عن ابيك يعني ابن الزبير. في قوله خذ العفو. قال امر نبي الله صلى الله الله عليه وسلم ان يأخذ العفو من اخلاق الناس. هذا حديث صحيح قد اخرجه الامام الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يصبر علينا وعليكم نعمه وفظله واحسانه وان يرفع عن الخلق لا امراض والاوبئة وبعد هذا هو اللقاء الثاني من لقاءاتنا في قراءة كتاب الادب من سنن الامام ابي داود رحمه الله تعالى قال المؤلف باب في الوقار الوقار هيئة في النفوس تتعلق حركة الانسان طريقته في تهيئة لباسه يتصف الانسان عندها بالرزانة والسكون والهدوء وقد جاء في النصوص الترغيب في الوقار كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا مشيتم الى الصلاة فامشوا وعليكم السكينة والوقار واورد المؤلف في هذا الباب حديث ابن عباس قال حدثنا النفيري اخبرنا زهير اخبرنا قابوس بن ابي ظبيان ان اباه حدثه قال حدثنا عبد الله ابن عباس ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ان الهدي الصالح والسمتة الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة هذا الحديث ظعيف الاسناد في سنده قابوس ابن ابي ظبيان اختلف فيه فطائفة رأوا بانه ضعيف واخرون حكموا عليه انه صدوق والاكثر على تظعيفه ومن ثم في الخبر ضعيف الاسناد وقوله ان الهدي الصالح اي الطريقة الجميلة الفاضلة والسمت الصالح المراد بالسنت الهيئة والمنظر الذي يتصف الانسان به والصالح بمعنى الحسن الجميل قال والاقتصاد اي سلوك اقل الامور واقصر الطرق فيما يوصل الى المقصود جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة اي ان هذه الصفات قد اتصف بها انبياء الله عليهم السلام قيل بان المراد بان هذه الصفات من الصفات الجميلة التي يرغب فيها عليهم السلام هذا الخبر كما تقدم ظعيف الاسناد ولكن ما يتعلق بهدي الانسان وسمته واقتصاده في الامور وسلوكه للقصد فيها ودخوله برفق هذا قد جاءت عدد من النصوص بالترغيب فيها ثم اورد المؤلف بابا في كتم الغيظ المراد بالغيظ التأثر النفسي لي ما لا يرضاه الانسان من الافعال والوقائع والمراد بكظمه عدم اظهاره وعدم التصرف باي تصرف بناء على الغيظ والصبر على ما يقع على الانسان من الوقائع والحوادث التي لا يريدها واورد المؤلف فيه حديث معاذ قال حدثنا ابن السرح اخبرنا ابن وهب عن سعيد يعني ابن ابي ايوب عن ابي مرحوم عن سهل ابن معاذ عن ابيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كظم غيظا وهو قادر على ان ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من اي الحور العين شاء قال ابو داوود اسم ابي مرحوم عبدالرحمن ابن ميمون هذا الحديث ظعيف الاسناد وفيه سهل بن معاذ بن انس الجهني وهو ظعيف وقد ورد في فضل كظم الغيظ عدد من النصوص منها قول الله جل وعلا وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض. اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين ان الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين وقوله هنا من كظم غيظا اي من تأثرت نفسه ووجد عنده غضب وتغير بسبب ما لا يرضاه من الاقوال او الافعال فكظم الغيظ اي احتمل ذا الاحتمل سبب تغيظه وصبر عليه وهو قادر على ان ينفذه اي قادر على ان يفعل الاثار التي تترتب على غيظه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق اي من اجل ان يظهره للناس ويثنى عليه امامهم حتى يخيره من اي الحور العين شاء؟ اي يأخذ ايهن اراد ثم اورد المؤلف حديثا اخر فقال حدثنا عقبة بن مكرم اخبرنا عبد الرحمن عن ابن مهدي عن بشر يعني ابن منصور عن محمد ابن عجلان عن سويد ابن وهب عن رجل من اصحاب النبي صلى الله الله عليه وسلم عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه وقال ملأه الله امنا وايمانا لم يذكر قصة دعاه الله زاد ومن ترك لبس ثوب جمال وهو يقدر عليه قال بشر سبه قال تواضعا كساه الله حلة الكرامة ومن زوج لله توجه الله تاج الملك هذا الحديث فيه راو مجهول مبهم في قوله عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقوله ملأه الله ايمانا فيه دلالة على ان الايمان يزيد وينقص وقوله من ترك لبس ثوب جمال اي الثياب الغالية التي يتزين بها وهو عليه يعني انه ليس عسرا عليه قال تواضعا كساه الله حلة الكرامة اي اكرمه بان يلبسه حلة تكون على جميع بدنه على جهة تكريمه امام الناس. وقوله ومن زوج لله اي ان مقصوده بتزويد موليته ان يرضي رب العزة والجلال من خلال اختيار من هو اصلح لذلك مما يكون له اثر في حياتي موليته توجه الله يعني جعل له تاجا توجه الله تاج الملك اي ملكه في الجنة. وجعل له موطنا يملك واورد المؤلف بعده حديث ابن مسعود قال حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال اخبرنا ابو معاوية يعني محمد بن حازم عن الاعمى سليمان بن مهران عن ابراهيم التيمي عن الحارث ابن سويد عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تعدون السرعة فيكم قالوا الذي لا يصرعه الرجال قال لا ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب قوله ما تعدون اي من هو الشخص الذي تعتبرونه متصفا بهذه الصفة والصورة طاعة يعني انه يقدر على غلب الناس في المصارعة والمدافعة قالوا الذي لا يصرعه الرجال اي لا يتمكن الاخرون من الانتصار عليه في المصارعات طارحات قال لا يعني ليس هذا هو معنى السرعة الحقيقي. ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب لانه اذا اغضبه شيء واثار حفيظته امر من الامور لم ينفذ تصرف النتيجة ذلك الغضب بل يقهر نفسه ويكظم غيظه. وهذا الحديث قد اخرجه حديث صحيح اخرجه امام مسلم رحمه الله تعالى قال المؤلف باب ما يقال عند الغضب. اي ما هو الذكر المشروع الذي يقوله الانسان عندما يأتيه الغضب والغضب صفة صفة يتغير بها صاحبها عند وجود ما لا يرظى من الاقوال او الافعال وقوله قال المؤلف حدثنا يوسف ابن موسى اخبرنا جرير ابن عبد الحميد عن عبدالملك بن عمير عن عبدالرحمن ابن ابي ليلى عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فغضب احدهما غضبا شديدا حتى خيل الي انفه يتمزع من شدة غضبه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني لاعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد من الغضب. فقال ما هي يا رسول الله قال يقول اللهم اني اعوذ بك من الشيطان الرجيم فجعل معاذ يأمره فابى وجعل يزداد غضبا هذا الحديث قد اخرجه اهل السنن فقد رواه مع ابي داوود الترمذي نسائي وقال الامام الترمذي هذا حديث مرسل عبدالرحمن بن ابي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل معاذ في خلافة عمر ابن الخطاب وعمر قتل وعبد الرحمن ابن ابي ليلى غلام ابن ست سنين وقد ذكر طائفة من اهل العلم بان عبدالرحمن بن ابي ذليلة ولد سنة سبع عشرة من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم بينما توفي معاذ ابن جبل رظي الله عنه في الطاعون سنة ثماني عشرة ومن ثم فهذا اسناد منقطع وقد اخرج النسائي هذا الخبر من رواية عبدالرحمن بن ابي ليلى عن ابي عن ابي بن كعب هذا اسناد ظاهره الاتصال وقوله استب رجلان اي كل واحد من الرجلين سب الاخر. عند النبي صلى الله عليه وسلم فغضب فاحدهما غضبا شديدا اي انه تأثر بهذا الكلام الذي هو سب حتى خرج عن طوره تأثر بذلك حتى خيل الي هذا من التخييل والتصور الذي يكون في الذهن وان كان غير موافق لما في الواقع قال حتى خيل الي انفه يتمزع اي يتشقق ويتقطع قطعا المزعة هي القطعة من شدة غضبه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني لاعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد من الغضب. المراد بالكلمة الجملة. وقوله لو قالها ليس هذا على تبين التحسر ولا على سبيل الندم. ولذا فانه لا ينهى عن لو في مثل هذا الموطن قال لو قالها لذهب عنهما يجد من الغضب يعني انه ستهدأ نفسه وتطمئن فقال ما هي يا رسول الله؟ يعني ان معاذا سأل عن هذه الكلمة التي تذهب الغضب فقال صلى الله عليه وسلم يقول اللهم يعني يا الله اني اعوذ بك من الشيطان الرجيم اي التجي واحتمي بك يا الله من الشيطان يعني ابليس ومن سار على طريقته والشيطان معناها المبعد وكذا الرجيم. قال فجعل معاذ يأمره اي يطلب من هذا الرجل ان يقول هذه هي الكلمة فابى يعني انه رفظ ان يمتثل لوصية معاذ. وآآ محك اي استمر في الخصومة وواصل فيها و جعل يزداد غضبا. اي انه لم يتوقف غضبه بل ازداد. وفي بعض والروايات انه لما قيل له ذلك قال اه ابي جنون يعني انه لم انه وفهم من امره آآ بالاستعاذة من الشيطان انه قد جن ومن ثم طلب لبعض المواطن يباح الا ان تركه افضل اقتداء بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤلف رحمه الله حدثنا يعقوب ابن ابراهيم اخبرنا محمد بن عبدالرحمن الطفاوي عن هشام ابن ان يعاد من ذلك ثم اورد المؤلف حديثا اخر فقال حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة قال اخبرنا ابو معاوية عن الاعمش عن علي بن ثابت عن سليمان بن سرد قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل احدهما تحمر عيناه وتنتفخ اوداجه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لاعرف وكلمة لو قالها هذا لذهب عنه الذي يجد. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فقال الرجل هل ترى بي من جنونه. هذا الخبر متفق عليه قد اخرجه الامام البخاري والامام مسلم رحمة الله عليهما قوله هنا استب رجلان اي كل واحد من الرجلين اطلق الفاظا يستنقص بها ويعيبه بها. قال فجعل احدهما تحمر عيناه اي ينقلب لون العينين من البياض الى اي الى الاحمرار نتيجة لتأثره وتغيره. قال وتنتفخ او والاوداج هي عروق الدم التي تكون في الرقبة في العنق وهي التي يؤمر الذابح ان يقطعها من اه البهيمة عند تذكية. فهما عرقان ان اه يكونان في جانبي العنق قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لاعرف كلمة يعني جملة لو قالها هذا يعني الذي غضب وتأثر وتغير واحمرت عيناه وانتفخت اوداجه لذهب عنه ما يجد اي لذهبت هذه الصفات ولابتعد عنه الغظب ما هي هذه الكلمة؟ قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. اي التجئ واحتمي بالله من عدو الشيطان الرجيم يعني المبعد. فقال الرجل هل ترى بي من جنون؟ يعني ان هذا الذي غضب لما نصح بنصيحة النبي صلى الله عليه وسلم هو ان يقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فهم من هذا انه قد دخله جني غير حاله قال هل ترى بي من جنون؟ اي انه ليس فيني من اثر الجن شيء ولم يتغيب عقلي ليستعيذ بالله من الشيطان الرجيم. وهذا دليل على انه لم يفقه ما ارشد به صلى الله عليه وسلم. ويبدو انه لم يعلم ان هذه وصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم. او انه فهم ان الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم انما تكون عند وصف الجنون. ولم يعلم ان الغضب من اثار عدونا الشيطان الرجيم واورد المؤلف بعده حديثا فقال حدثنا احمد بن حنبل اخبرنا ابو معاوية قال اخبرنا داوود ابن ابي هند عن ابي حرب ابن ابي الاسود عن ابي ذر قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا اذا غضب احدكم وهو قائم فليجلس فان ذهب عنه الغضب والا فليضطجع. حدثنا وهب بن بقية عن خالد عن داوود عن بكر ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث ابا ذر بهذا الحديث. قال ابو داوود وهذا اصح الحديثين مراد المؤلف بهذا الكلام انه يرجح الحديث الثاني على الحديث الاول. والاول ورد متصلا فابو ذر من الصحابة والثاني انما ورد من طريق بكر ابن عبد الله وهو من التابعين ومن ثم يكون الخبر مرسلا لم يثبت اه حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم ثمان طائفة من اهل العلم تكلموا في الاسناد الاول فقالوا انما هو من رواية ابي حرب ابن ابي الاسود عن عمه عن ابي ذر. وعمه لا يحفظ له سماع من ابي ذر وبالتالي تكلم في هذا الاسناد المتصل. قوله قال لنا يعني النبي صلى الله عليه وسلم اذا غضب احدكم وهو قائم فليجلس وذلك كانه عند قيام الانسان تتعاظم له نفسه فينفذ غضبه بخلاف من كان جالسا قال فان ذهب عنه الغضب يعني بعد جلوسه والا فليضطجع وذلك ان الاضطجاع يجعل الانسان على صفة لا تمكنه من انفاذ ما يرغبه ويريده من التصرفات ومن المعلوم ان تصرفات الانسان حال الغضب تكون محكومة ولا مظبوطة ومن ثم امر باتخاذ الاسباب التي تبعد انسان عن التصرف حال الغظب وامر بفعل الاسباب التي تبعد عنه الغظب والمعنى في هذا ان للقائم من القدرة ما ليس للقاعد. وهو قادر على الحركة. قادر على البطشي والقاعد عنده من الحركة ما ليس عند المضطجع وذلك ان المضطجع لا يتمكن من فعل من فعل ما لا يتمكنه اه غيره. ومن المضطجعين ثم اورد المؤلف حديثا اخر فقال حدثنا بكر بن خلف والحسن بن علي المعنى قال اخبرنا ابراهيم بن خالد اخبرنا بوائل القاص قال دخلنا على عروة ابن محمد السعدي فكلمه رجل فاغضبه فقام فتوضأ ثم رجع وقد توظأ فقال حدثني ابي عن جدي عطية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الغضب من الشيطان وان الغضب وان الشيطان خلق من النار وانما تطفأ النار بالماء. فاذا باحدكم فليتوضأ هذا الحديث هذا الحديث من رواية عطية السعدي البكري الهوازيني وكان من اهل الشام. وقد اثبت له جماعة الصحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله في هذا الحديث دخلنا على عروة بن محمد السعدي تكلمه رجل اي ان رجلا كلم عروة هذا فاغظبه اي حدثه بحديث يؤثر عليه حتى اوصله الى درجة الغضب فقام يعني عروة فتوضأ وفيه مشروعية الوضوء عند الغضب ثم رجع وقد توظأ. فقال حدثني ابي عن جدي عطية. قال قال رسول الله صلى الله الله عليه وسلم ان الغضب من الشيطان. اي انه ان الشيطان يؤثر على الانسان فيخرجه عن طبيعته وعن سكونه. وان الشيطان خلق اي ان الله فخلقه من النار وانما تطفأ النار بالماء. قال جل وعلا والجان خلقناه من قبل من نار السموم وقال تعالى خلقتني من نار وقال تعالى في سورة اه في سورة الكهف الا فسجدوا الا ابليس كان من الجن. ففسق عن امر ربه وهذا فيه دلالة على ان ابليس من الجن وان الشيطان منهم كما ورد في هذه الاية بان الملائكة خلقوا من النار وخلقوا من النور والذين خلقوا من النار هم الجن ولذا قال وانما تطفأ اي يزال اثر النار بالماء. فاذا غضب احدكم فليتوضأ والاصل في الخطاب الشرعي انه يراد باللفظ المعنى الشرعي قال المؤلف باب التجاوز في الامر في بعض النسخ باب في العفو والتجاوز وقد جاء في الترغيب في العفو نصوص كثيرة. قال تعالى وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم واورد المؤلف فيه حديثا فقال حدثنا عبد الله ابن مسلمة عن ما لك عن ابن شهاب عن عروة ابن الزبير عن عائشة انها قالت ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن اثما فان كان اثما كان ابعد الناس منه. وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه الا ان تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها هذا الحديث قد اخرجه الشيخان البخاري ومسلم. وقوله ما خير يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم ما عرض عليه امران ليختار احدهما ويقدم موحد الامرين على الاخر الا اختار ايسرهما اي اسهلهما وارفقهما وايسرهما ما لم يكن اثمان وذلك ان الاثم لا يجوز اقدام الانسان عليه ومن المعلوم ان الشريعة سمحة آآ حنيفية كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال الله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولكن في مرات قد يظن ان الانسان ان احد الاختيارين اسهل وايسر ويكون الشرع قد جاء بالامر الاخر فيكون ظنه ظنا خاطئا. ويكون الايسر في حقيقة الحال هو الاخر وبالتالي فقولهما لم يكن اثما اي ما لم يكن امرا محرما وبعضهم قال بان قوله ما لم يكن اثما استثناء منقطع على جهة الاستدراك كانه قال ما لم لكن اذا كان اثما فانه لا يختاره فان كان اثما اي اذا كان ايسر الامرين باعتقاد الانسان ورأيه اثما اي ذنبا كان ابعد الناس يعني كان الرسول صلى الله عليه وسلم ابعد الناس اي تركا له منه اي من ذلك الفعل المحرم وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه يعني انه لم يقدم على الانتقام من احد نصرة لنفسه فيه الا ان تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها. وانتقام وانتهاك حرمة الله بالاقدام على المعاصي والذنوب كانه قال اذا انتهكت حرمة الله انتصر لله تعالى لا وانتقم ممن ارتكب ذلك. وفي هذا الترغيب في العفو والتجاوز و الترغيب في ترك الانتقام ثم اورد حديثا اخر فقال حدثنا مسدد اخبرنا يزيد ابن زريع قال اخبرنا معمر عن زهري عن عروته عن عائشة رضي الله عنها انها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم قادما ولا امرأة قط. هذا حديث صحيح اخرجه الامام مسلم في صحيحه. وقوله ما هذه للنفي ما ضرب والظرب هذا يشمل الظرب بالايدي والظرب بالعصا والظربة بالسوط وبغير من الادوات ومن القواعد ان الفعل المنفي يفيد حذف متعلقه العمومي قوله ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما اي عاملا يعمل عنده ولا امرأة قط فيه الترغيب في ترك ضرب الزوجة والخدم. وكذلك الدواب. ولو قدر انه في والامام البخاري في صحيحه قوله هنا في قوله يعني ان هذا تفسير من ابن من ابن الزبير لقوله تعالى في سورة الاعراف خذ العفو فان الله تعالى لما عدد من احوال المشركين ومن طرائقهم في هذه سورة واراد من النبي صلى الله عليه وسلم ان يقبل منهم ما صدر من اخلاق فاضلة مما تسمح به نفوسهم فالعفو هو الامر الزائد الذي يكون فوق المقدار المحدد. ولذا كان العفو يراد به ما بذله الناس من اخلاقهم وافعالهم بسماحة نفس قال خذ العفو فالعفو نوع من التيسير والتساهل والمساهلة مع الناس وفي هذا انه يؤمر للانسان بان يقبل ما تصرف به الناس بطيب نفس بدون ان يكون هناك تغيظ عليهم بسبب نقص في افعالهم لم ما كان يرغب منهم ان يفعلوه. ولذا فسر ابن الزبير هذه الاية بان المراد بها اخلاق الناس وبالتالي فان الانسان يأخذ من افعال الناس ما يكون صادرا بطيب نفس منهم ولا يطالبهم او يؤكد عليهم في المطالبة بفعل ما لا تسمح به نفوسهم ولذا قال ابن عمر امر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يأخذ العفو من اخلاق الناس الله فيكم ووفقكم الله لكل خير وجعلنا الله واياكم من الهداة المهتدين بفظله كما اسأله جل وعلا ان يرفع هذه الجائحتان الناس وان يجعلنا واياكم من ممن ان امن الشرور والغوائل. ونسأله جل وعلا ان يصلح احوال الامة وان يسعدها في حياتها الدنيوية اخروية كما نسأله جل وعلا ان يوفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لما يحب ويرضى موفق القائمين والعاملين في بيت الله الحرام لكل خير وان يجزيهم خير الجزاء. هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. بارك الله فيكم