ويدعوه ليرتفع الى فمه وهذا غير ممكن فالماء جمال لا يشعر ببسط كفيه ولا بعطشه ولا يقدر ان يجيب دعاءه ويبلغ فمه وكذلك ما يدعو به المشركون هو جماد لا يحس بدعائهم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين ما بعد المختصر في التفسير الصحيفة الحادية والخمسون بعد المائتين مع سورة الرعد نسأل الله فضله ورحمته قال الله تعالى له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء الا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين الا في ضلال لله وحده دعوة التوحيد لا يشاركه فيها احد والاصنام التي يدعوها المشركون من دونه لا تستجيبوا دعاء من يدعوها في اي مسألة وما دعاءهم لها الا متل عطشان يبسط يده الى الماء ليصل الى فيه فيشرب منه وما الماء بواصل الى فيه وما دعاء الكافرين لاصنامهم الا في ضياع وبعد عن الصواب بانها لا تملك لهم يلو نفع ولا دفع ضر اذا هذه الاية العظيمة له دعوة الحق والمؤمن يدعو ربه كثيرا ويوحده ويخلص له العبادة ويعلم ان دعوة الحق وكلمة التوحيد لا اله الا الله المستحق لها هو الله سبحانه وتعالى له دعوة الحق ايدي الله وحده الدعوة الحق والصدق وهي كلمة التوحيد لا اله الا الله فهو المستحق وحده للعبادة والدعاء دون ما سواه ثم قال والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء الا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو يبالغه ايها الذين يعبدهم المشركون ويدعونهم من دون الله لا يجيبون دعاءهم باي شيء مما يريدونه قليلا كان او كثيرا ولا ينفعونهم الا كما ينتفع من يبسط كفيه الى الماء ولا يستطيع اجابتهم ولا يقدر على نفعهم قال الله تعالى وما دعاء الكافرين الا في ظلال اي وما دعاء الكافرين اي وما دعاء الكافرين لالهتهم الا في ظياع وخسارة لماذا؟ لانهم لا ينتفعون بدعائهم ولذلك هذا الدعاء انما يكون لله سبحانه وتعالى ويخلص الانسان في دعائه لربه ومولاه والدعاء عبادة عظيمة فالانسان حتى حينما يدعو يستشعر انه يعبد الله سبحانه وتعالى بهذا الدعاء فربنا هو العليم وهو السميع ولذا المؤمن يكون عنده الشيء يدعو به لسنوات ويبقى يحسن الظن بالله ولا يمل ولا يجزع فهو يعلم انه بعبادة ولله يسجد من في السماوات والارض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والاصال طبعا الغدو جمع غداء وهي اول النهار واصل الغدو يدل على زمن اما الاسار فهي جمع اصل والاصل جمع اصيل وهو اخر النهار اي ما كان من النهار بعد العشي يقول الاخوة في مركز التفسير ولله وحده يخضع بالسجود جميع من في السماوات ومن في الارض يستوي في ذلك المؤمن والكافر غير ان المؤمن يخضع له ويسجد طوعا واما الكافر فيخظع له كرها وتملي عليه فطرته ان يخضع له طوعا وله ينقاد ظل كل ما له ظل من المخلوقات اول النهار واخره اذا هذه اية عظيمة وفيها ان الجميع عبيد لله سبحانه وتعالى. منهم من يخضع بالله طوعا ومنهم من يخضع لله سبحانه وتعالى كرها اذ هم مقهورون بسطوته ولله يسجد من في السماوات والارض طوعا وكرها اي بالله يسجد من في السماوات ومن في الارض ضائعين ومكرهين سجود ذل وقهرا وخضوع اذ ان كل احد خاضع لقدر الله مقهور تحت سلطانه لا يقدر ان يمتنع عليه ابدا وظلالهم بالغدو والاصال اي ولله تسجد ظلال المخلوقات في اول النهار وفي اخره ثم قال الله تعالى قل من رب السماوات والارض قل الله قل افتخذتم من دونه اولياء لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الاعمى والبصير؟ ام هل تستوي الظلمات والنور ام جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار قل ايها الرسول للكفار الذين يعبدون مع الله غيره من خالق السماوات والارض ومدبر امرهم قل ايها الرسول الله هو خالقهما ومدبر امرهما وانتم تقرون بذلك قل ايها الرسول لهم افاتخذتم لانفسكم اولياء من دون الله عاجزين لا يستطيعون جلب نفع لانفسهم ولا كشف ضر عنها فانى لهم ان يستطيعوا ذلك لغيرهم قل لهم ايها الرسول هل يستوي الكافر الذي هو اعمى البصيرة والمؤمن الذي هو البصير المهتدي ام هل تستوي ام هل يستوي الكفر الذي هو ظلمات والايمان الذي هو نور ان جعلوا لله سبحانه شركاء معه في الخلق خلقوا مثل خلق الله فاختلط عندهم خلق الله بخلق شركائهم قل لهم ايها الرسول الله وحده هو خالق كل شيء لا شريك له في الخلق وهو المنفرد بالالوهية الذي يستحق ان يفرد بالعبادة الغالب على كل شيء اذا هذه اية عظيمة فربنا جل جلاله لما ذكر ان المخلوقات كلها تسجد له طوعا وكرها فكان هو الاله الحق المعبود المحبوب المعبود المحمود حقا وكانت الهية غيره باطلة ولهذا ذكر بطلانها وبرهن عليها بهذه الاية الكريمة وفيها تلقين العقيدة قل من رب السماوات والارض قل الله اي قل يا محمد لمشركي قومك من خالق السماوات والارض ومالكهما ومدبرهما قل ربها الذي خلقها واوجدها هو الله المستحق للعبادة وحده دون غيره قل افتخذتم من دونه اولياء لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا اي قل يا محمد لمشركي قومك افتخذتم من دون الله الهة لا تملك ان تجلب لانفسها نفعا ولا ان تدفع عن انفسها ضرا فضلا عن غيرها افتعبدونها وتتركون عبادة الله الذي بيده وحده النفع ودفء الظر فربنا بيده كل شيء قل هل يستوي الاعمى والبصير؟ اي قل يا محمد للمشركين من قومك فليستوي الاعمى الذي لا يبصر شيئا والبصير الذي يبصر لا شك انهما لا يستمع وكذلك لا يستوي الموحد لله والمشرك به ثم قال تعالى ام هل تستوي الظلمات والنور؟ ايوه هل تستوي الظلمات؟ التي لا يرى فيها شيء والنور الذي ترى فيه الاشياء بوضوح لا شك انهما لا يستوجب فكذلك لا يستوي الشرك والايمان ثم قال تعالى ان جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه. فتشابه الخلق عليهم اي اجعلوا لله شركاء يعبدونهم مع الله قلقوا مثل خلق الله تعالى وتقدس فتشابه خلق الشركاء بخلق الله عندهم فجعلوها شركاء لله بسبب ذلك. اي ليس الامر كذلك فلا عذر للمشركين في عبادتها وهم معترفون بانها لا تخلق شيئا قل الله خالق كل شيء اي قل يا محمد للمشركين الله خالق كل شيء وقد خلقكم وخلق الهتكم فكيف تعبدونها مع الله وهو المستحق للعبادة ولذلك نحن نعلم بان الخالقية معراج العبودية. يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون وتأمل ختم هذه الاية الكريمة قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار في الغالب والقاهر لكل شيء وتأمل جاء بعدها انزل من السماء ماء فانت حينما تختم بها تفسيرها وافي. ولما تقرأ ما بعده تعلم ان هذا المال الذي نحتاجه قد قهرنا الله به حينما ينفذ هذا الماء لن يستطيع العيش وهو الواحد القهار اي والله هو الواحد الذي لا ثاني له الغالب لجميع خلقه المستحق للعبادة وحده دون ما سواه ثم قال الله تعالى مبينا مكانة القرآن واهميته ومبينا اهمية الماء وينبغي على الانسان ان يحمل من هذا العلم هو ان يبثه ليحيي به قلوبا فقال الله تعالى انزل من السماء ماء تأمل قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار طبعا ربنا قد قهر جميع المخلوقات. قال انزل من السماء ماء فسالت اودية لقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل. فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال طبعا حلية الحلية ما يتحلى ويتزين به وهو المصوغ من الذهب والفضة اما الجفاء فهو الشيء المطرح المرمي يقول الاخوة في تفسير جزاهم الله خيرا ضرب الله مثلا لتلاشي الباطل وبقاء الحق بماء بماء مطر نازل من السماء حتى سالت به الاودية كل حسب حجمه صغرا وكبرا فحمل السيل الغثاء والرغوة مرتفعا فوق الماء وضرب مثلا اخر لهما ببعظ ما يوقد الناس عليه من المعادن النفيسة ابتغاء صهرها وصنع ما يتزين الناس به فانه يعلوه زبد مثله كما يعلو ذلك زبد منه بمثل هذين المثلين يضرب الله مثل الحق والباطل فالباطل مثل الغثاء والزبد الطافي على الماء ومثل ما ينفيه صهر المعادن من الصدأ والحق مثل الماء الصافي الذي يشرب منه وينبت الثمار والكلى او العشب ومثل ما بقي من المعدن بعد صهره فينتفع الناس به كما ضرب الله هذين المثلين يضرب الله الامثال للناس يتضح الحق من الباطل من اللي يتضح الحق من الباطل بل يأخذ الناس ليأخذ الناس بهذا الخير العظيم وهو ان يأخذوا من علم القرآن وان يبثوه بين الانام وتأمل هذه الاية الكريمة انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها لانه في هذا الكون كل شيء في هذا الكون لنا منه اية انزل الله من السحاب مطرا فاحتملته الاودية دمدت هذا المنظر وحملته بقدر كبرها وصغرها فتجد الولد الكبير وتجد الواد الصغير فاخذ كل واحد بحسب ساعته فهذا اذا مثل ضربه الله فشبه الله تعالى ما انزله من العلم والايمان والهدى القرآن والسنة النبوية هذا اللي انزله الله تعالى ونفعه للقلوب شبهه بالماء الذي انزله من السماء الى الارض وشبه القلوب الحامل للعلم والايمان بالاودية الحاملة للسير فقلب كبير يسع علما عظيما كواد كبير يسع ماء كثيرا وقلب صغير يسع علما قليلا. كواد صغير يسع ماء قليلا فحملت القلوب من هذا الماء وحملة هذه القلوب من هذا العلم لانه هذا العلم ايضا يحيي الله به القلوب حملت القلوب من هذا العلم بقدرها كما سالت الاودية من الماء بقدرها فهذا تقسيم تقسيم للقلوب بحسب ما تحمله من العلم والايمان الى متسع وضيق وهذا فيه ترغيب لنا ان نتعلم العلم وان نبثه بين الانام فاحتمل السيل زبدا رابيا لتحتمل الماء الذي يسيل في الاودية بعد نزول المطر زبدا مرتفعا فوق الماء طافيا على سطحه وهذا بيان للحق في ثباته. والباطل في محلاله فالحق هو الماء الباقي الذي انزله الله من السماء والباطل هو الزبد الذي لا ينتفع به فانه يوم حل ويعلق بجنبات الاودية وتدفعه الرياح فكذلك الكفر يذهب ويتلاشى ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله ايوة من الذي يوقد عليه بالنار والناس يوقدون عليه ليذوب من معادن الذهب والفضة طلبا لحلية يتزينون بها ويتجملون او من معادن حبيب النحاس والرصاص وغيرها طلبا لمتاع يتمتعون به وينتفعون كالاواني والالات المصنوعة. خبث يعلو فوق ما اذيب من تلك المعادن. كما يعلو الزبد على الماء فلا ينتفع به ويذهب هكذا جفاء كذلك يضرب الله الحق والباطل طيب كما مثل الله بقاء الايمان وبطلان الكفر اذا اجتمعا بما يبقى من ماء السيل وخالص المعادن التي يوقد عليها في النار كذلك يبين الله مثل الحق والباطل. وذاك الحق يبقى ويعظم نفعه اما الباطل فيذهب كذلك يضرب الله الحق والباطل فربنا جل جلاله نعم انزل من السماء ماء فسأل اودية بقدرها فاحتمل السيد الزبل الروابية ومما يوقدون عليه في النار في حلية او متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال هنا لما نبه ربنا جل جلاله فقال فذلك يظلم الله الحق والباطل وجعله مثلا على علو رتبة هذا المثل شرع في شرحه فبدا بما هو الاهم في هذا المقام وهو ابطال الباطل الذي اظلهم فقال فاما الزبد فيذهب جفاءا اي فاما الزبد الذي يعلو السيل ويعلي المعادن عند الايقاظ عليها فيذهب ضائعا مضمحلا مرميا لا ينتفع به يعني الانسان ايش هو هذا الشيء غير؟ غير نافع يلقيه واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض نمضي الان للذهب والمعالي الجيدة يعني الناس تنتفع بها حتى يحرص الانسان لاجل ان يبقي علما نافعا يحرص الانسان ان لا تنقطع حسناته عند وفاته واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض. اي واما ما ينفع الناس من الماء الصافي والمعادن الخالصة فيبقى في الارض ويستقر فينتفع به الناس كذلك يضرب الله الامثال. اي كما مثل الله لكم هذا المثل لبقاء الحق وذهاب الباطل كذلك يضرب الله لكم الامثال يتضح لكم الحق من الباطل ولذلك هذه الامثال يضربها ربنا جل جلاله لاجل ان يعقلها الناس. وبعض السلف كان اذا قرأ ومر به مثلا يعرفه ربما بكى فربنا جل جلاله قال وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون فعلى الانسان ان يتعلم للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به اولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد يقول الاخوة في مركز تفسير للمؤمنين الذين اجابوا ربهم لما دعاهم لتوحيده وطاعته المثوبة الحسنى وهي الجنة. طبعا الحسنى تأنيث الاحسن لانها عظيمة الحسن الجنة عظيمة الحسن والكفار الذين لم يجيب دعوته الى توحيده وطاعته. لو اتفق ان لهم ما في الارض من انواع المال ولهم مثله مضاف اليه لبذلوا كل ذلك فداء لانفسهم من العذاب طبعا هم لا يتهيأ لهم هذا لكن لو تهيأ يقدمونه وتأمل كيف ان الناس يحرصون على المال في هذه الدنيا ولكن بعد الموت لو كانت الارض جميعا بيده لقدمها لاجل ان يفتدي من عذاب الله ولن يتحصل له لا الفداء ولا المال اولئك الذين لم يجيبوا دعوته يحاسبون على سيئاتهم كلها ومسكنهم الذي يأوون اليه جهنم. وساء فراشهم ومستقرهم الذي هو النار. اذا هذه اية عظيمة جدا يعني فيها حال الناس مع الوحي لما بين ربنا جل جلاله الحق من الباطل. ذكر ان الناس على قسمين مستجيب لربه فذكر ثوابه وغير مستجيب فذكر عقابه فيكون في هذه الاية الترغيب والترهيب للذين استجابوا لربهم الحسنى اي للذين اجابوا ربهم فامنوا به واطاعوا رسوله الجزاء الحسن في الدنيا والجنة في الاخرة من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة هذا في الدنيا اما في الاخرة قال ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون للذين احسنوا الحسنى والزيادة في سورة يونس للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الاخرة خير ولنعمة دار المتقين فربنا جل جلاله قال للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا لهم لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثلهم معه لا افتدى به ايها الذين لم يؤمنوا بربهم ولم يطيعوا رسوله لو انهم يملكون كل شيء في الارض ويملكون مثله معه لقدموه فداء بتخليص انفسهم من عذاب النار يوم القيامة قال اولئك لهم سوء الحساب. اي اولئك الكفار الذين لم يستجيبوا لربهم يؤخذون يوم القيامة بجميع ذنوبهم صغيرها وكبيرها ولا يغفر الله شيئا منها فلا يقبل لهم حسنة ابدا ولا يتجاوز لهم عن سيئة ابدا قالوا مأواهم جهنم وبئس المهاد. ايهما اسكن الكفار ومقامه يوم القيامة نار جهنم وبئس الفراش جهنم بئس المهاد. طبعا بئس ما مهدوا لانفسهم وايضا هذا النار هم يعني من تحتهم النار ومن فوقهم نار هم ملفوفون في النار لفة من فوائد الايات اولا بيان ظلال المشركين في دعوتهم واستغاثتهم بغير الله تعالى وتشبيه حالهم بحال من يريد الشرب فيبسط يده للماء بلا تناول له وليس بشارب مع هذه الحالة لكونه لم يتخذ وسيلة صحيحة لذلك اني من وسائل الايضاح في القرآن ضرب الامثال وهي تقرب المعقول من المحسوس وتعطي صورة ذهنية تعين على فهم المراد اثبات سجود جميع الكائنات لله تعالى. طوعا او كرها بما تمليه الفطرة من الخضوع له سبحانه هذه الفوائد التي ذكرها الاخوة وانا اضيف فائدتين. اولا الله جل جلاله هو الذي ينبغي ان يصرف له الدعاء والخوف والرجاء والحب والرغبة والرهبة والانارة لان الوهيته هي الحق والوهية غيره باطلة ثانيا شبه الكفار في دعائهم لاصنامهم عند ضرورتهم برجل عطشان لا يقدر على المال وفي قلة جدوى دعائهم لالهتهم ممن جلس على شفير بئر واراد ان يغرف الماء بيديه ليشربه فبسطها ناشرا لاصابعه فلم تلق كفاه منه شيئا ولم يبلغ طلبته من شربه اذا هو تشبيه له بالحالين تشبيه له في الدنيا فهو على خطأ وتشبيه له في الاخرة حينما يبلغ عمله ويختبر عمله ينتفع فلا ينتفع من ذلك هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته