فانه اذا لم يعرف واقع الناس فلن يتمكن من تنزيل النصوص الشرعية على ذلك الواقع وقد وجد من الائمة رحمهم الله من انواع الاجتهاد في هذا الباب ما لم يوجد بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب انزلناه اليك ترك ليدبروا اياته ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب التفسير. التفسير الفقهي. التفسير الفقهي. تقدمه لكم اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية. التفسير الفقهي. التفسير الفقهي. من اعداد وتقديم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشريف تنفيذ عزام بن حسن الحميدي الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد ففي لقاء سابق ابتكرت بعضا من شروط المفسر الفقهي لكتاب الله عز وجل وواصل الحديث في ذلك فاقول بان مفسر القرآن تفسيرا فقهيا لابد ان يكون عارفا بقواعد الفهم والاستنباط التي تكون جزءا من علم الاصول كما قال الامام الشافعي لا يقيس الا من جمع الالة التي له القياس بها كذلك لابد ان يكون الانسان عارفا بالقواعد الاصولية التي يفسر بها كتاب الله عز وجل فمن لم يعرفها لا حق له في تفسير الايات القرآنية تفسيرا فقهيا ولابد ان يكون عارفا بمقاصد التشريع العامة وان يكون خبيرا بما يصلح الناس وما يعيدهم الى الله جل وعلا لان فهم النصوص وتطبيقها على الوقائع متوقف على معرفة هذه المقاصد وقد تحدث وقائع جديدة يحتاج فيها الى معرفة دلالة النص القرآني عنها وقد يجتهد الانسان اجتهادا مغايرا لمقاصد الشرع وكذلك لا بد ان يكون الناظر في تفسير القرآن تفسيرا فقهيا عارفا باحوال عصره ليكون كلامه في تطبيق الايات القرآنية على وقائع الناس كلاما مطابقا في غيره من الابواب ولابد ان يكون هذا المفسر عارفا بمناهج المفسرين في التفسير الفقهي عارفا بما يصلح الفرد وما يصلح للجماعة وما يجلب المصالح وما يدرأ المفاسد ومن ثم يراعي ذلك عند تفسيره للايات القرآنية تفسيرا فقهيا وهكذا لا بد ان يعرف كلام علماء الشريعة الاوائل من الفقهاء والمفسرين الذي فسروا به الايات القرآنية فمن لم يعرف كلام الاوائل في تفسير الايات القرآنية تفسيرا فقهيا فلا يصح له ان يدخل في هذا الباب ومن الاثار المترتبة على وجود الاختلاف بين المفسرين في التفسير الفقهي اننا وجدنا ثروة عظيمة ورصيدا هائلا في الفقه الاسلامي ولذلك ظهر ائمة اعلام في تفسير القرآن تفسيرا فقهيا سواء في تأليفه او في تحقيقات او في اقوال عظيمة والناظر في اولئك العلماء الاجلاء على امتداد التاريخ الاسلامي الذين عنوا بتفسير القرآن تفسيرا فقهيا يجب انهم ائمة جهابذة قد ساقوا الامة الى امور جيدة تعود عليهم بالنفع وتعيدهم الى تحكيم الكتاب والسنة ومن اثار الاختلاف بين المفسرين في التفسير الفقهي انه خرج لنا نتاج علمي مميز في تفسير الايات القرآنية تفسيرا فقهيا وظهر لنا العديد من المؤلفات في هذا الباب والتفسير الفقهي للقرآن ليس مقتصرا على كتب التفسير المعروفة بل هناك كتب في فنون اخرى تناولت ايات قرآنية بالتفسير الفقهي كمثلا في علوم القرآن هناك كتب عديدة فيها تفسير فقهي للايات القرآنية فكتاب البرهان للزركشي مثلا اشتمل على العديد من الايات القرآنية التي فسرت تفسيرا فقهيا وهكذا في كتب شروح السنة نجد انها اشتملت على تفاسير لايات قرآنية عديدة تفسيرا فقهيا بل في اصول كتب السنة من مثل مصنف الامام عبدالرزاق ومصنف الامام ابن ابي شيبة اشتملت على تفسير فقهي للايات القرآنية انظر مثلا في كتاب فتح الباري هناك ايات كثيرة بشرها المؤلف العلامة ابن حجر تفسيرا فقهيا وكذلك في كتب اصول الفقه ذكر علماء الاصول العديد من الايات القرآنية التي استنبطوا منها قواعد اصولية او قواعد فقهية بل من اشهر كتب التفسير الفقهي كتب الفقه التي اعتنت بالخلاف الفقهي بين علماء الشريعة في الفروع الفقهية انظر مثلا الى كتاب المغني لابن قدامة نجد انه ذكر في مواطن عديدة ايات قرآنية تلف الائمة في تفسيرها تفسيرا فقهيا وقد ساق اختلافاتهم وذكر اقوال كل منهم واذا نظرت مثلا الى كتاب اختلاف العلماء للمروزي او اختلاف العلماء للطحاوي او كتاب الاوسط لابن المنذر او كتاب الاشراف لابن هبيرة او غيرها من من الكتب العظيمة التي اعتنت بالخلاف الفقهي. وهكذا كتاب الذخيرة للقرافي والمهذب بشرحه مجموع للنووي وبدائع الصنايع للكاساني نجد انها اعتنت بذكر التفسير الفقهي لعدد كبير من الايات الفقهية وهكذا في كتب علم القواعد الفقهية نجد ذلك ومن الاثار الايجابية التي نتجت عن اختلاف المفسرين في التفسير الفقهي ظهور علم اداب البحث والمناظرة حيث ضمن العلماء شروطا وادابا يجب على كل باحث وناظر ومناظر ان يلتزمها ليصل الناس الى ما يقصدونه من الوصول الى حكم الله وهكذا من ابرز الاثار الايجابية التي ظهرت لهذا الباب ان فقهاء الشريعة الذين فسروا الايات القرآنية تفسيرا فقهيا التزموا بالاداب الشرعية المتعلقة بالاختلاف وحينئذ نعلم ان الاختلاف قد يؤدي الى حسن العلاقة بين العلماء وصلاح احوالهم اذا تأدبوا باداب الاختلاف التي وردت عند علماء الشريعة ومن الامور المتعلقة بذلك ان الفقهاء اصبحوا يراعون النصوص الشرعية ويقدمونها على اقوالهم ويسعون الى تحقيق مقاصد الشريعة المحققة لمصالح في الخلق ومن ثم ظهرت سهولة هذا الدين ويشرح على الخلق ولا شك ان هذه الشريعة سهلة يسيرة. قد قال النبي صلى الله عليه وسلم بعثت بالحنيفية السمحة وقد وصف الله نبيه فقال ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم. وقال ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون. وقال يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ترى فمتى وجد الاختلاف بين الفقهاء فسيؤدي ذلك الى الاجتهاد والنظر ومن ثم تحقيق قاصد الشرع ومن ذلك تحقيق مقصده في التيسير على الخلق لان هذا الدين يسر وجلب مصالح الناس وايجاد المقاصد الشرعية التي تتعلق بها مصالح والامة ولذلك فان من الامور التي كان لها اثر عظيم في جلب هذه المصالح القواعد التي بني عليها التفسير الفقهي لكتاب الله عز وجل ومن ثم فنحن نحتاج الى ان نذكر شيئا من قواعد التفسير الفقهي ونبتدأها في المحاضرة القادمة باذن الله عز وجل. اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لكل خير. وان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. التفسير الفقهي التفسير الفقهي من اعداد وتقديم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشريف. تنفيذ عزام بن حسن الحميدي