بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد فسمعنا جميعا هذه الندوة المباركة التي تولاها اصحاب الفضيلة الشيخ العمر ما يتعلق بامراض القلوب. وادويتها قد اجاز المشايخ وافادوا جزاهم الله خيرا وضاعف مثوبتهم ورزقنا واياكم واياه مزيدا من العلم النافع والعمل الصالح والتوفيق لما يحبه ويرضى. ولا شك ان امراض القلوب كثيرة وان اغلب الثقلين قد ابتلوا بهذه الامراض ولم ينجوا منها اهل ظليل كما قال جل وعلا وقليل من عبادي الشكور. قال سبحانه وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين وقال عز وجل وان تطع اكثر من فرض يضلوك عن سبيل الله. وانما المهم ان نحذر اسباب الامراض التي سمعتم وغيرها وان نجتهد في علاج التي الذي سمعتم فالمؤمن عندما يسمع القول عندما يسمع النصح والوعظ والتذكير يأخذ باحسنه. ويستفيد مما سمع ولكن حظه مجرد السماع كما قال جل وعلا وبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه. والذي يتبع احسن ما فيه من الفائدة والخير. هذا الموفق. واما الذي يسمع ويعرض ولا يستفيد فهذا محروم ولا حول ولا قوة الا بالله. لان الفائدة من سماع المواعظ ومن تلاوة القرآن ومن سماع القرآن ومن سماع الاحاديث ومن حضور مجالس العلم الفائدة منها الاتعاظ وتذكر والعمل بما يسمعه الانسان وبما يقرأ وبما يشاهد ويسمع فالتلاوة والاستماع وحضور مجالس العلم وسائل يراد منها ان تتعظ وتذكر وان تستفيد مما سمعت ومما ومما قرأت ومما شاهدت والله جل جل وعلا في كتابه العظيم نوع المواعظ والذكرى واكثر افرادها في احاديث نبيه عليه الصلاة والسلام. نوع اصناف الادوية وانواع الذكر والعظة لعل العبد يتعظ لعله يتذكر لعله يستفيد فاقام الحجة سبحانه وتعالى واعمل معذرة. واعطى الاسماع والابصار. واعطى العضول كي يستفيد العاقل من سمعه وبصره وعقله. فالسمع يؤدي اليه ما يسمع. والبصر تؤدي يؤدي الى قلبك ما رأى وانت بعقلك تميز بين الخير والشر. تميز بين الضار والنافع وبما اعطاك الله من علم هدى من كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام. حتى تأخذ بالطيب والنافع وحتى تدع ما يضرك وما يفضي الى مضرة. وسمعتم ان الامراض منوعة منها مرض الشهوة الذي به يميل الانسان الى المحرمات من الزنا والخمور وايثار العاجلة في الدنيا ونحو ذلك. وقد يصاب الانسان بمرظ الشهوة للنساء واللواط ذلك فيبتلى بذلك ويطلبه. لما في قلبه من هذا المرض من الميل الى الزنا والفواحش واللواط ونحو ذلك فيكون مصابا بهذا المرض الخطير وربما افضى بها الكفر بالله بعد المعصية نسأل الله فان المعاصي بين الكفر مثل المرض مثل ما الامراض بريد الموت والمعاصي بريد الكفر نعوذ بالله من ذلك. قد يستهل بها الانسان ويستمر فيها فيخرج بها الكفر بالله نعوذ بالله. وقد تكون الشهوة شهوة الخمر. والشكر. فيبتلى بها ولا يقلع منها نعوذ بالله. قد ما يصاب بمرض الحسد والكبر. والترفع على الناس. فلا يرى ان يقبل الحق ويرى ان قبوله غظ عليه ونقص عليه. وهذا داء ابليس فان تكبر على ادم ولم شد له وقال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين. فتكبر على ابينا ادم وحسد وتطاول فلعنه الله وغضب عليه. وابعده عن الرحمة الى يوم القيامة. وهذا مرض ايضا علماء اليهود واحبار اليهود. تكبروا عن اتباع محمد عليه الصلاة والسلام. واصيب بمرض اخر وهو الحسد ايضا. فاجتمع لهم الحسد والكبر ولم يقبل الحق الا من شاء الله منه وهو القليل. ويضاف الى ذلك ايضا مرض حب الدنيا وايثار العاجلة فيخشى انه يسلم او فعل هذه الطاعة او ترك هذه المعصية ان يزال عن وظيفته او يزول عنه هذا المال الذي يأكله وهذه الاشياء التي تساق اليه من الدنيا. فيرضى بالباطل ويبقى على الباطل وقد يكون ذلك ايضا مثل ما تقدم من من جهة الكبر مرض الكبر فان كفار قريش المعروفين بالرياسة والتقدم فيهم حملهم شبرهم وحسدهم الذي اصيب به جهود حملهم على ترك اتباع النبي عليه الصلاة والسلام كابي جهل وعتبة بن ربيعة بن ربيعة والنظر بن حارث عقبة بن ابي عيطوا اشباههم حملهم حسدهم وكبرهم على الكفر بالله وعدم الانقياد بما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام كما قال عز وجل قال نعلم انه ليحزنك الذين يقولون فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون. يجحدونها بغيا وحسدا وكبرا ما عندي احد والعياذ بالله وانواع مرظ الشهوات وانواع امراض التي تمنع من من طاعة الله ورسوله وتمنع الدخول في الاسلام متنوعة. نسأل الله العافية. كما اننا شبهة ايضا كذلك ابتلي به المنافقون وقد يبتلى به غيرهم بانواع الكفرة. تقوم عندهم شبهة فيجهدون الحق. ويميلون الى الباطل بسبب الشبهة التي قامت لهم. وهكذا بعض اهل المعاصي قد تجرهم شهواتهم الى الشبه فتكون شهوة اولا ثم تنقلب الى شبهة فيستحلون بها محارم الله وينقادون بها لمعاصي الله نسأل الله العافية فينبغي المؤمن ان يلاحظ الادوية التي ذكرها المشايخ في تلاوة القرآن الكريم والعناية بتدبره والاستفادة منه فانه الدواء الناجح والشفاء العظيم العاجل. جعله الله شفاء عظيما ودواء ناجعا عاجلا. فينبغي للمؤمن ان يتدبر لكتاب الله والاكثار من تلاوته وسماعه ممن يتلوه بقصد حسن بقصد الفائدة والعلم وعلاج امراض قلبه وقسوة قلبه. فالقرآن العظيم فيه الهدى والنور. ان هذا القرآن يهدي للتي قل هو للذين امنوا هدى وشفاء فعليك يا عبد الله بالعناية بكتاب الله تلاوة وتدبرا وتعقلا واستماعا للاستفادة لعلاج قلبك وامراض قلبك وامراض مجتمعك وامراض شهواتك لعلك تستفيد وترجع الى الصواب والهدى. وهكذا الانابة الى الله بالتوبة النصوح مما سبق من امراضك من فان التوبة علاج عاجل يمحو الله بها الخطايا والسيئات ويطيب بها القلوب بها الاحوال سبحانه وتعالى. وهكذا الاكرام الاكثار من ذكر الله والاكثار من الاعمال الصالحات من الصلوات والصيام والصدقات ومجالسة الاخيار والبعد عن مجالسة الاشرار الى غير ذلك من انواع الخير فان القلوب تصدأ ويصيبها من الصدأ والوسخ ما يصيبها وطاعة الله ورسوله والاكثار من ذكر الله وقراءة القرآن والعناية بالاعمال الصالحات من الصلوات والصدقات والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار كل هذه ادوية. وانواع من العلاج لما علق بقلبه من الصدأ السواد القسوة ونحو ذلك. وقد تشتد القسوة ويشتد المرظ على الانسان في قلبه حتى يطبع عليه. وحتى يموت بسبب عدم انصرافه عما هو فيه من الباطل بسبب اصراره على الباطل فيختم على قلبه ويطبع على ويموت نسأل الله ان لا حول ولا قوة حتى لا يعرف المعروف معروفا ولا ينكر منكرا. هذا هو الداء العظيم والداء العضال والشر المستطير نسأل الله العافية. فعلى وعلى المسلم ان يحذر ذلك كله وان يجتهد في الادوية النافعة من كتاب ربه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وبكل ما يستطيع من غير لعن الله جل وعلا يحيي قلبه ويرده الى السلامة. فالذي بعد موتها هو القادر سبحانه على ان يحيي قلبك يرده الى حاله الاولى من الاستقامة والطهارة والخضوع لله والشوق اليه والقيام بحقه سبحانه وتعالى فلا تيأس لا تيأس من ذلك. قال الله جل وعلا عن نبيه يعقوب ولا تيأسوا من روح الله. انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون قال عز وجل لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا سبحانه وتعالى. فلا ينبغي للعبد الا يجوز له ابدا ان يقنط ولا ييأس. من لا لا يزال يطلب ربه التوفيق والهداية ويرجوه سبحانه ويأخذ بالاسباب الطيبة لاسباب الهداية من الاعمال الصالحات والتوبة النصوح حضور مجالس العلم وحلقات العلم فان فيها الخير العظيم. وحضور ايضا الاخيار وصحبتهم مع دعاء الله والضراعة اليه بطلب التوفيق والهداية والمن بالتوبة الصادقة النصوح والعافية من مضلات الفتن ومن شرور النفس ومن سيئات الاعمال. صدق الله الدنيا جميع التوفيق والهداية واعذنا واياكم من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وجزاء اخواننا المشايخ عن ندوتهم وعن كلماتهم وزادنا واياكم واياهم علما وهدى ومن على الجميع بالتوفيق وحسن الختام وصلى الله وسلم على نبينا محمد توفيقه وحسن الختام وصلى الله على نبينا محمد وعلى توفيقه