بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد المختصر في التفسير سورة الاسراء الصحيفة الثانية والثمانون بعد المائتين بسم الله الرحمن الرحيم سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركت لا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير سورة الاسراء مكية من مقاصد السورة تثبيت الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتأييده بالايات البينات وبشارته بالنصر والثبات التفسير الاية الاولى تنزه الله سبحانه وتعظم لقدرته على ما لا يقدر عليه احد سواه فهو الذي سير عبده محمدا صلى الله عليه وسلم روحا وجسدا يقظة لجزء من الليل من المسجد الحرام الى المسجد بيت المقدس الذي باركنا حوله بالثمار والزروع وبمنازل الانبياء عليهم السلام ليرى بعض اياتنا الدالة على قدرة الله سبحانه انه هو السميع فلا يخفى عليه مسموع. البصير فلا يخفى عليه مبصر اذا باركنا باركنا حوله اي جعلنا حوله البركة والبركة هي ثبوت الخير الالهي في الشيء واصله بركة الزيادة والنماء والكثرة والاتساع. فنسأل الله بركته ورحمته وفضله واحسانه الاية الثانية واتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني اسرائيل الا تتخذوا من دوني وكيلا واعطينا موسى عليه السلام التوراة وجعلناها هادية ومرشدة لبني اسرائيل وقلنا لبني اسرائيل لا تتخذوا من دوني وكيلا. تفوضون اليه اموركم بل توكلوا علي وحدي وكيل اي مانعا وحافظا وكفيلا ووكيل الرجل في ماله هو الذي كفله لهم وقام به واصل وكل يدل على اعتماد غيرك في امرك ثالثا ذرية من حملنا مع نوح. انه كان عبدا شكورا انتم من نسل من انعمنا عليهم بالنجاة مع نوح من الغرق في الطوفان. فتذكروا هذه النعمة واشكروا الله تعالى بعبادته وحده وطاعته واقتدوا في دارك بنوح فانه كان كثير الشكر لله تعالى قال هنا انتم من نسلي والعبارة ذرية والدري الاولاد واولاد الاولاد فهي اسم يجمع نسل الانسان من ذكر وانثى واصلها من درأ اي خلق لانها خلق الله وحذفت الهمزة منها وقيل اصلها من الذر بمعنى التفريق لان الله تعالى ذرهم في الارض سبحانه وتعالى رابعا وقضينا الى اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين ولتعلون علوا كبيرا. واخبرنا بني اسرائيل واعلبناهم في التوراة انه لابد ان يقع منهم فساد في الارض بفعل المعاصي والبطر مرتين ولا يستعلن على الناس بالظلم والبغي متجاوزين الحد في الاستعلاء عليهم. هنا واخبرنا والعبارة يعني وقضينا وهي بمعنى اخبرنا واعلنا فهذا قضاء بالاعلام والفصل في الحكم والقضاء فصل الامر قولا كان ذلك او فعله واصل قضى يدل على احكام امر واتقانه وانفاذه لجهته خامسا فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولي بأس سين شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا. فاذا حصل منهم الافساد الاول سلطنا عليهم عبادا لنا اصحاب قوة وبطش عظيم يقتلونهم ويشردونهم فجالوا بين ديارهم يفسدون ما مروا عليه وكان وعد الله بذلك واقعا لا محالة اذا هنا فجالوا فجأة تفسير لي فجاسم خلال الديار اي طافوا بين الديار يطلبونكم ويقتلونكم ذاهبين وجائين ومنه الجوس وهو التردد خلال الدور والبيوت بالفساد في الغارة ونحوها واصل جوس يدل على تخلل الشيء واصل الخلال من الخلل وهو الفرجة بين الشيئين الاية السادسة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيرا. ثم اعدنا لكم يا بني اسرائيل الدولة والغلبة على من سلطوا عليكم عندما تبت الى الله. وامددناكم باموال بعد نهبها واولاد بعد سبيهم وصيرناكم اكثر جمعا من اعدائكم هنا قد جعلوا على كلمة الدولة والغلبة اللون الاحمر وهي بمعنى الجرة وهي الرجعة والدولة. واصل الكررة يدل على العطف والرجوع اما قال وسيرناكم اكثر جمعا جماعة هي باللون الاحمر باعتبار انه مقابل نفيرا. نفيرا اي عددا واصله من اصله من ينفر مع الرجل من عشيرته واهل بيته. واصل نفر يدل على الانزعاج والفزع الى الشيء سابعا ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها فاذا جاء وعد الاخرة ليسوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخل اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ان احسنتم يا بني اسرائيل اعمالكم وجئتم بها على الوجه المطلوب. فجزاء ذلك عائد لكم فالله غني عن اعمالكم وان اسأتم افعالكم فعاقبة ذلك عليكم فالله لا ينفعه احسان افعالكم ولا تضره اساءة اساءتها فاذا حصل الافساد الثاني سلطنا عليكم اعدائكم ليخزوكم ويجعل المساءة ظاهرة على وجوهكم لما يذيقون انتم من صنوف الهوان وليدخلوا بيت المقدس ويخربوه كما دخلوه وخربوه المرة الاولى وليدمروا ما غلبوا عليه من البلاد تدميرا كاملا طبعا ليسوءوا وجوهكم اي ليجعلوا اثار المساءة من غم وحزن بادية على وجوهكم العرب تقول ساءه يسوءه اي غمه واحزنه وقوله وليتبروا اي ليدمر ويخربوا. واصل ثبرة يدل على هلاك ما علوا اي ما غلبوا عليه من الاقطار وملكوه من البلاد واصل علوه هنا يدل على الاستيلاء والغلب من فوائد الايات في قوله المسجد الاقصى اشارة لدخوله في حكم الاسلام. لان المسجد موطن عبادة المسلمين بيان فضيلة الشكر والاقتداء بالشاكرين من الانبياء والمرسلين من حكمة الله وسنته ان يبعث على المفسدين من يمنعهم من الفساد لتتحقق حكمة الله في الاصلاح التحذير لهذه الامة من العمل بالمعاصي لئلا يصيبهم ما اصاب بني اسرائيل فسنة الله واحدة لا تتبدل ولا تتحول هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته