وقوله مر علي اي جاء في الطريق ورآني عند بيتي وقوله ونحن نعالج اي نصلح ونهيئ وقوله خصا لنا اي بيتا نصنعه من القصب او يكون فيه الخشب قال وهي الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين ما بعد فهذا درس جديد من دروس كتاب الادب من سنن الامام ابي داود رحمه الله تعالى قال الامام ابو داوود باب باب الرجل يقوم للرجل يعظمه بذلك وفي بعض النسخ باب في قيام الرجل للرجل سبق معنا ان بحثنا هذه المسألة في باب سابق قد ذكره المؤلف بباب ما جاء في القيام عند ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم قوموا الى سيدكم والقيام على ثلاثة انواع النوع الاول القيام للاستقبال وهو المذكور في الخبر السابق والثاني القيام لشخص مع جلوسه تعظيما له وهذا لعله مراد المؤلف هنا قد اراد المؤلف انه ينهى عن ذلك والنوع الثالث القيام للرجل عند قيامه. القيام للرجل عند قيامه يكن عندهم رجل مقدم فاذا قام قاموا لقيامه فاذا ذهب جلسوا وهذه الاحوال الثلاثة من احوال القيام كلم العلماء فيها قال المؤلف رحمه الله حدثنا موسى بن اسماعيل قال حدثنا حماد عن حبيب ابن الشهيد عن ابي مجلز قال خرج معاوية على ابن الزبير وابن عامر فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير فقال معاوية لابن عامر اجلس فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من احب ان يمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار قوله من احب ان يمثل ان يمثل له الرجال ان يقوموا وينتصبوا قياما فليتبوأ اي فليهيأ نفسه ان يكون له مقعد في النار وكأن المؤلف يريد بذلك منع قيام الرجل للرجل من جهة التعظيم له لا لاستقباله قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة قال حدثنا عبد الله بن نمير عن ابي العنبس عم مشعر عن ابي العدب بس عن ابي مرزوق عن ابي غالب عن ابي امامة رضي الله عنه. قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكأ على عصاه فقمنا اليه فقال لا تقوموا كما تقوم الاعاجم يعظم بعض بعضا هذا الحديث في رواته مجاهيل ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ابو مرزوق قيل بانه ضعيف وابو العدبس كوفي مجهول وبالتالي فالخبر لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وقوله متوكئا اي معتمدا على عصاه يحتمل ان ان ذلك لاصابة جاءته صلى الله عليه وسلم قال فقمنا اليه اي اننا قمنا من اجل قدومه الحديث قال المؤلف باب في الرجل يقول فلان يقرئك السلام اي مشروعية نقل السلام للاخرين من شخص الى شخص قال المؤلف رحمه الله هددنا ابو بكر بن ابي شيبة قال اخبرنا اسماعيل عن غالب قال انا لجلوس بباب الحسن اذ جاء رجل فقال حدثني ابي عن جدي انه قال بعثني ابي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ائته فاقرئه السلام. قال فاتيته فقلت ان ابي يقرئك السلام. فقال عليك وعلى ابيك السلام هذا الحديث فيه رجلان مبهمان فانه قال جاء رجل وقال حدثني ابي وهؤلاء مبهمان ومن ثم لم يثبت هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم والحسن يراد به الحسن البصري قوله ائته يعني هذا امر بالذهاب للنبي صلى الله عليه وسلم قال المؤلف حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة قال قال اخبرنا عبد الرحيم ابن سليمان عن زكريا عن الشعبي عن ابي سلمة ان عائشة رضي الله عنها حدثته ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها ان جبريل يقرأ عليك السلام فقالت وعليه السلام ورحمة الله هذا حديث صحيح وقد اخرجه الشيخان البخاري ومسلم وقوله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها يعني لعائشة ان جبريل الملك المعروف يقرأ عليك السلام ففيه ان النبي صلى الله عليه وسلم نقل سلام جبريل على عائشة رضي الله عنه فقالت وعليه السلام ورحمة الله ردت السلام على جبريل ولم تنقل هنا انها سلمت على النبي صلى الله عليه وسلم ويظهر من هذا انه قد سلم عليها اول قدومه اكتفى بذلك قال المؤلف رحمه الله باب الرجل ينادي الرجل فيقول لبيك اي ما حكم الاجابة لمن نودي بقوله لبيك ومعنى هذه اللفظة انني اجيبك بعد اجابة اجابة بعد اجابة وهي مأخوذة من لبى بالمكان اذا لم يفارقه وكان معناه ان اتجاهي وقصدي اليك يا ايها المنادي لي وقال المؤلف رحمه الله حدثنا موسى ابن اسماعيل قال اخبرنا حماد قال انبأنا يعلى بن عطاء عن ابي همام عبدالله بن يسار ان ابا عبدالرحمن الفهري قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا فسرنا في يوم قائض شديد الحر فنزلنا تحت ظل الشجر فلما زالت الشمس لبست لامتي وركبت فرسي فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في فسطاطه فقلت السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته قد حان الرواح فقال اجل ثم قال يا بلال فثار من تحت سمرة كأن ظله ظل طائر فقال لبيك وسعديك وانا فداؤك. فقال اسرج لي الفرس فاخرجا سرجا دفتاه من ليف ليس فيهما اشر ولا بطر. فركبن فركب وركبنا ساق الحديث قال ابو عبد قال ابو داوود ابو عبدالرحمن الفهري ليس له الا هذا الحديث وهو حديث النبيل جاء به حماد بن سلمة قلت هذا الحديث في اسناده ابو ابو همام عبدالله ابن يسار وهو مجهول ومن ثم لم يثبت هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقوله شهدت حنينا هي المعركة التي وقعت بين النبي صلى الله عليه وسلم وهوازن بعد فتح مكة قوله فسرنا في يوم قائض شديد الحر القائض هو تفسير القائض فسره بقوله شديد الحر فقوله فنزلنا تحت ظل الشجر فلما زالت الشمس اي توسطت الشمس في كبد السماء ومالت قليلا لبست لامتي اي الدرع وركبت فرسي فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في فسطاطه يعني في سرادقه او خيمته التي بنيت له. فقلت السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته قد حان الرواح اي جاء وقت المسير الذين سيروا فيه في اخر النهار فقال اجل ثم قال يا بلال اي انه نادى بلالا وفي بعض النسخ انه قال قم يا بلال قال فثار يعني بلال اي وثب وقام من تحت سمرة وهي نوع من انواع الشجر شجر الطلح قال شجر يشابه شجر الطلح و كلاهما من اشجار الصحراء قال كان ظله ظل طائر قد يريد بذلك ظل بلال قليل يسير بسبب ان الشمس في وسط السماء او قد يريد ظل الشجرة انه قليل فقال لبيك وسعديك وانا فداؤك وسعديك معناها انني اجيبك وجاء اجابة تسعدك واو انني اسعد بطاعتك قال وانا فداؤك اي انني احميك واقيك بنفسي فقال اسرج لي الفرس هيهيئ الفرس بوظع في وضع السرج عليه بوضع آآ الحبال التي تمسكها قال فاخرج سرجا دفتاه اي جانباه من ليف ليس فيهما اشر ولا بطر يعني ليس فيها شيء من التكبر والفخر قال فركب وركبنا وهذا الحديث كما تقدم انه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن الاجابة بلفظة لبيك قد ثبتت في الصحيحين من حديث جماعة من الصحابة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معاذ بن جبل قال لبيك يا رسول الله وسعديك وقال يا كعب فقال لبيك يا رسول الله قال ضع من دينك وقال يا ابا موسى قال لبيك يا رسول الله قال الا ادلك على كنز من كنوز الجنة وقال يا معشر الانصار قالوا لبيك يا رسول الله وسعديك لبيك نحن بين يديك وذلك في يوم حنين وهكذا لما نادى ابا هريرة وابا ذر كل منهما قال لبيك يا رسول الله قال المؤلف باب في الرجل يقول للرجل اضحك الله سنك يعني ان انه يدعو له بان سنه يبقى دائما ضاحكا مسرورا فرحا فكأنه دعا له بدوام السرور قال حدثنا عيسى ابن ابراهيم البركي وسمعته من ابي الوليد الطيالسي قال وانا لحديث عيسى اظبط قال حدثنا عبد القاهر بن السري يعني السلمي قال اخبرنا ابن كنانة ابن عباس ابن مرداس عن ابيه عن جده قال ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ابو بكر او عمر اضحك الله سنك وساق الحديث هذا الحديث لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في اسناده عبدالله بن كنانة بن عباس بن مرداس مجهول وقد رواه عن ابيه وهو مجهول. ولذا قال الامام البخاري لا يصح حديثه وقوله ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ابو بكر اضحك الله سنك او عمر تكراوي قال المؤلف باب ما جاء في البناء اي هل البناء من الامور المطلوبة شرعا؟ او ليس الامر فيها كذلك ثم قال حدثنا مسدد اخبرنا حفص عن الاعمش عن ابي السفر عن عبدالله بن عمرو قال مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا اطين حائطا لي انا وامي فقال ما هذا يا عبد الله؟ فقلت يا رسول الله شيء يصلحه؟ قال الامر اسرع من ذاك هذا الحديث قد اخرجه الترمذي وابن ماجة وقال الترمذي هو حديث حسن صحيح وقوله وانا اطين اي انني اخذ الطين فاقوم باصلاح الجدار به وكانوا يبنون جدرانهم في ذلك الزمان من الطين واللبن فقال ما هذا يا عبد الله؟ اي ما هذا الامر الذي تعمله فقلت يا رسول الله شيء اصلحه اي اهيئ البيت واجهزه كانه يجمله ويحسنه بذلك فقال الامر اسرع من ذلك يعني قيل بان المراد بالامر الموت ان الموت اسرع من فساد هذا الحائط الذي تخاف فساده لو لم تصلحه وقيل بان المراد بان المقصود بهذا ان فساد هذا فساد هذا الجزء الذي ستقوم بترتيبه اسرع او انه قصد ان ادخال هذا الطين بهذه النوعية في هذا اللبن قد يجعله مما يسرع فساده قال المؤلف حدثنا عثمان بن ابي شيبة وهناد المعنى قال اخبرنا ابو معاوية عن الاعمش باسناده بهذا فقال مر علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نعالج خصا لنا وهي فقال ما هذا؟ فقلنا خص لنا وهي فنحن نصلحه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ارى الامر الا اعجل من ذلك هذا ايضا حديث صحيح الاسناد بمعنى انه تخرق وانشق او استرخى فقال ما هذا فقلنا خص لنا وهي فنحن نصلحه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ارى الامر الا اعجل من ذلك اي انني لا ارى الا ان الحال انه سيكون هناك ترعة في خراب هذا الخس او ان الموت سيبادركم قبل ان يفسد هذا الخس الذي تصلحونه قال ابو داوود حدثنا احمد ابن يونس قال اخبرنا زهير قال اخبرنا عثمان بن حكيم قال اخبرنا ابراهيم بن محمد بن حاطب القرشي عن ابي طلحة الاسدي عن انس بن مالك رضي الله عنه انه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج فرأى قبة مشرفة فقال ما هذا؟ او ما هذه؟ قال له اصحاب هذه لفلان رجل من الانصار قال فسكت وحملها في نفسه حتى اذا جاء صاحبها رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عليه في ناس اعرض عنه صنع ذلك مرارا حتى عرف الرجل الغضب فيه والاعراض عنه فشكى ذلك الى اصحابه فقال والله اني لانكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا خرج فرأى قبتك فرجع الرجل الى قبته فهدمها حتى سواها بالارض. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلم يرها فقال ما فعلت القبة؟ قالوا شكى الينا صاحبها اعراظك عنه فاخبرناه فهدمها. فقال اما ان كل بناء وبال على صاحبة على صاحبه الا ما لا الا ما لا يعني ما لا بد منه هذا الخبر لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في اسناده ابو طلحة الاسدي مقبول وقوله رأى قبة مشرفة اي انها مطلة على غيرها. فهي بناء عال قد اطل على غيرها من البنيان وقوله فقال ما هذه؟ يعني انه استنكرها فقالوا في فسكت قوله فسكت يعني النبي صلى الله عليه وسلم وحملها في نفسه اي اظمرها في نفسه انه لم يرظى بفعل صاحبها حتى جاء فاعرض عنها اي لم لم يوله وجهه. قال فشكى ذلك. قال حتى عرف الرجل الغضب فيه. والاعراض عنه لما حمله في نفسه قال فشكا ذلك الى اصحابه يعني سألهم ما السبب في هذا الامر؟ وما الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عني فقال والله اني لانكر رسول الله صلى الله عليه وسلم اي شاهدت منه امرا لم اكن اعهده فيما قبل من الاعراض عني ولا اعرف سبب ذلك فقالوا له خرج فرأى قبتك هدم الرجل القبة حتى سواها بالارض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلت القبة اي اينها؟ وما هو شأنها؟ ولم لا اراها فقالوا شكى الينا صاحبها اعراظك عنه فاخبرناه فهدمها فقال اما ان كل بناء وبال على صاحبه الا ما لا يعني ما لا بد منه وتقدم معنا ان هذا الخبر لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد بنى النبي صلى الله عليه وسلم حجر اصحابه وبنى اصحابه في حياته وبعده قول المؤلف باب في اتخاذ الغرف والغرف جمع غرفة والمراد بها الحجرة التي تكون منعزلة عن غيرها من انواع البناء وفي هذا دلالة على جواز اتخاذ البناء قال المؤلف حدثنا عبد الرحيم بن مطرف الرؤسي قال اخبرنا عيسى عن اسماعيل عن قيس عن دكين بن سعيد المزني. قال اتينا النبي صلى الله عليه وسلم فسألناه الطعام فقال يا عمر اذهب فاعطهم فارتقى بنا الى علية فاخذ المفتاح من حجرته ففتح هذا حديث صحيح الاسناد هناك اشكالية سماع اسماعيل بن ابي خالد بن قيس بن حازم وسماع قيس من دكين و الاظهر ان اهل العلم يثبتون هذا السماع وقوله اتيناه فسألناه الطعام اي طلبنا منه ان يطعمنا وان يقدم لنا طعاما نأكله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر اذهب فاعطهم يعني اعطهم من الطعام قال فارتقى بنا اي صعد الى علية اي غرفة عالية. فاخذ المفتاح من حجرته وفي لفظ من حجزته المراد بذلك معقد الازار وففتح يعني فتح هذه العلية فاخذ منها الطعام قال المؤلف رحمه الله باب في قطع السدر قال حدثنا نصر بن علي قال انباءنا ابو اسامة عن ابن جريج عن عثمان ابن ابي سليمان عن سعيد ابن محمد ابن جبير ابن مطعم عن عبدالله ابن حبشي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قطع سدرة صوب الله رأسه بالنار سئل ابو داوود عن معنى هذا الحديث فقال هذا الحديث مختصر يعني من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل والبهائم عبثا وظلما بغير حق يكون له فيها صوب الله رأسه في النار المراد بالسدر شجر عظيم ينبت ان نبقى وينبت في الصحراء وفي المدن ويجعلونه في اطراف نخيلهم وقال المؤلف هذا الحديث الذي ذكره المؤلف فيه سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم وهو مجهول وفي الحديث علة اخرى الا وهي انه من رواية ابن جريج وابن جريج مدلس ولا ولم يصرح بالسماع وظاهر وقد وقع اختلاف بين اهل العلم بقطع السدر وقال طائفة المراد بالنهي سدر الحرم سدر الحرم وقد وقد زاد الطبراني في روايته من سدر الحرم وهي تبين المراد والامام ابو داوود حملها على الشجرة التي ينتفع بها ويستظل بها ابناء السبيل ويستظل بها الحيوان وهكذا ايضا حملها على ما كان في ملك الاخرين بدون اذنهم. فقطعها ظلم اذ هو بغير حق اما اذا كان هناك سبب او كانت في ملك الانسان فانه لا بأس بقطعها ويستدل العلماء بجواز القطع بما ورد من الاحاديث ان النبي صلى الله عليه وسلم امر بتغسيل الميت بماء وسدر. قالوا فدل هذا على انهم قطعوا اوراقها من اجل ان يضعوه في تغسيل الميت. ولو كان القطع حراما لم يجز ان يوضع في ماء لتغسيل الميت قال المؤلف رحمه الله حدثنا مخلد بن خالد وسلمة يعني ابن شبيب قال اخبرنا عبد الرزاق قال ان انا معمر عن عثمان بن ابي سليمان عن رجل من ثقيف عن عروة بن الزبير يرفع الحديث الى النبي صلى الله الله عليه وسلم نحوه هذا الحديث ايضا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وانما هو من رواية رجل مبهم حيث قال عن رجل من ثقيف وبالتالي لم يثبت هذا الخبر. ومن ثم هذا الحديث والذي قبله ليس فيهما ليس فيهما ما يصح الاستناد اليه في المنع من قطع السدر من جهة الاسناد قد ورد ذلك ايضا من حديث عروة انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الذين يقطعون السدر يصب الله على رؤوسهم النار وصبع ولكن اهل العلم ردوا هذه الرواية بفعل عروة بنفسه. كما اشار المؤلف فيما يأتي حيث قال حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة وحميد بن مسعدة قال اخبرنا حسان بن ابراهيم قال سألت هشام بن عروة عن قطع السدر وهو مستند الى قصر عروة فقال اترى هذه الابواب انما هي من سدر عروة. كان عروة يقطعه من ارضه. وقال لا بأس به زاد حميد فقال هي عراقي. هي يا عراقي. جئتني ببدعة قال قلت انما البدعة من قبلكم سمعت من يقول بمكة لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قطع السدر ثم ساق معناه قوله في هذا سألت هشام بن عروة عن قطع السدر وذلك لما اشرت قبل قليل لرواية عروة المرسلة في المنع من قطع السدر وكان هشام مستندا الى قصر عروة. يعني انه قد وضع ظهره عليه فقال اترى هذه الابواب يعني ابواب ذلك المنزل والمصاريع وهي اه وهي جوانب الباب انما هي من سدر عروة كان عروة يقطعه من ارضه وبالتالي يأخذ السدر فيضعها. وقال لا بأس به اي لا بأس بقطع السدر. زاد فقال هي عراقي. يعني انه قال لحسان ابن ابراهيم يا عراقي. يقول كانه يقول يا اهل العراق انتم تأتوننا باشياء لم ترد في الشرع يبتدعون بدعا ليست واردة في الشريعة فقال هي عراقي جئتني ببدعة فقال حسان انما البدعة من قبلكم اي انا لم اسمع بالنهي عن قطع السدر في العراق انما سمعته في مكة من قبلكم يا اهل الحجاز وسمعت من يقول بمكة لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قطع السدر هذا الحكم وهو النهي عنه قطع السدر انما سمعته عندكم يا اهل الحجاز ولم اسمعه في العراق قال المؤلف رحمه الله باب في اماطة الاذى عن الطريق اي ازالة ما يتأذى الناس منه مما يوضع في الطرق و قد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الايمان بضع وستون او سبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق قال المؤلف رحمه الله حدثنا احمد بن محمد المروزي قال اخبرنا علي بن حسين حدثني ابي حدثني عبد الله بن بريدة قال سمعت ابي بريدة رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الانسان ثلاث مئة وستون مفصلا فعليه ان يتصدق عن كل مفصل منه بصدقة. قالوا ومن يطيق ذلك يا نبي الله قال النخاعة في المسجد تدفنها او الشيء تنحيه عن الطريق. فان لم تجد فركعتا الظحى تجزئك هذا الحديث من رواية علي بن الحسين بن واقد وقد اختلف فيه فضعفه جماعة. وقال اخرون هو صدوق حديثه حسن. واكثر اهل حديثي على ذلك ولذا صحح ابن حبان هذا الحديث وقوله في الانسان ثلاث مئة وستون مفصلا اي لبين كل عضو من اعظائه قال فعليه ان يتصدق عن كل مفصل منه بصدقة اي في كل يوم يتصدق بصدقة عن كل مفصل من مفاصل بدنه شكرا لله عز وجل ان سلم تلك المفاصل قالوا يا رسول الله ومن يطيق ذلك؟ اي هذا شيء كثير كيف يطيقه الانسان فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم كثرة طرق الخير فمنها قوله النخاع في المسجد تدفنها. اي ان هذا صدقة النخاعة اي البزاق الذي يخرجه الانسان من فمه او من حلقه قال او الشيء تنحيه عن الطريق اي يكون هناك امر في الطريق ولو كان شيئا يسيرا فتقوم بابعاده عن الطريق لتبعد تأذي الناس عنه قال فان لم تجد يعني شيئا مما يصدق عليه اسم الصدقة حتى يبلغ هذا العدد ثلاثمئة وستين فركعتا الفجر يعني عليك ان تركع ركعتين في وقت الضحى وفي هذا مشروعية صلاة الظحى. كما ان في الحديث استحباب دفن اه ما يتلاذى منه الناس في المسجد وهذا في الزمان الاول لما كانت المساجد من التراب واما في عصرنا فانها تنظف وذلك لانها اصبحت تفرش وفي الحديث استحباب ازالة ما يتأذى الناس منه مما يكون في طرقاتهم قال المؤلف رحمه الله حدثنا مسدد قال اخبرنا حماد بن زيد واخبرنا احمد بن منيع عن عباد ابن عباد وهذا لفظه وهو اتم عن واصل عن يحيى ابن عقيل عن يحيى ابن يعمر عن ابي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يصبح على كل سلامى من ابن ادم صدقة تسليمه على من لقي صدقة وامره بالمعروف صدقة ونهيه عن المنكر صدقة واماطته الاذى عن الطريق صدقة وبضعته اهله صدقة. قالوا يا رسول الله يأتي شهوته وتكون له صدقة قال ارأيت لو وضعها في غير حقها اكان ياثم قال ويجزئ من ذلك كله ركعتان من الضحى قال ابو داوود لم يذكر حماد الامر والنهي هكذا رواه النسائي والامام مسلم قد روى هذا الخبر ولكنه جعل بين يحيى بن يعمر وابي ذر ابى الاسود الدؤلي كما اشار اليه المؤلف في الاسناد الاخر حيث قال حدثنا وهب بن بقية قال اخبرنا خالد عن واصل عن يحيى بن عقيل عن يحيى ابن يعمر عن ابي الاسود الديلي عن عن ابي ذر بهذا الحديث. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في وسطه كما تقدم ان هذا الخبر اصله في صحيح مسلم وهو خبر صحيح الاسناد وقوله في هذا الخبر يصبح اي على كل انسان واجب في يومه يبدأ من صباح في ذلك اليوم بحيث عليه ان يتصدق بصدقة عن كل سلامى والسلامى المراد بها العظام وقيل عظام او مفاصل العظام وقوله في هذا الحديث تسليمه على من لقي صدقة اذا قابل احدا فسلم عليه حسبت له صدقة وامره بالمعروف صدقة ونهيه عن المنكر صدقة. حماد بن زيد لم يذكر هذين النوعين من الصدقات قال واماطته الاذى عن الطريق صدقة. اي ازالته لما يتأذى الناس منه عن طرقات تهم يحسب له صدقة قال وبضعته اهله صدقة اي جماعة لاهله قالوا يا رسول الله يأتي شهوته اي عندما يجامع اهله ويكون له صدقة فاستغربوا ان يتوافق ما يرغبه الانسان مع ترتب الاجر عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارأيت اي اخبرني لو وظعها في غير حقها اي وضع شهوته في امر محرم اكان يأثم فقالوا اكان يأثم فيفهم من ذلك اثبات قياس العكس بانه اذا وجد نقيض المعنى وضده في محل فانه يضاده في الحكم فجماعه المحرم يأثم به. فكان جماعه المجاز في الشرع مما اجروا عليه ويقيد هذا عند العلماء بنية التقرب لله عز وجل لما ورد في الحديث وانما لكل امرئ ما نوى قوله ويجزئ من ذلك كله ركعتان من الضحى في مشروعية صلاة الظحى ففي هذا انه على الانسان ان يتصدق عن كل مفصل من مفاصله في كل يوم وفي هذا الحديث فضيلة الصدقات المذكورة فيه. وفيه فضيلة تسليم الانسان على الاخرين سواء كان يعرفهم او لا والاصل في التسليم ان يكون باللفظ وفيه ايضا ترغيب الانسان في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصيحة الخلق وفيه ايضا فضيلة اماطة الاذى عن الطريق. وفيه احتساب الاجر من الانسان في جماعه لاهله وفي هذا الحديث ايضا مشروعية صلاة الضحى وعظم الاجر المترتب عليها وقوله وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في وسطه اي ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هذا الحديث و ذكر في وسط كلامه اي بين آآ كلامه وقد جاء في حديث عند مسلم انه قال بكل تسبيحة صدقة وبكل تحميدة صدقة وفي بضع احدكم صدقة فكأنه يقول بان هناك جزءا في وسط هذا الخبر قد رواه وهب بن لم يروه الاخرون فيه قال المؤلف رحمه الله حدثنا عيسى ابن حماد قال انبأنا الليث عن محمد بن عجلان عن زيد بن اسلم عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال نزع رجل لم يعمل خيرا قط غصن شوك عن الطريق اما كان في شجرة فقطعه فالقاه واما كان موظوعا فاماطه فشكر الله له بها فادخله الجنة هذا حديث حسن محمد بن عجلان صدوق قال قوله فيه نزع رجل اي ان احد الرجال الذين لم يكن من عمل الخير نزع غصن شوك عن الطريق. اي ازاله من الطريق وغصن الشوك قطعة من الشجرة تكون فيها يكون فيها جذع من اجداع من والشوك ما يكون آآ مؤذيا ويكون له رأس حاد فيدخل في تن قال اما كان في شجرة اي ملتصقا بالشجرة فقطعه من الشجرة فالقاه فابعده عن الطريق. فيكون الاذى مرتفعا لكنه لا يسلم الناس منه. مرتفع عن الارض. واما كان موضوعا اي ساقطا على الارض فاماطه اي ازاله عن الطريق. فشكر الله له بها فادخله الجنة اي انه اثنى عليه وجازاه بهذا العمل الصالح لح قال المؤلف باب في اطفاء النار بالليل اي ازالته النار واطفاؤها اما بماء او بوظع تراب عليها قال المؤلف حدثنا احمد بن محمد بن حنبل قال اخبرنا سفيان عن الزهري عن سالم عن ابيه رواية وقال مرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون هذا حديث صحيح متصل مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم. وقد اخرجه الامامان البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى وقوله لا تتركوا النار اي لا تدع النار موقدة مشتعلة في بيوتكم حين تنامون وذلك انه خشي ان يمتد اثرها فتحرق بقية البيت وقد الحق بعض اهل العلم ما كان فيه اشعال نار في السرج ونحوها اه وحين اذ يكون المراد ان كلما يخشى من ضرره عند بقاء ده يبقى في الليل فانه يلزم بازالته قال المؤلف رحمه الله حدثنا سليمان بن عبدالرحمن التمار قال اخبرنا عمرو بن طلحة حدثنا اسباط عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال جاءت فارة فاخذت تجر الفتيلة فجاءت بها فالقتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخمرة التي كان قاعدا عليها اه فاحرقت منها مثل موضع درهم. فقال اذا نمتم فاطفئوا سرجكم. فان الشيطان يدل مثل هذه على هذا فتحرقكم هذا الحديث في اسناده سماك ابن حرب وهو صدوق وحديثه حسن الا ان روايته عن عكرمة تكلم العلماء فيها وقالوا بان فيها تيأمن الاضطراب وقوله جاءت فأرة وهي الدويبة الصغيرة المعروفة فاخذت اي ابتدأت تجر الفتيلة اي تسحب الفتيلة وهي قطعة من قماش يوضع بها زيت ثم تحرق فجاء فاخذت تجر الفتيلة اي من طرفها الذي لم يحترق فجاءت بها يعني بالفتيلة فالقتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخمرة وهي والخمرة اه فرشة صغيرة يضعها الانسان يسجد عليها. وقد تكون من حصير وقد تكون من خوص ونحو ذلك ويكون فيها خيوط تمسك ذلك الحصير قال فوضعتها على فالقتها على الخمرة التي كان قاعدا عليها فاحرقت منها اي ان هذه الفتيلة احرقت بعض تلك الخمرة مثل موضع درهم فقال صلى الله عليه وسلم اذا نمتم فاطفئوا سرجكم اي قوموا باغلاقها ولا تتركوها مشتعلة. فان الشيطان يدل مثل هذه يعني الفارة على هذا يعني على هذا الفعل فتحرقكم فتجر الفتيلة الى موطن الاحراق فتحرقه فتحرق على اهل البيت بيتهم قد ورد في مثل ذلك احاديث فقد جاء في الصحيحين من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال احترق بيت على اهله بالمدينة فلما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشأنهم قال ان هذه النار انما هي عدوة عدوة لكم فاذا نمتم فاطفئوها عنكم و جاء في الصحيح صحيح البخاري من حديث جابر قال خمروا الانية ثم قال فان الفويسقة ربما جرت الفتيلة فاحرقت اهل البيت. وقال فان الفويسقة تضرم على اهل البيت بيتهم ويلحق بذلك ما ماثله فيما في مما يخشى منه ومن هذا بعض الاجهزة التي يخشى اشتعالها ومثل هذا ايضا النار الغازي ومثله ايضا انابيب والغاز ومثله ايضا بعض شواحن الجوال التي يخشى من ان تقوم او من ان تحترق الانسان ان يحتاط وان وان يأخذ بالاجراءات الاحترازية التي يقيه الله عز وجل بها من ان تشتعل ان تشتعل بعض اغراضه او ان تصل النار الى جزء من بيته حماكم الله وسلمكم الله من كل سوء وابعد عنكم الشرور بانواعها. بارك الله فيكم ووفقكم الله في كل خير هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين