بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب انزلناه اليك ترك ليدبروا اياته ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب التفسير الفقهي. التفسير الفقهي. تقدمه لكم اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية. التفسير الفقهي. التفسير الفقهي. من اعداد وتقديم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر تنفيذ عزام بن حسن الحميدي الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد وارحب بكم اخواني المستمعين الكرام واسعدوا بلقاء جديد معكم نتباحث فيه شيئا من اياته كتاب الله عز وجل لنستخرج منها بعض الاحكام الفقهية وكنا فيما مضى قد وقفنا عند قوله تعالى ما لك يوم الدين من سورة الفاتحة وفي قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين عدد من الاحكام الفقهية وليس في الاية الاكتفاء بالدعاء في سلوك طريق الهداية بل لا بد مع الدعاء من بذل الاسباب المؤدية الى سلوك الانسان للطريق مستقيم وهدايته اليه اذ لا تعارض بين الدعاء وبين فعل السبب وقوله نعبد هذا من العبادة التي هي التذلل مع المحبة والتعظيم والخوف والرجاء وفي الاية ان العبادة حق خالص لله لا يجوز صرفه لاحد سواه لان تقديم المعمول وهو المفعول به في قوله اياك نعبد اياك يفيد حصر العبودية بكونها لله عز وجل وفي الاية اشارة الى وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم لان العبادة يشترط لصحتها ان تكون على وفق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وفي قوله واياك نستعين اي بك وحدك ومنك وحدك يا الله نطلب العون وفي هذه الاية اظهار العبد لعجزه وظعفه وحاجته لربه لان الله اذا لم يعن العبد ووكله لنفسه هلك فلا قيام للانسان الا بربه سبحانه وتعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا سألت فاسأل الله وفي الاية دلالة على وجوب التوكل على رب العزة والجلال والاعتماد عليه سبحانه وانه مهما عمل العبد ولم يكن معه توفيق من الله فلن يتمكن من الوصول الى مراده وفي الاية الترغيب في الاستعانة بالله وحده سبحانه سواء في عظائم الامور وكبائرها او في قليلها وصغائرها وظاهر الاية انه لا يجوز ان يستعان الا بالله تعالى واستثني من ذلك ما يقدر عليه المخلوق لقول النبي صلى الله عليه وسلم والله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه وان كان اكثر العلماء على ترغيب الانسان في ترك سؤاله غير الله سبحانه وتعالى وقد ورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم بايع عددا من اصحابه على الا يسألوا الناس شيئا وفي الاية انتقال من اسلوب الغيبة الى اسلوب المخاطب فانه في اول الايات قال الحمد لله رب العالمين فهذا اسلوب غيبة ثم قال اياك نعبد واياك نستعين. وفي هذا وهذا اسلوب مخاطب وفي ذلك لفت للاذهان واستحضار للمعاني وفي الاية الترغيب في الاجتماع والتعاون لان هذه الاية قد جاءت بصيغة الجمع اياك نعبد واياك نستعين وفيه ان العبادة التي تؤدى جماعة افضل من العبادات التي تؤدى على جهة الانفراد وقد تستعين بغير الله فيما يقدر عليه مع استعانتك بالله سبحانه وتعالى وقد تستعين بالله وحده وخير للانسان ان تكون استعانته بالله جل وعلا والاستعانة من الاخرين على نوعين استعانة لحظ المستعين الطالب فهذه هي التي ورد في النصوص الترغيب في تركها والحث على الا يسأل الانسان غيره شيئا والنوع الثاني ما فيه حظ للمستعان به كما لو رغبه في فعل خير او ذكر له عملا صالحا يعود عليه بالنفع واخر هذه السورة طلب من العبد لربه سبحانه بالهداية كما في قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم وقد ورد في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدني عبدي واذا قال العبد الرحمن الرحيم قال الله اثنى علي عبدي اي كرر المدح واذا قال العبد مالك يوم الدين قال الله تعالى مجدني عبدي فاذا قال اياك نعبد واياك نستعين. قال الله تعالى هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل اي ان قوله اياك نعبد هذا لله. واياك نستعين هذا للعبد فاذا قال العبد اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال الله هذا لعبدي ولعبدي ما سأل والهداية قد تكون هداية دلالة وقد تكون هداية توفيق وكلاهما مراد هنا فهم سألوا الله عز وجل ان يبين لهم الطريق الموصل الى رضاه كما سألوا الله جل وعلا ان يوفقهم للسلوك ذلك الطريق والمراد بقوله الصراط المستقيم اي الطريق الواسع فالصراط هو الطريق الواسع والمستقيم اي الذي لا اعوجاج فيه ولا ميل وفي الاية من الاحكام ترك اعجاب الانسان بنفسه وبيان عجزه وشدة حاجته لهداية ربه فان كثيرا من الناس قد يعجب بما يؤتيه الله عز وجل من نعم سواء في معرفة الحق او في النعم الدنيوية فيظن ان ذلك من عند نفسه فيعجب بنفسه فيكون هذا من اسباب هلاك وانظري الى قول قارون عندما اتاه الله شيئا من امور الدنيا فقال انما اوتيته على علم عندي فعاقبه الله عز وجل في الدنيا بان خسف به وبداره الارض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله بل الدعاء احد الاسباب التي توصل الانسان الى مراده ولكنه لا يكتفي العبد بذلك ولذلك ينبغي بالانسان ان يطلب العلم وان يعمل به ليكون من اهل الهداية مع يدعو الله جل وعلا وهذا الدعاء عظيم النفع كبير الاثر فانه يصلح احوال الانسان ويجعل اموره على اكمل الامور واتمها وفي هذه الاية شيء من الفوائد الفقهية لعلنا نشير اليها في لقائنا القادم باذن الله سبحانه وتعالى قال بارك الله فيكم ووفقكم الله لخيري الدنيا والاخرة وهداكم الصراط المستقيم هذا والله الله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته تدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. التفسير الفقهي الفقهي. من اعداد وتقديم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشريف. تنفيذ عزام بن حسن الحميدي