بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى فلما سمعت بمكرهن ارسلت اليهن واعتدت لهن متكأ واتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأيناه اكبرنه وقطعنا ايديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشر ان هذا الا ملك كريم فلما سمعت امرأة العزيز انكارهن عليها واغتيابهن اياها بعثت اليهن تدعوهن ليرين يوسف فيعذرنها وهيأت لهن محلا فيه فراش ووسائد واعطت كل واحدة من المدعوات سكينا تقطع بها الطعام وقالت ليوسف اخرج عليهن فلما نظرنا اليه اعظمنه واندهشنا لحسنه وانبهرن بجماله وجرحن ايديهن من شدة الانبهار به بالسكاكين المعدة لقطع الطعام وقلنا ننزه الله ليس هذا الغلام بشرا فما فيه من الجمال لم يعهد في البشر ليس الا ملكا كريما من الملائكة الكرام قالت فذلكن الذي لم تنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم وان لم يفعل ما امره ليسجنن وليكونن من الصاغرين قالت امرأة العزيز للنسوة لما رأت ما اصابهن اي ما اصابهن من الاندهاش بجماله هذا هو الفتى الذي عيرتنني بسبب حبه ولقد طلبته واحتلت لاغوائه فامتنع ولئن لم يفعل ما اطلب منه مستقبلا ليدخلن السجن وليكونن من الادلاء وهكذا اهل الدنيا يستغلون الدنيا في ظلم الاخرين قال رب السجن احب الي مما يدعونني اليه والا تصرف عني كيدهن اصبو اليهن واكن من الجاهلين قال يوسف داعيا ربه يا ربي السجن الذي هددتني به احب الي مما يدعونني اليه من فعل الفاحشة واذا لم تكشف عني مكرهن امل اليهن واكن من الجاهلين ان ملت اليهن وطا وعدهن فيما يردن مني وهكذا ينبغي على الانسان ان لا يفعل الحرام. وان لا يتمنى الحرام قال رب السجن احب الي مما يدعونني اليه ثم انظر الى اللجأ والا تصرف عني كيدهن اصب اليهن والنسيج الذي يصبو الى المحرم من الجاهلين. فكل من يعصي الله فهو جاهل. قال والا تصرف عني كيدهن اصبو اليهن واكن من الجاهلين ومن التجأ الى الله سبحانه وتعالى بترك شهوة فان الله يستجيبه. قال تعالى فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن انه هو السميع العليم فاجاب الله دعوته وكشف عنه مكر امرأة العزيز ومتشرة نسوة المدينة انه سبحانه السميع لدعاء يوسف. ولدعاء كل داع العليم بحاله. وحال غيره ولذلك على الانسان ان يكثر من الدعاء وان يكثر من اللجأ الى الله وان لا يدع الدعاء بسبب تأخر الاجابة. فعلى الانسان ان يديم الضراعة لله سبحانه وتعالى قال تعالى ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الايات ليسجننه حتى حين ثم كان من رأي العزيز وقومه لما شاهدوا الادلة على برائته ان يسجنوه. حتى لا تنكشف الفضيحة الى مدة غير معلومة ودخل معه السجن فتيان قال احدهما اني اراني اعصر خمرا وقال الاخر اني اراني احمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه. نبئنا بتأويلك نراك من المحسنين فسجنوه ودخل معه غلامان في السجن قال احد الغلامين ليوسف اني رأيت في المنام اني اعصر العنب ليصير خمرا فقال الثاني اني رأيت اني احمل فوق رأسي خبزا تأكل الطيور منه اخبرنا يا يوسف بتفسير ما رأينا انا نراك من اهل الاحسان. وتأمل بان يوسف من اهل الاحسان قبل السجن وفي السجن وهكذا ينبغي على الانسان ان لا يتغير حاله فتغير الحال عليه. بل كلما ازداد الانسان نعمة عليه ان يزداد لله شكرا وكلما ازداد الانسان ابتلاء عليه ان يزداد صبرا وشكرا لله سبحانه وتعالى ورضا بقدر الله تعالى قال لا يأتيكما طعام ترزقانه الا نبأتكما بتأويله. قبل ان يأتيكما ذلكما مما علمني ربي اني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالاخرة هم كافرون قال يوسف لا يأتيكما طعام يجري عليكما من الملك او غيره الا بينت لكما حقيقة وكيفية حقيقته وكيفيته قبل ان يأتيكما لا لتم التأويل الذي اعلمه هو مما علمنيه ربي لا من الكهانة ولا من التنجيم اني تركت دين قوم لا يؤمنون بالله وهم بالاخرة كافرون. بين لهم ان التوحيد سبب النجاة وسبب للظفر وسبب لمزيد العلم من فوائد الايات اولا بيان جمال يوسف الذي كان سبب افتتان النساء به ايثار يوسف السجن على معصية الله من تدبير الله ليوسف ولطفه به تعليمه تأويل الرؤى وجعلها سببا لخروجه من بلاء السجن فهذا كله من تدبير الله سبحانه وتعالى ليوسف ولطفه به وهكذا على الانسان ان يكون مع ربه دواما فان فعل القربات تستدفع بها الكربات هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته