يبسط ان يبصر واصله بسط يدل على امتداد الشيء اما يقدر ان يضيق يقال قدرت عليه الشيء اذا ظيقته كأنما جعلته بقدر هو اصل قدر يدل على مبلغ الشيء ونهايته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وليست الهداية بايديهم حتى يربطوها بانزال الايات اذا لما ذكر الله تعالى طعنهم في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال ونبه على الاعتقاد بالحشر والميعاد ثم طعنهم فيه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد المختصر في التفسير الصحيفة الثانية والخمسون بعد المئتين مع سوء سورة الرعد نسأل الله فضله ورحمته قال الله تعالى افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى انما يتذكر اولو الالباب لا يستوي الذي يعلم ان ما انزل الله عليك ايها الرسول من ربك هو الحق الذي لا مرية فيه وهو المؤمن المستجيب لله ومن هو اعمى وهو الكافر غير المستجيب لله انما يعتبر ويتعظ بذلك اصحاب العقول السليمة طبعا هنا ختمت الاية بقولك انما يتذكر اولو الالباب فالالباب هي العقول الزكية مفردها لب واصل اللب الخلاص والجودة والشيء المنتقى فقوله تعالى افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى اي اهذا الذي يعلم ان القرآن الذي انزله الله عليك يا محمد حق لا شك فيه فيؤمن به ويتبعه ما الذي هو اعمى القلب لا يعلم ما انزل الله في كتابه ولا يفهم ولا يتبعه افهذا كهذا لا يستويان ولذا ربنا جل جلاله قد غاير بين المؤمن وغير المؤمن فقال امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب ولذلك المؤمن كلما رأى اهل العصيان طار على مخالفتهم في طاعة الله سبحانه وتعالى الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق الذين استجابوا لله هم الذين يوفون بما عاهدوا الله عليه او عاهدوا عليه عبادة ولا ينكثون العهود الموثقة مع الله او مع غيره طبعا الميثاق عقد مؤكد بيمين وعهد واصله العقد والاحكام وهذه الاية الكريمة يتعظ بها المؤمن وتأمل كيف ختمت الاية التي قبله انما يتذكر اولو الالباب اي انما يتعظ بايات الله ويعتبر بها اصحاب العقول السليمة الصحيحة وهذا الفرق كما فرق في العبادة فرق في الاستماع. ولذلك ربنا قال الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب وتأمل ختمت باولو الالباب ثم قال الله تعالى الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق فمن كان صاحب لب لم يخلف عهده مع الله تعالى ولا عهده مع الناس الذين يوفون بعهد الله اي الذين يوفون بالعهد الذي بينهم وبين الله تعالى من الاوامر والنواهي ويوفون بالعهد الذي بينهم وبين الناس بالوفاء بالعقود في المعاملات واداء الامانات الى غير ذلك وهذا يعيدنا الى ان الدين مبني على الاخلاص لله والعمل بطاعة الله سبحانه وتعالى والاحسان الى عبيد الله قال ولا ينقضون الميثاق اي لا يقع منهم نقض لهذا العهد المؤكد فهم مستمرون على الوفاء بهم ثم قال الله سبحانه وتعالى والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب قال الذين استجابوا لله هم الذين يوفون بما عاهدوا الله عليه او عاهدوا عليه عبادهم ولا ينكثون العهود الموثقة مع الله ومع غيره. وهم الذين يصلون كل ما امر الله بوصله ان الارحام ويخشون ربهم خشية تدفعهم الى امتثال اوامره واجتناب نواهيه ويخافون ان يحاسبهم الله على كل ما اكتسبوه من الاثم. فمن نوقش الحساب هلك تأمل هذه الايات الجليلة والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل اي من صفات اولي الالباب الذين يؤمنون انهم يصلون كل ما امر الله بوصله من الايمان بالله وطاعته وعبادته وحده لا شريك له وصلة الارحام وغير ذلك من الذي دفعهم الى هذا؟ قال ويخشون ربهم اي ويخشون ربهم ان خالفوا اوامره فقطعوا ما فقطعوا ما امرهم بوصله حتى نعلم على ان الخشية هي التي تدفعه عن العمل ويخافون سوء الحساب. وهذا من الخشية ان الانسان يخاف حسابه يوم القيامة. اي ويخافون مناقشة الله لهم عن جميع اعمالهم وعدم مغفرة ذنوبهم ثم قال الله تعالى والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون بالحسنة السيئة اولئك لهم عقب الدار هم الذين صبروا على طاعة الله وعلى ما قدره الله عليهم مما يسر او يسوء وصبروا عن معصيته طلبا لمرضاة الله وادوا الصلاة على اكمل وجه وبذلوا مما اعطيناه من الاموال الحقوق الواجبة وبذلوا منها تطوعا خفية للبعد عن الرياء وجهرا ليتأسى بهم غيرهم ويدفعون سوء من اساء اليهم بالاحسان اليه وهذه مما يشكر عليه الاخوة في مركز تفسير على هذا الاختيار اولئك المتصفون بهذه الصفات لهم العاقبة المحمودة يوم الحساب وتأمل هنا ويدفعون سوء من اساء اليهم بالاحسان اليه نعم والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم ايها الذين صبروا على طاعة الله وصبروا عن المعصية صبروا على الطاعة وادوا الافعال الواجبة وصبروا على المعصية فلم يقعوا فيها وصبروا على الاقدار المؤلمة. لماذا؟ طلبا لرضوان الله تعالى وثوابه واقاموا الصلاة اي وادوا الصلوات باركانهم وشروطها وسننها مع خشوعها في اوقاتها خاشعين فيها لله تعالى وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية اي واخرجوا الزكوات المفروضة والنفقات الواجبة من الاموال التي رزقناهم فاعطوها لمستحقيها في الخفاء وفي العلن كما قال الله تعالى الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ثم قال تعالى ويدرؤون بالحسنة السيئة. وهذه فيها امران. الامر الاول كما قاله الاخوة في مركز تفسير يدفعون سوء من اساء اليهم بالاحسان اليه والامر الثاني يدفعون بالعمل الصالح السيئة من الاعمال فاذا وقعوا في شيء اكثر من العمل الصالح كما قال الله تعالى ان الحسنات يذهبن السيئات كما قال تعالى ولا تستوي الحسنة ولا السيئة تدفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم قال اولئك لهم عقبى الدار اي نعم الدار دار عقباكم. فالمخصوص بالمدح محذوث نعم الدار ودار اقواكم اولئك لهم عقبى الدار اي اولئك المؤمنون الذين ذكرنا اوصافهم لهم في الاخرة الجنة اولئك لهم عقبى الدار ولذلك يعني عقب الدار اي تصير الجنة اخر امرهم والعقبة هي العاقبة والعاقبة الشيء الذي يقع عقب شيء اخر وهذه قد اشتهر استعمالها في عاقبة الخير كتب الله لنا ولكم كل خير وجعل الله عاقبة امرنا خيرا في كل امر. اللهم امين. اللهم امين. اللهم امين جنات عدن يدخلونها ومن صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب والملائكة يدخلون عليهم من كل هذه العاقبة المحمود هي جنات يقيمون فيها منعمين اقامة دائمة ومن تمام نعيمهم فيها ان يدخلها معهم من استقام من ابائهم وامهاتهم وازواجهم واولادهم اكمالا لانسهم بلقائهم والملائكة يدخلون عليهم مهنئين من جميع ابواب منازلهم في الجنة جنات عدن وعد اي عدل اي اقامة واستقرار وثبات يقال عدن بالمكان اذا اقام به واستقر واصل عدن يدل على الاقامة جنات عدن يدخلونها ومن صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم. اي لهم جنات مكث واقامة دائما يدخلونها هم والصالحون من ابائهم وامهاتهم وازواجهم واولادهم وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى وفي سورة الطور والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم وما التناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهن فهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى قال والملائكة يدخلون عليهم من كل باب. ايضا الملائكة يدخلون على المؤمنين من كل باب من ابواب الجنة لاجل السلام عليهم وتهنئتهم بدخول الجنة باي شيء يهنئونهم؟ سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار. اي تقول الملائكة لاهل الجنة سلمكم الله ايها المؤمنون من العذاب والاهوال والشرور بسبب صبركم في الدنيا فنعم عقبى الدار الجنة فهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار اي هذه العاقبة المحمودة هي جنات يقيمون فيها منعمين السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار يقول الاخوة في مركز تسيير وتحييهم الملائكة كلما دخلوا عليهم بقولهم سلام عليكم اي سلمتم من الافات بسبب صبركم على طاعة الله وعلى مر اقداره وصبركم عن معصيته فنعم عاقبة الدار التي كانت عاقبتكم قال الاخوة في مركز السر ولما ذكر الله صفات المؤمنين ثنى بصفات الكفار المعرضين. وقبل ان ننتقل الى هذا يعني ندرك ويقول الذين كفروا بالله وبآياته هلا انزل على محمد اية حسية من ربه تدل على صدقه فنؤمن به. قل ايها الرسل لهؤلاء المقترحين ان الله يظل من يشاء بعدله ويهدي اليه من رجع اليه بالتوبة بفضله هنا كلمة السلام ما التي يكثر تردادها وهذا الدعاء بالسلام ونحن في الصلاة لما نلتفت يمينا وشمال نقول السلام عليكم ورحمة الله. السلام عليكم ورحمة الله وحينما يلقى احدنا احدا يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فهذا دعاء جليل فانت حينما تسلم استحتر نية الدعاء وحينما ترد استحضر هذه النية وكم نحن بنا حاجة الى السلامة والانسان يستدر السلامة والرحمة بالعمل الصالح ثم قال الله سبحانه وتعالى والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك لهم اللعنة لهم سوء الدار هنا لما قال الاخوة في مركز تفسير لما ذكر الله صفات المؤمنين تنى بصفات الكفار المؤذن فقال والذين قال في تفسيرها والذين يمكثون عهد الله من بعد توكيده ويقطعون ما امر الله بوصفه من الارحام ويفسدون في الارض لمعصية الله اولئك البعداء الاشقياء لهم الطرد من رحمة الله ولهم سوء العاقبة وهو النار اذا القرآن مثاني حينما يذكر المؤمنون يذكر بمن لم يؤمن قال تعالى والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار. اذا لما ذكر الله تعالى حال السعداء ذكر ما ترتب عليها من الاحوال الشريفة العالية ثم اتبع ربنا جل جلاله ذكر حال الاشقياء وذكر ما يترتب عليها من الاحوال المخزية جنبنا الله واياكم فاتبع الوعد بالوعيد والثواب بالعقاب ليكون البيان كاملا فقال والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه. ايها الذين لا يوفون بعهد الله من بعد تأكيده عليهم وتغليظه وتوثيقه انما يقابلونه بالاعراض والنقض قال ويقطعون ما امر الله به ان اي ويقطعون ما امر الله بوصله من الايمان والعمل الصالح وصلة الارحام قال ويفسدون في الارض ايوة يفسدون في الارض بالكفر والمعاصي والصد عن سبيل الله اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار. اي اولئك لهم الطرد والابعاد من رحمة الله ولهم ما يسوؤهم في جهنم نسأل الله العافية ثم قال الله تعالى الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر. وفرحوا بالحياة الدنيا. وما الحياة الدنيا في الاخرة لا متاع وقبل ان اقرأ كلام الاخوة في مركز تفسير متاع اي متعة وانتفاء هو اصل مثلا المنفع وامتداده في مدة خير وهذه الاية عظيمة فيها بيان حال الدنيا مع حال الاخرة قال الاخوة في مركز تفسير الله يوسع في الرزق لمن يشاء ويضيق على من يشاء من عباده وليس توسيع رزقي علامة على السعادة ولا على محبة الله ولا ضيقه علامة على الشقاء وفرح الكفار بالحياة الدنيا فركنوا واطمئنوا اليها وليست الحياة الدنيا في جنب الاخرة الا متاعا قليلا ذاهبا نعم وهذه الاية عظيمة جدا الله يرفض الرزق لمن يشاء ويقدر حتى الانسان يعني يتجمل في الطلب اي الله وحده هو الذي يوسع الرزق لمن يشاء ويضيق الرزق على من يشاء بحسب ما تقتضيه حكمته فارادة ارادة الله تعالى مقرونة بحكمته ومشيئته مقرونة بحكمته وربنا قال الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له ان الله بكل شيء عليم. فربنا جل جلاله يعطي الناس على حسب ما يصلح احوالهم قال وفرحوا بالحياة الدنيا. اي وفرح الكفار الذين وسع الله ارزاقهم بنعيم الحياة الدنيا فرح بطر وطغيان وغفلوا عن الاخرة ومر معنا في سورة يونس ان الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمئنوا بها والذين هم عن اياتنا غافلون اولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون وتأمل ختم الاية اخي الكريم وما الحياة الدنيا في الاخرة الا متاع. لتدرك حقيقة الدنيا بمعنى ما نعيم الحياة الدنيا في جنب نعيم الاخرة الا شيء قليل وتمتع ضئيل لا قيمة له. سرعان ما ينقضي ويزول وفي سورة النساء قل متاع الدنيا قليل والاخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا وفي سورة التوبة فما متاع الحياة الدنيا في الاخرة الا قليل اذا هذه الدنيا قليلة قليلة قليلة ويقول الذين كفروا لولا انزل عليه اية من ربه. قل ان الله يضل من يشاء ويهدي اليه من اناب لانه انذرهم بحلول عذاب الاستئصال ذكر انهم طعنوا فيه بانه لم يأتي لهم بمعجزة مبينا كما فعل الرسل من قبله فقال تعالى ويقول الذين كفروا لولا انزل عليه اية من ربهم اي من يقول الكفار من قومك يا محمد هلا انزل على محمد معجزة من ربه حتى نؤمن بانه رسول الله وهؤلاء يطلبون ويطلبون قل ان الله يضل من يشاء ويهدي اليه من اناب. اي قل يا محمد لقومك الذين يقترحون عليك انزال اية ان الله يضل من يشاء من عباده فيخذله عن الايمان بالله ويهدي اليه من رجع وتاب فيوفقه لاتباع الله واتباع دين الله تعالى. وليس ضلال من يضل منكم لانه لم تنزل اية من ربي وفق ما تقترحون ولا هداية من يهتدي منكم بسبب انزالها عليها وانما ذلك بيد الله ولذا ربنا قال الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب. يعني الذي يقبل على الله سبحانه وتعالى. هنا قالوا ويهدي اليه من اناب وفي سورة الشورى ويهدي اليه من ينيب. فعلى الانسان دائما ان يرجع الى ربه ومولاه. فيهتدي الانسان بهدايات القرآن لما ذكر قال ويهدي اليه من الاناب قال الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب هؤلاء الذين يهديهم الله هم الذين امنوا وتستأنس قلوبهم بذكر الله بتسبيحه وتحميده وبتلاوة كتابه وسماعه وبغير ذلك من انواع الذكرين الا بذكر الله وحده تستأنس القلوب وخليق بها ذلك. اذا ذكر الله تعالى يا اخواني منزلة عظيمة وباب من الخير جليل وكما قال معاذ بن جبل ليس شيء انجى من عذاب الله من ذكر الله والانسان بذكر الله سبحانه وتعالى يستذكر يستذكر امر الله سبحانه وتعالى الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب ذكر سبحانه وتعالى في هذه الاية الحظ على ذكره وانه به تحصل الطمأنينة ترغيبا في الايمان بذكره تعالى ترغيبا في الايمان به سبحانه وتعالى وترغيبا بذكره. تبي رجله تعالى تطمئن القلوب لا بالايات المقترحة التي يقترحها الكفار بل ربما كثر بعد بعد الايات فينزل عذاب فربنا جل جلاله يعذب الامم التي لم تؤمن اذا الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله. اي ويهدي الله الذين امنوا وتسكن قلوبهم ويزول قلقها واضطرابها بذكر الله تعالى ومن ذكره القرآن الا بذكر الله تطمئن القلوب اي الا بذكر الله تسكن قلوب المؤمنين ويزول عنها قلقها واضطرابها وحري بها ان لا تطمئن لشيء سوى ذكره سبحانه وتعالى من فوائد الايات الترغيب في جملة من فضائل الاخلاق الموجبة للجنة. ومنها حسن الصلة اي صلة الاقارب والارحام والاصدقاء والشركاء من كان له شرك في عمل او شي عليه ان لا ينسى لا ينسى وداد لحظة ولا ينسى الانسان تعليم الافضل اذا يقول الاخوة الترغيب في جملة من فضائل الاخلاق الموجبة للجنة ومنها حسن الصلة وخشية الله والوفاء بالعهود والصبر والانفاق ومقابلة السيئة بالحسنة والتحرير من ضدها ان مقاليد الرزق بيد الله سبحانه وتعالى وان توسعة الله تعالى او تضيقه في رزق عبد ما لا ينبغي ان يكون موجبا لفرح او حزن فهو ليس دليلا على غضب الله او سخطه على ذلك العبد ان الهداية ليست بالضرورة مربوطة بانزال الايات والمعجزات التي اقترح المشركون اظهارها من اثار القرآن على العبد المؤمن انه يورثه طمأنينة القلب. هكذا ذكر الاخوة هذه الفوائد والعوائد في هذه الصفحة الكريمة من كتاب الله تعالى ولعلنا نضيف تسعا من الفوائد. اولا الصبر حينما يصبره المؤمن عند فعل الطاعات او عند ترك المعاصي او عند المقظورات المؤلمة يحتسب المرء فيه الاجر والثواب عند الله تعالى وتأمل في الاية والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم فلم يكتفي منهم مجرد الصبر حتى يكون خالصا لوجه الله تعالى ثانيا الصلاة مما يعين على الصبر فلما قال تعالى والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم قال واقاموا الصلاة فالصبر والصلاة هما العونان على مصالح الدين والدنيا والدنيا والاخرة ثالثا المذكور في صفات المؤمنين وتأمل هذه الصفات الجميلة افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى. انما يتذكر اولي الالباب الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون بالحسنة سيئة هذه صفات ثم قال اولئك لهم عقبى الدار. اذا المذكور في صفات المؤمنين جمع مقامات الاسلام والايمان اذ اشتمل على فعل المأمور وترك المحظور والصبر على المقدور رابعا يجزئ السلام يعني مع حذف الالف واللام كما لو قال القائل سلام عليكم لقوله تعالى والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار لكن مع الالف واللام اولى. لان الالف واللام هنا للتفخيم والتكثير فلما تقول السلام عليكم يعني تدعو لمن تسلم عليهم بالسلامة العظيمة الجليلة السلامة في الدنيا السلامة في القبر السلامة في الاخرة. السلامة في كل شيء اما هنا الملائكة تقول سلام عليكم لانهم قد بلغوا دار السلام ووصلوا دار السلام وانما يكررون امر الله تعالى عليهم لانه امر جليل عظيم قد امر الله تعالى ان يكونوا من اهل السلامة فنسأل الله ان يرزقنا السلامة واياكم وكل مؤمن في كل زمان ومكان خامسا من الملائكة ملائكة موكلين بتحية اهل الجنة اذا من اركان الايمان الايمان بالملائكة والملائكة لهم وظائف جليلة وبعضها في الدنيا وبعضها في الاخرة والمؤمن حينما يكون في بطن امه امه يرسل ملك فيكتب رزقه والشقي او سعيد ويكتب ما يتعلق به وفي بطن امه يرعى من المعقبات وفيما حينما يخرج من بطن امه يرعى من الملائكة كما مر في الايات السابقة ويوم القيامة ويبشرون في الدنيا وفي القبر وعند الفزع الاكبر فهؤلاء خلق عظيم من خلق الله تعالى نؤمن بهم سادسا النعيم السرمدي سببها الصبر فعلى المؤمن ان يستحظر الطاف الله عنه عند الابتلاء يعني كلما حصل لك تأخير شيء ترجوه او ابتلاء بمرض او باهل او بجار او نحو ذلك استحظر الطاف الله سبحانه وتعالى لان النعيم السرمدي لا ينال الا بالصبر. قال سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار عاقبة الدار العاقبة الحسنة بالصبر على جميع ما يصبر عليه من فعل الطاعات وترك المحرمات والصبر على المقدورات سابعا الجنة هي دار السلام وهي دار السلامة لانها سالمة من كل عيب او افة او شر ثامنا الدعاء بالسلامة يعني شرع للاحياء وشرع للاموات تاسعا التحذير من قطيعة الرحم فانها سبب للعن والعقاب والطرد من رحمة الله تعالى هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد