اشار الى انه هو قد نهي عن ان يجلس في مجلس شخص قام عنه من اجله وقوله ونهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يمسح الرجل يده بثوب يعني اذا كانت ولذا قال اهل العلم بان صاحب الثوب اذا كان راضيا بان يمسح في ثوبه فانه لا حرج في ذلك وهكذا اذا علم ان الشخص قام عن المجلس اكراما له بطيب خاطر منه فلا الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا هو الدرس الخامس من دروسنا في قراءة كتاب الادب من سنن الامام ابي داوود رحمه الله تعالى قال الامام ابو داوود باب في سعة المجلس اي هل يرغب ان تكون المجالس واسعة لتتسع لمن يقدم اليها وفي سعة المجالس دلالة على كثرة من يستقبل فيها ومن يضيف فيها وروى المؤلف قال حدثنا القعنبي اخبرنا عبد الرحمن بن ابي الموالي عن عبدالرحمن بن ابي عمرة الانصاري عن ابي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خير المجالس اوسعها قال ابو داوود هو عبدالرحمن ابن عمرو ابن ابي عمرة الانصاري اراد المؤلف رحمه الله ان ينبه الى وجود الى وجود تشابه في الاسماء بين عبدالرحمن بن ابي عمرة الانصاري الذي هو عم هذا الراوي. وبين هذا الراوي في هذا الخبر الذي هو عبدالرحمن بن عمرو بن بعمرة الانصاري وبعضهم قال عبدالرحمن بن عبدالله بن ابي عمرة الانصاري ولذا لم يترجم المزي رحمه الله في تهذيب الكمال هذا الراوي مع انه على شرط كتابه وابن حجر في تهذيب التهذيب قال بانه آآ انما اورده على جهة التمييز صواب ان هذا هو ابن الاخ وليس العم. والعم ثقة المعروف ولذا صحح بعض اهل العلم هذا الخبر اعتمادا على ان الراوي هو ابن ابي عمر العم ولا اظهروا انه ابن الاخ وابن الاخ مقبول ومن ثم فالرواية فيها جهالة وقد ورد هذا الخبر خير المجالس اوسعها من حديث انس بن مالك رضي الله عنه ايضا ولذا قال طائفة بان هذا الخبر آآ خبر جيد وانه يقبل اسناده قال المؤلف باب في الجلوس بين الشمس والظل اي هل هذا الجلوس جائز او لا وان كان جائزا فهل هو مستحسن او لا قال حدثنا ابن السرح ومخلد بن خالد قال اخبرنا سفيان عن محمد بن المنكدر قال حدثني من ابا هريرة يقول قال ابو القاسم صلى الله عليه وسلم اذا كان احدكم في الشمس وقال مخلد في فقلص عنه الظل وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل فليقم هذا الخبر باسناده رجل مجهول وهو الراوي عن ابي هريرة وهو رجل مبهم ولم يذكر. ومن ثم فالخبر لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله في الفي المراد به اه مكان الشمس الذي يترتب عليه ان يصبح للشخص قوله فقلص عنه الظل. اي ارتفع وقال وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل فليقم اي فليتحول ولينتقل من ذلك كالمكان الى مكان اخر يكون كله في الظل او يكون كله في الشمس او قال المؤلف حدثنا مسدد قال اخبرنا يحيى عن اسماعيل قال حدثني قيس عن ابيه انه جاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقام في الشمس فامر به فحول الى الظل قيس هو ابن ابي حازم وابوه عوف ابن الحارث البجلي وهو صحابي قوله وهذا الخبر لا بأس به بل هو صحيح الاسناد قوله جاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب احتملوا ان تكون خطبة جمعة ويحتمل ان تكون غير ذلك. فقام في الشمس اي انه ظل واقفا في شمس ويحتمل انه قعد فيها فامر به يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم طلب من بعض اصحابه ان يقوم بتحويله من الشمس اذا كانت اليد ملوثة بالطعام او بغيره فانه حينئذ لا يمسح بي الثوب بثوب شخص لم يلبسه ذلك الرجل الثوب. وكأنه نهى عن ان يؤذي اخرين وان يلطخ ثيابهم والخبر كما تقدم فيه ظعف في اسناده الى الظل وهذا من شفقة النبي صلى الله عليه وسلم قوله باب في التحلق اي الجلوس على شكل دائرة وحلقة بحيث يكون الناس دوائر بعضها خلف بعضها الاخر قال حدثنا مسدد قال اخبرنا يحيى عن الاعمش قال