الثاني ان يكون فيما يحصله من المال ويسعى في تحصيله غير معلق القلب به فاذا اعطي وحصل له مال رظي وشكر واثنى على الله جل وعلا الذي انعم بهذا المال عليه المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب فتح المجيد الدرس الواحد والعشرون رحمه الله ان هذا ظاهر على من اراد هذه الاشياء وجعل قلبه رفيقا للدنيا فانه لا يزال في تعاسة ظهرت ولا تزال تظهر في اصحاب هذه العبودية انواع التعاسة تعاسة القلب ورق القلب فانه يكون حبه وبغضه لها وولاؤه وبراؤه من اجلها يسعى فيها وينصرف عما يصرفه عنه وهذا له ضابط ذكره في الحديث وذلك قوله ان اعطي رضي وان لم يعطى سخط كما سيأتي في التقسيم ان شاء الله قال هنا تعيس عبد الدينار تعيس عبد الدرهم الدينار والدرهم مختلفان الدينار عملة ذهبية. والدرهم عملة فضية. وكان الدينار في بعض الازمنة يصرف بعشرة دراهم ثم باثني عشر درهما وهكذا فالصرف بين دينار والدرهم ليس واحدا بل هو تبع لاختلاف سعر هذا او سعر هذا المقصود ان الدينار ذهب وهي العملة الاكبر قيمة والدرهم اقل وهو ثم وقوله عليه الصلاة والسلام هنا تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم هذا فيه تنويه احوال الناس وانه ليس المقصود ان يكون القلب رقيقا للمال الكثير. بل ان يكون القلب رقيقا لجنس المال سواء كان المال كثيرا كدينار او كان قليلا كدرهم. لان العبرة ليست مقداره وانما العبرة انصراف القلب وعن قصده وتوجهه لله جل وعلا الدينار بحسب العملة الحاضرة هو الدينار في الاول هو مثقال. مثل ما جاء في احاديث زكاة في عشرين مثقال اي في عشرين دينار وبالنسبة لوقتنا الحاضر لعشرين دينار تبلغ احدى عشر وثلاثة اسماح بجنيه سعودي من الذهب ومن المهم ان تعرف ما يقابل الدينار شرعا لان الدينار مذكور في مسائل شرعية كثيرة فمن في نصاب الزكاة ومنها في كفارة من اتى حائضا فانه يتصدق بدينار او بنصف دينار فلابد ان تعرف ان العشرين دينار تقابل احدى عشر ثلاثة اسباع الجنيه وطبعا ذلك يختلف قيمة الدينار تختلف اختلاف قيمة الجنيه الذهب السعودي وهذا ينبغي تقديره ثم تعرف ما يكون عليه الدينار. يعني ان الجنيه الذهب الواحد اكثر من الدينار قيمة. يعني العشرين احدى عشر ثلاثة اصباع جنيه معناه ان معنى ذلك ان الدينار يكون اكثر من نصف الجميع يعني ذيك احدعشر او ثلاثة اسباح اذا قلت سبعة احدى عشر سبعة وسبعين وثلاثة وثمانين يعني ثمانين على سبعة وعشرين يعني اربعة اشباح اربعة اسباع الجنيه الدينار اربعة اسباع الجنيه السعودي اذا كان مثلا الجنيه السعودي سبع مئة ريال فيكون مثلا ما وصل الى هذا نقول مثلا شال الحساب فيكون دينار بكم اربع مئة طاهر هنا قوله يعني هذا من باب التنبيه لا علاقة له بالبحث في الحديث. قوله هنا تعيس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة. هنا كرر لاختلاف همم الناس. مثل ما ذكرت لكم وليبين ان المقصود لا هو الدعاء على من كانت الدنيا همه وهذا يناسب تبويب الشيخ رحمه الله في قوله باب من الشرك ارادة الانسان بعمله الدنيا. فان فعل هذا كان للدنيا فلذلك دعي عليه و المؤمن الذي لم يخالط عمله شرك يدعى له ولا يدعى عليه وهنا هذه الدعوة العظيمة لاجل رفق القلب لهذا المال. وكما ذكر لك شيخ الاسلام ان طلب المال او طلب هذه الاشياء ينقسم الى قسمين طلب لما يحتاجه المرء يحتاج الى مركب يحتاج الى مسكن يحتاج الى ملبس يحتاج الى حاجياته المعتادة فطلب هذه والسعي فيها هذا من المأمور به شرعا والله جل وعلا امر بطلب الرزق ويحب الذين يعملون بايديهم لكفاية انفسهم لا يحب من يكون عالة على الناس يتكفف هذا وهذا ولكن اذا طلب هذه الاشياء فانه يعتقد ان هذه هذا الفعل منه سبب وان الرزاق في الحقيقة هو الله جل جلاله. فيكون في هذا الامر في مقام التوكل على الله جل وعلا الجهة الثانية انه يجعل ما يكسب من هذه الاشياء وما يحصل له في يده لا في قلبه واذا كان في يده فانه يصرفها بدون تعلق القلب بما حصل له من المال وهذا هذان العمران مشروعان ولا حرج فيهما. ولو استكثر العبد النوع الثاني ان يطلب زيادة على حادثه يطلب ان يكون غنيا يطلب ان يكون ثريا ويسعى في طلب المال فهذا له حالتان الحالة الاولى ان يطلب ذلك مع التوكل على الله جل وعلا وما يفعله يكون من باب الاسباب مثل ما ذكرنا في الاول فيحقق مقام التوكل على الله في طلب الرزق وان لم يحصل له المال فانه يعلم ان الله جل وعلا له التصرف في ملكوته فلا يكون في قلبه سخط لهذا القضاء ولا سخط لما عنه من المال هذا محمود هذه الحالة الاولى والصحابة رضي الله عنهم كانوا كان منهم من هو من اهل الضرب في الاسواق و عبد الرحمن بن عوف قيل ان تركته حين توفي رظي الله عنه بلغت ملايين في ذلك الوقت من الذهب هذا الكسب منه رضي الله عنه ومن غيره منه كبار الصحابة من المهاجرين والانصار انما هو كسب يشمل لا كسب قلب يعني ان القلب غير متعلق بهذه الدنيا وانما يكسبونها لاجل ما جعل الله جل وعلا في قلب المرء من حب المال الحالة الثانية في طلب الازدياد ان يطلب الازدياد من المال الازدياد من الدنيا وقلبه معلق بها ويعلم ان هو في نفسه انه ان ازداد في نشاطه فان هذا يحصل قطعا الزيادة في في الدنيا فيحجب عنه تمام التوكل كذلك من حاله هي الصفة الثانية له انه هلول ان اعطي من هذه الدنيا وجاءته فرح ورضي واستبشر وان حجزت عنه سخط ذلك ان عنده كفايته وزيادة فان كان يوالي على ذلك يحب من كان من اهل المال ويبغض من ليس من اهل المال و قلبه يجد في نفسه ذل ورقة ذل ورق للمال وانكسار في النفس حينما يسمع بالاموال ويسمع ببيوعات او صفقات او نحو ذلك وهو من اهل هذا الاستكثار فهذا هو والمقصود بالحديث هذا النوع فاذا صار عندنا اربعة اقسام المقصود بالحديث هو القسم الرابع منها تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة تعيس وانتكس واذا شيك فلا انتهش من الناس من نسأل الله العافية من حاله انه يكون رقيقا ولو للقليل من المال فاذا كان رقيق ولو للقليل من المال يعني مما فيه زيادة فانه يحصل عليه هذا الوعيد وهذا الدعاء من النبي عليه الصلاة والسلام التبويب باب من الشرك ارادة الانسان بعمله الدنيا وهنا سماه عبدا في قوله تعس عبد دينار تسميته عبدا للدينار تدل على ان ما فعله شرك وبهي اتضح مناسبة الحديث للباب فان العبودية تجمع الرجاء والخوف والمحبة. والذي تعلق قلبه بالدينار والدرهم بالمال هو يرجو ويخاف يرجو فيرضى اذا اعطي ويخاف فيسخط اذا منع وايضا في قلبه محبة للمال تحركه في العمل له وينسى الله جل وعلا القاعدة العامة في المكاسب هي قول الله جل وعلا وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا. في المكاسب وغيرها من شهوات الدنيا او مما يحتاجه المرء في الدنيا الاصل ابتغاء الاخرة هي المحرك وهي الغاية وهي التي يتنقل القلب فيها في الاخرة فيشهد مقام فيشهد الجنة فيحدث له ذلك مقام الرجاء ويشهد بقلبه النار فيحدث له ذلك مقام الخوف الشديد و المحبة هي التي تحرك الاسلام في كتابه قاعدة المحبة قال ان محاب الناس هي التي تحركهم في اعماله. فمن احب الدار الاخرة تحرك له. ومن احب الدنيا تحرك له المحبة هي المحرك للقلب. فاذا وقر في القلب محبة الدينار والدرهم تحرك له فان كان تحركه له مشروع لم يعترف فربما تسيء وان كان تحركه له غير مشروع من جهة عبودية القلب او من جهة المكسب الحرام فهو اثم على ذلك لان قلبه حركه بهذا الشيء الباطل المحرم ومن رأى حال الناس اليوم وجد ان اكثر من يشتغل بتجارة المال هم على هذا الوصف الذي وصفهم به عليه الصلاة والسلام في قوله تعس عبد الدينار تعس عبد البئر نسأل الله جل وعلا الخلاص تخليص القلوب من بها لغير الله جل وعلا ما احسن قول شمس الدين ابن القيم رحمه الله في نونيته حيث قال حاربوا من الرق الذي خلقوا له تبلوا برفق النفس والشيطان لان القلب خلق ليكون عبدا القلب لابد ان يكون عبدا لا يمكن الا وان يكون عبدا. القلب لابد ان يكون رقيقا. فاما ان يكون رقيقا لله جل وعلا واما ان يكون رقيقا عبدا لغيره. اما ان يكون طائعا راغبا في الله واما ان يكون هاربا طائعا راغبا من في غير الله جل وعلا هربوا من الرق الذي خلقوا له فبولوا برزق النفس والشيطان. تجد ان احدهم يتعب من خمس دقائق او عشر دقائق في الصلاة ولكن وقوف لاجل الدنيا ولو قال لا يتعب. سبب تحرك القلب. لان القلب له ارادة وله همة. فاذا تحرك همته وارادته لشيء سهل عليه ما يبذل فيه فاذا تحركت همة القلب وارادته للاخرة سهل عليه ما يبذل في نفسه ولو بذهاب نفسه. واذا تحركت همته وارادته للدنيا سهل عليه ما يبذله للدنيا. بل نسأل الله العافية يبذلون يتعب الواحد في زمن طويل لتحصيل معصية في زمن وجيه يكون عنده ذل اذلال اذلال ليعصي الله جل وعلا في دقائق او في ساعات ونحو ذلك مع انه ابتلي برفق طويل. والعبادة التي شرعها الله جل وعلا يجدها ثقيلة على نفسه قل ابسط الامثلة على ذلك الذكر سهل ميسور حركة اللسان في ذكر الله جل وعلا ليست خفيفة على كل نفس بل من الناس من يكون عنده تحريك اللسان بذكر الله اثقل من الجبال من حمل الجبال وذلك لان القلب استثقله والقلب هو المحرك فاذا استثقل القلب ذلك لم يتحرك اللسان به. تجد انه يتحدث في احاديث طويلة طويلة طويلة جدا لا فائدة منها فاذا قيل له اذكر الله او سبح او هلل او نحو ذلك ثقل عليه واخذ يعتذر بالمعاذير او يهرب من ذلك بانواع الهروب. وهذا ظاهر. ولهذا صلاح القلب به يصلح الحال. الا وان في الجسد مضغة اذا ولا حد صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا هي القلب. ولهذا يلزم على طالب العلم ان يكون بصيرا بحال نفسه وبصيرا بحال من يريد اصلاحهم لان صلاح القلب ينتج عنه كل خير وفساد القلب وان صلحت الجوارح باعمالها يعقبه ذلك شر. فاذا كان القلب صالحا ابى العبد وان عفا. واذا كان القلب فاسدا فان وان كان ظاهره طاعة فانه لا يؤمن عليه الانتكاس لان القلب هو معدن الخير ومعدن ضد ذلك من الشر والفساد نعم كون وجهك هو سماه عبدا له وعبوديته مثل ما ذكرنا في انه وال وعاد فيه يعني اذا اعطي رضي وان لم يعطى سخط او سخط للمال ورضي لاجل مجيء المال وصار رضاؤه وسخطه لاجله. هذه هي حقيقة العبودية الحب والبغض والرضا والسخط هذي حقيقة العبودية ويكون هذا فيه خلاف اه والخلاف راجع الى تعريف الزهد. ما هو الزهد فمن اهل العلم من قال الزهد والزهد في المال بان يكتفي منه بالقليل. واخذوا ذلك من قولي النبي صلى الله عليه وسلم ازهد فيما في ايدي الناس يحبك ايش؟ اذهب للدنيا يحبك الله. واذهب فيما في ايدي الناس يحبك الناس وهذا الزهد اللي هو التخلص من كل زيادة في الدنيا فيكتفي منها بما يكفي حاجته وما زاد على ذلك يقولون خلاف الزهد الاستكثار من الاموال خلاف الزهد في الدنيا لان معنى الزهد في الدنيا التقلل منها وعدم الاستكثار وقال بعض او قال طائفة من اهل العلم الزهد الذي حث عليه الشرع هو ترك ما لا ينفع في الاخرة ترك ما لا ينفع في الاخرة من امور مباحة ومن امور مكروهة ومن امور محرمة من باب اولى. ومن كل ما لا ينفع في الاخرة. وهذا اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية فانه يعرف الزهد بانه ترك ما لا ينفع في الاخرة ولهذا عنده قد يكون الرجل غنيا ويكون زاهدا. عنده ان من الزهاد عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وذلك اذا كان الغنى وتحصيل المال ليس مقصودا للدنيا وانما مقصود للاخرة اذا كان تحصيله للمال لاجل الدنيا لا يمكن ان يسمى زاهد ولكن اذا كان تحصيله المال لاجل الاخرة فانه على هذا التعريف وهو ان الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة هنا المال ينفعه في الاخرة فاذا اتت نيته في جمع المال للاخرة وصدق في ذلك قولا وعملا فانه لا ينفي ذلك الزهد عنه وهذا القول اظهر من جهة حال الصحابة وما وصفوا به والقول الذي قبله هو المشهور عند اهل العلم وعند الامة جميعا فانهم يسمون المتقلب من الدنيا زاهدة واما المستكثر منها فانهم لا يسمونه زاهدا نعم قوله طوبى لعبد قال ابو السعادة طوبى اسم الجنة وقيل هي شجرة فيها ويؤيد هذا ما روى ابن وهب بسنده عن ابي سعيد قال قال رجل يا رسول الله وما طوبى؟ قال شجرة في الجنة مسيرة مئة سنة. مم. ثياب اهل الجنة تخرج من اكمامها. ورواه الامام احمد. قال حسن بن موسى قال سمعت عبد الله سمعت عبد الله ابني سمعت عبد الله ابن لهيئة ابن لهيئة ابن لهيئة قال حدثنا دراج ابو دري في النهار المضيء واذا بقصور شامخة في اعلى عليين من الياقوت يزهو نورها. فلولا انه مسخر اذا فلولا انه مسخر اذا لا لا فلولا انه مسخر اذا لاتمع الابصار ان ابا الهيثم حدثه عن ابي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رجلا قال يا رسول الله طوبى طوبى لمن رآك وامن قال طوبى لمن رآني وامن بي وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن امن بي ولم يرني. قال له رجل وما طوبى؟ قال شجرة في الجنة مسيرة مئة عام ثياب اهل الجنة تخرج من اكمامها وله شواهد في الصحيحين وغيرهما. وقد روى ابن جرير عن وهم عن وهب بن منبه ها هنا غريبا عجيبا قال وهب رحمه الله ان في الجنة شجرة يقال لها يقال لها طوبى يسيل الراكب في ظلها مئة عام لا يقطعها له رياض وورق وورقها هذا الاول في القدر الاول الجملة الاولى هذا في الصحيحين ان بالجنة شجرة يسير الراكب في ظلها من الطعام ما يقطعها هذا القول في الصحيحين لكن الزيادة انه تخرج من اكمامها ثياب اهل الجنة او من هذي اللي فيها يعني هي خارجة عن الصحيحين وهي ظعيفة نعم قال وغرقوها برود وقضبانها عنبر وبطحاؤها ياقوت وترابها سافور ووحلها مسك يخرج من اصلها انهار واللبن والعسل وهي مجلس لاهل الجنة بينما هم في مجلسهم اذا اتتهم الملائكة من ربهم يقودون نجبا مزمومة بسلاسل بسلاسل من ذهب وجوه هات المصابيح من حسنها ووبرها كخزي كخزي المرعزي من لينه عليها رحال الواحها من ياقوت ودفوف من ذهب وثيابها من سندس من سندس واستبرق فينيخونها ويقولون ان ربنا ارسلنا اليكم لتزوروه وتسلموا عليه قال فيركبونها قال فهي اسرع من الطائر واوطأ من الفراش خبا من غير مهنة يسير الراكب الى جنب اخيه وهو يكلمه ويناجيه لا تصيب اذن اذن راحلة منها اذن صاحبتها ولا برك راحلة كصاحبتها حتى ان الشجرة لا تنتهي عن طريقهم لانها تفرق بين الرجل واخيه قال فيأتون الى الرحمن الرحيم فيسفر لهم عن وجهه الكريم حتى ينظروا اليه فاذا رأوه قالوا اللهم انت السلام ومنك السلام وحق لك الحنان وحق لك وحق لك الجلال وحق لك الجلال والاكرام قال فيقول تبارك وتعالى عند ذلك انا السلام ومني السلام وعليكم حقت رحمتي ومحبتي مرحبا بعبادي الذين خشوني بالغيب وطاعوا امري. قال فيقولون ربنا انا لم نعبدك حق عبادتك ولم نقدرك حق قدرك نقدرك. ولم نقدرك فقد استأذن لنا بالسجود قدام قدامك قال فيقول الله انها ليست بدار نصب ولا عبادة ولكنها دار ملك ونعيم واني قد رفعت عنكم نصب العبادة فسألوني ما شئتم بان لكل بان لكل رجل منكم امنيته سيسألونه حتى ان اقصرهم امنية امنية لا يقول ربي تنافس اهل الدنيا في دنياهم فتضايقوا فيها ربي فاتني من كل شيء كانوا فيه من يوم خلقتها الى ان انتهت الدنيا فيقول الله تعالى لقد قصرت بك اليوم امنيتك ولقد سألت دون منزلتك هذا لك مني وساسحفك بمنزلتي لانه ليس وفي عطائن نكد ولا ولا قصر ولا قصر يهتف قال ثم يقول اعرضوا اعرضوا على عبادي ثم ثم يقول اعرضوا على عبادي ما لم تبلغ امانيهم ولم يخطر لهم على بال قال سيعرضون سيعرضون عليهم حتى تقصر بهم امانيهم التي في انفسهم. فيكون فيما يعرضون عليهم برازيل مقرنة على كل اربعة منها سرير من ياقوتة واحدة على كل سرير منها قبة من ذهب مفرغة. ثم في كل قبة منها فرش من فرش الجنة مظاهرة. في كل قبة منها جاريتان من الحور العين. على كل جارية طيب على كل جارية منهن ثوبان من ثياب الجنة. وليس في الجنة لون الا وهو فيهما ولا ريح طيب الا قد عبق به ينفذ الضوء ينفض ضوء وجههما غلظ القبة. حتى يظن من يراهما انهما من دون القبة يرى مخهما من فوق سوقهما كالسلك الابيض في ياقوتة حمراء. وريان له من الفضل على صحابته كفضل الشمس على الحجارة او افضل ويرى لهما مثل ذلك ثم يدخل عليهما فيحييانه ويقبلانه ويعانقانه ويقولان له. والله ما ظننا ان الله يخلق مثلك. ثم يأمر الله تعالى الملائكة فيسيرون بهم صفا في الجنة. حتى ينتهي كل رجل كل رجل منهم الى منزلته التي اعدت له فقد روي هذا الاسى وقد روى هذا الاثر ابن ابي حاتم بسنده عن وهب من منبه وزاد فانظروا الى مواهب ربكم الذي وهب لكم فاذا بقباب في الرفيق الاعلى وغرف مبنية بالدر والمرجان. ابوابها من ذهب وسرورها من ياقوت وفرشها من سندس واستبرق ومنابرها من نور يثور من ابوابها وعراسها نور مثل شعاع الشمس. عنده مثل الكوكب فما كان من تلك القصور من من الياقوت الابيض فهو مفروش بالحرير الابيض. وما كان منها من الياقوت الاخضر فهو مفروش بالسندس الاخضر وما كان منها من الياقوت الاصفر فهو مفروش بالارجوان الاصفر. مدوبة بالزمرد الاخضر والذهب الاحمر والفضة البيضاء قوائمها واركانها من الجواهر وشرفها قباب من لؤلؤ وبروجها غرف من المرجان ما انصرفوا الى ما اعطاهم ربهم قربت لهم برازيل من ياقوت ابيض منسوخ فيها الروح تحتها الولدان المخلدون بيد كل وليد منهم حكمة برذون حكمة برذون من تلك البرازيل. ونجومها واعنتها من حكماء حكمها الخير ونجومها وائمتها من شدة بيضاء منظومة بالدر والياقوت مرونة مفروشة بالسندس والاستدراف. فانطلقت بهم تلك البرادين تزف بهم. فينظرون رياض الجنة. فلما انتهوا الى منازلهم وجدوا الملائكة قعودا على منابر من نور. ينتظرونهم ليزروهم ويصافحوهم ويهنئوهم كرامة فلما دخلوا قصورهم وجدوا فيها جميع ما تطاول به جميع ما تطاول بهم عليهم وما سألوا وما اتمنى فاذا على باب كل قصر من تلك القصور اربعة جنان جنتان ذواتا افنان وجنتان مدهامتان وفيهما عينان نداختان وفيهما من كل فاكهة زوجان وحر تراة في الخيام فلما تبوأوا فلما تبوأوا منازلهم واستقروا قرارهم قال لهم ربهم فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم قالوا نعم وربنا. قال هل رضيتم ثواب ربكم؟ قالوا ربنا رضينا فارض عنا. قال فبرضاي عنكم احللتكم داري ونظرتم الى وجهي فعند ذلك قالوا الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور الذي احلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوط. وهذا سياق غريب واثر عجيب بعضه شواهد في الصحيحين وقال خالد بن معدان ان في الجنة شجرة يقال لها طوبى دروع كلها شجرة ان في الجنة شجرة يقال لها طوبا بروع كلها ترضع صبيان اهل الجنة وان سقط وان وان سقط المرأة يكون في نهر من انهار الجنة يتقلب فيه حتى تقوم القيامة فيبعث ابن اربعين سنة رواه ابن ابي حاتم كونه اخذ بعنان فرسه في سبيل الله اي في جهاد المشركين. قوله هنا طوبى لعبد هذا مثل سابقة ثابته في كونه خبرا والمقصود منه الدعاء قال طوبى لعبد يعني الجنة لعبد او هذه الشجرة التي في الجنة بهذا الاسم طوبى لعبد اخذ بعنان فرسه الى اخر صفاته و هذا الاثر طويل الذي ساقه وهب بن منبه هو من مجموع ما في روايات بني اسرائيل وما في الكتاب والسنة توهب جمع بين ما يعلمه من القرآن ويعلمه من السنة وما في اخبار بني اسرائيل ولهذا صار فيه هذه الفاظ التي فيها غرابة او لم تأتي الادلة باثباتها والقاعدة في اخبار بني اسرائيل لذلك وانما في سبيل الله يعني هي العليا وان تكون كلمة الذين كفروا السفلى. هذا هو الذي في سبيل الله طبعا هذا من جهتي جهاد الطلب واما جهاد الدفاع فاذا قاتل المرء حماية لنفسه فهو في سبيل الله اذا قاتل المرء حماية لعرضه واهله فهو في سبيل الله واذا قاتل المرء حماية لماله فهو في سبيل الله. وقد قال عليه الصلاة والسلام من قتل دون نفسه فهو من قتل دون عرضه فهو شهيد. ومن قتل دون ما له فهو شهيد. واسم الشهادة انما يكون لمن قتل في سبيل الله. ذلك بقوله لقول عمر تقولون فلان شهيد وفلان شهيد والله اعلم بمن يكلم في سبيله الله اعلم من يجرح في سبيله او كما جاء. المقصود من هذا التنبيه على معنى في سبيل الله والتفريق بين جهاد الطلب والدفاع والجهاد بالسنان والجهاد البيان وهذه موضوعات مهمة ينبغي ان تتحرر في ذهن طالب العلم بهذا القدر كفاية ان شاء الله نسأل الله جل وعلا لنا ولكم القبول في الاعمال وان يجعلنا ممن يطلب العلم خالصا لوجهه لا يريد به عرضا من الدنيا وان يصلح لنا امنياته ويوفقنا في يوفقنا لما يحبه ويرضاه وان ينيلنا لذة النظر الى وجهه الكريم انه جواد كريم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا