الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فهذا درس جديد. نتدارس فيه عددا من ابواب وبكتاب الادب من سنن الامام ابي داود رحمه الله تعالى. وكان من اواخر ما اخذنا باب باب في الرجل يستعيذ من الرجل. واخذنا حديث من استعاذ بالله فاعيذوه وذكرنا ان هذا حديث صحيح وان المراد منه من طلب منكم ان تحموه من وانتم قادرون على حمايته. فان عليكم ان تقوموا بحمايته من ذلك قال المؤلف باب في رد الوسوسة المراد بالوسوسة حديث النفس والخواطر التي تكون في النفوس و قال المؤلف حدثنا عباس بن عبدالعظيم قال اخبرنا النظر بن محمد قال اخبرنا عكرمة يعني ابن عمار قال واخبرنا ابو زمير قال سألت ابن عباس فقلت ما شيء اجده في صدري؟ قال ما هو قلت والله ما لا والله ما اتكلم به. قال فقال لي اي شيء اشيء في شك قال وظحك طالما نجا احد من ذلك حتى انزل الله تعالى فان كنت في شك مما انزلنا اليك فسل الذين الكتاب الاية. قال فقال لي اذا وجدت في نفسك شيئا فقل هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم هذا الحديث باسناده عكرمة ابن عمار وقد تكلم فيه بعضهم من جهة وجود اضطراب في بعض اخباره وكسر طائفة ذلك الاضطراب في حديثه عن يحيى ابن ابي كثير وابو جميل هذا هو سماك ابن الوليد الحنفي وهو من رجال مسلم وقوله هنا سألت ابن عباس فذلك ان ابن عباس من علماء الصحابة وفقهائهم قال فقلت ما شيء ناجده في اي انني اجد خواطر واحاديث نفس تكون في صدر فقال ابن عباس ما هو قلت والله ما اتكلم به لا اي لا اتكلم به لعظم ما فيه من المعاني. قال قال لي اشيء من شك؟ اي هل هذا الذي تجده في صدرك شكوك وشبهات قال وضحك ابن عباس قال ما نجا احد من ذلك حتى انزل الله تعالى فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين والمراد بهذا خطاب من الله جل وعلا قد وجهه لكل قارئ للقرآن من اجل ان يزيل كما قد يوقع الشيطان في نفسه وليس المراد بذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم عنده شيء من كوكي في هذا والقرآن قد دل على صدقه العديد من الادلة منها شهادة اهل الكتاب ومنها ايضا ما يتعلق النصوص الواردة في اعجاز العرب على ان يأتوا بمثله. ومنها حفظ هذا الكتاب وعدم تأثره وتغيره ومنها حفظ هذا الكتاب من التظاد والتناقظ. ومنها ما فيه من اعجاز علمي وتشريعي ومنها ما فيه من اثر عظيم في اصلاح احوال الناس وفي هز القلوب والتأثير عليها فقال لي اذا وجدت في نفسك شيئا اي من هذه الوساوس فقل هو الاول اي تذكر انه هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. فانه متى تذكر الانسان هذه المعاني اذهب الله ما في نفسه قال المؤلف حدثنا احمد بن يونس قال اخبرنا زهير قال اخبرنا سهيل عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال جاءه اناس من اصحابه فقالوا يا رسول الله نجد في انفسنا الشيء نعظم ان به او الكلام به ما نحب ان لنا وانا تكلمنا به. قال وقد وجدتموه؟ قالوا نعم قال ذاك صريح الايمان. هذا حديث جيد الاسناد وقد اخرجه الامام مسلم. قوله وجاءه اناس من اصحابه اي ان بعض الصحابة ذهبوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله نجد في انفسنا الشيء اي الامر القبيح والوسوسة الشيطانية السيئة ان نتكلم به اي انه لغاية قبحه وسوء معناه نعجز ان به في بالسنتنا ما نحب اي ان لا نرغب ان يكون عندنا مال ونتكلم بهذا الكلام. فقال صلى الله عليه وسلم اقد وجدتموه اي وجد في نفوسكم؟ قالوا نعم قال ذاك صريح الايمان يعني كونكم قد جاءكم الشيطان والقى فيها هذه المعاني السيئة ثم بعد امتنعتم من قبول ما يلقيه الشيطان. ولم تصدقوا به ولم تطمئنوا الى وسوسة الشيطان ان هذا من صريح الايمان والمراد موقفهم برد تلك الوساوس وعدم قبولها. قال المؤلف رحمه الله حدثنا عثمان بن ابي شيبة وابن قدامة ابن قال حدثنا جرير عن منصور عن ذر عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان احدنا يجد في نفسه الرضوا بالشيء لان يكون حممة احب اليه من ان يتكلم به. فقال الله اكبر الله اكبر الله اكبر الحمد لله الذي رد كيده الى الوسوسة. قال ابن قدامة رد امره مكان رد كيده. رد كيد له هذا حديث صحيح الاسناد ابن قدامة اسمه محمد والحديث قد اخرجه النسائي. قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان احدنا يجد في نفسه يعني من الوساوس والخواطر الشيطانية لا اكون حممة حممة اي فحمة احب اليه من ان يتكلم به اي بتلك الوساوس. فقال صلى الله عليه وسلم الله اكبر الحمد لله الذي رد كيده الى الوسوسة. يعني اصبح اصبح آآ غاية امره ان يكون ما عنده وساوس لا يلتفت اصحابها اليها ولا يضعون لها قيمة ولا يشتغلون بها ولا يشتغلون حتى بردها وبالجواب عن شبهات ووساوس ابليس قال المؤلف باب في الرجل ينتمي الى غير مواليه. المراد بموالي الانسان من يقوم باعتاقه المراد بهذا المنع من انتساب الانسان الى غير ابائه او الى غير مواليه قال المؤلف حدثنا النفيلي اخبرنا زهير قال اخبرنا عاصم الاحول قال حدثني ابو عثمان قال سعد ابن مالك قال سمعته ذناي ووعاه قلبي من محمد صلى الله عليه وسلم انه قال من ادعى الى غير ابيه وهو يعلم انه غير ابيه. فالجنة عليه حرام. قال فلقيت ابا بكرة فذكرت ذلك له. فقال سمعته اذناي ووعاه قلبي من محمد صلى الله عليه وسلم. قال عاصم فقلت يا ابا عثمان لقد شهد عندك رجلان ايما رجلين فقال اما احدهما فاول من رمى بسهم في سبيل الله او في الاسلام يعني سعدا ابن مالك والاخر قدم من الطائف في بضعة وعشرين رجلا على اقدامهم فذكر فضلا قال ابو داوود قال النفيلي قال ابو علي وسمعت ابا داود قال قال النفيلي حيث بهذا الحديث والله انه عندي احلى من العسل يعني قوله حدثنا وحدثني قال ابو داوود قال ابو علي وسمعت ابا داوود يقول سمعت احمد يقول ليس لحديث اهل الكوفة نور. قال وما رأيت مثل اهل البصرة كأن كانوا تعلموه من شعبة هذا حديث صحيح الاسناد وقد اخرجه الامام البخاري وقوله هنا حدثني سعد ابن مالك وسعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه وقوله سمعته ذناي ووعاه قلبي اي انني احدث بهذا الخبر عنه مباشرة بدون واسطة. ومثله في كلام ابي بكرة رضي الله عنه قوله من ادعى اي انتسب ورضي ان ينسبه الناس الى غير ابيه وهو اعلموا ان يعلموا انه ان تلك النسبة خاطئة فالجنة عليه حرام هذا اذا اعتقد حله او انه اراد بذلك الجنة عليه في ابتداء الامر حرام ان لان هذا وان كان ذنبا كبيرا ومعصية عظيمة الا انه لا يصل بالانسان الى درجة في الكفر فقوله فلقيت ابا بكرة فذكر ذلك له فقال سمعته اذناي قال عاصم فقلت يا ابا عثمان وعبدالرحمن بن مل النهدي من كبار التابعين لقد شهد عندك رجلان يعني بهذا الخبر اي رجليه ايما رجليه يعني لهما مكانتهما ومنزلتهما وفي هذا فظل سعد ابن ابي وقاص انه اول من رمى بسهم في سبيل الله. قال والاخر يعني ابا بكرة قدم من الطائف في بظعة عشرين رجلا على اقدامهم فذكر فضلا وقوله في هذا الخبر قال النفيلي حيث حدث بهذا الحديث والله انه عندي احلى من العسل يعني ان اسناده اسناد واضح ورجاله رجال ثقات وهكذا اثنى احمد ابن حنبل امام اهل السنة على هذا الخبر وقال بانه ما رأيت مثل اهل البصرة كانوا تعلموه من شعبة يعني ان شعبة وهو امام في الحديث يحرص على انتقاء الاخبار وبالتالي احاديثهم عليها نور لصحتها وسلامتها من العلل ومن القوادح فلذلك اثنى على احاديث اهل البصرة قال المؤلف رحمه الله حدثنا حجاج بن ابي يعقوب قال اخبرنا معاوية يعني ابن عمر قال اخبرنا زائدا عن الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من تولى قوما غير اذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين. لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا هذا الحديث حديث صحيح وقد اخرجه الامام مسلم. قوله من تولاه اي من اتخذ جماعة موالية ينتسب اليهم وينسب نفسه اليهم على انهم اعتقوه وهم ليسوا مواليه ولم يأذن له مواليه بتلك النسبة فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين. لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل. المراد بالصرف ان يفتدي بالمال والعدل ان اه يدفع او ان يفادي نفسه بعمل يماثل عمله ذاك قال الامام ابو داوود حدثنا سليمان ابن عبد الرحمن الدمشقي قال اخبرنا عمر بن عبدالواحد عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر قال حدثني سعيد بن ابي سعيد ونحن ببيروت عن انس بن مالك رضي الله عنه قال لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ادعى الى غير ابيه او انتمى الى غير مواليه فعليه لعنة الله المتتابعة الى يوم القيامة هذا حديث صحيح الاسناد وبيروت بلد بالشام في وسط لبنان معروفة. قال من ادعى اي ايما شخص من الرجال او النساء ادعى اي انتسب الى غير ابيه بان جعل نفسه ابنا بغير ابيه حقيقة او انتمى الى غير مواليه فقال فلان مولاي وال فلان هم مواليا وليسوا كذلك فعليه لعنة الله. وذلك لان هذا العمل يترتب عليه ضياع حقوق شرعية من مثل حقوق الارث والولاء والدية ويؤدي الى قطيعة الارحام والعقوق ونحو ذلك ولذلك قال فعليه لعنة الله والملائكة فعليه لعنة الله تابعة قال المؤلف رحمه الله باب في التفاخر بالاحساب المراد بها ان يرفع يرفع الانسان نفسه على غيره بدعوى انتسابه الى ابي الى ابائه. ومن حيث وجود اعمال يفاخر بها. ويرفع نفسه على الاخرين بسبب اعمال ابائه واجداده قال المؤلف حدثنا موسى ابن مروان الرقي قال اخبرنا المعافى حاوى اخبرنا احمد بن سعيد الهمداني الهمداني قال انبأنا ابن وهب وهذا حديثه عن هشام ابن سعد عن سعيد ابن ابي سعيد عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله قد اذهب عنكم الجاهلية وفخرها بالاباء. مؤمن تقي وفاجر شقي. انتم بني ادم وادم من تراب ليدعن رجال فخرهم باقوام انما هم فحم من فحم جهنم او تكونن اهون عند الله من الجعلان التي تدفع بانفها النتن هذا الحديث فيه هشام بن سعد وقد تقدم معنا ان اهل العلم اختلفوا فيه فضعفه جماعة ورأى اخرون انه صدوق فيكون الخبر على ذلك حسنا وقوله وهذا حديثه اي حديث احمد ابن سعيد وليس هت هذه الفاظ موسى ابن بن مروان وقوله ان الله قد اذهب عنكم اي ان الله قد تفضل عليكم فازال عنكم لباس الجاهلية قال حبية الجاهلية اي فخرها ونخوتها وتكبرها واحتقارها للاخرين ثم قال مؤمن تقي وفاجر شقي. اي ان الناس ينقسمون الى هذين القسمين. وبالتالي ما كانوا يتفاخرون به في الجاهلية لا قيمة له اليوم. ثم قال انتم بنو ادم هكذا وفي بعض والنسخ بالخفظ انتم اعني بني ادم قوله انتم بنو ادم وادم من تراب ومن ثم فكلكم اصلكم واحد وبالتالي لا يصح لاحد ان يفخر على احد او يستنقص الاخرين ثم قال ليدعن رجال اي ليتركن رجال فخرهم اي ترفعهم على الاخرين بافعال ابائهم انما هم فحم من فاحمي جهنم اي انهم انما اصبحوا انما ماتوا على الكفر فاصبحوا من فحم فكيف يفاخرون بهم؟ وكيف يترفعون بانفسهم عنهم؟ او ليكونن يعني اذا لم يتركوا هذا الفخر ليكونن اهون على الله اي اقل واذل عنده سبحانه من الجعلاني وهي وهي حشرة صغيرة سوداء تقوم او وتطير حول النتن ومخلفات الانسان. ومن شأنها انها تدفع بانفها ففي هذا التحذير من الفخر بالاباء والنهي عن ذلك بل تشبيه هؤلاء بالجعلان على جهة محقرة لفعلهم قال المؤلف باب في العصبية المراد بالعصبية ان يقوم الانسان بسبب انتمائه اي انتماء عدم اقرار الحق الميل مع الباطل نصرة لمن له لمن بينه وبينهم رابطة قال المؤلف حدثنا النفيلي قال اخبرنا زهير حدثنا سماك بن حرب عن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود عن ابيه انه قال من نصر قومه على الحق وكالبعير الذي ردي فهو ينزع بذنبه هذا الحديث من رواية عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود واكثر اهل العلم على ان عبدالرحمن هذا لم يسمع من ابيه فالخبر منقطع وهذا موقوف على ابن مسعود وليس مرفوعا للنبي صلى الله عليه سلم قوله من نصر اي من فزع قام بمناصرة قومه على غير الحق اي في امر يعلم انه باطل. وانه ليس مما يرضي رب العزة الجلال فهو كالبعير اي الجمل الذي ردي اي سقط في البئر فهو لذلك البئر ذلك البعير الساقط ينزع اي يمسك بذنبه من اجل ان يراد ان يخرج من تلك البئر فهو فسار بمثابة من يمسك بذنبه ولا يقدر على الخلاص قال المؤلف حدثنا ابن بشار ابو عامر قال اخبرنا سفيان عن سماك ابن حرب عن عبدالرحمن بن عبدالله عن ابيه انه وقال انتهيت الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبة من ادم فذكر نحوه وهذا الخبر ايضا فيه من العلة ما في الذي قبله. فان عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود لم يسمع من ابيه وهذا مرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم قوله انتهيت الى النبي اي وصلت اليه وهو في قبة اي خيمة كبيرة من ادم اي قد صنعت من جلد قال المؤلف حدثنا محمود بن خالد الدمشقي قال اخبرنا الفريابي قال اخبرنا سلمة بن بشر الدمشقي عن بنت واثلة بن الاسقع انها سمعت اباها يقول قلت يا رسول الله ما العصبية؟ قال ان يعين قومك على الظلم هذا الحديث لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن حجر عن سلمة ابن بشر وعن بنت واثلة بانهما مقبولان. وبل مجهولان ومن ثم لم يصح الخبر الذي روي عنهما في هذا الباب قال المؤلف حدثنا احمد بن عمرو بن السرح قال اخبرنا ايوب بن سويد عن اسامة بن زيد انه سمع سعيد بن اسيب يحدث عن سراقة ابن مالك ابن جعشم المدلجي قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المدافع عن عشيرته ما لم يأثم هذا الحديث في قال ابو داوود ايوب ابن سويد ظعيف هذا الخبر ضعيف الاسناد كما اشار المؤلف بسبب ايوب بن سويد السيباني وقد فيه اهل العلم قال يحيى بن معين ليس بشيء كان يسرق الاحاديث وقال وتكلم فيه غير واحد. كما ان رواية سعيد عن سراقة قد تكلم فيها وقال طائفة بانه لم يلقه. فالخبر منقطع على ذلك قال المؤلف رحمه الله حدثنا ابن السرح قال اخبرنا ابن وهب عن سعيد ابن ابي ايوب عن محمد ابن عبدالرحمن المكي يعني ابن ابي لبيبة عن عبد الله ابن ابي سليمان عن جبير ابن مطعم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال ليس منا من دعا الى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية هذا الخبر فيه محمد بن عبدالرحمن المكي بن ابي لبيبة. وبعضهم يقول المدني وهو مجهول لا يعلم حاله. ثمان عبد الله بن ابي سليمان لم لم يسمع من جبير ابن مطعم فالخبر ايضا منقطع وبالتالي لم يثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم وقوله ليس منا الجمهور يحملونه على انه ليس من اهل الصلاح والتقى وفي هذا بيان ان هذا الفعل كبيرة من الكبائر قوله ليس منا من دعا الى عصبية اي طلب من الناس ان ان يتصلوا بناء على عصبية يتعاونون فيها على معاونة ظالم لوجود رابط بينهم. وقوله وليس منا من قاتل على عصبية اي انه دخل في معركة بناء على نصرة ناس بينه وبينهم قرابة لم ينصرهم لانهم على الحق وانما نصر هم على ما بينه وبينهم من العلاقة وقال المؤلف رحمه الله حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة قال اخبرنا ابو اسامة عن عوف عن زياد ابن عن ابي كنانة عن ابي موسى رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ابن اخت القوم منهم. هذا حديث صحيح وقد اخرجه الشيخان وقوله ابن اخت القوم منهم اي انه يناصرهم على الحق وفيه اثبات ما بينه وبينهم من علاقة ورابطة واصل الحديث له سبب وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب في الانصار وقال لا يحضرن احد الا من الانصار. ثم استثنى فقال ابن اخت القوم منهم. اي كأنه واحد منهم لا يفشي اسرارهم بل يودهم ويشير عليهم ويناصرهم قال المؤلف رحمه الله حدثنا محمد بن عبدالرحيم قال اخبرنا الحسين بن محمد قال اخبرنا جرير ابن حازم عن محمد ابن اسحاق عن داوود ابن حصين عن عبدالرحمن ابن ابي عقبة عن ابي عقبة وكان مولى من اهل فارس قال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم احدا. فضربت رجلا من المشركين فقلت خذها مني وانا الغلام الفارسي فالتفت الي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فهلا قلت خذها مني وانا الغلام الان هذا الحديث فيه فيه امران اولهما انه من رواية محمد بن اسحاق وقد عنعن والصواب انه صدوق لكنه قد صرح بالسماع كما في رواية ابن الاثير في اسد الغار وبالتالي قد امنا من هذا الجانب وهناك امر اخر وهو ان الخبر من رواية عبدالرحمن بن ابي عقبة قال الحافظ مقبول وبالتالي لم يثبت هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقوله فقلت خذها اي انه لما اراد ان يضربه بالسلاح الذي معه قال خذ هذه الظربة وانا الغلام الفارسي. فانهم ينتسبون الى ويعتزون بما انتسبونا اليه قال فالتفت الي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فهلا اي ارغبك ان تقول خذها مني وانا الغلام الانصاري. فانه مولى لهم فانه مولى للانصار. ولذلك ينتسب اليهم قال المؤلف رحمه الله باب الرجل يحب الرجل على خير يراه وفي بعض النسخ باب اخبار الرجل الرجل بمحبته اياه. المحبة في الله عمل فاضل وقد جاءت النصوص بالترغيب فيه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة وقال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله وذكر منهم رجلين تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه كما هذا الحديث فقال قوله قال رجل يا رسول الله الرجل يحب الرجل يعني في الله تعالى على عملي من الخير يعمل به. اي انه لما وجده يؤدي عملا صالحا احبه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا وقال وجبت محبتي للمتحابين في. في نصوص كثيرة ترغب في زراعة المحبة بين اهل الايمان. قال صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كما مثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر قال المؤلف حدثنا مسدد قال اخبرنا يحيى عن ثور قال حدثني حبيب ابن عبيد عن المقدام ابن معدي كذب وقد كان ادركه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا احب الرجل اخاه فليخبره هو انه يحبه. هذا حديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد اخرجه الترمذي والنسائي وقوله وقد كان ادركه اراد بذلك ان حبيب ابن عبيد قد ادرك المقدام ابن معدي كرب قال اذا احب الرجل اخاه المراد بذلك محبة الايمان فليخبره هذا امر والاصل في الاوامر ان تكون للوجوب او للاستحباب المتأكد. قال فليخبره اي ليوصل اليه هذا خبر انه يحبه. وفي هذا زراعة المحبة والمودة بين اهل الايمان قال المؤلف رحمه الله حدثنا مسلم بن ابراهيم قال اخبرنا المبارك بن فضالة قال اخبرنا ثابت البناني عن انس ابن مالك رضي الله عنه ان رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر به رجل فقال يا رسول الله اني لاحب هذا. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اعلمته؟ قال لا. قال اعلمه قال فلحقه فقال اني احبك في الله. فقال احبك الذي احببتني له. هذا احاديث حسن لاسناد على الصحيح فيه المبارك بن فضالة صدوق وبقية رجاله ثقات وقوله ان رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم اي كان جالسا يطلب منه العلم او استمعوا اليه ويستفيدوا منه قال فمر به رجل يعني رجل اخر فقال يا رسول الله يعني ان الجالس قال ذلك اني لاحبها هذا يعني المار فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اعلمته اي هل اخبرته بانك تحبه؟ قال لا قال اعلمه قال فلحقه فقال اني احبك في الله اي طلبا لمرضاة الله جل وعلا. فقال الرجل احبك الذي احببتني له اي انه دعا له بان يحبه الله جل وعلا. قال الامام ابو داوود حدثنا موسى بن اسماعيل قال اخبرنا سليمان عن حميد بن هلال عن عبدالله بن الصامت عن ابي ذر رضي الله عنه انه قال يا رسول الله الرجل يحب القوم ولا يستطيع ان يعمل كعملهم فقال انت يا ابا ذر مع من احببت؟ قال فاني احب الله ورسوله. قال فانك مع من احببت قال فاعادها ابو ذر فاعادها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله هذا حديث صحيح وقوله قال يا رسول الله اي على جهة السؤال الرجل يحب القوم اي انه يضمر في نفسه محبتهم ولا يستطيع ان يعمل عملهم. اي ان لديهم من الطاعات والنوافل ما لا يوجد عنده. فقال النبي صلى الله عليه وسلم انت يا ابا ذر مع ان احببت اي ان منزلتك عند الله جل وعلا بمنزلة من احببتهم في الله فقال ابو فاني احب الله ورسوله. قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم فانك مع من احببت قال فاعادها ابو ذر فاعادها رسول الله صلى الله عليه وسلم اي انه اعاد مقولته في قوله به اني احب الله ورسوله. فاعاد النبي صلى الله عليه وسلم مقولته. فقال انت مع من وفي هذا الحديث ان الله جل وعلا يحب يحبه المؤمنون. وقد قال الله تعالى والذين امنوا اشد حبا لله. وفي هذه الايات ان محبة الصالحين عمل صالح يؤجر عبد عليه وانه كلما ازدادت محبته لاهل الخير روجي ان تزداد مرتبته ومنزلته عند الله سبحانه وتعالى. قال الامام ابو داوود حدثنا وهب ابن بقية قال خالد عن يونس ابن عبيد عن يونس ابن عبيد عن ثابت عن انس ابن مالك قال رأيت اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ترحوا بشيء لم ارهم فرحوا بشيء اشد منه قال رجل يا رسول الله الرجل يحب الرجل على العمل من الخير يعمل به ولا يعمل بمثله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب هذا حديث صحيح قد اخرجه الشيخان ومسلم رحمة الله عليهما قال انس رأيت اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اي علمت من شأنهم فرحوا بشيء اي لم اجد انهم قد فرحوا بشيء كفرحهم بما ورد في هذا الخبر ذلك العمل وفي هذا استحباب زيادة اهل الطاعات في المحبة. قال ولا يعمل بمثله. يعني ان ان المرأة الحاب لا يعمل بمثل ذلك العمل الذي عمله الرجل الاخر ولذلك احبه واحب عمله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب اي من احب قوما يؤدون عملا صالحا لانهم يؤدون ذلك العمل فانه حينئذ كونوا معهم ويحشروا معهم ويجعل معهم. وفي هذا بيان فظل محبة الصالحين والاخيار. وان ذلك من اسباب رفع درجة العبد عند الله سبحانه وتعالى قوله باب في المشورة اي في طلب الرأي الناصح من الاخرين قال المؤلف حدثنا ابن المثنى قال اخبرنا يحيى ابن ابي بكير قال اخبرنا شيبان عن عبدالملك بن عمير عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المستشار مؤتمن. هذا حديث صحيح وقد رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه. وقوله المستشار اي ان الشخص الذي يطلب منه غيره رأيه على جهة الاستشارة له فانه مؤتمن اي انه قد جعلت الامانة عنده فعليه ان يحفظ تلك الامانة وان يقوم بنصح المستشار وباظهار ما فيه مصلحته ولا يكتم منه شيئا قال المؤلف رحمه الله تعالى باب في الدال على الخير. المراد بذلك ان من ارشد غيره الى باب من ابواب الخير والعمل الصالح فانه يؤجر على هذه الدلالة بل يكون له مثل اجر من فعله. وفي هذا فضيلة الى الله وارشاد الخلق الى الاعمال الصالحة. قال المؤلف رحمه الله حدثنا محمد بن كثير قال سفيان عن الاعمش عن ابي عمر الشيباني عن ابي مسعود الانصاري رضي الله عنه انه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني ابدعوا باني ابدع بي فاحملني يعني انقطع بي السبيل فقال لا اجد ما احملك عليه ولكن ائت فلانا فلعله ان يحملك فاتاه فحمله فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دل على خير فله مثل اجر فاعله. من دل على خير فله مثل اجر فاعله. هذا حديث صحيح وقد اخرجه الامام مسلم في صحيحه وصحابيه ابومسعود الانصاري قيل في اسمه عقبة بن عمرو او ابن عامر قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم ان يطلب منه ان يحمله يتمكن من اداء العمل الصالح. فقال يا رسول الله اني ابدع بي فاحملني اي انا ابن سبيل لا اجد مركوبا اركبه من الدواب بل قد انقطع بي السبيل اما كونه قد ماتت راحلته او ضعفت او نحو ذلك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا اجد ما احملك عليه اي لا اجد دابة اقدمها لك لتحملك في سفرك هذا. قال ولكن ائت فلانا اي اذهب الى فلان من الناس فلعله ان يحملك ان يعطيك دابة ناقة تتمكن من الركوب عليها. فلعله ان يحملك. فاتاه اي انها هذا الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم ذهب الى ذلك الرجل الاخر بطلب النبي صلى الله عليه وسلم ورغب منه ان يحمله. فحمله ومكنه من ركوب بعير ليصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره اي ان ذلك الرجل الذي اخذ هذه الدابة ذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قد حملني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دل على خير فله مثل اجر فاعله في هذا الحديث المشاركة بالبدن في اعمال الخير كما كانوا يشاركون رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفي هذا الحديث دلالة الانسان على غيره ممن يمكن ان يفعل الخير وفي هذا الحديث بيان ان عارية الدابة التي يركب عليها من اجل العمل في سبيل الله عز وجل فان العبد يؤجر وعليه اجرا يماثل اجر من اه كان يفعل مثل ذلك الفعل وفي هذا الحديث بيان ان من دل على خير فله مثل اجر فاعله. فقد دل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل على من يحمله فكان له مثل اجر فاعله. وهكذا هذا الرجل الذي كان عنده كان عنده ما يتمكن به ان يحمل هذا الرجل فانه ايضا يكون له مثل اجر هذا الرجل الذي شارك في القتال فان من دل على خير فله مثل اجر فاعله وقوله هنا مثل اجر فاعله ظاهره انهم يستوون في ذلك. وانه يحوز اجرا يماثل واجرى ذلك الرجل الذي حمل بعظهم قال بان المراد بالخبر المظاعفة يعني له مثل اجري فاعله وبعضهم قال بانه لا دلالة في الحديث على ان ثوابهما يكون بمقدار واحد هذا اخر ما نشرح به من الاحاديث من سنن ابي داوود في هذا اليوم. اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لكل خير وان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين. كما اسأله جل وعلا ان يصلح احوال الامة وان يرفع عنهم السوء والشر والفساد والوباء. كما اسأله جل وعلا ان يمكن المسلمين من بحق الله عز وجل في عبوديته هذا والله سبحانه وتعالى قادر على اجابة هذه الدعوات. كما نسأله جل وعلا عودا حميدا وفهما لكتابه وعملا بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. واسأله جل وعلا للجميع توفيقا وهداية. كما اسأله ان يوفق ولاة امورنا لكل خير وان يجعلهم من اسباب الهدى والتقى والصلاح والسعادة هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين