بسم الله الرحمن الرحيم اياته ليتدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب التفسير الفقهي. التفسير الفقهي تقدمه لكم اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية. التفسير الفقهي. التفسير الفقهي. من اعداد وتقديم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر تنفيذ عزام بن حسن الحميدي الحمد لله رب العالمين انزل كتابه حجة على العالمين وجعل فيه الهدى والبيان وطريق الحق واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الاله الحق المبين واشهد ان محمدا عبده ورسوله الامين صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فأرحب بكم ايها المستمعون الكرام واسأل الله جل وعلا ان يوفقكم لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلكم من الهداة المهتدين كما اسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امورنا لكل خير وان يجزيهم افضل الجزاء واحسنه على ما يقدمون للاسلام والمسلمين كما اسأل الله لاخواني القائمين على هذه الاذاعة الطيبة التوفيق لما يحب ويرضى وبعد فان الله جل وعلا انزل كتابه العظيم من اجل ان يعمل به ومن اجل ان يفهم ان يعقل عن الله مراده قال تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب وقال سبحانه افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها ومن هذا المنطلق توافرت الهمم على تفسير كتاب الله وبيان مراد الله في هذا الكتاب العظيم وكانت التفاسير على مناهج متعددة فهناك تفاسير تحليلية وهناك تفاسير بالمعنى تفاسير لغوية. وهناك تفاسير موضوعية ولكل مجالها من المناهج المتعلقة بالتفسير منهج التفسير الفقهي وهو ما سنتحدث عنه في هذا البرنامج باذن الله عز وجل حيث سنأخذ مقدمة عن هذا المنهج وعن ابرز الجهود فيه وعن طرائق تفسير كتاب الله بحسب التفسير الفقهي ثم بعد ذلك ننطلق في كتاب الله بحيث نفسر اياته ونوضح المراد منها بحسب التفسير الفقهي ونبتدأ لقاءنا هذا اليوم في الحديث عن المراد بالتفسير فالتفسير في اللغة مأخوذ من الفسر وهو الكشف والايضاح والبيان ومن ذلك قوله تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا ومرة يطلق التفسير على بيان الامور الحسية ومرة يطلق على الامور المعنوية ومن هنا قولهم فسرت المسألة اذا وضحتها وهناك مناهج مختلفة للعلماء في تعريف التفسير في الاصطلاح ومنشأ الاختلاف اختلافهم في دخول بعض العلوم في التفسير ومن امثلة ذلك هل تدخل القراءات في التفسير او لا تدخل وهل تدخل اسباب النزول في التفسير او لا تدخل وحينئذ وقع الاختلاف بين اهل العلم في معنى التفسير في الاصطلاح ويمكن ان نقول بان المراد بالتفسير هو توضيح معاني كلام الله في كتابه وبيان الثمرات والفوائد والاحكام المأخوذة منه اذا التفسير هو توضيح معاني كلام الله في كتابه وبيان الثمرات والفوائد والاحكام المأخوذة منه وبذلك نعرف الفرق بين التأويل والتفسير فان لفظ التأويل يطلق على عدد من المعاني. ومن تلك المعاني ان يطلق التأويل على صرف الكلام عن معناه الظاهر الى معنى مرجوح فهذا يقال له تأويل وهذا التأويل ان كان له دليل فهو مقبول وان كان هذا التأويل غير مستند الى دليل فانه مردود غير مقبول ويطلق لفظ التأويل ايظا على ما يؤول اليه الكلام ويرجع كما في قوله تعالى هل ينظرون الا تأويله وكذلك يطلق لفظ التأويل على معنى مقارب من التفسير ولذلك قال ابن جرير الطبري جامع البيان في تأويل القرآن يسمى ابن جرير تفسيره بهذا الاسم جامع البيان في تأويل القرآن فالمراد بالتأويل هنا التفسير وقد قال بعض اهل العلم بان التأويل بالمعنى الثالث هو نفسه معنى التفسير بينما قال اخرون بان التفسير علم يبحث فيه عن معاني المفردات القرآنية ويذكر فيه اسباب النزول والقراءات والاعراب اما التأويل فانه علم يبحث فيه عن المعنى الذي تؤول اليه الاية اي المعنى الاجمالي الحاصل المستفادة من الاية ومن هنا نعرف الفرق بين التأويل والتفسير كذلك هناك فرق بين تفسير القرآن وتدبره فان التدبر للقرآن بمعنى التفكر فيه ومعرفة معانيه وجعل النفس تتأثر بما في القرآن من المواعظ وتفسير كتاب الله من العلوم المهمة وذلك لان التفسير يتعلق بكتاب رب العزة والجلال ولا شك ان كتاب الله عز وجل له شرف ومكانة وعلو فالعلم المتعلق به له شرف مستمد من شرف ذلك الكتاب ثم ان التفسير يتعلق بكتاب رب العزة والجلال الذي فيه الهدى والبيان كما قال تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. ومن هنا فان تفسير القرآن يقول الناس الى احسن حياة وافضلها واكثرها استقامة وجميع العلوم الشرعية يستفاد من علم التفسير علم الفقه وعلم العقيدة وبقية العلوم كلها مستفادة من علم التفسير مما يدلك على فضيلة هذا العلم العظيم وذلك لان الايات القرآنية كما تدل على عدد من المعاني تدل كذلك على عدد من الاحكام الموجودة في هذه علوم ومن هنا كانت تلك العلوم محتاجة الى علم التفسير واول من فسر القرآن هو النبي صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم وفسر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم القرآن بعد النبي صلى الله عليه وسلم فكان الصحابة رضوان الله عليهم يوضحون معاني القرآن ويشرحونها للناس ومن اشهر من عرف بتفسير القرآن من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما فانه قد حرص على تفسير القرآن وكان عنده من العلم والمعرفة بلغة العرب ومن المعرفة باسباب النزول وكثرة الرواية مع صفاء ذهنه وقوة حافظته ما جعله يمتاز بشيء في تفسير القرآن ليس عند غيره بل ان النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا له بان يعطيه الله الحكمة وتأويل القرآن ثم بعد ذلك استمر تفسير القرآن في التابعين وتابعيهم حتى وجدت المؤلفات والمدونات في التفسير تألف الاوائل مثل عبدالرزاق وسفيان الثوري عددا من التفاسير وان لم تكن وافية وكاملة بجميع الايات لكنهم يذكرون الروايات الواردة عن الصحابة والتابعين في تفسير القرآن ثم بعد ذلك لما جاء ابن جرير حرص على جمع هذه الروايات في كتابه العظيم تفسير الطبري جامع البيان في تأويل القرآن. اسأل الله جل وعلا ان يفهمنا واياكم كتابه وان يجعلنا ممن استنبط منه احكامه كما نسأله سبحانه للجميع التوفيق لخيري الدنيا الاخرة هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته ليدبروا كبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب. التفسير الفقهي. التفسير الفقهي من اعداد وتقديم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشريف. تنفيذ عزام بن حسن الحميضي