عن المنكر بحسب الامكان والجهاد في سبيله لاهل الكفر والنفاق فيجتهدون في اقامة دينه مستعينا مستعينين به دافعين مزيلين بذلك ما قدر من السيئات. من السيئات دافعين بذلك ما قد يخاف من ذلك كما يزيل الانسان جوع الحاضر بالاكل ويدفع به الجوع المستقبل. وكذلك اذا ان او حال البرد وكذلك اذا ان اوان البرد دفعه باللباس. وكذلك كل مطلوب يدفعه يدفع به يرى ان لله عليه ان نطيعه لكن رأى ان في الامر تناقضا ويشابه ابليس من الكفرة من يطعنون في شرع الله ويرون في حدوده ظلما ويرون فيها عدم تم موافقة للحكمة وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فان من موديلات الافهام ومزلات الاقدام عدم ضبط العلاقة بين الشرع والقدر وهذا مما افضى بهذه الطائفة التي اشار اليها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الى الضلال فالناس حيال العلاقة بين الشرع والقدر اربعة اقسام القسم الاول هم الذين اقروا بالقدر وانكروا الشرع والقسم الثاني هم الذين اقروا بالشرع وانكروا القدر والقسم الثالث هو الذي اقر بالشرع والقدر وزعم ان بين ذلك تناقضا والقسم الرابع هو الذي اقر بالشرع والقدر على وجه لا تناقض فيه ونبين كل قسم من هذه الاقسام لصلته بما نحن بصدده اما الذين اقروا بالقدر وانكروا الشرع فهم المشركون الذين حكى الله تعالى قولهم سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء فقد اقروا بالقدر وان الله تعالى ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن لكنهم ردوا على النبي صلى الله عليه وسلم امره ونهيه وقد سمى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله هذا الاتجاه باتجاه المشركية من يقابلهم في هذه الامة؟ من من اطباق هذه الامة؟ من اقر بالقدر وانكر الشرع الجبرية الذين منهم الصوفية الذين يتكلم عنهم شيخ الاسلام يزعمون انهم شهدوا الحقيقة الكونية ولم يؤدوا الحقيقة الشرعية فهؤلاء الجبرية اقروا بالقدر وانكروا الشرع اما الطائفة الثانية فقد سماهم لمشابهتهم للمجوس اذ انهم اقروا بالشرع وانكروا القدر رأوا لزوم الامر والنهي ولكنهم زعموا ان الله تعالى لم يقدر افعال العباد وان العبد هو الذي يخلق فعله من الطاعات والمعاصي وسبب تسميتهم بالمجوسية لشبههم بالمجوس. اذ ان المجوس يزعمون ان في الكون اكثر من خالق. فيزعمون ان ثم اله النور يخلق الخير واله الظلمة يخلق الشر ولا يعرض في بني ادم من من اثبت خالقين الا هؤلاء وقد شابههم مجوس هذه الامة وهم القدرية من المعتزلة بان زعموا بان العبد يخلق فعل نفسه فاثبتوا عدة خالقين مع الله. اذ انهم انكروا ان يكون الله يخلق طاعة العبد ومعصيته فسمى شيخ الاسلام هؤلاء الذين اقروا بالشرع وانكروا القدر سماهم مجوسية لمشابهتهم للمجوس اما الصنف الثالث فقد سماهم ابليسية سماهم ابليسية. لم لان ابليس قد اقر بالشرع والقدر لكن زعم ان بينهما تناقضا قال ااسجد لمن خلقت طينا وهو مقر لله تعالى بانه خالق. ولكنه معترض على الله تعالى بامره اياه بالسجود مع انه يوجد من ادعياء الاسلام او من الملاحدة من يطعن في الشريعة كقول احدهم بخمس مئين عسجد وديت ما بالها قطعت في ربع دينار ارأيتم كيف ينثر شكوكه؟ يقول يد بخمس مئين عسجد وديت. اذ ان دية ما فيه في الانسان شيئا كاليدين نصف الدية. خمسمئين خمسمئة خمسمئة دينار فهذه ديتها ما بالها قطعت في ربع دينار اذ ان نصاب السرقة ربع دينار او قيمة مجان فرد عليه بعض اهل العلم فقال عز الامانة اغلاها انزلها ذل الخيانة فافهم حكمة الباري. او كما قال فهؤلاء يقال لهم ابليسية. اما الذين هدوا الى الطيب من القول فهم اهل السنة والجماعة فقد اقروا لله تعالى بالقدر السابق وعلموا ان الله خالق كل شيء. وانه لا يتحرك متحرك ولا يسكن ساكن الا بعلم سبحانه وكتابته ومشيئته وخلقه واقروا بشرع الله فعلموا ان لله ان يأمر وينهى على السنة انبيائه ورسله. وانه لا يخرج عن امره ونهيه احد من الخلق ولما كان الامر كذلك كان اهل السنة هم الموفقون في هذا السبيل الذين انضبطت لهم النصوص فلم يصطدم بعضها ببعض واما هؤلاء الذين تكلم عنهم الشيخ رحمه الله من ظلال الصوفية الذين يزعمون شهود الحقيقة الكونية فانهم لم يرفعوا رأسا الاوامر والنواحي لم يرفعوا رأسا بالاوامر والنواهي. وهان عليهم امر الامر والنهي. وصار اذا وقع شيء من الموبقات والذنوب نظروا اليها بعين القدر ولم ينظروا اليها بعين الشرع ونحن مأمورون يا ايها الكرام. ويا ايتها الكريمات ومن بلغ ان ننظر بعين الشرع والقدر. فننظر بعين القدر الى ما مضى وننظر بعين الشرع الى ما نستقبل الشيء الذي تبين فيه قدر الله عز وجل نرضى ونسلم. والشيء الذي نستأنفه ولا نعلم ما الله قاض فيه ننظر اليه بعين الشرع وهذا هو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف. وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. هذه خطة المستقبل احرص على ما ينفعك. واستعن بالله ولا تعجز واما خطة الماضي او اه النظرة الى الماضي ولا تقل لو اني فعلت كذا كان كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فان لو تفتح عمل الشيطان ولما كان هؤلاء اعني الصوفية الجبرية لا يرفعون رأسا بالاوامر والنواهي لم يحتفوا بامر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو مدافعة للامور الواقعة او المتوقعة بمقتضى شرع الله عز وجل. لكن القوم لم يفقهوا هذه الحقيقة. ولذلك هان عليهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وانتشرت في بيئاته حيث يكثرون انتشرت المعاصي والفجور والعهر وغير ذلك من انواع الموبقات والهوا انفسهم بزخرف القول وبهرج وبهرج العمل. فتجدهم يقولون كلاما مزخرفا موهما ويعملون اعمالا من اقامة الحضارات والاناشيد والسماع وغير ذلك يصلون بل يخدعون به انفسهم عن موافقة الشرع هذا هو كيد الشيطان في حق هؤلاء. فلذلك عقد الشيخ بعد ذلك فصلا يتعلق بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر لصلته بما بهذه المسألة. فقال رحمه الله استعن بالله بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى. بهدى اما بعد. قال المؤلف رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والمسلمين. وكذلك قلوب العباد يجب على العبد فيها ان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بحسب قدرته. ويجاهد في سبيل الله الكفار والمنافقين يوالي اولياء الله ويعادي اعداء الله. ويحب في الله ويبغض في الله. كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي اولياء تلقون اليهم بالمودة. الى قوله قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه. اذ قالوا لقومهم ان منكم ومما تعبدون ومما تعبدون من دون الله. كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا. حتى لا تؤمنوا بالله وحده. وقال تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر. يوادون من حاد الله ورسوله. الى قوله اولئك في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه. وقال تعالى فنجعل المسلمين كالمجرمين. وقال ام نجعل الذين امنوا هو عملوا الصالحات كالمفسدين في الارض ام نجعل المتقين كالفجار. وقال تعالى ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم سام يحكمون. وقال تعالى وما يستوي الاعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور. وما يستوي الاحياء ولا الاموات. وقال تعالى ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون رجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا؟ وقال تعالى ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء الى قوله بل اكثرهم لا يعلمون وضرب الله مثلا رجلين احدهما هذا في الواقع اختصار مخل لانه لا يتبين الا بالذكر بان الله تعالى ضرب مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ثم قال وضرب الله مثلا رجلين احدهما ابكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه. اراد الشيخ رحمه الله بسياق هذه الايات اظهار التقابل التفرقة بين المؤمنين والكفار والابرار والفجار ردا على من سوى بينهم ولهذا ذكر قوله افنجعل المسلمين كالمجرمين؟ ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض؟ ام نجعل المتقين كالفجار ثم فرق بين الذين اجترحوا السيئات وانه لا يمكن ان يجعلهم الله كالذين امنوا وعملوا الصالحات مراد الشيخ رحمه الله بسوق هذه الاية ان يبين ان مبنى الشريعة على المفاضلة والتمييز بين من التزم بالشرع والامر والنهي ومن نقص عن ذلك وهذا هو ما لم يفقهه هؤلاء الذين يدعون شهود الحقيقة الكونية. فالناس عندهم سواء لان الناس عندهم سائرون بمقتضى الارادة الكونية فلما كان الامر كذلك رأوا في الطائع والعاصي والبر والفاجر مظهرا لربوبية الله تعالى ولم يلحظوا المعنى الاخر الذي مايز الله تعالى به بين المؤمنين والكفار لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله وحكى الله وتعالى ايضا حال ابراهيم ومن معه. اذ قالوا لقومهم انا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم. وعلى قانون هؤلاء المتصوفة لا فرق بين ابراهيم وبين قومه الذين عادوا. اذ ان الذين عادوه انما هم قد شهدوا اه الحقيقة الكونية فعندهم انهم سواء ولذلك حيث ينتشر هؤلاء ويكثرون. لا كثرهم الله ينطفئ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وينكس علم الجهاد. فكلما فشوا في الامة في جميع مراحلها التاريخية. وكثرت الطرق الصوفية نشروا بين الناس الوهن وخبى العلم واه انطفأ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وانحسر الجهاد في سبيل الله وسقطت خيرية هذه الامرة هذه الامة من الدعوة الى الله. لماذا؟ لانهم اطفئوا نور الله الذي هو حافز للقيام بهذه الواجبات الشرعية بدعوى انهم يشهدون الحقيقة الكونية. هذه افتهم هذه محنتهم فلذلك اه ساق الشيخ هذه الايات في بيان التقابل وتمييز الله تعالى بين فريقين. الى ان قال الى قوله بل اكثرهم لا يعلمون وضرب الله مثلا رجلين احدهما ابكم لا يقدر على شيء ابكم. وانتهى لانها لا تنوه لا تنصرف الى قوله وهو على صراط مستقيم. وقال تعالى لا يستوي اصحاب النار واصحاب الجنة. اصحاب الجنة هم الفائزون. ونظائر ذلك مما يفرق الله فيه بين اهل الحق والباطل واهل الطاعة واهل المعصية. واهل البر واهل الفجور واهل الهدى والضلال للغي والرشاد واهل الصدق والكذب. فمن شهد الحقيقة الكونية دون الدينية. سوى بين هذه بين هذه الاجناس مختلفة التي فرق الله بينها غاية التفريق. حتى يؤولوا به الامر الى ان يسوي الله بالاصنام. كما قال تعالى عنهم تالله ان كنا لفي ضلال مبين. اذ نسويكم برب العالمين. بل قد ال الامر بهؤلاء الى ان سووا الله بكل موجود وجعلوا لا يستحقه من العبادة والطاعة حقا لكل موجود. اذ جعلوه هو وجود المخلوقات. وهذا من اعظم الكفر والالحاد بالعباد وهؤلاء يصيبهم الكفر الى انهم لا يشهدون انهم عباد لا بمعنى انهم معبدون ولا بمعنى انهم عابدون. اذ يشهدون انفسهم هي الحق كما صرح بذلك طواغيتهم كابن عربي. صاحب الفصوص وامثاله من الملحدين المهترين كابن سبعين. وامثاله ويشهدون انهم هم العابدون والمعبدون. وهذا ليس بشهود لا كونية ولا دينية بل هو ضلال وعمى عن شهود الحقيقة الكونية. حيث جعلوا وجود الخالق هو وجود المخلوق وجعلوا كل وصف مذموم وممدوح نعتا للخالق والمخلوق. اذ وجود هذا هو وجود هذا عندهم لله دره رحمه الله في معرفته بمقالات الناس ومعرفة مآلاتها فان هؤلاء الذين ادعوا شهود الحقيقة الكونية وانصرفوا عن الحقيقة الشرعية ال بهم الامر الى عدم التمييز بين المؤمنين والكفار وبين الابرار والفجار وعدم تعظيم الامر والنهي. بل اعتبروا ان كل ما يجري في هذا الكون انه مظهر عبادة الله تعالى وبالتالي فلا موجب لامر بمعروف ودعوة الى الله وتعليم علم ولا لانكار منكر ولا لدب عن عن الدين بل كل ما يجري في هذا الكون كله مقبول وكله سائغ هذا هو ما ال اليه آآ مذهب هؤلاء الجبرية آآ الذين شابوا ايضا مذهبهم بالفلسفة الباطنية. وال بهم الى القول باكثر العقائد وهي عقيدة وحدة الوجود. اذ انهم زعموا ان الله تعالى منبثهم في هذا الكون وان اه وجوده وان الموجود هو الموجد. وان الخالق هو المخلوق تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا وهم يموهون باطلهم هذا بتمويهات وتأويلات تنطلي على السذج من الناس لكنها لا لا يمكن ان ان ان تسلك وان آآ تمر على آآ العالمين بالله ولهذا قال الشيخ رحمه الله بل قد قال بل قد ال الامر بهؤلاء الى ان سووا الله بكل موجود وجعلوا ما يستحقه من العبادة والطاعة حقا لكل موجود. هذه عقيدة وحدة الوجود. التي قال بها ابن عربي وابن الفارظ وابن سبعين. يقول ابن عربي على سبيل المثال يقول لقد كنت قبل اليوم انكر صاحبي. اذا لم يكن اذا لم يكن ديني لقد كنت قبل اليوم انكر صاحبي اذا لم يكن ديني لدينه داني او لعلي فيها آآ خلل اه اذا لم يكن ديني من دينه داني نحو هذا الكلام قال اصبحت يعني قابلا لكل عبادة ولكل دين اه فطورا تراني في المساجد راكعا واني طورا في الكنائس راكع وكذا قال ابن الفارظ يقول العبد رب والرب عبد يا ليت شعري من المكلف الى غير ذلك من الاشعار التي يقف لها شعر الرأس وتقشعر منها الابدان اه قال وهؤلاء يصل بهم الكفر الى انهم لا يشهدون انهم عباد. لا بمعنى انهم معبدون ولا بمعنى انهم عابدون. صحيح. نحن قد قد ذكر الشيخ انفا ان العبد اما ان يكون عبدا معبدا او ان يكون عبدا عابدا العبد المعبد هو الذي يقر بالربوبية فقط. والعبد العابد هو الذي يقر بالربوبية والالوهية اما هؤلاء والعياذ بالله فقد خرجوا حتى من جميع الوصفين خرجوا من جميع الوصفين وصاروا والعياذ بالله الى حال يرون انفسهم انهم هم العابد والمعبود في ان واحد وهذا اكثر الكفر ولذلك سوغوا جميع الاديان كما ذكرنا انفا اه في ابيات ابن عربي فانه قد سوغ جميع الاديان يقول فيها فمرعى لغزلان ودير لرهبان والواح توراة وكعبة طائف وانجيل وانجيل رهبان ومصحف القرآن ادين بدين الحب انى توجهت. ركائبه فالحب ديني وايماني. فعنده ان اليهودية والنصرانية وسائر والاديان كلها صواب وكلها حق. وكلها تؤدي الى الله ولا فرق بين هذا وهذا وقال في بيت الله يقول عقد الخلائق في الاله عقائدا. وانا اعتقدت جميع ما اعتقدوه هذا هو مؤدى هذا المذهب الخبيث الذي لا يفرق بين الحقيقة الكونية والحقيقة الشرعية. فصاحب الخصوص اراد بها كتاب اسمه فصوص الحكم وهو في الحقيقة فصوص الظلمات والباطل لابن عربي قال وامثاله الملحدين المفترين كابن سبعين وامثاله. هؤلاء حاولوا ان يصلوا بزعمهم الى درجة النبوة. فلما لم يقع لهم مرادهم ادعوا ان الولاية اعلى رتبة من النبوة وعظموا من شأن الولاية وادعواها وهم ابعد الناس عن ولاية الله تعالى وبعد ان ذكر الشيخ رحمه الله هذا الباطل وما يترتب عليه وما يتفرع عنه من الكفر العظيم انتقل بعد ذلك الى بحال المؤمنين فقال واما المؤمنون بالله ورسوله عوامهم وخواصهم الذين هم اهل الكتاب. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان لله اهلين من الناس قيل من هم يا رسول الله؟ قال اهل القرآن هم اهل الله وخاصته. فهؤلاء يعلمون ان الله رب كل شيء وخالقه وان الخالق سبحانه مبال للمخلوق. ليس هو حالا فيه ولا متحدا به. ولا وجود وجوده والنصارى كفرهم الله بان قالوا بالحلول والاتحاد بالمسيح خاصة فكيف من جعل ذلك عاما في كل مخلوق ويعلمون مع ذلك ان الله امر بطاعته وطاعة رسوله. ونهى عن معصيته ومعصية رسوله. وانه لا يحب الفساد ولا يرضى لعباده الكفر وان ولا يرضى لعباده الكفر. وان على وان على الخلق ان يعبدوه فيطيعوه امره ويستعين به على ذلك كما قال اياك نعبد واياك نستعين ومن عبادته وطاعته الامر بالمعروف والنهي مكروه كما قال كما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ارأيت ادوية نتداوى بها ورقى نسترقي بها تقاتا نتقي بها هل ترد من قدر الله شيئا؟ فقال هي من قدر الله وفي الحديث ان الدعاء والبلاء ليلتقيان فيعتلجان بين السماء والارض. فهذا حال المؤمنين بالله ورسوله العابدين وكل ذلك من العبادة. وهؤلاء الذين هذه القطعة هذه القطعة التي اه اه تليت انفا هي بياني حقيقة العبودية عند المؤمنين. وان المؤمنين اقروا لله تعالى بالربوبية فعلوا فعلموا بانه هو الخالق الرازق المالك المدبر من له الامر وعلموا ايضا ان الله سبحانه وتعالى فوق سماواته مستو على عرشه بائن من خلقه ليس حالا في شيء من خلقه ولا شيء من خلقه حال فيه خلافا لما يدعيه هؤلاء الحلولية او القائلين بالاتحاد العام او الاتحاد الخاص فان الحلولية وجدت في هذه الامة كما وجدت في الامم السابقة. فقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان من قبلكم حذو القدة بالقدة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. ومن ذلك ان النصارى ادعت قلول الله تعالى في المسيح. فوجد في هذه الامة من يدعي الحلول الخاص والحلول العامة وجد من اه هؤلاء الزنادقة من يزعم ان الله قد حل فيه. حتى لبس احدهم جبة وقال ما في الجبة الا الله يعني نفسه والعياذ بالله وجد من يقول بالحلول العام وهو ان الله في حال في جميع الامكنة كما قالت ذلك حلولية الجهمية حينما يكون الله في كل مكان تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. يعتقد اهل السنة والجماعة ما سمعتم فيما يتعلق بالمعرفة والاثبات ان الله تعالى هو الخالق لا خالق سواه المالك لا مالك سواه المدبر لا مدبر سواه وان له الاسماء الحسنى والصفات في العلا ومن صفاته ان له العلو المطلق بذاته. كما له العلو المطلق بصفاته ثم هم لا يقتصرون على هذا المقدار. بل يضيفون اليه ما يستلزمه من وجوب عبادته سبحانه بل افراده بالعبادة فيعبدون الله وحده عبادة قلبية بالحب والخوف والرجاء وعبادة بدنية بالركوع والسجود والقيام والقعود والطواف والسعي واماطة هذا عن الطريق وعبادة مالية بالصدقة والزكاة وانواع النفقات وعبادة قولية لسانية بالذكر والدعاء. والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهكذا. فجمعوا بين في بين توحيد الله تعالى بالمعرفة والاثبات وتوحيده بالقصد والطلب. وكان من فروع هذه العبادة عظيمهم للامر بالمعروف والنهي عن المنكر. لانهم لما حملوا انفسهم على عبادة الله رأوا لزاما ان يحملوا غيرهم على ذلك ايضا ولما زجروا انفسهم عن معصية الله رأوا لزاما ان يزجروا غيرهم عن معصية الله ولهذا قال الله تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس. تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله. قال ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون. اما اولئك الصوفية فقد اماتوا الدين اماتهم الله. وجعلوا في الزوايا والتكايا التي اصطنعوها لانفسهم واووا اليها يزعمون انهم متوكلين وهم يعيشون على فتات الموائد وصدقات الناس يزعمون لانفسهم الولاية والكشف والذوق وغير ذلك من المصطلحات التي آآ زجوا بها في عقول الناس وصاروا يتظاهرون بالصلاح ويصدقهم العامة والبسطاء والسذج ويعتقدون فيهم ولاية وخصوصية وربما طلبوا منهم الدعاء وربما توسلوا بهم الى الله تعالى. وهم ابعد الناس عن ذلك. فان اقرب الناس الى الله سبحانه وتعالى على الذين يرجون رحمته ويخافون عذابه فهذا هو ما ال اليه حال كثير وللاسف من عامة المسلمين في كثير من البلدان فنتج عن ذلك انحسار الاسلام انكفاء الناس على الذنوب والمعاصي والشهوات ظنا بان الدين يتمثل في هؤلاء الاشياخ المزعومين نعم وهؤلاء الذين يشهدون الحقيقة الكونية وهي ربويته تعالى لكل شيء ويجعلون ذلك مانعا من اتباع امره الديني الشرعي على مراتب في الضلال. فولاتهم يجعلون ذلك مطلقا عاما. فيحتجون بالقدر في كل ما يخالفون فيه الشريعة وقول هؤلاء شر من قول اليهود والنصارى وهو من جنس قول المشركين الذين الذين قالوا سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء. وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم. وهؤلاء من اعظم اهل الارض تناقضا بل كل من احتج بالقدر فانه متناقض. فانه لا يمكن ان يقر كل ادمي على ما فعل. فلابد اذا ظالم او ظلم الناس ظالم وسعى في الارض بالفساد. واخذ يسفك دماء الناس ويستحل الفروج ويهتك الحرث والناس ونحو ذلك من انواع الضرر الضرر التي لا قوام للناس بها. ان يدفع هذا القدر وان يعاقب الظالم بما يكف عدوان امثاله. فيقال له ان كان القدر حجة فدع كل احد يفعل ما ينشأ بك وبغيرك وان لم يكن حجة بطل اصل قولك حجة. واصحاب هذا القول الذي وان لم يكن حجة بطل اصل قولك ان حجة وان لم يكن حجة بطل اصل قولك ان القدر حجة. واصحاب هذا القول الذين يحتجون بالحقيقة الكونية لا يطردون هذا القول ولا يلتزمونه وانما هم بحسب ارائهم واهوائهم. كما قال فيهم بعض العلماء انت عند الطاعة وعند المعصية جبري اي اي مذهب وافق هواك ما ذهبت به؟ نعم الشيخ الان آآ بصدد بيان مراتبهم وانواعهم يعني اولئك الجبرية فذكر عامتهم وهم غلاتهم في الواقع قال غلاتهم يجعلون ذلك مطلقا عامة فيحتجون بالقدر في كل ما يخالفون فيه الشريعة يعني مهما ارتكبوا من الموبقات وتركوا من الطاعات. فانهم يدعون ان ذلك ناتج عن شهودهم الحقيقة الكونية ومن قرأ في طبقات الشعراني وجد عجبا عجابا للشعراني كتاب اسمه طبقات الصوفية او اه فهذا الكتاب حكى فيه من الامور المستبشعة ما تشين الاسلام واهله والاسلام منها براء حتى انه ليترجم لاقوام يزعم انهم اولياء فيصفهم بانهم يشربون الخمر وانهم يأتون الذكران وانهم يطؤون البهائم ويقول هؤلاء اولياء خيبك الله كيف يكون هؤلاء اولياء وهم يعصون امر الله ويجترحون السيئات. يقول هؤلاء لهم سر عند الله واذا رأوا رجلا رثا رث الهيئة يسيل لعابه على فمه من المجذوبين والمجانين قالوا لا لا ما يدريكم قد يكون هذا من الاقطار قد يكون من او تاج ربما كان هذا من اولياء الله سيارين في الارض ويعظمونه وهو لا يعدو ان يكون مجنونا مجذوبا له حال عقلية. هكذا تلاعب الشيطان بعقولهم. واذا رأوا احدا لا يعرفون عظموه وبجلوه وقالوا ربما يكون الخطر وانتم لا تعلمون. لانهم يعتقدون ان الخضر لم يمت. ولا ريب ان الخضر قد مات كما يموت بني بنو ادم فان النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج على اصحابه ليلة في اخر عمره فقال لهم ارأيت ارأيتكم ليلتكم هذه فانه على رأس مئة سنة منها لا يبقى على وجه الارض نفس منفوسة. فلو قدر ان الخضر كان معمرا لكان اتمنى ان يكون قد مات بعد مئة سنة من مقالة النبي صلى الله عليه وسلم هذا على ابعد تقدير. والا فالاصل انه يموت كما يموت الادميون. كل نفس ذائقة الموت والقصد ان هؤلاء يسوغون لانفسهم ارتكاب الفروج المحرمة واكل الاموال بالباطل وشرب الخمور والزنا والفجور بدعوى شهود الحقيقة الكونية قال الشيخ عنهم وهم متناقضون متناقضون لماذا؟ لانهم لا يستدعون هذه الدعوة وهي شهود الحقيقة الكونية الا فيما يشتهون ويرغبون. واما ما لا يعجبهم ولا يروق لهم فانهم لا يقرون بذلك فتجد مثلا ان احدهم اذا وقع عليه عدوان من ظلم او اخذ مال او غير ذلك انتفخ سحره دب عن نفسه واخذ يطالب في كل سبيل. لم لا تقل هذا قدر الله تستسلم لامر الله. لا يقبلون بذلك فهذا من تناقضهم فلا بد لهم من ذلك ولما رفع سارق الى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وامر بقطع يده قال ذلك السارق محتجا بهذه الحجة وهذه شبهة قال يا امير المؤمنين مهلا انما سرقت بقدر الله. فقال له عمر وما ادراك ما عمر؟ قال ونحن نقطع يدك بقدرك ونحن نقطع يدك بقدر الله. لم تنطلي عليه هذه الشبهة. بل بل يقطع يده بقدر الله وبشرع الله فهم متناقضون قطعا اه وقد بين الشيخ رحمه الله ان الله تعالى ركب نظام الخليقة على فعل الاسباب اليس احدنا اذا اشتد البرد لبس الملابس الدافئة واذا اصابه الحر تخفف منها واذا آآ ابتلي بمرض بحث عن الدواء. كل هذه اسباب ركبها الله تعالى في نظام الكون. وجميع العقلاء يأخذ بها. والنبي صلى الله عليه وسلم اقرها وقال تداووا يا عباد الله فما انزل الله من داء الا وانزل له دواء. فالله الذي اوجد الاسباب الحسية هو الذي اوجد الاسباب الشرعية فكما انك اه تتذرع بالاسباب الحسية لبلوغ مرادك فاعلم ان تم اسباب شرعية توصل الى مرض الله وتحقق محابه ثم قال ومنهم ومنهم ومنهم صنف يدعون التحقيق والمعرفة. فيزعمون ان الامر والنهي لازم لمن شهد لنفسه فعلا له صنعا. واما من شهد ان افعاله مخلوقة. او انه مجبور على ذلك. وان الله هو المتصرف فيه كما كما تحرك سائر المتحركات. فانه يرتفع عنه الامر والنهي والوعد والوعيد. وقد يقولون من شهد الارادة عنه التكليف ويزعم ويزعم احدهم ان الخضر سقط عنه التكليف بشهوده الارادة فهؤلاء لا يفرقون بين العامة خاصة الذين شهدوا الحقيقة الكونية فشهدوا ان الله خالق افعال العباد. وانه يدبر جميع الكائنات وقد يفرقون بين من يعلم ذلك علما. وبين من يراه شهودا فلا يسقطون التكليف عمن يؤمن بذلك اعلموا فقط ولكن عمن يشهده فلا يرى لنفسه فعلا اصلا. وهؤلاء لا يجعلون الجبر لا يجعلون الجبر القدر مانعا من التكليف على هذا الوجه. وقد وقع اذا هذا لون اخر من الوان هؤلاء الضلال اخص من الاول فالاول فالاولون يطردون ذلك اه في جميع الامور. اما هؤلاء منهم فهم يقولون ان هذه الامتيازات ان صح التعبير ان هذه الامتيازات وهي سقوط الاوامر والنواهي انما تصلح لمن شهد في نفسه هذا المقام بمعنى انها ليست لكل احد ولكن من راظ نفسه وعسفها وترقى بها وسمى بها الى احوال حتى وصل الى درجة من المقامات اه يعلم من نفسه انه قد شهد الحقيقة الكونية فانه يسقط عنه ذلك. اما من لم يحصل له ذلك العلم وهذا الشهود فان التكاليف والامر والنهي آآ تمشي فيه وتمضي عليه. ومعلوم بطلان هذا القول فانه لا احد افضل عند الله من الانبياء وهم كانوا من اعظم الناس التزاما بالامر والنهي وطاعة رب العالمين. فلو كانت هذه المرتبة من المراتب التي ويسعى اليها لكان احق الناس بها. ابراهيم عليه السلام في الاولين ومحمد بن عبدالله في الاخرين. وقد قال الله تعالى ومن دينا ممن اسلم وجهه لله واتبع ملة ابراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا فهذا من تلاعب الشيطان بهم. وقد وقع في هذا طوائف من المنتسبين الى التحقيق والمعرفة والتوحيد. وسبب ذلك كأنه ضاق نطاقهم عن كون العبد يؤمر بما يقدر عليه. بما يقدر عليه بما يقدر عليه كما ضاق نطاق المعتزلة. ونحوهم من القدرية عن ذلك. ثم المعتزلة اثبتت الامر والنهي الشرعيين دون القضاء والقدر الذي هو ارادة الله العامة. وخلقه لافعال العباد وهؤلاء اثبتوا القضاء والقدر ونفوا الامر والنهي في حق من شهد القدر اذ لم اذ لم يمكنهم نفي اذ لم يمكنهم نفي ذلك مطلقا. وقولها هنا شر من قول المعتزلة. ولهذا لم يكن في السلف من هؤلاء احد وهؤلاء يجعلون الامر والنهي. للمحجوب. نعم هذه مقارنة بين صنفين بين من اثبت القدر وانكر الشرع وهم الجبرية وبين من اثبت الشرع وانكر القدر وهم المعتزلة وكلا الطائفتين على ضلال لكن الشيخ رحمه الله بين ان المعتزلة خيرا منهم. وقد ذكر ذلك ايضا في التدميرية وفي مواضع من كتبه. اذ المعتزلة عندهم شبهة وهي انه كيف يقدر الله تعالى الامر على العبد؟ او كيف يأمر الله تعالى العبد بامر وقد قدر عليه عليه خلافه. هذه محنته وهذه شبهتهم فلذلك عظموا الامر والنهي الذي تتحقق به العبادة ولكنهم انكروا القدر. ولا شك ان هذا امر عظيم فانه ان فروا من شيء ووقعوا في شيء اخر فروا من وصف الله بالظلم فوقعوا في وصف الله بالعكس تأملوا معي المعتزلة قالوا لا يمكن ان الله تعالى يقدر على العبد شيئا ويأمره بخلافه لا يمكن ان يأمر الله العبد بشيء وهو قد قدر عليه خلافه. هذا سيكون ظلما ولكن هذا لا يتم لهم لماذا لان العبد لا يعلم بقدر الله عليه الا بعد صدور الفعل منه العبد لا يعلم بقدر الله عليه هل سيطيع؟ وهل سيعصي؟ الا بعد ان تقع منه الطاعة والمعصية وهو قبل وقوع الطاعة او المعصية قد اوتي من الادوات والالات القدرات ما يمكنه من الفعل هو ابى وعصى فقد ابى وعصى عن بينة. فكان مستحقا شرعا وعقلا للعقوبة وبالتالي لا يتم لهم الاحتجاج بالقدر ولما حملتهم هذه الشبهة التي عبر الشيخ قال ضاق عنها نطاقهم ما استوعبوها والمجنون ثم قال فمن لم يعرف ذلك عرفه وبين له. فان اصر على اعتقاد سقوط الامر والنهي فانه يقتل. الله انظر هذا الوضوح الشيخ رحمه الله يقول فمن لم يعرف ذلك عرفه حملهم ذلك على ان يقولوا ان الله تعالى لم يقدر المقادير قدماؤهم وهم غلاة القدرية اه معبد الجهني وغيرهم الذين ظهروا في اواخر عهد الصحابة كان يقول قائلهم الامر مستأنف على الله. الله امر ونهى ولكنه لا يعلم من سيطيعه ومن سيعصيه. ولم يكتب ذلك في اللوح المحفوظ ولم يشأ من العباد ولم يخلقه هؤلاء ولاة القدرية انكروا مراتب القدر الاربع ولما كانت مقالتهم شنيعة اذ تتضمن وصف الله بالجهل انقرضت او قلت حتى جاء المعتزلة فاعادوا اخراجها بطريقة اهون فقالوا كلا بل قد علم من ويعصيه وكتب ذلك في اللوح المحفوظ لكنه لم يشأ ذلك منهم ولم يخلق بمعنى انهم اثبتوا العلم والكتابة وانكروا المشيئة والخلق مع ان الله تعالى قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وقال سبحانه الله خالق كل شيء والله خلقكم وما تعملون فضاق عطنهم وضاق نطاقهم عن تصور ان يقدر الله تعالى الاشياء منذ الازل يعطي العباد القدرة على الكسب والاكتساب لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت وسر هذا الذي يزيل عنك الاشكال ان تعلم ان العبد لا يعلم بقدر الله عليه الا بعد صدور الفعل منه وهو قبل صدور الفعل منه قد بين له الحق والباطل والامر والنهي واعطي الادوات والقدرات التي تمكنه من الفعل او الترك وقيل له ان فعلت كذا فانت غانم وان فعلت كذا فانت غارم فاذا اتى ما يحبه الله تعالى فهو قد كسب. واستحق الثواب. واذا اتى ما يسخط الله تعالى فهو مكتسب للاثم مستحق للعقاب. تأمل اما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى اذن العبد نفسه اعطى واتقى وصدق. والله يسره والعبد نفسه بخل واستغنى وكذب والله يسره ولهذا اذا قيل لك هل العبد مسير ام مخير؟ فلا تقل مسير باطلاق ولا تقل مخير باطلاق. وانما قل ميسر فان هذا هو التعبير الذي لا مثيل له ولا يعدله شيء هو التعبير القرآني وهو التعبير النبوي التعبير القرآني فسنيسره لليسرى. فسنيسره للعسرى. والنبي صلى الله عليه وسلم لما قال لاصحابه حين ارادوا دفن جنازة ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من الجنة او النار فقالوا يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع العمل قال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له فهذه الكلمة لا يوازيها شيء في التعبير وهي كلمة ميسر طيب اذا قارن بين الجبرية والمعتزلة وقال ان قول هؤلاء يعني الجبرية شر من قول المعتزلة شر من قول المعتزلة ولهذا لم يكن في السلف من هؤلاء احد ثم قال وهؤلاء يجعلون الامر والنهي للمحجوبين. الذين لم يشهدوا هذه الحقيقة الكونية. ولهذا يجعلون من وصل الى لا شهود هذه الحقيقة يسقط عنه الامر والنهي. وصار من الخاصة وربما تأولوا على ذلك قوله تعالى اعبد ربك حتى يأتيك اليقين. يعني جعلوا اليقين مقام ومرتبة في مدارج السالكين والحق ان اليقين هو الموت. يعني اعبد ربك الى ان تموت. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين فهم تأولوا هذه الاية من عند انفسهم وزعموا ان المراد باليقين مرتبة تبلغ بالرياضة والمجاهدة ونحو ذلك ثم قال وجعلوا اليقين هو معرفة هذه الحقيقة وقول هؤلاء كفر صريح. واذ وقع فيه طوائف لم يعلموا انه كفر فانه قد علم بالاضطرار من دين الاسلام ان الامر والنهي لازم لكل عبد ما دام عقله حاضر الى ان يموت كان عقله حاضرا ما دام عقله حاضرا الى ان يموت لا يسقط عنه الامر والنهي لا بشهود القدر ولا بغير ذلك فمن لم يعرف ذلك عرفه لا شك ان العقل منه التكليف العقل مناط التكليف والعقل شرط في كل عبادة من العبادات لا بد فيها. اللهم الا مسألة واحدة وهو تعلق الزكاة بمال المجنون تعلق الزكاة بمال المجنون لانها في الواقع حق لله وحق للفقير فلما تعلق بها حق الفقير كان القول الراجح وجوب اخراج الزكاة من مال المجنون ومن مال الصبي واما ما سوى ذلك من العبادات فلا بد فيه من العقل. فلو جن انسان لسقطت عنه الصلاة لا تقضى ولو لسقط عنه الصيام فلا يصام ولا يطعم عنه ايضا اختلال العقل وسقط عنه الحج وهكذا ان هي الا مسألة واحدة وهي ايضا مسألة خلافية. وهي تعلق الزكاة في مال الصبي والمجنون. والراجح وجوبها في مال الصبي من لم يعرف هذا وان الامر والنهي لا يسقط عن كائن من كان الا بزوال العقل عرفه حتى تتوفر الشروط وتنتفي الموانع. وبين له. فان اصر على اعتقاد سقوط الامر والنهي فانه يقتل لانه خرج عن ملة الاسلام وهذا امر واضح لانه اعفى نأى نفسه من اتباع الرسول فلهذا كان آآ حقه القتل ردة. نعم وقد كثرت مثل هذه المقالات. وقد كثرت مثل هذه المقالات في المستأخرين. واما المستقدمون من هذه الامة فلم تكن هذه المقالات معروفة فيهم. وهذه المقالات هي معروفة خبر كان معروفة فيهم وهذه المقالات هي محادة لله ورسوله. ومعاداة له وصد عن سبيله ومشاقة له. وتكذيب لرسله ومضادة كن له في حكمه. وان كان من يقول هذه المقالات قد يجهل ذلك ويعتقد ان هذا الذي هو عليه هو طريق توفيق الرسل وطريق اولياء الله المحققين. وهو في ذلك بمنزلة من يعتقد ان الصلاة لا تجب عليه الاستغناء بما حصل له من الاحوال القلبية. او ان الخمر حلال له لكونه من الخواص الذين لا يضرهم شرب الخمر او ان الفاحشة حلال له. لانه صار كالبحر لا تدركه الذنوب. لا تكد لا تكدره الذنوب ونحو ذلك. ولا ريب ان المشركين الذين كذبوا الرسل يترددون بين البدعة المخالفة لشرع الله. وبين بالقدر على مخالفة امر الله. فهؤلاء الاصناف فيهم شبه من المشركين. اما ان يبتدعوا واما ان يحتج بالقدر واما ان يجمعوا بين الامرين كما قال تعالى عن المشركين. واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها انا والله امرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء. اتقولون على الله ما لا تعلمون. وكما قال تعالى عنهم سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء. وقد وقد ذكر عن المشركين وقد ذكر وقد ذكر عن المشركين ما ابتدعوه من الدين. الذي فيه تحليل الحرام والعبادة التي لم يشرعها التي لم يشرعها الله التي لم يشرعها الله بمثل قوله تعالى وقالوا هذه انعام وحرث وحرف حجر لا يطأ الا من نشاء بزعمهم وانعام حرمت ظهورها وانعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه. الى اخر السورة. وكذلك ذلك في سورة الاعراف في قوله يا بني ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة. الى قوله واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا والله امرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء الى قوله قل امر ربي بالقسط فاقيموا وجوهكم عند كل مسجد. عجيبة! يعني قوله الى قوله مع انه آآ قد وصل اخر الاية قل ان الله لا يأمر بالفحشاء اتقولون على الله ما لا تعلمون؟ قل امر ربي بالقسط نعم وهذا هذا يحمل ترى على انه من تصرف النساخ ان النسخ احيانا اذا نقلوا ينقلون آآ بعض اشياء ويتصرفون باختصار الايات والا فيبعد ان شيخ الاسلام لما بقي ثلاث كلمات الى قوله الى قوله وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين. قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق الى قوله قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطان وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. وهؤلاء قد يسمون قد يسمون ما احدثوه من البدع حقيقة. كما يسمون ما يشهدون من القدر حقيقة. نعم هذه مقارنة. يقارن فيها الشيخ رحمه الله بين حال هؤلاء وحال المشركين فقد ساق هذه الايات التي تبين ان المشركين منهم تارة يبتدعون وتارة يحتجون بالقدر وتارة يجمعون بين وساق الايات الدالة على هذا وقالوا هذه انعام وحرث حجر لا يطعمها الا من نشاء بزعم. بدعة ابتدع. سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا. احتجاج وفي بعضها ايضا آآ جمع بين الامرين واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا والله امرنا بها. فجمعوا بين البدعة والاحتجاج بالقدر قال هؤلاء الصوفية الجبرية شابهوهم في هذا. فتارة يبتدعون وتارة يحتجون بالقدر وتارة يجمعون بين وللشيخ رحمه الله اه تنزيلات عجيبة وفقه عظيم. في يعني توظيف اية القرآن الكريم على وقائع عصره. وهذا يلحظ في كثير من المواقع ولو انتدب باحث لهذا الامر وجمع هذه النظائر لخرج ببحث جميل يعني كثيرا ما يذكر شيخ الاسلام ابن تيمية مقارنات بينما يجري في زمانه مثل ما جرى مع التتار ونزل عليها سورة الاحزاب وايضا ما وقع من المتكلمين ونزل عليه قول الله تعالى آآ واذا دعوا الى الله ورسوله كذا وكذا في سورة النساء آآ وذكر مقارنة بينهم وها هنا بين الصوفية وبين المشركين وامثال ذلك لو جمع هذا في ديوان واحد لكان بحثا رائقا نعم ثم قال وطريق الحقيقة عندهم هو السلوك الذي لا يتقيد صاحبه بامر الشارع ونهيه. ولكن بما يراه ويذوقه ويجده ونحو ذلك. وهؤلاء لا يحتجون بالقدر مطلقا. انا عندي ولكن بما يراه ويذوقه ويجده في قلبه مع فيه من غفلة عن الله جل وعلا ونحو ذلك ثم قالوا هؤلاء وهؤلاء لا يحتجون بالقدر مطلقا بل عمدتهم اتباع ارائهم واهوائهم وجعلهم لما يرونه ويهوونه حقيقة وامرهم باتباعها دون اتباع امر الله ورسوله نظير بدع اهل الكلام من الجهمية وغيرهم. الذين يجعلون ما ابتدعوه من الاقوال المخالفة للكتاب والسنة حقائق عقلية. يجب اعتقادها دون ما دلت عليه السمعيات. سبحان الله هما مناوئتان لمدرسة السلف المدرسة الكلامية العقلية والمدرسة الصوفية الخرافية اتاني مدرستان اه نشأتا بازاء ما كان عليه السلف الصالح الذين هم العمود الفقري. لامة محمد صلى الله عليه وسلم. وفيهم العلماء والفقهاء والعباد ابو الزهاد والفاتحين وجميع مناقب الامة فيهم اما هذه الزعانف اعني بها المدرسة الكلامية فهم الذين استوردوا منطقة اليونان وارادوا ان يستعملوه في اثبات العقائد الدينية. فاشتغلوا بما اسموه علم الكلام. ولم يخرجوا بطائل. ما خرجوا الا بالقيل والقال كما قال كبيرهم اه لقد تأملت اه لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فلم ارها كشفي عليلا ولا تروي غليلا هكذا اقر ويعني وصف حاله في في هذا الامر فقال نهاية اقدام العقول عقال واكثر سعي العالمين ضلال ارواحنا في وحشة من جسومنا وغاية دنيانا اذى ووبال ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى ان جمعنا فيه قيل وقالوا هؤلاء لو وهم المدرسة الكلامية العقلية الذين ملأوا الدنيا كلاما لا طائل من ورائه. لا يذكرون الله تعالى فيه الا قليلا اه ملأ الاوراق وحبروها بالسواد بسواد الافكار قبل سواد الاحبار وبالمقابل المدرسة الصوفية الخرافية التي عشعشت في اذهان العوام. واشغلتهم بالتهويمات والحضارات والامور المنافية للشرع المحمدي هل هو نسك اعجمي؟ لا يمت الى الاسلام بصلة انما هو مستنزل من بيئات وثنية لكنهم البسوها لبوسا اسلاميا شرعيا والاسلام منها براءة وتبقى مدرسة السلف الصالح مدرسة نقية تنكح من ينبوع الكتاب والسنة لا يخالطها شيء ينبو على العقول والفطر السوية المستقيمة فما زال اهل السنة جيلا بعد جيل وخلفا بعد خلف يمسكون بالكتاب ويدعون اليه ثم قال ثم الكتاب والسنة اما ان يحرفوه عن مواضعه واما ان يعرضوا عنه بالكلية. فلا يتدبرونه ولا يعقلونه بل نفوض معناه الى الله مع اعتقادهم نقيض ومدلوله. واذا حقق على هؤلاء ما يزعمونه من العقليات المخالفة الكتاب والسنة وجدت جهليات جهليات واعتقادات فاسدة. وكذلك اولئك اذا الكلام الماضي عن المتكلمين من انهم منهجهم تقديم العقل على النقل. واذا اورد عليهم شيء من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. عاملوه باحدى طريقتين او ثلاث اما ان يردوه بان يقولوا هذا احاديث احاد لا يستدل به في مسائل الاعتقاد فان كان حديثا متواترا او اية محكمة عاملوه بطريقة اخرى وهي التحريف. ليس على ظاهره ليس المراد به كذا وكذا. المراد به كذا وكذا. وصاروا يحرفون الكلمة عن مواضعه مع ابقائهم للفظة والطريقة الثالثة التجهيل التي يسمونها تفويضا بمعنى انهم اذا لم يستطيعوا له ردا ولم يستطيعوا له تأويلا قيل ولم يسعفهم الحال في لي النصوص وصار في الكلمة عن ظهره قالوا هذا مما يفوض ويوكل علمه الى الله وبقوا على باطلهم. ما فوضوا حقيقة ولهذا قال قائلهم وكل نص اوهم التشبيه فوضه او اول ورم تنزيه. هذا منهجهم انهم في الحقيقة لم ينتفعوا بالكتاب والسنة ولا صارت لهم مرجعا ولا هدى ولا بيانا ولا نورا ولا برهانا بهذه الطريقة. هذا كلام عن المتكلمين ولهذا قال الشيخ اذا حقق على هؤلاء ما يزعمونه من عقليات يعني اذا نوقشوا وحقق عليهم بالعقل الصريح لاننا نحن اسعد بالعقل منه. فانهم ينتقلون الى ضرب من آآ الجهليات والاعتقادات الفاسدة قال وكذلك اولئك وكذلك اولئك اذا حقق عليهم ما يزعمونه من حقائق اولياء الله المخالفة للكتاب والسنة وجدت من الاهواء التي يتبعها اعداء الله لا اولياءه. واصل ضلال واصل ضلال من ضل هو تقديم قياسي على النص على النص المنزل من عند الله واختياره الهوى على اتباع امر الله. فان الذوق والوجد ونحو ذلك هو بحسب ما يحبه العبد فكل محب له ذوق ووجد. بحسب محبته. فاهل الايمان لهم من والوجد مثل ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث الصحيح ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما احب من كان الله ورسوله احب اليه مما من كان الله ورسوله احب. من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما. ومن كان يحب المرء لا يحبه الا لله. ومن كان يكره ان يرجع في الكفر. بعد اذا انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا طوق والوجد من دعاوى الصوفية يثبتون بها اه السلوك يقولون الذوق يدل على كذا. الوجد يدل على كذا ليس كل ذوق سوي وليس كل وجد صائب. ربما انحرف الذوق وربما انحرف الوجد. فما الضابط لذلك الضابط لذلك ان يكون مصطبغا بصبغة الايمان صادرا عن علم وتقى. والا لكان الدين في مهب لكان الدين وفي مهب الريح. كل من شاء ان يعبث فيه عبث عبث بدعوى الذوق والوجد. تجد احدهم يقول حدثني قلبي عن ربي هكذا بلا سند ويقول انتم تحدثون عن الاموات عن الاموات. ونحن نحدث عن الحي الذي لا يموت لا نحتاج الى اسانيد وهو انما توحي اليهم الشياطين فهم اولياء للشيطان لا اولياء للرحمن ثم قال واما اهل الكفر والبدع والشهوات فكل بحسبه. قيل قيل لسفيان ابن عيينة ما بال اهل الاهواء لهم محبة شديدة لاهوائهم. فقال انسيت قوله تعالى واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم. او نحوها او نحوها هذا من من الكلام فعباد الاصنام يحبون الهتهم. كما قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله وقال فان لم يستجيبوا لك فاعلم انما يتبعون اهواءهم اتبع هواه بغير هدى من الله. وقال ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى انظروا يا اخوة كيف يلهم المؤمن الجواب؟ هذا سفيان ابن عيينة يتعجب بعض اصحابه من تعلق اهل الاهواء وهذا امر مشاهد لو تأملتم مثلا الان في حال الروافض ما يفعلون في عاشوراء ما يفعلون في حسينياتهم يفعلون امورا من كرة ومع ذلك هم شديدي هم شديد التشبث بها واذا نظرتم للصوفية في حضراتهم ومشاهدهم واحوالهم كيف يتفانون فيها ويبذلون الاموال وهكذا في الموالد وغير ذلك فعجب بعض اصحاب ابن عيينة رحمه الله من محبة اهل الاهواء لاهوائهم فالهم الجواب. قال انسيت قول الله تعالى واشرب في قلوبهم العجل بكفرهم. انظر اليهود الذين للتو قد نجاهم الله تعالى من فرعون واغرق عدوهم انطلت عليهم حيلة السامري فعبدوا عجلا جسدا له خوار هكذا نسأل الله العافية يزين الباطل لاهله فيتعلقون به اللهم حبب الينا الايمان ثم قال ولهذا يميل هؤلاء الى سماع الشعر والاصوات التي تهيء المحبة المطلقة التي لا تختص باهل الايمان بل يشترك فيها محب الرحمان ومحب الاوثان ومحب الصلبان ومحب الاوطان. ومحب الاخوان يحب المردان ومحب النسوان هذا هذا حق وقد جرى حديث عنه في شرح الحموية وهو وهي مسألة السماع من حال هؤلاء الصوفية الجبرية تعلقهم بالسماع وهم اذا سمعوا لا يسمعون اية الكتاب التي تحبب بالله عز وجل وبشرعه ودينه وانبيائه. وانما يسمعون صائد ورباعيات وشعرا مطلقا عاما في المحبة وهو شعر كل ينزله على ما يشتهي. فيتأثر به محبوا الاوطان الذي حن الى وطنه. ومحب المرجان الذي فيه شدود ومحب النسوان الذي فيه آآ شيء من فسق ومحب الاوثان حين ينزل هذه الابيات على معبوداته ومحب الصلبان الذي يتعلق بالصليب ويرى فيه رمزا للفداء وغير ذلك. الى غير ذلك لا لا يأتون او يتقربون الى الله تعالى بما شرع من السماع الشرعي كسماع كلام الله وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم. هذا من تلاعب الشيطان بهم وممن فضحهم ايما فضيحة ابن الجوزي رحمه الله في كتابه تلبيس ابليس تلبيس ابليس وهو كتاب ماتع. فضح فيه ابن الجوزي تلبيس ابليس على كثير من الطوائف. على اليهود وعلى النصارى على المجوس وعلى المشركين وعلى الصوفية ايضا وذكر احوالهم ومعرفة هذا مما يعين العبد على اه اه الالتزام بالحق لان الله تعالى قال وكذلك نفصل الايات ولتستبين سبيل المجرمين. فالسبانة سبيل المجرمين مهمة كاستبانة سبيل المؤمنين ثم قال وهؤلاء الذين يتبعون اذواقهم ومواجيدهم من غير اعتبار لذلك بالكتاب والسنة. وما كان عليه سلف الامة فالمخالف لما فالمخالف لما بعث به رسوله من عبادته وطاعته وطاعة رسوله. لا يكون متبعا لدينه لدين لا يكون متبعا لدين شرعه الله. كما قال تعالى ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها. ثم جعلنا ثم جعلناك على شريعة من الامر. فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون. انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا الى قوله والله ولي المتقين. بل يكون متبعا لهواه بغير هذا من العجب يعني في قوله الى قوله. قال انهم لا يغنوا عنك من الله شيئا وان الظالمين بعضهم اولياء بعض والله ولي المتقين فهذا يدل على ان هذا من تصرف النساخ. نعم بل يكون متبعا لهواه بغير هدى من الله. قال تعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله وهم في ذلك تارة يكونون على بدعة يسمونها حقيقة. يقدمونها على ما شرعه الله. وتارة يحتجون بالقتل الكوني على الشريعة كما اخبر الله به عن المشركين كما تقدم. اذا من اعتمد على الذوق والمواجيد دون اعتبار للكتاب والسنة فقد اتبع غير هدى الله. اتبع الهوى فهؤلاء آآ قد حادوا عن شريعة الله واتبعوا اهواءهم. فالله جعل الهدى والهوى متقابلين. يقول الله تعالى ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون. فليس ثم الا الهدى او الهوى فالشريعة هي الهدى وما سواها مما يستند فيه على المواجيد والاذواق والكشف والاحوال وغير ذلك من الدعاوى انما هو محض هوى. فيكونون آآ مشابهين للمشركين في اتباعهم للهوى. ثم قال ومن هؤلاء طائفة هم اعلاهم قدرا. وهم مستمسكون بالدين في اداء الفرائض المشهورة واجتناب المحرمات المشهورة. لكن يغلطون في ترك في ترك ما امروا به من الاسباب التي هي التي هي عبادة ظانين ان العارف اذا شهد اذا القدر اعرض عن ذلك مثل من مثل من يجعل التوكل منهم او الدعاء ونحو ذلك من مقامات العامة دون الخاصة على ان من شهد القدر علم ان ما قدر ان ما قدر سيكون. فلا حاجة الى ذلك. نعم لعلكم تذكرون ان رحمه الله ذكر مراتب فذكر عامتهم او ذكر غلاتهم الذين يجعلون الحقيقة الكونية مطلقة في كل شيء ثم ذكر فرقة اخرى جعلوا ان هذا من اختصاص وامتياز من شهد ذلك في نفسه دون بقية الناس وان بقية الناس يصعون للامر والنهي اما الخاصة فان لهم ان آآ يتركوا ما اوجب الله ثم هو الان يذكر فرقة ثالثة يذكر فرقة ثالثة ولهذا ينبغي للقارئ دوما ان يتصور الخريطة الذهنية التي يكتب بها الكاتب ويعلم انه آآ يكتب وفق تفكير معين حتى وان اطال الاستطراد. وشيخ الاسلام ابن تيمية كثيرا ما يستطرد في كلامه. فهو الان يذكر فرقة ثالثة وهم طائفة هم اعلاهم عندهم قدرا حال هؤلاء؟ هؤلاء اه يؤدون الفرائض المشهورة ويتركون المحرمات المشهورة لكنهم الاسباب بمعنى انهم لا يطلبون الرزق والكسب ولا يدفعون عن انفسهم مثلا ما يقع عليهم من بلاء وامراض بل يزعمون ان مقتضى آآ التوكل الحق او يزعمون ان مقتضى الايمان الحق هو ترك اه هذه الاشياء وان التوكل يكون بترك الاسباب وهذا ضلال مبين سيرده الشيخ رحمه الله. ويزعمون ان مقام التوكل من من اضعف مقامات السائرين هكذا مع ان نبينا صلى الله عليه وسلم سيد المتوكلين يزعمون المقام التوكل من اضعف مقامات السائلين. لانه هرب وفزع ونحو ذلك وكل هذا مما زينته عقولهم. والا فان التوكل من اعظم المقامات ويعكسون احيانا يوجدون مقامات ليست من مقامات الدين مثلا يجعلون الحزن الحزن من مقامات السائلين او من منازل مع ان الحزن ليس بعبادة ولا ينبغي للانسان ان يتطلب الحزن ويتقرب الى الله به. الحزن مصيبة والعبد عليه ان يستدفعه وان يخففه. وان لا ساق وراءه لانه يضره. فلا يتقرب لله باستجلاب الحزن بل ان وقع على الانسان قهرا وقصرا فهو من المصائب التي يؤجر عليها. وينبغي ان ان يسعى في دفعها لكنهم يجعلونه مقاما من مقامات السائرين او من منازل السائرين. مقام من مقامات مدارج السالكين نعم قال بناء على ان من شهد القدر علم ان ما قدر سيكون. فلا حاجة الى ذلك. وهذا غلط عظيم. فان الله لا قدر الله انا عندي وهذا ضلال مبين وغلط عظيم طيب فان الله فان الله قدر الاشياء باسبابها كما قدر السعادة والشقاوة باسبابها. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله خلق وللجنة اهلا قال للجنة اهلا خلقها لهم وهم في اصلاب ابائهم. وبعمل اهل الجنة يعملون وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما اخبرهم بان الله كتب المقادير فقالوا يا رسول الله افلا ندع العمل ونتكل على الكتاب. فقال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له. اما من كان من اهل السعادة فسييسر لاهل السعادة واما من كان من اهل الشقاوة فسييسر لعمل اهل الشقاوة. فما امر الله به عباده من اسباب فهو عبادة والتوكل مقرون بالعبادة. كما قال كما في قوله تعالى فاعبده وتوكل عليه. وفي قوله قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه ما تاب. وقول شعيب عليه السلام عليه توكلت واليه منيب. نعم في هذا القدر مما ساقه الشيخ رحمه الله من الايات. رد مفهم لهؤلاء لهذه الفرقة التي اسقطت التوكل وفعل الاسباب. وآآ اعلاء لشأن التوكل حيث ان الله سبحانه وتعالى قرنه بالعبادة. فاعبده توكل عليه وقال قل هو ربي لا اله الا هو الا هو عليه توكلت واليه آآ واليه متاع. وقول شعيب عليه السلام توكلت عليه توكلت ولما قال قوم هود ليهود ان نقول الا اعتراك بعض الهتنا بسوء. قال اني اشهد الله واشهد بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون. اني توكلت على الله ربي وربكم. ما من دابة هو اخذ بناصيتها التوكل من اعظم مقامات السائرين. واحوال المتعبدين خلافا لما ادعاه هؤلاء. ثم ذكر فرقة رابعة فقال ومنهم طائفة قد تترك المستحبات من الاعمال دون الواجبات فتنقص بقدر ذلك ومنهم طائفة يغترون بما يحصل لهم نخرق اعادة مثل مثل مكاشفة او استجابة دعوة مخالفة للعادة. العادة العامة ونحو ذلك ونحو ذلك فيشتغل احدهم عما امر به من العبادة والشكر ونحو ذلك. فهذه الامور نعم هذه ايضا من من مخاريقهم ومن تلاعب الشيطان بهم هو انه يغري بعضهم بطلب الكرامات. واستجلابها اشعار نفسه بانه من الاولياء وانه له دعوة مستجابة وله خرق للعادة الى غير ذلك. واولياء الله الصادقين الصادقون لا يبحثون عن ذلك بل على انفسهم ويذمون انفسهم ويرون انفسهم مقصرين. اما هؤلاء فانهم يتطلبون العلو والارتفاع بتحصيل هذه كأنما هم يصيدون صيدا ويظهرون بشيء. لعب بهم الشيطان من هذا الباب. فهذا من درس الشيخ لاحواله وصبره لها. ثم قال فهذه الامور ونحوها كثير. كثير كثيرا ما تعرض لاهل السلوك والتوجه. وانما ينجو العبد منها بملازمة امر الله الذي بعث به رسوله في كل وقت. كما قال الزهري كان مما كان ممن مضى كان من مضى كان من مضى من سلفنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة وذلك ان السنة كما قال مالك رحمه الله مثل سفينة نوح من ركبها ومن تخلف عنها غرق والعبادة والطاعة والاستقامة ولزوم الصراط المستقيم. ونحو ذلك من من الاسماء مقصودها واحد ولها اصلان العبادة والطاعة والاستقامة ولزوم الصراط هذه كلها الفاظ شرعية هذه لها اصلان احدهما احدهما الا يعبد الا الله. والثاني ان يعبد بما امر وشرع لا بغير ذلك من البدع. قال تعالى من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. وقال تعالى بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وقال تعالى ومن احسنوا دينا ممن اسلموا وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا. واتخذ الله ابراهيم خليلا. فالعمل الصالح هو الاحسان. وهو فهو فعل الحسنات والحسنات هي ما احبه الله ورسوله وهو ما امر به امر ايجاب او استحباب وما كان من البدع في الدين التي ليست في التي ليست مشروعة فان الله لا يحبها ولا رسوله فلا من الحسنات ولا من العمل الصالح. كما ان من يعمل كما ان من يعمل ما لا يجوز كالفواحش والظلم ليس من الحسنات ولا من العمل الصالح. واما قوله ولا يشرك بعبادة ربه احدا. وقوله وقوله اسلم وجهه لله وهو خلاص الدين لله وحده وكان عمر للخطاب يقول اللهم اجعل عملي كله خالصا واجعله لي في وجهك خالصا ولا تجعل لاحد فيه شيئا. وقال الفضيل بن عياض في قوله ليبلوكم ايكم احسن قال اخلصه واصوبه قال اخلصه اخلصوا واصوبه. نعم. قالوا يا ابا علي ما اخلصه وما اصوبه؟ قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل وان كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا. والخالص ان يكون لله. والصواب ان يكون على السنة. نعم هذا ايها الكرام عظيم وهو ان الله سبحانه وتعالى لا يقبل عملا من الاعمال الا ما جمع وصفين احدهما الاخلاص لله سبحانه وتعالى بان لا يجعل شركا لغير الله فلا يقصد بعمله هذا احدا غير الله من معبود او متبوع او مطاع او حظ نفس او هوى. بل يريد به وجه الله خالصا. فهذا هو الاخلاص. الثاني الصواب وهو المتابعة لما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم فلا يتعبد لله بغير ما شرع على لسان نبيه في الاول اي الشرط الاول هو مقتضى شهادة ان لا اله الا الله. فان معنى قولك اشهد ان لا اله الا الله لا معبود بحق الا الله والثاني هو مقتضى قولك اشهد ان محمدا رسول الله اذ ان شهادة ان محمدا رسول الله تصديقه فيما اخبر وطاعته فيما امر واشرب ما عنه نهى وزجر. فيجب ان يكون نصب عيني الانسان تحقيق هذين الشرطين. فان ان اقتصادا في اتباع خير من اجتهاد في ابتداع اقتصاد في اتباع خير من اجتهاد في ابتداع. فاعمل عملا ولو قليلا خالصا صوابا خير لك من كثير منفوش. ليس فيه اخلاص او ليس فيه متابعة ولعلنا نقف عند هذا القدر من هذه الرسالة. ونتمها ان شاء الله تعالى في الموعد المضروب. آآ في لقاء قادم واوصي اخواني واخواتي وفقهم الله ومن بلغ بمراجعة ما تقدم فان مذاكرة العلم تثبته لا سيما هذه الاصول العظيمة هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وما خلقت الجن والانس الا فليعبدوا ما اريد منهم من رزق وما اريد ان ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين