الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسألوا الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لكل خير هذا هو اللقاء التاسع من لقاءاتنا في قراءة سنن الامام ابي داوود في كتاب الادب ونبتدئه بقول المؤلف باب في النهي عن البغي المراد بالبغي تجاوز الحد الشرعي في اخذ حقوق الاخرين وعدم ايصال ما لهم اليهم قال المؤلف رحمه الله حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان قال اخبرنا علي ابن ثابت عن عكرمة ابن عمار قالوا حد ثاني ضمضم ابن جوس قال قال ابو هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان رجل في بني اسرائيل متواخيين. فكان احدهما يذنب والاخر مجتهد في العبادة. فكان لا يزال المجتهد يرى الاخر على الذنب فيقول اقصر فوجده يوما على ذنب فقال له اقصر. قال خلني وربي ابعثت علي رقيبا. فقال والله لا يغفر الله او لا يدخلك الله الجنة فقبض ارواحهما فاجتمعا عند رب العالمين. فقال لهذا المجتهد اكنت بي عالم ما او كنت على ما في يدي قادرا وقال للمذنب اذهب فادخل الجنة برحمتي. وقال للاخر اذهبوا الى النار. قال ابو هريرة والذي نفسي بيده يتكلم لتكلم بكلمة او بقت دنياه. واخرته هذا الحديث حسن الاسناد فيه علي ابن ثابت الجزري الاظهر انه صدوق فخبره حسن وعكرمتك ذلك قوله هنا في هذا الحديث حدثنا ضمضم بن جوس وفي بعض الروايات جاوش بالشين قال قال ابو هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان رجلان في بني اسرائيل متواخيين اي قيل المراد بها من الاخاء اي ان احدهما اخ للاخر. وقيل المراد انهما متقابلان بحيث ان كل واحد منهما يقابل الاخر فهذا مجتهد في العبادة وذاك مستمر في الذنب قال فلا فكان لا يزال المجتهد يرى الاخر على الذنب فيقول اقصر اي ينهاه عن فعل الذنب ويطلب منه ان يكف عن فعله قال فوجده يوما على ذنب فقال له اقصر اي كف عن هذا الذنب فقال خلني وربي ابعثت علي رقيبا اي هل ارسلك الله تراقبني حتى تحكم علي بهذا الحكم؟ فقال والله لا يغفر الله لك او لا يدخلك الله الجنة يعني انه تألى على الله بهذه الكلمة. قال فقبض ارواحهما فاجتمعا عند رب العالمين. فقال للمجتهد اكنت بي عالما او كنت على ما في يدي قادرا حتى تحكم علي بهذا الحكم. وقال للمذنب اذهب فادخل الجنة برحمتي لانه كان يحسن الظن بالله جل وعلا. ولانه صبر على مقالة اخيه قال للاخر اذهبوا به الى الى النار وذلك ان هذه الكلمة العظيمة وهي الحكم على الاخرين بجنة او نار بدون مستند. تألن على الله جل وعلا. قال ابو هريرة والذي نفسي بيده لتكلم اي هذا المجتهد تكلم بكلمة ونطق بكلمة بجملة اوبقت دنياه واخرته يعني اهلكته في دنيا حيث كان يعمل الطاعات املا في رضا الله ودخول جنته فلم يحصل له ذلك قال المؤلف حدثنا عثمان بن ابي شيبة قال اخبرنا ابن علي عن عيينة بن عبدالرحمن عن ابي وهو عبدالرحمن ابن جوشن عن ابي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ذنب اجدر ان يعجل الله تعالى لصاحبه به العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الاخرة مثل البغي وقطيعة الرحم هذا الحديث جيد لاسناده وقد صححه الترمذي قوله ما من ذنب اي لا يوجد ذنب ومعصية. اجدر اي احق واولى ان يعجل الله اي يسرع بعقوبة صاحبه اي مرتكب ذلك الذنب في الدنيا ان يعاقبه بها في الدنيا مع ما يدخر اي ما اي ما يجازى به في الاخرة مثل البغي وهو تجاوز حقوق الاخرين والاعتداء عليها والظلم ومنه الخروج على اصحاب الولاية والتكبر على الخلق وقطيعة الرحم وفي هذا ان البغي وقطيعة الرحم من كبائر الذنوب وعظائم الاثام قال المؤلف رحمه الله باب في الحسد هددنا المراد بالحسد تمني زوال النعمة عن الغير قال حدثنا عثمان بن صالح البغدادي قال ان بان ابو عامر يعني عبد الملك بن عمرو قال اخبرنا سليمان ابن بلال عن ابراهيم ابن ابي اسيد بفتح الهمزة عن جده عن ابي هريرة رضي الله الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اياكم والحسد فان الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب او قال العشب هذا حديث مجهول الاسناد جد ابراهيم مجهول ومن ثم لا يعول على هذا الخبر وقوله اياكم والحسد اي فاحذروه وعمم ذلك في كل شيء. قال فان الحسد يأكل الحسنات اي يزيلها ويفنيها هاه كما تأكل النار الحطب واو قال العشب والمراد به الكلأ قال المؤلف رحمه الله حدثنا احمد بن صالح قال اخبرنا عبد الله بن وهب قال اخبرني سعيد بن عبدالرحمن بن ابي العمياء ان سهل ابن ابي امامة حدثه انه دخل هو وابوه على انس ابن مالك بالمدينة في زمان عمر ابن عبد العزيز وهو امير المدينة فاذا هو يصلي صلاة خفيفة دقيقة كانها صلاة مسافر او قريبا منها فلما الا ما قال ابي يرحمك الله ارأيت هذه الصلاة المكتوبة ام شيء تنفلته؟ قال انها للمكتوبة وانها لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اخطأت الا شيئا سهوت عنه. فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا تشددوا على انفسكم فيشدد الله عليكم فان قوما شددوا على سهام فشدد الله عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والديار رهبانية ابتدعوها ما كتبناها اليهم ثم غدا من الغد فقال الا تركب لتنظر ولتعتبر؟ قال نعم. فركبوا جميعا فاذا هم ديار باد اهلها. اي هلكوا وانقضوا فتوا اوقدتوا خاوية على عروشها فقال اتعرف هذه الديار؟ قال ما عرفني بها وباهلها هذه ديار قوم اهل لك هم البغي والحسد. ان الحسد يطفئ نور الحسنات والبغي يصدق ذلك او يكذبه. والعين تزني والكف والقدم والجسد واللسان. والفرج يصدق ذلك او يكذبه. هذا الحديث في اسناده عبدالرحمن سعيد بن عبدالرحمن بن ابي العمياء. قال ابن حجر مقبول وقال غيره مجهول. وقوله هنا ان سهل ابن ابي امامة دخل هو وابوه ابو امامة الصحابي على انس في زمان عمر وهو يعني عمر ابن عبد العزيز كان اميرا وهو امير المدينة يعني ان عمر ابن عبد العزيز كان امير المدينة وبعضهم ظن ان المراد ان انس بن مالك كان اميرا للمدينة في زمان عمر ابن عبد عزيز وولايته قال فاذا هو يعني انس يصلي صلاة خفيفة دقيقة يعني انه كان يوجز في صلاته وليس معناه انه يخل وانما يكتفي على اقل مقدار الواجب او المستحب المتأكد وقوله هنا كأنها صلاة مسافر او قريبا منها فلما سلم يعني انس قال ابي يرحمك الله ارأيت هذه الصلاة المكتوبة او شيء تنفلته؟ رسالة ابو امامة هل هذه الصلاة صلاة مثل او صلاة فرض فانه قد يتبادر الى الذهن انها صلاة نفل للتخفيف فيها. فقال انها المكتوبة وانها لصلاة يتقدم بعض اهل الايمان فيشهد ويشفع لبعض اخوانهم ممن استوجب النار قال ولا شهداء اي انهم لا يطلب منهم الشهادة في يوم القيامة فلا يستشهدون على تبليغ رسل الله دعوة الله ولا يرزقون شهادة في سبيله رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اخطأت الا شيئا سهوت عنه. اي ما تعمدت ان اترك شيئا من طريقة النبي صلى الله عليه وسلم قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تشددوا على انفسكم اي بتطويل اعمالكم الصالحة او اختيار الاعمال الشاقة فيشدد فيشدد عليكم. فان قوما شددوا على انفسهم فشدد الله عليهم. فتلك اياهم في الصوامع اي انهم لم يعد لهم ذكر وزالت اممهم ولم يبقى الا طائفة من اه بان لا زالوا باقيين في الصوامع والديار رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم اي ما شرعناه ما لهم قال ثم غدا من الغد اي خرج صباحه. فقال انس الا تركب اي الا تركب دابتك لتنظر راء ولتعتبر يعني تشاهد اقوام ديار المعذبين ليكون لك عبرة فيها. قال نعم فركبوا عام فاذا هم بديار باد اهلها اي هلكوا وانقضوا وقتوا اي انهم لم يبقى منهم احد بل استأصلته وفي رواية وفي بعض الروايات وفنوا اي انهم لم يبق منهم احد من الفناء خاوية على عروشها اي ان بيوتهم ساقطة ساقط سقوفها على اه على تلك البيوت فقال اتعرف هذه الديار؟ يعني انسا يسأل ابا امامة فقال ابو امامة ما عرفني بها اي ما الذي يجعلني يعرفه اعرفها واعرف اهلها؟ لا اعرفهم. فقال هذه ديار قوم اهلكهم البغي والسعي. احتملوا ان هذه الكلمة من مقال انس ويحتمل انها من مقال ابي امامة فقال هذه ديار قوم اهلكهم البغي والحسد وان الحسد يطفئ نور الحسنات. والبغي يصدق ذلك او يكذبه قال المؤلف باب في اللعن اي اطلاق اللعن على الغير وهو الدعاء بالابعاد عن رحمة الله عز وجل قال المؤلف حدثنا احمد بن صالح قال اخبرنا يحيى بن حسان قال اخبرنا الوليد بن رباح قال سمعت نمران يذكر عن ام الدرداء. قالت سمعت ابا الدرداء يقول. قال رسول الله صلى الله عليه سلم ان العبد اذا لعن شيئا صعدت اللعنة الى السماء فتغلق ابواب السماء دونها ثم تهبط الى الارض فتغلق ابوابها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا فاذا لم تجد مسارا رجعت الى الذي لعن فان انا لذلك اهلا والا رجعت لقائلها هذا الخبر فيه نمران ابن عتبة الذماري قال ابن حجر مقبول وقوله هنا ان العبد اذا لعن شيئا اي حكم عليه بابتعاد رحمة الله منه صعدت اي اه ذهبت الى العلو والى السماء فتغلق ابواب السماء دونها اي ان هذه الابواب لا تسمحه بدخول هذه اللعنة ثم تهبط اي تنزل هذه اللعنة الى الارض فتغلق ابواب الارض دونها وقال ثم تأخذ يمينا وشمالا فلا فاذا لم تجد مساغا اي مدخلا وطريقا. رجعت الى الذي لعن فان كان لذلك ان كان الملعون اهلا لهذه اللعنة والا رجعت الى قائلها اي اذا لم يكن الملعون اهلا لهذه اللعنة فان اللعنة ترجع وتعود الى الذي تكلم بها فانه حينئذ هو اهل هذه الكلمة قال المؤلف رحمه الله قال ابو داوود قال مروان ابن محمد هو رباح بن الوليد سمع منه وذكر ان يحيى بن حسان وهم فيه. يعني ان بعض الرواة قالوا فيها في هذا الخبر رباح ابن الوليد وهذا هو المشهور وهو الاكثر كما قال مروان ابن محمد ولكن يحيى بن حسان قلب اسمه فبدل ان يقول الوليد بن رباح قال رباح فبدل ان يقول رباح ابن الوليد قال الوليد ابن رباح قال الامام ابو داوود هددنا مسلم بن ابراهيم قال اخبرنا هشام قال اخبرنا قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه انه قال لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضب الله ولا بالنار هذا الحديث قد اخرجه الترمذي وصححه. وقد اختلف اهل العلم في سماع الحسن من سمرة. واكثرهم على انه لم يسمع منه الا احاديث معينة. ليس هذا منها. ولذا فالخبر منقطع وقوله لا تلاعنوا اي لا يطلق احدكم لفظ لعنة الله ولا بغضب الله اي لا يدعو احد على احد ان يغضب الله عليه. ولا يدعو احد على احد بان يدخله النار وقيل بان المراد الا يحكم عليه بالنار ثم قال المؤلف حدثنا هارون ابن زيد ابن ابي الزرقاء قال اخبرني ابي قال اخبرنا هشام ابن سعد عن ابي حازم وزيد ابن اسلم ان ام الدرداء قالت سمعت ابا دا ابا الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء هذا الحديث قد اخرجه مسلم وهو من رواية هشام ابن سعد وقد تكلم فيه بعض اهل العلم وقوله لا يكون اللعانون شفعاء اي لا يشفعون لاحد يوم القيامة فانه في يوم القيامة قال المؤلف حدثنا مسلم ابن ابراهيم قال اخبرنا ابان حاء واخبرنا زيد بن اخزم الطائي قال قال اخبرنا بشر ابن عمر قال اخبرنا ابان ابن يزيد العطار قال اخبرنا قتادة عن ابي العالية قال زيد عن ابن عباس ان رجلا ان رجلا لعن الريح وقال مسلم ان رجلا نازعته الريح رداءه على عهد النبي صلى الله عليه سلم فلعنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنها فانها مأمورة وانه من لعن شيئا ليس له باهل رجعت اللعنة عليه في هذا الحديث رجاله لا بأس بهم وقوله هنا ان رجلا نازعته الريح اي ان الريح حاولت ان تأخذ رداه وهو اللباس الذي يكون على اعلى بدنه فلعنها اي لعن الريح فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعن الريح فانها مأمورة يعني انما عملت ما عملت بامر كوني اي وقدري من رب من رب العزة والجلال. وانه من لعن شيئا ليس له باهل. رجعت اللعنة عليه يعني على اللاعن وفي هذا النهي عن سب الريح ولعنه ولعن مخلوقات الله جل وعلا قال المؤلف باب فيمن دعا على من ظلمه اي هل يدعى المظلوم لان يدعو على الظالم؟ او ان الافظل للمظلوم الا يدعو على ظالمه جزاءه يوم القيامة قال المؤلف حدثنا ابن معاذ قال اخبرنا ابي قال اخبرنا سفيان عن حبيب عن عطاء عن عائشة رضي الله وعنها انها قالت سرق لها شيء فجعلت تدعو عليه. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبخي عنه هذا الحديث من رواية حبيب ابن ابي ثابت عن عطاء وهو ظعيف فيه ولذا تكلم بعظ اهل العلم في هذا الخبر قوله سرق اي اخذ منه على على وجه الخفية بدون اذن ولا رظا منه. شيء اي بعض حاجته فجعلت تدعو عليه يعني تدعو على السارق. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبخي عنه اي لا تقللي اثم السرقة في حقه. فان المظلوم اذا دعا على خفف اثم الظلم عليه وعقوبته خفف الاثم والعقوبة. فكأنه قال لا تدعي عليه من اجل ان تتم له العقوبة قال المؤلف باب في هجر الرجل اخاه. اي هل يجوز له ان يترك مصاحبة اخوانه ويقوم بمقاطعتهم او لا وفي بعض النسخ باب في من يهجر اخاه المسلم. قال حدثنا عبد الله ابن مسلمة عن ما لك عن ابن شهاب عن انس ابن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تباغظوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا ولا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث ليال. هذا حديث صحيح متفق عليه. قوله لا تباغظوا قيل لا يبغض بعضكم بعضا بغضا دينيا وقيل المراد به النهي عن البغضاء مطلقا وقيل المراد به لا تفعلوا الاسباب المؤدية الى وجود البغضاء بين اهل المؤمن بين اهل اهل الايمان فكأنه قال لا تفعلوا الاسباب المؤدية الى التباغظ لان التباغظ لا اكتسبوا ابتداء قالوا ويدل عليه انه استعمل فيه صيغة التفاعل وقوله ولا تحاسدوا اي لا يتمني بعضكم زوال نعمة اخوانه ولا تدابروا اي لا يولي بعضكم دبره الى الى اخوانه. ولا يولي ظهره على جهة المقاطعة لهم وكونوا عباد الله اخوانا قيل المراد كونوا في عبودية الله اخوانا. وقيل كونوا يا عباد الله اخوانا. اي يقوم بعضكم بحوائج بعضكم الاخر. ويحب بعضكم بعضا. ويعطف بعضكم على بعض. ولا يحل لمسلم ان يهجر ان يقاطع اخاه فوق ثلاث اي فوق ثلاث ليال بايامها و في هذا دلالة على تحريم ان يتجاوز التقاطع والهجر في الثلاثة الايام. وها اللفظة عامة تشمل الازواج بعمومها قوله حدثنا عبد الله ابن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن عطاء ابن يزيد الليثي عن ابي ايوب الانصاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاثة ايام يلتقيان فيعرظ هذا ويعرظ هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. هذا حديث صحيح اخرجه الشيخان. قوله لا يحل اي لا يجوز ولا يباح لمسلم ان يهجر اخاه اي ان يقاطعه ويترك التواصل معه عمدا فوق ثلاثة ايام اي بلياليهن يلتقيان اي يقابل احدهما الاخر فيعرظها هذا ويعرض هذا اي انهما لا يتحدثان ولا يتصافحان وخيرهما فيعرظ هذا ويعرض هذا وخيرهما يعني ان افضلهما الذي يبدأ بالسلام اي الذي يسبق صاحبه في طرح السلام. فهذا دليل على ما لديه من رغبة في موافقة مقصد الشرع في حصول التآلف والتراحم والتعاطف وفيه دلالة على انه يحسن بالانسان ان يتواضع وان يعترف بالتقصير قال المؤلف رحمه الله حدثنا عبيد الله ابن عمر ابن ميسرة واحمد بن سعيد السرخسي ان ابا عامر اخبرهم قال اخبرنا محمد بن هلال قال حدثني ابي عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل للمؤمن ان يهجر مؤمنا فوق ثلاث فان مرت به ثلاث فليلقه فليسلم عليه. فان رد عليه السلام فقد اشترك كافي الاجر وان لم يرد عليه فقد باء بالاثم زاد احمد يعني السرخسي وخرج المسلم من هذا الحديث فيه هلال والد محمد بن هلال وهو مجهول ومن ثم لا يعول على هذا الاسناد وقوله لا يحل اي لا يجوز لمؤمن ان يهجر ان يقاطع مؤمنا فوق ثلاث يعني ثلاث ليال فان به ثلاث ليال يعني مع ايامها فليلقه اي فليقابل صاحبه فليسلم عليه ليقطع امر الهجرة فان رد عليه السلام فقد اشتركا في الاجر اي في اجر التواصل واجر السلام وان لم يرد عليه يعني ان ذلك الاخر اذا لم يقم برد السلام فقد باء بالاثم اي اصبح اثم التقاطع على ذلك الممتنع عن رد السلام قال وخرج المسلم وخرج المسلم من الهجرة اي من اثم الهجران قال المؤلف رحمه الله حدثنا محمد بن المثنى قال اخبرنا محمد بن خالد بن عصمت قال اخبرنا عبد ابن المنيب يعني المدني قال اخبرني هشام بن عروة عن عروة عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه سلم قال لا يكون لمسلم ان يهجر مسلما فوق ثلاثة فاذا لقيه سلم عليه ثلاث مرار او كل ذلك لا يرد عليه فقد باء باثمه. هذا الخبر فيه راويان صدوقان محمد بن خالد بن عثمة وعبدالله بن المنيب ومن ثم فالخبر حسن الاسناد. قوله لا يكون لمسلم اي لا ينبغي لا يحل ولا يجوز لمسلم ان يهجر اي ان يستمر في مقاطعة اخوانه فوق ثلاثة اي ثلاثة ايام فاذا لقيه اي قابله سلم عليه ثلاث مرار اي ثلاث مرات يعني اذا لم يرد في الاولى سلم ثانية. واذا لم يرد في الثانية سلم ثالثة كل ذلك لا يرد عليه اي في هذه السلام الثلاث لا يرد عليه فقد باء باسمه اي ان هذا الشخص المسلم عليه الذي لم يرد كان عليه الاثم واما المسلم فقد خرج من اثم الهجران. قال المؤلف حدثنا محمد بن الصباح البزاز قال اخبرنا يزيد ابن هارون قال اخبرنا سفيان الثوري عن منصور عن ابي حازم عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل الجنة قوله لا يحل اي لا يجوز ان يهجر اي ان يقاطع اخاه فوق ثلاث يعني ثلاث ليال فمن هجر فوق ثلاث ليال فمات يعني على هذه الحال التي هجر فيها اخوانه من غير توبة دخل النار اي كان كان عمله كان عمله سببا في دخوله النار. اذا لم يتب عليه رب العزة والجلال. وفي هذا ان هجر المسلم لاخوانه من كبائر الذنوب قال المؤلف رحمه الله حدثنا ابن السرح. قال حدثنا ابن وهب عن حيوة عن ابي عثمان الوليد ابن ابي الوليد عن عمران بن ابي انس عن ابي خراش السلمي انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من جرى اخاه سنة فهو كسفك دمه هذا الحديث في اسناده ابو عثمان الوليد بن ابي الوليد. وقد اختلف فيه. فقال بعضهم هو لين. وقال اخرونه وصدوق فان كان صدوقا فالخبر حسن. قوله من هجر اي من ترك اخوانه وقاطعهم سنة فهو كسفك دمه اي قتله واراقة دمه يعني في استحقاق الاثم قال الامام ابو داوود رحمه الله تعالى حدثنا مسدد قال اخبرنا ابو عوانة عن سهيل ابن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله الله عليه وسلم انه قال تفتح ابواب الجنة كل يوم اثنين وخميس فيغفر في ذلك اليومين لكل لعبد الله يشرك بالله شيئا الا من بينه وبين اخيه شحناء. فيقال انظروا هذين حتى يصطلحا قال ابو داوود النبي صلى الله عليه وسلم هجر بعض نسائه اربعين يوما وابن عمر هجر ابنا له الى ام مات؟ قال ابو داوود اذا كانت الهجرة لله فليس من هذا بشيء. وان عمر بن عبدالعزيز غطى وجهه عن رجل هذا الحديث صحيح وقد اخرجه مسلم قوله تفتح ابواب الجنة اي ان ابواب انما بين اثنين ليصلح وقال احمد بن محمد ومسدد ليس بالكاذب من اصلح بين الناس. فقال خيرا او نمى خيرا قوله لم يكذب يعني لا يعد في حكم الله كاذبا. من اخبر بخلاف الواقع توصد ان ابوابها اه تفتح ويمكن من دخولها كل يوم اثنين فيغفر في ذلك اليومين يعني الاثنين والخميس لكل عبد لا يشرك بالله شيئا اي من كان موحدا لله اه الا من بينه وبين اخيه شحنا اي عداوة قد ملأت القلب فيقال انظروا اي امهلوا هذين حتى يصطلحا اي يتصالحا في هذا تحريم هجر المسلم لاخوانه المسلمين. وقوله قال ابو داوود النبي صلى الله عليه وسلم يرى بعض نساء اربعين يوما هذا له علة وله سبب مشروع. ولذا استثنى اهل العلم ما كان له سبب شرعي وهكذا فيما ذكر المؤلف بعد ذلك قال الامام ابو داوود باب في الظن الظن يطلق مرة ويراد به اليقين الذي لم يبنى على دليل حسي كما في قوله تعالى الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم ومرة يطلق على الامر الغالب والاعتقاد الارجح كما في قوله تعالى فلا جناح عليهما ان يتراجعا ان ظن ان يقيما حدود الله وكذلك يطلق الظن على الاحتمالات المجردة التي ترد الى النفوس. ولعل هذا الخبر يراد به هذا المعنى. قال المؤلف حدثنا عبد الله ابن مسلمة عن ما لك عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اياكم والظن فان الظن اكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا. هذا حديث صحيح اخرجه الشيخان. قوله اياكم اي احذروا ولا يكن من شأنكم الظن اي سوء الظن بالاخرين واتهامهم بلا دليل وقال فان الظن اكذب الحديث فان الظن وهو الذي فيه اتهام للاخرين اكذب الحديث لانه من وساوس ابليس. قال ولا تحسسوا اي لا تفتشوا خفايا الامور ولا تجسسوا اي لا تتعرفوا خبر الناس بالتفتيش الدقيقة. وفي هذا النهي عن الظن الاخرين بلا مستند. وفيه ان ان الكذب على مراحل. وفيه النهي عن التأسس والتجسس قال المؤلف رحمه الله باب في النصيحة والحياطة. النصيحة اي تمني الخير للاخرين. وفعل ما يوصلهم الى ذلك الخير. والحياطة اي الصيانة اعطوا في الامور. قال المؤلف حدثنا الربيع بن سليمان المؤذن. قال اخبرنا ابن وهب عن سليمان عن ابن بلال عن كثير ابن زيد عن الوليد ابن رباح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمن مرآة المؤمن والمؤمن واخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه ويحفظه من وراءه هذا الحديث في اسناده كثير ابن زيد وقد تكلم فيه وظعفه جماعة من اهل العلم وقوله المؤمن مرآة المؤمن اي انه بمثابة المرآة يرشده الى حقيقة نفسه فينصحه وفي الافعال غير المحمودة يرغبه ويحثه على الافعال المحمودة. فان الانسان بالمرآة يتمكن من مشاهدة اشياء من نفسه لا يتمكن من رؤيتها لو لم يكن معه مرآة. فهكذا في المؤمن مع اخيه المؤمن وقوله والمؤمن اخو المؤمن اي يقف معه ويناصره يكف عليه ضيعته اي يمنعه من ان يتلف بعظ ماله ويمنع وصول الخسارة اليه ويحوطه من ورائه اي يحفظه ويصونه آآ عند عدم حضرته بقدر قال المؤلف باب في اصلاح ذات البين اي ابعاد ما يكون بين الناس من العداوات والاقتتال والبغضاء قال المؤلف حدثنا محمد بن العلاء قال اخبرنا ابو معاوية عن الاعمش عن عمرو ابن مرة عن سالم عن ام الدرداء عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا اخبركم بافضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة. قالوا بلى يا رسول الله. قال اصلاح ذات البين. وفساد ذات البين الحالقة هذا حديث صحيح الاسناد قوله الا اخبركم اي الا اعلمكم وارشدكم الى العمل الذي يكون افضل تحوزون به ما هو افضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة الى بذلك اعمال التطوع. قالوا بلى يا رسول الله. قال اصلاح ذات البين. يعني ازالة ما يكون اين الناس من البغضاء والاختلاف والتفرق؟ ثم قال وفساد ذات البين اي ان ان التقاطع والتدابر وفساد العلاقة والاقتتال الذي يكون بين الناس بمثابة الحالقة اي تحلق الحسنات وتزيلها وتحلق الدين واجرى الطاعات كما يحلق الموسى الشعر. وفي الحديث الترغيب في اصلاح ما اين المتخاصمين والنهي عن الافساد قال المؤلف رحمه الله حدثنا نصر بن علي قال انبأنا سفيان عن الزهري حوى اخبرنا مسدد قال اخبرنا اسماعيل حوى اخبرنا احمد بن محمد بن شبويه المروزي قال اخبرنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر عن الزهري عن حميد بن عبدالرحمن عن امه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لم يكذب من ومن اجل ان يصلح بين المتخاصمين. كما لو قال فلان خصيمك يذكرك بالخير. ويدعو لك فإن هذا ليس بصحيح ولا صدق. ولكنه لما اراد به الاصلاح والخير كان هذا مرفوعا. الاثم بل قد يؤجر العبد عليه وقوله بين اثنين ليصلح بينهما اي لا اثم عليه في هذا الكذب فقال خيرا اي كلاما جميلا يؤدي الى اصطلاحهم وصلحهم مما يدل على ان الشريعة ترغب في تأليف القلوب وجمعها قال المؤلف رحمه الله حدثنا الربيع بن سليمان الجيزي فقال اخبرنا ابو الاسود عن نافع عن ابن يزيد عن ابن الهاد ان عبدالوهاب بن ابي بكر حدثه عن ابن شهاب عن حميد بن عبدالرحمن عن امه ام كلثوم بنت عقبة قالت ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرخص في شيء من الكذب الا في ثلاث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا اعده كاذبا الرجل يصلح بين الناس يقول القول ولا يريد به الا الاصلاح والرجل يقول في الحرب والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها هذا الحديث اصله في الصحيحين قوله في هذا الحديث ما سمعت يرخص في شيء من الكذب الا في ثلاث. اي ان الاصل في الكذب وهو الاخبار بخلاف الواقع انه محرم ممنوع منه بالشرع الا في هذه الخصال الثلاث وفي لفظ قال لا اعده كاذبا. وان كان مخبرا بخلاف الواقع الرجل يصلح بين الناس اي يؤلف بينهم بكلام يؤلفه بينهم ليصطلحوا. يقول القول وينقل الحديث ولو لم يتكلم به لا يريد به الا لاصلاح بين المتخاصمين والخصلة الثانية الرجل يقول في الحرب اي يظهر امرا في الحرب لان لا تؤخذ عنه الكلمة فيكون ذلك من سبب انكشاف اصحابه ومعرفة خطته في حربه والرجل يحدث امرأته يعني فيما يتعلق بترغيبها وتأليفها اه فتحصيل الالفة فيما بينهم او يمنيها ويعدها او يظهر لها المحبة ونحو ذلك قول المؤلف باب في الغناء المراد به الصوت الذي يظهر بغنة ورنة. وقد يكون معه معازف قد لا يكون معه شيء منها قال المؤلف حدثنا مسدد قال اخبرنا بشر عن خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم علي صبيحة بني بي. فجلس على فراشي كمجلسك مني. فجعلت جويري يضربن بدف لهن ويندبن من قتل من ابائي يوم بدر الى ان قالت احداهن وفينا يعلم ما في غد. فقال صلى الله عليه وسلم دعي هذا وقولي الذي كنت تقولين هذا الخبر جيد لاسناد وقد اخرجه الامام البخاري وقوله هنا في هذا الحديث جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل علي يعني على الربيع صبيحة بني بي اي في صبيحة زواجها فجلس على فراشي كمجلسك مني ان يهنئها بالزواج ويدعو لها و قوله هنا فجعلت جويريات اي ابتدأت وشرعت اه جوان صغيرات وبنات من من الانصار يضربن بدف والدف نوع من انواع المعازف لكن احل وابيح في اعراس وهذا منها. قالت ويندبن يعني يذكرن اوصاف الموتى ويثنون عليهم يعددون محاسنهم ويندبن من قتل من ابائي يوم بدر الى ان قالت احداهن وفينا نبي يعلم ما في غدي يعني انه يطلع على الغيب. وهذا قد جاءت النصوص بعدم صحته. قال تعالى قل لا املك لنفسي نفعا ولا ظرا الا ما شاء الله. ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير. وما مسني هي السوء قالت فقالت دعي هذا اي اتركي هذا المدح وهذا الكلام لما فيه من نسبة اشياء الي لا تصح. قال وقولي التي كنت تقولين من الثناء على شهداء بدر. وفي هذا اعلان مشروعية اعلان النكاح بالدف للنساء قال المؤلف حدثنا الحسن بن علي قال اخبرنا عبد الرزاق قال انبأنا معمر عن ثابت عن انس انه قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة لعبت الحبشة لقدومه فرحا بذلك لعبوا بحرابهم هذا قوله في هذا الحديث حديث صحيح الاسناد وقوله لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة لعبت الحبشة وهم منسوبون الى بلاد الحبشة لقدمه فرحا بذلك لعبوا بحرابهم اي برماحهم الصغيرة. فكأنهم قد رفعوا صوتهم صوت لكن ليس فيه لكن ليس فيه شيء من المعازف قال المؤلف باب كراهية الغناء والزمر والمراد بذلك والمراد بذلك الات المعازف التي تستعمل في التي تستعمل مع الغناء والزمارة كجبانة ما يزمر به قال المؤلف حدثنا احمد بن عبيد الله الغداني قال اخبرنا الوليد بن مسلم قال اخبرنا سعيد بن عبدالعزيز عن سليمان ابن موسى عن نافع قال سمع ابن عمر مزمارا قال فوضع اصبعيه على اذنيه ونأى عن الطريق قال لي يا نافع هل تسمع شيئا؟ قال فقلت لا. قال فرفع اصبعيه من اذنيه. وقال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا. قال ابو داوود هذا حديث منكر. قال ابو علي اللؤلؤي سمعت ابا داود يقول وهو حديث منكر قال حدثنا محمد بن خالد قال انباءنا ابي اخبرنا مطعم بن المقدام قال اخبرنا نافع قال كنت ردف ابن عمر اذ مر براع يزمر فذكر نحوه. قال ابو داوود ادخل بين مطعم ونافع سليمان ابن موسى قال حدثنا احمد بن ابراهيم قال اخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال اخبرنا ابو المليح عن ميمون عن نافع قال كان قال كنا مع ابن عمر فسمع صوت زامر او مزمار راع فذكر نحوه. قال ابو داوود هذا انكرها انكر الامام ابو داوود هذا الخبر ولعل انكاره انه من رواية سليمان ابن موسى ولكن سليمان ابن موسى من الرواة الثقات وبقية الرواة كلهم ثقات ثم سليمان ابن موسى لم ينفرد بهذا الخبر بل قد وافقه اخرون فدل هذا على صحة هذا الخبر قد قال ابو حاتم عن سليمان بن موسى محله الصدق طالح الحديث وقوله في هذا الخبر سمع ابن عمر مزمارا اي صوت مزمار قال فوضع اصبعيه على اذنيه لا يريد ان يصل شيء من الصوت الى جوفه لما له من تأثير على البدن. ونأى عن الطريق اي ابتعد. وقال لي نافع هل تسمع شيئا؟ اي استمر في سؤاله حتى ابتعد الصوت وتوقف قال وفي لفظ قال يا نافع تسمع فاقول نعم فيمضي فيمضي حتى قلت لا قال فرفع اصبعيه من اذنيه وقال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا. ففي هذا ان الانسان يستحب له ان ان يبتعد عن صوت المعازف لما لها من اثر في قلوب ان قال قائل هذا ابن عمر ونافع قد سمع فنقول هما لم يستمعا بقصد الاستماع وانما سماعهما بدون قصد ثم هما سمعا ليرشدا صاحبهما في الوقت الذي يتوقف فيه الصوت ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا مسلم ابن ابراهيم قال اخبرنا سلام ابن مسكين عن شيخ اذا ابا وائل في وليمة فجعلوا يلعبون يتلعبون يغنون. فحل ابو وائل حبوته او حبوته فقال سمعت عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الغناء ينبت النفاق بالقلب هذا الخبر فيه راو مجهول وهو الشيخ الذي روى عن ابي وائل وبالتالي لم يثبت هذا خبر لابهام هذا الراوي. قال شهد ابا وائل في وليمة اي في دعوة زواج فجعلوا يلعبون او يتلعبون يغنون فحل اي انه كان قد قد جعل حبلا يربط به نفسه فحل ذلك الحبل. وهو الذي كان يحتبي به. قال سمعت رسول الله اي صلى الله عليه وسلم يقول ان الغناء ينبت النفاق في القلب. وقد ورد ذلك عن بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد قال جماعة بان الموقوف على الصحابة اصح من المرفوع و جماهير اهل العلم على تحريم استعمال المعازف. وهو مذهب الائمة الاربعة. وقد خالف في ذلك والخلاف في هذا مبسوط في كتب الفقه مع استدلالات كل بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير وجعلنا الله واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين