يعني انه بسرعته لانه سريع في مشيه اسبقه وافتر له. اذا ساير الريح فانه يسبقها. من حيث ينتحي يمكن ان يكون تحاول القصد هنا منه هو من حيث يقصد هو الى المشي. او من حيث يقصد وفد الريح. فهو لسرعته يسبق الريح فهو وصفه بانه عداء. والعرب كان فيهم عداؤون مشهورون منهم سنفرة ومنهم حتى تأبط شرا نفسه مع في العدائين وفي غيرهم. وآآ منهم آآ من الصحابة سلمة بنكوع رضي الله تعالى عنه كان يسبق الخيل على رجليه. قال ويسبقه في الترجيح من حيث ينتحي بمنخرق اي بجري شديد كانه يشق الهواء والعرض والخرق الشق من شده اي عدوه وسرعة مشيه دارك اي المتلاحق. اذا حاص عينيه ترى النوم لم يزله كالئم من طالب شيحانة فاتكي حوصل الخياطة اذا حاص عينيه اي اذا جمعا عينيه النوم فاصبحت اصبحت الجفون كأنها مخيطة يقال حصى الثوب خاطه. وفي المثل ان دواء الشق انت حوصه. ان دواء الشق انت بوصة. وفي بعض الروايات اذا خاط عينيه. المعنى واحد. معناه اذا مع طرفي اه عينه ترى النوم. الكرع النوم الخفيف. لم يزل له كالئ اي حافظ من قلب شيحانة يعني انه لا يشتد نومه ولا يثقل نومه بل يبقى يقظا حذرا فاذا فاذا مع النوم جفونه فان قلبه يكون ذكيا حاضرا. آآ دائما. له كاليون يحافظ من قلب شيحانة شيحان الحاذر الحذر الحازم الحذر الحازم الفاتيك الفاتيك الذي يفاجئ غيره بمكروه او قتل. الفتك قتل الانسان عيانا مجاهرة مع انه يأمن القاتل. وهذا يسمى الفتك. والعرب كانوا فيهم فتاك معروف. الواحد يأتي هو مأمون فيفتك الفتك يقتل مثلا مجاهرة عيانا مع انه وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الاسلام قيد الهتك اسلام قيد الفتك. فلافتك في الاسلام. يقول انه اذا اما فان نومه يكون خفيفا. وان قلبه يكون حاضرا واعيا فله قلب حازم حذر يكلؤه يحفظه اذا نامت عينه ويجعل عينيه ربيئة قلبه. وصفنا الان نوم هذا الرجل. الان سنصف يقظته في اسفاره هذه وترحاله. اذا كان اذا كان يقوان فانه تجعل عينيه ربيئة قلبه. الربيعة جاسوس والعين يتقدم امام القوم ليطلع على غرة من عدوهم. او آآ ليؤمن لهم ما امامهم انهم ليس امامهم وقيل لانه كان آآ اذا آآ سأله رجل آآ عن حاجة اعطاه هرسا ورمحا وقال ان لم تستغفر بهذا فلا اغناك الله لان هذا وسيلة كسب عند العربي وغيرت ويصطاد عنده آآ قوسه وفرسه فهذه اداة عدو فمن عادة الجيش انه يرسل عيونا امامه. وهذه العيون تجوب الارض وتنظر اه هل ترى العدو او تراقبه وتسمى يسمى هذا الرجل اه عينا ويسمى ربيئة ويسمى جاسوسا وهذا معروف حتى بالاسلام النبي صلى الله عليه وسلم ارسل عيونا في غزوة بدر. ارسل بس بس ابن عمرو عدي بن ابي زغباء عينين في غزوة بدر. يقول انه يجعل عينيه ربيئة قلبه اي ينظر طرق فاذا نظر كانت العيون هي ربيئة القلب هي التي تعطي للقلب بالاخبار التي سيبني عليها التصرفات التي سيفعلها هو. فكما ان العين اذا رجع للجيش اخبرها فتصرفوا بحسب ما اخبرهم آآ هذا الربيعة وهذا الجاسوس او العين فكذلك هو ايضا ينظر نظرا حديدا فاذا رأى بعينه تصرف بمقتضى ارادة قلبه بما تمليها عليه تلك النظرات. يجعل عينيه ربيئة قلبه لا سلة سلة مرة من سل السيف يسله. من حد اخلق اي من حد سيف اخلق. صائك اي لازقين بالضريبة اذا ضربها يلزق بها. ويروى باتكي منبتك بمعنى قطع وقالوا بتك الشيء وبتكه قطعه ومنه قول الله تعالى ولامرنهم فليبتكن اذان الانعام. اي يقطعن التبتيك التقطيع الشيئة قطعه. ومنها قول زهير بن ابي سلمى احد حتى اذا ما هوت كف العلام لها طارت وفي كفه من ريشها بتكون ثم استمرت الى الوادي فالجأها منه وقد طمع كفار والحنك بتكون اي قطع. اذا هزه يعني اذا هز هذا السيف في عظم قرن القرن المكافئ. قرنك المكافئ لك. وآآ خسر بان من كان من امثال شمس ابن مالك الى هذا من صعاليك العرب وشجعانهم بحسب ما وصفه تأبط شر فانه لا ينازل الا من كان قرنا لا ينازل الا الابطال الذين هم من عقرانه وامثاله اذا هزه هز هذا السيف في عظم قرن تهللت اي ضحكت نواجذ نواجذ الاضراس او مؤخراتها افواهي جمع فمه افواه جمع فمه. الفم. اه لامه هاء اصله فوه ذلك يصغر على فوه. وآآ يجمع على افواه نواجد افواه المنايا جمع منية وهي الموت الضواحك. يعني انه اذا هز هذا السيف في عظم قرن اي نظير له فان المنية ترضى. فان الموت يرضى بتلك الضربة حتى يضحك الموت حتى يضحك الموت. فتتهلل عند ذلك يضحك الموت حتى تبدو نواجذه. وهذا اعظم ما يبلغ ضحك يقال ضحك فلان حتى بدت نواجذه بدت نواجده هذا اعظم من يعني ان الموت يرضى بضرباته فاذا ضرب رضي الموت حينئذ لانها وقعة ضربه تكون سرورا للموت لانه قد وقع. تهللت نواجذ افواه المنايا الضواحيك يرى الوحشة الانسى الانيسة يقول يرى يعتقد ان الوحشة الخلوة كون الانسان خاليا وحده ويجلس وحده يرى ان هذا هو الانس. الانس ما يأنس به الانسان يدخل عليه السرور من مساو من مسامرة الاخوان والاحبة ونحو ذلك لكن هو انسه في الوحشة والانس الان السيد الذي يؤنسه وهذا من باب التأكيد. مثل قول الله تعالى ويدخلهم ظلا ظليلا. ظلا ظليلا ويهتدي بحيث اهتدت يعني انه خبير في هذه المهام والمفاوز يهتدي فيها كما تهتدي النجوم في افلاكها. كما ان النجم لا يزيغ في طريقه ذاهبا فكذلك هو يفتدي ايضا كما تفتدي النجوم. ويفتدي بحيث اهتدت ام النجوم. ام النجوم قيل فيها انها الشمس لانها عوامها وكله من نجوم المجرة الشوابك اي المشتبكة المتداخلة ويبدو من صفات هذا الممدوح انه كان من صعاليك العرب. وآآ الصعلكة في كلام العربي الفقر. والصعلوك الفقر. في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة بنت قيس رضي الله تعالى عنها حين استشارته حين خطبها معاوية وابي سفيان رضي الله تعالى عنه وابو الجهم ايضا رضي الله تعالى عنه قال اما معاوية فصعلوك لا مال له. صعلوك معناه فكر. كان معاوية صعلوك كان يفكر وقال حاتم ابن عبد الله الطائي غنينا زمانا بالتصعلوك والغنى. فكلا سقاناه كأسيهما الدهر فما زادنا بأوى على ذي قرابة غنان. ولا ازر باحسابنا الفخر. ولا ازرع باحسابنا فقره والسعلوك في السلاح اهل الادب آآ هو الرجل العربي الفقير الذي يتخذ من سيفه وقدمه وسيلة للتكسب والرزق. يمتهن الصيد ولاغارة على العدو ويسمون بالصعاليك والشعراء الصعاليك مشهورون. وكان عروة ابن الورد يسمى عروة الصعاليك قيل بانه كان يجمع يجمعهم في حظيرة وينفق عليهم وكان جوادا من اجواد العرب كما هو معلوم هو يعطيك الاداة بدلا من ان يعطيك طعاما يعطيك اداة ذلك وهي الفرس القوس. وآآ آآ له قصيدة ستأتينا آآ لاحقا ولكن نذكر باتم منها لانه وصف بها آآ احوال الصعاليق قسمهم الى قسمين الى صعلوك استكان لصعلكته وفقره ورضي بالهوان وان يكون خادما للنساء في البيوت والى صعلوك امتهن الغارات والصيد واصبح مخوفا هذا هو الذي روت ابن الوردة انه يستحق ان يعيش عيشة كريمة. يقول صعلوكا اذا جن ليله مصاب الفا كل مجزري يعد الغنى من نفسه كل ليلة اصاب قراها من صديق ميسر. يعين نساء اي ما يستعينه ويمسي طليحا كالبعير المحسر ينام عشاء عليك ليس من من عادتهما النوم في هذا الوقت ثم يصبح ناعسا يحت الحصى عن وجهه المتعفر. ولكن صعلوكا الصحيحة وجهه كضوء القابص المتنور ولكن صعلوكا صفيحة وجهه كضوء شهاب القابسي المتنور مطلا على اعدائه بساحتهم زجر المنيح المشهر اذا بعدوا لا يأمنون اقترابه تشوف اهل الغائب المتنظر فذلك القلبانية يلقاها حميدا وان يستغني يوما فاجدر. وسيأتنا ان شاء الله بعض النصوص من اشعار صعاليكي لاحقا فنقتصر على هالقدر ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك