الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه الميامين وعلى من سار على نهجهم واقتفى اثرهم الى يوم الدين وبعد او شكر الله لكم هذه الاستضافة وبارك الله في جهودكم في هذه القناة المباركة وضمن دورة الاصيل رحمه الله تعالى واسأل الله الكريم نشر العقيدة الصحيحة والدعوة الى التوحيد والسنة في موازين حسناتكم وان يثبتنا على الدعوة الى ثم اكرر الشكر والثناء في اختيار هذه الرسالة القيمة من جهة موضوعها ومادتها ومن جهة مؤلفها الا في موضوعها هي في صفات الداعية والداعي الى الله تبارك وتعالى حتى يكون بدعوته اثرا ظاهرا قبولا و لتقوم به الحجة الرسالية فعليه ان يتصف بصفات الدعاة الى الله تبارك وتعالى وهذه الصفات قد اجاد شيخنا وشيخ مشايخنا الشيخ زيد ابن محمد هادي المدخلي رحمه الله تعالى اجاد اجادة فائقة في ذكر صفات الداعية وهو رحمه الله كان رجلا خلوقا موصوفا بصفات الداعية احسبه كذلك رحمه الله رحمة واسعة و كان يرى ذلك عليه لا سيما في مظان النصب والتعب كالحج فانه غدا كان عظيم الخلق عظيم البشاشة واسع الصدر حليما و لا ريب ان ما كتبه بهذه الرسالة ينبئ ان شاء الله عز وجل عن تضلع واطلاع على ما في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومستنبط وقد استنبط هذه الصفات من الايات والاحاديث وايضا قد راها حاجة الناس الى هذه الصفات لا سيما وقد كان يخالط الشيخ الناس والدعاة الى الله تبارك وتعالى في سابقة في منطقته وكذلك في الحج الدعوة العامة التي كان الشيخ رحمه الله اشتغلوا ويعمل ويقوم بالدعوة الى الله عز وجل بها فنبدأ على بركة الله ونسأله سبحانه وتعالى ان يرزقنا واياكم هذه الصفات العظيمة التي هي في الاصل صفات من ورث منهم الدعاة الى الله تبارك وتعالى فان الدعاة الى الله على علم وبصيرة هم وراث الانبياء عليهم الصلاة والسلام واخلاق الانبياء معلومة وفي الايات مجبورة وهم اعلى الناس مقامات بي الاخلاق ومن اجل تعاملا مع الخلائق صلوات ربي وسلامه عليهم وقد ذكر الله وامر الله وقد امر الله نبيه عليه الصلاة والسلام ان يقتدي بهديهم لانه داع الى ما دعوا اليه فقال له اولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتدي فنبدأ ان شاء الله جل وعلا في هذه الصفات حتى نكون من وراث الانبياء حقا وصدقا علما وعملا خلقا وعبادة عقيدة ومنهجه والله اسأل ان يرزقنا واياكم السداد والهدى والرشاد تفضل وبارك الله فيكم امين فيكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد فيقول المصنف رحمه الله تعالى وغفر الله له ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين بسم الله الرحمن الرحيم. الصفة الاولى اخلاص النية لله الذي بيده الثواب والعقاب والذي لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا صوابا لحديث انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى آآ الداعي الى الله تبارك وتعالى او الداعية ان يجعل الاخلاص امام صفاته وامام صفاته وعليه ديدن حياته ويتجلى هذا في ثلاثة امور. الامر الاول انه يدعو الى الله لا الى نفسه ولا الى شخصي ولا ليقال جاء الشيخ وذهب الشيخ ودخل الداعية وخرج الداعية يدعو الى الله عز وجل فهذه من اعظم علامات الاخلاص انه يدعو الى الله تبارك وتعالى الى توحيد الله تبارك وتعالى ومما يتجلى به الاخلاص انه لا يتأثر بدعوتي الى الله جل وعلا اذا اوذي في الله تبارك وتعالى وهذه من علامات المخلصين انه الاذية في سبيل الله سبحانه وتعالى سواء كانت جراحات قولية او فعلية احتسبها عند الله جل وعلا ويرى انه كالمجاهد في سبيل الله وهذه من علامات الاخلاص ومن علامات الاخلاص ايضا انه يدعو الى الله جل وعلا بما يعلم لا يتشبع ولا يتحدث ولا يتكلم بما لا يحسن فان كان عالم فقه كلم فيه ان كان متخصصا الحديث وفي علم الجرح والتعديل تكلم فيه ان كان من علماء العقيدة والسنة تكلم فيها وهكذا. نعم رحمه الله الصفة الثانية التزود من العلم النافع الذي يثمر العمل الصالح وتزودوا فان خير الزاد التقوى الاخلاص بداية ولابد من استمرار هذا الاخلاص الى ما لا نهاية حتى يدخل الانسان بعمله الخالص بعمله الخالص الجنة بفظل الله سبحانه وتعالى اما الصفة الثانية وهي صفة التزود فانه يتزود لاجل انه يدعو الى الله سبحانه وتعالى وما دام انه يدعو الى الله فلا يمكنه ان يدعو الى الله ان يقوم بهذا الاخلاص الا بالعلم ولذلك اخبر الله عز وجل عن صفات الدعاة بحق حينما عطفهم على النبي عليه الصلاة والسلام على نفسه فقال قل هذه في سبيلي ادعو الى الله وهذا هو الاخلاص على بصيرته. هذا هو العلم انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين ومن علامات الدعاة الى الله عز وجل الصادقين انهم يدعون بما يعلمون والى ما يعلمون ولا يتكلمون فيما لا يعلمون وهذه قضية مهمة جدا و اكثر من يفسد من الناس سببه انهم يدعون الى ما لا يحسنه او يدعون الى ما لم يؤمروا به اصلا بالدعوة الى السياسة او الدعوة الى التحزبات او الدعوة الى في قتلهم او بالدعوة الى الشرك والبدعة كل ذلك سببه عدم التزود بالعلم النافع ولا يزال الداعي الى الله جل وعلا يطلب العلم ولا يترك طلب العلم حتى وهو يدعو الى الله تبارك وتعالى يتعلم ويدعو ويزداد تعلما فيزداد دعوة نعم الصفة الثالثة فهم العقيدة قيلت في صحيحا وتحقيق العبادة اذ بذلك تقبل جميع الاعمال هذه الصفة عظيمة فهمه العقيدة فهما صحيحا وتحقيق العبادة وبذلك تقبل الجميع الاعمال وهذا جزء من العلم الذي هو مأمور بان يتزود منه لكن الشيخ رحمه الله خصه لان فهم العقيدة الصحيحة والمنهج الصحيح هو من شروط قبول العمل ان الله عز وجل لا يقبل الا الاخلاص من العمل الا ما كان خالصا على صورة الاتباع طوابه كما قال جل وعلا فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا نعم الصفة الرابعة مراقبة الله في السر وفي العلن والاستحياء من الله والاستعداد التام للانتقال من هذه داري الى دار تداري القرار ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك هذه الصفة ينبغي ان ان تكون مصاحبة للداعي لا سيما بالخلوات قد يكون الانسان مراقبا لله جل وعلا في الجلوى وامام الناس لكن المهم في الداعي الى الله جل وعلا ان يكون مراقبا لله في خلوته ولهذا يقولون من علامات الدعاة الى الله انهم اذا صاروا في الخلوات لجأوا الى الذكر والى الدعاء يدعون من دعوهم ان يهديهم الله وان يوفقهم الله في الصلوات في سجداتهم بدعواتهم ويجلسون بالذكر ويطلبون من الله العفو التلاء يكون سببا في صد الناس عن دين الله جل وعلا بسبب ذنوبه او تقصيره او عدم بيانه وفهم العقيدة الصحيحة والمنهج الصحيح صفة عظيمة من صفات الدعاة الى الله تبارك وتعالى و هذه الصفة ايضا هي صفة بدعوته فانه بذلك يتميز عن الدعوات الباطلة التي تكون للشرك او البدعة او تحزباتي او الضلالات او الفرق نعم الصفة الخامسة حسبة النفس والاستعداد التام ليوم الانتقال من هذه الدار الى دار القرار ينبغي على الداعية الى الله جل وعلا ان يذكر نفسه بالموت بين الفينة والاخرى وانه يرى ما يدعو به ما يدعو الى الله عز وجل هو زاده الى الله ويحتسب ذلك عند الله ثم يرى نفسه انه اذا اصبح لا يمسي كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لعبدالله ابن عمر اذا اصبحت فلا تنتظر المساء واذا امسيت فلا تنتظر الصباح نعم الصفة السادسة الحرص الصادق على التأسي بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وذلك متابعة ما جاء بي من عند ربه ونبذ التقاليد الشرقية والغربية التي ابتلي بها معظم الناس لا سيما شباب المسلمين ذكورا واناثا بسبب الدعايات المغرضة التي تهدم الدين وتحطم والاخلاق وتحارب فطرة الله التي فطر الناس عليها هذه الصفة العظيمة من الصفات التي هو هي سبب من اسباب القبول الاقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام فعلى الداعي الى الله عز وجل ان يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته بدءا واولوية وكيفية فردية كانت او جماعية وعليه برسول الله صلى الله عليه وسلم في ايه في هيئته في شكلي في لباسي في اكلي في شربي في قيامي في قعوده في تبسمه بحسن عبارته في دعوتي بالحكمة والمجادلة والموعظة ببشارة في ندارته وهكذا يكون بذلك اقرب الى القبول عند الله عز وجل اولا ثم عند الناس ثانيا نعم الصفة السامعة استثمار الاوقات في كل ما ينفع ويفيد في الدنيا والاخرة رجاء لثواب لثواب الله ومحاربة للتسكع والتسيب والضياع التي تسبب الخذلان والحرمان والخسران في الدنيا ارزخي ويوم لقاء الله نمر الفتح اللاقط شيخنا حفظكم الله عفوا ما انتبهت. اقول هذه الصفة من الصفات المهمة التي ينبغي على الداعي الى الله جل وعلا ان يتصف بها وهي انه يحاسب نفسه و يحرص على الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة وايضا عليه ان ينظر الى نفسه هل هو يستثمر وقته في النافع والمفيد او لا ولذلك ربنا سبحانه وتعالى يقول لنبيه عليه الصلاة والسلام اينما وجد المعاندين قال ان عليك الا البلاغ وقال ما انت عليم بمسيطر فلا ينبغي للعبد ان يشتغل في مع اناس لا يجد منهم الا الصد وانما يستثمر وقته في ارض يظن انها خصبة في مكان يظن انه ينبت فيسقيه ويرعاه ويداريه ويجاريه لعل وعسى ان يجد فيه زرعا صالحة ولا يليق بالداعية الى الله جل وعلا ان يكون مضيعا للاوقات نعم الصفة الثامنة الحرص على نشر العلم واعطائه اغلى الاوقات واعداد نفسي اعدادا جيدا يمكنه من ايصال الخير الى المدعوين على اختلاف مستوياتهم وتباين احوالهم هذه الصفة ايضا مهمة جدا وهي ان داعية الى الله تبارك وتعالى ينبغي عليه ان يعلم انه يستثمر في افضل عبادة دعوة الى الله جل وعلا من العبادات العظيمة التي هي من الجهاد في سبيل الله ولان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم الدعوة الى الله استثمار عظيم مع الله جل وعلا فلا ينبغي للداعية ان يعطي الاوقات الفاضلة للدعوة فليعطي الاوقات الغالية بالدعوة الى الله تبارك وتعالى لا الصفة التاسعة محاولة كثرة الاطلاع والقراءة في الكتب المفيدة من قديم وحديث جاعلا في المقدمة القرآن الكريم وكتب تفسيره المشهورة وكتب السنة المطهرة الامهات الست مثلا مع شروحها وكتب السيرة النبوية التي تكشف عن كيفية الطرق الدعوة المحمدية وكذا قراءة المجلات والصحف المعاصرة. للاستفادة منها او النقد لها والرد عليها بقصد بيان الحق ونصرته. وتوضيح الباطل وقمعه ودحضه هذه الصفة ايضا هي تابعة للتزود من العلم. لكنها انكشافية لكيفية ايضا حال الداعي الى الله جل وعلا انه لا يكتفي بالعلم الذي بل يكثر المطالعة والقراءة الكتب المفيدة القديمة والحديث وهو كما قال الشيخ يجعل في المقدمة القرآن الكريم يتأمل يتدبر او تفسيره وفوائده ما يستنبط منه ويقرأ كتب السنة المطهرة كالامات الست وهنا مكتوب الامهات ما ادري هل هو خطأ مطبعي صواب الامهات بدونها يعني كلمة الامهات تطرق على آآ الانسان على ما يولد واما ما لا يولد فيقال له الامهات كذلك ينبغي للداعي الى الله جل وعلا ان آآ يكون مطلعا على بعض المجلات والكتب المعاصرة التي تحدثوا عن محيطه وعن احوال واقعه لكن ليس هذا معناه انه يقرأ فيك المجلات المحرمة او البدعية وانما المقصود مجلات اهل السنة و اه المقصود الصحف المعاصرة التي اه تخلو من المحرمات مثل ما كان يصدر جريدة المسلمون في ايام الشيخ رحمة الله عليه كذلك من قبل ايام الشيخ حامد الفقي كان له صحيفة وهكذا لا العاشرة اختيار الاسلوب الحسن في الموعظة والجدل والمناظر والتعلم الذي ينبغي ان تراعي ان تراعى فيه مستويات الناس في الفهم والحاجة اذ ان لكل مقام مقالة. وان لكل زمان رجال الا الاسلوب الحسن هو الذي امر الله به كما قال جل وعلا قل لعبادي يقولوا التي هي احسن و قال ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجاء دلهوم بالتي هي احسن اذا كان الموعظة تكون بالحسنة فالمجادلة لا بد ان تكون بالتي هي احسن بدون استهزاء بدون رفع صوت بدون حب الاستعلاء دون حب التخطئة وهكذا المناظرات والتعلم اما المناظرات فلا ينبغي للداعية الى الله عز وجل ان يسير اليها وان يلجأ اليها الا عند الضرورة والا فالاصل ان المسلم ان السني لا يناظر الناس صفة الحادية عشرة العناية باللغة العربية اذ هي لغة القرآن الكريم فلكم رأينا من اعراض عن حديث من يلحن وجهد في موعظته او محاضرته نعم هذا ايضا من التزود من العلم والعناية بالعربية نحوا وصرفا وبلاغة من الات العلم الشرعي فان العلم الشرعي في قوالب وهذه القوالب هي العربية ومن يكون لحانا في كلامه كيف يستمع له الناس ومن يكون غير مدرك لغور الكلام بالبيان كيف انبط للناس وطالب العلم بحاجة الى النحو ليستقيم لسانه وبحاجة الى الصرف والبيان البلاغة هي صحة استنباطه نعم الصفة الثانية عشرة مواكبة الاحداث ومعرفة الزمن الذي يعيش فيه والوسط الذي يعاصر ذويه اذ ان ذلك من اقوى اسباب نجاح الدعوة الى الله في مجتمعات الخلق والمقصود بهذه الصفة هو ان الانسان يكونوا على علم بفقه واقعه فيطلب من الناس ما هو مستطاع ويأمر الناس بما هو في مقدورهم لا يجوز للانسان مثلا اذا قرأ ايات الجهاد يأتي الى مجموعة من الناس ويحثهم على الجهاد ويدخلهم في انشاء العصابات ونحو ذلك انا ما فهم معنى الجهاد وكأنه يعيش في غابة او يعيش في جزيرة هذا كلام عميق من الشيخ رحمة الله عليه لابد لطالب العلم ان يكون مدركا لواقعه ملما بالاحوال ما الذي يصلح وما الذي لا يصلح من الكلام من البداعة متى يكون شديدا وسيكون لينة متى يكون مقداما؟ متى يكون محجاما وهكذا. نعم الصفة الثالثة عشرة كثرة الاستشهاد بالقرآن الكريم بقصصه وامثاله ووعده ووعيده. وكذا بالقصص والامثال التي استعملها النبي صلى الله عليه وسلم بخطبه ووصاياه كما يحسن ذكر مناقب الدعاة من سلفنا الصالح اعلام الهدى ومصابيح الدجى وائمة الدين والتقوى بتقوى عزائم المدعوين فيترسم الخطى ويأخذ القدوة الصالحة الرشيدة منهم نعم ينبغي لطالب العلم ان يكون ملما بالايات بل ينبغي ان يكون حافظا للقرآن حافظا لكثير من الاحاديث الا يقال لانسان طالب علم حتى يحفظ احاديث الاحكام اقل شيء ثم يطلع على سير السلف الصالحين للصحابة والتابعين والائمة المرضيين ويذكر في ثنايا كلامه الايات تلو الايات والاحاديث بعد الاحاديث ويذكر القصص الصحيحة الثابتة عن سلفنا الصالح حتى يكون ذلك نبراسا للمدعوين نعم الصفة الرابعة عشرة التدرج والمرحلية مع المدعوين فيعلمهم صغار العلم قبل كباره يعلمهم العقيدة التي بدأ الانبياء العظام والرسل الكرام بدعوة الخلق اليها وهذه عين البصيرة هذا الذي قال الله عز وجل عنه ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون قال بعض السلف الرباني هو الذي يعلم صغار العلم قبل كبار وفي صحيح البخاري حديث عائشة رضي الله عنها انها قالت لو ان اول ما نزل لا تشربوا الخمر لا تفعلوا كذا لا تفعلوا كذا لما استقام الناس ولكن اول ما نزل وانا جارية العب قال الامر توحيد و الامر الاستسلام والانقياد لله جل وعلا ولذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام في التدرج لمعاذ بن جبل فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله نعم الصفة الخامسة عشرة مراعاة عدم الاطالة لئلا يمل الداعية او لئلا يمل الداعية الناس او يفتنهم عن الضروريات من حوائجهم اللهم الا اذا دعت الحاجة الى الاطالة فانه لا مانع منها فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه خطب الناس يوما كاملا بين لهم فيه كل شيء من امور دينهم حتى دخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار واصحابه الكرام جلوس يسمعون فلم يصبهم ملل ولا ضجر وان حاجة الناس اليوم في القرى والبوادي الى معرفة اصول دينهم. وبيان محاسنه وفضائله لاشد من اي وقت مضى كيف لا وهم يعيشون في عصر كم فيه من ملهيات ومغريات تزين للانسان البشري الشر بحذافيره وتحببه الى النفوس بوسائلها الفاتنة ودعايتها الموضة وضلالاتها الهدامة. ورغم ذلك كله فان معظم الناس يتدجرون اذا تجاوز الخطيب في خطبته او المحاضر في محاضرته ربع ساعة من الزمن فاذا ما قد قضيت الصلاة او انتهت المحاضرة سمعت لهم دويا بالتعليق لقد اطال علينا وما هكذا تكون الخطابة والخطباء ونحو ذلك بينما هم هدانا الله هم لا يملون من قضاء ساعات طوال عند سماع الاغاني الخليعة او التمثيليات الفاسدة المفسدة التي لا تحقق لاحد مصلحة ولا تفيد سامعا شيئا نافعا. هكذا انعكست الحقائق عند هذا الصنف من الناس فلا يكادون يفرقون بين النافع المفيد والضار والمؤلم. ومجالس الخير الطيبة ومجالس الخير الطيبة المباركة ومجالس في الشر المحرقة المنتنة فلا حول ولا قوة الا بالله الاصل في الدعوة الى الله جل وعلا انها تكون بعبارات موجزة و بكلمات مختصر مفهومة وتحفظ وقد يكرر الداعي الى الله جل وعلا ما يقول مرة مرتين ثلاث حتى يفهم عنه اما اطالة المواظيع يشرق ويغرب فهذا يمل الناس وهكذا الاطالة في الكلام الواحد يمل الناس فينبغي على الداعية الى الله جل وعلا ان يكون مدركا لحال الناس فاذا رأى منهم اقبالا لا بأس ان يطيل واذا رأى منهم احجاما فليخسر وكان ابن مسعود رضي الله عنه وهو من هو في علمه وتلامذته كمشروق و علقمة وامثالهم ومع ذلك ما كان يطيل عليهم الا بالدروس اما المواعظ والكلمات فما كان يطيل عليه ولا شك ولا ريب ان النفوس تميل الى اللهو واللعب والى الدنيا ولهذا ترى الناس ساعات ترى الناس ساعات وساعات وهم يلهون ويلعبون ولا يملون اكبر مثال على هذا جلوس الناس لمشاهدة الكرة او لمشاهدة المسلسلات لكن لو جلسوا لخطبة الجمعة كما قال الشيخ تكلموا في اطالتي ولهذا كان من الفقه في خطبة ما ذكره النبي كريم صلى الله عليه وسلم ان من فقه الرجل ان من مأنة فقه الرجل قصر خطبته وطول طلاتي وافهم من هذا الحديث بفهم القاصر معنى اخر آآ متضمن وان لم يكن هو المراد بالمنطوق وهو ان الانسان في كلامه للناس يقصر الخطاب وفي عبادته يطيل الخطاب مع الله جل وعلا. نعم صفة السادسة عشرة الحرص على نيل الحكمة التي ارشد اليها القرآن الكريم ومجانبة التقريع والتنديد بالمدعو او المدعوين الا في موضعه وقد يكون الخصم مستهترا ومتهورا فينبغي ان تستعمل معه الشدة عله يرتدع ويشعر ان العزة لاهل الايمان بالله والدعوة اليه. كما قال تعالى قال لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر واني لاظنك الاصل في الدعوة الى الله عز وجل اللين الاصل في الدعوة اللين والحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن لكن هذا لا يعني ان الانسان لا يخرج عن هذا الاصل ولهذا نجد في القرآن الكريم ان الله امر بالاصل واخبر اما خرج عن الاصل فقال لموسى وهارون فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى واخبر عن خروج موسى عن هذا الاصل فقال واني لاظنك يا فرعون مذكورا فالخروج لحاجة الغلظة والشدة لحاجة ليس لحاجتي بحاجة راجعة الى الداعية وانما لحاجة المدعو فان بعض الناس ربما لا يتأثر الا بسياط الكلام او لحاجة الدعوة لحاجة الدين بيان عزته ومكانته فمثلا لو دخل انسان الى مكان واراد ان يتكلم معهم ويدعوهم فاستهتروا بالدين فيغلظ لهم القول ويخرج اما لو استهتروا به فلا لان الداعية الى الله قد بذل نفسه في سبيل الله فلا يبالي ما يقال عنه او ما يلام به او ما يلحقه من اذى اوقذنا الصفة السابعة عشرة كثرة الاحتمال وقوة الصبر اذ ان من اذ ان من اختار لنفسه طريق الانبياء فلابد ان يناله من الاذى ما يحتاج معه الى شحنة كبيرة من الصبر يستعين بها على اداء واجبه وانجاز مهمته ولهذا نجد ان الله جل وعلا امر نبيه صلى الله عليه وسلم وهو من هو في مقامه في عبوديته لربه في دعوته الى الله بصفاته الحميدة امره في مواضع كثيرة بالصبر وليس مطلق الصبر بل والصبر الجميل فاصبر صبرا جميلا وقال له واصبر كما صبر اولي العزم من الرسل بل من تتبع القرآن وجد ان الله جل وعلا لا يذكره الدعوة الا ومعه الصبر كما لا يذكر الطاعة الا ومعه الصبر اما لا يذكر النهي عن المعاصي الله ومعها الصبر والسبب في ذلك اذا دعيت الى الله جل وعلا بحاجة الى الصبر مع الناس بحاجة الى الصبر على الطاعات مع نفسه وبحاجة الى الصبر عن المعاصي في نفسه واعظم سورة القرآن ومن اعظم سور القرآن سورة العصر التي قال الله فيها والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصل الصبر وتم السورة بالتواصي بالصبر لان ما سبق من الامور الثلاثة المنجية بحاجة الى الرابعة فالايمان بحاجة الى الصبر والتواصي بالحق بحاجة الى الصبر والعمل الصالح بحاجة الى الصبر. نعم الصفة الثامنة عشرة البدء في التعلم والدعوة بالاهم فالمهم كوصول الدين من عقيدة وعبادة ومعاملة وسلوك وخلق حسن نعم هذا سبق بيانه لكن لعل الشيخ اعاده لمقصد لا الصفة التاسعة عشرة الاعتراف بالفضل لاهل العلم والفضل والفضل وتوقير الاحترام وتوفير الاحترام للاخرين فلا يغمطهم حقهم ولا يفتي في مجالسهم الا باذنهم ان كانوا اكثر منه علما واوسع اطلاعا المرجو فتح الله قد شيخنا حفظكم الله نعم نعم اعتذر احيانا انسى سبحان الله لا شك ان الله جل وعلا ينبغي عليه ان يكون منصفا ومن علاماته انصافه الاعتراف بالفضل لاهل العلم والفضل سواء كان كانوا في زمانه فيجلهم ويوقرهم ويقدمهم او الذين كانوا قبله لا يحتقرهم ولا يحتقر علمهم بل واذا جاء ذكرهم يترحم عليهم ويدعو لهم بالخير ويجلهم في اعين الناس وهذه فائدة لطيفة وهي ان اعتراف الداعية الى الله بفضل اهل العلم سبب من اسباب توقير وتقدير العلم والدين في قلوب العامة متى ما رأى الناس من الداعية الى الله الاحتقار اهل العلم حقر العلم في قلوبهم متى ما رأى الداعية الى الله عز وجل متى ما رأى الناس من الداعية الى الله عز وجل تصغير اهل العلم صغر العلم في اعينهم وفي نفوسهم هذه قضية مهمة بل لا ينبغي ان يشتغل الانسان هذه كلمة انتبهوا لها بل لا ينبغي ان يشتغل الانسان في حال دعوته الى الله عز وجل بفلان وفلان الا بقدر الضرورة ولكم في نبي الله موسى وشو فان فرعون اراد بعد تقرير موسى عليه السلام لدعوته ان يشوش عليه فقال له فما بال القرون الاولى فموسى عليه السلام لو قال هم في النار كفار وكذا وكذا وكذا ويذكر ذمهم مباشرة سيلتفت للحاضرين يقول انظروا هذا ماذا يقول عن ابائكم واجدادكم وو الى اخره ففهم موسى عليه السلام ان اللعين يريد الشوشرة على دعوته فقال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى يعني قضيتي الان معك اولئك اقوام امرهم الى الله سبحانه وتعالى قامت عليهم الحجة الرسالية يعذبوا ومن لم تقم عليه حجة الارسالية فامره من الله الاعتراف بفضل اهل العلم توقير للعلم الاعتراف بفضل اهل قطعنا شيخنا حفظكم الله عندما قلتم ان الاعتراف بفضل اهل العلم توقير للعلم تسمعني الان الان مسموح حفظكم الله اقول حفظكم الله ان الاعتراف بفضل اهل العلم توقير لاهل العلم والاعتراف بفضل اهل الاسلام توقير للاسلام اعتراظ بفظل اهل القرآن توقير للقرآن الاعتراف بفظل اهل السنة توقير للسنة نعم الصفة العشرون الشجاعة الشرعية المقرونة بالحكمة الدعوية على نهج السلف الصالح رحمهم الله لان الدعوة الى الله جهاد والجهاد لا يقوم بوظيفته الا الشجع عانوا الحكماء الذين يؤمنون بان الموت والحياة بيد الله وكذلك هداية القلوب بيده وحده دون سواه والذين يتصرفون في شأن الدعوة الى الله وفق نصوص الشرع الشريف بدون افراط ولا تفريط الشجاعة لابد منها اذا لم يكن الداعية متصفا بالشجاعة فكيف سيقدم لابد ان يملأ قلبه حبا لله عز وجل وتوكلا عليه فحينئذ لا يهتم بكلام الناس بل ولا بفعالهم بل ولا بمكرهم وكيدهم ويعلم ان الله عز وجل يدافع عن الذين امنوا ويعلموا ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطاؤه لم يكن ليصيبه فيكون عظيم الشجاعة لكن هذه الشجاعة يستخدمها بالشرع وفق الشرع بدون افراط ولا تفريط. نعم الصفة الحادية والعشرون الكرم اذ هو خلق عظيم وسبب متين من من اسباب الاقبال على الدعاة الى الله والاخذ عنهم والاستفادة منهم فقد جبلت النفوس على حب من احسن اليها ولقد احسن القائل احسن الى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الانسان احسان نعم لابد للداعية الى الله عز وجل ان يكون كريما جوادا سخيا تخيل نفس ممكن جواد المال كريما في طباع ولهذا قال الله لنبيه فصل لربك وانحر لربك قال شيخنا ابو زكريا رحمه الله والمناسبة بالامر بالصلاة والنحر في اية الكوثر اه كما اعطاك الله الفضل العظيم الكثير الخير العميم فعليك ان تكثر من الصلاة وتدعو للناس بالهداية وان تكثر من الاطعام والنحر لربك فتطعم الناس فيطمعون في دينك و اذا كانت الداعية الى الله بخيلا وظنينا بماله او بنفسه او جاهه فكيف يقبل الناس منه ذلك لا بد ان يكون محسنا كريمة يبذل ماله وجاهه ونفسه لاجل دين الله تبارك وتعالى كما فعل الصديق اذ بذل نفسه وماله وعياله لدين الله تبارك وتعالى نعم الصفة الثانية والعشرون الاعتراف بالحق والعمل به فالاعتراف بالحق فضيلة واولى الناس بذلك الدعاة الى الله يجب على الداعية الى الله ان يكون قائما بالقسط كما امره الله كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم و يقبل الحق ممن جاء به ولا يكابر عن الحق بسبب انه قاله من هو دونه او قال او ليس موافقا له فالحق يقبل ممن جاء به وانما يدعو الداعي الى الله الى الحق فاذا اخطأ وجاء بالحق شخص اخر فان لم يقبل رأسه فاقل شيء انه يجله ويوقره ويقبل الحق منه. نعم الصفة الثالثة والعشرون التلطف في التعليم وفي الجدل والمناقشة اذ ان ذلك طريق الانبياء والمرسلين وهم اسوتنا الحسنة وقدوتنا الصالحة الرشيدة في كل تصرفاتنا وفي كل شأن من شؤوننا حتى يرث تالله الارض ومن عليها وهو خير الوارثين التلطف هو الذي يمكن ان يفسر به قوله جل وعلا فبما رحمة من الله لنت لهم تفضل غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنه فاغفر له شاورهم في الامر فهذه علامات التلطف مع المدعويين فينبغي على الداعية الى الله ليكون لطيفا رؤوفا رحيما ودودا كريما سخيا جوادا يجاعل مقداما طيب النفس اليفا مألوفا. نعم فهذه ثلاث وعشرون صفة لا تجتمعوا الا لدى الكمل من الدعاة الى الله غير انه من لا يدركها كلها فلا يفته جلها وهو في ذلك يواصل سعيه جادا ليدركها ويتصف بها كي يكون مع الذين انعم الله عليه من النبيين وصديقين والشهداء والصالحين قد احسن يا عم الشيخ رحمه الله بهذه الصفات التي ذكرها واحب ان اضيف بعض الاظافات التي ينبغي على الداعية الى الله التصف بها منها انه ينبغي عليه ان يكون في دعوته كما يدعو الى التوحيد والسنة ان يحذر من الشرك والبدعة كما يدعو الى الطاعة حذر من المعاصي كما يدعو الى الالفة والمحبة ان يحذر الناس من الفرقة والجماعة ولذلك قال تعالى في سورة يوسف قل هذه سبيلي يدعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين وهنا قوله سبحان الله ومال من المشركين اظهار التنزيه لله عز وجل من وجه واعلان البراءة من المشركين من وجه اخر ايضا مما ينبغي ان يتصف به الداعية الى الله ذكر محاسن الاسلام ذكر مقاصد الاسلام بيان مساوئ الشرك وسفه الشرك بيانه مساوي البدع والضلالات فهذا يجعل الناس يتفكرون ويتأملون كما قال الله تعالى فمن يمشي مكبا على وجهه سويا على صراط مستقيم وكما قال جل وعلا وما يستوي الاعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور كذلك مما ينبغي ان يتصف به الداعية الى الله عز وجل انه اذا وجد في مكان ما صدا ولا يقبل احد دعوة ان يغير رحله وان ينتقل الى قرية اخرى وبلدة اخرى لعل وعسى ان يجد ارضا واسعة يكون لدعوته صدى وقبول ويقبل الناس منه العلم والتعلم والتعليم ونحو ذلك كذلك ينبغي على الداعي الى الله جل وعلا ان لا يكون منعزلا عن الناس وانما يكون مع اخواني كما قال عز وجل واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا كذلك على الداعي الى الله جل وعلا ان يظهر في دعوته الى الله تبارك وتعالى لا سيما في بلاد المسلمين الدعاة لولي الامر والحذر من الخروج عليه والحذر من آآ التنابز بالالقاب والحذر من ان نفرط القلوب عنه كذلك من مما ينبغي ان يتصف به الداعية الى الله عز وجل البعد عن احتقار الناس وسبهم وشتمهم و ان يكون عفيف اللسان فان ذلك من اسباب قبول الناس لدعوته اسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يرزقنا واياكم الاتصال بهذه الاخلاق وان يجنبنا مساوئ الاخلاق وان يجزي خير الجزاء على هذه الكلمات الطيبة التي كتبها وان يجزي اخانا ابا عبد الودود واخوانه القائمين على هذه المنارة الطيبة ولكم جميعا اه حيث تسمعونني في مشاركتكم لهذه القناة ونسأل الله لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح صل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين