بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد المختصر في التفسير الصحيفة الثانية والاربعون بعد المئتين مع سورة يوسف نسأل الله العفة والنجاة والظفر قال الله تعالى على لسان امرأة العزيز وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي ان ربي غفور رحيم وواصلت امرأة العزيز كلامها قائلة وما انزه نفسي عن ارادة السوء وما اردت بذلك تزكية نفسي لان شأن النفس البشرية كثرة الامر بالسوء لميلها الى ما تشتهيه وصعوبة كفها عنه الا ما رحمه الله من النفوس فعصمها من الامر السوء ان ربي غفور لمن تاب من عباده فرحيم بهم اذا هذه الاية الثالثة والخمسون قتالة ربنا جل جلاله عن هذه المرأة فهي قد اجابت حينما سئلت وايضا قد شرحت ذلك والاخوة في مركز التفسير جزاهم الله خيرا قال وواصلت امرأة العزيز كلامها قائلة ثم فسروا قولها بقولهم وما ابرئ نفسي وما انزه نفسي عن ارادة السوء اذا النفس الامارة موجودة ولكن الانسان يدفعها بالايمان وبمخافة الله تعالى وبالعمل الصالح وقال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي فلما كلمه قال انك اليوم لدينا مكين امين وقال الملك لاعوانه لما تبين براءة يوسف وعلمه جيئوني به اجعله خالصا لنفسي فجاءوه به فلما كلمه وتبين له علمه وعقله قال له انك يا يوسف قد صرت اليوم عندنا صاحب مكانة وجاه ومؤتمنا وربنا جل جلاله يمنح لعبده المؤمن حينما يكون العبد على ما يريده الله وعلى ما يحبه الله سبحانه وتعالى قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم قال يوسف للملك ولني على حفظ خزائن المال والاقوات في ارض مصر فاني خازن امين ذو علم وبصيرة بما اتولاه اذا يوسف عليه السلام اراد ان يخدم البشرية بان ينظم لهم امور التمويل والادخار حسبة لله تعالى ولاجل ان يجعل هذا بابا وسبيلا للدعوة الى الله تعالى وربنا جل جلاله قال مبينا نعمته على يوسف حتى يرغب كل مؤمن بالعمل الصالح لاجل ان ينال الخير والبركة فسنة الله تعالى في عباده المحسنين انه يعجل لهم الاحسان في الدنيا قبل الاخرة وكذلك مكنا ليوسف في الارض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع اجر المحسنين وكما مننا على يوسف بالبراءة والخلاص من السجن مننا عليه بالتمكين له في مصر ينزل ويقيم في اي مكان شاء نعطي من رحمتنا في الدنيا من نشاء من عبادنا ولا نضيع ثواب المحسنين بل نوفيهم اياه كاملا غير منقوص هذا التفسير تفسير صحيح ولكن لابد من الاشارات الدعوية فربنا جل جلاله يبين نعمته ومنته على عبده الصالح. فقالوا وكذلك مكنا نسف في الارض ففي ذلك نعمة التمهيد يتبوأ منها حيث يشاء فقد اصبحت له رئاسة وامارة جليلة ثم قال الله تعالى مبينا سنته في عباده نصيب برحمتنا من نشاء. فربنا جل جلاله يرحم من يشاء من عباده بان يمكن لهم في الارض ويمكن لهم السبل والاسباب للوصول الى هذا ثم قال تعالى مرغبا المؤمنين اجمعين بان يكونوا على تبين للاحسان فقال ولا نضيع اجر المحسنين نصيب برحمتنا من نشاء فهذا من رحمة الله. ولا نضيع اجر المحسنين حتى الانسان يجد لاجل ان يستدر رحمة الله ولما بين ربنا جل جلاله هذه البشارة العاجلة وهذا الخير العاجل قال ولاجر الاخرة خير للذين امنوا وكانوا يتقون نعم فلاية السابقة تفسيرها وكما منن على يوسف بالبراءة والخلاص من السجن من ان عليه بالتبكين له في مصر ينزل ويقيم في اي من كان يشاء نعطي من رحمتنا في الدنيا من نشاء من عبادنا ولا نضيع ثواب المحسنين بل نوفيهم اياه كاملا غير منقوص تم تفسير الاية السابعة والخمسين ولثواب الله الذي اعده في الاخرة. خير من ثواب الدنيا للذين امنوا بالله وكانوا يتقونه بامتثال اوامره واجتناب نواهيه وهن الاخوة قد فسروا هذا بالثواب لان الثواب يثوب الى صاحبه بالخير والبركة وجاء اخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون وقدم اخوة يوسف الى ارض مصر في بطاعة لهم فدخلوا عليه فعرف انهم اخوته ولم يعرفوا انه اخوهم لطول المدة وتغير هيئته لانه كان صبيا حين رموه في البئر وهذا يدل على فطنته حينما عرفهم نعم ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني باخ لكم من ابيكم الا ترون اني اوفي الكيل وانا خير المنزلين ولما اعطاهم ما طلبوا من الميرة والزاد قال بعد ان اخبروه ان لهم اخا من ابيهم تركوه عند ابيه اهدي باخيكم من ابيكم ازدكم حمل بعير الا ترون اني اكمل الكيل ولا انقصه وانا خير المضيفين اذا هو كان من اهل الضيافة واهل الخير واهل الفضل فمن نزل عنده اكرمه فان لم تأتوني به فلا كيد لكم عندي ولا تقربون فان لم تجيئوني به تبين كذبكم في دعواكم ان لكم اخا من ابيكم فلن اكيد لكم طعاما ولا تقربوا بلدي قالوا سنراود عنه اباه وانا لفاعلون فاجابه اخوة يوسف قائلين تنطلبه من ابيه ونجتهد في ذلك وانا لفاعلون ما امرتنا به دون تقصير وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها اذا انقلبوا الى اهلهم لعلهم يرجعون وقال يوسف لعماله ردو بضاعة هؤلاء اليهم حتى يعرفوا عند عودتهم اننا لم نبتأها منهم وهذا يجبرهم على الرجوع ثانية ومعهم اخوهم ليثبتوا ليوسف صدقهم. ويقبل منهم طاعتهم نعم فلما رجعوا الى ابيهم قالوا يا ابانا منع منا الكيل فارسل معنا اخانا نقتل قالوا سنراود عن اباه وانا لفاعلون وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها اذا انقلبوا الى اهلهم لعلهم يرجعون فلما رجعوا الى ابيهم قالوا يا ابانا منع منا الكيل فارسل معنا اخانا نكتل وانا له لحافظون فلما رجعوا الى ابيهم وقصوا عليه ما كان من اكرام يوسف لهم قالوا يا ابانا منع منا الكيل ان لم نأت باخينا معنا فابعثه معنا فانك ان بعثته معنا نتفل الطعام وانا لنتعهد لك بحفظه حتى يرجع اليك سالما من فوائد الايات اولا من اعداء المؤمن نفسه التي بين جنبيه لذا وجب عليه مراقبتها وتقويم اعوجاجها اشتراط العلم والامانة في من يتولى منصبا يصلح به امر العامة بيان ان ما في الاخرة من فضل الله انما هو خير وابقى وافضل لاهل الايمان جواز طلب الرجل المنصب ومدحه لنفسه ان دعت الحاجة وكان مريدا للخير والصلاح هذا وبالله التوفيق ونسأل الله ان يرزقنا واياكم الخير والصلاح هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته