بعد الممات والاجداث والرمم الكبرى قوله صلى الله عليه وسلم اللهم ما قلت من قول او نذرت من نذر او حلفت من حالف فمشيئتك بين يديه ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن ولا حول ولا قوة الا بك انك على كل شيء قدير ذكر الخطابي في كتاب الدعاء له انه ان قوله فمشيئتك روي بضم التاء وفتحها. وان ثم لما بين ان الله تبارك وتعالى قال بعد ذلك لبيك وحلاليك اي مرني يا ربي وانت الحنون وانت ذو الحنان وقد اختلف العلماء في وصف الله عز وجل بالحنان لكن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم خرج الامام احمد والحاكم من حديث زيد ابن ثابت ان النبي صلى الله عليه وسلم علمه دعاء وهو ان يتعاهد به اهله كل يوم قال قل حين تصبحوا لبيك اللهم لبيك وسعديك والخير في يديك ومن كربك واليك اللهم فقلت من قول ونذرت من نذر او حلفت من حالف فمشيئتك بين يديك ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن ولا حول ولا قوة الا بك انك على كل شيء قدير. اللهم وما صليت من صلاة فعلى من صليت وما لعنت من لعن فعلى من لعنت انت ولي. في الدنيا والاخرة بني مسلما والحقني بالصالحين. اللهم اني اسألك الرضا بعد القضاء وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر الى وجهك. وشوقا الى لقائك من بيض الله مضرة ولا مضرة ولا فتنة مضلة اعوذ بك اللهم ان اظلم او اظلم واعتدي او يعتدى علي او محتسبة خطيئة محبطة او ذنبا لا تغفره. الله فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة ذا الجلال والاكرام فاني احد اليك في هذه الحياة الدنيا واشهدك وكفى بك شهيدا اني اشهد ان لا اله الا انت وحدك لا شريك لك لك الملك ولك الحمد وانت على كل شيء قدير واشهد ان محمدا عبدك ورسولك واشهد ان وعدك حق ولقائك حق والجنة حق والساعة اتية لا ريب فيها وانك تبعث من في القبور. اشهد ان اشهد انك ان تكلني الى نفسي تكلني الى ضيعة وعورة ذنب وخطيئة واني لا اثق الا برحمتك فاغفر لي ذنبي كله انه لا يغفر الذنوب الا انت وتب علي انك انت التواب الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد فهذا الحديث العظيم الذي سيشرحه الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى حديث عظيم يدلنا اولا على اهتمام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لاصحابه من حيث تعليمهم اياهم الادعية والامور التي تقربهم الى الله جل وعلا ويحثهم على ان يكون نافعين حتى مع اهله وينبغي لنا نحن لان هذا الامر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم علم زيد ابن ثابت هذا الدعاء وامره ان يتعاهد اهله الصحيح ان هذا ليس بخاص فما جاء من الادعية لا يدل على ان المقصود به الخاص مثل قوله لمعاذ لا تدعن دبر كل صلاة تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وكل مسلم يكون مخاطبا بهذا الدعاء لان امر النبي صلى الله عليه وسلم لواحد من امته امر لكل امته ما لم يكن ثم دليل على التخصيص اما ضمير الخطاب فانه لا يدل على التخصيص وسيشرح الحافظ ابن رجب كلمات عظيمة لهذا الدعاء الجامع ونسأل الله جل وعلا العلم النافع. نعم قال رحمه الله تعالى قوله صلى الله عليه وسلم لبيك اللهم لبيك معناه اجابة لدعائك مرة بعد مرة وليس المراد به حقيقة التثنية بل المراد به بل المراد التكرير والتكثير والتوكيل. كقوله تعالى ثم ارجع بصرك مرتين يعني مرة بعد مرة. واصله من لبى بالمكان اذا لزمه واقام فيه فكان الملبي يجيب دعوة الله ويلزم ذلك ويقتضي ايضا سرعة الاجابة مع الدوام عليها. هذا قوله رحمه الله ان لبيك الثانية المراد التكريم والتكثيف والتوكيد لبيك اللهم لبيك يقول لبيك الثانية تأكيد لي الاولى وتكرار كقول الانسان الحمد لله الحمد لله وهذا المعنى اذا كان المقصود به الذكر فهو مستقيم ولا ريب لان الدعاء ذكر والانسان يكثر ويكرر في الدعاء ويقول يا رب ارزقني يا رب ارزقني يا رب ارزقني ويقول اللهم انت الغفور اللهم انت الغفور اللهم انت الغفور هذا لا بأس به ولكن قال الجمع من اهل العلم في تلبية النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. عليه الصلاة والسلام. في الحج لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك قال ليس فيه تكرار لان كل واحدة من هذه الطلبيات مراد به معنى معينا مراد به معنى معينا اه ها هنا كذلك لبيك الاولى معناه ها انا مستجيب لك اللهم اما لبيك الثانية فمعناها اني قائم ادعوك واطلبك ولو اردنا ان نشرح التلبية التي في الحج فان كل واحدة منها لها معنى لان معنى اصل معنى اللب لبى يعني استجاب لبى يعني استجاب لبيك استجبت لك او اختصارا استجبتك استجبتك يعني انا ملتزم امرك ما الذي تريده نعم وقوله وسعديك يعني اسعادا بعد اسعاد والمعنى طاعة بعد طاعة. واصله ان المنادي اذا دعا غيره فان المجيب دعائه يجيبه اسعادا له ومساعدة. ثم نقل ذلك الى مطلق الطاعة حتى استعمل في اجابة دعاء الله عز وجل وحكي عن العرب سبحانه وسعدانه. نعم. على معنى اسبحه واطيعه. تسمية للاسعاد في سعدان كما يسمى التسبيح سبحان ولم يسمع بسعديك مفردا. الذي فسره الحافظ ابن رجب ان سعديك يعني اسعادا بعد اسعاد قال والمعنى طاعة بعد الطاعة هذا قاله جمع من شراح الاحاديث وقال بعضهم وهو عندي اقرب ان معنى سعديك لان تأملوا هل سعديك جاءت مع الاولى ولا مع الثانية لو كان المراد الطاعة اذا كان جاءت مع الاولى لكن جاءت مع الثانية فهذه قليلة تدل على ان المراد كما قلنا لبيك اي استجبت لك اللهم لبيك انا منتظر امرك وسعديك انا سعيد بما تأمرني وهذا المعنى اقرب ولا منافاة لان لان كونه يقول طاعة بعد الطاعة لما؟ لاني اسعد بطاعتك لاني سعيد بالتزام امرك وهذا معنى عظيم يا اخوان ان الانسان يصل الى مرتبة يتلذذ بطاعة الله يسعد بطاعة الله عز وجل وهذا هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم ذاق طعما كيف تحس باللذة نعم ولا شك ان الله تعالى يدعو عباده الى طاعته والى ما فيه رضاه وما يوجب لهم به سعادة الاخرة. فمن اجاب دعاء دعاءه واستجاب له فقد افلح وانجح قال تعالى والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم. وقال تعالى رسلهما في الله شك فاطر السماوات والارض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم الى اجل مسمى وقال حكاية عن الجن الذين يستمعون القرآن يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم من عذاب اليم. ولهذا يقول الملبي في الحج لبيك اللهم لبيك. يعني اجابة لدعائك وطاعة لك حيث دعوتنا الى حج بيتك. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعاء الاستفتاح في الصلاة وقد قيل انه كان يقوله في قيام الليل وقد قيل انه كان يقول في استفتاح المكتوبة لبيك اللهم لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس اليك انا بك واليك تباركت وتعاليت استغفرك واتوب اليك. اخرجه مسلم من حديث علي رضي الله عنه كما هناك هنا نفس المعنى لبيك استجبتك اللهم لبيك منتظر امرك سعديك سعيد في طاعتك نعم ويروى من حديث حذيفة مرفوعا وموفوق وموقوفا وهو اصح يدعو محمد عليه صلى الله عليه وسلم فيقول لبيك لديك والخير بيديك تباركت وتعاليت لبيك وحنانيك والمهتدي من هديت عبدك بين يديك لا ملجأ ولا منجى من منك الا اليك تبارك رب البيت. تباركت تباركت رب البيت تباركت رب البيت. هنا لبيك وحنانيك ليس ايضا تكرارا. انتبهوا انا اقول دائما ليس في كلام الله ورسوله تكرارا معه وانما الكلمة تتكرر لاجل ملحظ معين فلما قال لبيك وسعديك لبيك يعني انا منتظر امرك سعيد بما تأمرني والخير بيده ان شاء الله انه لا يمر الا بالخير ومما يدل على انه لا يأمر بالخير قال لانك متبارك وانت متعال جاء في القرآن وحنانا من لدنا نعم فاذا كان العبد في صبح كل يوم يقول اللهم لبيك وسعديك فانه يريد بذلك اني اصبحت مجيبا لدعوتك مسرعا اليها مقيما على طاعتك ممتثلا لاوامرك مجتنبا لنواهيك فاذا قال هذا بلسانه سعيدا بذلك نعم فاذا قال هذا بلسانه فالواجب ان يتبع ذلك بعمله ليكون مستجيبا لدعوة الله قولا وفعلا. الله. وان قال ذلك ثم خالفه بعمل وان ثم خالفه بعمله فقد كذب قوله عمله وهو جدير ان يجاب كما يجاب من حج بمال حرام وقال لبيك اللهم لبيك فيقال لا لبيك ولا سعديك. الظاهر ان القياس مع الخالق لماذا القياس مع الفارق؟ لان كون الانسان يدعو بهذا الدعاء فانه امتثل الامر تم كونه ثم كونه بعد ذلك خالف في بعض الاوامر فقصر فتقصيره الثاني لا يلغي طاعته الاولى يعني مثال ذلك لو ان انسانا مثلا صلى ولم يؤدي الزكاة لما حان وقته لا يقال له صلاتك مردودة انك لم تؤدي الزكاة فاما كون ذاك الرجل الذي لبى بالحج حراما فقيل له لا لبيك ولا سعديك لان اصلا نشأته على التلبية وفعله كله مبني على حرام اما هذا هل قوله الاول حرام ولا حلال؟ حلال دعاء ذكر وفي بعض الاثار ان الله عز وجل ينادي كل يوم ابن ادم ما انصفتني اذكرك وتنساني وادعوك الي فتذهب الى فتذهب ادعوه وادعوك الي فتذهب الى غيري. واذهب عنك البلايا وانت تعكف عن الخطايا ابن ادم الكفار عن الخطايا لو كان اي والله تعكف على الخطايا ابن ادم ما اعتدارك غدا اذا جئتني. كم دعاك الى بابه فما اجبت ولا لبيت كم استدعاك الى جنابه فقعدت وابيت كم عرضت كم عرضت عليك واجباته فتكاسلت وتوانيت وزجرت عن منهياته فمن زجرت وتماديت كم سمعت داعي الحق فتصاممت؟ وكم رأيت اياته في الخلق فتعاميت؟ فيا من جسده حي وقلبه ميت يا ليتك اجبت منادي الهدى حين ناداك يا ليت يا نفس ويحك قد اتاك هداك. لبي فداعي الحق قد ناداك. كم قد دعيت الى الرشاد واجبت داعي الغي حين دعاك. طوبى لمن اجاب داعيا الهدى اذا دعاه يا قومنا اجيبوا داعي الله هكذا يا عبد سوء هكذا. عبد سوء انت لم تصلح لنا عبد سوء انت لم تصلح لنا هكذا يا عبد يا عبد سوء هكذا بعدما قاربتنا جانبتنا كم قد هناك فما اجبتنا واختبرناك فما اعجبتنا. قوله صلى الله عليه وسلم والخير في يديك اشارة الى ان الله عز وجل انما يدعو عباده الى ما هو خير لهم. مما يصلح دينهم ودنياهم واخرتهم. فانه يدعوهم الى دار ويدعوهم ليغفر لهم ذنوبهم فاذا سارع العبد الى اجابة دعوة ربه بتلبيته والاستجابة له. قال مع ذلك والخير في اشارة الى اني استجيب لدعوتك طمعا في نيل الخير الذي كله بيديك. وانت لا تدعو العبد الا الى ما هو خير له في دنياه واخرته ولهذا يجب على المسلم ان يعتقد هذا الاعتقاد جزما كل فعل للرب جل وعلا فهو خير وكل تشريع لله عز وجل فهو خير فعاد الامر الى ان القدر كله خير وان الشرع كله طيب يا هذا لو دعاك مخلوق ترجو خيره لاسرعت لاسرع لاسرعت اجابته. مع انه لا يملك لك ولا لنفسه ضرا ولا نفعا فكيف لا تسارع اجابة من الخير كله بيديك ولا يدعوك الا لخير يوصله اليك. هذا كلام والله العظيم يا اخوان مديرك من العمل يدعوك نصف الليل تروح له رب العالمين اذا امر المؤذن ان يؤذن فلماذا لا تستجيب له نعم الم يرث التقى اناس صدق فقادهم التقى خير المقاد. الم يقل الاله الي عبدي فكل الخير عندي في الميعاد قوله ومنك وبك واليك يحتمل ان مراده ان الخير كله منك وبك واليك. يعني ان ان مبدأ الخير كما قال تعالى وما بكم من نعمة فمن الله. وقال واستغفر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه. فالله تعالى هو المبتدأ بالخير فمنه بدأ ونشأ والخير به يعني ان دوامه واستمراره وثبوته بالله ولو شاء الله لنزعه وسلب له صاحبه وقد قال لنبيه صلى الله عليه وسلم ولئن شئنا لنذهبن بالذي اوحينا اليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا الا رحمة من ربك ان فضله كان عليك كبيرا. يعني ان دوام هذه النعمة يعني ان دوام هذه النعمة على ليت من الله كما ان ابتداءها منه. والخير اليه بمعنى انه يرجع بصاحبه الى الله في الاخرة. والى جواره وقربه في جنات النعيم فينتهي الخير بصاحبه الى الله عز وجل. ويحتمل ان المراد بقوله ومنك وبك واليك ان العبد نفسه بالله ومن الله والى الله. كما في حديث الاستفتاح انا بك واليك لعل هذا اظهر ويكون معنى الكلام ان العبد وجوده من الله تعالى فانه كان عدم فاوجده الله وخلقه وفي حال وجوده في الدنيا بالله اي ان ثباته وقيامه بالله. فلولا ان الله يقيم الوجود وما فيه من انواع الخلق لهلك كذلك كله وتلف ومن اسمائه الحي القيوم وقال ان الله يمسك السماوات والارض وان تزولا. وفي الاثر المعروف في قصة القارورتين يا موسى لو لو نمت لسقطت السماء على الارض الذي قال عنه الازهر هو آآ غير غير ظاهر بل يظهر الاول لان دلالة الاقتران يدل على ذلك تأملوا معي الحديث والخير ها بين يديك ومنك واليك وبك الكلام كله عن جملة المبتدأ الاول جملة المبتدأ والخير ما في ذكر لابن ادم اصلا ولا فيه ذكر للعبد والخير بين يديك. هكذا في اول الحديث ها ومنك وبك واليك القول الاول هو الاظهر. نعم. على كل حال يعني هذه وجهات نظر يعني ما ما تكون نحن ادنى من ان ندرك على رجب لكن غيره هو الذي ادرك عليه. مو احنا الله يوفقك ونعم جزاك الله خير. وبعد انتقال العباد من هذه الدار فان مرجعهم الى الله كما قال تعالى اليه مرجعكم جميعا. ثم قال ترجعون في ايات كثيرة وفي هذا المعنى قال بعض العارفين حقيقة التوحيد ان يكون العبد فانيا في الله عز وجل والاشياء كلها به وله واليه ومنه كما قال عامر بن عبد قيس ما نظرت الى شيء الا رأيت الله يعني هذه العبارات التي عرفت بعد القرون الثلاثة المفضلة هي عبارات محدثة ولا ينبغي التلفظ بها ولا نشرها لان هذه عبارات مجملة تحتمل معاني حق ومعاني ايش يفسرها هؤلاء بتفاسيرهم واهل السنة يفسرون بتفاسيره فابن القيم رحمه الله يفسر الشهود الرب عز وجل بشيء وهم يفسرونه بشيء ولذلك ترك هذه العبارات اولى ولكن نحن يعني قوم نحن قوم نعذر ونضع الاعذار للائمة كما سئل الشيخ عبد الله بن الامام محمد بن عبد الوهاب عن ابن حجر الهيثمي تعرفون ابن حجر الهيثمي هلأ في شي جواز الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم قال ما تقول في فهذا السؤال ان يعيد فقال تلك امة قد خلدتها ما كسرت ولما كسبتم ولا تستغني عما كنتم تعملون ثم قال ولعله لم يدري كذا وكذا ولعله لم تقم عليه الحجة ولا صار يعتذر فنحن نقول ان قول عامر ابن عبد القيس محمول على ان المراد ما نظرت الى شيء الا رأيت فعل الله فيه هذا معنى الا رأيت الله فيه راية تدبير الله فيه رأيت تصرف الله فيكم هذا كلام حق فانت حينما تنظر لنفسك من الذي تصرف فيك هذا التصرف الله جل في علاه نعم تبارك من اوجد الانسان من عدم واقامه ولولا الاله لم لم يقم اليه مرجعه وهو باعثه رواه بالظن فان المعنى الاعتذار بسابق الاقدار العائقة عن الوفاء بما الزم العبد نفسه من والايمان قالوا وفي هذا طرف من الجبر. قال والصواب رواية من رواه بفتح التاء على اضمار على اضمار فعل كأنه قال فاني اقدم مشيئتك في ذلك وانوي الاستثناء فيه طرحا للحنث للحنث عني عند وقوع الحلف قال وفي ذلك حجة لمن ذهب مذهب المكيين في جواز الاستثناء منفصلا عن اليمين. قلت الصواب هذا المعنى على كلا الروايتين اعني رواية الظم ورواية النصب وليس المراد برواية الظم الاعتذار بالقدر وانما المعنى فمشيئتك بين يدي ذلك كله مقدمة فهو مبتدأ حذف خبره. ويشهد لهذا المعنى ما اخرجه ابو داوود في سننه باسناده عن ابي الدرداء انه كان يقول من قال حين يصبح اللهم ما حلفت من حلف او قلت من قول او نذرت من نذر فمشيئتك بين يدي ذلك كله ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن اللهم اغفر لي وتجاوز عني اللهم فمن صليت عليه فعليه صلاتي ومن لعنت فعليه كان في استثناء يومه ذلك فقد صرح ابو داوود بان المراد بهذا الاستثناء بالمشيئة انه يكون استثناء في يومه ذلك. يعني فيما يحلف به وينظره ويقول في ذلك اليوم وهذا صريح في انه يكون استثناء يكون استثناء فيما يستقبله من الكلام في يومه كيف انت واما قول الخطاب انه يمتنع كقول من يقول ذلك بالاستثناء المتصل بعد الكلام كما حكاه عن المكيين فاصل ذلك انه قد روي عن المكيين كعطاء ومجاهد وعمرو بن دينار وابن جريج وغيرهم انه ينفع الاستثناء بعد مدة من اليمين. وروي ذلك عن ابن عباس من وجوه وقد طعن فيها وقد طعن فيها كلها غيب وقد طعن فيها كلها غير واحد منهم القاضي اسماعيل المالكي والحافظ ابو موسى المديني وله في ذلك مصنف مفرد. يعني الوجه اللي ذكر ما ظهر لي اذا انتم يظهر لكم شيء وتضيعوني لان الرجل لما يقول اللهم ما قلت من قول او نذرت من ندم او حلفت من حلف من حلف فمشيئتك بين يديه هل هو يعتذر عما مضى ولا عمن يستقبل يعني كأن المصنف فهم من اللفظ انه يعتذر عما مضى وليس هذا المراد الان هو اصبح وهو يقول هذا الكلام بصيغة الماضي مرادا به المستقبل فهذا ليس استثناء منفصلا بل هو استثناء قبل وجود الحلف كأن انسانا يقول كل ما احلف على شيء فان مشيئة الله متعلقة به سواء ذكرته او لم اذكره فيكون كل شيء سيحلف به متعلق بالمشي اذا ما في اشكال واللي ما ظهر لكم هذا صعبة عليه فعنده ثاني وقال واضحة نبي العيد نحتاج يوم ثالث طيب وروي عن ابن عباس في قوله تعالى واذكر ربك اذا نسيت قال هي خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره الطبراني من وجه ضعيف. وروي ذلك عن ابن جريج ايضا وقالت طائفة انما اراد هؤلاء ان هذا الاستثناء المنفصل يحصل به امتثال قوله تعالى ولا تقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله واذكر ربك اذا نسيت وسبب نزولها ان قوما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن قصة عن قصة فقال غدا اخبركم ولم يقل ان شاء الله فاحتبس الوحي عنه مدة ثم نزلت هذه الاية وفي الحديث الصحيح ان سليمان عليه السلام قال لاطوفن الليلة على مئة امرأة الحديث. وفي الحديث ان بني اسرائيل لو لم يقوموا ان شاء الله لما اهتدوا ابدا. يعني الى البقرة التي امروا بدبحها وفي الحديث الذي في المسند والسنن ان يأجوج ومأجوج يحقرون كل يوم السد حتى يكادوا يرون منه شعاع الشمس ثم ينصرفون ويقولون غدا نفتحه فاذا رجعوا من الغد وجدوه كما كان اولا فلا يفتحونه حتى يأذن الله في فتحه يقولون غدا نفتحه ان شاء الله فيرجعونه فيرجعونه فيجدونه كما تركوه فيرجعون فيرجعون فيجدونه كما تركوه فيفتحونه. قال سعيد القداح بلغني ان موسى عليه السلام كانت له الى الله حاجة فطلبها فابطئت فقال ما شاء فاذا حاجته بين يديه فتعجب فاوحى الله اليه اما علمت ان قولك ما شاء الله انجح ما طلعت به الحوائج الاولى انا قلت ما شاء وشر قال ابراهيم ابن ادهم قال بعضهم ما سأل السائلون مسألة هي انجح ما رواه او ما ذكره سعيد القداح بلغني موسى عليه السلام احنا عندنا قاعدة في الاسرائيليات ما هي القاعدة الاسرائيليات؟ نقبل ما كان موافقا ويرد ما كان مخالفا ولم يكن موافقا ولا مخالفا يذكر للاعتظاد ولا ليس للاعتماد الان هذا القول وهو ان موسى دعا الله ودعا الله ودعا الله ثم قال ما شاء الله يعني ان احتاج تفصيل فان كان المقصود ان الانسان يقول يا ربي انت ترزق ها؟ من تشاء هذا ما في اشكال اذا كان هذا المراد ان الانسان يخبر في دعائه ان الامر متعلق بمشيئة الله في الفعله اما ان يقول الانسان اللهم ارزقني ان شئت لا هذا لا يقول او يقول اللهم اني اسألك اه بمشيئتك وقدرتك ففرق بين الامرين نعم قال ابراهيم ابن ادهم قال بعضهم ما سأل السائلون مسألة هي انجح من ان يقول العبد ما شاء الله ما شاء الله قال يعني بذلك التقويض الى الله وكان ما لك بن انس كثيرا ما يقول ما شاء الله فعاتبه رجل على ذلك فرأى في منامه قائلا يقول انت المعاتب لمالك على قوله ما شاء الله لو شاء مالك ان يثقب ان يثقب الخردل بقوله ما شاء الله فعلوا قال حماد بن زيد جعل رجل لرجل جعلة على ان على ان يعبر على ان يعبر نهرا فعبر حتى اذا قرب ومن الشرط قال عبرت والله فقال له رجل قل ما شاء الله فقال ما شاء الله او لم يشأ قال فاخذته الارض. فلا ينبغي لاحد ان شاء الله او لم يشاء نعم. فقال شاء الله او لم يشأ قال فاخذته الارض. فلا ينبغي لاحد ان يخبر بفعل يفعله في المستقبل الا ان يلحقه بمشيئة الله فانه وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. والعبد لا يشاء اعرف رجل سبحان الله كان مغتر بصحته اغترارا عجيبا كنت اقول له يا اخي احمد الله عز وجل واشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة ادي ما عليك يقول ترى انا محافظ على صحتي لا تخاف وفجأة اصيب بارتجاف شديد ما يستطيع يتحرك كان لا بد ان يملك الامور بيد الله حتى طبه ما يعرفون ليش تصيب الإنسان بكذا وكذا وحتى لو عرفوا يعلقونهم بالاسباب وينسون رب الاسباب نعم فلا ينبغي لاحد ان يخبر بفعل يفعله في المستقبل الا ان يلحقه بمشيئة الله فانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن والعبد لا يشاء الا ان يشاء الله له فاذا نسي هذه المشيئة ثم ذكرها ولو بعد مدة فقد امتثل ما امر به. وزال عنه الاثم وان كان لا يرفع عنه الكفارة ولا الكفارة ولا الحنثة في يمينه. ولهذا في كلام ابي الدرداء اللهم اغفر لي وتجاوز عني ولم يسأل الا رفع الاثم دون رفع الكفارة. وكذا روي عن سعيد بن الصواب ان من حدث على شيء فان استثنائه المنفصل لا اثر له كون الانسان يحلف على شيء ثم بعدين يستثني هذا لا يفعل الكفار نعم يرفع عنه الاثم لكن الكفارة باقية اذا خالف المحلوف نعم وكذا روي عن سعيد بن جبير في قوله تعالى واذكر ربك اذا نسيت. قال يقول اذا حلفت ونسيت الاستثناء فاستثني اذا ذكرت ولو بعد خمسة اشهر وستة اشهر فانه يجزئك ما لم تحنث. خرجه ادم ابن ابي الياس في تفسيره وعلى هذا حمل وعلى هذا حمل قول ابن وعلى هذا حمل قول ابن عباس واصحابه طائفة من العلماء منهم ابو سعودي الاصبهاني وابن جرير الطبري وكذا يقال في هذا الحديث في تقديم الاستثناء في اليمين يعني هذه صورته لو ان انسان حلف في الصباح فقال لزوجته والله لا تخرجي فجلست المسكينة في البيت ويعتدى بالاهلي الظهر والعصر المغرب دخل الرجل الى ها هي جالسة ما لك؟ قال تريد الذهاب الان وانت حلفت؟ فقال ان شاء الله تأملوا معي فعند ابن عباس ما دام ان المحلوف به لم يقع فالاستثناء يصح ولو كان بعد مدة هاي سورة المسد نعم وكذا يقال في هذا الحديث في تقديم الاستثناء في اليمين فان تقديمه ابعد من تأخيره عن اليمين فان اليمين لم توجد بعد بالكلية وفي تأخيره قد وجدت وقد قال مالك في الاستثناء في اليمين ان ذكر المشيئة يريد ان ذكر مشيئته يريد بها الاستثناء نفعه. ذلك في منع الحنث. وان كان انما يريد امتثال قوله تعالى ولا تقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله لم يحدث. فاني ارى كفارة نقله ابن المنذر وغيره وكذلك حكاه ابو عبيد عن بعض العلماء. وتردد بعض العلماء في وجوب الكفارة في هذا القسم. لتردد نظره بين اللفظ والمعنى فلفظه معلق بالمشيئة ومعناه الجزم بالفعل غير بالجزم بالفعل غير معلق وانما ذكر اثناء تحقيق تحقيقا وتأكيدا للفعل. وفي الجملة فينبغي حمل حديث زيد ابن ثابت على هذا المعنى وان يقدم وان نقدم المشيئة على كل قول يقوله وحلف يألفه ونذر ونذر ينذره ليخرج بذلك من عهدة استقلال العبد بفعله وليحقق العبد انه لا يكون مما يعزم عليه العبد ويقوله منحرف ونذر وغيرهما الا ما شاء الله اراد ولهذا قال بعده ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن ولا حول ولا قوة الا بك انك على كل شيء قدير فتبرأ من حوله وقوته ومشيئته بدون مشيئة الله وحوله وقوته واقر لربه بقدرته على كل شيء كيف ان العبد عاجز عن كل شيء الا ما اقدره عليه ربه. ففي هذا الكلام افراد الرب بالحول والقوة والقدرة والمشيئة فان العبد غير قادر على ذلك كله الا على ما الا على ما يقدره مولاه قال بعضهم ما اكلت شيئا ملعونا قط. وذكر ابن حامد من اصحابنا عن احمد قال من لعن عبده فعليه ان يعتقه او شيئا من ما له ان عليه ان يتصدق قال ويجيء في لعن زوجته انه يلزمه ان يطلقها ويشهد لها في الزوجة ما يقدره مولانا الا على ما يقدره مولاه وهذا نهاية توحيد الربوبية. وللشافعي رحمه الله من ابيات ما شئت كان وان لم اشأ وما شئت ان لم لم يكن وقد حمل طائفة منهم الامام احمد كلام ابن عباس في تأويل الاية على وجه اخر وهو ان الرجل اذا قال لا افعل كذا كذا ثم اراد فعله فانه يستثني ثم يقول ان شاء الله ثم يفعله ويتخلص بذلك من الكذب ان لم يكن قد حلف عليه بيمينه وكان يحيى بن سعيد القطاني اذا قال لا افعل كذا لا يفعله ابدا فاذا قيل له لم تحلف يقول هذا اشد يعني الكذب لو كنت وحلفت كان اهون كنت اكفر يميني وافعله. وسئل الامام احمد عن من يقول لا اكل ثم يأكل. قال هو كذب لا ينبغي ان يفعل ذلك ونقل الوليد بن مسلم في كتاب الايمان والنذور عن الاوزاعي في رجل كلم من شيء فيقول نعم ان شاء الله. ومن نيته الا يفعل. قال هذا الكذب والخلف. قالت جمع بين السلام عليكم بين الكذب وبين خلف الوعد يقول اسوي لي كذا وكذا قال ان شا الله ابشر بالخير وهو لا يفعل ولا ينوي ان يفعل. فوقع في الكذب لانه اخبر انه سيفعل ووقع في الخلف قال انما يجوز المستثنى في اليمين قيل له فان قال نعم ان شاء الله ومن نيته ان يفعل ثم بدا له الا يفعل قال له ثنياه. وهذا يدل على ان استثناء بالمشيئة في غير اليمين انما ينفع لمن لم يكن مصمما على مخالفة ما قاله من اول كلام. قوله ان الانسان اذا كان مخالفا يخبر بشيء مخالفا لما في قلبه فهذا هو نوع نفاق. نعم قوله صلى الله عليه وسلم اللهم ما صليت من صلاة فعلى من صليت وما لعنت من لعن فعلى من لعنت. قال الخطابي الوجه ان ترفع التاء من صليت من من صليت ولعنت في الاولى وان تنصبها منهما في الاخرى. والمعنى كأنه يقول اللهم اصرف صلاتي ودعائي الى من اختصصته بصلاتك ورحمتك. واجعل لعنتي على من استحق اللعن عندك واستوجب الطرد والابعاد في حكمك. ولا اخذني بالخطأ مني في وضعها غير موضعها واحلالها في غير محلها. قال وانما يصح على هذا التأويل اذا كان قد سبقت منه صلاة او لعن لغير المستحقين. قال وقد يحتمل ان يكون انما دعا بالتوفيق واشترط في مسألته العصمة. لان لا يجري على لسانه ثناء لمن لا الا لمن يستحق الثناء من اوليائه ولا ذنب الا لمن يستحقه من اعدائه كانه يقول اللهم خذني حتى لا اوالي اللهم احفظني حتى لا اوالي الا اوليائك ولا اعادي الا اعدائك. قال والوجه الاول انما انصرفوا الى الماضي والوجه الاخر الى المستقبل والله اعلم انتهى. قال زيد الدين ابن رجب قلت التفسير الاول اصح يشهد هو ملقب بزيني انت الحافظ ابن رجب لقب بزينة قال زين الدين ابن رجب قلت التفسير هل عندنا غير مهم لكن المهم ان نعرف انه زين الدين قال زين الدين ابن رجب قلت التفسير الاول هو الصح يشهد له قول ابي الدرداء اللهم فمن صليت عليه فعليه صلاتي ومن لعنت فعليه لعنتي وقول الخطاب ان هذا الوجه انما ينصرف الى الماضي ضعيف بل الصواب انه ينصرف الى المستقبل وان المراد ما لعنت في هذا اليوم من لعن صليت فيه من صلاة يعني ما العن وما اصلي وهذا ما تقدم في قوله ما قلت من قول او نذرت من نذر او حلفت من حلف فمشيئتك بين يديه. يعني العجيب من حافظ ابن رجب انه جعل اللهم ما صليت من صلاة جعله آآ مرادا به المستقبل. وهناك جعله مرادا بالماضي نعم وقد وافق الخطابي كما تقدم عنها ان المراد به ما يقوله ويحلفه وينظره في المستقبل فكذلك الصلاة واللعن. واعلم ان العبد مبتلى بلسانه يلعن به من يغضب عليه ويمدح به من يرضى عنه وكثيرا ما يمدح من لا يستحق المجد ويلعن الا يستحق اللعن فاكثر الناس في هذا اما يتبع ان اشكال فلان يقول ذمه ذم مدحوه مدح سموه سب شتموه شتم نسأل الله السلامة والعافية. نعم وقد ورد في غير الحديث ان اللعنة اذا لم يكن الملعون بها اهلا لها رجعت على اللاعن. واللعن دعاء فربما اجيب واصاب ذلك الملعون وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم المرأة التي لعنت بعيرها ان ترسله وقال لا تصحبنا ناقة ملعونة وكان بعض بعض السلف لا يدخل بيته بشيء لا يدخل بيته بشيء ملعون ولا يأكل من بيض دجاجة يلعنها ولا يشرب من لبن شاة لعنها وقوع وقوع الفرقة الفرقة بين المتلاعنين لما لما كان احدهما كاذبا في نفس الامر قد حقت عليه اللعنة والغضب. فاذا قدم العبد من اول نهاره يعني الانسان اذا لعن شيء لا ينبغي ان يستخدمه في حاجة نفسك خلاص يحصل احد اباه اما ان يتخلص منه واما ان يتصدق به طيارة مثلا دعنتها بعض الناس اذا عطلت سيارته يقول الله يلعنه الله خلاص ليش تركها بالنار ما تفهم اذا جيت الولد وتأمره بامر فما اطاعك تلعنه بس ما تستخدم مرة ثانية كيف الان تلعنته؟ وكيف تستخدمه نعم فاذا قدم العبد من اول نهاره في دعائه ان ما ان ما لعن من لعن فانه لاحق بمن لعنه الله وما افنى من ثناء فهو لاحق بمن اثنى عليه الله فقد خلص فقد خلص بذلك من اثم لعن من لا يستحق اللعن او مدح من لا يستحق المدح. اذا وقع ذلك سهوا او غلطا او عن قوة غضب ونحوه فاما من يتعمد ذلك عن علمه في الحال ففي دخوله في هذا الشرط نظر مع ان عموم اشتراطه يقتضي دخوله فيه بل العموم اشتراطه يقتضي الا يخالف عمله قولا كما نصه وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه اشترط ان من انه من سبه او لعنه او ضربه في غضب ونحوه انه يكون له وصلاة وفي رواية وهو غير مستحق وهذا انما يكون اذا ظن استحقاقه لذلك ثم تبين انه غير مستحق. قوله وصلى الله عليه وسلم انت ولي في الدنيا والاخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين. مأخوذ من دعاء يوسف عليه السلام حين قال فاطر السماوات والارض الاية. والله عز وجل ولي اولياءه في الدنيا والاخرة يتولى حفظهم وكلاءتهم وهدايتهم وحراستهم في دينهم ودنياهم ما داموا احياء فاذا حضرهم الموت توفاهم على الاسلام بعد الموت بالصالحين. وهذا اجل النعم واتمها على الاطلاق. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاته مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وقول يوسف عليه السلام توفني مسلما والحقني بالصالحين. قيل فانه دعا لنفسه بالموت وهو قول جماعة من السلف منهم الامام احمد فيستدل به على جواز الدعاء بالموت من غير ضر نزل به. وقيل انه انما دعا لنفسه بالموت على الاسلام عند نزول الموت وليس فيه دعاء بتعجيل الموت كما اخبر المؤمنين انهم قالوا في دعائهم ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار. ويؤيد التفسير الاول ان انه عقبه بالدعاء بالشوق الى لقاء الله وهو يتضمن الدعاء للموت. واستدل من جوز الدعاء بالموت وتمنيه لقوله تعالى قل ان كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين ثم دمهم على عدم على عدم تمنيه بسبب سيئاتهم وعلى حرصهم على طول الحياة في الدنيا وكذلك قوله تعالى قل يا ايها الذين الذين هادوا ان زعمتم انكم اولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين. ولا يتمنونه ابدا بما قدمت ايديهم والله عليم بالظالمين. وفي المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يتمنين احد الموت الا من وثق بعمله. فمن كان له عمل صالح فانه يتمنى القدوم عليه وكذلك من غلب عليه الشوق الى لقاء الله عز وجل. واما من تمنى الموت خوف فتنة في الدين فانه يجوز بغير خلاف وقد بسطنا الكلام على هذه المسألة في غير هذا الموضع. يعني المسألة لها جهة جهة الاتفاق وهو انه اذا كان ثم فتنة فانه يجوز للانسان ان يسأل الله الموت من غير فتنة مضرة او مضلة والجهة الثانية ان يسأل الله الموت بلا فتنة فهذا هو الذي وقع فيه النزاع. نعم وقد بسطنا الكلام على هذه المسائل في غير هذا الموضع. قوله صلى الله عليه وسلم اللهم اني اسألك الرضا بعد القضاء وبرد العيش بعد الموت الموت ولذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. هذه الثلاث خصال قد روي عن النبي صلى الله الله عليه وسلم انه كان يدعو بها في غير هذا الحديث ايضا من حديث عمار ابن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد شرحنا حديثه امامي في موضع اخر. فاما الرضا بالقضاء فهو من علامات المخبتين الصادقين في المحبة. فمتى امتلأت القلوب بمحبة مولاهم رضيت بكل ما يقضيه عليها من مؤلم وملائم. سيان ان لاموا وان عدلوا ما لي عن الاحباب ما اصطبروا لابد لي منهم وان ترك قلبي بنار الهدي يستعر وعلي ان ارضى بما حكموا واطيعوا في كل ما امروا. اذا امتلأت القلوب بالرضا عن المحبوب صار فيما يرد عليها من احكامه واقداره. قال عمر ابن عبد العزيز اصبحت ومالي سرور الا في مواقع القضاء والقدر دخلوا على بعض التابعين في مرضه فقال احبه الي احبه الي ان كان سر ان كان سركم ما قد بليت به فما لجرح اذا ارظاكم الم حسب حسب سلطان الهوى انه يلد كل ما يؤلم وربما اختار بعضنا هذا الكلام عظيم يعني يكفيك من سلطان الهوى وشره انه يأتي بكل لذيذ سببه وينتج عنه الالم فلماذا تتبعوا اذا مثلا هواك انك تاكل تاكل تاكل وتصير مغص شنو الفايدة النوم الكثير هوا تنام تنام بعدين كسلان خضرا شو الفايدة نعم وربما اختار بعض المحبين الدل على العز والفقر على الغنى والمرض على الصحة والموت على الحياة عز ذلي وصحتي في سقمي يا قومي رضيت في الهواء سفك دمي عدال كفوا عدال كفوا فمن منامي المي من بات على مواعيد اللقاء لم ينم. وانما قال صلى الله الله عليه وسلم الرضا بعد القضاء لان ذلك هو الرضا حقيقة. واما الرضا بالقضاء قبل وقوعه فهو عزم على رضاه. وقد تنفسق العين عزائم عند وقوع الحقائق. ومع هذا فلا ينبغي ان يستعجل العبد البلاء بل يسأل الله العافية فان نزل البلاء تلقاه بالرضا قتل لبعضهم ولدان في الجهاد فجاء الناس يعزونه بهما فبكى وقال ما ابكي على قتلهما لكن كيف كان رضاهما عن الله حين اخذتهما السيوف. الله. ان كان سكان الغضا بقتل فرضا والله ما كنت لما والله ما كنت لما يأوي الحبيب مبغضا. صرت لهم عبدا وما للعبد ان يعترض من لمريض لا يرى الا الطبيب من رضاك واما برد العيش بعد الموت فالمراد به طيب العيش ولذأته وما تقر به عين صاحبه. فان البرد يحصل به قرة قرة عين الانسان وطيبها وبرضو القلب يوجب انشراحه وطمأنينته بخلاف حرارة القلب والعين ولهذا في الحديث طهر قلبي بالماء والثلج والبرد ودمعة السرور باردة بخلاف دمعة الحزن فانها حارة تبرد العيش هو طيبه ونعيمه وفي الحقيقة انما يكمن طيب العيش ونعيمه في الاخرة لا في الدنيا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا عيش الا عيش الاخرة. لا عيش الا عيش الا عيش الاخرة وسبب ذلك ان ابن ادم مركب من جسد وروح وكل منهما يحتاج الى ما يتقوت به ويتنعم به. وذلك هو عيشه جسده عيشه الاكل والشرب والنكاح واللباس والطيب وغير ذلك من اللذات الحسية. ففيه بهذا الاعتبار مشابهة بالحيوانات في هذه الاوصاف. واما الروح فهي لطيفة. وهي روحانية من جنس الملائكة فقوتها ولذتها وفرح اما قوله ان الروح من جنس الملائكة فهذا فيه اثر لان الملائكة اجسام نورانية واما هذه الارواح فلا يعلم احد حقيقتها كما قال الله يسألونك عن الروح اذا كان مقصوده هي روحانية من جنس الملائكة يعني انها لا تراق هذا معنى صحيح نعم. فقوتها ولذتها وفرحها وسرورها في معرفة خالقها وبارئها وفاطرها وفيما يقرب منه من طاعته في ذكره ومحبته والانس والانس به والشوق الى لقائه فهذا هو عيش النفس وقوتها فاذا فقدت ذلك مرضت وهلكت اعظم مما يهلك الجسد بفقد طعامه وشرابه ولهذا يوجد كثير من اهل الغنى والسعة يعطي جسده حظه من التنعيم ثم يجد الما في قلبه ووحشة فيظنه قالوا ان هذا فيظنه الجهال ان هذا يظن فيظن الجهال. فيظن الجهال ان هذا يزول بزيادة هذه اللذات الحسية وبعضهم يظن انه يزول بازالة العقل بالسكر وكل هذا يزيد الالم والوحشة. وانما سبب ان الروح فقدت قوتها وغذائها فمرظت. وتألمت اذا كنت قوت النفس ثم هجرتها فلن تصبر النفس التي هل تقوتها؟ ستبقى بقاء الظب في الماء او كما يعيش ببيداء المفاوز حوتها. قال بعض العارفين لقوم اتعدون العين فيكم قالوا الطعام والشراب ونحو ذلك فقال انما العيش الا يبقى منك جارحة الا وهي تجادبك الى طاعة الله عز وجل من عاش مع الله طاب عيشه ومن عاش مع نفسه وهواه طال طيشه قال الحسن ان احباء الله هم الذين هم الذين ورثوا اطيب الحياة بما وصلوا اليه من مناجاة حبيبهم وبما وجدوا من لذة حبه في قلوبهم. واكل ابراهيم ابن ادهم مع اصحابه كسرا كسرا يابسة ثم قال ثم قام الى نهر فشرب منه بكفي ثم حمد الله ثم قال لو علم الملوك وابناء الملوك ما نحن فيه من النعيم والسرور لجالدونا عليه بالسيوف ايام الحياة على ما نحن فيه لذيذ العيش وقلة التعب. فقال بعض اصحابه يا ابا اسحاق طلب القوم الراحة والنعيم فاخطأوا الصراط المستقيم فتبسم ثم قال من اين لك هذا اهل المحبة قوم شأنهم عجب سرورهم ابد وعيشهم طرب. العيش عيشهم والملك هم وما الناس الا هم بانوا او اقتربوا. قيل لبعض العارفين وقد اعتزل عن الخلق اذا هجرت الخلق مع من تعيش؟ قال مع من هجرتهم الى لاجلكم. ويروى عن المسيح عليه السلام انه قال يا معشر الحواريين كلموا الله كثيرا وكلموا الناس قليلا قالوا كيف نكلم الله كثيرا؟ قالوا اخلوا بذكره اخلوا بذكر نعمائه اخلوا مناجاته ينبغي الانسان يتعلم كيف يخاطب الله كيف يناجي الله عز وجل شلون تكلم الامير؟ شلون تكلم الوزير؟ شلون تكلم ولدك؟ شلون تكلم اخي تعلم الانسان خاطب الله يكون خطابك مع الله اكثر من الخالق فيكون خطاب الله لك اكثر من خطاب الناس لك خطاب الله لك تقرأ القرآن خطابك لله انك تدعو وتلح وتذكر. نعم. ما اطيب عيش من يخلو بحبيبي يلتذ به من غير محاشاة رقيب مرضي بكم كل طبيب من امن فضل مثلكم كيف يخيب. واعلم ان الجمع بين هذين العيشين في دار الدنيا غير ممكن اشتغل بعيش روحه وقلبه وحصى له منه نصيب وافر لها عن عيش جسده وبدنه ولم يقدر ان يأخذ منه نهاية شهوته ولم يقدر ان يتوسع في نيل الشهوات الحسية وانما يأخذ منها بقدر ما تقوم به حاجة البدن خاصة فينتقص بذلك عيش الجسد ولابد. وهذه كانت طريقة الانبياء والمرسلين واتباعهم. وكان الله يختار ان يقلل نصيبهم من عيش اجسادهم ويوفر نصيبهم من عيش قلوبهم وارواحهم. قال سهل تستري ما اتى الله عبدا من قربه ومعرفته نصيبا الا حرمه من الدنيا بقدر ما اعطاه من معرفته وقربه ولا اتاه من الدنيا نصيبا الا حرمه من معرفته وقربه بقدر ما اتاه من الدنيا نكتفي بهذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد