له منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا. هل يستووا الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون. ضرب الله سبحانه مثلا ان للرد على المشركين عبدا مملوكا عاجزا عن التصرف بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد المختصر في التفسير الصحيفة الخامسة والسبعون بعد المئتين سورة النحل نسأل الله فضله ورحمته الاية الثالثة والسبعون ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والارض شيئا ولا يستطيعون. ويعبد هؤلاء المشركون من دون الله اصناما لا يملكون ان يرزقوهم اي رزق من السماوات ولا من الارض ولا يتأتى منهم ان يملكوا ذلك لكونهم جمادات لا حياة لها ولا علم اذا ربنا جل جلاله هو الخالق وهو الرازق سبحانه وتعالى وربنا جل جلاله له الخلق وله الامر الاية الرابعة والسبعون انتم لا تعلمون. فلا تجعلوا ايها الناس لله اشباها من هذه الاصنام التي لا تنفع ولا تضر فليس لله شبيه حتى تشركوه معه في العبادة ان الله يعلم ما له من صفات الجلال والكمال وانتم لا تعلمون ذلك فتقعون في الشرك به وادعاء مماثلته لاصنامكم وتأمل في هذه الاية فلا تضربوا لله الامثال اي فلا يحل لاحد ان يعتقد ان لله تبارك وتعالى مماثل لاحد من المخلوقين ولا ان احدا مماثل لله الاية الخامسة والسبعون ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقنا ليس له ما ينفقه وحرا اعطيناه من لدنا مالا حلالا يتصرف فيه بما يشاء فهو يبذل منه في الخفاء والجهر ما يشاء فلا يستوي هذان الرجلان فكيف تسوون بين الله المالك المتصرف في ملكه بما يشاء وبين اصنامكم العاجزة الثناء لله المستحق للثناء بل اكثر المشركين لا يعلمون انفراد الله بالالوهية واستحقاق ان يعبد وحده اذا ربنا جل جلاله هو الخالق المالك الرازق الاية السادسة والسبعون وضرب الله مثل الرجلين احدهما ابكم لا يقدر على شيء وهو على مولاه اينما يوجهه لا يأتي بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم. وظرب الله كانه مثلا اخرا للرد عليهم هو مثل رجلين احدهما ابكم لا يسمع ولا ينطق ولا يفهم لصنمه ومكانه عاجز عن نفع نفسه وعن نفع غيره وهو حمل ثقيل على من يعوله ويتولى امره انما يبعثه لجهة اينما يبعثه لجهة لا يأتي بخير ولا يظفر بمطلوب هل يستوي من هذه حاله مع من هو سليم السمع والنطق نفعه متعد فهو يأمر الناس بالعدل وهو مستقيم في نفسه فهو على طريق واضح لا لبس فيه ولا عوج فكيف تسوون ايها المشركون بين الله المتصف بصفات الجلال والكمال وبين اصنامكم التي لا تسمع ولا تنطق ولا تجلب نفعا ولا تكشف ضرا وهنا نقف عند كلمة ابكم فالاب كم هو الذي يولد اخرس فيكون الخرس ملازما له منذ ولادته وكل ابكم اخرس وليس كل اخرس ابكم والبكم افة في اللسان مانعة من الكلام اما اي ثقيل بمعنى انه عالة على غيره واصله من الغلظ الذي هو نقيض الحدة يقال كلت السكين كلولا اذا غلظت شفرتها فلم تقطع الاية السابعة والسبعون ولله غيب السماوات والارض وما امر الساعة الا كلمح البصر او هو اقرب ان الله على كل شيء قدير. والله وحده من غاد في السماوات وعلم ما غاب في الارض فهو المختص بعلم ذلك دون احد من خلقه وما شأن القيام التي هي من الغيوب المختصة به في سرعة مجيئها اذا اراده الا مثل انطباق جفن عين وفتحها بل هو اقرب من ذلك. ان الله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء اذا اراد امرا قال له كن فيكون اذا وما امر الساعة؟ الساعة هي الوقت الذي تقوم فيه القيامة وسميت الساعة ساعة لانها تفجأ الانسان في ساعة فيموت الخلق بصيحة واحدة الاية الثامنة والسبعون والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون. والله اخرجكم ايها الناس من بطون امهاتكم بعد انقضاء وقت الحمل اطفالا لا تدركون شيئا وجعل لكم السمع لتسمعوا به والابصار لتبصروا بها والقلوب لتعقل بها رجاء تشكروه على ما انعم به عليكم منها. اذا هذه النعم على الانسان ان يطالعها لاجل ان يؤدي شكرها والقاعدة التي دوام كل نعمة لا تقرب الى الله فهي بلية الاية التاسعة والسبعون الم يروا الى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن الا الا الله ان في ذلك لايات الم ينظر المشركون الى الطير مذللات مهيئات للطيران في الهواء بما منحها الله من الاجنحة ورقة الهواء والهمها قبض اجنحتها وبسطها ما يمسكهن في الهواء عن السقوط الا الله القادر ان في ذلك التدليل والامساك عن السقوط والدلالات لقوم يؤمنون بالله لانهم الذين ينتفعون بالدلالات والعبر. اذا تأمل في مسخرات فهي بمعنى مدللات واصله سخر يدل على استدلال وهي بمعنى ممكنات وهذا دليل على كمال قدرته فانه لولا انه تعالى خلق الطير خلقة معها يمكنه الطيران وخلق خلقة يعني ربنا خلق الجو وخلقه معها يعني يمكن الطيران فان الله اعطى الطير جناحا يبسطه مرة ويخفضه مرة كما يعمل السابح اثناء سباحته وخلق الله الهواء خلقة لطيفة رقيقة يسهل بسببها خرقه والانسان يعتبر حيلة مع كل يعني الانسان عليه ان يعتبر عند رؤية كل اية من الايات من فوائد الايات لله تعالى الحكمة البالغة في قسمة الارزاق بين العباد اذ جعل منهم الغني والفقير والمتوسط ليتكامل الكون ويتعايش الناس ويخدم بعضهم بعضا دل المثلان في الايات على ظلالة المشركين وبطلان عبادة الاصنام لان شأن الاله المعبود ان يكون مالكا قادرا على التصرف في الاشياء وعلى نفع غيره ممن يعبدونه وعلى الامر بالخير والعدل من نعمه تعالى ومن مظاهر قدرته. خلق الناس من بطون امهاتهم. لا علم لهم بشيء ثم تزويدهم بوسائل المعرفة والعلم وهي السمع والابصار والافئدة فبها يعلمون ويدركون. اذا على الانسان ان يتأمل كيف ان الله قد خلقه هكذا ثم انعم الله عليه بهذه النعم نعمة بعد فنعمة هذه الاعضاء ونعمة عمل هذه الاعضاء ونعمة القنية ونعمة زيادة معلومة وهذا التمهيد الذي مهده الله سبحانه وتعالى لنا وهذه النعم علينا ان نتفكر بها دواما لاجل ان نؤدي شكرها هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته