ثم بعد ذلك الجزاء والمصير اما الى الجنة واما الى النار. فالجنة هي الدار التي اعدها الله لاولياءه. فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا هو المجلس الثالث من مجالس التعليق على لمعة الاعتقاد لموفق الدين من قدامى المقدسي رحمه الله تعالى وقد انتهى بنا المطاف الى الحديث عن اليوم الاخر. وقدمنا بمقدمة تتعلق بعظم الايمان بالمعاد واهمية ونبين الان انه لا يتم الايمان باليوم الاخر الا بالايمان باربعة امور. اولها الايمان بما يكون في القبر وهو امران فتنة القبر وعذاب القبر او نعيم والامر الثاني هو البحث وهو اخراج الله الناس من قبورهم احياء يوم القيامة حفاة عراة. الامر الثالث هو محاسبة الناس على اعمالهم ان خيرا فخير وان شر فشر كما سيأتي ثم الامر الرابع الايمان بالزلزال وهو الجنة او النار. فيقول رحمه الله تعالى وعذاب القبر وعذاب القبر ونعيمه حق. وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم منه وامر به في كل صلاة وفتنة القبر حقها. وسؤال منكر ونكير حق. والبعث بعد الموت حق. وذلك حين ينفخ اسرافيل عليه السلام في الصور. فاذا هم ان الارداف الى ربهم ينسلون ويحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا بهما. فيقفون في موقف القيامة حتى يشفع فيهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويحاسبهم الله تبارك وتعالى وتنصب الموازين وتنشر الدواوين. وتتطاير صحائف الاعمال الى الايمان والشمائل فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا. وينقلب الى اهله مسرورا. واما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا. والميزان له كفتان ولسان توزن به الاعمال. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون ولنبينا محمد صلى الله عليه وسلم حوض في القيامة. ماؤه اشد بياضا من اللبن. واحلى من العسل واباريقه عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا. والصراط حق يجوزه الابرار ويزل عنه الفجار. ويشفع نبينا صلى الله عليه وسلم فيمن دخل النار من امته من اهل الكبائر يخرجون بشفاعته بعدما احترقوا وصاروا فحما وحمما فيدخلون الجنة بشفاعته ولسائر الانبياء والمؤمنين والملائكة شفاعات. قال تعالى ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون. ولا تنفعوا اثر شفاعة الشافعي والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان الجنة مأوى اولياءه والنار عقاب لاعدائه. واهل الجنة فيها مخلدون. ان المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفكر عنهم وهم فيه مبلسون ويؤتى بالموت في صورة كبش املح. فيذبح بين الجنة والنار ثم يقال يا اهل الجنة خلود ولا موت. ويا اهل النار تضمنت هذه القطعة ما اشرقنا اليه انفا مما يكون بعد الموت. فاول ذلك هو بعذاب القبر ونعيم. وبفتنة القبر. فقد صحت الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الميت اذا وضعت في قبره اتاه ملكان فسألاه عن ثلاثة مسائل. عن ثلاث مسائل عن ربه وعن دينه وعن نبيه. فاما المؤمن فيقول ربي الله يسلموا ديني ومحمد نبيي. واما الكافر فيقول ها ها لا سمعت الناس يقولون شيئا فقلته سيضرب بمرزبة من حديد. فيصيح صيحة يسمعه كل شيء الا الثقلان. فيجب الايمان بما يكون في القبر ويكفو هذه الفتنة اما عذاب واما نعيم من انكر عذاب القبر فهو مبتدع ضال. فقد ثبت ذلك في الكتاب وفي في السنة. ومن دلائل اثبات القبر في الكتاب قول الله تعالى عن ال فرعون انام يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. فدل ذلك على ان العرض على النار غدوا وعشيا انما يكون في حياة البرزخ عذاب القبر نوعان دائم ومنقطع. فالدائم يكون في حق الكفار فانه لا يزالون والعياذ بالله في عذاب مستمر الى ان تقوم وسع واما المنقطع فهو الذي يقع لبعض عصاة الموحدين. بسبب جرم ارتكبوه ومعصية آآ غشوها. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير. بلى انه لكبير. يعني انه ليس عليهما اي دعاء لكنه عند الله كبير. اما احدهما فكان لا يسأل من الموت واما الاخر فكان يمشي بالنميمة ثم اخذ جريدة فشقها نصفين وغرز على كل قبر شقا وقال ارجو ان يخفف عنهما مالا تيبسا. فيجب الامام اذا بفتنة القبر وبعذاب القبر ونعيمه. ودل ذلك على ان المرء يجب ان يكون على بينة من معتقد لا يقول كما يقول الناس دون وعي. لان هذا الشاب او المثاب يقول سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. فكان منتهى ما يسمع قبلك اذنيك وشحمة عينيه. واما المؤمن فانه يستقر في سويداء قلبه حتى اذا طلبه واستنبطه خرج على لسانه واعرض طبعا واما الامر الثاني فهو البعث. وذلك بعد لف اسرائيل بعدها نفخ اسرافيل في الصور. كما قال ربنا عز وجل نفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا ما شاء الله. ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم ثياب ينظرون. فهما لفختان نفخة الصعب التي يهلك الله تعالى بها جميع من على المصيبة. ونفخة بعد وهي التي يبعث الله تعالى فيها الاولين والاخرين اه ويخرجون من الاجلاء الى ربهم ينسلون فتنشق الارض عمن دفن فيها ويقوم الناس لرب العالمين حفاة غير منتعمين عراة غير مكتسين غرلا غير مختونين مهما ليس معهم شيء كما قال ربنا كما بدأنا اول خلق نعيد وعدا علينا انا كنا فاعلين. فيسير هذا الموكب الى رب العالمين الى ارض المحشر ليقف وبين يدي الله عز وجل ينتظرون النساء. وفي عرصات القيامة تقع امور عظام. منها دنو الشمس من العباد قدر ميل او ميلاد حتى انهم لا يعرفون ويسيخ عرقهم في الارض سبعين ذراعا ويطفو فمنهم من يبلغ عرقه الى كعبيه ومنهم من يبلغ ركبتيه ومنهم من يبلغ سرته ومنهم من يبلغ ومنهم من هذا حق نطقت به النصوص لا يجوز ان نقايس بالادلة المادية والقوانين الفيزيائية التي تكون في الدنيا ويجري في ذلك اليوم احداث عظام ومنها اه الحوض المورود لنبينا صلى الله عليه وسلم فان الله يهبط نبيه حوبا في عرصات القيامة يمده ميزابان من نهر الكوثر يصبان فيه. وهذا النهر المورود وهذا الحوض المورود وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بان كل زاوية من زواياه مسيرة شهر طوله شهر وعرضه شهر وكل زاوية من زواياه وماؤه ابيض من اللبن واحلى من العسل. وعدد كيزانه عدد نجوم السماء. فيسبق النبي صلى الله عليه وسلم الى مولده الكريم فيتلقاه فمن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا ويقال وان لكل نبي حوا. واما حوض النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبت بالتواتر ثبت ذلك بالتواتر. كما قال ابن حجر في رمي احاديث التواتر والتنكيل لها مما تواتر حديث من كذب. ومن بنى لله بيتا واقترب ورؤية شفاعة والحول المؤمنين لربهم يوم القيامة متواترة. والشفاعة متواترة. والحوض احاديثه متواترة. ومسح خفين وهذي بعض ومما يجري في ذلك اليوم نشر الدواوين. نسف الدواوين وهي صحائف الاعمال. كما قال ربنا عز وجل وكل انسان عزمناه الله طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابه يلقاه منشورا. اي مفتوحا. اقرأ كتابا كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا وقال فان من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا. واما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعون ويسلى سعيرا آآ ومما يقع في ذلك اليوم نصب الموازين. وهي موازين حقيقية. ميزان له لسان وكبر جمع كفة اه توزن فيها اعمال العباد ويوزن فيها العباد انفسهم او بعضهم. وتوزن فيها صحائف وعلى كل قول من هذه الاقوال دلني لي. ووسم صحائف الاعمال دل عليه حديث صاحب البطاقة الذي ينادى به على رؤوس الخلائق يوم القيامة وينشر له تسعة وتسعون سجلا. ثم يخرج له بطاقة مكتوب فيها لا اله الا الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع السجلات في والبطاقة في كفة قال فطاشت السجلات وثقلت ومما يدل على ان الذي ينزل هو العامل حديث ابي ذر. حديث اه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه انه صعد يشرك شيئا في المسجد فبدت ساقاه دقيقة. فجعل الصحابة يتعجبون ويضحكون من دقة قال اتعجبون من دقة ساقيه؟ فله ما في ميزان الله اثقل من جبل احد وحديث يؤتى بالرجل يوم القيامة العظيم الكبير لا يسمع عند الله جناح بعوضة واما وزن وزن الاعمال نفسها فقد دلت عليها الايات الكثر كقول الله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شظيرة وقوله تعالى فمن ثقلت موازينه واولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا في جهنم خالد. وانكرت المعتزلة الميزان وزعمت ان المراد به اقامة العدل. وهذا من تأويله الفاسد وفي ذلك اليوم ايضا يقع امر عصيب جدا وهو آآ العبور على الصراط. وهو من اصعب اه مواقف القيام وسيؤمر المؤمنون الموحدون فقط بجواز الصراط. واما الكافرون فانه يقررون بذنوبهم فيقرون بها وايديهم الى ارجلهم الى اعناقهم ثم يقذفون في النار. اما الذين يؤمرون بعبور الصراط فهم المؤمنون. الموحدون المتقون والعصاة فحين اذ ينصب الصراط على متن جهنم آآ وكما قال ربنا عز وجل وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا. ثم ننجي الذين اتقوا وندم الظالمين فيها جديا. فيمر الناس على قدر اعمالهم فمنهم من يمر من يمر كلام في البصر ومنهم من يمر كشعشعة البرق. ومنهم من يمر كالريح المرسلة. ومنهم من يمر كركابه كالجواد امك ومنهم من يمر كركاب الابل ومنهم من يعيوا عدوا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا يعني على مقعدته وعلى جنبة الصراط كلامي جمع كلوم وهي الحديدة المعقوفة تخطف الناس باعمالهم. قال صلى الله عليه وسلم فمخدوش ناجح يعني اصابه الكلوب ولم يسقطه فنجا. ومكرس في النار. اجارنا الله واياكم ويقع في ذلك اليوم محاسبة الناس على اعمالهم. فاما محاسبة الكافرين فكما سمعتم يقررون بكفرهم ينادى بهم على رؤوس الخلائق مزاجتهم المرسلين. ويعترفون بكفرهم ثم تضل ايديهم الى ارجلهم ويقذفون في النار واما المؤمنون فحسابهم على نوعين. عرض ومناقشة. تأمل عرض او فالحساب اليسير الذي دل عليه حديث ابن عمر اه مرفوعا. قال صلى الله عليه وسلم يدني الله عبده المؤمن يوم القيامة فيضع عليه هلكه ويستره من الناس ويقرره بذنوبه اتعرف ذنب كذا؟ اتعرف ذنب كذا؟ فيقول اي ربي نعم نعم او بدأ حتى يظن انه قد مات. فيقول له الرب اني قد سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك بيومي قد نجا وفاز وزحزح عن النار واما من اراد الله ان يعذبهم في النار فانه يدقق معه الحساب وقد قال صلى الله عليه وسلم من حوسب يوم القيامة هلك. قالت عائشة يا رسول الله اليس الله تعالى يقول فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوى حسابا يسيرا. قال يا عائشة ذاك العرض ومن نوقش الحساب عذب ومن اراد الله تعالى ان يذيقه عذابه فانه يدقق معه الحساب ولذلك يسقط عند حضوره ويمكث في النار ما شاء الله تعالى. وحينئذ وبعد ذلك يخرج منها بشفاعة الشافعية ولنبينا صلى الله عليه وسلم في ذلك المقام شفاعات متعددة آآ منها خاص ومنها عام. فاما الخاص منها فشفاعته لاهل الموقف ان يقضى بينهم. وهو المقام المحمود عسى ان يبعثك ربك ومنها شفاعته لاهل الجنة ان يدخل الجنة بعد ان يستمعوا على القنطرة بعد عبورهم على الصراط. قال اتي باب الجنة فاستمتع. فيقول الخلق من؟ فاقول محمد فيقول بك امرت الا افتح لاحد قبلك ومنها شفاعته لعمه ابي طالب ان يخفف عنه العذاب. لا يخرج من النار. فقد سأل العباس آآ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان عمك ابا قال كان يحفظك في الدنيا ويدفع عنك فهل نفعته بشيء؟ قال نعم. وجدته في الدرق الاسفل. من النار فاخرجته تحت قدميه وانه لا يظن انه اشد اشد اهل النار عذابا وانه لاخفهم عذابا فتلك شفاعات خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم. اما الشفاعات المشتركة العامة التي يشترك فيها الانبياء الصديق والشهداء الصالحون. حتى الفرج يشفع في والديه والشهيد يشفع في سبعين من اهل بيته. فمتنوعة. فمنها الشفاعة فيمن استحق النار من عصاة الموحدين الا يتركها ومنها الشفاعة في من دخلها ان يخرج منها. ومنها الشفاعة في من تساوت سيئاتهم وحسناتهم. وهم اهل الاعراف الراجح ان يدخل الجنة. ومنها الشفاعة في رفع درجات بعض اهل الجنة. ومنها الشفاعة في دخول بعض المؤمنين الجنة بلا حساب ولا عذاب. كقول النبي صلى الله عليه وسلم لعكاشة انت منهم فهذه انواع من الشفاعات. ثم يبقى بعد ذلك شفاعته ارحم الراحمين. ففي الحديث شفعت الملائكة وشفع النبيون ولم الا ارحم الراحمين. فيقبض الله قبضة من النار فيجعلهم في الجنة هذا كله مما يجزي يوم القيامة ويخرج من النار قوم تفحموا حتى صاروا حمما يعني آآ سودا كالفحم سيدخلون الجنة ويلقون في نهر الحياة فيموتون كما تنبت الحبة في حميل السير. لكن كما قد سمعتم من كلام المصلي انه لا يشفع الا لمن لا يشفع الا لمن تضر. فشرط الشفاعة فشرط الشفاعة اثنان احدهما اذن الله بالشافعي ان يشفع. والثاني رضاه عن المشكور له. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. ولا يشفعون الا لمن ارتفع وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعته شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرون البشر فيها من صنوف النعيم الحسي والمعنوي ما لا يحيط به وصفه ولا يدور بخلد ولا جارنا الله واياكم الدار التي اعدها الله للاعداء فيها من صمود العذاب ما تقشعر منه الابدان ولهم كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها ويستلقون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل. فيقضي الله في خلقه بهذا القضاء ويقال يا اهل الجنة خلود ولا موت. ويا اهل النار خلود ولا موت. ثم قال رحمه الله. ومحمد رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم خاتم النبيين وسيد المرسلين لا يصح ايمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته. ولا يقضى بين الناس في القيامة الا بشفاعته. ولا يدخل الجنة امة الا بعد دخول امته. صاحب لواء الحمد والمقام المحمود والحوض المورود. وهو امام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم امته خير الامم واصحابه خير اصحاب الانبياء عليهم السلام. نعم هذا طرف من فضائل نبينا صلى الله عليه وسلم فهو اكرم البشر على ربه عز وجل وخيرهم فهو محمد رسول الله وخاتم النبيين كما قال تعالى في كتابه آآ وهو سيد المرسلين وسيادته عليه ثابتة في الدنيا حين اما الانبياء والمرسلين في بيت المقدس ليلة الاسراء. وفي الاخرة حين اه حيث قال انا سيد ولد ادم ولا فخر واضحا من لواء الحمد يوم القيامة. فالايمان بنبوته شر في الايمان. قال صلى الله عليه وسلم والذي نفسه لا يسمعني يهودي احد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب المنبر في الحديث ابي هريرة امة الدعوة هم كل من وجد بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. فمن سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يؤمن به اكبه الله على وجهه في النار وبهذا يتبين بطلان ما يدعو اليه دعاة تقريب الاديان. الذين يزعمون ان جميع الاديان صحيحة وسائغة. ويجوز التدين باليهودية والنصرانية وقد قال ربك ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وقال امرا نبيه ان ينادي في الخلق قل يا يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا الذي لهم في السماوات والارض لا اله الا هو يحيي ويميت فامنوا بالله ورسوله النبي الامين الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تتقون فلابد من الايمان به وتصديقه واتباعه. وهذا هو مقتضى شهادة ان محمدا رسول الله. التي هي شب الشهادتين فهو فهي تعني تصديقه فيما اخبر وطاعته فيما امر واجتناب معه لها وزجى والا يعبد الله الا بما على لسانه وله صلى الله عليه وسلم من المنازل والمراتب والكرامات عند ربه ما لا يحصيه عبد بين الناس في بين الناس في القيامة الا بشفاعته. كما اسلفنا ولا يدخل الجنة امة الا بعد دخول امته. قد قال نحن الاخرون الاولون يوم القيامة ونحن اول من يدخل الجنة. وهو صاحب لواء الحمد والمقام المحمود التي هي الشفاعة العظمى والحوض المورود كما وصفنا هو امام النبيين وخطيبهم كما جاء في الحديث وصاحب شفاعتهم امته خير الامم. قال الله تعالى كنتم خير امة للناس ولهذا كانت امة محمد ثلث اهل الجنة. فالجنة مائة وعشرون صفا ثمانون صفا من امة محمد صلى الله عليه وسلم. ثم انتقل الى الحديث عن الصحابة فقال وافضل امته ابو بكر الصديق. ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذو النورين ثم علي المرتضى رضي الله عنهم اجمعين. لما روى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي افضل هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي. فيبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره وصحت الرواية عن علي رضي الله عنه انه قال خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ولو شئت لسميت الثالث وروى ابو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على افضل من ابي بكر وهو احق خلق الله بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم. بفضله وسابقته وتقديم النبي صلى الله عليه وسلم له في الصلاة على جميع الصحابة رضي الله عنهم واجماع الصحابة على تقديمه ومبايعته. ولم يكن الله ليجمعهم على ضلالة ثم من بعده عمر رضي الله عنه بفضله وعهد ابي بكر اليه. ثم عثمان رضي الله عنه لتقديم اهل الشورى له. ثم علي رضي الله عنه لفضله واجماع اهل عصره عليه وهؤلاء الخلفاء الراشدون المهديون الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من من بعدي عضوا عليها بالنواجذ. وقال صلى الله عليه وسلم الخلافة من بعدي ثلاثون سنة. فكان اخرها خلافة علي رضي الله ونشهد للعشرة بالجنة كما شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة. وسعد في الجنة وسعيد في الجنة. وعبدالرحمن بن عوف في وابو عبيدة ابن الجراح في الجنة وكل من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة شهدنا له بها. كقوله الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة. وقوله لثابت ابن ابن قيس انه من اهل الجنة ولا نجزم لاحد من اهل القبلة بجنة ولا نار الا من جزم له الرسول لكننا نرجو للمحسن ونخاف على المسيء. نعم حسبك هذه مسألة الصحابة وهي مسألة من مسائل الاعتقاد ووجه ادخالها في مسائل الاعتقاد ان الصحابة رضوان الله عليهم بيننا وبين نبينا صلى الله عليه وسلم. الذين بلغوا ما ارسل به فكان الحديث عنهم اه حديث عن قوم اصطفاهم الله تعالى واختصهم بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وفضلهم واشتباهم فهم نزاع القبائل اه توافوا الى النبي صلى الله عليه وسلم عن علم وحكمة واختصهم الله واثنى الله تعالى عليهم في كتابه بثناء عطر. فقال محمد رسول الله والذين معه الاية. وقال والسابقون الاولون من المهاجرين والاصالة والذين تبعوهم باحسان. وقال لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجر اه وغيرها من الايات. وكذلك الاحاديث المتكاثرات في فضائله جملة وتفصيلا. ولان اهل الاهواء وبدأ وقعوا في الصحابة وخافوا في اعراضهم بغية هدم الدين ونسف اصولهم فانهم لما يئسوا من الليل من نبينا صلى الله عليه وسلم قالوا نطعن في اصحابه لتسقط الواسطة بين الناس وبين رسالته فتنهدم الشريعة بذلك. فهؤلاء زنادقة الذين يقعون في الصحابة ويجرحونهم ويسبونهم يكفرون فلاجل ذا اه كان الحديث عن الصحابة من مباحث الاعتقاد فلا ريب ان خير هذه ان خير واتباع الانبياء اتباع محمد صلى الله عليه وسلم. وان افضل هذه الامة هم قربه بدليل قوله خير الناس قرني. ثم هم الذين يلون وبينهم تفاهم لان بين رسل الله حفاظا الم يقل الله تلك الرسل وفضلنا بعضهم على فاذا كان التفاضل يقع بين رسول الله فاتباع الرسل يقع بينهم تفاضل كذلك والتفاؤل بين الصحابة منه ما هو تفاضل عام ومنه ما هو تفاضل خاص. فالتفاضل العام مثل تفضيل المهاجرين على الانصار. وتفضيل اهل بدر وتفضيل اصحاب بيعة الرضوان ومن انفق من قبل الفتح وقاتل على من انفق من بعد الفتح وقاتل. فهذا نوع من التفاضل العام. واما التفاضل الخاص فان الامة لا تختلف ان افضل هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر قولا واحدا باجماع المسلمين. هو من نازع في هذا فهو اضل من حمار اهله ثم بعد ذلك اختلف اهل السنة في المقابلة بين عثمان وعلي. فذهب قوم الى تفضيل عثمان على علي. وعكس اخرون وتوقف فريق تعز. لكن امر اهل السنة والجماعة استقر على عثمان على علي. وان ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة. حتى قال ايوب السقفي من قدم عليا على عثمان فقد ازرى بمهاجرين والانصار فهذا هو فضلهم على هذا النحو اللذيذ سمعتم وكان كما حدث ابن عمر يقال في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ابو بكر ثم ثم عثمان فلا ينكر ذلك. النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يقول جئت ابو بكر وعمر وذهبت ابو بكر وعمر الشيخين فضائل عظيمة يطول المقام بذكرها. وقد انعقدت خلافة ابي بكر الصديق النص الخفي والايمان والاشارة وبيعة المسلمين له في سقيفة بني ساعدة. فلا ريب في ثبوت خلافته وانعقدت خلافة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه بوصية ابي بكر له مبايعة المسلمين له. فمنزلة الشيخين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا كمنزلتهما عنده في الاخرة في قبره فانهما صاحباه في قبره واولى الناس به وبعد ذلك عثمان رضي الله عنه لان عمر رضي الله عنه وكل امر الخلافة الى الستة الباقين من العشرة المبشرين فاستقر الامر على مبايعة عثمان وله فضائل يقول المقام بذكرها ثم بعد عثمان لما وقعت الفتنة اه بايع المهاجرون والانصار علي رضي الله عنه وان كان ليس جميع المسلمين بايعوه بما علمت من وقوع الفتنة زمنه لكنه لا ريب انه افضل الامة في زمنه رضي الله عنه. فهذا هو ترتيبهم. ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم الخلافة من بعد ثلاثون سنة رأينا ان تلكم الثلاثين انتهت لخلافة علي رضي الله عنه واستشهاده آآ وبعد هؤلاء يكون الفضل للعشرة المبشرين او لبقية العشرة المبشرين بالجنة واعدهم لكل من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجهل. والمسألة التي ذكرها اخيرا وهي الشهادة المعين بالجنة او النار قد انقسم الناس فيها او للناس فيها ثلاثة مذاهب. يعني الشهادة في الجنة. فقال بعض الناس او قال بعض اهل العلم اه نشحن بالجنة للانبياء فقط. ولا نشهد لغيره وقال اخرون نشهد للانبياء ولمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم من المعينين وقال فريق ثالث بل نشهد بالجنة كل مؤمن واستدلوا بحديث الجنازة التي مر بها امام النبي صلى الله عليه وسلم فاثنوا خيرا فقال وجبت. قالوا ما وجبت؟ قال افنيتم خيرا الجنة انتم شهداء الله في ارضكم ولكن القول الصحيح في هذه المسألة انه يشهد لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم ويشهد على من شهد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فلا تطلع لمعين من جنة ولا نار الا بدليل خاص هذا هو القول الصحيح في هذه المسألة لكننا نرجو للمحسنين ونخاف على المسلمين فلا يجوز ان نقول فلان في النار فان رحمة الله واسعة. ولا يجوز ايضا ان نقول فلان في الجنة وان كنا نعلم صلاحا لاننا لا ندري عن خبايا القلوب اسباب الاعمال وخبيئاتها. لكننا نرى ان المحسنين ونخاف على المسيئين. هذا هو معنى الكلام الاخير ولا ننسب لاحد من اهل من اهل القبلة بجنة ولا نار الا من جزم له الرسول صلى الله عليه وسلم لكنا نرجو محسن ونخاف على المسيء