حدثني المسيب ابن رافع عن تميم ابن طرفة عن جابر بن سمرة رضي الله عنه انه قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وهم كن فقال ما لي اراكم عزين حدثنا واصل بن عبدالاعلى عن ابن فضيل عن الاعمش بهذا قال كانه يحب الجماعة وهذا الخبر قوله وهم حلق يعني انهم دوائر متعددة. كل منهم في جهة تخالف الجهة الاخرى كأنهم قد آآ استداروا ووضعوا دوائر متعددة قوله ما لي اراكم عزين. العزين يعني المتفرقين. كأنه قال ما الذي جعلكم تتفرقون وهذا التفرق قد يورث قد يورث الاختلاف. فكأنه رغبهم في ان يكونوا جماعة واحدة في مجلس واحد قوله كانه يحب الجماعة اي يحب ان يجتمعوا وان يكونوا جماعة واحدة. وهذا الخبر قد اخرجه مسلم في صحيحه بسياق اتم من هذا قال المؤلف حدثنا محمد بن جعفر الوركاني وهناد ان شريكا اخبرهم عن سماك عن جابر ابن سمرة انه قال كنا اذا اتينا النبي صلى الله عليه وسلم جلس احدنا حيث ينتهي هذا الخبر حسن الاسناد سماك ابن حرب صدوق وشريك صدوق على الصحيح ومن ثم فالخبر الاسناد. قوله كنا اذا اتينا النبي صلى الله عليه وسلم فيه رغبة الصحابة في مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم. وهكذا يستحب مجالسة اهل العلم ليستفاد منهم اه العلم قوله جلس احدنا حيث ينتهي اي جلس في المكان الذي ينتهي اليه المجلس. ومن ثم لا يتجاوز الناس الى ان يصل الى اوائل المجلس. وهكذا لا يترك فروجات في طرف مجلس قال المؤلف رحمه الله تعالى باب الجلوس وسط الحلقة يعني هل يجوز للانسان ان يجلس وسط حلقة الناس؟ فاذا كان الناس متحلقين في فهل يحق للانسان ان يأتي ويجلس في وسط هذه الجلسة وهذه الحلقة او لا؟ قال المؤلف حدثنا موسى بن اسماعيل قال اخبرنا ابان قال اخبرنا قتادة قال دثني ابو مجلس عن حذيفة ابو مجلز عن حذيفة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من جلس وسط الحلقة هذا الخبر من رواية لاحق بن حميد ابو مجلس وهو لم يثبت له رواية عن حذيفة رضي الله عنه ومن ثم فالخبر فيه انقطاع. وقد اخرجه الترمذي وصححه وقوله لعن اي دعا على من فعل هذا الفعل بان يبعد عن رحمة الله جل وعلا وقوله من جلس وسط الحلقة اي من جلس في اثناء الحلقة في وسطها وقد تأوله الخطابي بان المراد به من من تخطى الرقاب وقعد في وسط الناس ولم يلتزم بما ورد من كونهم يجلسون حيث ينتهي بهم المجلس فجعل هذا الوعيد سبب الاذى الذي عرظه او الحقه بالجالسين والظرر الذي اه تسببه وبهم قال المؤلف باب في الرجل يقوم للرجل عن مجلسه اي هل هذا من الامور المستحسنة ان يقوم شخص عن مجلسه من اجل ان يجلس فيه غيره او الامر كذلك. قال المؤلف حدثنا مسلم بن ابراهيم قال حدثنا شعبة عن عبد ربه بن سعيد عن ابي بعبد الله مولى لال ابي بردة عن سعيد بن ابي الحسن قال جاءنا ابو بكرة في شهادة فقام له رجل من مجلسه فابى ان يجلس فيه وقال ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذا ونهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يمسح الرجل يده بثوبه من لم يكسه وهذا الخبر في اسناده ابو عبد الله القرشي مولى ال ابي بردة وهو مجهول ولذا لم يثبت هذا الخبر وهذا الرجل كما تقدم آآ ورد في تعريفه وتحقيق حاله كلام كثير لاهل العلم وهل هو مولى لال ابي بردة او مولى لقريش؟ قولان لهم مشهوران وقوله جاءنا ابو بكرة ابو بكرة نافع او نفيع ابن آآ نفيع بن الحارث ثقافي صحابي جليل معروف قوله في شهادة اي قدم اليهم من اجل اداء شهادة ان يدلي بها عند القضاء. فقام له رجل من مجلسه اي تكريما لابي بكرة قام احد الجالسين عن المجلس الذي كان يجلسه من اجل ان يجلس ابو بكرة فيه. قال فابى ان يجلس فيه اي رفظ ابو بكرة ان يجلس في ذلك المكان وقال ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذا اي نهى عن ان يقوم احد من اجل ان يجلس غيره في مجلسه الذي كان يجلس فيه وهل النهي عن قيام ذلك الرجل الذي قام او النهي عن جلوسه هو فكأنه بأس ان يجلسا في ذلك المكان وقد يستدل عليه بقوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قيل لكم تفسحوا المجالس فافسحوا يفسح الله لكم. واذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين اوتوا العلم من رفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا عثمان بن ابي شيبة ان محمد بن جعفدثهم عن شعبة عن ابن طلحة قال سمعت ابا الخصيب عن ابن عمر قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقام له رجل عن مجلسه فذهب ليجلس فيه فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابو داوود ابو الخصيب اسمه زياد ابن عبد الرحمن وابو الخصيب هذا تكلم اهل العلم فيه قالوا بانه مجهول وبالتالي لم يثبت هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقوله في هذا الخبر فقام له رجل من عن مجلسه اي ان احد الجالسين السابقين قام هذا الاتي الذي حضر اليهم بعد جلوسهم فذهب الاتي والقادم من اجل ان يجلس في ذلك المكان قوله فنهاه اي نهاه عن الجلوس في ذلك الموطن وقد جاء في حديث ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان يقام الرجل من مجلسه ليجلس فيه اخر. وورد في حديث اخر ان ابن عمر كان اذا قام له رجل من مجلسه لم يجلس فيه وعلى كل مثل هذا الخبر يدل على ان من الامور المستحسنة يرضى احد بان يقام عنه. لكن لو قدر ان احدا قام من باب الاكرام له. فحين اذ هل تكون هل يكون هذا الفعل مما ينهى عنه او لا؟ والجمهور على جواز ذلك وجوازي ان يكرم الشخص غيره ليجلس ذلك الاتي فيه. وكان لهم من الادلة ما ورد في الحديث في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قام احدكم من مجلسه ثم رجع اليه فهو احق به. قالوا فلما كان احق به دل هذا على انه كما يحق له ان يجلس يحق له ان يجلس غيره فيه اورد المؤلف بعد هذا الخبر باب من يؤمر ان يجالس؟ اي من هم الاشخاص الذين يرغب في ان يجالسهم الانسان وان وان آآ يخالطهم وان يكثر الترداد معهم. قال المؤلف حدثنا مسلم بن ابراهيم قال اخبرنا ابان عن قتادة عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الاتروجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل تمرة طعمها طيب ولا ريح لها. ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحان ريحها طيب وطعمها مر ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها. ومثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك ان لم يصبك من منه شيء اصابك من ريحه ومثل جليس السوء كمثل صاحب الكير ان لم يصبك من سواده اصابك فمن دخانه هذا حديث صحيح الاسناد. وقد اخرجه النسائي في سننه وقوله مثل المؤمن فيه الترغيب في ان يشرح الانسان كلامه بالتمثيل ليفهم عنه. قال مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن اي الذي كونوا من شأنه ان يلازم القرآن في التلاوة فيرتب له في ايامه واوقاته ما يتمكن به من قراءة هذا القرآن. قال مثلجة نوع من انواع الثمار يشتمل على لون جميل ورائحة فاضلة وطعم طيب وفيه منافع متعددة واراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا ان يبين ان المؤمن الذي يقرأ القرآن له مكانة ومنزلة ثم قال ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل تمرة طعمها طيب ولا ريح لها. وفي هذا الترغيب في قراءة القرآن وبيان رفعة مكانة اهله قال ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة نوع من انواع الزهور والورود ريحها طيب وطعمها مر ومثل الفاجر اي الذي الذي يبطن الشر والسوء. ومثل الفاجر الذي الى يقرأ القرآن كمثل الحنظلة والحنظلة نوع من انواع نبات الصحراء له لا يرتفع في السماء وله ثمر. هذا الثمر طعمه مر وبل انه متى وله الانسان اسهل ما في بطنه وقد يموت منه المرء متى تناوله بسبب اطلاق بطنه قال ومثل جليس الصالح كمثل صاحب المسك اي صاحب الطيب الذي يتطيب به ان لم يصبك من منه شيء يعني اذا لم يهدك منه او لم تقم بالشراء منه اصابك من ريحه استفدت منه الرائحة الطيبة وهكذا الجليس الصالح فانك ان لم تستفد منه ما يعود عليك بالنفع فعلى الاقل ستستفيد منه سمعة طيبة يثني عليك الناس بسبب صحبتك له. قال ومثل جليس السوء اي الجليس الذي هو من اهل السوء كمثل صاحب الكير والكير آآ اداة يستعملها الحداد الذي يصنع الحديد بحيث ينفخ فيه وبالتالي يهيئ الحديد لما يريد ان يعمله. فان هذا يحتاج الى احراق. وبالتالي يصبغ اللون بالسواد زيادة على انه قد يطير بعض شرارة فيصيب من حوله فيحترق واذا سلم من اه شراره واحتراقه وسلم من لونه فانه سيصيبه من رائحته ودخانه. وفي هذا الترغيب في صحبة اهل الخير والصلاح. وخصوصا العلماء واصحاب الفضل وهؤلاء تنفع صحبتهم ويستفيد منها المرء في اخرته وفي دنياه. وفي الحديث النهي عن مصاحبة الاشرار والفساق وبيان انها مضرة للعبد في دنياه وفي اخراه قال المؤلف حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى المعنى حاء واخبرنا ابن معاذ قال اخبرنا ابي قال اخبرنا شعبة عن قتادة عن انس عن ابي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام الاول الى قوله وطعمها مر. وزاد ابن معاذ قال قال انس وكنا نتحدث ان مثل آآ الجليس الصالح وساق بقية الحديث. وهذا الحديث قد اخرجه الشيخان وهو صحيح الاسناد هذا الحديث حديث قد اخرجه الشيخان. وقوله في هذا الخبر بهذا الكلام الاول يعني يبي مثلي السياق والحديث الاول. قوله وساق بقية الحديث اي اه الحديث الذي لي فيه تمثيل المؤمن والمنافق الذي يقرأ القرآن والذي لا يقرأ القرآن قال المؤلف حدثنا عبدالله بن الصباح العطار قال اخبرنا سعيد بن عامر عن شوبيل بن عذرة عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل الجليس الصالح فذكر نحوه قال المؤلف حدثنا عمرو بن عون قال انبأنا ابن المبارك عن حيوة بن شريح عن سالم بن غيلان عن الوليد بن ابن قيس عن ابي سعيد او عن ابي الهيثم عن ابي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تصاحب الا مؤمنا ولا يأكل طعامك الا تقي. هذا الخبر من رواية سالم بن غيلان عن الوليد بن قيس فهو حسن الاسناد وقوله لا تصاحب اي لا يكن من تسير معه وتقترن واياه ويكون مصاحبا لك الا مؤمنا. اي من اهل الايمان الذين يقدمون على العمل الصالح. لتستفيد من انه التقوية على الفعل الصالح. والاقدام على ما يرضي رب العزة والجلال. وكذلك تستفيد من المعلومة الطيبة وتستفيد منه السمعة الحسنة وفي هذا نهي عن مصاحبة اهل الفسق والفجور واهل النفاق لما في صحبتهم من من المضرة في الدين وقوله ولا يأكل طعامك الا تقي اي ليكن شأن من تدعوه الى اكل طعامك ان يكون من اهل للتقوى وكانه قال لا تطعم طعامك الا تقيا وقد جاء في النصوص الترغيب في ان يطعم الانسان الاخرين ولم يرد فيها تخصيص باهل التقوى والايمان. ولذا قال تعالى ويطعمون الطعام على حبه مسكينا يتيما واسيرا وذم الله جل وعلا اولئك الذين لا يحضون على طعام المسكين ولكن كانه اراد اطعام الطعام الذي يلزم عليه ان تشارك من يطعم معك وبالتالي يكون بينك وبينه شيء من الاقتران والمصاحبة. اما اذا اطعمت الاخرين بدون ان يكون بينك وبينهم شيء من المصاحبة والمقارنة فلا يدخل في هذا الخبر قال المؤلف حدثنا ابن بشار قال اخبرنا ابو عامر وابو داوود قال اخبرنا زهير بن محمد قال موسى بن وردان عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل هذا الخبر حسن الاسناد. في اسناده موسى ابن وردان. الصواب ان انه صدوق الا ان بعضهم رجح ان هذا الخبر مرسل. وقوله الرجل على دين لم يقصد به عين الرجل وانما اراد به عموم الاشخاص فيشمل الرجال والنساء. وقوله على دين خليله الدين قد يراد بها الطاعة فيكون الانسان مقتديا باصحابه و من يقارنهم ويسير معهم ويكون على طريقتهم وسيرتهم. وقد يراد بالدين وقد يراد بالدين ما يتصف به الانسان من عبودية الله جل وعلا. قوله فلينظر اي فليتأمل وليعد الانسان النظر قيما يريد ان يصاحبهم فلا يسحب الا من يرضى في دينه وفي عقله وفي خلقه. واما من لم يكن كذلك فانه يجانبه قال المؤلف حدثنا هارون بن زيد بن ابي الزرقاء قال اخبرنا ابي قال اخبرنا جعفر يعني ابن برقان مدلس فلا يقبل من حديثه الا ما صرح فيه بالسماع ولم يصرح هنا بالسماع وانما روى الخبر بالعنعنة وقوله كان اذا جلس يتحدث يكثر اي انه ينظر الى مرارا متعددة عن يزيد يعني ابن الاصم عن ابي هريرة يرفعه. قال الارواح جنود مجندة. فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف. هذا الحديث قد اخرجه الامام مسلم في صحيحه وقوله الارواح اي نفوس الناس جنود مجندة اي جموع متقابلة او مختلطة فكل منها له صفات بحيث يقارن الانسان من يوافقه في صفاته ولذا قال فما تعارف منها ائتلف. يعني ما كان بعظه اذا كان بعظها يرى تصرفا غيره على انها من المعروف عنده. ومما يقبله حينئذ يحصل التآلف بين اصحابه. واما ما تناكر منها اختلف. يعني النيه يعني انه واذا كان بعض الارواح ينظر الى افعال اصحاب الارواح الاخرى. على انها افعال منكرة غير مقبولة فحينئذ سيحصل بينهم اختلاف وتنافر ولن يحصل بينهم صحبة قال المؤلف رحمه الله تعالى باب في كراهة باب في كراهة المراء والمراد بالمراء الجدال. ولعل المقصود به اذا لم يكن لذلك الجدال ثمرة ولا فائدة مقصودة شرعا. اما اذا كان الجدال فيه فائدة مشروعة فانه لا يكون من ما يكره او ينهى عنها قال المؤلف حدثنا عثمان بن ابي شيبة قال اخبرنا موسامة قال اخبرنا بريد بن عبدالله عن جده ابي بردة عن ابي موسى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا بعث احدا من اصحابه في بعظ امره قال ابشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا. هذا الحديث حديث صحيح الاسناد وقد اخرجه الامام مسلم قوله كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا بعث احدا من اصحابه اي ارسل بعض الصحابة في بعض امره سواء في امر الولاية بحيث ارسله يتولى بعض الاقاليم او ارسله من اجل ان يقود الجيوش او من اجل جبي الزكاة. قال له بشروا اي اي اذكر للناس ما وعدهم الله به من الخير وما يؤمل من استقبال المنافع والارزاق لهم في ايامهم الاتية ابشرهم واملهم في ان يقبل الله عز وجل طاعاتهم وان يثيبهم عليها و بشرهم في ان الله جل وعلا يقبل منهم التوبة متى عادوا اليه وطلبوا عفوه ومغفرته. ولا تنفروا اي لا تتكلم معهم بالكلام الشديد الذي يجعلهم يبتعدون عنك وينفرون منك وبحيث تحدثهم باحاديث الشدة فيكون هذا من اسباب قنوطهم. قال ويسروا اي سهلوا الامور على الناس. ولا تعسروا اي لا تصعبوها عليهم عليهم في احوالهم واحكامهم. قال المؤلف حدثنا مسدد اخبرنا يحيى عن قال حدثني ابراهيم بن المهاجر ابن المهاجر عن مجاهد عن قائد السائب عن السائب قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فجعلوا يثنون علي ويذكروني او ويذكروني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا اعلمكم يعني به قلت صدقت بابي انت وامي كنت شريكي فنعم الشريك كنت لا تداري ولا تماري هذا الحديث وقع فيه تردد من بعض اهل العلم من جهة ان السائب هذا قد قيل انه قتل كافرا يوم بدر بينما رأى اخرون اثبات صحبته وانه قد اسلم اما وحسن اسلامه وقد وقع اختلاف كثير في اسناد هذا الخبر. ولذا ذكر ابن عبد البر ان هذا الحديث مضطرب جدا وقال بانه اضطراب لا يقوم به حجة وعلى كل فقوله هنا اتيت النبي صلى الله عليه وسلم اي قدمت عليه فجعلوا يثنون يكثرون من المدح علي ويكررونه ويذكروني يعني بالافعال الجميلة التي فعلتها واقدمت عليها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا اعلمكم يعني به. يعني انني اطلعت من اخباره على اشياء لم تطلعوا عليها. فقال السائب صدقت بابي انت وامي اي افتيك بابوي قوله هنا كنت شريكي اي بيني وبينك تعامل في الاموال فيما سبق فنعم الشريك قد احسنت التعامل حال كونك شريكا. ثم قال لا تداري ولا يعني انك لا تخالفني ولا تقوم بمجادلتي فيما ارغب منك ان تفعله وفي هذا بيان حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وسهولته في التعامل تيسيره في المعاملات قال المؤلف باب الهدي في الكلام اي ما هي الطريقة الجميلة المناسبة الموافقة للشرع في كيفية الكلام وطريقة تركيبه وطريقة ترتيبه. قال المؤلف حدثنا عبد العزيز ابن يحيى الراني قال حدثني محمد عن ابن سلمة عن محمد ابن اسحاق عن يعقوب ابن عتبة عن عمر ابن عبد العزيز عن توفى بن عبدالله بن سلام عن ابيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا جلس يتحدث يكثر وان يرفع طرفه الى السماء. هذا الخبر في اسناده محمد بن اسحاق بن يسار صاحب السيرة وهو كانه ينتظر ان يوحى اليه. قال المؤلف حدثنا محمد بن العلا قال اخبرنا محمد بن بشر اشعر قال سمعت شيخا في المسجد يقول سمعت جابر بن عبدالله يقول كان في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ترتيل او ترسيل. هذا الخبر فيه راو مجهول مبهم قال فيه سمعت شيخا في المسجد ومن ثم فلم يثبت هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والترتيل سوق الكلام متواليا متعاقبا مع على جهة التأني والتمهل مع بيان الحروف والحركات بحيث يتمكن الانسان من فهم وسماعها وهذا هو معنى الترسيل قوله قال المؤلف حدثنا عثمان وابو بكر بن ابن ابي شيبة قال اخبرنا وكيع عن سفيان عن اسامة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاما فصل يفهمه كل من سمعه. قوله كان كلامه كلاما فصلا. اي يفصل بين اه بحيث يتضح معنى كل لفظة من الفاظه التي تكلم بها. ثم فسره فقال يفهمه كل من سمعه. قال المؤلف حدثنا ابو توبة قال زعم الوليد عن الاوزاعي عن قرة عن الزهري عن ابي سلمة عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل الا من لا يبدأ فيه بحمد الله فهو اجزم قال ابو داوود رواه يونس وعقيل وشعيب وسعيد بن عبدالعزيز عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم اشار المؤلف هنا الى علتين لهذا الخبر اولاهما انه قد زعم الوليد وهو الوليد ابن مسلم وهو ممن يدلس ولابد ان يحدث بصيغة التحديث والسماع في كل اسناده ولكنه روى الخبر بطريق العنعنة فلا يقبل ويكون الخبر منقطعا الحكم واشار المؤلف الى امر اخر وهو ان هذا الخبر قد خولف فيه هؤلاء الرواة وقد رووه عن عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. ومراسيل ضعيفة وذلك لانه يسقط الضعفاء ولا يكتفي باسقاط الثقات ثم الخبر فيه علة اخرى الا وهي انه من رواية قرة بن عبدالرحمن وهو ضعيف الاسناد ومن ثم لم يثبت هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الاسناد. وقوله كل اي كل جملة وكل لفظ يتكلم به مع تمام المعنى من الامور التي لها بال ولها مكانة ويكون لها ويكون لها ارتفاع يجعل النفوس تهفو الى سماعها. كل كلام من اجل ان يجمع بينما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من من كلمات لم يبدأ فيها بحمد الله قال كل كلام لا يبدأ فيه بحمد الله فهو اجزم. اي ذلك الكلام اجزم يعني منقطع اا اثر له ولا فائدة له ولا بركة فيه و الملاحظ لاحوال النبي صلى الله عليه وسلم يجد انه في خطبه يبدأها بالحمد. وفي كتب به ورسائله يبدأها بالبسملة بسم الله الرحمن الرحيم. فهذا هو السنة في مثل ذلك بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير وجعلنا الله واياكم من الهداة المهتدين كما نسأله جل وعلا ان يبارك فيكم جميعا. وان يوفقكم للاعمال الصالحة. وان ينزل عليكم رحماته هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه. وسلم ليما كثيرا الى يوم الدين