لا تكاد توجد منذ قرون قبله ولذلك هذه المرحلة في الحقيقة هي مرحلة تطوير للمذهب وتجديد فيه وتجديد مع تمسك بالاصول فهو رجوع للاصول وهذا ما لا يستطيع كل احد بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. يسر تسجيلات الراية الاسلامية ان تقدم لكم هذه المادة والتي هي بعنوان التعليل الفقهي عند الحنابلة. القاها فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور عبدالسلام ابن محمد الشهير. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمد الشاكرين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين ثم اما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الليلة الطيبة ليلة الاثنين التاسع من الشهر الثالث من عام اثنين واربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. نجتمع في مذاكرة العلم ومذاكرة بعض الامور المتعلقة به. وذلك بتنظيم مشكور من كلية الشريعة بالاحساء ممثلة بوحدة الانشطة الطلابية بالكلية فلها الشكر الجزيل على ترتيب هذا قال واتاحة هذه الفرصة وحسن التنظيم واجادته. ايها الافاضل في هذه الليلة بمشيئة الله عز وجل سيكون لقاؤنا وحديثنا بعنوان التعليل الفقهي عند فقهاء الحنابلة وهذا الموضوع يتناول امرا مهما بالفقه الا وهو التعليم او التدليل وذلك انه قد تقرر عند اهل العلم ان الفقه مكون من شقين لا غنى لاحد الشقين عن الاخر. وهما الفروع والتعليل معا. فلا قوام للفقه بفقد احد هذين الشقين ولذلك فانه من التعاريف المشهورة في كتب الفقه والاصول حينما ارادوا حد الفقه بينوا انه معرفة الاحكام الشرعية من ادلتها التفصيلية فمعرفة الاحكام الشرعية هذا هو معرفة الفروع والتدليل او التعليل هو قولهم من ادلتها التفصيلية. وهذا يدلنا على ان الفقيه لا يكون فقيها الا بوجود هاتين الدعامتين معا وما الفروع مع معرفة التعليل والتدليل لكل فرع ولا شك ان الجهل باحد هذين المكونين للفقه يكون نقصا كبيرا في الاخر فلا يتحقق كمال معرفة الفروع الا بمعرفة ادلتها وتعاليلها وكذلك لا ينتفع المرء بمعرفته الاصول والادلة ما لم يعرف كيفية استنباط الاحكام منها وكيفية تنزيلها على الحوادث ولذلك فان الحديث عن التعليل هو حديث عن الفقه كله من اوله لاخره الا فقه بدون تعليم. وهذا الذي يجعلنا ننطلق لامر اخر. حينما نقول ان الفقه لا يتحقق الا بالتعليم فالتعليل اذا امر مشترك بين المذاهب الفقهية كلها فلا يمكن ان يكون مذهب ولا يصح ان يوجد دليل ولا يصح ان يوجد قول الا بدليل. ولذلك حينما يتكلم المرء عن مسألة بلا دليل فان قوله يكون منكرا عند الجميع. وقد تكلم العلماء بشيء من التهكم عن من يتوهم شيئا يظنه دليلا كالالهام مثلا الذي يريده بعض الناس او عندما عبر بعضهم عن بعض مدارك الاحكام بانها شيء ينقدح في ذهن المجتهد ولا يستطيع التعبير عنه ولا يستطيع الافصاح والبيان به فقالوا ان كل دليل لا يمكن التعبير عنه ولا الافصاح به فلا شك انه متوهم والمتوهم لا يصح ان دليلا فبطل ما بني عليه. اذا التعليل موجود عند جميع العلماء وفي كل المذاهب وفي لقائنا في هذه الليلة بمشيئة الله عز وجل سنتناول احد المدارس الفقهية بشيء من الاشارة لمسلكهم وطريقتهم وبيان لبعض اصولهم في التعليم. الا وهم فقهاء الحنابلة وستكون هذه الاشارات في هذا اللقاء في هذه الليلة على سبيل العموم لا على سبيل التفصيل. والسبب في هذا العموم امران الامر الاول ما اوردته اولا ان اكثر الامور متعلقة بالتعليل الفقهي هي مشتركة بين المدارس الفقهية. والامر الثاني اننا سنحرص على بيان منفرد به هذا المذهب او تميز فقد يكون مشتركا بينه وبين غيره لكنه تميز به بطريقة او باخرى مع اشارات لما بينه اهل العلم في هذه المسألة وعلى ذلك فان لقاءنا بمشيئة الله عز وجل بما يسمح به الوقت هو بمثابة عرض لطريقة فقهاء الحنابلة وهو بيان لبعض سماتهم الظاهرة في اجتهاداتهم الفقهية وفي مؤلفاتهم المصنفة التي صدرت من اعيان فقهاء المذهب ولا شك ان معرفة النظر الاجمالي والتفصيل كذلك للتعليل مثمر ثمرة كبيرة لكل طالب فقه وقد ذكرت في اول حديثي ان اهل العلم رحمهم الله تعالى بينوا انه لا فقه بلا تعليم لان الفقه هو معرفة الاحكام الشرعية من ادلتها التفصيلية. فلابد من معرفة الادلة. ومع ذلك فان بمعرفة المرء تعاليل والتدليل فانه في هذه الحالة يكتسب فائدة وثمرة بينة وواضحة. وهذه الثمرة كثيرة جدا لكني ساشير لبعض الثمرات بما يسمح به الذهن والوقت كذلك. فمن اهم الامور التي يستفيدها المتأخر بمعرفته تعليل المتقدم في المسائل الفقهية ان ينتفع بهذا التعليل في حال الاجتهاد المبتدأ وذلك ان المسائل المولدات والتي لم يسبق فيها اجتهاد قبل فان معرفة استدلال اهل العلم علم وتعليلهم ومعرفة كيفية توظيفهم للادلة تجعل من سار على طريقتهم واستن بسننهم التزم منهجهم يحاكيهم في هذا المسلك فيكون حينئذ اجتهاده مثمرا بطريقة ادق واوضح لانه سلك فيها المسلك الصحيح الذي حاكى به اهل العلم فحينئذ اذا عرف التعاليم بطريقة اهل العلم استطاع ان يولد من هذا الدليل ومن هذا تعليم على سبيل الاطلاق عشرات المسائل الجديدة ولذلك اهل العلم لما تكلموا عن اه مسألة الفروع والحوادث بينوا ان النصوص الشرعية محصورة وانها متناهية. قالوا بخلاف الوقائع فان الوقائع غير متناهية. فيحتاج حينئذ الناظر في هذه الواقعة الى التعليل والتدليل. فحينئذ تاج الى توليد الادلة. توليد الادلة. من الفوائد المهمة لمعرفة التعليل على سبيل الاجمالي كذلك ان من عرف طريقة اهل العلم ومدرسة في هذا التدليل فان في معرفته التدليل على الاجتهاد يستطيع ان يكتشف دليلهم لبعض المسائل التي لم ينقل اليه الدليل مدونا في بعض الكتب. وذلك ان بعض الكتب تورد المسائل مجردة عن الادلة. فقد يبحث طالب العلم عن دليل لاولئك بهذه المسألة. فلا يكون بين يديه من الكتب ما اه اورد هذا الدليل وما آآ نص عليه اما اكتفاء من المؤلفين بذكاء القارئ والحاقه المسائل المتناظرة ببعضها او انهم يومئون ايماء للدليل فيقولون انها مخرجة عن المسألة الفلانية او لكونهم آآ ذكر الدليل في كتاب وهذا الكتاب لم يصل لهذا لهذا الطالب او ذاك فحينئذ اذا كان قد عرف الادلة وعرف طرق اهل العلم في الاستدلال فانه يمكنه ان يستدل لهذه المسألة بالدليل الذي يناسبه ولذلك ذكر الطوفي رحمه الله تعالى لما اورد كلام الشيخ لما اورد صفة الشيخ تقي الدين وان الشيخ لما كان عارفا بكلام احمد واصوله فانه يكون احرى بمعرفة القواعد التي تبنى عليه هذا المذهب ولذلك ايضا نستفيد امر اخر وهو ان الاصوليين رحمهم الله تعالى ذكروا ان الادلة غير متناهية. وانه يكاد يكون هناك اتفاق انه يجوز توليد دليل لم يذكره الاوائل. لكن بشرط ان يكون ذلك الدليل صحيحا اذ ليس كل ما يدعى ان يكون دليلا يكون كذلك من الثمرات المهمة لمعرفة المرء التعليم وهي مسألة الترجيح عند الاختلاف في المذهب. فكثيرا ما يقابل طالب العلم خلافا في داخل المذهب على قولين او اكثر ثم يكون الترجيح بين هذه الاقوال بقواعد عندهم من هذه القواعد في الترجيح بين الاقوال اما ان يكون بمنصوص الامام واما ان يكون ذلك بقول اكثر واما ان يكون بناء على ادلة المذهب وقواعده ولذلك فان العلماء قد بينوا صيغهم الدالة على واحد من هذه الامور الثلاث فاذا ارادوا الترجيح بكون احمد قد نص عليه يقولون هو المنصوص واذا ارادوا ان يبينوا ان الترجيح بكون هذا القول قال به اكثر الفقهاء من المنتسبين للمذهب قالوا هو المشهور. واذا ارادوا ان يبينوا ان هذا القول المرجح انما كان ترجيحه بسبب معرفة التعليل وبسبب معرفة الدليل الذي يكون مبنيا على قواعد منضبطة عند اهل العلم فانهم يجعلون له مصطلحات مثل تعبيرهم عن القول بانه الاقيس. او يقولون وهو قياس المذهب او يقولون انه الاوفق ونحو ذلك من المصطلحات. اذا عندنا مصطلحات تدل على ان الترجيح بين القولين كان بناء على الدليل. وعلى القاعدة التي بني عليها المذهب وهذه طريقة في الترجيح انما تكون للاكابر الذين يحسنون معرفة ادلة المذهب وقواعده وهم الذين يرجحون بذلك ولذلك كما ذكرت قبل قليل ان صيغ الترجيح تختلف باختلاف سبب الترجيح. فقد اوردت ثلاثة امور من الترجيح. وهناك امر ايضا رابع وهو قضية الترجيح باعتبار ظاهر الالفاظ. ولذلك فان قول فقهاء المذهب الظاهر كذا او ظاهر المذهب كذا او ظاهر كلام احمد كذا فان هذا المصطلح كثيرا ما يقصد به الوقوف عند الاطلاقات سواء كانت اطلاقات الامام او اطلاقات الاصحاب دون النظر للتعليم. اذا المراد بهذا انه يفرق بين الظاهر ويفرق بين الاقيس وما في معنى هذا المصطلح. فالظاهر باعتبار دلالة الفاظ الاوائل والاقيس باعتبار المعنى والتعليم والدليل الذي قام عليه هذا القول من الفوائد ايضا واختم بهذه الفائدة وهي فائدة مهمة من الفوائد في معرفة التعليل للمذهب وهو القناعة بالاجتهاد الفقهي الذي اثمر هذا الفرع الفقهي. ولذلك يقول اهل العلم ان الشخص اذا عرف المسألة بدليلها وبحكمها عرف حكمها بدليلها وحكمتها فان قناعته تكون بهذا الحكم اقوى من قناعة غيره فيقبل على العبادة واثقا بالاصابة فيها ويكون قد قال هذا القول بملئ فيه. بناء على معرفته الدليل الذي ترجح عنده ومن المسائل التي يريدها العلماء في باب الاجتهاد انهم تكلموا عن مسألة الترجيح بين الاقوال والقناعة فقالوا ان القناعة بالمذهب تكون اجمالية اه بالمذهب عموما ان القناعة بالمذهب عموما تكون اجمالية. وتكون تفصيلية في كل مسألة ولذلك لما تكلموا عن الترجيح بين الاقوال قالوا يرجح بين الاقوال باعتبار الدليل الدال عليه واما الترجيح بين مذاهب فانه لا يجوز الا باعتبار الادلة والاصول فقط لا باعتبار كثرة العدد ولا باعتبار نوع الفروع التي انتجها انا قصدي من هذه القاعدة التي يريدونها في كتاب الاجتهاد واوردتها على سبيل الايجاز ان معرفة التعليم تورث قناعة بالرأي في المسألة بعينها وتورث قناعة كذلك بالمذهب على سبيل عمومه وقد ذكرت لكم ان الترجيح بين المذاهب انما هو يكون باعتبار الادلة والاصول ولذلك فان المحققين من اهل العلم كالشيخ تقي الدين مثلا لما تكلم في رسالتين له. فالرسالة الاولى تكلم عن الترجيح بين المذاهب في القرون الثلاثة الفاضلة. عصر الصحابة والتابعين وتابعي التابعين. قال ان اصح المذاهب في تلك العصور الثلاثة هي اصول اهل المدينة والف في ذلك رسالة مطبوعة في المجموع الفتاوى في غيره فنظر للترجيح باعتبار الاصول التي هي الادلة ثم بين الشيخ في رسالة اخرى له وهي القواعد النورانية ان بعد هذه القرون الثلاثة اختلطت المذاهب وتشاركت فبين ان اصح الاصول هي اصول اهل الحديث علماء الحديث الاكابر وان من اشهرهم في حمل لواء فقه اهل الحديث والامام احمد رحمه الله تعالى. فالمقصود من هذا ان الترجيح بين المذاهب على سبيل العموم لا على سبيل التفصيل في المسائل انما ما يكون باعتبار الادلة على سبيل العموم اما في جزئيات المسائل فينظر في الادلة التفصيلية وهذا مسلم ويورد في كتب اصول الفقه في لما عن مسائل اجتهاد والتعارض بين الادلة وبين المذاهب هذا ما يتعلق بالمقدمة التي اردت الحديث عنها عن مسألة التعليم عموما واما التعليل عند الحنابلة على سبيل الخصوص الذي هو موضوع لقائنا في هذه الليلة فان الحقيقة ان الموضوع كبير وذلك اننا عندما نريد الحديث عن التعليل فان الحديث عن التعليل يشمل امرين يشمل التعليل الاجمالي او العلم الاجمالي بالتعليم ويشمل كذلك العلم التفصيلي بالتعليم عند الحنابلة اذا عندما نتكلم عن التعليل عند الحنابلة فان العلم بتعليلهم يشمل امرين يشمل العلم الاجمالي بتعليمهم ويشمل العلم التفصيلي بتعليمهم المراد لما نتكلم عن العلم الاجمالي بتعليل الحنابلة هو الذي يمكن ان نتواضع على تسميته بالتعليل الاصولي وذلك بان تعرف اصول مذهب الامام احمد اصول الادلة والقواعد الاصولية على سبيل الاجمال والتي يمكن ان يستنبط بواسطتها الاحكام هذا هو العلم الاجمالي ومحل هذا العلم الاجمالي هو كتب اصول الفقه هذا هو الاصل وقد اتناول بعض المسائل المتعلقة خصائص مذهب احمد في هذه المسألة النوع الثاني وهو العلم بالتعليل عند الحنابلة العلم التفصيلي بالتعليم يعني ان نعلم ما هو دليل فقهاء مذهب احمد في المسألة الفلانية وفي المسألة الفلانية فحينئذ يكون تفصيليا لكل مسألة ما هو تعليلها ودليلها. ويمكن ان نتواضع ايضا على تسمية هذا النوع بالتعليل الفقهي في مقابل النوع الاول وهو التعليل الاصولي فالتعليم الاصولي معرفة الادلة على سبيل الاجمال والتعليل الفقهي هو معرفة الادلة على سبيل التفصيل على سبيل التفصيل فيعرف قواعد المذهب وتعرف ادلته ولا شك ان القواعد الاجمالية ممكن الاحاطة بها. واما القواعد التفصيلية والادلة التفصيلية فلا يمكن الاحاطة بها وانما يظهر الله عز وجل لبعض الناس ما لا يظهره لاخرين وقد اشير لهذا يعني عندما افسر الحديث بعد قليل. اه هذين النوعين من التعليل وهو التعليل الاجمالي والتعليل التفصيلي الحقيقة ان بينهما تلازم ووجه ذلك ان من اتى بتعليل وكان هذا التعليل ليس جاريا على اصول المذهب فانا نقول ان تعليله الفقهي لا يوافق التعليل الاصولي الاجمالي. فحين اذ لا يصح هذا الدليل على مذهب احمد وهذا موجود وله نظائر وكثيرا ما يرد بعض الفقهاء في بعض المذاهب دليلا معين فيقول ان هذا المذهب ليس على اصول صاحبنا مثل على سبيل المثال وان كان احمد قد يكون يعني تعدد الروايات له اثر عندما يأتي فيرد حديث او ترد دلالة حديث بدعوى انه مما تعم به البلوى وما تعم به البلوى من النوازل. فلا بد ان يكون الحديث حديثا مستفيظا او لا احد حينئذ نقول هذا التوجيه وهذا الاستدلال او النقض بهذا الدليل والاعتراض عليه فانه نقول انه ليس بصحيح على اصول احد فبينهما تلازم من هذه الجهة من جهة اخرى ايضا ان كثيرا من الادلة الاصولية والقواعد الاصولية الاجمالية استنبطها العلماء من المسائل الفروعية وهذا ليس خاصا بمذهب ابي حنيفة حتى مذهب احمد وهذا كثير ومن نظر في كلام ابي يعذى وتلامذته الذين نقلوا كلام احمد في الاصول وكيف استخرجوا من كلامه قواعد اصولية يجد انهم وظفوا نصوص احمد التي بين فيها طرق الاستدلال في تقعيد القواعد الاصولية التي بني عليها المذهب اه اتكلم عن هذين النوعين ساجعل حديثي الى نهايته في هذه الليلة بمشيئة الله عز وجل بالحديث عن النوعين وهو التعليل الاجمالي الاصول والتعليل التفصيلي الفقهي وقد اختصر في الاول لان سبق الحديث عنه في اكثر من لقاء فقد سبق اني تكلمت عنه في اه المدخل لاصول مذهب احمد وغيرها من المحاضرات المتعلقة بالاصول. لكن اشير بعض الاشارات للمتعلقة بهذا الامر. بالنسبة للتعليم الاجمالي في مذهب الامام احمد مذهب الامام احمد كما اصحابه المتقدمون والمتأخرون كالشيخ تقي الدين وغيره قرروا ان مذهبه هي طريقة علماء الحديث وانه يعظم الحديث والنقل. ولذلك فان مذهب احمد مذهب اثري. من اجل مظاهر كونه اثريا ان مذهب احمد يستدل بالحديث في مواضع كثيرة سواء وافق القياس او خالفه ولذلك اذا تعارض القياس والنص من الكتاب او السنة قدم النص على القياس هذا بخلاف المسألة الاصولية المشهورة وهي قضية تخصيص العموم في النص بالقياس فانه يجوز وهناك فرق بين تخصيص النص بالقياس وبين التعارض بين القياس وبين النص فاحمد واصحابه يرون التخصيص بالقياس ويقدمون النص على القياس اذا تعارضا تعارضا في الظواهر. من اصول احمد انه كان يعمل بالحديث المرسل ويحتج به ولذلك فان صاحبه بل من افقه اصحابه وهو ابو داوود السجستاني صاحب السنن الف كتابا عظيما سماه المراسيم جمع فيه الاحاديث المرسلة التي عليها العمل. وبها الاحتجاج حتى قيل ان هذا الكتاب وهو كتاب المراسيل ملحق بكتاب السنن وكتاب السنن كما لا يخفى على الجميع قال فيه ابو داوود لما ارسل رسالته لاهل المدينة قال او لاهل مكة؟ قال وما ذكرته في هذا الكتاب فهو صالح. طبعا اي ما لم يعل حديثا معينا بشيء معين. فدل على ان الاصل الاحتجاج به. وقد الف جماعة من اهل العلم آآ رسائل في اصول احمد في المرسل ومنهم احمد بن عبد الهادي فله رسالة مطبوعة في اثبات ان من اصول احمد العمل بالحديث المرسل لكن بشرطه ليس على الاطلاق وانما بشرطه يبين ان شرط احمد قريب من شرط الشافعي في هذه المسألة من الاصول العظيمة لاحمد التي تدل على تمسكه بالاثر وهو اوسع المذاهب الفقهية في هذا الاصل وهو احتجاج احمد باقوال الصحابة رضوان الله عليهم بل قد لا اكون مبالغا اذا قلت ان هذا الاصل يعتبر من الاصول العظيمة في مذهب احمد. حتى ان المقدم في مذهب احمد ان قول الصحابي اذا عارض القياس قدم قول الصحابي عليه. وهذا في الاصل عندهم اذا لم يخالف الصحابي من صحابي اخر وقال ابو البركات وظاهر كلامهم ان قول الصحابي اذا خالف القياس قدم على القياس ولو خالفه غيره من الصحابة كذا ذكر ابو البركات لكن على العموم المشهور ان مرادهم في هذه المسألة فيما اذا كان الصحابي لم يخالف وهذه اصل من الاصول العظيمة جدا جدا جدا لاحمد وقد ذكر بعض اهل العلم ان احمد ربما وافقه وربما ايضا قد فاقه بعض اهل العلم في معرفة بعض طرق الاحاديث. او معرفة عللها لكن لم يقاربه احد ناهيك ان يفوقه في معرفته اثار الصحابة وعلل اثار الصحابة. فاحمد في نفسه من اعلم الناس باثار الصحابة واجتهاداتهم. ولذلك مذهبه مذهب اثري نظر في اجتهاد الصحابة سواء كانوا من المدنيين او المكيين او الكوفيين او البصريين او الشاميين او المصريين او غيرهم ثم اختار من هذه الاقوال بعد سبرها وبعد الاحاطة بها ما افتى به واحمده الكثير من المسائل المتعلقة بالعموم له قواعد قد يكون انفرد بها في العموم والخصوص وفي الاطلاق والتقييد لكن آآ نظرا يعني باختصار الوقت لعلي اكتفي بما ذكرت مع الاحالة الى لقاءات سابقة متعلقة باصول مذهب احمد وانفراداته او ما اشتهر به ولا اقول انفراد في كل شيء فيما يتعلق باصول الفقه انتقل الزوية الثانية التي هي اظن انها هي صلب حديثنا هذه الليلة. وهو التعليل التفصيلي في مذهب احمد واصحابه. واؤكد مرة اخرى على معنى قولي للتفصيل او ما يسمى عند يمكن ان نتواضع عليه بانه التعليل الفقهي المراد بذلك هو التعليم لاحاد المسائل. ولكل صورة على انفرادها وعندما بينت هذا المعنى اؤكد على عدد من الامور المهمة لكي تكون مستحضرة في الذهن قبل الحديث عن التعليل الفقهي التفصيلي عند فقهاء مذهب الامام احمد يجب ان نعلم اولا انه ما من مسألة الا ولها دليل. لانه من المسلم عند الجميع انه لا يجوز اجتهاد بلا دليل اذ لكان الحديث في شرع الله عز وجل ظربا من الاوهام وظرب من التخرصات فلا يوجد اجتهاد سائغ جائز في الشرع الا بدليل. نعم قد يقوى الدليل حتى يكون نصا لا يحتمل تأويلا وقد يضعف الدليل فيحتاج الى عاضد قد تتعارض الادلة فيحتاج الى مرجح وغير ذلك من الامور متألقة بالنظر في الادلة اقول هذه الجملة لما لان بعضا من طلبة العلم لربما رأى فروعا فقهية واحدا او اكثر ولم يك عالما بدليلها ايجزم مباشرة بنفي الدليل وهذا غير صحيح. لان عدم العلم بالشيء ليس علما بالعدم عدم علمك او علمي بالدليل لا يدل على عدم الدليل لهذه المسألة ولذلك المرء دائما يتهم فهمه وهذا هو الحال في كل امورك دائما اتهم فهمك ولا تستعجل في حكم بعض الامور فان هذا يعني يدل على فقه المرء وعلى عقله. اه من الامور التي اود ان انبه لها واؤكد عليها لكي تكون حاضرة في الذهن وهو ان حيث قلنا ان لكل مسألة دليلا فان العلم بالدليل ليس لازم الوجود العلم بالدليل ليس لازم ولذلك فقد يجهل كثير من الاشخاص سواء كانوا من الفقهاء او من المتفقهة دليل مسألة بعينها ولا يعرف تعليلها وهذا جائز فانه قد تخفى بعظ الادلة ولذلك قرر اهل العلم ان الاحاديث بنصها ليس كله قد وصلنا وانما الذي اجمع اجمعت الامة عليه هو ان يصلنا مدلول الحديث والفرق بين الثنتين ما هو؟ انظر معي. الفرق بين الثنتين ان الله عز وجل ترك هذه الامة على المحجة البيضاء ليلها كنهارها فمدلول الحكم لا يمكن ان تجتمع امة محمد صلى الله عليه واله وسلم على ظلالة لكن الدليل قد يخفى وقد ذكروا ان الصحابة لم يروا كل ما سمعوا. وقد ضرب لذلك الشيخ تقي الدين مثالا فقال ان ابا بكر الصديق رضي الله عنه هو من اكثر الصحابة ملازمة للنبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يروي عنه صلى الله عليه وسلم الا احاديث قليلة. جمعها المروزي وغيره لو قارنتها بصحبة ابي هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم وابو هريرة صحب النبي صلى الله عليه وسلم اربع سنين فقط لعلمت كيف الفرق بين ما سمعه ابو بكر وما حدث به وهو جزء قريب مما سمع في مقارنة ما سمعه ابو هريرة وحدث به. هذا يدلنا على ماذا على ان ان الدليل قد يجهله بعض الناس. قد يجهله اهل عصر في بعض الازمان وبعض البلدان فقدت بعض كتب الاحاديث حديث بعض الكتب الستة التي هي امات الكتب والمراجع في الحديث لم تدخل بعض البلدان الاندلس لم يدخله بعض الكتب الستة الى القرن الخامس وهكذا فقد يخفى على بعض الناس بعض الادلة. انا اقول هذا لم؟ لان اؤكد به على ما سبق انه عدم العلم بالدليل لا لا يدل على نفيه وعدم ذكر بعض المتأخرين الدليل لا يدل على نفيه فكيف يعرف الدليل للمسألة؟ يعرف بالبحث عن الكتب التي ذكرت الادلة وسأشير لها بعد قليل. ويعرف وهذه للمتمكن الذي ارتاظ في كلام الفقهاء واعتاد على طريقتهم مع ما رزقه الله عز وجل من ذكاء النير وما رزقه الله عز وجل من رياضة نفس فيستطيع ان يستدل لبعض المسائل بناء على قواعده وهذا موجود يعني لكثير من اهل العلم ساشير لهم عندما نتكلم عن كتب تفصيلا الامر الاخير اللي ساتكلم عنه اؤكد له قبل ان اتكلم عن التعليل التفصيلي عند الحنابلة وهو اننا حيث قلنا انه ما من اجتهاد فقهي الا وله دليل الثاني ان العلم بهذا الدليل ليس بلازم اذ قد يخفى عن البعض او احيانا عن الكثير من الفقهاء او المتفقهة لكن يستثنى من مسألة مهمة وهي مسألة الغلط والخطأ فان الغلط والخطأ ليس دليلا بل هو غير مقبول والغلط والخطأ يرد من كل احد بدءا من الامام احمد فمن بعده وقد خطأ بعض اصحاب احمد احمد منهم حرب كرماني وكما قال الامام مالك كل يؤخذ من قوله ويرد الا صاحب هذا القول. فالخطأ احيانا قد يكون من القائل نفسه وقد يكون بسبب الناقل عنه. قد يكون الذي نقل وهم. فنقل المسألة على غير وجهها. وهذا يوجد يوجد في كتب الفقهاء المتأخرين ينقلون حكم مسألة في غير محلها خطأ منهم ووهما. وبينوا هذا وهناك كتب متخصصة في نقدي وتصحيح هذه الاخطاء وتسمى كتب التصحيح ويشار اليها كثيرا في الحواشي ومن يعني من كتب في ذلك وعني به ابن نصر الله في حواشيه وخاصة في حاشيته على المحرر والفروع فانه يبين بعض هذه الامور. انا قصدي من هذا ها ان البعض من اهل العلم قد يورد قولا فلا يفهم من كلامنا ان كل قول له دليل اننا لا بد ان نوجد حتى للقول الخطأ بل قد يكون اخطأ والخطأ لا يعرى منه احد ولا يسلم منه احد. كما قال احمد من يعرى من الخطأ. من يأمن من الخطأ؟ نص عليه احمد وقاله قبل قبله سفيان وغيره من اهل العلم قد يكون احيانا الخطأ ليس في الغلط نفسه وانما بسبب خفاء دليل على المجتهد فقد يخفى عليه دليل فيذهب للاستدلال بالدليل الضعيف كالاستصحاب للبراءة الاصلية مثلا ثم بعد ذلك يتمسك بالدليل الضعيف مع مع وجود دليل قوي خفي عنه وكثيرا ما يعلل بهذا الاجتهادات بعض العلماء المتأخرين بانه خفي عنه دليل هذه المسألة. وهذا ليس عيبا فان ابن ادم مسكين لا يمكن ان يحيط بعشر معشار عشر العلم. وهذا يدل على ضعف ابن ادم وعلى قصوره والا قوة له هو لا حول الا بالله عز وجل. اه بالنسبة للتعليل التفصيلي عند الحنابلة عموما ساتناوله في عدد من الجزئيات. اه سابدأ اول في قضية التعليل عند الامام احمد واكرر هنا ان التلي عند الامام احمد اعني به التعليل التفصيلي التعليل الفقهي بان يورد دليل المسألة التي اجاب فيها وتكلم عنها اي تعليل احاد المسائل ودليل كل صورة على سبيل انفرادها احمد رحمه الله تعالى وقد اقترنت الامامة باسمه حتى اصبحت علما عليه فلا يكاد يذكر اسمه الا مقرونا بالامامة فيقال الامام احمد الامام احمد رحمه الله تعالى كان معظما للدليل مجلا له وقد الف كتابا لطيفا اكثر النقل عنه القاضي ابو يعلى وهو كتاب طاعة الرسول في هذا الكتاب من النقولات الموجودة من هذا الكتاب يبين احمد ان تعظيم النص مقدم على كل شيء وان التمسك بالنصوص الشرعية مقدمة فاحمد كان معظما للنص وفي نفس الوقت كان يعمل المعاني فمع تعظيمه النص يعمل المعاني والفرق بين من لا يعمل المعاني وهم الظاهرية وبين فقهاء الحديث الذين يعظمون النص ويقدمونه ويعملون المعاني انه اذا فقد الدلالة النص فانه يرجع للقياس بينما اولئك اذا فقدوا دلالة النص تمسكوا بالبراءة الاصلية وهو دليل الاستصحاب وهنا يأتي الفرق الكبير بين المدرستين ولا شك ان التمسك بالاستصحاب هو اضعف الادلة كما قال اهل العلم اضعف الادلة المعتبرة الاستصحاب فاحمد مع علمه بالاثر وصحيحه وضعيفه فانه كان يعمل الادلة الاخرى ولذلك قل ما او كثير لا اقول انما اقول كثير من المسائل المنقولة عن احمد يورد حكمها مع دليلها او مع تعليمها او نحو ذلك من المسائل المتعلقة به ايراد احمد لهذه المسائل اخذ منه مسائل كثيرة جدا. منها ما ذكرته قبل وهو قوية الاصول الكلية الاجمالية لاحمد. وهي الاصول مذهب الحنابلة. فقد ذكرت لكم انه كثيرا ما استنبطت القواعد الاصولية من تعليلات احمد. نعم بعضها صريح النص على القاعدة هاي من كلام احمد وبعضها لا. اخذ من تعليلاته وقد اثنى اهل العلم على اصول احمد ومن اوائل من اثنى عليه وليس الاول هو ابو العباس بن سريج الشافعي رحمه الله تعالى صاحب الفقه فانه ذكر ان اصح الاصول هي اصول احمد وهذا يدلنا على ان تعليل احمد استفدنا منه التقعيد الكلي آآ قرن احمد الادلة عند ايراده للاحكام اخذ منه فقهاء الحنابلة ايضا قواعد في فهمها غير القواعد المتعلقة بالاصول وقد اوردوا نحوا من اه بالاكثر من عشر قواعد تقريبا خمسة عشر قاعدة وقد الباحث يستطيع ان يستنبط اكثر من هذه القواعد اشير لبعض القواعد التي يعني اخذوها من التعامل مع تعليلات احمد واتلذذيلاته للمسائل فعلى سبيل المثال قالوا احمد اذا احتج بالحديث على حكم فهل يكون احتجاجه تصحيحا لذلك الحديث ام لا كثيرا ما يحتج احمد بادلة ويسكت عن الحكم عليها. فهل نقول ان احتجاجه تصحيح فنقول صححه احمد بناء على انه احتج به فيها وجهان في مذهب احمد اي قولان لاصحابه. فمنهم من قال ان كل ما احتج به احمد وبنى عليه حكما فانه يكون صحيحا عنده. وهذا المسلك صرح به الشيخ تقي الدين في بعض كتبه. والمسلك الثاني قالوا لا انه لا يلزم من الاحتجاج التصحيح فان احمد يصح عنده الاحتجاج بالحديث الضعيف وقد قرر الشيخ تقي الدين ان هذا قد يكون خلافا ظعيفا خلافا عفوا لفظيا. ومعنى كونه خلافا لفظيا قال انه من قال انه يجوز الاحتجاج بالحديث الظعيف فمراد الضعيف ما يقابل الحسن لا مطلق الضعيف وعلى العموم فمنهج احمد واظح فليس كل حديث يحتج به على الاطلاق هذه قاعدة فيما يتعلق بالتعامل مع تعليلات احمد من القواعد كذلك اذا نقل احمد حديثا او اثرا وسكت عنه من غير احتجاج به على حكم وانما نقلها فقط من باب الرواية سواء في كتبه او نقله عنه تلامذته فهل يكون نقل احمد لهذا الحديث او الاثر تصحيح له ام لا هذا النقل هو الذي يعبر عنها الفقهاء دائما يقول ذكره احمد ذكره احمد اي ذكر الحديث. فقولهم ذكره يعني اشارة للخلاف الذي ذكرته قبل قليل وهو ان ذكر احمد للحديث او للاثر عن الصحابة من غير اعلان له هل يكون تصحيحا ام لا؟ من اهل العلم من يرى ان مجرد ذكر احمد للحديث تصحيح وممن ذهب لهذا المسلك حافظ المغرب ابو عمر ابن عبد البر رحمه الله تعالى فقد نص على ذلك ان ما ذكره احمد وسكت عنه فانه يكون تصحيحا له وقال به بعض اصحاب احمد وهو وجه في مذهب احمد ومنهم من قال انه لا يلزم ذلك كما تعلمون حتى بالغ ابو الفرج ابن الجوزي فاورد في مسند الامام احمد احاديث ونسبها للوضع فانبرى الحافظ ابو الفضل ابن حجر في كتابه القول المسدد في الذب عن مسند الامام احمد وبين انه لا يوجد في مسند الامام احمد حديث موضوع وعلى العموم هذه المسألة فيها وجهان من القواعد ايضا وانا ساكتفي بهذه الثالثة للوقت لاني يبدو اني تأخرت كثيرا وهو آآ ان ما نقله احمد من الاحاديث من غير بيان رأيه فيها هل يكون نقله لهذا الحديث؟ رأيا فقهيا ام لا وهذا سبب عناية اصحاب احمد بالمسند فان بعضا من اصحاب احمد بل من كبار اصحابه ومتقدميهم كابنيه عبد الله صالح وكابي بكر المروذي وهو من اكبر اصحاب احمد ان كل ما نقله احمد من الاحاديث او من الاثار فانه يكون مذهبا له وقد نقل ابن حمدان وتبعه الشيخ المرداوي نقلوا وجهين في المسألة هل ما نقله احمد من الحديث والاثار من غير اعلان يكون مذهبا له ام لا وذكر وجهين في المسألة وقلت لكم ان ممن ذهب لكونها مذهبا له ابناه. هذه ثلاث مسائل والحقيقة المسائل اكثر من ذلك بكثير جدا وقلت لكم انها تزيد عن عشر ولو اراد الباحث ان يبحث لتجاوز ذلك بكثير. فيما بقي من الوقت لعلي اوجز مع ان باقي من الامور المهمة. اتكلم عن بعض المسائل المتعلقة التعليل عند اصحاب الامام احمد والتعليل عند اصحاب الامام احمد ما كان منه في كتب في في دروس العلم وفي مجالس المناظرة هذا لا يمكن بيانه لانه فقد الا شيئا قليلا نقله لنا ابن عقيل في كتابه الفنون وفيما نقل ولا ندري عن هذا الكتاب وهو كتاب بالمناظرات لابن عقيل فقد قيل ان كتاب المناظرات هو حكاية لبعض المناظرات الفقهية التي كانت في عصره وكان عصره يعني زمنا فقهيا في المناظرات والمجادلات ولذلك عندما نتكلم عن التعريف عن عند اصحاب الامام احمد فاننا نتكلم عن ما وصلنا والذي وصلنا انما هي الكتب وغير ذلك ما يكون في حلق العلم فلا شك ان شيئا كثيرا يعني يتكلم به وان علما عظيما آآ اظهره الله عز وجل على السنتهم ولكنها يعني ممن درس ولم يدون وما دون وصلنا بعضه وربما كان كثير منه لم يصلنا. لكني سأتكلم عن التعرير عند اصحاب احمد باعتبار اذا الكتب الموجودة التي بين ايدينا. وربما اشير في نقول نقلت عن بعض الكتب المفقودة آآ ارى من المناسب اننا عندما نتكلم عن التعليل عند الحنابلة بعد الامام احمد آآ ان نقسم هذا التعاليم لمراحل فان هذه المراحل ان تختلف ففي بعض المراحل يقوى التعليم. وفي بعض المراحل يضعف وسبب القوة والضعف انما هو بسبب اختلاف الزمان والمكان اما اختلاف المكان فقد قرروا ان هناك اختلافا بين طريقة الخرسانيين والعراقيين. فان الخرسانيين كانوا اصحاب طرد بينما العراقيون كانوا اصحاب تأثير قالوا الشيخ تقي الدين وكان القاضي في اول امره على طريقة الخرسانيين ثم في اخر كتبه كان على الطريقة العراقيين فاختلاف البيئة التي هي محل التعلم والتصنيف مؤثرة في طريقة التعليم. وهذه مسألة يعني تحتاج الى الى يعني يعني دراسة اعمق الدراسات لم تتكلم عن قضية الاستدلال في البلدان. جاءت اكثر من دراسة تناولت يعني المدرسة الحنبلية في بعض المناطق والبلدان ولكن لم تتكلم عن قضية التدليل عندهم وتعطي هذا الموضوع حقه اه دعونا نتكلم عن قضية المراحل التي مر بها التعليل في مذهب الحنابلة وساشير لاعيان هذه المدارس ومن تأثر بهم بعد ذلك اه لنقل تقريبا وانا اعبر بانها على سبيل التقريب وليس على سبيل التدقيق فقد يستطيع الباحث ان يعني يزيد. وانما يعني هذا يعني تواضع في ذهني. يعني من باب ما وضعته انا في الذهن وقد يزيد فيه وينقص اه اول مرحلة ربما وصلتنا الكتب وهي من اوائل الكتابات التي وصلتنا وفيها تعليل هي كتابات ابي بكر عبد العزيز بن جعفر غلام خلال وكتب ابي بكر عبد العزيز تعتبر من اصول مذهب الامام احمد المتقدمة ولا شك. ويكفي ان النقل عنه الى العصور المتأخرة وهم ينقلون عنها. وهو من عمد هذا المذهب ولا شك وخاصة انه التلمذة على ابي بكر الخلال صاحب الجامع الذي جمع كلام احمد. كتب ابي بكر الخلال ابي بكر ابن عبد العزيز بن جعفر وصلنا بعض كتبه مثل قطعة من الشافي باختصار له ويسمى زاد المسار يتبين لنا من طريقته وهي طريقة قريبة من طريقة شيخه ابي بكر الخلال وهو امران الامر الاول التوسع في جمع نصوص احمد ويبدو ان تلك المرحلة كان من اغراضها الاساسية جمع المتفرق من كلام احمد واما من حيث التعليل فقد كانت عنايته بالادلة النقلية هي الاظهر. سواء بذكر الدليل مجردا عن وجه الاستدلال او ذكر وجه الاستدلال احيانا ويكتفي بالاول بناء على ما استقر في ذهني طلاب العلم من بيان وجوه الاستدلال. ولان العلم لا يؤخذ دائما من الكتب بل لابد من مجالسة اهل العلم فبمجرد معرفته الحديث يعرف وجه دلالته بمجالسته اهل العلم والكتب التي وصلتنا وانا احكم عما وصلنا ولا احكم على مطلق كتبه لان العلم باعتبار ما علمنا فقط هذه الكتب التي وصلتنا الحقيقة ان التعليلات بالمعاني ليست كثيرة وانما التعليلات النقلية من الحديث واقوال الصحابة واحيانا التابعين واضحة وبينة. مع تحرير اقوال احمد والجمع بينها واطلاق وتقييد المطلق ونحو ذلك وهذا يدل على ان هذا المذهب قام في الاصل على النقل هناك مرحلة ثانية من مراحل المذهب التي ظهر فيها التعليم وتعتبر هذه المرحلة مرحلة قفزة قفز فيها المذهب قفزة كبيرة جدا. وتطور تطورا كبيرا حتى ان كثيرا من المؤرخين يجعل هذه المرحلة بداية لمرحلة جديدة للمذهب بل يقول هي قوة المذهب. هذه المرحلة هي المرحلة التي وجدت فيها كتابات القاضي ابي يعلى وتلامذته بعده ولاحظ هنا انني عبرت بكتابات القاضي لاني لا اتكلم الا عن الكتب الموجودة ولا اتكلم عما حدث في ذلك الوقت من دروس ومناظرات وغير ذلك من الامور التي يعني اه لم يبقى او لم يصلنا منها شيء اذا كتابات القاضي ام يعلى وكتابات تلاميذه الكبار كابي الخطاب وابي الحسن ابن البنا وابي عبدالله البنا ابن البنا والقاضي ابي الحسين ابن ابي يعلى وابي الوفا بن عقيم وابي الفرج الشيرازي وكل هؤلاء كتبهم وجدت او وجد بعضها فعلى سبيل المثال القاضي كتابه العظيم قد اشير له بعد قليل وهو التعليقة وهذا من اهم كتب المذهب وكتابه الاخر الروايتين والوجهين اي كتاب الروايتين والوجهين هذان كتابان من اهم الكتب التي وصلتنا في الفقه وفيها التدليل واضح وبين. ابو الخطاب وصلنا من كتبه التي فيها التدليل كتابه العظيم وان لم وصلنا منه الا يعني قطعة فقط وهو كتاب الانتصار وهو كتاب عظيم جدا حقيقة. ابن البنا كذلك وصلنا شرحه للخرق وفيه من التعليل وخاصة في المعاني يعني الشيء المفيد القاضي ابو الحسين في كتابه التمام خصوصا كان يريد الخلافة ويريد الادلة ابن عقيل وخاصة في كتاب الفصول او يسمى كفاية المفتي وكان بعضهم يسميها تعليقة ابن عقيم كتاب عظيم جدا كذلك وفيه من حسن الاستدلال وتوجيه الادلة والاعتراض البين كذلك ابو الفرج الشيرازي يعني وجدت قطعة من كتاب الايضاح له وهو كتاب ايضا يذكر القولين ويذكر ادلة القولين مع توجيه الادلة والرد على من آآ او توجيه نعم الرد على او الاعتراض على قول المخالف. هذه الكتب عموما في تلك المرحلة اتسمت بعدد من الامور. من هذه الامور ان تلك كتب لنسميها اختصارا التعليقات. انا اسميها هكذا التعليقات وقد وجدت هذا التسمية عند بعض الفقهاء من باب تغليب اسم كتاب معين هذه الكتب اه الحقيقة ان فيها يعني سمات منها اه ان في هذه الكتب وجود ما يسمى بتخريج الفروع بمعنى تخريج الخلاف وتوليد الخلاف ففيها توليد الخلاف اشهر من كان يولد الخلاف القاضي ابو يعلى ولا شك القاضب يعلى له توليد في خلاف مذهب احمد. صفة واضحة جدا. ولعله يكون هناك لقاء فيما يتعلق بتوريد الخلاف و تخريجه هذا التوليد الخلاف او الحكم في المسائل تارة يكون تخريجا على فروع متقدمة لاحمد وتجارة ان يكون تخريجا على اصوله. وفي كلا الحالتين هو محتاج الى تعليم من سمات هذه الكتب كذلك حشد الادلة بحيث ان المؤلف هذه الكتب تلحظ انه يستدل المسألة الواحدة باكثر من دليل كذلك نسمات هذه الكتب مناقشة الاعتراوات التي وردت على ادلة المذهب وهذه مسألة مهمة ليس مجرد ارادة دليل بل ايراد الاعتراض مع رده ايضا من سمات هذه الكتب في تلك المرحلة ايراد اقوال المذاهب الاخرى سواء وافقت رواية اخرى مذهب احمد او لا. والرد على تلك الاقوال. هذه الامور كلها تجعل هذا الكتاب مستغنى به عن غيره. ولذلك تجد في هذه الكتب وخاصة الاصل فيها والعمدة وهو كتاب التعليق او التعليقة او الخلاف الكبير كلها اسماء لكتاب القاظي بيعلى تجده عمدة الكتب ولذلك يصدق ان نقول ان كتاب التعليق للقاضي ابي يعلى هو كتاب المذهب كتاب المذهب قد تستغني به عن كثير من الكتب ويكفيه بيان اهمية هذا الكتاب ان الشيخ تقي الدين في اخر حياته لما حبس ارسل يطلب من الكتب كتابة تعليقة او جزء من كتاب التعليقة وهذا يدلك على معرفة الائمة لهذا الكتاب هذي المرحلة حقيقة تحتاج يعني يعني بسط. لان من اهم المراحل في الاستدلال بل قد اقول ان ما بعدها بنسبة كبيرة بني على هذه المرحلة ولكن يعني الان اوشكت الوقت ان ينتهي لكن يعني لعله يكون لها حديث عن هذه المرحلة على سبيل الخصوص. اه بعد هذه المرحلة جاءت مرحلة اخرى بعدها بفترة من الزمان و تغير فيها التدليل والتعليم وهذه المرحلة هي مؤلفات ابي محمد عبد الله بن احمد بن قدامة. المتوفى سنة عشرين وستمائة. فان ابن قدامة رحمه الله تعالى قال الناس من كتب تلك المرحلة الى كتبه. حتى انشغل الناس بكتبه وربما نسوا الكتب التي قبله وقد الف ابن قدامة عدا من كتب ربما خمسة في الفقه او تزيد يهمنا منها في باب التعليل كتابان. المغني والكافي المغني في ادلة المذهب وادلة غيره من المذاهب الاخرى والكافي في ذكر ادلة روايات المذهب. اشهر الروايتين في الغالب يذكر ادلتها. وقد تميز ابن قدامة بامور منها انه استفاد من كتب المذهب السابقة له واضح انه استفاد من كتبهم ونقل من هذه الكتب المذهب السابقة فجمعها في كتابه كما ان ابن قدامة الموفق استفاد كذلك من كتب المذاهب الاخرى وهذا واظح وخاصة في كتب بعظ الشافعية بالخصوص كان نقل الموفق بن قدامة نقل عالم وليس مجرد نقل مجرد بل انه نقل عالم بالفقه والاصول ولا ينقل من الادلة الا ما كان على اصول احمد من جانب او يحوره بما يناسب مذهب احمد من من من سمات كتب الموفق ايضا انه كان يتوسع بالاستدلال يعني توسعا كبيرا جدا ويكفي ان تنظر في المغني الذي اغنى عن كل كتاب بعد الموفق ابن قدامة شغل الناس بكتبه حقيقة وقد لا ابالغ اذا قلت ان ما بعد الموفق وانا اتكلم عن الكتب الموجودة واكرر هذا الكلام ابتلاء في كل شيء. صار هناك ركود في التعليل نوعا ما وهذا الركود ربما اكتفاء بما ذكره الموفق. يظهر ذلك في عدد من الكتابات التي جاءت بعد الموفق فانهم يقتصرون في التدليل على عبارات الموفق بنفسها من اشهر ما كتب في التعليل بعد الموفق اولا كتاب تلميذه البهاء المقدسي او كتاب تلميذه البهاء المقدسي شرح المقنع وشرح العمدة. هو في الاصل ادلة للتعليم لكن اذا قرأت هذا الكتاب تجد انه لا يكاد يخرج عن المغني والكافي من الكتب ايضا التي عنيت بالادلة الشرح الكبير لابن ابي عمر وابن ابي عمر شرح المقنع واغلب شرحه وليس كل شرحه مأخوذ من المغني. حتى قيل شرح كتابه بكتابه نعم هناك اربعة فروق ذكرتها في اكثر من درس ما الفرق بين الشرح الكبير والموني؟ من من الذين عملوا بالتدليل واثر ابن قدامة عليه واضح ابن المن جاء صاحب الممتع بالشرح المقنع فانه عني بالادلة عناية واضحة وبينة ولكن تأثره بكتب الموفق ابن قدامة واضحة واضحة جدا جدا جدا نعم له يعني ليس ليس ناقلا مجرد ناسخ وانما هو من اهل العلم المحققين ولذلك تجد له يعني تحذيرات وتدقيقات لكن في الغالب في الغالب لنقول لم يكد يخرج عن كتب الموفق بعد هذه المرحلة لنقل المرحلة الرابعة من اصحاب احمد التدليل لنسمي هذه المرحلة يعني مرحلة انصح التعبير الاحياء والبعث وهو الرجوع في الادلة والتقعيد ايضا فيرجع في التقعيد لاصول الامام احمد مباشرة والاصول المكتوبة لا يكتفون بنقلها بل يمحصون الاصول ويدققون فيها يستفيدون منها بفائدة كبيرة. فالحقيقة ان هذه المرحلة مرحلة مهمة جدا في مذهب احمد هذه المرحلة حامل لوائها وامام وجدتها هو الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى فالشيخ تقي الدين عليه رحمة الله اظهر مسلكا في التعليل والتدليل في كتبه لم يكن موجودا في من قبله لانه لا يكتفي بمجرد نقد بل بالتمحيص في معنى الدليل بل في التعليل الاجمالي الذي هو الاصولي وهذه ميزة ولذلك اثنى الاكابر على الشيخ تقييدين وعلى مسلكه في الاستدلال وممن اثنى عليه من توفي قبله كالحارثي وكالطوفي وغيره هذه المدرسة رأسها كما ذكرت هو الشيخ تقي الدين وعلى طريقته ومسلكه جماعة وان كانوا يتفاوتون في قضية التعليل والتدليل بحسب معايير مختلفة. اشهر هؤلاء الجماعة ربما اربعة ابن القيم وابن رجب وابن مفلح وابن قاضي الجبل. ربما لم اكن رتبتهم على وفياتهم لان اخرهم وفاة هو ابن رجب. هو تلميذ لهؤلاء وتلميذ الابن القيم ولكن ربما قدمته لي لفضله وكثرة المؤلفات. هؤلاء الاربعة تأثرهم في الاستدلال بالطريقة التي اوردها شيخهم وشيخ شيخهم الشيخ تقي الدين واضحة لا في الاستدلال في الاصول فيما كتبوه في الاصول ولا في استدلالهم في الفروع الفقهية فيما وجد من كتب هؤلاء. وانبنى على استدلال قضية ما ذكرت فائدة فائدة معرفة الدليل الترجيح فاذا عرفت الدليل الذي بني عليه المذهب استطعت ان ترجح بين الروايات المختلفة. وهذا من اكبر الغايات واهمها آآ الحقيقة ان هناك شخصيات قبل ان انتقل المرحلة الاخيرة واختم بها حديثي ان هناك شخصيات يعني عنيت بالتعليم وتميزت فيه وهذه الشخصيات العلمية تعتبر مؤلفاتها متميزة جدا يعني اه لكن من الظلم ان نقول انها مندرجة في احد هذه المدارس السابقة وان تستطيع ان تدخلها فالامر سهل هي مجرد تقسيم وتنويع لا حسب وبحسبه من هذه الشخصيات المهمة الشيخ مسعود الحارثي عليه رحمة الله. وهذا رجل امام في الحديث وامام في الفقه وامام في القضاء عليه رحمة الله. وقد كان رئيس قضاة في مصر قد توفي في حياة الشيخ تقي الدين سنة سبع مئة واحدعش الشيخ مسعود اضافة لثبته المطبوع له رسالة مطبوعة او عفوا له شرح او قطعة من شرحه على المقنع. وهذا الشرح شرح قيم ولكن بين اهل العلم انه يغلب عليه الاستدلال النقلي حتى قيل او ذكر بعض المترجمين له ان معرفته بالحديث قد تفوق معرفته الفقه فقد عني بذكر الاحاديث والحديث عن عللها وعن الفاظها وعن بعض الاحكام الحديثية المتعلقة بها لكن مع معرفة الاحاديث وتعاليلها فالحقيقة ان الشيخ مسعودا رحمه الله تعالى له قواعد ضابط كلية تميز بها في هذا الكتاب ونقل جلها صاحب الانصاف من من الشخصيات المهمة في تلك المرحلة وهو القطيعي فان له كتابا مطبوعا وهو شرح محرر والمحرر لابي البركات المجد. هذا شرح محرر الحقيقة انه يعني ملئ بالادلة والتعليم ولكن اه كما بين ابن رجب ان القطيعي تتبع في بعض ادلته وبعض اقواله وممن تتبعه بنصر الله في كتاب له وحاشية على المحرر وقد عني بتتبع بعض ما وقع فيه وبعض الادلة كان القطيع يجتهد في اثباتها والقطيع يمكن ان تنسبه لطريقة الشيخ تقي الدين فقد ذكر في اول شرحه للمحرر ان هذا مذهب كان حامل ان هذا المذهب يعني مذهب احمد حمل لواءه في عصره وانتفع هو به ذكر الشيخ تقي الدين فانتفاعه بالشيخ فقيه الدين واضح ولكن له اجتهاداته وطريقته ويمكن ان ندخله ايضا في يعني مدرسة الشيخ تقيدي كذلك من من الشخصيات العلمية التي عنيت بالتأليف ايضا ندخلها في تلك المرحلة التي حمل لواءها الشيخ تقي الدين وهو الشيخ شمس الدين الزركشي في كتابه العظيم آآ الشرح الخرقي وقد طبع كاملا اكثر من طبعة والزركشي توفي سنة اثنين وسبعين وسبعمائة. وكتابه الحقيقة عظيم جدا يتميز من فوائده انه يعني بالاستدلال بالقواعد الاصولية فقهية وهذه ميزة يعني واضحة وجلية فيه ولذلك فان في بعض الجامعات السعودية استخرجوا القواعد الاصولية والقواعد الفقهية من هذا الكتاب واظنه في جامعة ام القرى وحق لهذا الكتاب ان تستخرج القواعد منه اه كان بودي ان اتكلم عن هذه الكتب لكن يعني معذرة اطلت عليكم كثيرا لكن لعلي يعني اه اذكر المرحلة الاخيرة ان بعد هؤلاء يعني الحقيقة اصبح التعليل ضعيفا جدا من حيث التجديد وانما بعد هؤلاء في الغالب انما هم يقتصرون على النقل في التعليم ويندر جدا ان يوردوا تعليلا جديدا واصولا مبنية. وانا اقول عندما اقول تعليلا جديدا اؤكد على ما ذكرته اولا ان توليد الادلة جائز حكى الاتفاق عليه نعم هناك خلاف في بعض الاصوليين ونسب لابن حزم لكن عامة الاصوليين انه يجوز توريد الادلة والاجتهاد فيها والحقيقة ان هؤلاء لهم عذر فانه ليس كل دليل يصلح ان يكون على اصل المذهب ولان براءة الذمة الا ينسب المرء لمذهب شيئا ليس فيه ولذلك كان الذين يعنون بالتعريف في كل المذاهب في الحقيقة قلة ليسوا كثرة. انا اعني بالذين يعللون ابتداء وينتصبون للتعليم. ولذلك اصحاب الوجوه هم الذين يعرفون التعريب واما الباقون فانهم نقلة للحكم مع تعديلة من اجل المتأخرين الذين عنوا بنقل الادلة. شف انا اعبر بنقل الادلة آآ البرهان ابن مفلح صاحب المبدع وكتابه مليء بالتعاريل والبرهان مات قبل المرداوي بسنة مات سنة اربعة وثمانين واربعمئة. من الكتب التي آآ عنيت ايضا بالتعليم او نقل التعليل اه اه فتح فتح العزيز لابن البهاء البغدادي شرح الوجيز المتوفى سنة تسع مئة. ايضا عني بالتعليل. واغلب اغلب يأخذها من المغني او من غيره ممن عني ايضا بالتعليل والادلة اه البهوتي وخاصة في كتابه كشاف القناع فقد عني به عناية كبيرة. هذا عرظ تاريخي لما يتعلق بالتعليم عند الحنابلة. اه حقيقة هناك موظوع مهم ويستحق يعني الافراد فيما يتعلق بطريقة الحنابلة في التعليل يعني واظن الوقت انتهى بل جاوزت الوقت باكثر من عشر دقائق لكن اه يعني لعله يكتفى من القلادة بما احاط بالعنق لعلي اذكر يعني بعضا من الاشياء التي في الذهن اذكرها بسرعة هكذا سردا فتكون اه يعني مواضيعها او رؤوس مواضيع يمكن ان يستدل بها على مضمونها اه موضوع طريق طرق التعليل في تعليل الحنابلة كيف يعللون؟ وكيف نجد التعليل في كتبهم؟ الحقيقة موضوع كبير جدا وكان المفروض اني اجعله يعني منفصلا في الحديث عما سبق. لان سبق اقرب ما يكون للسد التاريخي والجانب الاصولي والتقعيد لمسألة التعليم. لكن اذكر بعض ومن الامور اه من من طريقة الحنابلة انهم معنيون جدا بالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة وهذه العناية بالنصوص الشرعية واضحة وجلية جدا جدا في مؤلفاتهم وخاصة المعنية بالتدليل. ولكن نكتفي هنا في قضية ان الدليل كيف يمكن معرفة وجه الاستدلال منه؟ اشير بعض الكتب التي عنيت بذلك الادلة من الكتاب هناك كتب افردت لبيان وجه الاستدلال منه. من اهم الكتب كتابان احدهما مفقود والثاني موجود فاما المفقود فهو كتاب احكام القرآن للقاضي ابي يعلى. وجدت منه مقولات لكن الاصل فيه انه مفرود فهذا الكتاب لو وجد الغرض الاساس منه بيان وجه استنباط الاحكام من النصوص من كتاب الله عز وجل. من الكتب القيمة في الحقيقة وهي مغفول عنها. وهو كتاب تفسير الصنعني فان الرصعني تلميذ الموفق بن قدامة ويذكر في احايين كثيرة وجه استنباط الاحكام الفقهية من النصوص الشرعية من الكتاب وقد طبع تفسير الصنعني بتحقيق الشيخ عبدالملك بن دهيش اظن في سبع مجلدات ظخمة وهذا من حسناته وحسناته كثيرة رحمه الله وسائر العلماء والمشايخ ولكن طبعا الرصع ان يعتمد كثيرا على شيخه الموفق لكن على العموم هي هي محاولة جيدة وخاصة في جوانب اللغة. اه اما بالنسبة للاحاديث فانه يعرف وجه الاستدلال منها من كتب الفقه الذي ذكرنا اسمائها قبل وهناك كتب مفردة لبيان وجه الاستدلال عند الحنابلة على سبيل الخصوص من اهم هذه الكتب في ظني كتابان شرح البخاري لابن رجب ولو تم لكان اية وهناك كتاب عظيم جدا ومهم وهو شرح ابن القيم لتهريب السنن. وهذا الكتاب على الحقيقة يعتبر من اهم الكتب التي عنيت وجه الاستدلال من الاحاديث طبعا هناك شروحات عند الحنابلة كثيرة جدا لكن ربما يعني عنايتها بالفقد تكون اقل من ربما يعني التي يوجد فيها بعض الفقه وان كان ليس كثيرا. كتاب الافصاح لابن هبيرة وكتاب مشكل الصحيحين لتلميذها بالفرج بن جوزي. وايضا غيرها يوجد يعني هنا وهناك بعض المسائل المتعلقة بالشروحات اه في الحنابلة تميز بامره وجمع الاحاديث من غير وجه استدلال جاء جمع جماعة من الحنابلة وعنوا بذكر احاديث الاحكام وهذه الحقيقة سمة واضحة عند الحنابلة بل يعني قد يكون هم اظهر المذاهب وهذا من عنايتهم بالاحاديث ابن الجوزي في كتاب التحقيق والمجد ابن تيمية في كتاب الملتقى وابن عبد الهادي في كتابه المحرر وابن المجلس المقرر والجمال مرداوي في كفاية المستقنع لاحدث مقنع يريدون الاحاديث التي عليها العمل والاعتماد في مذهب احمد وان كانوا لا يوجدون وجه الاستدلال بناء على ذكاء طالب العلم ولكي لا يستغني بهذه الكتب عن الكتب المطولة وعن حلق العلم من اه طرق الحنابلة في التعليم معرفة الاثار والعناية بها وهذا واضح واغلب الكتب التي يرجعون اليها في معرفة الاثار في الحقيقة كتابان اولها كتاب الاثرم السنن وهذا الكتاب اغلبه مفقود الا قطعة يسيرة موجودة في اه من الطهارة طبعت وما عدا ذلك فقد فقد. الكتاب الثاني وهو كتاب سنن سعيد بن منصور وكثيرا ما يحيلون اليه وينقلون عنه الاثار وسعيد اه يصنفه بعضهم من اصحاب احمد لانه يبني تبويبه على مذهب احمد وذلك فان العناية بالاثار ونقلها مهم وقد يوجد عند بعض المتأخرين الذين اسندوا كالبيهقي يراد بعض الاثار لا جميع الاثار المتعلقة التي يستدل بها الحنابلة اه من من طرقهم في التعليل والاستدلال استدلالهم بالاخي سواء كان لابد ان يتوسع في هذا لكن ضاق الوقت ويتوسعون في قياس العلة متى يكون مقياس الشبه؟ متى يكون عندهم؟ وكذلك المناط المناطات التي تبنى عليها الاحكام. من اصول الحنابلة في وطرقهم في التعليل التعليل بالحكمة ولهم في الحكمة مسلك خاص. والحقيقة اني لا اريد الحديث عنه الان لانني متأكد انني لن افيه حقه بانتهاء الوقت وضيقه. فلعل الله عز وجل ان ييسر يعني لقاء كاملا فيما يتعلق بالتعريف بالحكمة لان التعليم بالحكمة له يعني مسلكه الخاص ومدرسته آآ يعني المتميزة سواء عند اصحاب احمد او عند الفقهاء عموما ولكن لاصحاب احمد مسلك خاص في يتبين. يعني هذا على سبيل الاجمال اه ما يتعلق بمنهج التعليم وطريقة التعليل عند الحنابلة. تكلمنا عن اه التعليم المراد به وفائدة معرفته وانها اصل من الاصول الفقه. تكلمنا ايضا عن ان التعليل نوعان تعليل لاجمالي وهو الاصول وتعليل تفصيلي وهو التعليم الفقهي الذي يورد عند كل مسألة تكلمنا عن التعريف الاجمالي اجمالا كذلك عند احمد واصحابه وان لهم انفرادات اصولية مبنية في الاصل على تعظيم الاثر والنقل. التعليم الفقهي الموجود لاحاد المسائل تكلمنا عنه بما يتعلق بالنظرة له الشمولية وما يتعلق بالمراحل في التدوين الذي وصلنا في التعليل والكتب المعللة. ثم تكلمنا كذلك عن الفرق بين الناقل والمعلل بنفسه. وتكلمنا كذلك عن وهو الذي اوجزنا فيه للاسف واقولها للاسف لانها مهمة عن طريقة التعليم عند الحنابلة عموما سواء في النصوص او في الاثار او في سهم او في الحكمة وبقي ايضا ما يتعلق بالتعليل في الادلة الاستئناسية. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح. وان يتولانا بهداه وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات. واسأله جل وعلا ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه. وان يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتناب واسأله جل وعلا ان يدلنا لصالح الاعمال والاخلاق وان يصرف عنا سيئ الاعمال والاخلاق. واسأله سبحانه وتعالى ان يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل سوء وفتنة. وصلى الله وبارك على نبينا ورسولنا وامامنا وقدوتنا محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين والله اعلم. جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء وجعلنا الله واياكم ممن يستمعون اولى فيتبعون احسنه. وتقبلوا تحيات اخوانكم في تسجيلات الراية الاسلامية بالرياض هاتف رقم اربعة تسعة واحد واحد تسعة ثمانية خمسة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته